سلمان هادي آل طعمة
الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: مؤسسة الفكر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩١
أأنسى ابي الضيم ملقى على الثرى |
|
قضى وهو وضاء الجبين مجيد؟ |
وما العمر الا ان تعيش مخلدا |
|
ومجد باعقاب الممات تليد |
١٩٦٣
مولد ابي الشهداء
تشدو القلوب بيومك الوضاء |
|
فتصوغ في ذكراك لحن ولاء |
وتفيض افراح الهناء ويزدهي |
|
وجه الحياة ببسمة وهناء |
فإلصبح منطلق الخطى متألق |
|
والافق مشتمل ارق رداء |
يوم اطل على الدنا فتلقفت |
|
لحنا سرى في بسمة العلياء |
يوم اطل على العوالم فجره |
|
حلو اللقاء مرفوف الاشذاء |
فمشى السرور يجر خلف طيوفه |
|
زهر الربيع وريق الانداء |
والشوق يقطر سلسبيلا جارفا |
|
طلق الملامح مشرق السيماء |
يوم تنور بالحسين فكيف لا |
|
يزدان بالانوار كل فضاء |
* * *
احسين يا صبح التقى ياشعلة |
|
تجتاح ليل الزمرة الرعناء |
يا منبع الاعزاز روى فيضه |
|
جدب الورى فغدت من الاحياء |
زخرت بمولدك العواطف نشوة |
|
وتفجرت بروائع الايحاء |
رددت ذكرك بالقصيد مودة |
|
فإلشعر فيض مودة وولاء |
ولقد سكرت وما سكرت بخمرة |
|
لكن بحبك يا ابا الشهداء |
* * *
بوركت في التاريخ من متخلد |
|
وعظمت من ذي فكرة عصماء |
غذيت مجدك بالدماء وانه |
|
رمز العلى واساس كل بناء |
وزكوت نفسا لاتقر سياسة |
|
جبلت على التضليل والاغراء |
وابيت الا ان تعيش مجاهدا |
|
حر العقيدة ثابت الاراء |
ووقفت من دعوى امية موقفا |
|
متشربا بالهمة القعساء |
ونفضت كفك عن قرار فرضه |
|
يخزي الرجال وعزة العظماء |
تأبى الشريعة ان تبايع ظالما |
|
قد عاش بين الغيد والصهباء |
ما بيعة الاشرار الا وصمة |
|
للعار ما ضمت سوى الفحشاء |
عرضوا عليك سياسة ممقوتة |
|
مسودة كالليلة السوداء |
فوثبت وثبتك التي قد قوضت |
|
صرح النجاة بعزمة ومضاء |
والمجد راح يخوض اهوال الوغى |
|
باسم الحسين الثائر البناء |
١٩٦٥
ابي الضيم
اي رزء البس الكون نياحا |
|
هوله قد ملأ القلب جراحا |
اي خطب قد جرى في كربلا |
|
لأسود صافحوا البيض الصفاحا |
بابي افدي قتيلا بالظما |
|
وصريعا اضرم الدنيا نياحا |
رفض العيش بذل قانعا |
|
بحياة تنشد الموت الصراحا |
شاد للايمان صرحا شامخا |
|
وبسيف الحق مجدا وصلاحا |
وسرى في فتية صوب الوغى |
|
كاسود الغاب يجتاح البطاحا |
وسطا في حمة الحرب فكم |
|
جرد العضب وكم ادمى السلاحا؟ |
لست انساه وحيدا في الفلا |
|
وزعنه البيض والسمر فطأحا |
وقضى صديان مكلوم الحشا |
|
كان من فرط الاسى يطفي التياحا |
صال كالليث على اعدائه |
|
وانبرى يقرع بالطعن الرماحا |
وهوى نسرا على بوغائه |
|
داميا والطهر من عطفيه فإحا |
ثاويا قد وزعت اشلاؤه |
|
وطأت خيل العدى منه جراحا |
لم يجد غير القنا ظلا ولا |
|
كالدم المهراق يسقيه كفإحا |
يالصيد عانقوا السمر ولم |
|
يثنهم خطب غدواً ورواحا |
قتلوا قسرا على مشرعة |
|
وجدوا في ملتقى الموت مراحا |
ورضيع يتلوى عطشا |
|
اي ذنب قد جنى حتى يطأحا |
خضبوه بدم النحر وقد |
|
شع منه عبق المسك ففإحا |
وخيام اضرموا النار بها |
|
لم تكن لولا الخنا ان تستباحا |
ووجوه عفر الترب بها |
|
تتجلى كالمصابيح التماحا |
لهف نفسي لكمي اشوس |
|
قارع الاسد ولم يخش السلاحا |
قد بكاه المجد حزنا وبكت |
|
مقل الافلاك شجوا ونياحا |
زينب لما رأته غضبت |
|
هاجها الوجد التياعا والتياحا |
هدرت كالليث في خطبتها |
|
كل حرف لذرى البغي اطاحا |
سكبت ادمعها هنانة |
|
تشبه المزن وقد روت بطاحا |
وسبايا ذات خدر وله |
|
تقطع البيد نجودا وطماحا |
لهف نفسي لنساء حرة |
|
ركبت من ضيمها العجف الطلاحا |
ظلمتها زمرة البغي فقد |
|
سلبوا منها نضارا ووشاحا |
وترى ( السجاد ) قاسى من ضنى |
|
طألما امسى مضاماً مستباحا |
بابي من رأسه فوق القنا |
|
سيق للشام كنور الشمس لاحا |
اسمع القوم خطأبا داميا |
|
وابان الحق عدلا والسماحا |
لهف نفسي لكرام قد خبا |
|
نورهم من بعدما شع صباحا |
كيف اردتهم على وجه الثرى |
|
صرّعا والارض قد غصّت جراحا |
يالها من وقعة تدمي الجشا |
|
وتزيد القلب وجدا والتياحا |
حق ان تبكي السماوات دما |
|
والمذاكي تندب العز المباحا |
١٩٧٧
يوم الحسين
ناب سمانا خطب جلل |
|
اذ طرف الدهر به خضل |
وبكى العيوق وماء البحر |
|
شجونا وانصدع الجبل |
واهتز الكون لواقعة |
|
دهياء لها طارت شعل |
قوم في الليل لهم نجوى |
|
منهم داع او مبتهل |
وديار كانت للتطهير |
|
وفيها يحتدم الجدل |
وبنور الزهراء دعوا لله |
|
ولم تغمض منهم مقل |
وبهاليل بعراص الطف |
|
ابادوا الشرك وما انخذلوا |
اي مصاب اودى بفتى |
|
قد كان هو القرم الرجل؟ |
واقام الحرب واقعدها |
|
وستار الباطل منسدل |
واقض مضاجع جيش البغي |
|
وما ضاقت فيه السبل |
وذئاب الشر غدت تعوي |
|
من اجل الدنيا تقتتل |
ورياح الموت بهم عصفت |
|
والمارق ارداه الفشل |
وتحدى الظلم باصرار |
|
والعزم يعززه العمل |
قد رفض العيش باذلال |
|
ما ضيم لدى الجلّى بطل |
غصت لهوات الدهر به |
|
خوفإ وارتاع له الوجل |
وبسيف الحق انار لنا |
|
دينا تسمو فيه المثل |
اواه لقلب منصدع |
|
ودموع حتى تنهمل! |
واباة الضيم قضوا صرعى |
|
وعلى ورد الموت احتفلوا |
السبط غدا يشكو ظما |
|
والماء لديهم مبتذل |
من للايتام يواسيها |
|
مذ ارداها خطب جلل؟ |
وحرائره سبيت كمدا |
|
اين الاستار او الكلل؟ |
وشهيد يتلظى عطشا |
|
ورضيع بالدم يغتسل |
وقتيل ظل على الرمضاء |
|
أجسم حسين منجدل؟ |
وضلوع قد وطأتها الخيل |
|
كأن حوافرها قلل |
والراس خضيب فوق قنا |
|
بسناه تستهدي السبل |
بشجاعته وبسالته |
|
وبنهضته سار المثل |
يا ابن ( الزهراء ) ، وهل يخفى |
|
من مثلك مغوار بطل؟ |
ايات جلالك لاتحصى |
|
في سمع الدهر لها جلل |
اقبلت بسيفك مقتحما |
|
والله عليه المتكل |
تعصف بالطأغين كميا |
|
والروع لديهم والوهل |
واخوك ابو الفضل العباس |
|
عليهم حرب تشتعل |
وكانك لست عمود الدين |
|
ولا ضاءت منك السبل |
قوم بالخالق قد كفروا |
|
وهم الاعداء لما جهلوا |
لك طود فخار وجلال |
|
غرته بدر مكتمل |
انت الكرار ابو الاحرار |
|
حليف الثار بك الامل |
احرزت من الشرف السامي |
|
قدرا وخصالك تكتمل |
ونداك الغمر كعين القطر |
|
يغطي البحر وينتقل |
ولشمل الفضل كريم في |
|
دعة لا يزيغ او زلل |
ونضالك سن لنا مجدا |
|
بسناه الدنيا تكتحل |
يا وقعة عاشوراء لها |
|
جرح زاكٍ لا يندمل |
كم اورت نارا في كبدي |
|
ودموعي منها تنهمل؟ |
١٩٩٦
ابا البطولات
بالامس قوض صرح لابن فاطمة |
|
واليوم تندب مجدا هدّه الالم |
ابا البطولات لولا الدين ما وفدت |
|
هذي الجموع وما شدت لها همم |
فها هي اليوم تنعى فخر هاشم في |
|
وادي الطفوف وقد حفت بها الظلم |
قبر الحسين عليهالسلام (١)
تباهى الكون فيه اذ تجلى |
|
واخنى ليله ومحا نهاره |
فمن زار الطفوف وساكنيه |
|
خطى من فيض حبهم اماره |
ويا مثوى يحج اليه خلق |
|
تبارك من سعى فيه وزاره |
ومن بحياته قد زار قبري |
|
وهبت له باخراه الزيارة |
__________________
١ ـ وقد تضمن قول الامام الشهيد عليهالسلام : من زارني في حياته زرته بعد مماته.
السيدة زينب
عليهاالسلام
عقيلة بني هاشم
الا ايها القبر الزكي المشرّف |
|
عليك دموع من محبيك تذرف |
رحاب بها نور الجلالة ساطع |
|
لكم قادني شوق لها وتشوف |
وقبر ثوت فيه سليلة حيدر |
|
تميل له الالباب دوما وتعطف |
مقام زها قدرا واصبح ملجأً |
|
ومعتكفا فيه الملائك تعكف |
وعيبة علم الله عالمة الورى |
|
ومن مثلها في رهط احمد يُعرف؟ |
واي فؤاد لا يذوب تصدعا |
|
اليه غدا قلب المتيم يدلف |
مقام تجلى الله فوق شعاعه |
|
وعيني له من خشية الله تطرف |
اليها ذوو الحاجات تهوي كطائر |
|
يهز جناحيه حبورا ويهتف |
نقيبة اهل البيت روحي لها الفدا |
|
فما خاب من قد جاءها يتلهف |
ابوها امير المؤمنين ومن له |
|
مواقف لا تخفى ولا هي تضعف |
ابوها هو الساقي على الحوض في غد |
|
وام هي الزهراء بالفضل اعرف |
عليها رزايا الدهر تترى وانها |
|
اشد من الكرب العظيم واعنف |
كأن لم تكن تدري الاعادي لزينب |
|
مقام رفيع عاطر الروض مؤنف |
لها خلق كالفجر عمت ظلاله |
|
ومكرمة باتت على الناس تشرف |
وقاست خطوبا وهي مهضومة الحشا |
|
كما هضم المظلوم والمتحيف |
مصاب غدت تبكي العيون له دما |
|
وكل محب دمعه متوكف |
لها في عراص الطف اسمى مواقف |
|
يذل لها جيش العدو ويرعف |
ففي كربلا قد ساندت ثورة الابا |
|
فلم تخش من جور ولا تتخوف |
اتت زينب للشمر تشفي غليلها |
|
لتزجره طورا واخرى تعنف |
تقول له هل ترض بالغدر شيمة |
|
وقد جئت بالامر الذي ليس يوصف؟ |
اتجهل مَن مِن فضله غمر الورى |
|
امام الهدى والزاهد المتعفف؟ |
ولست بناسٍ يوم سيقت بشجوها |
|
الى الشام في ظهر الهوازل تردف |
ومن حولها ايتام ال محمد |
|
تساق وفي قيد من الذل ترسف |
باقوالها هزت عروش امية |
|
وليس يخفها نازل متطرف |
وقد رفعت للحق اعظم راية |
|
يضج لها الدهر الغشوم ويعصف |
اليك ابنة الزهراء غر قصائد |
|
منشّرة والقلب باسمك يهتف |
١٩٩٦
رقية بنت الحسين
عليهاالسلام