كتاب العين - ج ٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٥

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٣

ولحية قَانِئَةٌ : شديدة الحمرة.

أنق :

الأَنَقُ : الإعجاب بالشيء ، تقول : أَنِقْتُ به ، وأنا آنَقُ به أَنَقاً ، وأنا به أَنِقٌ : معجب.

وآنَقَنِي الشيءُ يُؤْنِقُنِي إِينَاقاً ، وإنه لَأَنِيقٌ مُؤْنِقٌ ، إذا أعجبك حسنه.

وروضة أَنِيقٌ ، ونبات أَنِيقٌ ، قال (١) :

لا آمن جليسه ولا أَنِق

أقن :

الأَقْنَةُ : شبه حفرة في ظهور القفاف ، وأعالي الجبال ، ضيقة الرأس ، قعرها قدر قامة أو قامتين خلقة ، وربما كانت مهواة بين نيقين. قال الطرماح : (٢)

في شناظي أُقَنٍ بينها

عرة الطير كصوم النعام

باب القاف والفاء و (وا يء) معهما

ق ف و ، و ق ف ، ف و ق ، و ف ق ، فء ق ، ف ق ء ، ء ف ق

مستعملات

قفو :

القَفْوَةُ : رهجة تثور عند أول المطر.

والقَفْوُ : مصدر قولك : قَفَا يَقْفُو ، وهو أن يتبع شيئا ، وقَفَوْتُهُ أَقْفُوهُ قَفْواً ، وتَقَفَّيْتُهُ ، أي : اتبعته. قال الله جل وعز : (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)(٣).

__________________

(١) التهذيب ٩ / ٣٢٣ واللسان (أنق) ، ونسب في اللسان (زلق) إلى (القلاخ بن حزن المنقري).

(٢) ديوانه / ٣٩٥.

(٣) الإسراء / ٣٦.

٢٢١

وقَفَوْتُهُ : قذفته بالزنية ، وفي الحديث : من قَفَا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله في ردغة الخبال (١).أي : قذفه.

والقَفَا : مؤخر العنق ، ألفها واو ، والعرب تؤنثها ، والتذكير أعم ، يقال : ثلاثة أَقْفَاء ، والجميع : قَفِيٌ ، وقُفِيٌ ، مثل : قني وقني.

ويقال للشيخ إذا هرم : رد على قَفَاهُ ، ورُدَّ قَفاً. قال (٢) :

إن تلق ريب المنايا أو ترد قَفاً

لا أبك منك على دين ولا حسب

وقَفَيْكَ ، بإبدال الألف ياء لغة طيىء ، قال (٣) :

يا ابن الزبير طالما عصيكا

لنضربن بسيفنا قَفَيْكَا

وتَقَفَّيْتُهُ بعصا ، أي : ضربت قَفَاهُ بها واسْتَقْفَيْتُهُ بعصا ، إذا جئته من خلف وضربته بها.

وسميت قَافِيَةُ الشعر قَافِيَةً ، لأنها تَقْفُو البيت ، وهي خلف البيت كله.

والقَافِيَةُ والقَفَنُّ : القفا ، قال : (٤) :

أحب منك موضع القرطن

وموضع الإزار والقفن

وقَفَوْتُهُ به قَفْواً ، وأَقْفَيْتُهُ به ، إذا آثرته به ، والاسم القَفَاوَةُ.

 وفلان قَفِيٌ بفلان ، إذا كان له مكرما ، ويَقْتَفِي به ، أي : يكرمه ، وهو

__________________

(١) اللسان (قفا).

(٢) التهذيب ٩ / ٣٢٦ ، واللسان (قفا).

(٣) المحكم ٦ / ٣٥٤ ، واللسان (قفا).

(٤) اللسان (قفن) غير منسوب.

٢٢٢

مُقْتَفٍ به ، أي : ذو لطف وبر به. قال (١) :

وغيب عني إذ فقدت مكانهم

تلطف كف برة واقْتِفَاؤُهَا

وقَفِيُ السكْن هو ضيف أهل البيت ، في موضع مَقْفُوٌّ ، قال (٢) :

ليس بأسفى ولا أَقْفَى ولا سغل

يسقى دواء قَفِيِ السَّكْنِ مربوب

وقف :

الوَقْفُ : مصدر قولك : وَقَفْتُ الدابةَ ووَقَفْتُ الكلمةَ وَقْفاً ، وهذا مجاوز ، فإذا كان لازما قلت وَقَفْتُ وُقُوفاً. فإذا وَقَّفْتَ الرجل على كلمة قلت وَقَّفْتُهُ تَوْقِيفاً ، ولا يقال : أَوْقَفْتُ إلا في قولهم أَوْقَفْتُ عن الأمر إذا أقلعت عنه ، قال الطرماح : (٣)

فتأييت للهوى ثم أَوْقَفْتُ

رضا بالتقى وذو البر راضي

والوَقْفُ : المسك الذي يجعل للأيدي ، عاجا كان أو قرنا مثل السوار ، والجميع : الوُقُوفُ.

ويقال : هو السوار. قال (٤) :

ثم استمر كَوَقْفِ العاج منصلتا

ترمي به الحدب اللماعة الحدب

ووَقْفُ الترس من حديد أو من قرن يستدير بحافتيه ، وكذلك ما أشبهه.

 والتَّوْقِيفُ في قوائم الدابة وبقر الوحش : خطوط سود.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) (سلامة بن جندل) ديوانه / ١٠٠.

(٣) ديوانه / ٢٦٣ ، إلا أن الرواية فيه : فتطربت للهوي ثم اقصرت .....

(٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

٢٢٣

وفي حديث الحسن : إن المؤمن وَقَّافٌ ، متأن ، وليس كحاطب الليل.: ويقال للمحجم عن القتال وَقَّافٌ. قال (١) :

وإن يك عبد الله خلى مكانه

فما كان وَقَّافاً ولا طائش اليد

فوق :

الفَوْقُ : نقيض التحت ، وهو صفة واسم ، فإن جعلته صفة نصبته ، فقلت : تحت عبد الله وفَوْقَ زيدٍ ، نصب لأنه صفة ، وإن صيرته اسما رفعته ، فقلت : فَوْقهُ رأسه ، صار رفعا هاهنا ، لأنه هو الرأس نفسه ، رفعت كل واحد منهما بصاحبه

وتقول : فلان يَفُوقُ قومَهُ ، أي : يعلوهم ، ويَفُوقُ السطح ، أي : يعلوه.

وجارية فَائِقَةُ الجمال ، أي : فَاقَتْ في الجمال.

والفُوَاقُ : ترجيع الشهقة الغالبة ، تقول للذي يصيبه البهر يَفُوقُ فُوَاقاً ، وفُؤُوقاً.

وفُوَاقُ الناقة : رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها ، تقول العرب : ما أقام عندي فُوَاقَ ناقة.

وكلما اجتمع من الفُوَاقِ درة فاسمها الفِيقَةُ. أَفَاقَتِ الناقةُ ، واسْتَفَاقَهَا أهلها ، إذا نفسوا حلبها حتى تجتمع درتها.

 ويقال فُوَاقُ ناقة بمعنى الإِفَاقَةِ ، كَإِفَاقَةِالمغشي عليه ، أَفَاقَ يُفِيقُ إِفَاقَةً وفَوَاقاً

__________________

(١) (دريد بن الصمة) الأصمعيات / ١٠٨.

٢٢٤

وقوله جل وعز : (ما لَها مِنْ فَواقٍ) (١) ، أي : من تلك الصيحة أصابتهم يوم بدر ، فلم يُفِيقُوا إِفَاقَةً ، ولا فَوَاقاً. وكل مغشي عليه ، أو سكران إذا انجلى عنه ذلك ، قيل أَفَاقَ واسْتَفَاقَ.

والأَفَاوِيقُ : ما اجتمع من الماء في السحاب ، قال الكميت : (٢)

فباتت تثج أَفَاوِيقَهَا

[سجال النطاف عليه غزارا]

والفُوقُ : مشق رأس السهم حيث يقع الوتر ، وحرفاه : زنمتاه ، وهذيل تسمي الزنمتين الفُوقَيْنِ ، قال شاعرهم : (٣)

كأن النصل والفُوقَيْنِ منه

خلال الرأس سيط به هشيح

ولو أراد بهذا : الفُوقَ بعينه لما ثناه ، ولكنه أراد حرفيه.

 وسهم أَفْيَقُ ، وأَفْوَقُ ، إذا كان في الفُوقِ ، في إحدى زنمتيه ميل أو انكسار ، وفعله : الفَوَقُ قال : (٤)

كسر من عينيه تقويم الفُوَق

والفَاقَةُ : الحاجة ، ولا فعل لها.

والفَاقُ : الجفنة المملوءة طعاما ، قال : (٥)

ترى الأضياف ينتجعون فَاقِي

وفق :

الوَفْقُ : كل شيء متسق مُتَّفِقٌ على تِيفَاقٍ واحد فهو : وَفْقٌ ، قال (٦) :

__________________

(١) سورة (ص) / ١٥.

(٢) اللسان (فوق).

(٣) التهذيب ٩ / ٣٣٨ واللسان (فوق).

(٤) (رؤبة) ديوانه / ١٠٧.

(٥) الشطر في التهذيب ٩ / ٣٣٩ واللسان (فوق) غير منسوب.

(٦) (رؤبة) ـ (ملحق) ديوانه / ١٨٠.

٢٢٥

يهوين شتى ويقعن وَفْقاً

ومنه المُوَافَقَةُ في [معنى] المصادفة والاتِّفَاقُ. تقول وَافَقْتُ فلانا في موضع كذا ، أي : صادفته. ووَافَقْتُ فلانا على أمر كذا ، أي : اتفقنا عليه معا.

وتقول : لا يَتَوَفَّقُ عبدٌ حتى يُوَفِّقَهُ اللهُ ، فهو مُوَفَّقٌ رشيد. وكنا من أمرنا على وِفَاقٌ.

 وأَوْفَقْتُ السهمَ : جعلت فوقه في الوتر ، واشتق هذا الفعل من مُوَافَقَةِ الوتر محز الفوق.

فأق :

الفَأْقُ : داء يأخذ الإنسان في عظم عنقه الموصول بدماغه. فَئِقَ الرجل فَأَقاً فهو فَئِقٌ مُفْئِقٌ ، واسم ذلك العظم الفَائِقُ ، قال : (١)

أو مشتك فَائِقَهُ من الفَأَقِ

وإكاف مُفَأَّقٌ : مفرج.

فقأ :

فُقِئَتِ العينُ تُفْقَأُ فَقْأً.

وانْفَقَأَتِ العينُ ، وانْفَقَأَتِ البثرةُ ، وانْفَقَأَتِ القرحةُ ، وأكل حتى كان يَنْفَقِئُ بطنه ، أي : ينشق.

وتَفَقَّأَتِ البهمى : انشقت لفائفها عن نورها. وتَفَقَّأَتِ السحابةُ ، أي : سيلت ماءها وانبعجت عن مائها ، قال : (٢)

تَفَقَّأَ حوله القلع السواري

وجن الخازباز به جنونا

يروى : بالجر.

__________________

(١) (رؤبة) ديوان / ١٠٦.

(٢) التهذيب ٩ / ٣٣٣ ، واللسان (فقأ) ، ونسبه اللسان إلى (ابن أحمر).

٢٢٦

أفق

أَفَقَ الرجل يَأْفِقُ ، أي : ركب رأسه فمضى في الآفاق.

والأَفِيقُ : الأديم إذا فرغ من دباغه ، وريحه فيه بعد ، والجميع : أَفَقٌ ، وهو في التقدير مثل : أديم وأدم ، وعمود وعمد ، وإهاب وأهب ، ليس فعول ولا فعيل على فعل غير هذه الأحرف الأربعة.

وقول الأعشى : (١)

[ولا الملك النعمان يوم لقيته

بأمته] يعطي القطوط ويَأْفِقُ

أي : يأخذ من الآفاق ، وواحد الآفَاقِ : أُفْقٌ ، وهي النواحي من الأرض ، وكذلك آفَاقُ السماء نواحيها.

وأُفْقُ البيت من بيوت الأعراب : ما دون سمكه.

والأَفَقَةُ : مرقة من مراق الإهاب.

باب القاف والباء و (وا يء) معهما

ق و ب ، و ق ب ، ب و ق ، ق ب ا ، ب ق ي ، أب ق مستعملات.

قوب :

القَوْبُ : أن تَقُوبَ أرضا ، أو حفرة شبه التقوير ، تقول : قُبْتُهَا فَانْقَابَتْ.

وقد قَوَّبُوا متنَ الأرض ، أي : أثروا فيها بمواطئهم ومحلهم ، قال : (٢)

به عرصات الحي قَوَّبْنَ متنَهُ

وجرد أثباج الجراثيم حاطبه

والقَوْبُ : أن يُقَوِّبَ الجربَ جلد البعير فترى فيه قُوَباً قد جُرِّدَتْ من الوبر ،

__________________

(١) ديوانه / ٢١٩.

(٢) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٨٢٣.

٢٢٧

وبه سميت القُوَبَاءُ التي تخرج في جلد الإنسان فتداوى بالريق ، قال : (١)

يا عجبا (٢) لهذه الفليقة

وهل تداوى القُوَبَا بالريقة

والفَلِيقَة : الأمر العجب ، وأمر مفلق ، أي : عجب.

 وقَابَ قوسين في قول الله عزوجل : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(٣)عن الحسن : طول قوسين. وقال مقاتل : لكل قوس قَابَانِ ، وهما ما بين المقبض والسية.

وقب :

الوَقْبُ : كل قَلْتٍ ، أو حفرة ، كقلت في فهر ، وكَوَقْبِ المدهنة ، قال : (٤)

في وَقْبٍ خوصاء كوَقْبِ المدهن

ووَقْبَةُ الثريد : أنقوعته.

والوَقِيبُ : صوت قنب الدابة.[يقال] : وَقَبَتِ الدابةُ تَقِبُ وَقِيباً.

ووَقَبَ الظلامُ ، [أي : دخل] يَقِبُ وَقْباً ووُقُوباً.

والإِيقَابُ : إدخال الشيء في الوَقْبَةِ.

بوق :

البَوْقُ من المطر : الكثير ، يقال : أصابهم بَوْقٌ من المطر. وقول رؤبة : (٥)

__________________

(١) التهذيب ٩ / ٣٥١ ، واللسان (قوب) ، ونسب من اللسان إلى (ابن قنان) الراجز.

(٢) في (ط) : من هذه.

(٣) النجم / ٥٣.

(٤) التهذيب ٩ / ٣٥٣ ، واللسان (وقب) غير منسوب.

(٥) ديوانه / ١٠٥.

٢٢٨

[من باكر الوسمي] نضاخ البُوَقِ

[جمع بُوَقَة] كما قالوا في [جمع] الأوقة : أُوَق. ويقال : هو جماعة بَوْقِ المطر ، ويقال : بل البُوقَةُ : شجرة من دق الشجر شديدة [الالتواء(١)]. وهذا كما قال : (٢)

منهتك الشعران نضاخ العذب

والعذب : شجرة من الدق.

وبَاقَتْهُمْ بَائِقَةٌ تَبُوقُهُمْ بُؤُوقاً ، أي : نزلت بهم نازلة شديدة.

 والبَوَائِقُ : الدواهي ، وكذلك : البوائج.

والبُوقُ : شبه [منقاف](٣) ملتوي الخرق ، وربما نفع فيه الطحان ، فيعلو صوته ، ويعلم المراد به ، ويقال لمن لا يكتم شيئا : إنما هو بُوقٌ.

قبأ :

القَبَاءُ ممدود ، وثلاثة أَقْبِيَة ، وتَقَبَّى الرجلُ : لبس قباءه.

وقُبَا ـ مقصور ـ : قرية بالمدينة.

والقَبَايَةُ : المفازة بلغة حمير. قال شاعرهم : (٤)

وما كان عنز ترتعي بِقَبَايَةٍ

وقَابِيَاءُ وقابعاء ، يقال ذلك للئام.

__________________

(١) في النسخ : الارتواء.

(٢) التاج (عذب) ، غير منسوب أيضا.

(٣) في النسخ : منقاب بالباء ، وما أثبتناه فمن التهذيب ٩ / ٣٥٠ عن العين ، والمحكم ٦ / ٣٦٤ ، واللسان (بوق).

(٤) التهذيب ٩ / ٣٤٦ ، واللسان (قبا) غير منسوب أيضا. وفي النسخ : ترتقي بالقاف.

٢٢٩

بقي :

[تقول العرب : نشدتك الله](١) والبُقْيَا ، وهي : البقية ، قال : (٢)

وما صد عني خالد من بَقِيَّةٍ

وبَقِيَ الشيءُ يَبْقَى بَقَاءً ، وهو ضد الفناء يقال : ما بَقِيَتْ منهم بَاقِيَةٌ ، ولا وقاهم من الله واقية. وبَقَى يَبْقَى : لغة ، وكل ياء مكسورة في الفعل يجعلونها ألفا ، نحو : بقى ورضى وفنى.

 واسْتَبْقَيْتُ فلانا ، إذا أوجبت عليه قتلا وعفوت عنه ، واسْتَبْقَيْتُ فلانا في معنى : عفوت عن زلله واسْتَبْقَيْتُ مودته ، قال : (٣)

ولست بِمُسْتَبْقٍ أخا لا تلمه

على شعث ، أي الرجال المهذب!!؟

وإذا أعطيت شيئا وحبست بعضه ، قلت اسْتَبْقَيْتُ بعضه.

 وفلان يُبْقِينِي ببصره إذا كان ينظر إليه ويرصده ، قال يصف حمارا : (٤)

ظلت وظل عذوبا فوق رابية

تُبْقِيهِ بالأعين المخزومة العذب

أراد : أن هذا الحمار يريد أن يرد بأتنه ، فوقف بهن فوق رابية ، وانتظر غروب الشمس.

وبات فلان يُبْقِي البرقَ ، أي : ينظر إليه من أين يلمع ، قال الفزاري : (٥)

قد هاجني الليلة برق لامع

فبت أُبْقِيهِ لعيني ، رامع

__________________

(١) من نص ما نقل في التهذيب ٩ / ٣٤٧ من العين.

(٢) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام البيت.

(٣) (النابغة) ديوانه / ٧٨.

(٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول من مظان.

(٥) لم نهتد إلى الرجز فيما بين أيدينا من مظان.

٢٣٠

أبق :

الأَبَقُ : قشر القنب.

والإِبَاقُ (١) : ذهاب العبد من غير خوف ، ولا كد عمل ، والحكم فيه أن يرد ، فإذا كان من كد عمل أو خوف [لم](٢) يرد.

باب القاف والميم و (و ا يء) معهما

ق و م ، و ق م ، و م ق ، م و ق ، م ء ق ، ق م ء مستعملات

قوم :

القَوْمُ : الرجال دون النساء ، قال الله [جل وعز] : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ، عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ ، وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ)(٣) ، وقال زهير: (٤)

وما أدري ، وسوف إخال أدري

أقَوْمٌ آل حصن أم نساء؟!

وقَوْمُ كل رجل : شيعته وعشيرته.

والقَوْمَةُ : ما بين الركعتين من القِيَامِ. قال أبو الدقيش : أصلي الغداة قَوْمَتَيْنِ ، والمغرب ثلاث قَوْمَاتٍ.

والقَامَةُ : مقدار قِيَامِ الرجل ، أقصر من الباع بشبر ، وثلاث قِيَمٍ وقَامَاتٌ.

والقَامَةُ : مقدار قِيَامِ الرجل ، كهيئة الرجل يبنى على شفير بئر لوضع عود البكرة عليه ، والجميع : القَامُ ، وكل شيء كذلك بني على سطح ونحوه فهو قَامَة.

__________________

(١) أبق يأبق ويأبق أبقا وإباقا ، فهو آبق : هرب.

(٢) في النسخ : (فلا).

(٣) الحجرات / ١١.

(٤) ديوانه / ٧٣.

٢٣١

وفلان ذو قُومِيَّةٍ على ماله وأمره. وهذا الأمر لا قُومِيَّةَ له ، أي : لا قوام له ، قال: (١)

ألم تر للحق قُومِيَّةً

وأمرا جليا به يهتدى

وتقول : قُمْتُ قِيَاماً ومَقَاماً ، وأَقَمْتُ بالمكان إِقَامَةً ومُقَاماً. والمَقَامُ : موضع القدمين ، والمُقَامُ والمُقَامَةُ : الموضع الذي تقيم فيه.

ورجال قِيَامٌ ، ونساء قُيَّمٌ ، وقَائِمَاتٌ أعرف.

ودنانير قُوَّمٌ وقُيَّمٌ ، ودينار قَائِمٌ ، أي : مثقال سواء لا يرجح. وهو عند الصيارفة ناقص حتى يرجح فيسمى ميالا.

 وعين قَائِمَةٌ : ذهب بصرها ، والحدقة صحيحة.

وإذا أصاب البرد شجرا أو نبتا ، فأهلك بعضا وبقي بعض قيل : منها هامد ، ومنها قَائِمٌ ، ونحوه [كذلك](٢).

وقَائِمُ السيف : مقبضه ، وما سواه قَائِمَةٌ بالهاء [نحو] قَائِمَةُ السرير ، والخوان والدابة.

 وقَامَ قَائِمُ الظهيرة ، إذا قامت الشمس وكاد الظل يعقل.

وإذا لم يطق الإنسان شيئا قيل : ما قَامَ [به](٣)

وقَيِّمُ القوم : من يسوس أمرهم ويقومهم. ورمح قَوِيمٌ ، ورجل قَوِيمٌ.

وفي الحديث : ولا أخر إلا قَائِماً (٤). أي : لا أموت إلا ثابتا على الإسلام.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) تكملة من نص ما رواه في التهذيب ٩ / ٣٥٧ عن العين.

(٣) من التهذيب ٩ / ٣٥٨ عن العين. في الأصول : له.

(٤) التهذيب ٩ / ٣٥٨ ، والمحكم ٦ / ٣٦٦ ، وهو حديث حكيم بن حزام : بايعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ألا أخر إلاقائما.

٢٣٢

والقَائِمُ في الملك ونحوه : الحافظ. وكل من كان على الحق فهو القَائِمُ الممسك به.

والقَيِّمَةُ : الملة المستقيمة. وقوله : (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (١) ، أي : المستقيمة.

 والقِيَامَةُ : يوم البعث ، يقوم الخلق بين يدي القَيُّومِ ، والقَيَّامُ لغة ، اللهم قَيَّامَ السماوات والأرض ، فهمنا أمر دينك.

والقِوَامُ من العيش : ما يُقِيمُكَ ، ويغنيك.

والقِيَامُ : العماد في قوله سبحانه : (جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) (٢).

وقِوَامُ الجسم : تمامه وطوله. وقِوَامُ كل شيء : ما استقام به.

وقَاوَمْتُهُ في كذا ، أي : نازلته.

والقِيمَةُ : ثمن الشيء بالتَّقْوِيم تقول : تَقَاوَمُوا فيما بينهم.

وإذا انقاد ، واستمرت طريقته ، فقد اسْتَقَامَ لوجهه.

وقم :

الوَقْمُ : جذبك العنان إليك ، لتكف منه. قال (٣) :

تراه ، والفارس منه وَاقِمٌ

ومق :

وَمِقْتُ فلانا : [أحببته](٤) وأنا أَمِقُهُ مِقَةً ، وأنا وَامِقٌ ، وهو مَوْمُوقٌ. وإنه لك ذو مِقَةٍ ، وبك ذو ثقة.

__________________

(١) البينة / ٥.

(٢) النساء / ٥.

(٣) لم نهتد إلى الراجز ، ولا إلى الراجز في غير الأصول.

(٤) زيادة مفيدة من اللسان (ومق).

٢٣٣

موق :

المُوقَانُ : ضرب من الخفاف ، ويجمع [على] أَمْوَاق.

والمُؤُوقُ : حمق في غباوة ، والنعت مَائِقٌ ، ومَائِقَةٌ ، وقد مَاقَ يَمُوقُ مَوْقاً ، واسْتَمَاقَ.

والمُوقُ : مؤخر العين في قول أبي الدقيش و [المَاقُ](١) : مقدمها. ومؤخر العين مما يلي الصدغ ، ومقدم العين : ما يلي الأنف. وآمَاقُ العين : مآخيرها (٢) ، ومَآقِيهَا : مقاديمها.

 قال أبو خيرة : كل مدمع مُوقٌ من مؤخر العين ومقدمها.

وقد وافق الحديث قول أبي الدقيش[جاء في الحديث] : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يكتحل من قبل مُوقِهِ مرة ، ومن قبل مَاقِهِ مرة.

أي : مقدمه مرة ، ومن مؤخرها مرة.

مأق :

المَأْقُ ، مهموز : هو ما يعتري الصبي بعد البكاء.

وامْتَأَقَ إليه : وهو شبه التباكي إليه لطول غيبته.

وقالت [أم تأبط شرا تؤبنه](٣) : ما أنمته على مَأْقَةٍ.

[وفي المثل](٤) : أنا تئق ، وأخي مَئِقٌ فكيف نتفق!؟

والمُؤْقُ من الأرض ، والجميع الأَمْآقُ : النواحي الغامضة من أطرافها ، قال : (٥)

__________________

(١) سقطت الكلمة من الأصول ، وأثبتناها مما روي في التهذيب ٩ / ٣٦٥ عن العين.

(٢) في (ط) : مآخرها.

(٣) في التهذيب ٩ / ٣٦٥. والرواية في التهذيب : ما أبته مئقا أي : باكيا.

(٤) في الأصول المخطوطة : ومثل. والمثل في التهذيب ٩ / ٣٦٦ ، ورواية التهذيب للمثل : أنت ئتق ، وأنامئق فمتى نتفق؟!.

(٥) لم نهتد إلى الراجز.

 والرجز في اللسان (مأق) غير منسوب أيضا.

٢٣٤

تفضي إلى نازحة الأمآق

قمأ :

رجل قَمِيءٌ ، وامرأة بالهاء ، أي : قصير ذليل. قَمُؤَ [الرجلُ] قَمَاءَةً. والصاغر القَمِيءُ ، يصغر بذلك ، وإن لم يكن قصيرا.

وقَمَأَتِ الماشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءاً ، فهي قَامِئَةٌ ، أي : امتلأت سمنا.

وأَقْمَأْتُهُ : أذللته.

٢٣٥

باب اللفيف من القاف

القاف ، والواو والياء

قوي :

القُوَّةُ ، من تأليف قاف وواو وياء ، حملت على فعلة فأدغمت الياء في الواو ، كراهية تغيير الضمة. والفِعَالة قِوَايَةٌ وقِوَايَةٌ (١) أيضا ، يقال (ذلك) في الحزم ، ولا يقال في البدن ، قال : (٢)

ومال بأعناق الكرى غالباتها

وإني على أمر القِوَايَةِ حازم

جعل مصدر القَوِيِ على فعالة ، والشعراء تتكلفه في النعت اللازم.

ورجل شديد القُوَى ، أي : شديد أسر الخلق ممره ، أخذ من قُوَى الحبل. والقُوَّةُ (طاقة من طاقات) (٣) الحبل ، والجميع : القُوَى. وفي الحديث : يذهب الدين سنة سنة ، كما يذهب الحبل قُوَّةً قُوَّةً (٤) ،. وقال : (٥)

__________________

(١) تضبط الأولى بالكسر ، أما الثانية فقد ضبطت في (ص) بالفتح ، ولعله قياس على وقاية ووقاية.

 وليس في التهذيب والمحكم واللسان والتاج إلا واحدة مكسورة.

(٢) البيت في التهذيب ٩ / ٣٦٨ ، واللسان والتاج (قوا) غير منسوب أيضا.

(٣) من التهذيب ٩ / ٣٦٨. في الأصول : طاق من أطواق الحبل.

(٤) الحديث في التهذيب ٩ / ٣٦٨.

(٥) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

٢٣٦

لا يصل الحبل بالصفاء ولا

يؤوده قُوَّةٌ إذا انجذما

والاقْتِوَاءُ : الاشتراء ، ومنه اشتقت المُقَاوَاةُ والتَّقَاوِي بين الشركاء إذا اشتروا بيعا رخيصا ثم تَقَاوَوْهُ ، أي : تزاودوا هم أنفسهم حتى بلغوا به غاية ثمنه عندهم ، فإذا استخلصه رجل لنفسه دونهم قيل : قد اقْتَوَاهُ.

وأَقْوَى القومُ ، إذا وقعوا في قِيٍ من الأرض. والقِيُ : أرض مستوية ملساء ، اشتق من القَوَاءِ ، (يقال) : أرض قَوَاءٌ : لا أهل فيها. والفعل أَقْوَتِ الأرضُ ، وأَقْوَتِ الدار ، أي : خلت من أهلها ، قال العجاج : (١)

قِيٌ تناصيها بلاد قِيٌ

قوقي :

قَوْقَتِ الدجاجةُ قَوْقَاةً خفيفة ، وهي صوتها ، تُقَوْقِي قَوْقَاةً وقِيقَاءً فهي مُقَوْقِيَةٌ. والقِيقَاءَةُ : قشر الطلع ، يجعل منه مشربة كالتلتلة ، قال : (٢)

وشرب بِقِيقَاةٍ وأنت بغير

أي : شرب فأكثر فلا يكاد يروى.

والقِيقَاةُ : القاع المستديرة في صلابة من الأرض إلى جنب السهل ، ويقال : قِيقَاءُ ، ممدودة. قال رؤبة : (٣)

إذا جرى من آلها الرقراق

ريح وضحضاح على القَيَاقِي

وقد قصرها فقال : (٤)

__________________

(١) ديوانه ص ٣١٧ ، وقبله : وبلدة نباطها نطي.

(٢) الشطر في التهذيب ٩ / ٣٧٢ ، وفي اللسان (قوا) ، ولم نهتد إلى قائله ، ولا إلى تمامه.

(٣) ديوانه ص ١١٦ ، والرواية فيه : ريق وصحضاح ...

(٤) (رؤبة) ـ ديوانه ص ١٠٥ ، والرواية فيه : واستن اعراف ...

٢٣٧

وخب أعراف السفا على القِيَق

كأنه جمع القِيقَةِ ، والقَيَاقِي جماعتها في البيت الأول فكان لذلك مخرج.

والقَاقُ : [الأحمق](١) الطائش ، قال : (٢)

لا طائش قَاقٌ ولا عيي

والقُوقُ : الأهوج [الطويل](٣) ، قال أبو النجم : (٤)

أحزم لا قُوقٌ ولا حزنبل

والدنانير القُوقِيَّةُ من ضرب قيصر كان يسمى قُوقاً.

والقُوقُ : طائر من طير الماء ، طويل العنق ، قليل اللحم ، قال : (٥)

كأنك من بنات الماء قُوقُ

والوَقْوَقَةُ : نباح الكلب عند الفَرَقِ ، قال : (٦) :

حتى صفا نابحهم فَوَقْوَقَا

والكلب لا ينجح إلا فرقا

وقي :

وكل ما وَقَى شيئا فهو وِقَاءٌ له ووِقَايَةٌ ، تقول : تَوَقَ اللهَ يا هذا ، ومن عصى الله لم تَقِهِ منه وَاقِيَةٌ إلا بإحداث توبة (٧). ورجل تَقِيٌ وَقِيٌ بمعنى.

__________________

(١) زيادة من التهذيب ٩ / ٣٧٣ عن العين.

(٢) (العجاج) ديوانه ص ٣٣١.

(٣) من التهذيب ٩ / ٣٧٣. في الأصول : الطول.

(٤) الرجز في التهذيب ٩ / ٣٧٣ ، واللسان (قوق) بلا عزو.

(٥) الشطر في التهذيب ٩ / ٣٧٣ ، واللسان (قوق) بلا عزو أيضا.

(٦) (رؤبة) ديوانه ص ١١٣.

(٧) الحديث في التهذيب ٩ / ٣٧٤.

٢٣٨

والتَّقْوَى في الأصل : وَقْوَى ، فعلى ، من وَقَيْتُ ، فلما فتحت أبدلت تاء فتركت في تصريف الفعل ، في التُّقَى والتَّقْوَى ، والتُّقَاة والتَّقِيَّة ، وإنما التُّقَاةُ على فُعَلَة ، مثل تهمة وتكأة ، ولكن خففت فلين ألفها ، [والتُّقَاةُ جمع ، وتجمع على] تُقِيّ ، كما أن الأباة [تجمع على](١) أبي.

وسرج وَاقٍ ، غير معقر ، بين الوِقَاءِ ، وما أَوْقَاهُ.

وفرس وَاقٍ ، إذا كان ظالعا وَقَى يَقِي وَقْياً ، أي ظلع. قال : (٢)

تَقِي خيلهم تحت العجاج ، ولا ترى

نعالهم في هيكل الرحل تنقب

واق :

الوَاقَةُ من طير الماء ، عراقية.

 ومنهم من يهمز الألف ، لأنه ليس في كلام العرب واو بعدها ألف أصلية في صدر البناء إلا مهموزة ، نحو ، الوألة ، والوأقة ، فلين الهمزة ، قال : (٣)

أبوك نهاري وأمك وَاقَةٌ

ويقال : قاقة.

والوَاقُ : الصرد ، قال : (٤)

ولست بهياب إذا شد رحله

يقول : غدا بي اليوم وَاقٌ وحاتم

أقا :

الإِقَاةُ : شجرة.

__________________

(١) من التهذيب ٩ / ٣٧٦ عن العين.

(٢) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٣) الشطر في التهذيب ٩ / ٣٧٦ ، واللسان (ووق) بلا عزو أيضا.

(٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

٢٣٩

قاء :

القَيْءُ ، مهموز ، [قَاءَ يَقِيءُ قَيْئاً ، وتَقَيَّأَ واسْتَقَاءَ بمعنى](١). والاسْتِقَاءُ هو التكلف لذلك ، والتَّقَيُّؤُ أبلغ. وفي الحديث : لو يعلم الشارب ما عليه قائما لَاسْتَقَاءَ ما شرب (٢).

وتَقَيَّأَتِ المرأةُ لزوجها تَقَيُّؤاً ، أي : تكسرت له ، وألقت نفسها عليه ، وتعرضت له ، قال:(٣)

تَقَيَّأَتْ ذات الدلال والخفر

لعابس جافي الدلال مقشعر

أوق :

الأُوقَةُ : هبطة يجتمع فيها الماء. والجميع : الأُوَقُ ، قال : (٤)

واغتمس الرامي لها بين الأُوَق

والأُوقِيَّةُ : وزن من أوزان الذهب (٥) ، وهي سبعة مثاقيل.

 وآقَ [فلانٌ] علينا ، أي : أشرف ، قال : (٦)

آقَ علينا وهو شر آيِقٍ

والأَوْقُ : الثقل ، وشدة الأمر ، وعظمه ، قال : (٧)

والجن أمسى أَوْقُهُمْ مجمعا

__________________

(١) من مختصر العين ـ الورقة ١٥٦.

(٢) الحديث في التهذيب ٩ / ٣٧٣ : لو يعلم الشارب قائما ما ذا عليه لاستقاء ما شرب.

(٣) الرجز في التهذيب ٩ / ٣٧٣ واللسان (قيأ) غير منسوب أيضا.

(٤) (رؤبة) ديوانه ص ١٠٦.

(٥) في (ط) : الدهن وهو تصحيف.

(٦) التهذيب ٩ / ٣٧٦ ، واللسان (أوق) بلا عزو أيضا.

(٧) (رؤبة) ديوانه ص ٩٢.

٢٤٠