لماذا أكتب؟
حين تجد ذاتك تكابد وتعاني ، تفرح وتنتشي ، لوحدها لا آخر يشاطرها أو حتى مستعدّاً لسماع همس الحزن والشدو فيها.
حين لا تجد الملاذ الآمِن الذي تشكو إليه لواعجك وآلامك وتبوح له بما تودّ البوح به كعقل وقلب يحفظ العهد والوفاء.
حين تفتقد الصاحب والصديق والرفيق والحبيب والناصح الأمين.
تتكدّس آنذاك في حناياك متناقضاتٌ من الهموم والمسرّات ، الآمال والطموحات والإحباطات ، فتحسّ أنّ روح الإبداع والأصالة ، الغضاضة والطراوة ، تهدّدك بتذكرة الرحيل ، وكيف بهكذا إنسان أن يستمرّ ويستقيم؟! إنّه يفتقد عناصر الرغبة واللّذة في البقاء والدوام والنموّ والازدهار.
أين ذلك الصدر الرحيب والقلب الكبير والفؤاد الرحيم والعقل القويم والمرشد الفهيم الذي ترتمي في أحضانه لتقول له كلّ شيء وتسمع منه كلّ شيء ، لتبكي وتفرح وتبوح وتستشير وتفعل ما لا يمكن فعله إلاّ بين