كتاب العين - ج ٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٥

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٣

واليَقَظَةُ : نقيض النوم.

ويَقَظَةُ : اسم أبي حي من قريش.

ويقال للمثير التراب يَقَّظَ وأَيْقَظَ.

باب القاف والذال و (وا يء) معهما

وق ذ ، ذ و ق ، ذ ق و ، ق ذ ي مستعملات

وقذ :

الوَقْذُ : شدة الضرب ، وشاة وَقِيذَةٌ مَوْقُوذَةٌ أي مقتولة بالخشب ، وتقول : وَقَذَهَا يَقِذُهَا وَقْذاً ، وهذا من فعل العلوج كذلك كانوا يفعلون ثم يأكلون ، فنهى الله عنه وحرمه.

وحُمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أي ثقيلا دنفا مشفيا.

ذوق :

ذَاقَ يَذُوقُ ذَوْقاً ومَذَاقَةً ومَذَاقاً وذَوَاقاً.

وذَوَاقُهُ ومَذَاقُهُ طيب أي طعمه.

وذُقْتُ فلانا وذُقْتُ ما عنده ، وما نزل بك مكروه فقد ذُقْتَهُ ، وقال الله ـ عزوجل ـ : ذُقْ (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)(١)

وفي الحديث : إن الله لا يحب الذَّوَّاقِينَ والذَّوَّاقَاتِ. أي كلما تزوجا كرها ومدا أعينهما إلى غيرهما.

ذقو :

فرس وحمار أَذْقَى ، والأنثى ذَقْوَاءُ ، والجميع ذُقْوٌ ، وهو الرخو رانف الأذن.

__________________

(١) سورة الدخان ، الآية ٤٩.

٢٠١

قذي :

القَذَى : ما يقع في العين ، وقَذِيَتْ عينُهُ تَقْذَى قَذىً فهي قَذِيَةٌ (مخفف) ، ويقال: قَذِيَّةٌ بتشديد الياء. وما جاء من الناقص على فعلة فالتخفيف [فيه] أحسن نحو : رجل هو وامرأة هوية أي صاحب هوى.

والتَّقْذِيَةُ : إخراج القَذَى من العين ، والإِقْذَاءُ : إلقاؤه فيها.

وإذا رمت العين بالقَذَى قيل قَذَتْ تَقْذِي قَذْياً بالياء.

والقَذَاةُ : الواحدة وتجمع : أَقْذَاءٌ.

باب القاف والثاء و (وا يء) معهما

وث ق ، ق ثء مستعملان

وثق :

وَثِقْتُ بفلان أَثِقُ به ثِقَةً وأنا وَاثِقٌ به ، وهو مَوْثُوقٌ به.

وفلان وفلانة وهم وهن ثِقَةٌ ويجمع على ثِقَاتٍ للرجال والنساء.

والوَثِيقُ : المحكم ، وَثُقَ يَوْثُقُ وَثَاقَةً.

وتقول : أَوْثَقْتُهُ إِيثَاقاً ووَثَاقاً.

والوِثَاقُ : الحبل ، ويجمع على وُثُقٍ مثل رباط وربط ، وناقة وَثِيقَةٌ ، وجمل وَثِيقٌ.

والوَثِيقَةُ في الأمر : إحكامه والأخذ بالثِّقَةِ ، والجميع وَثَائِقُ.

والمِيثَاقُ : من المُوَاثَقَةِ والمعاهدة ، ومنه المَوْثِقُ ، تقول : وَاثَقْتُهُ بالله لأفعلن كذا.

٢٠٢

قثأ :

القِثَّاءُ : الخيار ، الواحدة قِثَّاءَةٌ ، وأرض مَقْثَأَةٌ.

والقِثَّاءُ والقُثَّاءُ لغتان ، بالكسر والضم

باب القاف والراء و (وا يء) معهما

ق ر و ، ق ي ر ، ق ر ي ، ق و ر ، و ق ر ، ر و ق ، ق ر ء ، أ ر ق ، ر ق ي مستعملات

قرو :

القَرْوُ ، مسيل المعصرة ومثعبها ، والجميع القَرِيُ ، والأَقْرَاءُ ولا فعل له.

والقَرْوُ : شبه حوض ضخم يفرغ فيه الماء من الحوض الضخم ترده الإبل والغنم ، ويكون من خشب.

والقَرْوُ : كل شيء على طريقة واحدة.

وقَرَوْتُ إليهم أَقْرُو قَرْواً أي قصدت نحوهم ، قال :

أَقْرُو إليهم أنابيب القنا قصدا (١)

وقَارِيَةُ الرمح : أسفله مما يلي الزج.

وفلان يَقْتَرِي رجلا بقوله ، ويَقْتَرِي مسلكا ويَقْرُوهُ أي يتبع.

 ويَقْتَرِي أيضا ويَسْتَقْرِيهَا ويَقْرُوهَا إذا سار فيها ينظر حالها وأمرها.

وما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأرض قَرْيَةً قَرْيَةً ، والقَرْيَةُ لغة يمانية. ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القُرَى فحملوها على لغة من يقول : كسوة وكسى ، والنسبة إلى القَرْيَةِ قَرَوِيٌ. وأُمُ القُرَى مكة.

__________________

(١) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

٢٠٣

وقوله تعالى : (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ)(١) أي الكور والأمصار والمدائن.

وجمل أَقْرَى ، وناقة قَرْوَاءُ أي طويلة السنام.

ووسط ظهر كل شيء هو القَرَا حتى الأكام وغيرها ، والجميع الأَقْرَاءُ.

ونوق قَرْوٌ.

والقَيْرَوَانُ : معظم العسكر والقافلة ، وهو دخيل ، قال يصف الجيش :

له قَيْرَوَانٌ يدخل الطير وسطه

صحيحا فيهوي بين قضب وخرصان (٢)

قري :

والقِرَى : الإحسان إلى الضيف ، قَرَاهُ يَقْرِيهِ قِرًى قال :

أَقْرِيهِم وما حضرت قِرَاهَا (٣)

والقَرْيُ : جبي الماء في الحوض ، تقول قَرَيْتُ الماءَ فيه قَرْياً ، ويجوز في الشعر قَرًى.

والمِقْرَاةُ : شبه حوض ضخم يُقْرَى فيه من البئر ثم يفرغ منه في قرو ومركن أو حوض ، والجماعة مَقَارِي.

والمَقَارِي في بعض الأشعار جفان يقرى فيها الأضياف ، الواحدة مِقْرَاةٌ.

والمَقْرَى مجتمع ماء كثير.

والمدة تَقْرِي في الجرح أي تجتمع.

قرأ :

وقَرَأْتُ القرآنَ عن ظهر قلب أو نظرت فيه ، هكذا يقال ولا يقال : قَرَأْتُ إلا (٤)

__________________

(١) سورة الكهف ، الآية ٥٩.

(٢) ورد في الأصول المخطوطة ولم يرد في مصدر آخر مما تيسر لنا.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة ولم نطمئن إلى ما جاء!.

(٤) كذا جاءت العبارة في الأصول.

٢٠٤

ما نظرت فيه من شعر أو حديث.

وقَرَأَ فلانٌ قِرَاءَةً حسنة ، فالقرآن مَقْرُوءٌ ، وأنا قَارِئ.

ورجل قَارِئٌ عابد ناسك وفعله التَّقَرِّي والقِرَاءَةُ.

وتقول قَرَأَتِ المرأةُ قُرْءاً إذا رأت دما ، وأَقْرَأَتْ إذا حاضت فهي مُقْرِئٌ ، ولا يقال : أَقْرَأَتْ إلا للمرأة خاصة ، فأما الناقة ، فإذا حملت قيل قَرُؤَتْ قُرُوءَةً ، قال عمرو :

ذراعي هيكل أدماء بكر

هجان اللون لم تَقْرُؤْ جنينا

والقَارِئُ : الحامل ، ويقال للمرأة : قعدت أيام إِقْرَائِهَا أي لم تحمل ، وللناقة أيام قُرُوءَتِهَا ، وذلك أول ما تحمل فإذا استبان ولدها في بطنها ذهب عنها اسم القروءة.

وقال الله ـ عزوجل ـ : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) (١) لغة ، والقياس أَقْرُءٌ.

قور :

القُورُ والقِيرَانُ : جماعة القَارَة ، وهي الجبل الصغير والأعاظم من الآكام ، وهي متفرقة خشنة كثيرة الحجارة ، قال :

قد أنصف القَارَة من راماها (٢)

زعموا أن رجلين التقيا أحدهما قَارِيٌ منسوب إلى قَارَةَ ، والآخر أسدي ، وهم اليوم في اليمن كانوا رماة الحدق في الجاهلية ، فقال القَارِيّ :

إن شئت صارعتك ، وإن شئت سابقتك ، وإن شئت راميتك ،

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية ٢٢٨.

(٢) الرجز في اللسان غير منسوب.

٢٠٥

فقال الآخر : قد اخترت المراماة ، فقال القَارِيّ : وأبيك ، لقد أنصفتني وأنشأ يقول :

قد أنصف القَارَةُ من راماها

إنا إذا ما فئة نلقاها

نرد أولاها على أخراها

ثم انتزع له سهما فشك فؤاده.

 والقُوَارَةُ من الأديم : ما قُوِّرَ من وسطه ورمي من حواليه كقُوَارَةِ البطيخ والجيب ، وكل شيء قطعت من وسطه خرقا مستديرا فقد قَوَّرْتَهُ.

ودارٌ قَوْرَاءُ واسعة الجوف.

والاقْوِرَارُ : تشنج الجلد وانحناء الصلب هزالا وكبرا ، قال رؤبة :

وانعاج عودي كالشظيف الأخشن

بعد اقْوِرَارِ الجلد والتشنن (١)

وناقة مُقَوَّرَةٌ : قُوِّرَ جلدها وهزلت.

 والقَارُ والقِيرُ : [صعد](٢) يذاب فيستخرج منه القَارُ ، وهو أسود تطلى به السفن ، وتحشى به الخلاخيل والأسورة ، وصاحبه قَيَّارٌ.

وفرس سمي قَيَّاراً لشدة سواده.

وقر:

الوَقْرُ : ثقل في الأذن ، تقول وَقَرَتْ أذني عن كذا تَقِرُ وَقْراً أي ثقلت عن سمعه ، قال:

وكلام سيء قد وقرت

أذني عنه وما بي من صمم (٣)

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص ١١١.

(٢) من التهذيب ٩ / ٢٧٧ عن العين ومن اللسان والتاج (قير) ، في الأصول : الصفر.

(٣) ورد البيت في الأصول المخطوطة ولم نجده في مصدر آخر.

٢٠٦

قال القاسم : وُقِرَتْ دواب ، ويقال : وَقِرَتْ.

والوَقْرُ : حمل حمار وبرذون وبغل كالوسق للبعير ، وتقول : أَوْقَرْتُهُ.

ونخلة مُوقِرَةٌ حملا ، وتجمع مَوَاقِيرَ ، قال :

كأنها بالضحى نخل مَوَاقِيرُ (١)

ويقال : مُوقَرَةٌ كأنها أَوْقَرَتْ نفسها.

والوَقْرَةُ : شبه وكتة إلا أن لها حفرة تكون في العين والحافر والحجر ، وعين مَوْقُورَةٌ : موكوتة ، والوَقْرَةُ أعظم من الوكتة.

والوَقَارُ : السكينة والوداعة ، ورجل وَقُورٌ ووَقَّارٌ ومُتَوَقِّرٌ : ذو حلم ورزانة.

ووَقَّرْتُ فلانا : بجلته ورأيت له هيبة وإجلالا ، والتَّوْقِيرُ : التبجيل.

ورجل فقير وَقِيرٌ : جعل آخره عمادا لأوله.

ويقال : يعنى به ذلته ومهانته ، كما أن الوَقِيرَ صغار الشاء ، قال أبو النجم :

نبح كلاب الشاء عن وَقِيرِهَا (٢)

ويقال : فقير وَقِيرٌ : أَوْقَرَهُ الدَّيْنُ.

واسْتَوْقَرَ فلانٌ وِقْرَهُ طعاما ونحو ذلك : (أخذه) (٣).

والتَّيْقُورُ لغة في التَّوْقِيرِ ، قال العجاج :

فإن يكن أمسى البلى تَيْقُورُ

أي أبدل الواو تاء وحمله على فيعول ، ويقال : يفعول مثل التذنوب ونحوه

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) الرجز في التهذيب منسوب إلى (أبي الهيثم) وهو تصحيف ، وهو (لأبي النجم) في اللسان.

(٣) زيادة من التهذيب وقد سقطت من الأصول المخطوطة.

٢٠٧

فكره الواو مع الواو ، فأبدل تاء كي لا يشبه فوعول فيخالف البناء ، ألا ترى أنهم أبدلوا حين أعربوا فقالوا : نيروز.

وقوله تعالى : وَقِرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ (١) من قَرَّ يَقِرُّ ومن قَرَى ، وقَرْنَ بالفتح من وَقَرَ يَقِرُ.

والوَقِيرُ : القطيع من الضأن ، ويقال الوَقِيرُ شاء أهل السواد ، فإذا أجدب السواد سيقت إلى البرية ، فيقال : مر بنا أهل الوَقِيرِ ، قال :

مولعة أدماء ليس بنعجة

يدمن أجواف المياه وَقِيرُهَا (٢)

روق :

الرَّوْقُ : القرن من كل ذيه.

ورَوْقُ الإنسان همه ونفسه إذا ألقاه على الشيء حرصا ، يقال : ألقى عليه أَرْوَاقَهُ ، قال :

والأركب الرامون بِالأَرْوَاقِ

في سبسب منجرد الألحاق (٣)

وألقت السحابة أَرْوَاقَهَا أي ألحت بالمطر وثبتت بالأرض ، قال :

وباتت بِأَرْوَاقٍ علينا سواريا (٤)

والرِّوَاقُ : بيت كالفسطاط يحمل على سطاع واحد في وسطه ، والجميع : الأروقة.

__________________

(١) سورة الأحزاب ، الآية ٣٣.

(٢) البيت في التهذيب واللسان (لذي الرمة) وكذلك في الديوان ص ٣٠٧ ، والرواية في هذه المظان : مولعة خنساء ...

(٣) الرجز في التهذيب واللسان (لرؤبة) وهو في الديوان ص ١١٦ برواية : منجرد الاخلاق.

(٤) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

٢٠٨

والرَّاوُوقُ : ناجود الشراب الذي يُرَوَّقُ فيصفى ، والشراب يَتَرَوَّقُ منه من غير عصر.

والرَّوْقُ : الإعجاب ، ورَاقَنِي : أعجبني فهو رَائِقٌ وأنا مَرُوقٌ ، ومنه الرُّوْقَةُ ، وهو ما حسن من الوصائف والوصفاء ، ويقال : وصيف رُوقَةٌ ووصفاء رُوقَةٌ ، وتوصف به الخيل في الشعر.

والرَّوَقُ : طول الأسنان وإشراف العليا على السفلى ، والنعت أَرْوَقُ ، قال :

إذا ما حال كس القوم رُوقاً (١)

ويقال الرَّوَقُ : انثناء في الأسنان مع طول تكون فيه مقبلة على داخل الفم.

ريق :

الرَّيْقُ : تردد الماء على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه.

ورَاقَ الماءُ يَرِيقُ رَيْقاً ، وأَرَقْتُهُ أنا إِرَاقَةً ، وهَرَقْتُهُ ، دخلت الهاء على الألف من قرب المخرج.

ورَاقَ السراب يَرِيقُ رَيْقاً إذا تصحصح فوق الأرض.

والرَّيِّقُ من كل شيء أفضله ، ورَيِّقُ الشباب ورَيِّقُ المطر.

والرِّيقُ : ماء الفم ويؤنث في الشعر ، وذاك في خلاء النفس قبل الأكل.

وماء رَائِقٌ يشرب غدوة بلا ثقل ، ولا يقال إلا للماء.

ورق :

وَرَّقَتِ الشجرةُ تَوْرِيقاً وأَوْرَقَتْ إِيرَاقاً : أخرجت ورقها.

__________________

(١) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

٢٠٩

والوَرَاقُ : وقت خروج الوَرَقِ ، قال :

قل لنصيب يحتلب ناب جعفر

إذا شكرت عند الوَرَاقِ جلامها (١)

وشجرة وَرِيقَةٌ : كثيرة الوَرَقِ.

والوَرَقُ : الدم الذي يسقط من الجراحات علقا قطعا.

والوَرَقُ : أدم رقاق ، منها وَرَقُ المصاحف ، والواحدة من كل هذا وَرَقَةٌ.

والوِرَاقَةُ : صنعة الوَرَّاق.

 والوَرِقُ والرِّقَةُ اسم للدراهم ، تقول : أعطاه ألف درهم رقة ، لا يخالطها شيء من المال غيره.

والوُرْقَةُ : سواد في غبرة كلون الرماد ، وحمامة وَرْقَاءُ ، وأثفية وَرْقَاءُ.

أرق :

الأَرَقَانُ ، واليَرَقَانُ أحسن ، (آفة تصيب الزرع) (٢) ، يقال : زرع مَأْرُوقٌ ونخلة مَأْرُوقَةٌ ، ولا يقال : ميروقة ، وأَرَقَتْ : أصابها اليَرَقَانُ.

واليَارِقَانُ واليارجان من أسورة النساء ، وهما دخيلان.

 والأَرقُ : ذهاب النوم بالليل ، وتقول : أَرِقْتُ فأنا آرَقُ أَرَقاً ، وأَرَّقَهُ كذا فهو مُؤَرَّقٌ ، قال الأعشى :

أَرِقْتُ وما هذا السهاد المُؤَرِّقُ

وما بي من سقم وما بي معشق (٣)

رقأ ، رقي :

رَقَأَ الدمع رُقُوءاً ، ورَقَأَ الدمُ يَرْقَأُ رَقْأً ورُقُوءاً (إذا انقطع) (٤).

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) من التهذيب.

(٣) البيت في ديوان الشاعر في طبعاته المختلفة.

(٤) زيادة من التهذيب.

٢١٠

ورَقَأَ العرقُ إذا سكن ، قال :

بكى دوبل لا يُرْقِئِ اللهُ دمعه

إلا إنما يبكي من الذل دوبل (١)

رقي :

ورَقِيَ يَرْقَى رُقِيّاً : صعد وارتقى.

والمِرْقَاةُ : الواحدة من المَرَاقِي في الجبل والدرجة ، وتقول : (هذا جبل) لا مَرْقَى فيه ولا مُرْتَقَى.

وما زال فلان يَتَرَقَّى به الأمر حتى بلغ غايته.

ورَقَى الرَّاقِي يَرْقِي رُقْيَةً ورَقْياً إذا عوذ ونفث في عوذته ، وصاحبه رَقَّاءٌ ورَاقٍ ، والمَرْقِيُ مُسْتَرْقىً.

رقو :

الرَّقْوَةُ فويق الدعص من الرمل.

والرَّقْوُ ، بلا هاء ، أكثر ما يكون إلى جنب الأودية ، قال :

لها أم موقفة ركوب

بحيث الرَّقْوُ مرتعها البرير (٢)

يصف ظبية وخشفها.

باب القاف واللام و (وا يء) معهما

ق ل و ، ل ق و ، ق و ل ، ل و ق ، ل ي ق ، و ل ق ، ق ي ل ، و ق ل ، ل ق ي مستعملات

قلو :

القُلْوُ : رميك ولعبك بِالْقُلَةِ ، وتجمع على قُلِينَ.

__________________

(١) البيت (لجرير) وانظر الديوان ص ٤٥٥.

(٢) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

٢١١

وهو أن ترمي بها في الجو ثم تضربها بِمِقْلَاةٍ ، وهي خشبة قدر ذراع فتستمر القُلَةُ ، فإذا وقعت كان طرفاها ناشبين عن الأرض.

وجاء فلان يَقْلُو به دابته قَلْواً ، وهو تقديها به في السير سرعة.

واقْلَوْلَتِ الحُمُرُ والدواب في السرعة.

 وكان ابن عمر لا يرى إلا مُقْلَوْلِياً أي منكمشا ، قَالَ :

لما رأتني خلقا مُقْلَوْلِياً (١)

ويقال المُقْلَوْلِي : المتجافي المستوفز.

والقِلْوُ : الجحش الفتي الذي يركب.

وقَلَيْتُ اللحمَ والحب على المِقْلَاةِ قَلْياً أي قلبته قلبا

لقو :

اللَّقْوَةُ داء يأخذ في الوجه يعوج منه الشدق ورجل مَلْقُوٌّ قد لُقِيَ.

واللَّقْوَةُ واللِّقْوَةُ : العقاب السريعة السير.

ولَقِيتُهُ لَقْيَةً واحدةً ولِقَاءَةً واحدةً ، ولغة تميم لِقَاءَةٌ.

قول :

المِقْوَلُ : اللسان.

 والمِقْوَلُ (بلغة أهل اليمن) (٢) : القَيْلُ ، وهم المَقَاوِلَةُ والأَقْيَالُ والأَقْوَالُ ، والواحد القَيْلُ.

ورجل تِقْوَالَةٌ أي منطيق ، وقَوَّالٌ وقَوَّالَةٌ أي كثير القول.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) زيادة من التهذيب.

٢١٢

وتَقَوَّلَ باطلا أي قال ما لم يكن.

واقْتَالَ قولا أي اجتر إلى نفسه قولا من خير أو شر.

وانتشرت له قَالَةٌ حسنة أو قبيحة في الناس ، والقَالَةُ تكون في موضع القَائِلَةِ كما قال بشار :

أنا قَالُهَا (١) أي قائلها

والقَالَةُ : القَوْلُ الفاشي في الناس.

والقِيلُ من القَوْلِ اسم كالسمع من السمع ، والعربُ تَقُولُ : كثر فيه القِيلُ والقَالُ ، ويقال : اشتقاقهما من كثرة ما يقولون : قَالَ وقِيلَ ، ويقال : بل هما اسمان مشتقان من القَوْلِ.

ويقال : قِيلٌ على بناء فِعْلٍ ، وقِيلَ على بناء فُعِلَ ، كلاهما من الواو ، وقال أبو الأسود :

وصله ما استقام الوصل منه

ولا تسمع به قِيلاً وقَالا (٢)

لوق :

الأَلْوَقُ : الأحمق في كلامه بين اللَّوَقِ.

ولق ، ألق :

الأَوْلَقُ : الممسوس ، ورجل مَأْلُوقٌ ، وبه أَوْلَقُ أي مس من جنون ، قال رؤبة في السفر :

يوحي إلينا نظر المَأْلُوقِ (٣)

__________________

(١) لم نجده في ديوان بشار.

(٢) لم نجده في ديوان أبي الأسود الدؤلي.

(٣) لم نجده في ديوان رؤبة.

٢١٣

واللُّوقَةُ : الزبدة ، ويقال : هي الزبد بالرطب. وأَلُوقَةٌ لغة.

وفي الحديث : لا آكل إلا ما لُوِّقَ لي. أي لين من الطعام فصار كالزبدة في لينه ، قال :

وإني لمن سالمتم لَأَلُوقَةٌ

وإني لمن عاديتم سم أسودا (١)

والإِلْقَةُ توصف بها السعلاة والذئبة والمرأة الجريئة لخبثهن. والوَلْقُ : سرعة سير البعير ، وتقول : وَلَقَ يَلِقُ وَلْقاً ، قال :

تنجو إذا هن وَلَقْنَ وَلْقاً (٢)

والإنسان يَلِقُ الكلام : يريده ، وقوله تعالى : إِذْ تَلِقُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ أي تريدونه ، وتَلِقُّونَهُ أي يأخذ بعضكم عن بعض.

والوَلِيقَةُ : طعام من دقيق وسمن ولبن.

 والتَّأَلُّقُ : التلألؤ من البرق ونحوه ، وتقول : ائْتَلَقَ يَأْتَلِقُ ائْتِلَاقاً.

ليق :

اللِّيقُ : شيء يجعل في دواء الكحل ، والقطعة منه لِيقَةٌ ، ولِيقَةُ الدواة : ما اجتمع في وقبتها من السواد بمائها. وأَلَقْتُ الدواة إِلَاقَةً ولِقْتُهَا لِقَةً ، والأول أعرف. وهذا الأمر لا يَلْيَقُ بك أي لا يزكو ، فإذا كان معناه لا يعلق بك قلت لا يَلِيقُ بك.

وقل :

وفرس وَقِلٌ أحسنُ من وَغِل ، وهو حسن الدخول بين الجبال ، وتقول :

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

٢١٤

وَقَلَ يَقِلُ وَقْلاً وهو فرس وَقِلٌ ووَقُلٌ لغة ، والوَاقِلُ : الصاعد بين حزونة الجبال.

والوَقَلُ : الحجارة والجمع الوُقُولُ ، والواحدة وَقَلَةٌ.

والوَقْلُ : نوى المقل.

قيل :

القَيْلُ رضعة نصف النهار ، قال :

من الصبوح والغبوق والقَيْلِ (١)

جعل القَيْلَ هنا شربة نصف النهار.

وهي القَائِلَةُ والمَقِيلُ : الموضع. وفلان يَقِيلُ مَقِيلاً.

وقِلْتُهُ البيعَ قَيْلاً ، وأَقَلْتُهُ إِقَالَةً أحسن ، وتَقَايَلَا بعد ما تبايعا أي تتاركا.

قلي :

القَلْيُ : قَلْيُكَ الشيءَ على المِقْلَاةِ ، والقَلِيَّةُ : مرقة من لحم الجزور وأكبادها.

والقَلَّاءُ : الذي يَقْلِي البر للبيع. والقَلَّاءَةُ : الموضع الذي يتخذ فيه مقالي البر.

والقِلَى : البغض ، وقَلَيْتُهُ أَقْلِيهِ قِلىً : أبغضته.

لقي :

اللُّقْيَانُ : كل شيئين يَلْقَى أحدهما صاحبه فهما لَقِيَانِ.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

٢١٥

ورجل لَقِيٌ شقيّ : لا يزال يَلْقَى شرا ، وامرأة لَقِيَّةٌ أي شقية.

ونهي عن التَّلَقِّي أي يَتَلَقَّى الحضريُّ البدويَّ فيبتاع منه متاعه بالرخيص ولا يعرف سعره.

اللَّقَى : ما أَلْقَى الناس من خرقة ونحوه.

والأُلْقِيَّةُ : واحدة من قولك : لَقِيَ فلانٌ الأَلَاقِيَ من عسر وشر أي أفاعيل ، وقال في اللَّقَى :

كفى حزنا كري عليه كأنه

لَقىً بين أيدي الطائفين حريم (١)

أي لا يمس.

 والاسْتِلْقَاءُ على القفا ، وكل شيء فيه كالانبطاح فيه اسْتِلْقَاءٌ.

ولَاقَيْتُ بين فلان وفلان ، وبين طرفي القضيب ونحوه حتى تَلَاقَيَا واجتمعا ، وكل شيء من الأشياء إذا استقبل شيئا أو صادفه فقد لَقِيَهُ.

والمَلْقَى : إشراف نواحي الجبل يمثل عليها الوعل فيستعصم من الصياد ، قال صخر الهذلي :

إذا ساقت على المَلْقَاةِ ساما (٢)

والمَلْقَاةُ ، والجميع المَلَاقِي ، شعب رأس الرحم ، وشعب دون ذلك أيضا ، والرجل يُلْقِي الكلامَ والقراءةَ أي يلقنه. وتَلَقَّيْتُ الكلامَ منه : أخذته عنه.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) (لصخر الغي الهذلي) ، ديوان الهذليين ٢ / ٦٣.

٢١٦

باب القاف والنون و (وا يء) معهما

ق ن و ، ق و ن ، ق ي ن ، ن و ق ، ن ي ق ، ي ق ن ، ق ن أ ، أ ن ق ،

أق ن مستعملات

قنو :

قَنَا فلانٌ غنما يَقْنُو ويَقْنَى قُنُوّاً وقُنْوَاناً وقُنْيَاناً. واقْتَنَى يَقْتَنِي اقْتِنَاءً ، أي : اتخذه لنفسه ، لا للبيع.

 وهذه قِنْيَةٌ ، واتخذها قِنْيَةً : اتخذها للنسل لا للتجارة.

وغنم قِنْيَةٌ ، ومال قِنْيَةٌ وقِنْيَانٌ ويقال : غنم قِنْيَةٌ ومال قِنْيَةٌ بغير إضافة ، أي : اتخذه لنفسه.

ومنه قَنِيتُ حيائي ، أي : لزمته ، أَقْنَى قَنىً ، أي : استحياء. ويقال : ألا تَقْنَى ، وأنت كهل؟؟. قال عنترة (١) :

فَاقْنَيْ حياءك لا أبا لك [واعلمي

أني امرؤ سأموت إن لم أقتل]

والقِنْوُ : العذق بما عليه [من الرطب].

 والجميع : القِنْوَانُ والأَقْنَاءُ ، قال يصف السيف (٢) :

يدق كل طبق عن مفصله

دق العجوز قِنْوَهُ بمنجله

والمَقْنُوَةُ ، خفيفةً ، من الظل ، حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء.

والقَنَاةُ : ألفها واو. وثلاث قَنَوَاتٍ والقُنِيُ جمعها.

__________________

(١) ديوانه / ٥٨.

(٢) لم نهتد إلى الراجز.

٢١٧

ورجل قَنَّاءٌ ومُقَنٍ ، أي : صاحب قناً ، قال : (١)

عض الثقاف خرص المُقَنِّي

والقَنَا ، مقصور ، : مصدر الأَقْنَى من الأنوف ، وهو ارتفاع في أعلى الأنف بين القصبة والمارن ، من غير قبح. وفرس أَقْنَى إذا كان نحو ذلك ، والبازي ، والصقر ونحوه ، أَقْنَى لحجنة في منقاره ، قال (٢) :

[نظرت كما جلى على رأس رهوة]

من الطير أَقْنَى ينفض الطل أزرق

والفعل : قَنِيَ يَقْنَى قَنىً.

والمُقَانَاةُ : إشراب لون بلون ، يقال قُونِيَ هذا بذاك ، أي : أشرب أحدهما بالآخر ، قال (٣) :

كبكر المُقَانَاةِ ، البياض بصفرة

[غذاها نمير الماء غير محلل]

والقَنَاةُ : كظيمة تحفر تحت الأرض لمجرى ماء الأنباط ، [والجمع : قُنِيٌ](٤).

القِنَى : الرضا] قال جل وعز : (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) (٥) ، أي : أرضى وأقنع ، أي : قنع به وسكن.

قون :

قين :

قَوْن وقُوَيْن : موضعان.

__________________

(١) التهذيب ٩ / ٣١٥ ، واللسان (قنا) غير منسوب أيضا.

(٢) (ذو الرمة) ديوان ١ / ٤٨٧.

(٣) (امرؤ القيس) ديوانه / ١٦.

(٤) تكملة من المحكم ٦ / ٣٥١.

(٥) النجم / ٤٨.

٢١٨

والقَيْنُ : الحداد ، وجمعه قُيُونٌ.

والقَيْنُ والقَيْنَةُ : العبد والأمة. وجرى في العامة أن القَيْنَةَ : المغنية ، وربما قالت العرب للرجل المتزين باللباس قَيْنَةٌ ، كان الغناء صناعة له أو لم يكن ، وهي : هذلية.

والتَقَيُّنُ : التزين بألوان الزينة. واقْتَانَتِ الروضةُ إذا ازدانت بألوان زهرتها.

والقَيْنَانِ : وظيفا كل ذي أربع.

نقي :

النِّقْوُ : كل عظم من قصب اليدين والرجلين والفخذين : نقو ، والجميع : أَنْقَاءُ.

ورجل أَنْقَى : دقيق عظم اليدين والرجلين. وامرأة نَقْوَاءُ : دقيقة القصب ، ظاهرة العصب ، نحيفة الجسم ، قليلة اللحم في طول.

والنِّقْيُ : شحم العظام ، وشحم العين من السمن ، والجميع : أَنْقَاءُ.

وناقة مُنْقِيَةٌ ، ونوق مَنَاقٍ في سمن ، قال (١) :

لا يشتكين عملا ما أَنْقَيْنَ

ما دام مخ في سلامي أو عين

ونَقِيَ يَنْقَى نَقَاوَةً ، وأَنْقَيْتُهُ إِنْقَاءً ، والنُّقَاوَةُ : أفضل ما انْتَقَيْتَ من الشيء ، والانْتِقَاءُ : تجوده وانْتَقَيْتُ العظمَ ، إذا أخرجت نِقْيَةُ ، أي : مخه ، وانْتَقَيْتُ الشيءَ ، إذا أخذت خياره.

والنَّقَاءُ ، ممدود : مصدر النَقِيِ. والنَّقَا ، مقصور : من كثبان الرمل ، والاثنان : نَقَوَانِ والجميع : أَنْقَاءُ ، ويقال لجماعة الشيء النَّقِيِ نِقَاءٌ.

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٩ / ٣١٨ ، واللسان (نقا) ونسب في اللسان إلى (أبي ميمون النضر بن سلمة).

٢١٩

نوق ، نيق :

النَّاقَةُ جمعها : نُوقٌ ونِيَاقٌ ، والعدد ، أَيْنُقٌ وأَيَانِقٌ ، على قلب أَنْوُقٍ ، قال (١) :

خيبكن الله من نِيَاقٍ

[إن لم تنجين من الوثاق]

والنَّاقُ : شبه مشق بين ضرة الإبهام ، وأصل ألية الخنصر ، في مستقبل بطن الساعد بلزق الراحة ، وكذلك كل موضع مثل ذلك في باطن المرفق ، وفي أصل العصعص.

وبعير مُنَوَّقٌ ، أي : مذلل ذلول.

والنِّيقَةُ : من التَّنَوُّقِ. تَنَوَّقَ فلانٌ في مطعمه وملبسه وأموره إذا تجود وبالغ ، وتَنَيَّقَ لغة.

والنِّيقُ : حرف من حروف الجبل.

يقن :

اليَقَنُ اليَقِينُ ، وهو إزاحة الشك ، وتحقيق الأمر. [وقد أَيْقَنَ يُوقِنُ إِيقَاناً فهو مُوقِنٌ ، ويَقِنَ يَيْقَنُ يَقَناً فهو يَقِنٌ ، وتَيَقَّنْتُ بالأمر ، واسْتَيْقَنْتُ به ، كله واحد](٢). قال الأعشى : (٣)

وما بالذي أبصرته العيون

من قطع يأس ولا من يَقَنٍ

قنأ :

قَنَأَ الشيءُ يَقْنَأُ قُنُوءاً : اشتدت حمرته ، أحمر قَانِئٌ ، وقَنَّأَهُ هو.

__________________

(١) التهذيب ٩ / ٣٢٢ ، واللسان (نوق) ، ونسب في اللسان إلى (القلاخ بن حزن).

(٢) تكملة من نص ما رواه التهذيب ٩ / ٣٢٥ عن العين.

(٣) ديوانه / ٢٣.

٢٢٠