كتاب العين - ج ٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٥

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٣

باب القاف والشين واللام معهما

ش ق ل ، ش ل ق ، ق ل ش مستعملات

شقل :

الشَّاقُولُ : خشبة قدر ذراعين في الحبل ، ثم يرزها الذراع في الأرض ، وفي رأسها زج ويضبطها حتى يمد الحبل ، واشتقوا منه أسماء للذكر فقالوا :

شَقَلَهَا بِشَاقُولِهِ.

وشَقَلْتُ الدنانيرَ : عيرتها ، وهي كلمة عبادية حيرية ليست بعربية محضة.

شلق :

الشِّلْقُ : شبه سمكة صغيرة ، له رجلان عند ذنبه كرجل الضفدع ، لا يدان له ، يكون في أنهار البصرة ، ليست بعربية.

والشِّلْقُ أيضا من الضرب والبضع ليست بعربية محضة.

والشَّوْلَقِيّ الذي يبيع الحلاوة ، وهو بالفارسية الرس.

قلش

الأَقْلَشُ اسم أعجمي. وليس في كلام العرب شين بعد لام مع القاف إلا دخيل.

باب القاف والشين والنون معهما

ن ق ش ، ش ن ق ، ن ش ق مستعملات

نقش :

النِّقَاشَة : حرفة النَّقَّاشِ ، نقول : نَقَشَ يَنْقُشُ نَقْشاً.

والنَّقْشُ : نتفك شيئا بالمِنْقَاش بعد شيء.

٤١

والمُنَاقَشَةُ في الحساب : ألا يدع قليلا ولا كثيرا.

وفي الحديث : من نُوقِشَ في الحساب فقد هلك. وقال :

إن تُنَاقِشْ يكن نِقَاشُكَ يا رب

عذابا لا طوق لي بالعذاب (١)

والمُنَقِّشَةُ : العجوز المتقبضة.

والانْتِقَاشُ : أن تَنْتَقِشَ على فصك ، أي تأمر به.

وإذا تخير الإنسان شيئا لنفسه يقال : جاد ما انْتَقَشَهُ لنفسه ، قال الشاعر :

وما اتخذت صداما للمكوث بها

وما انْتَقَشْتُكَ إلا للوصرات (٢)

قال : الوصرة : القبالة ، وصدام اسم فرس.

شنق :

الشَّنَقُ : طول الرأس كأنما يمد صعدا.

ويقال للفرس الطويل شِنَاقٌ ومَشْنُوقٌ ، قال :

يممته بأسيل الخد منتقب

خاظي البضيع كمثل الجذع مَشْنُوق (٣)

والأنثى : شِنَاقٌ ، وكل فعال في النعوت يستوي فيه الذكر والأنثى ، يقال : شَنِقَ شَنَقاً فهو مَشْنُوقٌ.

وقلب شَنِقٌ مِشْنَاقٌ : طامح إلى كل شيء ، وقد شَنِقَ قلبه شَنَقاً إذا هوي شيئا فصار كالمتعلق به.

وكل شيء يشد به شيء فهو شِنَاقٌ.

__________________

(١) لم نهتد إلى قائل البيت.

(٢) البيت في التهذيب واللسان (نقش) غير منسوب.

(٣) البيت في اللسان غير منسوب.

٤٢

وبعير شِنَاقٌ : طويل القرى ، والجميع الشُّنُقُ.

والشِّنَاقُ في الحديث : ما بين الفريضتين فما زاد على العشرة لا يؤخذ منه شيء حتى تتم الفريضة الثانية ، قال الشاعر :

قرم تعلق أَشْنَاق الديات به

إذا المئون أمرت فوقه جملا (١)

وشَنَقْتُ رأس الدابة إذا شددته إلى أعلى شجرة أو وتد مرتفع.

وأَشْنَاقُ الديات أن تكون دون الحمالة بسوق دية كاملة ، وهي مائة من الإبل ، فإذا كان معها جراحات دون التمام فتلك أَشْنَاق لأنها أبعرة قلائل على قدر أرش الجراحة ، وكأنما اشتقاق أَشْنَاقِهَا من تعلقها بالدية العظمى ، ثم عم ذلك الاسم حتى سميت بِالأَشْنَاقِ من غير الدية العظمى.

نشق :

النَّشْقُ : صب سعوط في الأنف ، وأَنْشَقْتُهُ الدواء.

وأَنْشَقْتُهُ قطنةً محرقة أي أدنيتها من أنفه ليدخل ريحها في أنفه وخياشيمه.

والنَّشُوقُ اسم كل دواء يُنْشَقُ ، واسْتَنْشَقْتُهُ أي تشممته ، وقال المتلمس :

فلو أن محموما بخيبر مدنفا

تَنَشَّقَ رياها لأقلع صالبه (٢).

ويقال اسْتَنْشِقِ الريحَ فإنك لا تجد ما ترجو إذا أراد شيئا فخيبته.

وريح مكروهة النَّشْقِ أي الشم ، قال رؤبة :

حرا من الخردل مكروه النَّشَقْ (٣).

واسْتَنْشَقْتُ الماء : مددته بريح الأنف.

__________________

(١) البيت (للأخطل) كما في التهذيب واللسان والديوان ص ١٤٣.

(٢) لم نجده في ديوان الشاعر.

(٣) الديوان ص ١٠٦.

٤٣

ويقال : نَشَقْتُ الدواءَ وانْتَشَقْتُهُ.

باب القاف والشين والفاء معهما

ق ش ف ، ف ش ق ، ش ف ق ، ق ف ش مستعملات

قشف :

القَشَفُ : القذر على الجلد ، ورجل مُتَقَشِّفٌ : لا يتعاهد الغسل والنظافة ، فهو قَشِفٌ ، ويخفف أيضا فيسكن الشين.

وقَشُفَ قَشَافَةً وقَشِفَ قَشَفاً فيمن ثعل أي لا يبالي ما تلطخ بجسده.

فشق :

الفَشَقُ : المباغتة ، ويقال : هو انتشار الحرص.

والفَشْقُ : ضرب من الأكل في شدة.

شفق :

الشَّفَقُ : الرديء من الأشياء وقلما يجمع. وأَشْفَقْتُ أي جئت به شفقا.

وأَشْفَقْتُ العطاء وشَفَّقْتُهُ تَشْفِيقاً : جعلته شفقا.

وملحفة شَفَقٌ ، وثوب شَفَقٌ سواء.

والشَّفَقُ : الخوف ، وهو مُشْفِقٌ أي خائف.

والشَّفَقُ والشَّفَقَةُ : أن يكون الناصح من النصح خائفا على المنصوح ، وأَشْفَقْتُ عليه أن يناله مكروه.

والشَّفِيقُ : الناصح الحريص على صلاح المنصوح.

٤٤

وقوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) (١) أي خائفين من هذا اليوم.

والشَّفَقُ : الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء (الأخيرة) (٢).

قفش :

القَفْشُ ، ساكن الفاء ، ضرب من الأكل في شدة).

والقَفْشُ لا يستعمل إلا في الافتعال كالعنكبوت ونحوها إذا انجحر وضم إليه جراميزه وقوائمه ، قال :

كالعنكبوت اقْتَفَشَتْ في الجحر (٣)

ويقال : اقْفَنْشَشَتْ مكان اقْتَفَشَتْ.

باب القاف والشين والباء معهما

ق ش ب ، ش ق ب ، ش ب ق ، ب ش ق مستعملات

قشب :

كل شيء قدرته فقد قَشَبْتَهُ فهو قَشِبٌ.

والقَشْبُ : خلط السم بالطعام. والقِشْبُ اسم السم ، وكذلك كل شيء يخلط به شيء يفسده فقد قَشَبْتَهُ.

ورجل مُقَشَّبٌ أي ممزوج الحسب. وقَشِبَ الشيءُ فهو قَشِبٌ أي خولط بالقذر.

والقَشِبُ : كل شيء حسن طري ناعم.

__________________

(١) سورة الطور ، الآية ٢٦.

(٢) زيادة من اللسان (شفق) مما نقله من قول الخليل من التهذيب.

(٣) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

٤٥

والقَشِيبُ : الجديد ، وقد قَشُبَ قَشَابَةً.

وسيف قَشِيبٌ : حديث الجلاء.

شقب :

الشِّقْبُ ، والجمع الشِّقَبَةُ : مواضع دون الغيران في لهوب الجبال ولصوب الأودية توكر فيها الطير ، قال :

فصبحت والطير في شِقَابِهَا

جمة تيار إذا طما بها (١)

والشَّوْقَبُ : الطويل جدا من النعام والرجال والإبل ، قال ذو الرمة :

[شخت الجزارة مثل البيت سائره

من المسوح] خدب شَوْقَبٌ خشب (٢)

شبق :

الشَّبَقُ : شدة الغلمة ، ورجل شَبِقٌ ، وامرأة بالهاء ، وقد شَبِقَ شَبَقاً ، قال رؤبة :

لا يترك الغيرة من عهد الشَّبَقْ (٣).

يصف الحمار.

بشق : (٤)

ولو اشتق من فعل البَاشِق بَشَقَ لجاز ، وهي فارسية عربت للأجدل الصغير.

__________________

(١) التهذيب ٨ / ٣٣٦ بدون نسبة أيضا.

(٢) ديوانه ١ / ١١٥.

(٣) الرجز في اللسان والديوان ص ١٠٤.

(٤) لم يفرد الخليل لهذه الكلمة مادة خاصة فقد ذكرها في لصق مادة شبق.

٤٦

باب القاف والشين والميم معهما

ق ش م ، ق م ش ، م ش ق ، ش م ق مستعملات

قشم :

القَشْمُ : شدة الأكل وخلطه ، وهو يَقْشِمُ قَشْماً.

والقَشْمُ القِشْمُ : اللحم إذا نضج واحمر فسال ودكه ، الواحدة قَشْمَةٌ بلغة تغلب.

والقِشْمُ : مسيل الماء في الروض ، والجميع قُشُومٌ.

وما أصابت الإبل مَقْشَماً أي ما ترعاه.

والقُشَامُ : اسم ما يؤكل.

قمش :

القُمُشُ : جمع القِمَاشِ ، وهو ما كان على وجه الأرض من فتات الأشياء. ويقال لرذالة الناس قِمَاشٌ.

ورأيته يَتَقَمَّشُ أي يأكل ما وجد وإن كان دونا.

وما أعطاني إلا قُمَاشاً أي أوتح ما قدر عليه وأردؤه.

والقَمِيشَةُ : طعام للعرب من اللبن وحب الحنظل.

مشق :

ثوب مُمَشَّقٌ : مصبوغ بِالمِشْقِ ، وهو طين أحمر.

والمَشْقُ : الضرب بالسوط ، ومَشَقْتُهُ أَمْشُقُهُ مَشْقاً ، قال :

والعيس يحذرن السياط المُشَّقَا (١).

__________________

(١) (رؤبة) ديوانه ١١٠.

٤٧

وقال :

تنجو وأشقاهن تلقى مَشْقاً (١)

والمَشْقُ : شدة الأكل تأخذ النحضة فَتَمْشَقُهَا بفيك مَشْقاً أي جذبا.

ومَشَقْتَ الطعامَ مَشْقاً أي أبقيت أكثر مما تأكل.

والإبل تَمْشُقُ الكلأَ مَشْقاً إذا تناولت وهي تسير بأحمالها ، ويقال امْشُقُوهَا أي دعوها تصيب من الكلإ.

والمَشْقُ : جذب الشيء ليمتد ويطول.

والوتر يُمْشَقُ حتى يلين ويجود كما يَمْشُقُ الخياطُ خيطَهُ بحزقه (٢)

وفرس مَشِيقٌ ومَمْشُوقٌ ومُمَشَّقٌ أي طويل.

والمَشْقُ : جذب الكتان في مِمْشَقَةٍ حتى يخلص خالصه وتبقى مُشَاقَتُهُ ، قال :

[أتبدل] خزا خالصا بِمُشَاقَةٍ (٣)

وكتاب مَشْقٍ ، مضاف مجرور ، أي فرج وحد حروفه.

وامْشُقِ الألف أي مدها ، واكتب مَشْقاً أي غير مقرمط.

وجارية مَمْشُوقَةٌ أي حسنة القوام قليلة اللحم.

شمق :

الشَّمَقُ : شبه مرح الجنون ، وقد شَمُقَ شَمَاقَةً ، قال رؤبة :

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) كذا هو الوجه لأن الحزق مد الخيط وتوتيره وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : بحرنقه وفي التهذيب بخربقه! وفي اللسان : حرنقه!!.

(٣) الشطر في الأصول المخطوطة ولم نجده في مصدر آخر : ألا لا تبدلن. وهو غير مستقيم الوزن.

٤٨

كأنه إذ راح مسلوس الشَّمَق (١)

باب القاف والضاد والراء معهما

ق ر ض مستعمل فقط

قرض :

أَقْرَضْتُهُ قَرْضاً ، وكل أمر يتجافاه الناس فيما بينهم فهو من القُرُوضِ.

والقَرْضُ : نطق الشِّعْر ، والقَرِيضُ الاسم كالقصيد.

والبعير يَقْرِضُ جرَّتَه ، وهو مضغها ، والجرة المقروضة وهي القَرِيضُ.

وقولهم : حال الجريض دون القَرِيض ، يقال : الجريض الغصة ، والقَرِيضُ الجرة لأنه إذا غص لم يقدر على قَرْضِ جرته.

ويقال في حديثه : إن رجلا نبغ له ابن شاعر فنهاه عن قَرْضِ (٢) الشِّعْر فكمد الغلام بما جاش في صدره من الشعر حتى مرض وثقل ، فلما حضره (٣) الموت ، قال لأبيه : أكمد في القَرِيضِ الممنوعِ ، قال : فَاقْرِضْ يا بني ، قال : هيهات! حال الجريضُ دون القَرِيضِ ، ثم قال الغلام :

عذيرك من أبيك يضيق صدرا

فما يغني بيوت الشعر عني

أتأمرني وقد فنيت حياتي

بأبيات ترجيهن مني

فأقسم لو بقيت أقول قولا

أفوق به قوافي كل جن

والقَرْضُ : القطعُ بالناب ، والمِقْرَاضُ : الجلم الصغير.

والقُرَاضَةُ : فضالة ما يَقْرِضُ الفأر من خبز أو ثوب.

__________________

(١) الرجز في الديوان ص ١٠٥.

(٢) في الأصول المخطوطة : قريض.

(٣) كذا في ص و س وأما في ط فقد ورد : حمله.

٤٩

وقُرَاضَاتُ الثوب : ما ينفيها الجلم.

وابن مِقْرَض : ذو القوائم الأربع ، طويل الظهر ، قتال للحمام ، بالفارسية : من نكر

وتقول قَرَضْتُهُ يمنة ويسرة ، إذا عدلت عن شيء في سيرك ، أي تركته عن اليمين وعن الشمال ، قال ذو الرمة :

إلى ظعن يَقْرِضْنَ أجواز مشرف

شمالا وعن أيمانهن الفوارس (١)

والتَّقْرِيضُ في كل شيء كتَقْرِيضِ عين الجُعَلِ.

باب القاف والضاد والنون معهما

ن ق ض يستعمل فقط

نقض :

النَّقْضُ : إفساد ما أبرمت من حبل (٢) أو بناء

والنِّقْضُ : البناء المَنْقُوض ، يعني اللبن إذا خرج منه.

والنِّقْضُ والنِّقْضَةُ هما الجمل والناقة اللذان هزلتهما الأسفار وأدبرتهما ، والجميع الأَنْقَاضُ ، قال :

إذا مطونا نِقْضَةً أو نِقْضاً (٣)

والمُنَاقَضَةُ في الأشياء ، نحو الشعر ، كشاعر يَنْقُضُ قصيدة أخرى بغيرها ،

__________________

(١) البيت في اللسان والديوان ص ٣١٣ وروايته في التهذيب ٨ / ٣٤٢ :

 ....................

يمينا وعن أيسارهن الفوارس

(٢) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما : عقد.

(٣) (رؤبة) ديوانه ص ٨٠ برواية : إذا أمتطينا ..

٥٠

والاسم النَّقِيضَةُ ويجمع نَقَائِضُ ، ومن هذا نَقَائِضُ جرير والفرزدق.

والنِّقْضُ : مُنْتَقَضُ الكمأة من الأرض إذا أرادت أن تخرج ، ونَقَضْتُهَا نَقْضاً فَانْتَقَضَتْ منه ، وجمعها أَنْقَاضٌ.

والانْتِقَاضُ : أن يعود الجرح بعد البرء ، وكذلك انْتِقَاضُ الأمور والثغور ونحوها.

والنَّقِيضُ : صوت الأصابع والمفاصل والأضلاع ، وأَنْقَضَتِ الأضلاعُ والأصابع إِنْقَاضاً ، ورأيته يُنْقِضُ ، ويُنْقِضُ أصابعه ، قال :

وحزن تُنْقِضُ الأضلاع منه

مقيم في الجوانح لن يزولا (١).

وقولك أَنْقَضْتُ يعني أخذت الأصابع إِنْقَاضاً.

ونَقِيضُ المحجمة : صوتها إذا شدها الحجام بمصه ، قال :

..... كأنما

زوى بين عينيه نَقِيضُ المحاجم (٢)

والنُّقَّاضُ : نبات.

والنَّقَّاضُ : الذي ينقض الدمقس ، وحرفته النِّقَاضَة.

وأَنْقَضْتَ بالحمار إذا ألزقت طرف لسانك بالغار الأعلى ثم صوت بحافتيه من غير أن ترفع طرفه عن موضعه ، وكذلك ما أشبهه من أصوات الفراريج والعقاب والرحل فهو إِنْقَاضٌ ، قال :

أواخر الميس إِنْقَاضُ الفراريج (٣)

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) البيت (للأعشى) وروايته في الديوان ص ٧٩ مختلفة جدا فهو في ، الديوان من القافية المضمونة وفيه (زوي بين عينيه على المحاجم)

(٣) عجز بيت (لذي الرمة) كما في التهذيب واللسان والديوان ص ٧٦ وصدره :

كأن أصوات من ايغالهن بنا

٥١

باب القاف والضاد والفاء معهما

ق ض ف ، ض ف ق يستعملان فقط

قضف :

قَضُفَ قَضَافَةً فهو قَضِيفٌ أي قليل اللحم.

والقَضَفَةُ : أكمة كأنها حجر واحد وتجمع على قَضَفٍ وقِضَافٍ ، لا يخرج سيلها من بينها.

ضفق :

الضَّفْقُ : الوضع بمرة ، وضَفَقَ به : وضعه بمرة (١).

باب القاف والضاد والباء معهما

ق ض ب ، ق ب ض يستعملان فقط

قضب :

القَضْبُ : الفصفصة الرطبة ، قال يصف البستان :

فسيلها سامق جبارها

واعتم فيها القَضْبُ والسنبل (٢).

والقَضْبُ : كل شجرة سبطت أغصانها.

والقُضْبُ : قطعك للقَضِيب ونحوه.

والتَّقْضِيبُ : قطع أغصان الكرم أيام الربيع ، قال القطامي :

فغدا صبيحة صوبها متوجسا

شئز القيام يُقَضِّبُ الأغصانا (٣)

__________________

(١) علق الأزهري فقال : لم أحفظه لغيره.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

(٣) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٦١.

٥٢

وقَضَبْتُ ساعده بالسيف قَضْباً ، وسيف قَاضِبٌ وقَضَّابٌ ومِقْضَبٌ.

والقَضْبُ اسم ما قَضَبْتَ لسهام أو قسي ، قال :

وفارج من قَضْب ما تَقَضَّبَا (١)

والفارج : القوس البائنة الوتر.

والاقْتِضَابُ : ركوبك دابة صعبة لم ترض.

والاقْتِضَابُ : أن تقترح من ذات نفسك كلاما أو شعرا فاضلا.

والقَضِيبُ : السيف الدقيق ، وجمع القَضِيبِ من الغصن قضْبَانٌ بالضم والكسر.

قبض :

القَبْضُ بجمع الكف على الشيء.

ومَقْبِضُ القوس أعم وأعرف من مِقْبَضٍ ، وهو حيث يُقْبَضُ عليه بجمع اليد ، ومن السكين [أيضا].

والقَبِيضُ : السريع نقل القوائم من الدواب.

وانْقَبَضَ القومُ أي أسرعوا في السير ، قال رؤبة :

وعجلي بالقوم وانْقِبَاضِي (٢)

والقَبْضُ : سوق شديد ، قال :

في مائة يسير منها القَابِضُ (٣)

__________________

(١) نسب في التهذيب ٨ / ٣٤٧ إلى (رؤبة) ، وليس في ديوانه.

(٢) الرجز في الديوان ص ٨١.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما : و (لأبي محمد الفقعسي :)

هل لك والعارض منك عائض

في هجمة بغدير منها القائض

٥٣

وتقول : إنه لَيَقْبِضُنِي ما قَبَضَكَ ويبسطني ما بسطك.

وتقول : الخير يبسطه والشر يَقْبِضُهُ. وانْقَبَضْتَ عنا فما قَبَضَكَ عنا.

والتَّقَبُّضُ : التشنج.

والقَبَضُ : ما جمع من الغنائم فألقي في قَبَضِهِ أي مجتمعة.

والقَبَّاضَةُ : الحمار السريع الذي يَقْبِضُ العانةَ أي يعجلها ، قال :

قَبَّاضَةٌ بين العنيف واللبق (١)

باب القاف والضاد والميم معهما

ق ض م يستعمل فقط

قضم :

القَضْمُ أكل كل شيء دون الخضم. والحمار يَقْضَمُ الشعير ، وقد أَقْضَمْتُهُ فَقَضَمَ قَضْماً.

وفي الحديث : اخضموا فسوف نَقْضَمُ. أي كلوا فسوف نجتزىء بالقليل.

 والقَضِيمُ : الصحف البيض في شعر النابغة قال :

كأن مجر الرامسات ذيولها

عليه قَضِيمٌ نمقته الصوانع (٢)

باب القاف والصاد والدال معهما

ق ص د ، ص د ق يستعملان فقط

قصد :

القَصْدُ استقامة الطريقة ، وقَصَدَ يَقْصِدُ قَصْداً فهو قَاصِدٌ.

__________________

(١) (رؤبة) ديوانه ص ١٠٥.

(٢) البيت في التهذيب واللسان وفي الديوان ص ٦٨.

٥٤

والقَصْدُ في المعيشة ألا تسرف ولا تقتر.

وفي الحديث : ما عال مُقْتَصِدٌ ولا يعيل.

والقَصِيدُ : ما تم شطرا أبنيته من الشعر.

والقَصِيدَةُ : مخة العظم إذا خرجت وانْقَصَدَتْ أي انفصلت من موضعها وخرجت.

وانْقَصَدَ الرمحُ أي انكسر نصفين حتى يبين ، وكل قطعة منه قِصْدَةٌ ، ويجمع على قِصَدٍ ، ورمح قَصِدٌ أي قصم نصفين أو أكثر ، بَيِّنُ القَصْدِ ،

قال :

أقرو إليهم أنابيب القنا قِصَداً (١)

أي قطعا.

وانْقَصَدَ الرمحُ ، وقَلَّمَا يقال : قَصِدَ إلا أن كل نعت على فعل لا يمتنع صدوره من انفعل.

والقَصَدُ مشرة العضاة أيام الخريف تخرج بعد القيظ الورق في العضاه أغصان غضة رخاص تسمى كل واحدة منها قَصْدَةٌ.

والمُقْتَصِدُ من الرجال الذي ليس بقصير ولا جسيم ويستعمل في غير الرجال ، [وكذلك] المُقَصَّدُ من الرجال (٢).

والإِقْصَاد : القتل مكانه (٣) ، قال :

يا عين ما بالي أرى الدمع جامدا

وقد أَقْصَدَتْ ريب المنية خالدا (٤)

__________________

(١) الشطر في اللسان والتهذيب غير منسوب.

(٢) ورد في الأصول المخطوطة أن : المقصد في نسخة مطهر ، وقد آثرنا أن نضعها مع مقتصد لأنها مذكورة في المعجمات الأخرى.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب واللسان فقد ورد : هو القتل على المكان ...

(٤) لم نهتد إلى القائل.

٥٥

صدق :

الصِّدْقُ : نقيض الكذب.

ويقال للرجل الجواد والفرس الجواد : إنه لذو مَصْدَقٍ ، أي صادق الحملة.

وصَدَقْتَهُ : قلت له صدقا ، وكذلك من الوعيد إذا أوقعتهم قلت : صدقتهم. وهذا رجل صِدْقٍ ، مضاف ، بمعنى نعم الرجل هو ، وامرأة صِدْقٍ ، وقوم صِدْقٍ.

فإذا نعته قلت : هو الرجلُ الصَّدْقُ ، وهي الصَّدْقَةُ ، وقوم صَدْقُونَ ، ونساء صَدْقَاتٌ، قال :

مقذوذة الأذان صَدْقَاتُ الحَدَق (١)

أي نافذة الحدق.

وفلان صَدِيقِي ، وفلانة صَدِيقَتِي ، وإن قيل : هي له صَدِيقٌ على التكرار جاز ، قال:

وإذا أم عمار صَدِيقٌ مساعف (٢)

والصَّدْقُ : الكامل من كل شيء.

والصِّدِّيقُ من يُصَدِّقُ بكل أمر الله والنبي ـ عليه‌السلام ـ لا يتخالجه شك في شيء.

والصَّدَاقَةُ مصدر الصَّدِيقِ ، وقد صَادَقَهُ مُصَادَقَةً أي يصدقه النصيحة والمودة.

والصِّدَاقُ والصُّدْقَةُ والصَّدُقَةُ : المهر.

__________________

(١) (رؤبة) ديوانه ص ١٠٤.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

٥٦

والُمَتَصَدِّقُ : المعطي للصدقة.

وأَصَّدَّقُ : آخُذُ الصَّدَقات من الغنم ، قال الأعشى :

ود المُصَدِّقُ من بني عمرو

أن القبائل كلها غنم (١)

باب القاف والصاد والراء معهما

ق ص ر ، ص ق ر ، ق ر ص ، ر ق ص مستعملات

قصر:

القَصْرُ : الغاية ، وهو القُصَارُ والقُصَارَى ، قال العباس بن مرداس :

لله درّك لم تمنى موتنا

والموت ، ويحك ، قَصْرُنَا والمرجع (٢)

والقَصْرُ : المجدل أي الفدن الضخم.

وجمع المَقْصُورَةِ مَقَاصِيرُ ، وهو حيث يقوم الإمام في المسجد.

 وهذا قَصْرُكَ أي أجلك وموتك وغايتك.

واقْتَصَرَ على كذا أي قنع به.

وقال في وصية : والشك لبني عمي قَصْرَةٌ أي يقصر به عليهم خاصة لا يعطى غيرهم.

واقْتَصَرَ على أمري أي أطاعني.

والقَصْرُ : كفّك نفسك عن شيء ، وقَصَرْتُ نفسي على كذا أَقْصِرُهَا قَصْراً.

__________________

(١) لم نجد البيت في الديوان ، وهو في التهذيب ٨ / ٣٥٧ برواية [من بني غبر] ، غير منسوب.

(٢) لم نجد البيت في مجموع شعره.

٥٧

وقَصَرْتُ طرفي أي لم أرفعه إلى ما لا ينبغي. وقَاصِرُ الطرف قريب من الخاشع.

(قاصِراتُ الطَّرْفِ)(١) في القرآن أي قَصَرْنَ طرفهن على أزواجهن لا يرفعن إلى غيرهم ولا يردن بدلا.

وقَصَرْتُ لجامَ الدابة.

وقَصَرْتُ الصلاةَ قَصْراً وقَصَّرْتُهَا.

والقَاصِرُ : كل شيء قَصَرَ عنك ، وأَقْصَرَ عما كان عليه.

وتَقَاصَرَتْ إليه نفسه ذلا.

وقَصَرْتُ عن هذا الأمر أَقْصُرُ قُصُوراً وقَصْراً ، وأَقْصَرْتُ عنه أي كففت ، قال الشاعر :

لو لا حبائل من نعم علقت بها

لَأَقْصَرَ القلبُ عنها أيَّ إقصار (٢)

وقَصَرَ عني الوجعُ قُصُوراً أي ذهب. وقَصَرَ عني الغضبُ مثله إذا لم تغضب ونحو ذلك.

وامرأة مَقْصُورَةٌ الخطو ، شبهت بالمقيد الذي يقصر القيد خطوة.

وقَصَرْتُ بفلان أي أعطيته مخسوسا ، والتَّقْصِيرُ فيما يشبه من هذا المعنى.

وقَصُرَ الشيءُ قِصَراً ، وهو خلاف طال طولا.

وقَصَّرْتُهُ أي صيرته قصيرا.

والمَقْصُورَةُ : المحبوسة في بيتها وخدرها لا تخرج ، قال :

من الصيف مَقْصُورٌ عليها حجالها (٣)

والمَقْصُورُ من نعت الحجال ، والقَصِيرَةُ : المرأة المحجوبة في الحجلة.

 وتَقَاصَرْتُ عن الشيء إذا لم أبلغه على عمد.

__________________

(١) البيت في الديوان ص ٥٠.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

٥٨

والمَقْصُورَةُ : كل ناحية الدار على حيالها محصنة ، قال :

ومن دون ليلى مصمتات المَقَاصِر (١)

والقُصَيْرَى : الضلع التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن ، والقُصْرَى جائز.

والقَصَّارُ يَقْصُرُ الثوبَ قَصْراً وقِصَارَةً ، والقِصَارَةُ فعله.

والقَوْصَرَّةُ : وعاء للتمر من قصب ، ويخفف في لغة ، قال :

أفلح من كان له قَوْصَرَّة

يأكل منها كل يوم مره (٢)

والقَصَرُ : كعابر الزرع الذي يخرج من البر وفيه بقية من الحب ، وهي القُصْرَى والقُصَارَةُ.

والقَصرَةُ : أصل العنق ، وكذلك عنق النخلة أيضا ، ويجمع القَصَرَ والقَصَرَات.

وقال أبو عبيدة : كان الحسن يقرأ إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ ، كَأَنَّهُ جِمَالاتٌ صُفْرٌ (٣) ويفسر أن الشرر يرتفع فوقهم كأعناق النخل ثم ينحط عليهم كالأينق السود.

والقَصَرُ داءٌ يأخذ في القَصَرَة فتغلظ ، وبعير قَصِرٌ ، ويجوز في الشعر أَقْصَرُ ، قد قَصِرَ قَصَراً من قَصِرٌ ، وهو الكزاز.

وجاءت نادرة عن الأعشى [وهي] جمع قَصِيرَة على قِصَارَة قال :

لا ناقصي حسب ولا

أيد إذا مدت قِصَارَهْ (٤)

والقَصْرُ معروف ، وجمعه قُصُورٌ

__________________

(١) الشطر في اللسان غير منسوب ، وكذلك في التهذيب.

(٢) الرجز في التهذيب غير منسوب ، وفي اللسان وهو مما نسب إلى (علي بن أبي طالب) ، وفي سائر المعجمات.

(٣) سورة المرسلات الآية ٣٣.

(٤) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ١٥٧.

٥٩

والقَصْرُ : قبل اصفرار الشمس لأنك تَقْتَصِرُ على أمر قبل غروب الشمس سميت بهذا.

وأَقْصَرْنَا : صرنا في ذلك الوقت.

صقر :

الصَّقْرُ من الجوارح ، وبالسين جائز.

والصَّاقِرَة والصَّاقُورَة : النازلة الشديدة ، لم يسمع إلا بالصاد.

والصَّاقُورَة : اسم السماء الدنيا.

والصَّاقُورَة : باطن القحف المشرف على الدماغ فوقه كأنه قعر قصعة. والصَّاقُورَة : المطرقة.

والصَّقْرُ لغة في السقر ، وهو شدة الوقع ، قال :

إذا مالت الشمس اتقى صَقَرَاتِهَا (١)

يعني شدة وقع الشمس.

والصَّقْرُ : ما تحلب من العنب والتمر (٢) من غير عصر.

 وما مصل من اللبن فانمازت خثارته ، وصفت صفوته فإذا حمضت كانت صباغا طيبا ، ويجوز بالسين.

والصَّوْقَرِيرُ : حكاية صوت طائر يصوقر (٣) ، في صياحه تسمع نحو هذه النغمة في صوته.

__________________

(١) صدر بيت (لذي الرمة) ، والبيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٥٠٤ وعجزه :

بأفنان مربوع الصريمة معبل

(٢) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها : الزيت.

(٣) الصوقرير في الأصول المخطوطة واللسان وأما في التهذيب ففيه : الصوقرية.

٦٠