كتاب العين - ج ٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٥

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٣

واللُّكُ : ما ينحت من الجلد الملكوك يشد به السكاكين في نصبها ، وهو معرب أيضا.

واللَّكِيكُ : المكتنز [يقال] : فرس لَكِيكُ اللحم ، وعسكر لَكِيكٌ [وقد] الْتَكَّتْ جماعتهم لِكَاكاً ، أي : ازدحمت ازدحاما ، قال : (١)

وردا على خندقه لِكَاكاً

باب الكاف والنون

ك ن مستعمل فقط

كن :

الكِنُ : كل شيء وقى شيئا فهو كِنُّهُ وكِنَانُهُ. كَنَنْتُهُ أَكُنُّهُ كَنّاً : جعلته في كِنٍّ.

والكِنَانَةُ كالجعبة غير أنها صغيرة تتخذ للنبل.

واسْتَكَنَ الرجلُ واكْتَنَ : صار في كِنٍّ. واكْتَنَّتِ المرأةُ : سترت وجهها حياء من الناس.

والكَنَّةُ : امرأة الابن ، أو الأخ ، والجمع : الكَنَائِنُ ، والكَنَّاتُ. وكل فعلة أو فعلة ، أو فعلة من باب التضعيف يجمع على فعائل ، لأن الفعلة إذا كانت نعتا صارت بين الفاعلة والفعيل ، والتصريف يضم الفعل إلى الفعيل ، نحو : جلد وجليد ، وصلب وصليب ، فردوا المؤنث من هذا النعت إلى ذلك الأصل ، كقول الراجز : (٢)

__________________

(١) الرجز في التاج (لك) غير منسوب أيضا.

(٢) البيت الثاني في التهذيب ٩ / ٤٥٣ ، واللسان (كنن) غير منسوب أيضا.

٢٨١

يخضبن بالحناء شيبا شائبا

يقلن كنا مرة شبائبا

شيب شائب ، [أي] : يشوب السواد بياضه. قصر شابة فجعلها شبة ، ثم جمعها على الشبائب ، ردها من فاعلة إلى فعلة.

والإِكْنَانُ : ما أضمرت في ضميرك ، قال الله عزوجل : (أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ)(١) يعني : الضمير. والكَانُونُ : المصطلى. والكَانُونَانِ : شهران في قلب الشتاء ـ رومية.

 والإِكْنَانُ : إخفاء الشيء بالشيء ، لا تريد به كِنَّ الوقاء. قال النابغة : (٢)

غداة تعاورته ثم بيض

شرعن إليه في الرهج المُكِنِ

والكُنَّةُ : فصلة يخرجها الرجل من حائطه كالجناح.

باب الكاف والفاء

ك ف ، ف ك مستعملان

كف :

الكَفُ : كَفُّ اليد ، وثلاث أَكُفّ ، والجميع : كُفُوفٌ.

وكُفَّةُ اللثة : ما انحدر منها على أصول الثغر.

وكُفَّةُ السحاب وكِفَافُهُ : نواحيه.

وكِفَّةُ الميزان : التي توضع فيها الدراهم.

والكِفَّةُ : ما يصاد به الظبي.

__________________

(١) البقرة ٢٣٥.

(٢) ديوانه ص ٢٠٠.

٢٨٢

ولقيته كَفَّةً لِكَفَّةٍ ، وكَفَّةً عن كَفَّةٍ ، أي : مفاجأة [مواجهة](١).

 واسْتَكَفَ القومُ بالشيء : احدقوا [به]. واسْتَكَفَ السائلُ : بسط يده.

وكَفَ الرجلُ عن أمر كذا يَكُفُ كَفّاً ، وكَفَفْتُهُ كَفّاً ، [اللازم والمجاوز](٢) مستويان.

والمَكْفُوفُ : الذاهب البصر.

والمَكْفُوفُ في علل العروض : مفاعيل كان أصله : مفاعيلن ، فلما ذهبت النون ، قال الخليل : هو مَكْفُوفٌ.

وكِفَافُ الثوب : [نواحيه](٣).

والخياط يَكُفُ الدخريص [إذا كَفَّه](٤) بعد خياطته (٥) مرة.

والناس كَافَّة ، كلهم داخل فيه ، أي : في الكَافَّة.

والكَفْكَفَةُ : كَفُّكَ الشيءَ ، أي : ردك الشيء عن الشيء.

وكَفْكَفْتُ دمعَ العين ، وكَفَفْتُهُ أيضا.

فك :

فَكَكْتُ الشيءَ فَانْفَكَ. ككتاب مختوم تَفُكُّ خاتمه ، وكما تَفُكُّ الحنكين تفصل بينهما.

والفَكَّانِ : ملتقى الشدقين من الجانبين. وفي فلان فَكَكٌ ، أي : إناثة

__________________

(١) من اللسان (كفف). في الأصول المخطوطة : أي مفاجأة قريبا منك.

(٢) زيادة مفيدة من اللسان (كف).

(٣) زيادة مفيدة من مختصر العين ـ الورقة ١٥٩.

(٤) زيادة من مختصر التهذيب ٩ / ٤٥٧ في روايته عن العين.

(٥) من (س). في (ص) و (ط) : بعد خياطه.

٢٨٣

واسترخاء.

والأَفَكُ : مجمع الخطم ، على تقدير أفعل ، وهو مجمع الفَكَّيْنِ.

والفَكَّةُ : النجوم المستديرة ، التي إلى جانب بنات نعش ، وهي التي يسميها الصبيان : قصعة المساكين.

والفِكَاكُ : الشيء الذي تَفُكُّ به رهنا أو أسيرا .. فَكَكْتُ الأسيرَ فَكّاً وفِكَاكاً ، وكما قال زهير : (١)

وفارقتك برهن لا فِكَاكَ له

يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا

وفَكَكْتُ رقبةَ فلان : أعتقته.

 والفَكَكُ : انفراج المنكب عن مفصله ضعفا أو استرخاء ، والنعت : أَفَكّ ، وفي فلان فَكَكٌ قال : (٢)

أبد يمشي مشية الأَفَكِ

باب الكاف والباء

ك ب ، ب ك مستعملان

كب :

كَبَبْتُهُ لوجهه فَانْكَبَ ، أي : قلبته. وأَكَبَ القومُ على الشيء يعملونه. وأَكَبَ فلان على فلان [يطالبه](٣).

 قال لبيد : (٤)

__________________

(١) ديوانه ص ٣٣.

(٢) التهذيب ٩ / ٤٥٩ ، واللسان فكك ، غير منسوب أيضا.

(٣) من التهذيب ٩ / ٤٦١ مما روي فيه عن العين. في الأصول المخطوطة ، يطلبه.

(٤) ديوانه ص ٧٨.

٢٨٤

جنوح الهالكي على يديه

مُكِبّاً يجتلي نقب النصال

والفارس يَكُبُ الوحشَ إذا طعنها فألقاها على وجهها ، قال : (١)

فهو يَكُبُ العيطَ منها للذقن

والكَبْكَبَةُ : جماعة من الخيل.

وكَبَبْتُ الغزلَ : جعلته كُبَّةً.

وقيس كُبَّة : حي من اليمن.

والكَبَابُ : الطباهج.

والتَّكْبِيبُ : فعله.

 كَبْكَب : جبل ، لا ينصرف ، قال : (٢)

[وتدفن منه الصالحات وإن يسىء

يكن ما أساء] النار في رأس كَبْكَبَا

والكَبْكَبَةُ : الدهورة ، (فَكُبْكِبُوا فِيها)(٣). دهوروا وجمعوا ، ثم رمي بهم في هوة من النار.

وكَبَبْتُ الخيلَ : صدمتها.

بك :

البَكُ : دق العنق. وسميت مكة بَكَّةً ، لأن الناسَ يَبُكُ بعضهم بعضا في الطواف ، [أي] : يدفع بعضهم بعضا بالازدحام. ويقال : بل سميت ، لأنها كانت تَبُكُّ أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم.

والبَكْبَكَةُ : شيء تفعله العنز بولدها.

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٩ / ٤٦١ ، واللسان (كبب) غير منسوب أيضا.

(٢) (الأعشى) ديوانه ص ١١٣.

(٣) الشعراء ٩٤.

٢٨٥

باب الكاف والميم

ك م ، م ك مستعملان

كم

كَمْ : حرف مسألة عن عدد ، وتكون خبرا بمعنى رب ، فإن عني بها رب جرت [ما بعدها] ، وإن عني بها ربما رفعت. وإن تبعها فعل [رافع ما بعدها](١) انتصبت. ويقال : هي من تأليف كاف التشبيه ضمت إلى (ما) ، ثم قصرت (ما) فأسكنت الميم. فإن عني بذلك غير المسألة عن العدد قلت : كَمْ هذا الذي معك؟ فيجيب المجيب : كذا وكذا.

 والكُمُ : كُمُّ القميصِ. والكُمَّةُ : من القلانس.

والكِمَامُ : شيء يجعل في فم البعير أو البرذون [لئلا يعض](٢).

 والكُمُ الكِمُ : الطلع. لكل شجرة كِمٌ كُمٌ وهو برعومته. وقد كُمَّتِ النخلةُ كَمّاً وكُمُوماً ، قال الله جل وعز : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) (٣). (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها)(٤). قال لبيد :

[نخل كوارع في خليج محلم

حملت] فمنها موقر مَكْمُومٌ (٥)

وقول العجاج : (٦)

بل لو شهدت الناس إذ تَكُمُّوا

__________________

(١) من التهذيب ٩ / ٤٦٥. في الأصول المخطوطة : واقع بما بعدها.

(٢) زيادة مفيدة من المحكم ٦ / ٤١٩.

(٣) سورة (الرحمن) ١١.

(٤) فصلت ٤٧.

(٥) ديوانه ص ١٢٠.

(٦) ديوانه ص ٤٢.

٢٨٦

أي : اجتمعوا.

وكَمَمْتُ الشيءَ : طينته. قال الأخطل : (١)

كُمَّتْ ثلاثة أحوال بطينتها

[حتى إذا صرحت من بعد تهدار]

وكَمَّمْتُ النخلةَ إذا سمخت (٢) ثمرتها ، والكرم إذا ثقل حمله وسمخ ، أي : تبسر العناقيد ، حتى لا تنكسر القضبان.

مك :

مَكَّةُ : أم القرى.

 وامْتَكَكْتَ المخ : مصصته ، وإذا أخرجت المخ قلت : أخرجتُ المُكَاكَةَ (٣) وتَمَكَّكْتُهَا.

والمَكُّوكُ : طاس يشرب به والمَكُّوكُ : مكيال لأهل العراق ، والجميع : مَكَاكِيك ، ومَكَاكِيّ (٤).

والمُكَّاءُ (٥) : طائر لا يكون إلا في الريف ، وجمعه : مَكَاكِيّ ، قال : (٦)

إذا قوقأ المُكَّاء في غير روضة

فويل لأهل الشاء والحمرات

__________________

(١) ديوانه ١ / ١٦٨.

(٢) سمخ الزرع : طلع. (التاج ـ سمخ).

(٣) من التهذيب ٩ / ٤٦٨. في (ص) : مكاكة ، في (ط) و (س) : المكاكية.

(٤) على البدل كراهة التضعيف (أي : إبدال الكاف الأخيرة باء) المحكم ٦ / ٤٢٠.

(٥) من حق هذه الكلمة أن تكون في باب المعتل سواء أكانت همزتها أصلا أم بدلا.

(٦) البيت في اللسان (مكا) غير منسوب أيضا ، وفيه : (غرد) في مكان (قوقا).

٢٨٧

باب الثلاثي الصحيح من الكاف

باب الكاف والجيم والسين معهما

ك س ج يستعمل فقط

كسج :

الكَوْسَجُ [معروف](١) دخيل

باب الكاف والجيم والراء معهما

ك ر ج يستعمل فقط

كرج :

الكُرَّجُ دخيل [معرب] ، وهو شيء يلعب به ، وربما قالوا : كرق. قال جرير (٢) :

لبست سلاحي والفرزدق لعبة

عليها وشاحا كُرَّجٍ وجلاجله

باب الكاف والشين والسين معهما

ش ك س يستعمل فقط

شكس :

الشَّكِسُ : السيء الخلق في المبايعة وغيرها ، والشَّكَسُ : المصدر.

__________________

(١) من مختصر العين ـ الورقة ١٦٠.

(٢) ديوانه ٣٨٨ (صادر).

٢٨٨

والليل والنهار يَتَشَاكَسَانِ ، أي : يتضادان ، ولا [يتوافقان](١) ، وكذلك الشركاء الشَّكِسُونَ ، وفي القرآن : (شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) (٢)

ورجل شَكِسٌ بين الشَّكَسِ ، قال: (٣)

إني امرؤ خلقت شَكْساً أشوسا

باب الكاف والشين والزاي معهما

ش ك ز مستعمل فقط

شكز:

الأُشْكُزُّ كالأديم إلا أنه أبيض يؤكد به السروج.

باب الكاف والشين والطاء معهما

ك ش ط مستعمل فقط

كشط:

الكَشْطُ : رفعك شيئا عن شيء قد غطاه [وغشيه](٤) من فوقه.

والكِشَاطُ : جلد الجزور بعد ما يُكْشَطُ. وربما غطي عليها به ، فيقال : ارفع كِشَاطَهَا لأنظر إلى لحمها ، [يقال هذا] في الجزور خاصة.

 والكَشَطَةُ : أرباب الجزور المَكْشُوطَة ، وانتهى أعرابي إلى قوم قد كَشَطُوا جزورا وقد غطوها بِكِشَاطِهَا. فقال : مَنِ الكَشَطَةُ؟ يريد أن يستوهبهم ...)

__________________

(١) في الأصول المخطوطة : (يوافقان).

(٢) الزمر ٢٩ ، وتمام الآية : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ، وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً).

(٣) لم نهتد إليه.

(٤) من التهذيب ١٠ / ٧ في روايته عن العين.

٢٨٩

فقيل له : وعاء المرامي ، ومثابت الأقران وأدنى الجزاء من الصدقة ، يعني فيما يجزى من الصدقة ، فقال الأعرابي : يا كنانة ويا أسد. ويا بكر أطعموا من لحم الجزور.

باب الكاف والشين والدال معهما

ك ش د ، ك د ش ، ش ك د مستعملات

كشد :

الكَشْدُ : ضرب من الحلب بثلاثة أصابع. كَشَدَهَا يَكْشِدُهَا كَشْداً.

 وناقة كَشُودٌ ، وهي التي تحلب كَشْداً ، فتدر.

كدش :

الكَدْشُ من الشوق. [وقد كدشت إليه](٢).

شكد :

الشُّكْدُ كالشكر ، لغة أهل اليمن ، [يقال] : هو شاكر شَاكِدٌ

والشُّكْدُ ، لسائر العرب (١) : ما أعطيت من الكدس عند الكيل ، ومن الحزم عند الحصد ، يقال : اسْتَشْكَدَنِي فلانٌ فَأَشْكَدْتُهُ.

باب الكاف والشين والثاء معهما

ك ش ث مستعمل فقط

كشث :

الكَشُوثُ : نبات مجتث مقطوع الأصل ، أصفر يتعلق بأطراف الشوك ،

__________________

(٢) في التهذيب ١٠ / ٨ مما روي فيه عن العين.

(١) في التهذيب ١٠ / ٨ عن العين : بلغتهم أيضا يعني بلغة أهل اليمن.

٢٩٠

ويجعل في النبيذ ، من كلام أهل السواد ، وليست بعربية محضة. يقولون كَشُوثَاءُ.

باب الكاف والشين والراء معهما

ك ش ر ، ك ر ش ، ش ك ر ، ش ر ك ، ر ش ك مستعملات

كشر:

الكَشْرُ : بدو الأسنان عند التبسم ، ويقال في غير ضحك ، كَشَرَ عن أسنانه إذا أبداها. قال المتلمس (١) :

إن شر الناس من يَكْشِرُ لي

حين ألقاه وإن غبت شتم

وقال : (٢)

وإن من الإخوان إخوان كِشْرَةٍ

وإخوان كيف الحال والبال كله

الكِشْرَةُ في هذا البيت خلف من المُكَاشَرَةِ ، لأن الفعلة تجيء في مصدر فاعل ، تقول: هاجر هجرة ، وعاشر عشرة ، وإنما يكون هذا التأسيس فيما يكون من الافتعال على تفاعلا جميعا.

والكَاشِرُ : ضرب من البضع ، يقال : باضعتها بضعا كَاشِراً ، لا يشتق منه فعل عن أبي الدقيش.

كرش :

يقال لكل مجتمع كَرِشٌ حتى لجماعة الناس.

واسْتَكْرَشَ الجدي : عظم بطنه. وكل سخل يَسْتَكْرِشُ حتى يعظم بطنه ، ويشتد أكله.

__________________

(١) ديوانه ص ٣٢٥.

(٢) التهذيب ١٠ / ٩ ، واللسان (كشر) غير منسوب أيضا.

٢٩١

ويقال للصبي إذا عظم بطنه ، وأخذ في الأكل اسْتَكْرَشَ ، وأنكر عامتهم ذلك ، وقالوا للصبي : استجفر ، وفي الأشياء كلها جائز ، وهو اتساع البطن وخروج الجنبين.

وكَرِشَ الرجلُ : عياله من صغار ولده. يقال كَرِشٌ منثور ، أي : صبيان صغار.

وتزوج فلان فلانة فنثرت له بطنها وكَرِشَهَا ، أي ، كثر ولدها.

وأتان كَرْشَاءُ : ضخمة الخاصرتين والبطن. حتى يقال للدلو المنتفخة النواحي : إنها لَكَرْشَاءُ.

وإذا تقبض جلد الوجه قيل تَكَرَّشَ فلانٌ ، وفي كل جلد كذلك.

والكَرْشَاءُ (١) : ضرب من النبات.

وكان رجل يكنى أبا كَرْشَاءَ ، قال : (٢)

وإن أبا كَرْشَاءَ ليس بسارق

ولكن مما يسرق القوم يأكل

شكر :

الشُّكْرُ : عرفان الإحسان [ونشره وحمد موليه](٣) ، وهو الشُّكُورُ أيضا ، قال الله عزوجل : (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا) شُكُوراً (٤).

والشَّكُورُ من الدواب : ما يسمن بالعلف اليسير ويكفيه.

والشَّكِرَةُ من الحلوبات التي تصيب حظا من بقل أو مرعى ، فتغزر عليه بعد قلة اللبن ، فإذا نزل القوم منزلا وأصاب نعمهم شيئا من بقل فدرت قيل أَشْكَرَ

__________________

(١) في المعجمات : الكرش.

(٢) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٣) تكملة مما روي في التهذيب ١٠ / ١٢ عن العين.

(٤) سورة الإنسان / ٩.

٢٩٢

القومُ ، وإنهم ليحتلبون شَكْرةً (جزم). وشَكِرَتِ الحلوبةُ شَكَراً ، قال : (١)

نضرب دراتها إذا شَكِرَتْ

بأقطها ، والرخاف نسلؤها

الرخفة : الزبدة.

والشَّكِيرُ من الشعر : ما ينبت بين الضفائر ، ومن النبات ما ينبت من ساق الشجر ، قضبان غضة تخرج بين القضبان القاسية ، والجميع : الشُّكُرُ ، قال : (٢)

وبينا الفتي يهتز بالعيش ناضرا

كعسلوجة يهتز منها شَكِيرُهَا

والشَّكْرُ : الفرج في قول الأعشى : (٣)

[وبيضاء المعاصم إلف لهو]

خلوت بِشَكْرِهَا ليلا تماما

يَشْكُر : قبيلة من ربيعة. وشَاكِر : قبيلة من اليمن من همدان.

شرك :

الشِّرْكُ : ظلم عظيم. والشِّرْكَةُ : مخالطة الشَّرِيكَيْن.

 واشْتَرَكْنَا بمعنى تَشَارَكْنَا ، و [جمع] شَرِيكٍ : شُرَكَاءُ وأَشْرَاكٌ. قال لبيد :

تطير عدائد الأَشْرَاكُ شفعا

ووترا والزعامة للغلام (٤)

وتقول لأم المرأة : هذه شَرِيكَتِي ، وفي المصاهرة تقول : رغبنا في شِرْكِكُمْ وصهركم.

والشِّرَاكُ : سير النعل. شَرَّكْتُ النعلَ تَشْرِيكاً.

__________________

(١) اللسان والتاج (شكر) غير منسوب أيضا.

(٢) اللسان (شكر) ، غير منسوب أيضا.

(٣) ديوانه ص ١٩٧.

(٤) ديوان لبيد ص ٢٠٢.

٢٩٣

والشَّرَكُ : أخاديد الطريق الواضح الذي تلحبه الأقدام والقوائم ، قال : (١)

عمى شَرَك الأقطار بيني وبينه

مراري مخشي به الموت ناضد

والطريق مُشْتَرَكٌ ، أي ، الناس فيه شُرَكَاءُ ، وكل شيء كان فيه القوم سواء فهو مُشْتَرَكٌ ، كالفريضة المشتركة التي قضى فيها عمر فَأَشْرَكَ بين الإخوة للأب والأم ، والإخوة للأم.

 والشَّرَكُ : حبالة يرتبك فيها الصيد ، الواحدة : شَرَكَةٌ ، والذي ينصب للحمام أيضا ، قال: (٢)

يا قانص الحب قد ظفرت بنا

فحل عنا الشباك والشَّرَكَا

رشك :

الرِّشْكُ : اسم رجل على عهد الحسن (٣) ، وكان الحسن إذا سئل عن فريضة قال : علينا بيان السهام وعلى يزيد الرِّشْكِ الحساب. كان أحسب أهل زمانه.

 ويقال : كان معه حبالة يذرع بها الأرضين فغلب عليه الرِّشْكُ ، والرِّشْكُ (٤) : الذراع.

باب الكاف والشين واللام معهما

ك ش ل ، ش ك ل مستعملات

كشل :

الكَوْشَلَةُ : الفيشلة الضخمة ، وهي الكَوْشُ والفيش أيضا.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، ولم نجد البيت فيما بين أيدينا من مظان ، ولم نتبين المراد منه.

(٢) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٣) هو الحسن البصري ، كما في التهذيب ١٠ / ١٩.

(٤) يبدو أن الكلمة عربية وليس في العين إشارة إلى أنها دخيلة أو معربة ، غير أن الأزهري قال : [التهذيب ١٠ / ١٩] قلت : ما أرى الرشك عربيا ، وأراه لقبا لا أصل له في العربية.

٢٩٤

شكل :

الشِّكْلُ : غنج المرأة ، وحسن دلها. و [يقال] : إنها لَشَكِلَةٌ مُشَكَّلَةٌ : حسنة الشِّكْل.

والشَّكْلُ : المثل ، يقال : هذا على شَكْلِ هذا ، أي : على مثل هذا. وفلان شَكْلُ فلان ، أي : مثله في حالاته ، وقوله [جل وعز] : (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)(١). يعني بالشَّكْلِ ضربا من العذاب على شَكْلِ الحميم ، والغساق أزواج ، أي : ألوان.

والأَشْكَلُ في ألوان الإبل والغنم : [أن] يكون مع السواد حمرة وغبرة (٢) ، كأنه قد أَشْكَلَ لونُه ، و [تقول](٣) في غير ذلك من الألوان : إن فيه لَشُكْلَةٌ من لون كذا ، كقولك: أسمر فيه [شُكْلَةٌ من](٤) سواد.

والأَشْكَلُ في سائر الأشياء : بياض وحمرة قد اختلطا ، قال جرير (٥) :

فما زالت القتلى تمور دماؤها

بدجلة حتى ماء دجلة أَشْكَلُ

وقال : (٦)

ينفخن أَشْكَلَ مخلوطا تقمصه

مناخر العجرفيات الملاجيج

الملاجيج : اللاتي يلججن في سيرهن.

 والأَشْكَالُ : الأمور المختلفة ، وهي الشُّكُولُ ، وكذلك الحوائج المختلفة فيما يتكلف منها. قال العجاج : (٧)

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة (ص).

(٢) في (ط) غيره.

(٣) من التهذيب ١٠ / ٢١ مما روي فيه عن العين. في (ص) و (ط) : قال ، وفي (س) : يقال.

(٤) ما بين القوسين سقط من الأصول ، وأثبتناه من التهذيب ١٠ / ٢١ عن العين.

(٥) ديوانه ص ٣٦٧ (صاد).

(٦) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٩٩٥.

(٧) التهذيب ١٠ / ٢٣ والتاج (شكل). وليس في ديوانه (رواية الأصمعي دمشق).

٢٩٥

وتخلج الأَشْكَالُ دون الأَشْكَال

وقول أبي النجم :

إذ جاوبوا ذا وتر مُشَكَّلٍ

تَشْكِيلُهُ : دستانقه الذي ينقل الضارب أصابعه عليه ، وإن شئت جعلت المُشَكَّل : البربط (١).

أَشْكَلَ الأمر ، إذا اختلف](٢).

وأمر مُشْكِلٌ شَاكِلٌ : [مشتبه ملتبس](٣).

وشَاكَلَ هذا ذاك من الأمور ، أي : وافقه وشابهه.

وهذا يُشَكَّلُ به ، أي : يشبه. وهي شَكِيلَةٌ ، أي : شبيهة. والغراب شَكْلُ الغراب ، أي : شبيهه.

والشِّكَالُ : حبل يُشْكَلُ به قوائم الدابة.

والشِّكَالُ في الفرس : تحجيل ثلاث قوائم وإطلاق واحدة وهو مكروه.

شَكَلْتُ الكتابَ : قيدته](٤).

والشَّاكِلَتَانِ : ظاهر الطفطفتين من لدن مبلغ القصيرى إلى حرف الحرقفة من جانبي البطن.

__________________

(١) جاء في اللسان (بربط) : البربط : العود ، أعجمي ، ليس من ملاهي العرب.

(٢) من مختصر العين ـ الورقة ١٦٠.

(٣) من التهذيب ١٠ / ٢٥ عن العين.

(٤) من مختصر العين ـ الورقة ١٦٠.

٢٩٦

باب الكاف والشين والنون معهما

ن ك ش مستعمل فقط

نكش :

النَّكْشُ : شبه الأتي على الشيء ، والفراغ منه. نَكَشْتُهُ ونَكَشْتُ منه ، أي : أتيت عليه ، وفرغت منه.

 واسْتَنْكَشَ ، أي : استنهد.

باب الكاف والشين والفاء معهما

ك ش ف مستعمل فقط

كشف :

الكَشْفُ : رفعك شيئا عما يواريه ويغطيه ، كرفع الغطاء عن الشيء.

والكَشَفَةُ : دائرة في قصاص الناصية ، وربما كانت شعيرات نبتت صعدا ، يتشاءم بها. والنعت : أَكْشَفُ ، والاسم : الكَشَفَةُ (١)

والكَشُوفُ : الناقة التي يضربها الفحل وهي حامل ، وقد كَشَفَتْ كِشَافاً (٢).

__________________

(١) في الأصول : الكشف ، وما أثبتناه فمن التهذيب ١٠ / ٢٦ عن العين.

(٢) جاء في الأصول بعد كلمة (كشافا) : قال أبو عبد الله : الكشوف الناقة التي يحمل عليها الفحل عند ما تنتج أو عند ما تخدج ، قال (زهير :) وتلفح كشافا ثم تنتج فتتئم.

وراجعنا فهرست ابن النديم فوجدنا أن من يكنى بأبي عبد الله من العلماء اللغويين كلهم من المتأخرين.

٢٩٧

باب الكاف والشين والباء معهما

ك ش ب ، ك ب ش ، ش ب ك ، ب ش ك مستعملات

كشب :

الكَشْبُ : [شدة](١) أكل اللحم. قال : (٢)

ملهوج مثل الكشي نُكَشِّبُهُ

وكَشْب : إحدى حرار (٣) بني سليم.

كبش :

إذا أثنى الحمل صار كَبْشاً ، [ولو لم] تخرج رباعيته. وبعضهم يقول : لا : حتى تخرج رباعيته.

وكَبْشُ الكتيبة : قائدها.

شبك :

شَبَكْتُ أصابعي بعضها في بعض فَاشْتَبَكَتْ ، وشَبَّكْتُهَا فَتَشَبَّكَتْ.

ويقال لأسنان المشط شَبَك.

واشْتَبَكَ السراب : دخل بعضه في بعض.

وبينهما شُبْكَةُ (٤) رحم.

والشُّبَّاكُ : اسم لكل شيء كالقصبة المحبكة التي تجعل على صنعة

__________________

(١) من مختصر العين ـ الورقة ١٦٠ ، والتهذيب ١٠ / ٢٨ عن العين.

(٢) التهذيب ١٠ / ٢٨ واللسان (كشب) غير منسوب أيضا ، وقبله فيهما :

ثم ظللنا في وشوام رعببه

(٣) من (س) وهو الصواب. في (ص) و (ط) : حرى.

(٤) أي : قرابة اللسان (شبك).

٢٩٨

البواري ، كل طائفة شُبَّاكَةٌ.

والشَّبَكَةُ : المصيدة في الماء وغيره.

والشِّبَاكُ : مواضع من الأرض ليست بسبخة ، ولا تنبت ، كنحو شِبَاكِ البصرة.

وطريق شَابِكٌ : مختلط بعضه في بعض. وبعير شَابِكُ الأنياب ، ورجل شَابِكُ الرمح ، إذا رأيته من ثقافته يطعن به في الوجوه كلها ، قال : (١)

كمي ترى رمحه شَابِكا

واشْتَبَكَ الظلام ، أي : اختلط. واشْتَبَكَتِ النجومُ ، إذا تداخلت واتصل بعضها ببعض.

بشك :

البَشْكُ [في السير] : خفة نقل القوائم ، وهو يَبْشُكُ ويَبْشِكُ بَشْكاً وبَشَكاً.

وامرأة بَشْكَى اليدين والعمل ، أي : سريعة.

والبَشْكُ : الكذب ، بَشَكَ يَبْشُكُ بَشْكاً ، أي : كذب.

باب الكاف والشين والميم معهما

ك ش م ، ك م ش ، ش ك م مستعملات

كشم :

الكَشْمُ : الفهد. والكَشْمُ والجدع اسمان في قطع الأنف. [يقال] : ابتلاه الله بالكَشْمِ والجدع. وكَشَمَهُ [يَكْشِمُهُ] كَشْماً.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، والشطر في التهذيب ١٠ / ٣٠ ، وفي اللسان والتاج (شبك).

٢٩٩

كمش :

رجل كَمِيشٌ : عزوم ماض. كَمُشَ يَكْمُشُ كَمَاشَةً ، وانْكَمَشَ في أمره.

والكَمْشُ ، مجزوم ، إن وصف [به] ذكر من الدواب فهو القصير الصغير الذكر.

 وإن وصف به الأنثى فهي الصغيرة الضرع. وهي : كَمْشَةٌ. وربما كان الضرع الكَمْشُ ، مع كُمُوشَتِهِ درورا ، قال : (١)

يعس جحاشهن إلى ضروع

كِمَاشٍ لم يقبضها التوادي

التوادي : جمع التودية وهي خشبة تعرض ثم تشد على الطبي.

شكم :

شَكَمَ [الفرس] يَشْكُمُهُ شَكْماً ، أي : أدخل الشَّكِيمَةَ في فمه ، وهي الحديدة التي في الفم من اللجام والجميع : الشُّكُمُ ، والشَّكَائِمُ. قال القطامي : (٢)

لأفراسه يوما على الدرب غارة

تصلصل في أشداقهن الشَّكَائِم

وفلان شديد الشَّكِيمَةِ ، أي : ذو عارضة وجد.

والشُّكْمَى الشُّكْمُ] : النعمى ، قال : (٣)

[أبلغ قتادة غير سائله]

منه الثواب وعاجل الشُّكْمِ

يعني : النعم.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التهذيب ١٠ / ٣٤ ، واللسان والتاج (كمش) بدون عزو أيضا.

(٢) ديوانه / ١٣١.

(٣) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في اللسان والتاج (شكم) ، ورواية العجز فيهما : جزل العطاء وعاجل الشكم.

٣٠٠