ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

سلمان هادي آل طعمة

ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

المؤلف:

سلمان هادي آل طعمة


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١

الامام الحسن المجتبى

عليه‌السلام

٦١
٦٢

مولد الحسن المجتبى

حملت الهوى والهوى معضل

فيا عاذلي هان ما تعذل

وما هاجني غير قول الوشاة

وبي اروق مسرف مذهل

اذا ذكر الحسن المجتبى

كبدر برؤيته يكمل

جلائل اعماله جمة

واحكامه الهدى حفل

فإنت المرجّى بيوم الحتوف

وبابك للخير لايسدل

تطلع في افقنا مصلحا

كما في الفلاة سرى منهل

٦٣

شمائل كالروض في حسنه

ومجد له يزدهي المحفل

تردى ببرد العلى والفخار

ومن راحتيه الندى ينزل

سليل محمد ساد الملا

هو العيلم الفذ والموئل

فديت بنفسي خير الهداة

وفي كل نازلة يعدل

لكم شاقني ذكرك المجتلي

تمنى الضحى لك يستقبل

فيا مرحبا بسلسل الوصي

زكي يلين له الجندل

ويشعل فحم الدجى بالضياء

له المجد من الق يرفل

جلالك نصب عيون الانام

ونور محياك لا يافل

كما النجم يزهر فيه افقه

غدا الدهر عن فضله يسال

الست حليف التقى والهدى

ووالدك البطل الامثل؟

٦٤

الست المبجل سبط الرسول

تذب عن الحق لاتخذل؟

اضرغام فهر وعز الاباة

بيوم الردى عاصف زلزل

لقد خصك المصطفى بالحنان

وان هواك له مقبل

نهضت لدعوة دين الهدى

بنور مصابيحه تشعل

١٩٧٥

٦٥
٦٦

الامام الحسين بن علي

عليه‌السلام

٦٧
٦٨

اشراقة مولد

القيت في الروضة الحسينية المقدسة بمناسبة ميلاد ابي الاحرار الامام الحسين بن علي (ع) مساء يوم ٣ / ٣ / ١٩٥٧ م :

ارج الولاء ذكا بوحي الخاطر

بشرا بميلاد الحسين الطاهر

وتبسمت شوقا تباشير الهنا

وتناشدت نغم السرور الوافر

حيث الهناء الطلق يطفح بهجة

فيفوق انفإس الربيع الزاهر

والقلب تغمره الصبابة والهوى

شوقا الى وصل الحبيب الهاجر

فانصاع ينشر من جمال ولاته

لطفإ يمر على النسيم العابر

زخرت به الذكرى مشارق طلعة

سكرى يحن لها فؤاد الشاعر

ارجاء « يثرب » قد زهت قسماتها

فرحا كانوار الصباح السافر

قد حركت حتى الجماد ، ونورت

دنيا الرشاد ، فيا لصنع القادر

وتعالت الاصداء يرقص خلفها

حلم الندامى وانتعاش الخاطر

٦٩

اليوم قد ولد الحسين ، واشرقت

جنبات يثرب بالسناء الزاخر

* * *

ياروعة الذكرى ومشرق امة

عزف الخلود لها بلحن ساحر

ما زال يومك وهو يوم عقيدة

مثلى يشع على الزمان الحاضر

وترنم التاريخ بالمثل التي

سطرتها بدم زكي طأهر

فإلطف ينبئ عن بطولتك التي

قد حطمت صرح الدعي الماكر

احسين يارمز القداسة والتقى

والمكرمات ، ويا اريج الخاطر

ما زال مجدك شامخا ومشيدا

في عالم الشرف الاصيل العامر

لك في الجهاد مواقف محمودة

تجلو الشكوك وكل ليل عاكر

ياسيد الشهداء حسبك رفعة

علياء تطفح بالاباء العاطر

ويهديك الملأ استتار سبيله

ومشى بعزم في المسالك قاهر

بعثرت جيش المارقين بعزمة

وثابة تجتاح كيد الجائر

* * *

لك يابن فاطمة ازف قصائدي

وطلاقة الذكرى تلوح لناظري

فكانها فجر يشع ضياؤه

فوق الخلائق في ضياء باهر

لله درك من ابي خالد

يمتاز بالمجد الاثيل النادر

مارس ١٩٥٧

٧٠

في مولد الحسين

ذكراك لحن في الشفاء يغرد

ونشيد قدس في الفخار مخلد

يوم اطل على الدنا فتلقفت

لحنا سرى عبر الجنائن ينشد

فإلنور يسكب سحره وبهاءه

عبر الفضاء كما يشع الفرقد

والفجر يعبق بالبشائر والهدى

فيتيه حيدرة ويفخر احمد

والروض يطفح بالنسائم والشذى

والبلبل الجذلان راح يغرد

والشوق يقطر سلسبيلا جارفإ

والقلب من طرب غدا يتهجد

٧١

والبيت تغمره نسائم بهجة

مذ فيه قد ولد الحسين الامجد

* * *

يا مطلع الامجاد منبلج السنا

يجلو دياجير الدجى ويبدد

لك في سماء المجد المع فرقد

تمضي الدهور وضوئه يتجدد

عشت الحياة وفي اهابك عزة

يزهو بها الحجر الكريم الاسود

وفم الزمان يفيض باسمك صادحا

ان فيك للاسلام جدد سؤدد

اصليت حزب المارقين بعاصف

من نار غيضك والهدى لك يشهد

ودحرت جيش الفسق لم تذعن له

تدعو لدين المصطفى وتردد

ذكراك نور قد تجلى واعتلى

فخرا يتيه به الزمان ويشهد

٧٢

يا سبط احمد والشريعة كالسما

ولأنت فيها الكوكب المتوقد

اعطيت للاسلام خير حشاشة

فكسبت ذكرى في المكارم تحمد

غذيت مجدك بالبطولة والابا

والتضحيات ونار عزمك توقد

وابيت الا ان تعيش مكرما

لا تنثنى مهما يجور الحسد

يا باعث الامجاد حسبك رفعة

وبهديك الاسلام راح يمجد

مازال مولدك المطهر ابلجا

يزهو به هام الفخار ويسعد

لولا حسامك ما استقام بارضنا

دين ولا في القوة قام السيد

لولا كفاحك لم يكن شرع لنا

ولما دعانا للصلاة المسجد

مازلت رمزا للشريعة ساميا

تتشرف الدنيا به وتخلد

ولانت نبراس تضيئ لامة

كالشمس تفتك بالدجى لاتخمد

٧٣

حسب القوافي ان تخلد ضيغما

فذا على جيش العدى يتمرد

فليفخر التاريخ انك بالدما

اكملت دينا جاء فيه محمد

٣ شعبان / ١٣٨٦ هـ ١٩٦٦

٧٤

القدسية الخالدة (١)

الى رمز البطولة والاباء سيد الشهداء الحسين بن علي (ع)

فخرت بك الحقب الطوال

وشدا بموقفك النضال

وسما بك العزم الطموح وزلزلت منك الجبال

وزها بك المجد الأغر ومجدت فيك الخصال

وبلغت في الدنيا الكمال ، ويجتنى منك الكمال

وعراك من ظلم الطغاة المستبدين انذهال

في دولة شوهاء منهجها على الدهر الضلال

افعالها خزي ، وعيش ذوي الحجا فيها وبال

والحق ضاع لديهم والحكم ومكر واحتيال

__________________

١ ـ نشرت في العدد الخاص بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه‌السلام من جريدة ( القدوة ) الكربلائية الصادر سنة ١٩٥٣ م.

٧٥

لما سرى ظعن الحسين ، وفيه للتقوى مثال

وتحفة الاملاك تكسوها المهابة والجلال

يا قاصدا ارض العراق ، وارضه حرب سجال

بوركت من مثل تفاخر فيك ايام طوال

ومناضل لا يستكين وما بهمته كلال

قد سرت كالليث الهصور اثار عزمته القتال

وشهرت سيفك لاتهاب ، وانت للعليا مثال

في وجه جيش مستبد فيه بان الانخذال

وقست قلوبهم وهم لاشك اجلاف سقال

لهفي على رهط النبي ورزؤهم داء عضال

ظلوا عطاشى ظامئين وقربهم ماء زلال

مولاي رزؤك خالد في كل قلب لايزال

ولانت قدست الخلود وحسبنا فيك الكمال

* * *

أأبا علي ، تلك تضحية يشع بها الجلال

قامت بوجه الحق تدعم صرحة العالى رجال

اعظم بها من نهضة في الدهر ليس لها زوال

فجرت بك الحقب الطوال وشد بموقفك النضال

ايلول ١٩٥٣

٧٦

مصرع الحسين عليه‌السلام

القيت في الاحتفال الكبير الذي اقيم في ثانوية كربلاء للبنين عام ١٩٥٣ :

تحليت بالصارم الباتر

لردع قوى الحاكم الجائر

وسجلت في صفحات الخلود

سطورا من الامل الزاهر

وتسطع كالانجم الزاهيات

وتنفخ بالارج العاطر

صريع الاباء لهول المصاب

ورمز العقيدة للسائر

ومن مثله في سمو الاباء

وفي موقف البطل الثائر

ابى بيعة الفإسق الفإجر

وبيعة مستهتر كافر

وارشد جيلا برغم الكفاح

الى النور من هديه الطأهر

وفإق على غيره في الجهاد

بايمان ذي ثقة قادر

قضى دهره في نضال مرير

وخاض بمعترك فإئر

* * *

٧٧

شهيد العلى يا مثير النفوس

بموقفك الفذ في العاشر

بلغت الطفوف فحامت عليك

خصوم لها امرة الجائر

وقابلت جيشا يضم الخنا

ويزحف في موكب صاغر

وطحت شهيدا بارض الطفوف

من الافق كالكوكب الزاهر

وراحت تقدسك الذكريات

تشيد بموقفك السائر

فتبا لعادية في الزمان

وكارثة هيجت خاطري

ارددها في نشيد الخلود

وتصغي لها فكرة الشاعر

ذكرت الحسين واصحابه

و اطفاله في الدجى العاكر

بيوم تخضب بالسائلات

من الدم في مذبح الناحر

فسالت على وجنتي الدموع

حدادا على القائد الظافر

* * *

فيا وقعة خلدتها العصور

لتفخر بالمبدأ الظاهر

ويا موقفإ ثار فيه الحسين

كالليث في موقف ثائر

ليقضي على الظالمين العتاة

ويطعن بالغاصب الغادر

ويحيي بدين الرسول القويم

ويسموا بايمانه العامر

مضى يومه بالتقى والعفاف

يمجد بالامل العاطر

* * *

حسين الاباء ورمز الخلود

ويا مصرعا للتقى الطاهر

تلفع يومك بالمكرمات

تنشد في الموكب القاهر

٧٨

ولا زالت الذكريات الحسان

تشع بمطلعها الساحر

وتعلو مع الحق اثر الحياة

وتزهو على مستوى فإخر

* * *

تعاليت يا علما في النضال

وبوركت من قائد قاهر

وبوركت من رائد للكفاح

بعزم يهد قوى الفإجر

سلام على يومك الزاهر

كسى الافق بالالق الباهر

وما زال نبراسه لامعا

يشق عباب الدجى العاكر

ويلقي دروس النضال المرير

ويوحي البطولات للسائر

* * *

فديتك يا قدوة المصلحين

ويا نفحة الطهر من طأهر

سيبقى نضالك عبر العصور

يرن مع الفلك الدائر

ويكي الطغاة بلفح الهجير

وبطش بالثعلب الماكر

فلا مستبد يجوب البلاد

ويسعى لماربه الغادر

* * *

ابا الطهر تهفو اليك النفوس

وذكراك انشودة الشاعر

تحليت بالصارم الباتر

لردع قوى الحاكم الجائر

١٩٥٣

٧٩

حسين الشهادة

لمن تندب الارض انسانها

وتبكي السموات كيوانها؟

وتهتز شجواً قلوب الانام

وقد شدد الخطب احزانها

اتنسى الحسين واصحابه

فسل كربلاء واشجانها؟

وتلك الديار واطلالها

تنوح وتندب سلوانها

لورد حياض الردى قد سرى

وخاض مع الغلب ميدانها

تعاظم خطب يفت القلوب

واغضى وقرح اجفإنها

فمن خط بالسيف لوح الحياة

وضحى وشيد بنيانها؟

يصول كاسد الشرى في الوغى

بعزم يزلزل ثهلانها

كرائم هاشم هل تستباح

كان لم يكن احد صانها

واقفر ربع الهداة الاباة

وناغت امية شيطأنها

فيا تربة قد سقتها الدماء

وراحت تؤجج نيرانها

وفتية فهر غدت بالعراء

وقطعت البيض ابدانها

٨٠