ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

سلمان هادي آل طعمة

ديوان المديح والرثاء في محمّد وآل بيته النّجباء

المؤلف:

سلمان هادي آل طعمة


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١

رقية بنت الحسين

ضريحك اكليل من الزهر مورق

به العشق من كل الجوانب محدّق

ملائكة الرحمن تهبط حوله

تسبّح في ارجائه وتحلق

شممت به عطر الربى متضوعا

كأن الصبا من روضة الخلد يعبق

اليه غدا الملهوف مختلج الرؤى

وعيناه بالدمع الهتون ترقرق

كريمة سبط المصطفى ما اجلها

لها ينحني المجد الاثيل ويخفق

ارومتها طأبت كحسن خصالها

لديها غدا العاني يحب ويرمق

الى ذروة العز انتمت وتسابقت

ومن راحتيها بان فضل مطوق

وايدها الباري بكل فضيلة

وخير محلا بالعلى وهو يغدق

كأن الدجى ينشق عن سحر وجهها

كما يطلع البدر المنير ويشرق

اطلي على الدنيا كشمس منيرة

لها بقلوب المخلصين تعلق

اطلي فهذا الكون يشدو صبابة

لمجدك مهتاجا ويهفو ويرمق

وبوحي بايات الجلال فاننا

عطأشى الى بحر المنى يتدفق

١٢١

فيا جذوة في النفس يحلو اوارها

وكل محب نحوها يتشوق

وياقبسا من نور احمد يزدهي

بطيب فعال عبر طيفك يطرق

نشأت على حب الحسين وفضله

وحزت من الجاه الذي لايصدّق

وانك اهل للخلود وشاوه

فذاك هو المجد العظيم الموفق

وحبك هذا ساكن القلب والحشا

سيبقى منارا للهدى يتألق

شعائر قدس تملأ الارض رحمة

مدى العمر تزهو للبرايا وتبرق

واي مزار صار للناس ملجأ

اليه التجى الراجي وفاض التصدّق

يتيمة ارض الشام الف تحية

اليك وقلبي بالمودة ينطق

١٩٩٩

١٢٢

العباس بن علي

عليه‌السلام

١٢٣

١٢٤

حامي الضعينة

في رثاء ابي الفضل العباس (ع) :

جرى القضا واي خطب قد جرى

فهدّ من ساقي عطاشى كربلا

حام على ورد المنون ثائرا

وجرد العضب واوقد الوغى

لاقى خميسا مادت الارض له

وماله حامٍ سوى سمر القنا

لم انسه يدعو اخاه السبط هل

من شربة اسقى بها على الظما؟

خاض غمار الموت وهو ضاحك

وعبس القوم وفروا مذ سطأ

١٢٥

صال « ابو الفضل » على اعدائه

صولة ليث في عراص نينوى

خر ابي الضيم عن جواده

مقطع الاعضاء مسلوب الردا

قضى سليل المكرمات صابرا

لله من صدر حوى كنز الهدى

قضى بجنب العلقمي ظاميا

وذاد عن ماء الفرات ما ارتوى

تالله لا انساه كالبدر على الـ

عسال يجلو بضيائه الدجى

لهفي عليه ثاويا منفردا

وجسمه ملقى على جمر الغضا

مادت لرزئه السماوات العلى

وزلزل الكون وضجت الملا

ياوقعة الطف وما اعظمها

من وقعة دهماء اورت الحشا

١٩٧٩

١٢٦

يا ابا الفضل

من يضاهيك بالعلى والصلاح

تزرع الحق من شفار الصفاح

للردى سرت باسماً لا تبالي

كيف تهوي صقرا مهيض الجناح؟

صرعتك الحتوف في حومة الحرب

فامسيت مثخنا بالجراح

وافتديت اليدين في نصرة السبط

هزبرا لا ينثني في الكفاح

وجميع الاعداء تزداد جهلا

حين هبّت كعاصف من رياح

كنت فيهم تصول صولة ليث ال

غاب اقوى من زحفة المجتاح

خضتها ثورة على الظلم حتى

البستك السيوف خير وشاح

واقمت الدين الحنيف بسيف

تكتب المجد بالسنى اللمّاح

او يروي الفرات غلة ظامٍ

وقلوب تلوب عطشى بساح؟

كم ستبقى تهفو ( سكينة ) للماء

وللبغي كالضياء المباح؟

لهف نفسي ما ذقت منه نميرا

غير ورد الدما ونزف الجراح

يا ابا الفضل حسب مجدك فخرا

وخلودا على طريق النجاح

١٢٧

انت ما زلت قبلة في نشيدي

وابتهالا على شفإه الصباح

قمرا يغمر الفراتين بالضوء

وسيفإ يسطو بامضى سلاح

كل من رام منك خيط رجاء

قد تلقاه في عظيم ارتياح

اي مجد قد طاول الشهب نورا

يتجلى بفالق الاصباح؟

وحياة سارت بكل فخار

وفق نهج العقيدة الوضاح

ياابن ام البنين ما انت الا

مثل للصلاح والاصلاح

١٩٩٤

١٢٨

انصار الحسين

عليه‌السلام

١٢٩

١٣٠

سفير الحسين عليه‌السلام

في ذكرى مسلم بن عقيل

لهف نفسي لمسلم بن عقيل

يوم هاج العدى له بالصليل

( كوفة الجند ) عفرت جسمه الـ

ـطاهر ، واهـ ا للفارس المقتول!

لم يزل في ضميرها كشعاع

فاض في حومة الوغى كالاصيل

لفحات الهجير ادمت حشاه

وتهاوى بدر السما للافول

جاء باسم الحسين يرسم للـ

ـثوار درب الفداء والمستحيل

في خضم العذاب ينقضّ كالنـّ

ِـسر على كل ظالم ودخيل

اي يوم كادوا له شر كيد

والمروءات اذنت بالرحيل

قد حوته دار لـ ( طوعة ) (١) كيما

يتوارى عن زمرة التنكيل

غير ان الصبي سار الى الـ

ـوالي واغرى بضيفه المخذول

__________________

١ ـ طوعة : امراة اوت مسلم بن عقيل في دارها بالكوفة.

١٣١

اخرجوه قسرا فلم ينجُ منهم

طعنوه بحد عضب صقيل

اصعدوه ( دار الامارة ) ألقوه

على الارض ، يالرزء القتيل!

ما شفإهم بقتله ذاك حتى

سحبوه بجسمه المغلول

جرعوه الحتف المرير فاضحى

حلم العمر للغد المأمول

ياله موقفاً يضج له الكون

صراخا ، واي خطب جليل!!

سيدي فزت بالسعادة في

الدارين حتى كوفئت بالتبجيل

نم بقبر قد تاه فخرا وعزا

راح يزهو بمجده كل جيل

١٩٩٧

١٣٢

طفلا مسلم بن عقيل

لكما في ذرى المعالي مقام

وجلال تزهو به الايام

انتما في الوجود موئل فضل

منكما يرتجى المنى والمرام

شرف باذخ واصل كريم

قد رسا فيكما فراق النظام

لمصاب الطفلين سالت دموع

وبكت اعين وشب ضرام

كيف لاتندب الملائكة شجواً

ولمجديهما يطأطأ هام؟

كيف لاتذرف الدموع لطفلي

مسلم اذ هما لمجد توام؟

اشرقا فرقدين في جنح ليل

مثلما قد اطل بدر تمام

ورثا فضل ( مسلم بن عقيل )

لهما الخلد مبدأ وختام

لهف نفسي عليهما اذ اقاما

تحت شجن يرب فيه الظلام

لايهابان ان تفاقم خطب

ومن الظلم فيه والاظلام

يا مصابا قد اجج القلب نارا

كيف اودى بالطاهرين اللئام؟

سوف يسقى العدو كأسا دهاقا

من عذاب تذر فهي عظام

١٣٣

مرقد فيه هيبة وجلال

شخصت نحوه النفوس الكرام

طف بقبريهما المكلل بالعز

فإن الفخار فيه يقام

١٩٩٦

١٣٤

الحر بن يزيد الرياحي

صمدت للهول ، فما احرى

ان تكسر القيد ولاتشرى

سللت سيف الحق مستبسلا

لمن سقاك العلقم المرا

قاتلت جيش ابن زياد فلم

تخش قراعا منه او قهرا

وخضت كالاسود في جحفل

حربا ضروسا مالها اخرى

كتائب الضلال مزقتها

فنلت حمد الله والشكرا

جعجعت بالحسين في حينه

خيرته ان يدرك الامرا

اما الى ( الكوفة ) مسراه او

يسلك دربا آخراً وعرا

لكن رفضت العيش في ذلة

فتبت كي تفوز بالاخرى

وسرت في ركب بني هاشم

مناصرا في المحنة الكبرى

كتبت سفرا لبطولاتهم

لتعلن الحق لنا جهرا

امك قد سمتك حراً كما

كنت لدى الجلى فتى حرا

ما صدك الاجحاف غب السرى

ولم تبايع ظالما قسرا

١٣٥

حسبك ان تكون ليث الوغى

وبالحسين تطلب الاجرا

قد بلغ المجد مناك الذي

به تنال الشفع والوترا

طأب مديح فيك حتى غدا

ذكراك ما بين الورى تترى

جنات عدن حازها منزلا

من قد سما فوق السما قدرا

غير عجيب ان بكت مقلة

لبعض ما اعطيته ذخرا

تلتمس النصر وصرح الالى

وترفض الذل الذي اسشترى

١٩٩٦

١٣٦

حبيب بن مظاهر

القيت في الحرم الحسيني الشريف بمناسبة ازاحة الستار عن ضريح الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الاسدي سنة ١٩٨٩ م :

ضريحك المشرق المهيب

من جنة الخلد يا حبيب

يسطع كالفجر يوم وافى

شدت بانواره القلوب

لا جف ضرع الوداد منه

وفي حماه الحيا السكوب

وكل قلب هفإ اشتياقا

يدوم وصلا فتستجيب

ضريح قدس سما مقاما

تضوع من زهره الطيوب

نعم المحامي لسبط طه

حسامه باتر ضروب

فمن اتاه لم يخش ضيما

ولا المنى عنده تخيب

ياقمرا زاهرا تجلى

تزاح في ظله الكروب

١٣٧

ليث الحمى لا يهاب حربا

كما سطا الفارس الغضوب

يجري كسيل العقيق يلقي

الفصيح ان لجلج الخطيب

الاسدي المطيع لله

المواسي الشيخ الغريب

تلهج في حبه دهور

وذكره في الدنى يطيب

قد فاز بالحمد والمعالي

وفضله ظاهر رحيب

يا ايها الثائر الموالي

حسبك ما مرت الخطوب

تصول بالحزم صوب جيش

تفتك بالغدر ما تلوب

وكلنا اليوم يا حبيب

سيف لصون العلى ذريب

١٩٨٩

١٣٨

الامام علي بن الحسين

زين العابدين عليه‌السلام

١٣٩

١٤٠