ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

سلمان هادي آل طعمة

ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

المؤلف:

سلمان هادي آل طعمة


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١

زين العباد

من وحي ذكرى مولد السجاد

صغت البيان وهمت بالانشاد

يوم به الدنيا زهت وتألقت

وتباشرت باليمن والإسعاد

هتف الوجود بطلعة علوية

وتناشد العشاق لحن الحادي

وتناثرت اضواء يثرب وازدهى

افق الكرامة بالضياء الهادي

واطل فجر الحق مؤتلق السنى

يطوي الخلود بنوره الوقاد

وانار منطلقا بفيض قداسة

عبر الخمائل والربى والوادي

١٤١

ولد الهزبر فكل قلب ضاحك

مازال يرقب ليلة الميلاد

يادوحة الشرف المؤثل في الورى

وابن الغطارف من ذوي الامجاد

جئت الحياة فكنت فجرا باهرا

يجلو ظلام الغي والالحاد

وهززت اركان الوجود بقوة

تدعو لنهج الحق والارشاد

وتمجد الدين الحنيف وترتدي

برد العلى عبقا بروض النادي

عشت الحياة وماحصدت سوى الاذى

والضيم والارزاء والاحقاد

وتحكمت في الدين ارجاس الخنا

تدعو الى نشر الضلال البادي

ظلمتك ال امية فاستاثرت

بالذل والطغيان والاجحاد

لله درك من امام ثائر

نشر الهدى في حكمة وسداد

لك في سماء المجد فضل راسخ

ومناقب جلت عن التعداد

١٤٢

لك يا ابا الاحرار اغلى حكمة

فيها نشرت معالم الارشاد

* * *

مولاي حسبك من امام زاهد

قد كنت للايمان خير عماد

يا ابن الحسين اليك غر عواطف

غراء تنبع من صميم فؤادي

اخلصت حبي للامام وكيف لا

ازجي الثناء الحلو للسجاد

ونظمت من سحر القريض لئالئا

تزهو سنى كالكوكب الوقاد

١٩٦٥

١٤٣
١٤٤

الامام محمد الباقر

عليه‌السلام

١٤٥
١٤٦

ذكرى الامام الباقر

عليه‌السلام

ذكراك فينا بالمباهج تغرق

كالشمس تسطع بالسناء وتشرق

يامن وهبت له المودة كلها

وحديثه عندي الحديث الشيق

خضعت لعليا مجده سير الورى

وكانما الدنيا لذلك تعشق

يامن اليه من زمان ألتجي

وفؤادي الظامي به يتعلق

صوغ الكلام بحمده متلالئ

وفم الوجود بحبه يتدفق

هذا لواك مطرز في افقنا

بالعلم والمجد المؤثل يخفق

ماانت في الدنيا سوى نور الهدى

والعدل باسمك كل حين ينطق

بالمكرمات غدوت تسمو للذرى

والفضل فيك مغرب ومشرّق

احلى البيان اصوغه لك سيدي

مدحا له وافى السحاب الريق

١٤٧

كم من يد لك للفصاحة واللغى

ما البحر الا علمك المتدفق؟

لله درك من امام عادل

سور الكتاب لديك اصل معرق

دنياك وارفة المكارم والعلى

ومآثر فيها الرجا يتحقق

يا باقر العلم الذي من علمه

سيل الفصاحة من سماء يغدق

مني اليك تحية معطأرة

تحكي النسائم كالشمائم تعبق

ساظل من ولهي بحبك هائما

والى جلالك مهجتي تتحرق

١٩٦٥

١٤٨

باقر العلم

جدد الذكرى وحيي العالمينا

اجر دمعا من ماقيك هتونا

قف على ( يثرب ) والثم تربها

واقم فيها نياحا وشجونا

حي ذا الفضل وارباب النهى

بوليد بقر العلم قرونا

شرف يسمو على هام السها

لم يزل للفخر والتقوى خدينا

اي بدر من بني فهر زها

وغدت انواره تجلو الدجونا

في ربى ( يثرب ) اضحت داره

ملجأ الخير وماوى المسلمينا

يا اماما كان للعلم هدى

وحمى نال به نصرا مبينا

احرز القدح المعلى وسما

في طريق المجد يدعو المؤمنينا

وتوارى بعد عمر حافل

كان فيه للورى كهفا حصينا

نال منه الدهر حتى قد قضى

دلفإ بالسم اذ ادمى العيونا

اي خطب قد دهى الاسلام مذ

زلزل الارض انتحابا وانينا؟

اي تاج للمعالي غارب

من غدا للدين كهفا ومعينا؟

١٤٩

هكذا شب الاسى مستعرا

وجلاء الخطب قد عاد رهينا

لم تزل ذكراه نجما هاديا

للمضلين وللعدل امينا

١٩٩٦

١٥٠

الامام جعفر الصادق

عليه‌السلام

١٥١
١٥٢

ذكرى الامام الصادق

عليه‌السلام

سلام على ليث العلى والاطايب

سلام محب للزمان معاتب

ابا المكرمات الغر يا صقر هاشم

ورثت المعالي من لؤي بن غالب

ماثرك الغراء لم يُحص عدّها

ابى الدهر ان يأتي ببر وواهب

ويا طالما اسعفت في الفضل راجيا

ولا عجب ان جاد غيث بساكب

وانك للشرع الحنيف منافح

وعين تظل المكرمات بحاجب

فيا قدوة الاحرار والكوكب الذي

انار قلوب القوم من كل جانب

ويا نبعة الافضال والجود والعلى

سموت على كل الكرام الاطايب

واي امام راح يرسي دعائما

لدين الهدى اذ ضد كل محارب

اقمت شموخ المجد حتى تطاولت

مصابيح رشد كالنجوم الثواقب

١٥٣

ولدت فعاد الشرع ابلج واضحا

كما لاح بدر التم بين الكواكب

يناجيك قلبي وهو يلهج بالثنا

عليك كما حن المشوق لصاحب

لك اليوم عندي من بديع محاسن

تغيث بها الملهوف عبر المصاعب

احييك من قلب احاق به الهوى

كما هام صب في مليح وكاعب

احييك نسل الطيبين ومن لهم

على الكون فضل لايعد لحاسب

وانت امام المتقين وسرهم

ونجواهم سر لكل العجائب

١٩٦٥

١٥٤

معجزة التاريخ

في ذكرى الامام جعفر الصادق (ع)

ما للقلوب اوارها لم يخمد

وتنوح معولة لهول المشهد

رزء له ضجت ملائكة السما

فإجتاح في نكباته قلب الصدي

وانهار قطب الكائنات ولم يزل

جبريل في نعي الامام الامجد

قد بات دامي الطرف من فرط العنا

فتراه محتسبا كريم المقصد

بنقيع سم قطعت احشاؤه

وتمزقت فإنهد ركن المسجد

وهو كطود شامخ غوث الورى

يلقي المنون بوجهه المتورد

قد جرعوه الحتف وهو مقيد

من كان للاصلاح خير مجدد

برحيله قد فت قلب المصطفى

يا للفجيعة والمصاب الانكد!

عجبا لذاك البدر غيب في الثرى

حاز العلى وسما بازكى محتد

يا غرة فاقت على شمس الضحى

نورا به يجلو الدجى كالفرقد

١٥٥

ورث الشهامة عن ابيه وجده

يا قلب ذب كمدا لاكرم سيد

لله من خطب عرى كل الورى

من كل واش خانه او ملحد

يزهو به الشرف الاثيل كما زها

قمر على اوج العلى والسؤدد

صرف الردى اودى بانبل صادق

ودهى الزمان بكل قرم اصيد

مقل السماء بكت بدمع ساخن

من كان منهل علمه لم ينفد

الطب والتاريخ والفقة الذي

قد جاء من دين النبي محمد

هو نقطة العلم الغزير ومن له

علم الكتاب وبالمكارم يرتدي

سمت العقيدة فيه والفكر ازدهى

في كل ناد بالبيان ومعهد

الله اكبر اي صرح قد هوى

يا حسرتا من للورى من مرشد؟

فلتبكه العلياء علما زاخرا

ملا الفضا كالكوكب المتوقد

١٩٩٦

١٥٦

الامام موسى بن جعفر

عليه‌السلام

١٥٧
١٥٨

سليل المكرمات

في ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم (ع) :

نعاك المجد والاسلام جيلا

وحبك في فؤادي لن يزولا

امام قد بكاه الناس شجوا

فكان مصابه خطبا جليلا

أيمسي في ثرى بغداد حينا

سجينا يكظم الداء الوبيلا؟

ثوى رهن السجون بلا نصير

وغرة مجده ابت الافولا

فوالهفي عليه يسام خسفا

يجر وراءه القيد الثقيلا

١٥٩

ابي الضيم جل الخطب فينا

يحز فؤادنا عضبا صقيلا

وايام ظلمت بها فاضحت

تدمي طرفنا جيلا فجيلا

وتطفح بالكابة والرزايا

لتسقي ارضنا دمعا همولا

وكنت السيف يحصد كل باغٍ

تلوح بدربه اسدا صؤولا

وانت ابن الاكارم من لؤي

كليث الغاب يحتضن الشبولا

فكم لك في العلى شرف وعز

وفخر يصنع المجد الاثيلا

سليل المكرمات ونجل طه

لقد ابكيتنا زمنا طويلا

وكم سقيت محافلنا دموعا

عليك وضجت الدنيا عويلا؟

مصابك عز في الاسلام دوما

عليك وضجت الدنيا عويلا

ولاؤك قد غدا فرضا علينا

وكم خضنا به بحرا طويلا؟

١٦٠