كتاب العين - ج ٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٥

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٣

ويقال : وما عيشه إلا رُمْقَهٌ ورِمَاقٌ ، قال :

ما زخر معروفك بِالرِّمَاقِ (١)

والرِّمَاقُ : المُرَامَقَةُ بالبصر ، وما زلت أَرْمُقُهُ بعيني وأُرَامِقُهُ أي أتبعه بصري فأطيل النظر.

والرَّامِقُ الرامجُ أي الملواح الذي تصاد به البزاة ونحوها ، يوكأ ببومة فيشد برجلها شيء أسود وتخاط عيناها ، ويشد في ساقها خيط طويل ، فإذا وقع البازي عليها أخذه الصياد من قترته.

قمر :

القَمْرَاءُ ضوءُ القَمَرِ ، وليلةٌ مُقْمِرَةٌ.

وأَقْمَرَ التمرُ أي لم ينضج حتى أصابه البرد فذهبت حلاوته وطعمه.

 والقُمْرَةُ : لون الحمار الأَقْمَرِ ، وهو لون يضرب إلى الخضرة.

والقَمْرَاءُ : دخلة من الدخل.

وقَامَرْتُهُ فَقَمَرْتُهُ من القِمَارِ.

والقُمْرِيُ : طائر كالفاختة مسكنه الحجاز.

مقر :

المَقِرُ شبه الصَّبِر ، والمَقْرُ أيضا ، قال :

إنما الصبر ككنز بارز

طلي المر عليه والمَقِر (٢)

والمَقْرُ : إيقاعك السمك المالح في الماء ، وتقول : مَقَرْتُهُ فهو مَمْقُورٌ.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان (لرؤبة) وروايته : ما وجز معروفك بالرماق وهو كذلك في الديوان ص ١١٦.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

١٦١

باب القاف واللام والنون معهما

ل ق ن ، ن ق ل يستعملان فقط

لقن :

اللَّقَنُ إعرابُ لَكَن (١) ، وهو شبه طست من الصفر.

ولَقَّنَنِي فلانٌ تَلْقِيناً أي فهمني كلاما ولَقِنْتُهُ وتَلَقَّنْتُهُ ، قال :

لَقِّنْ وليدَكَ يَلْقَنْ؟ ما تُلَقِّنُهُ (٢)

ومَلْقَنٌ اسم موضع.

نقل :

النَّقَلُ : ما بقي من الحجارة إذا قلع جبل ونحوه ، وما نفي من صغار الحجارة.

والنَّقْلُ : تحويل شيء إلى موضع.

والنُّقْلَةُ : انتقالُ القوم من موضع إلى موضع.

والمَنْقَلُ : طريق مختصر.

والمَنْقَلُ والمَنْقَلَةُ : مرحلة من منازل السفر.

والنَّقْلُ : سرعة نقل القوائم.

وفرس مِنْقَلٌ أي ذو نَقَلٍ ونِقَالٍ.

والمُنَاقَلَةُ : مراجعة الكلام في الشعر بين اثنين شبه المناقضة ، والمناقرة في الصخب.

__________________

(١) هو لكن الذي ما زال العراقيون يعرفونه وهو بالكاف الفارسية الثقيلة التي ترسم بعصوين ك.

(٢) لم نهتد إلى قائله ولا إلى تمامه.

١٦٢

وفرس نَقَّالٌ : خفيف سريع نقل القوائم.

والنَّقْلُ والمَنْقَلُ : الخف الخلق والجميع النِّقَالُ ، قال الكميت :

وكان الأباطح مثل الأرين

وشبه بالحفوة المَنْقَلُ (١)

يصف شدة الحر ، يقول : يصيب صاحب الخف ما يصيب الحافي من الرمضاء ، والحفوة الحفا ، والمَنْقَلُ : النعل.

والنَّاقِلَةُ من نَوَاقِلِ الدهر تَنْقُلُ قوما من حال إلى حال.

والنَّوَاقِلُ من الخراج : ما ينقل قوما من خراج قرية إلى قرية أو كورة إلى كورة أخرى.

ونَقَلَةُ الوادي : صوت السيل.

والمُنَقِّلَةُ من الشجاج : ما ينقل منها فراش العظام ، صغارها.

والنَّقْلُ : ما يعبث به الشارب على الشراب نحو الفستق.

والنَّقَائِلُ : رقاع نعال الإبل ، الواحدة نَقِيلَةٌ ، قال :

خذم نَقَائِلُهَا [يطرن كأقطاع

الفراء بصحصح شأس](٢)

باب القاف واللام والفاء معهما

ق ل ف ، ف ل ق ، ل ق ف ، ق ف ل ، ل ف ق مستعملات

قلف :

القَلَفُ : مصدر الأَقْلَفُ.

والقُلْفَةُ : جليدة القَلَفِ.

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان.

(٢) القائل : (الحارث بن حلزة) المفضليات رقم ٢٥ ص ١٣٢.

١٦٣

والقَلْفُ : اقتلاع الظفر من أصله ، والقُلْفَةِ من أصلها ، قال :

يَقْتَلِفُ الأظفارَ عن بنانه (١)

لقف :

اللَّقْفُ : تناول شيء يرمى به إليك.

ولَقَّفَنِي تَلْقِيفاً فَلَقَفْتُهُ وتَلَقَّفْتُهُ والْتَقَفْتُهُ أعم ، قال الله تعالى : (فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ)(٢).

ورجل لَقْفٌ ثَقْفٌ أي سريع الفهم لما يرمى إليه من كلام ، أو رمي باليد.

وحوض لَقِيفٌ يمدر ولم يطين ، والماء ينفجر من جوانبه.

فلق :

الفَلَقُ : الفجر ، وقوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ الْفَلَقِ) هو الصبح ، والله فَلَقَهُ أي أوضحه وأبداه فَانْفَلَقَ.

والله يَفْلِقُ الحبَّ فَيَنْفَلِقُ عن نباته.

وسمعته من فَلْقِ فِيهِ.

وضربته على فَلْقِ مفرقه.

وفَلَقْتُ الفستقةَ فَانْفَلَقَتْ.

والفِلْقَةُ : الكسرة من الخبز.

والفِلْقُ : اسم الداهية من الحروب والكتائب وكل الدواهي.

والفَيْلَقُ : الكتيبة المنكرة الشديدة.

وامرأة فَيْلَقٌ أي داهية صخابة.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) سورة الأعراف ، الآية ١١٧.

١٦٤

والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ كالعجيب والعجيبة ، يقول العرب : يا عجبا من هذه الفَلِيقَةِ.

 وأمر مُفْلِقٌ أي عجب.

ورجل مِفْلَاقٌ رذل قليل الشيء.

لفق :

اللَّفْقُ : خياطة شقتين تَلْفِقُ إحداهما بالأخرى لَفْقاً ، والتَّلْفِيقُ أعم ، وكلاهما لِفْقَانِ ما داما منضمين ، وإذا تباينا بعد التَّلْفِيقِ يقال : انفتق لَفْقُهُمَا فلا يلزمه اسم اللَّفْقِ قبل الخياطة.

قفل :

يقال من القَفْلِ أَقْفَلْتُهُ فَاقْتَفَلَ.

والمُقْتَفِلُ من الناس الذي لا يخرج من يده خير ، ورجل مُقْتَفِلٌ وامرأة بالهاء لا يخرج من أيديهما شيء.

والقَفْلَةُ : إعطاؤك إنسانا الشيء بمرة ، وتقول : أعطيته ألفا قَفْلَةَ.

والقُفُولُ : رجوع الجند بعد الغزو ، قَفَلُوا قُفُولاً وقَفْلاً ، وهم القَفَلُ بمنزلة القَعَد ، اسم يلزمهم.

وجاءهم القَفْلُ والقُفُولُ ، يعني الانصراف ، ومنه اشتق اسم القَافِلَةُ لرجوعهم إلى الوطن ، قال :

سيدنيك القُفُولُ وسير ليل

تصله (كذا) بالنهار من الإياب (١)

وقَفَلَ السقاءُ يَقْفِلُ قُفُولاً فهو قَافِلٌ أي يابس.

وشيخ قَافِلٌ ، وقَفَلَ الفرسُ : ضمر.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، ولم نجد البيت في المظان الأخرى. وفيه جزم للفعل تصله وليس من سبب إلا الوزن.

١٦٥

باب القاف واللام والباء معهما

ق ب ل ، ل ق ب ، ق ل ب ، ب ق ل ، ب ل ق مستعملات

قبل :

قال الخليل : من قَبْلُ ومن بَعْدُ غايتان بلا تنوين ، (وهما مثل قولك : ما رأيت مثله قط) (١) فإذا أضفته إلى شيء نصبته إذا وقع موقع الصفة ، تقول :

جاء قَبْلَ عبدِ الله ، وهو قَبْلَ زيدٍ قادم. وإذا ألقيت عليه مِنْ صار في حد الأسماء نحو قولك : من قَبْلِ زيدٍ ، فصارت من صفة وخفض قبل ب من فصار قبل منقادا ب من ، وتحول من وصفيته إلى الاسمية ، لأنه لا تجتمع صفتان. وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب.

والقُبُلُ : خلاف الدُّبُرِ ، والقُبْلُ : فرجُ المرأة.

والقُبْلُ : من إِقْبَالِكَ على الشيء ، تقول : قد أَقْبَلْتُ قُبْلَكَ ، كأنك لا تريد غيره.

وسئل الخليل عن قول العرب : كيف أنت لو أَقْبَلَ قُبْلُكَ ، قال : أراه مرفوعا لأنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو ، إنما هو : كيف أنت لو استقبل وجهك بما تكره.

والقِبَلُ : الطاقة ، تقول : لا قِبَلَ لهم.

وفي معنى آخر هو التلقاءُ ، تقول : لقيته قِبَلاً أي مواجهة ، قال الكميت :

ومرصد لك بالشحناء ليس له

بالسجل منك إذا واضحته قِبَلٌ

أي طاقة. وأصيب هذا من قِبَلِهِ ، أي من تلقائه ومن لدنه ، وليس من تلقاء الملاقاة ، ولكن على معنى : من عنده.

وقوله تعالى : (وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً) (٢) أي قبيلا قبيلا ، ويقال :

__________________

(١) من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

(٢) سورة الأنعام ، الآية ١١١.

١٦٦

عيانا أي يستقبلون كذلك فكل جيل من الجن والإنس قُبْلٌ.

وقوله : (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ) (١) أي هو ومن كان من نسله.

وأما القَبِيلَةُ فمن قبائل العرب وسائر الناس.

وقَبِيلَةُ الرأس : كل فلقة قُوبِلَتْ بالأخرى ، والكرة (٢) لها قَبَائِلُ.

والقِبَالُ : زمام النعل ، ونعل مَقْبُولَةٌ ومُقْبَلَةٌ.

والقِبَالُ : شبه فحج وتباعد بين الرجلين ، وهو أفجى وأفحج ، واحد لا فعل له ، قال :

حنكلة فيها قِبَالٌ وفجا (٣)

والقَبَلُ : رأس الجبل والأكمة ونحوه ، قال الكميت :

والأخريان لما أوفى بها القَبَلُ (٤)

ومن الجيران مُقَابِلٌ ومدابر ، قال :

حمتك نفسي ومعي جاراتي

مُقَابِلَاتِي ومدابراتي (٥)

ومُقَابَلَةٌ وقُبَالَةٌ : ما كان مستقبل شيء.

 وشاة مُقَابَلَةٌ : قطعت من أذنها قطعة فتركت معلقة من قدم ، والمدابرة من خلف.

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية ٢٧.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان فقد ورد : والكثرة.

(٣) الرجز غير منسوب في التهذيب واللسان.

(٤) شعر (الكميت) ج ٢ ق ١ ص ٢٢ وصدره :

فيها اثنتان لما الطاطاء يحجبه

(٥) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

١٦٧

وإذا ضممت شيئا إلى شيء ، تقول قَابَلْتُهُ به.

والقَابِلَةُ : الليلة المُقْبِلَة ، والعام القَابِلُ : المقبل ، ولا يقال منه فعل يفعل.

والقَابِلَةُ التي تقبل الولد عند الولاد ، وتجمع قَوَابِلُ.

والقَبُولُ : الصبا لأنها تستدبر الدبور ، وهي تهب مستقبل القبلة ، قال :

فإن تمنع سدوس درهميها

فإن الريح طيبة قَبُولٌ (١)

والقَبُولُ : أن تقبل العفو والعافية ، وهو اسم للمصدر وقد أميت الفعل منه.

والقَبَلُ : إقبال سواد العين على المحجر ، ويقال : بل إذا أَقْبَلَ سوادها على الأنف فهو أَقْبَلُ ، وإذا أقبلا على الصدغين فهو أخزر.

والقَبَلُ : استئناف الشيء ، وتقول : أفعل هذا الشيء من ذي قَبَلٍ ، أي من ذي استقبال.

 وتقول أَقْبَلْنَا على الإبل ، وذلك إذا شربت ما في الحوض فاستقيتم على رءوسها وهي تشرب ، قال :

قرب لها سقاتها يا ابن خدب

لِقَبَلٍ بعد قراها المنتهب (٢)

والفعل من القُبْلَةِ التَّقْبِيلُ.

والتَّقَبُّلُ : القَبُولُ ، يقال : تَقَبَّلَ اللهُ منك عملك ، وتَقَبَّلْتُ فلانا من فلان بِقَبُولٍ حسنٍ.

ورجل مُقَابَلٌ في الكرم والشرف من قِبَلِ أعمامه وأخواله.

__________________

(١) البيت في اللسان (للأخطل) وانظر الديوان (تحقيق قباوة) ١ / ٣٧٣.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

١٦٨

ورجل مُقْتَبَلٌ من الشباب : لم ير فيه أثر من الكبر بعد ، قال :

بل ليس بعل كبير لا شباب له

لكن أثيلة صافي اللون مُقْتَبَلُ (١)

رفع أثيلة على طلب الهاء ، كقولك : لكنه أَقْبَلَ فلانٌ أي جاء مستقبلك.

 وأَقْبَلْتُ الإبلَ طريق كذا أي استقبلت بها أسوقها ، قال الشاعر :

أَقْبَلْتُهَا الخل من شوران مصعدة

إني لأزوي عليها وهي تنطلق (٢)

وقوله : أزوي من زويت عليه أي شددت عليه في المشي

وأَقْبَلْتُ الإناءَ مجرى الماء ونحو ذلك.

 وقَبِيلُ القوم (٣) فعله القِبَالَةُ.

والقَبِيلُ والدبير في فتل الحبل ، القَبِيلُ : الفتل الأول الذي عليه العامة ، والدبير

الفتل الآخر ، ويقال : الفتل في قوى الحبل : كل قوة على قوة ، فالوجه الداخل قَبِيلٌ ، والوجه الخارج دبير .... (٤)

بقل :

البَقْلُ : ما ليس بشجر دق ولا جل ، وفرق ما بين البَقْلِ ودق الشجر أن

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) البيت في اللسان (خلل) غير منسوب ، والرواية فيه :

 ....................

اني لازري عليها وهي تنطلق

 (٣) قبيل القوم الكفيل والعريف.

(٤) بعد قوله : دبير عبارة هي : قوبل يسأل عنه. ولعلها من عمل الناسخ يشير إلى مقابلة النسخ ....

١٦٩

البَقْلَ إذا رعي لم يبق له ساق ، والشجر تبقى له سوق وإن دقت.

وابْتَقَلَ القومُ إذا رعوا البَقْلَ. والإبل تَبْتَقِلُ وتَتَبَقَّلُ (١) أي تأكل البقل ، قال :

أرض بها المكاء حيث ابْتَقَلَا

صعد ثم انصب ثم صلصلا (٢)

وقال أبو النجم :

تَبَقَّلَتْ في أول التَّبَقُّلِ (٣)

والبَاقِلُ : ما يخرج في أعراض الشجر إذا ما دنت أيام الربيع وجرى فيها الماء فرأيت في أعراضه شبه أعين الجراد قبل أن يستبين ورقه ، (فذلك البَاقِلُ) (٤) وقدأَبْقَلَ الشجر.

ويقال عند ذلك : صار الشجر بَقْلَةً واحدة.

وأَبْقَلَتِ الأرضُ فهي مُبْقِلَةٌ أي أنبتت البقل ، والمُبْقِلَةُ : ذات البقل.

والبَاقِلَّى اسم سوادي ، وهو الفول وحبه (٥) الجرجر.

ويقال للأمرد إذا خرج وجهه : قد بَقَلَ وجهُهُ.

وبَاقِلٌ اسم رجل يوصف بالعي ، وبلغ من عيه أنه اشترى ظبيا فقيل له : بكم اشتريت؟

فأخرج أصابع يديه ولسانه أي أحد عشر درهما فأفلت الظبي وذهب.

قلب :

القَلْبُ مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط ، قال :

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة ، وقد ورد الفعلان في التهذيب مبنيين للمفعول.

(٢) لم نهتد إلى الراجز.

(٣) الرجز في اللسان.

(٤) من التهذيب مما أخذه الأزهري من العين.

(٥) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب : وحمله ....

١٧٠

ما سمي القَلْبُ إلا من تَقَلُّبِهِ

والرأي يصرف والإنسان أطوار (١)

وجئتك بهذا الأمر قَلْباً أي محضا لا يشوبه شيء.

وفي الحديث : كان علي بن أبي طالب ـ عليه‌السلام ـ يقرأ : (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(٢) فيشبع رفع النون إشباعا وكان قرشيا قَلْباً.أي محضا.

 وقُلُوبُ الشجر : ما رخص فكان رخصا من عروقه التي تقوده ، ومن أجوافه ، الواحد قُلْبٌ.

وقَلْبُ النخلة : شحمتها ، وقَلْبُ النخلة : شطبة بيضاء تخرج في وسطها كأنها قُلْبُ فضة رخص سمي قَلْباً لبياضه.

والقُلْبُ من الأسورة : ما كان قلدا واحدا ، وتقول : سوار قُلْبٌ ، وفي يدها قُلْبٌ.

والقُلْبُ : الحية البيضاء شبهت بِالقَلْبِ.

ولكل شيء قَلْبٌ ، وقَلْبُ القرآن يس.

والقَلْبُ : تحويلك الشيء عن وجهه ، وكلام مَقْلُوبٌ ، وقَلَبْتُهُ فَانْقَلَبَ ، وقَلَّبْتُهُ فَتَقَلَّبَ.

وقَلَبْتُ فلانا عن وجهه أي صرفته.

والمُنْقَلَبُ : مصيرك إلى الآخرة.

 والقَلِيبُ : البئر قبل أن تطوى ، ويجمع على قُلُبٍ ، ويقال : هي العادية.

 والقِلَّوْبُ : الذئب ، يمانية ، وكذلك القَلُوبُ (٣) ، ويقال : قِلَّابٌ ، قال :

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) سورة الفاتحة ، الآية ٥.

(٣) وجاء في اللسان : القليب والقلوب والقلوب والقلوب والقلاب كله الذئب ، يمانية.

١٧١

أيا جحمتا بكي على أم واهب

قتيلة قِلَّوْبٍ بإحدى المذانب (١)

والأَقْلَبُ : من في شفتيه انقلاب ، وشفة قَلْبَاءُ (٢).

وما به قَلَبَةٌ أي لا داء ولا غائلة.

ويقال : قَلَبَ عينَهُ وحملاقة عند الوعيد والغضب ، قال :

قَالَبُ حملاقيه قد كاد يجن (٣)

والقَالَبُ دخيل ، ويقال قَالِبٌ.

والقُلَّبُ الحُوَّل : الذي يَقْلِبُ الأمور ، والحول : صاحب حيل.

لقب :

اللَّقَبُ : نبز اسم غير ما سمي به ، وقول الله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ (٤) ، أي لا تدعوا الرجل إلا بأحب الأسماء إليه.

بلق :

البَلَقُ والبُلْقَةُ مصدر الأَبْلَقُ.

ويقال للدابة أَبْلَقُ وبَلْقَاءُ ، والفعل : بَلِقَ يَبْلَقُ ، وخيل بُلْقٌ.

ونعف أَبْلَقُ يعني الشرف من الأرض.

والبَلُّوقَةُ ، وتجمع بَلَالِيق ، وهي مواضع لا ينبت فيها الشجر.

وبَلَقْتُ البابَ فَانْبَلَقَ أي فتحته فانفتح ، قال :

__________________

(١) البيت في اللسان غير منسوب وروايته : أكيلة قلوب ببعض المذائب.

(٢) كذا في الأصول ، وفي ط : وشدة قلياء ، وهو تصحيف.

(٣) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٤) سورة الحجرات ، الآية ١١.

١٧٢

فالحصن منثلم والباب مُنْبَلِقٌ (١)

وفي لغة : أَبْلَقْتُ البابَ.

وحبل أَبْلَقُ.

لبق :

رجل لَبِقٌ ، ويقال لَبِيقٌ ، وهو الرفيق بكل عمل ، وامرأة لَبِيقَةٌ أي لطيفة رفيقة ظريفة ، يَلْبَقُ بها كلُّ ثوب.

وهذا الأمر يَلْبَقُ بك أي يزكو بك ويوافقك.

وثريد مُلَبَّقٌ أي شديد التثريد ، ملين.

باب القاف واللام والميم معهما

ل ق م ، ل م ق ، ق م ل ، ق ل م ، م ق ل ، م ل ق كلهن مستعملات

لمق :

اللَّمَقُ : الطريق ، قال رؤبة :

ساوى بأيديهن من قصد اللَّمَقِ (٢)

وهو اللقم ، مقلوب.

لقم :

لَقَمُ الطريق : مستقيمه ومنفرجه ، تقول : عليك بِلَقَمِ الطريقِ فالزمه.

ولَقِمَ يَلْقَمُ لَقْماً ، واللُّقْمَةُ الاسم ، واللَّقْمَةُ : أكلها بمرة ، وتقول : أكلت لُقْمَةً بِلَقْمَتَيْنِ ، وأكلت لُقْمَتَيْنِ بِلَقْمَةٍ.

__________________

(١) الشطر في اللسان غير منسوب.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص ١٠٧.

١٧٣

وأَلْقَمْتُهُ فسكت كأنه لَقِمَ حجرا.

قلم :

الأَقْلَامُ جماعة القَلَمِ.

والمِقْلَمُ : طرف قضيب البعير.

والقَلْمُ : قطع الظفر بِالْقَلَمَيْنِ ، وبِالْقَلَمِ ، وهو واحد كله.

والقُلَامَةُ : ما يُقْلَمُ منه ، قال :

لما أبيتم فلم تنجوا بمظلمة

قيس القُلَامَةِ مما جزه الجلم (١)

والقَلَمُ : السهم الذي يجال به بين القوم ، ومع كل إنسان قَلَمُهُ ، وقوله تعالى : (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ) (٢) أي سهامهم حيث تساهموا (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ).

 ويقال : بل هي أَقْلَامُهُم التي كانوا يكتبون بها التوراة.

ملق :

المَلَقُ : الود واللطف الشديد ، قال :

إياك أدعو فتقبل مَلَقِي (٣)

أي دعائي وتضرعي.

وإنه لَمَلَّاقٌ مُتَمَلِّقٌ ذو مَلَقٍ ، ولا يقال منه فعل إلا على تَمَلَّقَ.

والإِمْلَاقُ : كثرة إنفاق المال والتبذير حتى يورث حاجة ، وقوله تعالى :

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان (قلم ، جلم).

(٢) سورة آل عمران ، الآية ٤٤.

(٣) الرجز (للعجاج) في التهذيب واللسان والديوان ص ١١٨.

١٧٤

(خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) (١) أي الفقر والحاجة.

وأخفق وأَمْلَقَ وأورق واحد.

مقل :

المُقْلُ : حمل الدوم ، وهو شجر كالنخل في جميع حالاته ، والواحدة مُقْلَةٌ.

ومُقْلَةُ العين : سوادها وبياضها الذي يدور في العين كله.

وما مَقَلَتْ عيناي مثله مَقْلاً.

والمَقْلُ : ضرب من الرضاع ، قال :

كثدي كعاب لم يمرث بِالمَقْلِ (٢)

نصب يمرث على طلب النون (٣).

والتَّمَاقُل من التعاطي في الماء.

والمُقْلُ : (الكندر) (٤) الذي تدخن به اليهود ويجعل في الدواء.

قمل :

القَمْلُ معروف.

وفي الحديث : من النساء غل قَمِلٌ يقذفها الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجها إلا هو. وذلك أنهم كانوا يغلون الأسير بالقد فَيَقْمَلُ القِدُّ في عنقه.

وامرأة قَمِلَةٌ أي قصيرة جدا

__________________

(١) سورة الإسراء ٢١.

(٢) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣) كذا في التهذيب وهو الصواب وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : طلب الهاء ، وهو من سهو الناسخ لأن النون هي نون التوكيد الخفيفة وقد تحذف وتبقى قبلها الفتحة.

(٤) زيادة من اللسان.

١٧٥

والقُمَّلُ : الذر الصغار ، ويقال : هو شيء أصغر من الطير (١) الصغير ، له جناح أكدر أحمر.

باب القاف والنون والفاء معهما

ق ف ن ، ق ن ف ، ن ق ف ، ف ن ق ، ن ف ق مستعملات

قفن :

قَفَّانُ كلِّ شيءٍ جماعتُهُ واستقصاء عمله.

والقَفِينَةُ : الشاة التي تذبح من القفا ، ويقال : هي التي يبان رأسها بالذبح ، وإن كان من الحلق ، والمعنى يرجع إلى القفا ، إلا أنه إذا أبان لم يكن له بد من أن يقطع القفا.

وقد قالوا القَفَنّ في موضع القفا ، قال :

وموضع الأزرار والقَفَنِ (٢)

فزادوا النون.

قنف :

الأذنُ القَنْفَاءُ أذن المعزى إذا كانت غليظة كأنها نعل مخصوفة ، ومن الإنسان إذا لم يكن له أطر.

وكمرة قَنْفَاءُ.

 ورجل قُنَافٌ أي ضخم الأنف ، ويقال : طويل الجسم غليظه.

والقِنَّفُ : القنع ، وهو القلاع الذي ييبس.إذا نش عنه الماء (يتطاير) (٣) مثل الفراش ، ويجمع قَنَانِف.

__________________

(١) صحفت كلمة الطير في الأصول المخطوطة فكانت الظفر.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان وفيه أنه (لبشير الفزيري).

(٣) زيادة من اللسان من نص العين.

١٧٦

نقف :

النَّقْفُ : كسر الهامة عن الدماغ ونحو ذلك ، كما يَنْقُفُ الظليمُ الحنظل عن حبه.

والمُنَاقَفَةُ : المضاربة بالسيوف على الرءوس.

والمِنْقَافُ : عظم دويبة تكون في البحر تصقل به الصحف ، له مشق في وسطه.

ورجل نَقَّافٌ أي صاحب تدبير للأمر ونظر في الأشياء.

فنق :

ناقة فَنَقٌ : جسيمة حسنة الخلق ، وبعير فَنَقٌ ، والجميع أَفْنَاقٌ ، قال :

[وندامى بيض الوجوه كأن

الشرب منهم مصاعب أَفْنَاقُ (١)]

والفَيِنقُ : الفحل المقرم الذي لا يؤذى ولا يركب.

وجارية مُفَنَّقَةٌ وفُنُقٌ : فَنَّقَهَا أهلها تَفْنِيقاً وفِنَاقاً ، وهي مِفْنَاقٌ.

نفق :

نَفَقَتِ الدابةُ تَنْفُقُ نُفُوقاً أي ماتت ، قال :

نَفَقَ البغلُ وأودى سرجه

في سبيل الله سرجي وبغل (٢)

ونَفَقَ السعرُ يَنْفُقُ نَفَاقاً إذا كثر مشتروه.

والنَّفَقَةُ : ما أَنْفَقْتَ واسْتَنْفَقْتَ على العيال ونفسك.

والنَّفَقُ : سرب في الأرض له مخلص إلى مكان.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

١٧٧

والنَّافِقَاءُ : موضع يرققه اليربوع في جحره ، فإذا أخذ من قبل القاصعاء ضرب النافقاءَ برأسه فانْتَفَقَ منها.

وبعض يسمي النَّافِقَاءَ النُّفَقَةَ.

وتقول أَنْفَقْنَا اليربوعَ إذا لم يرفق به حتى انْتَفَقَ وذهب.

والنَّيْفَقُ : دخيل : نَيْفَقُ السراويل.

والنَّافِقَةُ : دخيل ، وهي فأرة المسك

والنِّفَاقُ : الخلاف والكفر ، والفعل : نَافَقَ نِفَاقاً ، قال :

للمؤمنين أمور غير محزنة

وللمنافق سر دونه نَفَقٌ (١)

أي سر يخرج منه إلى غير الإسلام

باب القاف والنون والباء معهما

ق ن ب ، ن ق ب ، ب ن ق ، ن ب ق مستعملات

قنب :

القُنْبُ : جراب قضيب الدابة ، وإذا كني عما يخفض من المرأة قيل قُنْبُهَا.

والقُنْبُ : شراع ضخم من أعظم شرع السفينة.

والمِقْنَبُ زهاء ثلاث مائة من الخيل.

والقِنَّبُ : من الكتان.

القَنِيبُ : الجماعة من الناس) (٢)

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) زيادة من التهذيب مما أخذ عن العين.

١٧٨

نقب :

النَّقْبُ في الحائط ونحوه يخلص فيه إلى ما وراءه ، وفي الجسد يخلص فيه إلى ما تحته من قلب أو كبد. والبيطار يَنْقُبُ في بطن الدابة بالمِنْقَبِ في سرته حتى يسيل منه ماء أصفر ، قال :

كالسيد لم يَنْقُبِ البيطارُ سرته

ولم يسمه ولم يلمس له عصبا (١)

والنَّاقِبَةُ : قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف يكون رأسها من داخل.

ونَقِبَ الخفُّ : تخرق يَنْقَبُ نَقْباً ، ونَقِبَ خف فرسن البعير ، لا يقال لغيرهما.

والنُّقْبَةُ : أول الجرب حين يبدو ، والجميع نُقْبٌ ، قال :

متبدلا تبدو محاسنه

يضع الهناء مواضع النُّقْبِ (٢)

ويقال للخيل والناقة.

والنَّقْبُ والنُّقْبُ : طريق ظاهر على رءوس الجبال والآكام والروابي لا يزوغ (٣) عن الأبصار ، وهو المَنْقَبَةُ أيضا.

والنَّقْبُ (٤) : الصدأ الذي يعلو السيف والنصال.

والنَّقِيبُ : شاهد القوم يكون مع عريفهم أو قبيلهم ، يسمع قوله ، ويصدق عليه وعليهم ، ونَقَبَ يَنْقُبُ نِقَابَةً ، ونَقُبَ جائز.

والنُّقَبَاءُ الذين يُنَقِّبُونَ الأخبار والأمور للقوم فيصدقون بها.

__________________

(١) البيت في اللسان غير منسوب.

(٢) البيت في التهذيب (لدريد بن الصمة) وهو كذلك في اللسان والمقاييس وأمالي القالي ٢ / ١٦١.

(٣) كذا هو الوجه وأما في الأصول المخطوطة ففيها : يروغ.

(٤) كذا في الأصول المخطوطةو أما في التهذيب واللسان ففيهما : النقبة : الصدأ.

١٧٩

والنَّقِيبَةُ : يمن العمل ، وإنه لميمون النَّقِيبَةِ.

والمَنْقَبَةُ : كرم الفعال ، وإنه لكريم المَنَاقِب من النجدات وغيرها.

والنَّقِيبَةُ من النوق : المؤتزرة بصرعها عظما وحسنا ، بينة النَّقَابَةِ.

 وقول الله ـ عزوجل ـ (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ)(١) ، أي سيروا فانظروا هل حاص من كان قبلكم فترجون محيصا ، ولو قيل بالتخفيف لحسن.

ونُقْبَةُ الوجه : ما أحاط به دوائرها ونُقْبَةُ الثور : وجهه ، قال :

ولاح أزهر مشهور بِنُقْبَتِهِ (٢)

والنِّقَابُ : ما انتقبت به المرأة على محجرها.

والنَّقَبَةُ : ثوب كالإزار فيه تكة ليس بالنطاق ، إنما النطاق محيط الطرفين.

وانْتَقَبَتِ المرأةُ نِقْبَةً من النِّقَابِ.

والنَّقَّابُ : الحبر العالم.

بنق :

البَنِيقَةُ كل رقعة في الثوب نحو اللبنة وشبهها ، والجميع بَنَائِقُ ، قال :

قميص من القوهي بيض بَنَائِقُه (٣)

وقال :

قد أغتدي والصبح ذو تَبْنِيق (٤)

__________________

(١) سورة ق الآية ٣٦.

(٢) صدر بيت (لذي الرمة) كما في اللسان وعجزه : كانه حين يعلو عاقرا لهب وانظر الديوان ص ٢٣

(٣) القائل (: نصيب) ، كما في اللسان (بنق) وصدره فيه : سودت فلم املك سوادي ، وتحته وجاء البيت كاملا في التاج (بنق) ولكن بدون عزو.

(٤) الرجز في التهذيب واللسان وفيه : ذو بنيق ، وصححه ابن بري فقال : ذو بنائق.

١٨٠