اليوم الثاني
الكاظميّة ـ الكوفة
صبيحة السبت ، حوالي الساعة الثامنة ، سار الموكب ـ ونحن لا نعلم هل إلى سامرّاء أم الكاظميّة ـ بمركبات ذات مميّزات أمنيّة معيّنة ، وفّرتها رئاسة الوزراء خصّيصاً لنقل الوفد من النجف الأشرف إلى بغداد وبالعكس.
ولابدّ من التوقّف هنا لنسجّل تصوّراً متواضعاً إزاء عظمة ما شاهدناه أثناء الطريق من الجموع الهائلة التي كانت تزحف مشياً على الأقدام نحو كربلاء المقدّسة على محوري الحلّة وبغداد ، إنّها مشاهد تهزّ القلوب وتثير العقول وتنهمر لها الدموع دون اختيار ، مواقف تزيدك شوقاً وتغمرك لهفةً نحو بلوغ المقصد ، بل وتهيج بك الآلام والأحزان وترسم أمامك أحداث الماضي وتفاصيل الطفّ الفجيعة وما حلّ بآل العصمة والطهارة من قتل وأسر واضطهاد وظلامات يندى لها التاريخ والقيم الإنسانيّة النبيلة ، لكنّ