كتاب العين - ج ٥

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٥

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٤٣

والقَرْنُ في السن : اللدة.

والقَرْنُ : الأمة.

وقَرْنٌ بعد قَرْنٍ ، ويقال : عمر كل قَرْنٍ ستون سنة.

والقَرْنُ : عفلة الشاة والبقرة ، وهو شيء تراه قد خرج من ثغرها.

والقَرْنُ : جبل صغير منفرد.

والقَرْنَانِ : ما يبنى على رأس البئر من حجر أو طين ، توضع عليهما النعامة ، وهي خشبة يدور عليها المحور ، قال :

تبين القَرْنَيْنِ وانظر ما هما

أمدرا أم حجرا تراهما (١)

والقَرْنُ : طلق من جري الخيل.

وقَرَنْتُ الشيءَ أَقْرُنُهُ قَرْناً أي شددته إلى شيء.

والقَرَنُ : الحبل يُقْرَنُ به ، وهو القِرَانُ أيضا.

 وكان رجل عبد صنما فأسلم ابن له وأهله ، فجهدوا عليه ، فأبى فعمد إلى صنمه فقلده سيفا وركز عنده رمحا ، وقال : امنع عن نفسك ، وخرج مسافرا فرجع ولم يره في مكانه ، فطلبه فوجده وقد قُرِنَ إلى كلب ميت في كناسة قوم فتبين له جهله ، فقال :

إنك لو كنت إلها لم تكن

أنت وكلب وسط بئر في قَرَن

أف لملقاك إلها يُسْتَدَن (٢)

فقال هذه الأبيات وأسلم.

 والقِرَانُ : حبل يشد به البعير كأنه يقوده ، وجمعه قُرُنٌ.

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) لم نهتد إلى الراجز.

١٤١

وقَرَنٌ : حي من اليمن منهم أويس القَرَنِيّ.

 والقَرَنُ : جعبة صغيرة تضم إلى الجعبة الكبيرة ، وفي الحديث : الناس يوم القيامة كالنبل في القَرَنِ.

والقَرَنُ في قول جرير : كالمشدود في القَرَنِ (١) يكون حبلا ويكون جعبة.

والأَقْرَنُ : المقرون الحاجبين.

والقِرْنُ : ضدك في القوة.

والقَرْنُ : حد ظبة السيف والسنان.

والقَرُونُ : الناقة إذا جرت وضعت يديها ورجليها معا معا.

والقَرْنُ : حرف رابية مشرفة على وهدة صغيرة.

والقُرَانَى تثنية فرادى ، تقول : جاءوا فرادى وقُرَانَى.

والقِرَانُ أن يُقَارَنَ بين تمرتين يأكلهما معا ، وفي الحديث : لا قِرَانَ ولا تفتيش في أكل التمر.

والقِرَانُ أن تَقْرِنَ حجة وعمرة معا.

والقَرُونُ من النوق : المقترنة القادمين والآخرين من أطبائها.

والقَرُونُ : التي إذا بعرت قَارَنَتْ بعرها.

وسمي ذا القَرْنَيْنِ لأنه ضرب ضربتين على قَرْنَيْهِ.

والقَرِينُ : صاحبك الذي يُقَارِنُكَ ، وقوله ـ عزوجل : مُقْتَرِنِينَ (٢) أي متقارنين.

_________________

(١) شيء من بيت (لجرير) تمامه كما في الديوان ص ٥٨٨ :

أبلغ خليفتنا ان كنت لاقية

اني لدى الباب كالمصنود بالقرن

(٢) من قوله تعالى : (أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ)سورة الزخرف الآية ٥٣.

١٤٢

وتقول : فلان إذا جاذبته قَرِينَتُهُ وقَرِينُهُ قهرها أي إذا قرنت به الشديدة أطاقها وغلبها إذا ضم إليه أمر أطاقه ، قال عمرو :

متى نشدد قَرِينَتَنَا بحبل

نجد الحبل أو نقص القَرِينَا (١)

وقرينة الرجل امرأته.

 وأَقْرَنْتُ لهذا البعير أو البرذون أي أطعته ، اشتق من قولك : صرت له قَرِيناً أي مطيقا ، ومنه قوله تعالى : (ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) أي مطيقين.

 والأَقْرَنُ والقَرْنَاءُ من الشاء ذات القرون.

 والقَرْنَانُ : الذي لا غيرة له.

وقَارُونُ ابن عم موسى ـ عليه‌السلام ـ وكان منافقا فلما عابته موسى استبان كفره فدعا عليه فخسف به.

والقَرُونُ : النفس.

والقَيْرَوَانُ : القافلة ، معربة.

والقَيْرَوَانُ : اسم مدينة.

رقن

تَرْقِينُ الكتاب : تزيينه ، وتَرْقِينُ الثوب بالزعفران والورس ، قال :

دار كرقم الكاتب المُرَقَّنِ (٢)

والرُّقُونُ : النقوش.

__________________

(١) البيت (لعمرو بن كلثوم) في التهذيب واللسان والسبع الطوال ص ٤٠٨ والرواية فيها :

مشى نعقد قريتنا يحيل

 .....................

(٢) الرجز (لرؤبة) كما في التهذيب والديوان ص ١٦٠.

١٤٣

رنق :

الرَّنَقُ : تراب في الماء من القذى ونحوه ، وماء رَنْقٌ ورَنَقٌ.

وقد أَرْنَقْتُهُ ورَنَّقْتُهُ.

 وفي عيشه رَنَقٌ أي كدر ، قال :

قد أرد الماء لا طرقا ولا رَنَقاً (١)

والتَّرْنِيقُ : كسر جناح الطائر حتى يسقط من آفة ، وهو مُرَنَّقُ الجناح

قنر:

القَنَوَّرُ : الشديد الرأس ، الضخم من كل شيء.

نقر :

النَّقْرُ : صوت اللسان يلزق طرفه بمخرج النون فيصوت به فيَنْقُرُ بالدابة لتسير ، قال:

وخانق ذي غصة جرياض

راخيت يوم النَّقْرِ والإنقاض (٢)

والنَّقِيرُ : نكتة في ظهر النواة منها تنبت النخلة.

 والنَّقِيرُ : أصل خشبة يُنْقَرُ فينبذ فيه.

والنَّقْرُ : ضرب الرحى ونحوه بِالْمِنْقَارِ ، والمِنْقَارُ حديدة كالفأس لها خلف مسلك مستدير تقطع به الحجارة.

 والنَّقَّارُ : الذي ينقش الركب واللجم والرحى.

__________________

(١) عجز بيت (لزهير) في ديوانه ص ٣٦ مع اختلاف في الرواية.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

١٤٤

ورجل نَقَّارٌ مُنَقِّرٌ : يُنَقِّرُ عن الأمور والأخبار.

وعن عمر (قال) : متى ما يكثر حملة القرآن يُنَقِّرُوا ، ومتى ما يُنَقِّرُوا يختلفوا.

والمِنَاقَرَةُ : مراجعة الكلام بين اثنين وبثهما أمورهما.

وفي الحديث : ما كان الله لِيُنْقِرَ عن قاتل المؤمن. أي ما كان ليقلع ، قال :

وما أنا من أعداء قومي بِمُنْقِرٍ (١)

والنَّاقُورُ : الصور يَنْقُرُ فيه الملك أي ينفخ.

والنُّقْرَةُ : قطعة فضة مذابة ، والنُّقْرَةُ : حفرة غير كبيرة في الأرض.

ونُقْرَةُ القفا : وقبة بين العنق والرأس.

والمِنْقَرُ : بئر : بعيدة القعر كثيرة الماء ، قال :

أصدرها عن مِنْقَرِ السنابر

نَقْرُ الدنانير وشرب الخازر (٢)

ومِنْقَرٌ : قبيلة.

ومِنْقَارُ الطير والخف : طرفه.

والنَّقْرَةُ : ضم الإبهام إلى الوسطى ، (٣) ثم يُنْقَرُ فيسمع صوته ، وباللسان أيضا.

ونَقَّرَ باسم رجل أي دعاه من بين أصحابه خاصة ، وانْتَقَرَ أيضا.

ونَقَّرْتُ رأسه : ضربته.

_________________

(١) عجز بيت (لذؤيب بن زينم الطهوي) كما في اللسان وصدره : لعمرك ما وتبت في و د طي.

(٢) الرجز في اللسان غير منسوب مما أخذ عن العين عن طريق الأزهري.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في اللسان فهو : النقر.

١٤٥

وانْتَقَرَتِ الخيلُ بحوافرها أي احتفرت نُقْراً.

وانْتَقَرَ السيلُ نُقَراً : حفر يحفر فيها الماء.

ونَقْرَةُ : منزل بالبادية.

وأَنْقِرَةُ : موضع بالشام ذكرتها الشعراء.

باب القاف والراء والفاء معهما

ق ر ف ، ف ر ق ، ف ق ر ، ر ف ق ، ق ف ر مستعملات

قرف :

القِرْفُ : قشر المقل ونحوه وقشر السدر ، وكل قِرْفٍ قشر.

وقَرَفْتُهُ قَرْفاً أي نحيته عنه ، وكذلك تَقْرِفُ الجلبة من القرحة.

والقطعة منه قِرْفَةٌ. والقَرْفُ من الذنب ، وفلان يُقْرَفُ بالسوء أي يرمى به ويظن به ، واقْتَرَفَ ذنبا أي أتاه وفعله.

وهؤلاء جميعا قِرْفَتِي أي بهم وعندهم أظن بغيتي ، وسل بني فلان فإنهم قِرْفَةٌ أي موضع خبره.

وقَرَفْتُ فلانا أي وقعت فيه وذكرته بسوء.

واقْتَرَفْتُ أي اكتسبت لأهلي.

والقُرُوفُ : الأوعية ، الواحد قَرْفٌ ، وهي التي تتخذ من الجلود ....... (١)

__________________

(١) ورد في الأصول المخطوطة في هذا الموضع : ومقرف ما بين الطريقين ومفرق الرأس. (كذا). نقول : إننا لم نجد هذا في غير أصولنا هذه ولذلك نرجح أنها من سهو الناسخ ووهمه الذي أضاف مفرق من المادة اللاحقة.

١٤٦

وفرس مُقْرِفٌ : دانى الهجنة ، وتقول : ما يخشى عليه القَرَفُ أي مداناة الهجنة ، قال :

تريك غرة وجه غير مُقْرِفَة (١)

أي لم تخالطها الهجنة.

فرق :

الفَرْقُ : موضع المَفْرَق من الرأس في الشعر.

والفَرْقُ : تَفْرِيقٌ بين شيئين فرقا حتى يفترقا ويتفرقا.

وتَفَارَقَ القومُ وافْتَرَقُوا أي فارق بعضهم بعضا.

والأَفْرَقُ كالأفلج ، إلا أن الأفلج ما يفلج ، والأَفْرَقُ يكون خلقة.

وشاة فَرْقَاءُ : بعيدة ما بين الطبيين ، والأَفْرَقُ من ذكورها : بعيد ما بين الخصيتين.

 والأَفْرَقُ من الدواب : الذي إحدى حرقفتيه شاخصة ، والأخرى مطمئنة.

والماشطة تمشط كذا فَرْقاً أي ضربا.

والفِرْقُ طائفة من الناس ومن كل شيء ، وقوله تعالى : (كُلُ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(٢) يريد من الماء.

 والفَرِيقُ من الناس أكثر من الفِرْقِ.

 والفُرْقَةُ مصدر الافْتِرَاقِ ، وهذا ما خالف مصادر افتعل ، وحده فُرْقَةٌ على فعلة مثل عذرة ونحوها.

__________________

(١) هو صدر بيت (لذي الرمة) كما في اللسان وروايته مع العجز :

تريك سنة وجم غير مقرفة

ملاء ليس بها خال ولا ندي

 (٢) سورة الشعراء ، الآية ٦٣.

١٤٧

والفُرْقَانُ : كل كتاب أنزل به فرق الله بين الحق والباطل ويجعل الله للمؤمنين فُرْقَاناً (١) أي حجة ظاهرة على المشركين ، وظفرا.

ويوم الفُرْقَانِ يوم بدر وأحد ، فَرَقَ اللهُ بين الحق والباطل.

وسمي عمر بن الخطاب فَارُوقاً ، وذلك أنه قتل منافقا اختصم إليه رغبة عن قضاء قضى له رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فقال جبرئيل ـ عليه‌السلام ـ قد سمى الله عمر الفَارُوق ، فقال رسول الله : انظروا ما فعل عمر ، فقد صنع شيئا ، لله فيه رضى فوجدوه قد قتل منافقا.

والناقة إذا مخضت تَفْرُقُ فُرُوقاً وهو نفارها وذهابها نادة من الوجع فهي فَارِقٌ وتجمع على فَوَارِق وفُرَّقٍ ، وكذلك تشبه السحابة المتفردة لا تخلف ، وربما كان قبلها رعد وبرق ، قال ذو الرمة :

أو مزنة فَارِقٌ يجلو غواربها

تبوج البرق والظلماء علجوم (٢)

والعلجوم : الظلام المتراكم.

 وانْفَرَقَ الصبح أي انفلق ، والفَرْقُ هو الفلق ، لغتان ، قال ذو الرمة :

حتى إذا انشق عن إنسانه فَرَقٌ

هاديه في أخريات الليل منتصب (٣)

والفَرَقُ : مكيال ضخم لأهل العراق.

 ورجل فَرُوقَةٌ وامرأة فَرُوقَةٌ ، وقد فَرِقَ فَرَقاً فهو فَرِقٌ من الخوف.

ورجل فَرُقٌ وامرأة فَرُقَةٌ وقوم فَرُوقَةٌ.

 والمطعون إذا برأ قيل أَفْرَقَ إِفْرَاقاً ، وقوله تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) (٤)

__________________

(١) إشارة إلى الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً) سورة الأنفال الآية ٢٩.

(٢) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٧٥٢.

(٣) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ١٨٣.

(٤) سورة الأسراء ، الآية ١٠٦.

١٤٨

بالتخفيف ، فمعناه أحكمناه ، كقوله : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)(١)

والفَرِيقَةُ : تمر يطبخ بأشياء يتداوى بها.

والفَرُوقَةُ : شحم الكلية ، قال :

فبتنا وباتت قدرهم ذات هزة

يضيء لها شحم الفَرُوقَة والكلى (٢)

رفق :

الرِّفْقُ : لين الجانب ولطافة الفعل وصاحبه رَفِيقٌ ، وتقول ارْفُقْ وتَرَفَّقْ. ورِفْقاً معناه ارْفُقْ رِفْقاً ، ولذلك نصب ، ورَفَقَ رِفْقاً.

والارْتِفَاقُ : التوكؤ على مِرْفَقِهِ.

والمِرْفَقُ من كل شيء ، من المتكإ واليد والأمر ، قال الله ـ عزوجل ـ : (وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً) (٣) ، أي رفقا وصلاحا لكم من أمركم.

ومِرْفَقُ الدار من المغتسل والكنيف ونحوه.

 والرَّفْقُ : انفتال المرفق عن الجنب ، وناقة رَفْقَاءُ وجمل أَرْفَقُ.

ورَفِيقُكَ : الذي تجمعه وإياك رُفْقَةٌ واحدة ، في سفر يُرَافِقُكَ ، فإذا تفرقوا ذهب عنهم اسم الرُّفْقَةِ ، ولا يذهب اسم الرَّفيقِ ، وتسمى الرُّفْقَة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومسير واحد.

 وقد تَرَافَقُوا وارْتَفَقُوا فهم رُفَقَاءُ ، الواحد رَفِيقٌ ، قال الله تعالى : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)(٤) أي رفقاء في الجنة.

__________________

(١) سورة الدخان ، الآية ٤.

(٢) البيت في التهذيب غير منسوب ، وهو (للراعي) كما في اللسان ـ

(٣) سورة الكهف ، الآية ١٦.

(٤) سورة النساء ، الآية ٦٩.

١٤٩

وتقول : هذا الأمر رَفِيقٌ بك ورَافِقٌ بك وعليك.

وكان رجل من ربيعة نازع رجلا في موازنة فوجأه بجمع كفه فمات فأخذت عاقلته بديته ، وقال شاعرهم :

يا قوم من يعذر من عجرد

القاتل النفس على الدانق

لما رأى ميزانه شائلا

وجاه بين الأذن والعاتق

فخر من وجأته ميتا

كأنما دهده من حالق

فبعض هذا الوجء يا عجرد

ما ذا على قومك بالرافق (١)

فقر

الفَقَارُ منضد بعضه ببعض من لدن العجب إلى قحفة الرأس.

والفَقْرُ : الحاجة ، وافْتَقَرَ فلانٌ وأَفْقَرَهُ اللهُ ، وهو الفَقِيرُ ، والفَقِرُ لغة رديئة. وأغنى الله مَفَاقِرَهُ أي وجوه فَقْرِهِ.

والفَقَارَةُ والفِقْرَةُ ويجمعان الفَقَار والفِقَر ، والعدد بالتاء فِقَرَاتٌ.

والفُقْرَةُ : حفرة يُفَقِّرُهَا الإنسانُ تَفْقِيراً لغرس فسيل.

وأرض مُتَفَقِّرَةٌ : فيها فُقَرٌ كثيرة.

 والفَاقِرَةُ : الداهية تكسر فَقَار الظهر.

وأَفْقَرْتُهُ دابة أي أعرته للحمل والمركب.

ويقال في النضال : أراميك من أدنى فِقْرَةٍ ومن أبعد فِقْرَةٍ أي من أبعد معلم يتعلمونه من رابية أو هدف أو حفرة ونحوه.

والتَّفْقِيرُ : بياض في أرجل الدواب مخالط للأسؤق إلى الركب ، وشاة مُفَقَّرَةٌ وفرس مُفَقَّرٌ.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

 والأول منها في اللسان (دنق) برواية : القاتل المرء.

١٥٠

وهذا مَفْقُورُ الظهر ، وفَقِيرُ الظهر ، قال لبيد :

لما رأى لبد النسور تطايرت

رفع القوادم كالفَقِيرِ الأعزل (١)

قفر:

القَفْرُ الخالي من الأمكنة ، وربما كان به كلأ قليل.

وأَقْفَرَتِ الأرضُ من الكلإ ، والدار من أهلها فهي قَفْرٌ وقِفَارٌ ، وتجمع لسعتها على توهم المواضع ، كل موضع على حياله قَفْرٌ ، فإذا سميت أرضا بهذا الاسم أنثت.

وأَقْفَرَ فلانٌ من أهله بقي وحده منفردا عنهم كما قال عبيد :

أَقْفَرَ من أهله عبيد

فاليوم لا يبدي ولا يعيد (٢)

وأَقْفَرَ جسدُهُ من اللحم ، ورأسه من الشعر ، وإنه لَقَفْرُ الرأس أي لا شعر عليه ، وإنه لَقَفْرُ الجسم من اللحم ، قال :

لا قَفِراً عشا ولا مهبجا (٣)

وقال :

لمة قَفْرٍ كشعاع السنبل (٤)

والقَفَارُ : الطعام الذي لا أدم فيه ولا دسم ، قال :

والزاد لا آن ولا قَفَارُ (٥)

ويعني بالآني البطيء.

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٣٤.

(٢) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٣.

(٣) الرجز (للعجاج) ، في التهذيب والمقاييس واللسان والديوان ص ٣٦٢.

(٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير الأصول.

(٥) الرجز في اللسان (أنى) بدون نسبة.

١٥١

وفي الحديث : ما أَقْفَرَ قومٌ عندهم خل.أي لا يعدمون.

 والقَفُّورُ : من أفاديه الطيب ، قال :

مثواة عطارين بالعطور

أهضامها والمسك والقَفُّورِ (١)

شبه ريح الكناس ببيت العطارين.

وقَفِيرَةُ اسم أم الفرزدق.

والقائف يَقْتَفِرُ الأثرَ.

باب القاف والراء والباء معهما

ق ر ب ، ر ق ب ، ب ر ق ، ر ب ق ، ق ب ر ، ب ق ر كلهن مستعملات

قرب :

القَرَبُ أن يرعى القوم بينهم وبين المورد وهم يسيرون بعض السير حتى إذا كان بينهم وبين الماء عشية أو ليلة عجلوا فَقَرَبُوا ، وهم يَقْرُبُونَ قُرْباً ، وأَقْرَبُوا إبلَهم ، وقَرِبَتِ الإبلُ.

 وحمار قَارِبٌ يطلب الماء ، قال :

قد قدموني لِإِقْرَابٍ وإصدار (٢)

وقال :

هاج الصوادي والحزان فاندلقت

وانقض سابقها الحادي لها القَرِبُ (٣)

والعانة القَوَارِبُ : هي التي تَقْرَبُ القَرَبَ أي تعجل الورود ، ويقال لطالب

__________________

(١) الرجز (للعجاج) ديوانه ص ٢٣٧ ، والرواية فيه : الكافور مكان الغفور.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

(٣) لم نهتد إلى القائل.

١٥٢

الماء ليلا قَارِبٌ.

والقَرَبُ : طلب الماء ليلا.

والقَارِبُ : سفينة صغيرة (تكون مع أصحاب السفن البحرية) (١) تستخف لحوائجهم ، والجميع قَوَارِبُ.

والقِرَابُ للسيف والسكين : غمدهما ، والفعل قَرَّبْتُ قِرَاباً وأَقْرَبْتُ أيضا قِرَاباً.

والقُرَابُ : مقاربة الشيء ، تقول : معه ألف درهم أو قُرَابُ ذلك ، ومعه ملء قدح ماء أو قُرَابُهُ.

وأتيته قُرَابَ العشي ، وقُرَابَ الليل.

وهذا قدح قَرْبَانُ ماءً ونصفانُ ماءً وملآنُ ماءً ، فأما نصفان فمن النصف ، وقَرْبَانُ أي قَارِبُ الامتلاء.

وهذا قُرْبَانٌ من قَرَابِينِ الملك أي وزير ، هكذا يجمعون بالنون ، وهو في القياس خلف ، وهم الذين يستنفع بهم إلى الملوك.

والقُرْبُ ضد البعد ، والاقْتِرَابُ الدنو ، والتَّقَرُّبُ : التدني والتواصل بحق أو قَرَابَةٍ.

والقُرْبَانُ : ما تَقَرَّبْتَ به إلى الله تبتغي به قربا ووسيلة.

وما قَرَبْتُ هذا الأمر قُرْبَاناً ولا قُرْباً.

وقَرَبَ فلانٌ أهله أي غشيها قرباناً.

والقُرْبَى : حق ذوي القرابة.

__________________

(١) زيادة ضرورية من التهذيب من أصل العين.

١٥٣

وفلان يَقْرُبُ أمرا أي يعزوه بقول أو فعل ، وقَرَبْتُ أمرا : ما أدري ما هو.

والقُرْبُ : من لدن الشاكلة إلى مراق البطن ، ومن الرفغ إلى الإبط من كل جانب.

 وفرس لاحق الأَقْرَابِ ، يجمعون القُرْب ، وإنما للفرس قُرْبَانِ ، ولكن لسعته ، كما يقولون : شاة عظيمة الخواصر ، ولها خاصرتان كما قال :

لأبيض عجلي عظيم المفارق (١)

جمعه لسعته.

 والقَرِيبُ ذو القَرَابَةِ ، ويجمع أَقَارِبُ ، وقَرِيبَةٌ جمعها قَرَائِبُ ، للنساء.

والقَرِيبُ نقيض البعيد يكون تحويلا يستوي فيه الذكر والأنثى ، والفرد والجميع ، هو قَرِيبٌ ، وهي قَرِيبٌ ، وهم قَرِيبٌ ، وهن قَرِيبٌ

وفرس مُقْرَبٌ : قَرُبَ مربطه ومعلفه لكرامته ، ويجمع مُقْرَبَاتٌ ومَقَارِيبُ.

 وأَقْرَبَتِ الشاةُ والأتان فهي مُقْرِبٌ ، وأدنت الناقة فهي مدن لا غير.

والقَرِيبُ : السمك المملح ما دام في طراءته.

 وقد حيَّى فلان وقَرَّبَ أي قال : حياك الله وقَرَّبَ دارك.

رقب :

رَقَبْتُ الشيءَ أَرْقُبُهُ رِقْبَةً ورِقْبَاناً أي انتظرت.

 وقوله تعالى : (وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)(٢) أي لم تنتظر.

 والتَّرَقُّبُ : تنظر الشيء وتوقعه.

 والرَّقِيبُ : الحارس يشرف على رِقْبَةٍ ، يحرس القوم.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) سورة طه ، الآية ٩٤.

١٥٤

ورَقِيبُ الميسرِ : الأمين الموكل بالضريب ، ويقال الرَّقِيبُ السهم الثالث.

والرَّقِيبُ : الحافظ.

 والرَّقُوبُ من الأرامل والشيوخ : الذي لا ولد له ، ولا يستطيع الكسب ، ويقال : هو الذي لم يقدم من ولده شيئا ، وسميت الأرملة رَقُوباً لأنه لا كاسب لها ولا ولد فهي تترقب معروفا.

 والرَّقَبَةُ أصل مؤخر العنق ، والأَرْقَبُ والرَّقبَانِيّ الغليظ الرَّقَبَة

وأمة رَقَبَانِيَّةٌ رَقْبَاءُ ولا تنعت به الحرة.

 والرَّقَبُ جمع كالرِّقَابِ ، والإعطاء في الرِّقَابِ أي في المكاتبين.

 وأعتق الله رَقَبَتَهُ ، ولا يقال : عنقه.

 والرَّقِيبُ : ضرب من الحيات ، وجمعه رُقُبٌ ورَقِيبَاتٌ.

برق :

البَرْقُ دخيل في العربية ، ويجمع على بِرْقَان.

والبَرَقُ مصدر الأَبْرَق من الحبال ، وهو الحبل الذي أبرم بقوة سوداء وقوة بيضاء.

ومن الجبال : ما فيه جدد بيض وجدد سود.

 والبَرْقَاءُ من الأرض : طرائق بقعة فيها حجارة سود يخالطها رملة بيضاء ، وكل قطعة على حيالها بُرْقَةٌ ، فإذا اتسع فهو الأَبْرَقُ ، والأَبَارِقُ جمعه ، ويجمع على البِرَاقِ.

والأَبَارِقُ : الآكام يخالطها الحصى والرمال ، قال :

١٥٥

لنا المصانع من بصرى إلى هجر

إلى اليمامة فالبُرَقُ (١)

وهضب الأَبَارِقِ : موضع بعينه.

والبُرُوقُ : بيض السحاب ، وبَرَقَ يَبْرُقُ بُرُوقاً وبَرِيقاً ، وأَبْرَقَ لغة.

والبَارِقَةُ : سحاب يَبْرُقُ ، وكل شيء يتلألأ فهو بَارِقٌ ، ويَبْرُقُ بَرِيقاً.

ويقال للسيوف بَوَارِقُ.

وإذا اشتد موعد بالوعيد يقال أَبْرَقَ وأرعد ، قال :

أَبْرِقْ وأرعد يا يزيد

فما وعيدك لي بضائر (٢)

وبَرَقَ ورعد لغة ، قال :

فارعد هنالك ما بدا لك وابْرَقِ (٣)

وأَبْرَقَتِ الناقةُ : ضربت بذنبها مرة على فرجها ، ومرة على عجزها.

والإنسان البَرُوقُ هو الفرق لا يزال ، قال :

يروغ لكل خوار بَرُوق (٤)

كأنه من قولك : بَرِقَ بصرُهُ فهو بَرِقٌ أي بهت ، فهو فزع مبهوت.

وكذلك يفسر من قرأ : (فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ)(٥).

 ومن قرأ : بَرَقَ يقول : تراه يلمع من شدة شخوصه ولا يطرف ، قال :

لما أتانا ابن عمير راغيا

أعطيته عيساء منها فَبَرَق (٦)

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) هو (للكميت) كما في اللسان (برق).

(٣) لم نهتد إلى القائل.

(٤) لم نهتد إلى القائل.

(٥) سورة القيامة ، الآية ٧.

(٦) لم نهتد إلى القائل.

١٥٦

أي رد لها على الإبل.

وبَرَّقَ بعينه تَبْرِيقاً إذا لألأها من شدة النظر.

والبُرَاقُ : دابة يركبها الأنبياء.

والأَبَارِيقُ : جمع إِبْرِيقٍ.

والبُرْقَانُ : جمع بُرْقَانَةٍ ، وهي جرادة تلونت بخطوط صفر وسود.

ربق :

رَبَقْتُ الشاةَ رَبْقاً بِالرِّبْقِ وهو الخيط ، الواحدة رِبْقَةٌ ، وشاة مُرَبَّقَةٌ أعم ، ومَرْبُوقَةٌ.

وأُمُ الرُّبَيْقِ اسم للحرب ، واسم للداهية الشديدة ، قال العجاج :

أُمُ الرُّبَيْقِ والوريق الأزنم (١)

ويروى : الأزلم.

قبر :

المَقْبَرَةُ والمَقْبُرَةُ : موضع القبور ، والقَبْرُ واحد.

 والقَبْرُ : مصدر ، والقَبْرُ موضع القَبْرِ ، وقَبَرْتُهُ أَقْبُرُهُ قَبْراً ومَقْبَراً.

والإِقْبَارُ : أن تهيء له قبرا وتنزله منزلة ذاك ، قال الله تعالى : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ)(٢)، أي جعله بحال يقبر.

والمُقَابِرُ : الذي يحفر. معك القَبْرَ.

والقِبْرُ : موضع متأكل مسترخى في العود الذي يتطيب به ، وهو جوفه.

__________________

(١) ديوان العجاج ، ص ٣٠٧.

(٢) سورة عبس ٢١.

١٥٧

بقر:

البَقَرُ : جماعة البَقَرَة ، والبَقِيرُ والبَاقِرُ كقولك : الحمير والضئين والجامل ، قال :

يكسعن أذناب البَقِيرِ الدلس (١)

والبَاقِرُ جمع البَقَرِ مع راعيها ، وكذلك الجامل ، جمع الجمل مع راعيها.

والبَقْرُ : شق البطن ، قال الراجز :

ضربا وطعنا بَاقِراً عشنزرا (٢)

والبَقِيرَةُ شبه قميص تلبسه نساء الهند ، ضيق إلى السرة.

والتَّبَقُّرُ : التفتح والتوسع من بَقَرْتُ البطنَ ، ونهي عن التَّبَقُّرِ في المال.

 والمُتَبَقِّرُ : اللاعب بالبُقَّيْرَى ، وهي لعبة يلعب بها.

وبَقَرُوا حولهم أي حفروا ، ويقال : كم بَقَرْتُمْ لغسيلكم أي كم حفرتم ، وقال طفيل الغنوي :

وملن فما ينفك حول متالع

بها مثل آثار المُبَقِّرِ ملعب (٣)

باب القاف والراء والميم معهما

ق ر م ، ق م ر ، م ق ر ، م ر ق ، ر ق م ، ر م ق كلهن مستعملات

قرم :

القَرْمُ : الفحل المصعب.

__________________

(١) لم نهتد إلى الراجز.

(٢) الرجز في اللسان (عشزر) وروايته : ضربا وطعنا نافذا عشزوا

(٣) البيت في اللسان وفي الديوان ص ٢٢ وروايته :

أبنت فما تنفك حول متالع

 .....................

١٥٨

وأُقْرِمَ أي ترك حتى اسْتَقْرَمَ أي صار مُقْرَماً فهو أَقْرَمُ ، وهو المكرم ، ويترك للفحلة لا يحمل عليه.

والقَرْمُ : تناول الحمل والجدي الحشيش ، وأول ما يقرِمُ أطراف الشجر شيئا ، وهو راضع بعد.

والقَرْمُ : أن يُقْرَمَ من أنف البعير جليدة للسمة أي تقطع قطيعة فيبقى أثرها فتلك السمة القَرْمَةُ والقُرْمَةُ ، والقطيعة التي قطعت قُرَامَةٌ. والبعير مَقْرُومٌ ، وربما قَرَمُوا من كركرته وأذنه يتبلغ بها أي يؤكل عند القحط.

والقِرَامُ : ثوب من صوف ، فيه ألوان من العهون ، صفيق ، يتخذ سترا أو يغشى به هودج وكلة ، ويجمع على قُرُمٍ.

والمِقْرَمَةُ : المحبس نفسه يُقْرَمُ به الفراش.

 والقَرَمُ : شدة شهوة اللحم ، وبازٍ قَرِمٌ ، وقَرِمْتُ إلى اللحم أي اشتهيته ، قال :

يزين البيت مربوطا

ويشفي قَرَمَ الركبِ (١)

رقم :

الرَّقْمُ : تعجيم الكتاب ، و (كِتابٌ مَرْقُومٌ) : بينت حروفه بالتنقيط.

 والتاجر يَرْقُمُ ثوبَه بسمته.

والمَرْقُومُ من الدواب : الذي يكون على أوظفته كَيَّاتٌ صغار ، كل واحدة رَقْمَةٌ ، وينعت بها حمار الوحش لسواد على قوائمه.

والرَّقْمُ : خزٌّ موشى ، يقال : خزُّ رَقْمٍ كما تقول : بُرْدُ وشيٍ مضاف.

والرَّقْمَتَانِ شبه ظفرين في قوائم الدابة متقابلتين

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

١٥٩

والرَّقَمَةُ : نبات.

والرُّقْمَةُ : لون الحيةِ الأَرْقَمِ ، وإنما هي رقشة من سواد وبغثة ، والجميع الأَرَاقِمُ ، والأنثى رقشاء ولا يقال رَقْمَاءُ.

والأَرْقَمُ إذا جعلته نعتا قلت أرقش ، والأَرْقَمُ اسمه ، وربما جعله نعتا كما قال الباهلي:

تمرس بي من حينه وأنا الرَّقِمُ (١)

يريد الداهية.

مرق :

المَرَقُ : جماعة المَرَقَة ، لا فعل له.

والمُرُوقُ : الخروج من شيء من غير مدخله.

 والمَارِقَةُ : الذين مَرَقُوا من الدين كما يَمْرُقُ السهمُ من الرمية مُرُوقاً ، وأَمْرَقْتُهُ أنا. ويقال للذي يبدي عورته أَمْرَقَ إِمْرَاقاً.

ومَرِقَتِ البيضةُ مَرَقاً ، ومذرت مذرا أي فسدت فصارت ماء.

والامْتِرَاقُ : سرعة المُرُوقِ ، وقد امْتَرَقَتِ الحمامةُ من الوكر.

والمُرِّيقُ : شحم العصفر (٢) ، ويقال : هي عربية محضة ، ويقال : ليست بعربية.

 ومَرَاقُ البطنِ من العانة إلى السرة.

رمق :

الرَّمَقُ : بقية الحياة.

ورَمَّقُوهُ ويُرَمِّقُونَهُ أي بقدر ما يمسك رَمَقَهُ ،

__________________

(١) الشطر في التهذيب واللسان.

(٢) هي كذا في المظان وأما في الأصول المخطوطة فقد ورد : العصفور.

١٦٠