كتاب العين - ج ٤

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٤

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
المطبعة: الصدر
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٠٣

والإِرْخَاءُ : عدو فوق التقريب. وناقة مِرْخَاءُ في سيرها.

والرُّخَاءُ من الرياح : اللينة السريعة [التي] لا تزعزع.

أرخ :

الأُرْخُ والأُرْخِيُ ، لغتان ، : الفتي من البقر ، والأنثى أُرْخِيَّةٌ ، والجميع الأَرَاخُ والإِرَاخُ (١) ، لغتان.

وتقول : ألقحتْ (٢) إِرْخُهُمْ.

والأُرْخِيَّةُ : ولد الثيتل.

وأَرْخَتِ الناقةُ ، وإِرْخَاؤُهَا : إصلاؤها ، فإذا تَرَخَّتْ قيل : أصلت ، وإصلاؤها إنهاك أصلابها ، أي انفراجها لعظم الجنبين ، وذلك إذا عظم ولدها في بطنها.

خير :

رجل خَيْرٌ ، وامرأة خَيْرَةٌ أي : فاضلة في صلاحها ، والجميع خِيَارٌ وأَخْيَارٌ.

وامرأة خَيْرَةٌ في جمالها وميسمها ، قال الله تعالى : (فِيهِنَ خَيْراتٌ (٣) حِسانٌ) ، (٤) أي : في الجمال والميسم.

وناقة خِيَارٌ ، وجمل خِيَارٌ ، والجميع خِيَارٌ.

وخَايَرْتُ فلانا : فَخِرْتُهُ. والله يَخِيرُ للعبد إذا اسْتَخَارَهُ.

وتقول : هذا وهذه وهؤلاء (خِيَرَتِي ، وهو ما تختاره) (٥).

تقول : أنت بِالْمُخْتَارِ وبِالْخِيَارِ سواء.

والرجل يَسْتَخِيرُ الضبع واليربوع إذا جعل في موضع النافقاء فخرج من القاصعاء ، قال :

__________________

(١) وجاء في اللسان فيما نسب إلى الليث : أرخ وإرخ والجمع أراخ وإراخ.

(٢) كذا في س وأما في ص و ط فقد جاء : أفقحت.

(٣) جاء في التهذيب : قال أبو إسحاق : (خَيْراتٌ) أصلها خيّرات ... وقد قرىء بها.

(٤) سورة الرحمن ، الآية ٧٠.

(٥) كذا في التهذيب فيما نسب إلى الليث ، وفي الأصول المخطوطة : خيري نختاره) كذا.

٣٠١

إذا أم عمرو باعدت من جوارنا

تبدلت أخرى خلة أستخيرها (١)

والخِيَرَةُ مصدر اسم الاختيار مثل ارتاب ريبة. وكل مصدر إذا كان له أفعل ممدودا ، فاسم مصدره فعال مثل أفاق يفيق فواقا (وأصاب يصيب صوابا) (٢) وأجاب يجيب جوابا.

والمصادر الإفاقة (والإصابة) (٣) والإجابة ، وتقول : عذب يعذب عذابا ، وهو اسم المصدر ، والمصدر تعذيب (٤). والخِيْرُ : الهبة ، (٥) قال :

زرت امرء في بيته حقبة

له حياء وله خِيرٌ

يكره أن يتخم أصحابه

إن أذى التخمة محذور

ويشتهي أن يؤجروا عنده

بالصوم والصائم مأجور (٦)

خور :

الخَوْرُ : مصب المياه الجارية في البحر إذا اتسع وعرض.

والخَوَرُ : رخاوة وضعف في كل شيء ، تقول : خَارَ يَخُورُ خَوَراً ، ورجل خَوَّارٌ ، وخَوَّرَ تَخْوِيراً. وسهم خَوَّارٌ وخَئُورٌ.

والخَوَّارُ : عيب في كل شيء إلا في هذه الأشياء ، ناقة خَوَّارَةٌ ، وشاة خَوَّارَةٌ : كثيرة اللبن ، ونخلة خَوَّارَةٌ أي : صفي كثيرة الحمل ، وبعير خَوَّارٌ : رقيق حسن ،

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) عن التهذيب مما أخذه ونسبه إلى الليث.

(٣) عن التهذيب أيضا.

(٤) جاء بعد كلمة تعذيب عبارة آثرنا أن ندرجها في الهامش وهي : وفي بعض القراءات فواق لم يعرفه الليث ، وقال : إنما يجيء فعال في أسماء الأدواء نحو الزكام والصداع ، ويجيء في الأذى نحو البزاق والمخاط.

(٥) في الأصول المخطوطة : الهيبة.

(٦) لم نهتد إلى قائل الأبيات.

٣٠٢

وفرس خَوَّارٌ : حسان أي : لين العطف ، وجمعه خُورٌ ، والعدد (١) خَوَّارَاتٌ. و

الخَوْرُ : خليج البحر.

والخَوْرَانُ : رأس المعى الذي يسمى المبعر مما يلي الدبر ، ويجمع على خَوْرَانَاتٍ. وكل اسم كان مذكرا لغير الناس فجمعته إذا حسن على لفظ إناث (٢) الجمع ، جاز ذلك مثل سرادقات وحمامات وحورانات. ويقال للدبر الخَوْرَانُ والخَوَّارَةُ (٣) لضعف فقحتها.

والخُوَارُ : صوت الثور ، وما اشتد من صوت البقرة والعجل ، تقول : خَارَ يَخُورُ خَوْراً وخُوَاراً.

خرأ :

مكان مَخْرُوءَةٌ. وخَرِئَ يَخْرَأُ خَرْءاً ، والاسم الخِرَاءُ وهو الجعس.

أخر :

تقول : هذا آخَرُ ، وهذه أُخْرَى.

والآخِرُ والآخِرَةُ نقيض المتقدم والمتقدمة. ومقدم الشيء ومُؤَخَّرُهُ.

وآخِرَةُ الرجل وقادمته ، ومُقْدِمُ العين ومُؤْخِرُهَا ، في العين خاصة ، بالتخفيف ،

وجاء فلان أَخِيراً أي : بِأَخَرَةٍ. وبعته الشيء بِأَخَرَةٍ أي : بتأخير. وفعل الله بِالْآخِرِ أي : بالأبعد.

والآخِرُ : الغائب ..

والأُخُرُ نقيض القُدُم. تقول : مضى قدما ، وتَأَخَّرَ أُخُراً.

ولقيته أُخْرِيّاً أي آخريا.

__________________

(١) أراد ب العدد ما يعرف ب جمع القلة وهذا يعني من فوائد الجمع بالألف والتاء الدلالة على القلة. وقد يستعملون أدنى العدد.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فقد ورد : تاءات الجمع.

(٣) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء : الخوار.

٣٠٣

ويقال الأَخِيرُ : الأبعد ، وأُخْرَى القومِ أُخْرَيَاتُهُمْ ، قال :

أنا الذي ولدت في أُخْرَى الإبل (١)

وأما أُخَرُ فجماعة أُخْرَى

باب الخاء واللام و (وا يء) معهما

خ و ل ، خ ي ل ، خ ل و ، و ل خ ، ل و خ ، ل خ و

مستعملات

خول :

أَخْوَلَ الرجلُ إذا كان ذا أَخْوَالٍ ، فهو مُخْوِلٌ ومُخْوَلٌ ، وهو كريم الخَالِ أيضا. والخُؤُولَةُ مصدر الخَالِ.

والخَالُ : بثرة في الوجه تضرب إلى السواد ، وجمعه خِيلَانٌ.

والخَاْلُ : ثوب ناعم من ثياب اليمن ، قال :

والخَالُ ثوب من ثياب الجهال (٢)

ويقال : رجل خَالٌ ومُخْتَالٌ أي شديد الخيلاء ، قال :

إذا تجرد لا خَالٌ ولا بخل (٣)

والخَالُ كالظلع والغمز في الدابة. يقال : خَالَ الفرسُ يَخَالُ خَالاً ، والفرس خَائِلٌ ، قال :

نادى الصريخ فردوا الخيل عانية

تشكو الكلال وتشكو من حفا خَالِ (٤)

__________________

(١) ورد الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، وكذلك في المقاييس ١ / ٧٠.

(٢) البيت (للعجاج) كما في اللسان وقد ورد في التهذيب غير منسوب ، ولم نجده في الديوان.

(٣) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٤) البيت في التهذيب واللسان ، وروايته في اللسان : من آذى حال ... ثم ذكر الرواية ثم ذكر الرواية الأخرى المثبتة موطن الشاهد.

٣٠٤

والخَوَلُ : ما أعطاك الله من العبيد والنعم ، قال أبو النجم :

كوم الذرى من خَوَلِ المُخَوَّلِ (١)

وهؤلاء خَوَلٌ لفلان أي : اتخذهم كالعبيد ذلا وقهرا.

وهؤلاء خَوَلٌ لفلان أي : اتخذهم كالعبيد ذلا وقهرا.

وخَوَلُ اللجام : أصل فأسه. وخَالانِي فلانٌ أي خالفني.

والخَالُ : اللواء ، قال :

......... لا يروح خَالُهَا (٢)

أي لواؤها

والأَخْيَلُ (٣) : تذكير الخُيَلَاءِ ، قال :

لها بعد إدلاج مراح وأخيل (٤)

والأَخْيَلُ : طائر يسميه الفرس كاجول ، خضرته مشربة حمرة ، يتشاءم به العرب.

والأَخْيَلُ : الشاهين ، والجميع : أَخَايِلُ.

والخَيَالُ : كل شيء تراه كالظل. وخَيَالُكَ في المرآة. وهو ما يأتي العاشق أيضا في النوم على صورة عشيقته. وتقول : تَخَيَّلَ لي الخَيَالُ.

والخَالُ : الرجل السمح ، يشبه بالغيم البارق.

وتَخَيَّلَ إِلَيَّ أي : شبه.

والخَيَالُ : غيم ينشأ ، يُخَيَّلُ إليك أنه ماطر ثم يعدوك. فإذا أرعد وأبرق

__________________

(١) الرجز في التهذيب واللسان وكذلك في الأساس.

(٢) هذا شيء من عجز بيت لم نهتد له. غير أننا وجدنا في اللسان في هذا الموضع أي الخال بمعنى اللواءعجز بيت (للأعشى) ديوانه ص ٣٠٧ هو :.

نقيم لها سوق الجلاد نختلي

باسيافنا حتى نوجه خالها

 (٣) الشطر في اللسان غير منسوب.

٣٠٥

فالاسم المَخِيلَةُ ، فإذا ذهب غيما لم يسم مَخِيلَةً ، وإن لم يمطر سمي خلبا. وخَيَّلَتِ السماءُ: أغامت ولم تمطر.

وكل خليق لشيء فهو مَخِيلٌ له. ويقال : خِلْتُهُ خَيَلَاناً.

ويقال : خَيَّلَ علينا وتَخَيَّلَ علينا أي : أدخل علينا التهمة وشبهها.

وإِخَالُ زيدا يكرمك.

وتَخَيَّلَ عليك (١) فلانٌ ، إذا اختارك وتفرس فيك الخير.

ويقال : إن فلانا مُخِيلٌ للخير ، وكل شيء اشتبه عليك فهو مُخِيلٌ ، وقد أَخَالَ ، قال :

الحق أبلج لا يُخِيلُ سبيله

والصدق يعرفه ذوو الألباب (٢)

وأَخَالَتِ الناقةُ فهي مُخِيلَةٌ ، إذا كانت حسنة العطل. وإذا كان في ضرعها لبن فهي مُخِيلَةٌ أيضا (٣).

خيل :

والخَيْلُ جماعة الفرس ، لم تؤخذ من واحد مثل النبل والإبل.

والتَّخَايُلُ : خيلاء في مهلة.

خلو :

خَلَا يَخْلُو خَلَاءً فهو خَالٍ.

والخَلَاءُ من الأرض : قرار خال لا شيء فيه.

والرجل يَخْلُ خَلْوَةً.

واسْتَخْلَيْتُ الملكَ فَأَخْلَانِي أي خلا معي وأَخْلَى لي مجلسه ، وخَلَّانِي ، وخَلَا لي. وفلان خَلَا لفلان أي خادعه.

__________________

(١) آثرنا أن يكون كما أثبتنا ، وفي الأصول المخطوطة : علينا نقول : ولا ينسجم هذا مع الشرح.

(٢) البيت في التهذيب والأساس (خيل) وكذلك في اللسان.

(٣) لقد اختلطت في ترجمة خول مادتان هما خول وخيل وكان ينبغي أن يفصل بينهما فتوضع المعاني المتصلة ب خيل في مكانها الذي يتلو مادة خول.

٣٠٦

وخَلَّى مكانَهُ أي مات. وخَلَّيْتُ عنه أي أرسلته. وخَلَا قرن أي مضى ، فهو خَالٍ.

والخَلَى ، مقصور ، هو الحشيش ، واخْتَلَيْتُهُ ، وبه سميت المِخْلَاةُ ، والواحدة بالهاء ، واخْتِلَاءُ السيف : إبانته اليد والرجل.

والخَلِيُ : الذي لا هم له ، قال :

نام الخَلِيُ وبت الليل مرتفقا

مما أعالج من هم وأحزان (١)

وخَالَيْتُ فلانا إذا صارعته ، قال :

ولا يدري الشقي بمن يُخَالِي (٢)

وواحدة الخَلَى خَلَاةٌ ، قال الأعشى :

فلست خلاة بمن أوعدن (٣)

وأنت خِلْوٌ منه ، وهي خِلْوٌ منه ، ويجمع أَخْلَاءٌ.

والخَلِيُ والخَلِيَّةُ : الموضع الذي يعسل فيه النحل ، والكوارة التي تتخذ من طين ، قال :

تيمم وقبة فيها خَلِيٌ

دوين النجم ذات جنى أنيق (٤)

والخَلَاءُ ، ممدود ، : البراز ، قال :

أقبلت تنفض الخَلَاءَ برجليها

وتمشي تخلج المجنون (٥)

وأَخْلَيْتُ فلانا وصاحبه ، وخَلَّيْتُ بينهما. والخَلِيَّةُ : السفينة تسير من ذاتها من غير جذب ، وجمعها خَلَايَا ، قال طرفة :

خلايا سفين بالنواصف من دد (٦)

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) الشطر غير منسوب في التهذيب واللسان.

(٣) عجز بيت (للأعشى) كما في اللسان وصدره : وهولي بکر واشاعها الديوان ص ٢٥.

(٤) لم نهتد إلى القائل.

(٥) البيت في اللسان (خلج) بدون نسبة. برواية (الحلاء) بالحاء المهملة.

(٦) عجز بيت من مطولة (طرفة) وصدره : كان حدوج المالكية غدوة الديوان ص ٦.

٣٠٧

والخَلِيَّةُ : الناقة خَلَتْ من ولدها ورعت ولد غيرها. ويقال : هي التي ليس معها ولد ، قال خالد بن جعفر :

أمرت بها الرعاء ليكرموها

لها لبن الخَلِيَّة والصعود (١)

والخِلَاءُ في الإبل كالحران في الدابة ، خَلَأَتِ الناقةُ خِلَاءً أي لم تبرح مكانها تعسرا منها. وقد يقال للإنسان : خَلَا يَخْلُو خُلُوّاً إذا لزم مكانه فلم يبرح.

وما في الدار خلا زيدا ، نصب وجر ، فإذا أدخلت ما فيه لم تجر. لأنه قد بين الفعل. وما أردت مساءتك خَلَا أني وعظتك أي إلا أني وعظتك ، قال :

خلا الله لا أرجو سواك وإنما

أعد عيالي شعبة من عيالكا (٢)

ولخ :

الوَلَخُ من العشب ، يقال : ائْتَلَخَتِ الروضةُ أي : اختلطت وعظمت ، وطالت ولم يؤكل منها شيء. وأرض مُؤْتَلِخَةٌ أي : معشبة.

لوخ :

يقال للوادي العميق في الأرض : واد لَاخٌ ، وأودية لَاخَةٌ.

لخو :

اللَّخْوُ : نعت القبل المضطرب ، الكثير الماء.

واللِّخَاءُ : الغذاء للصبي سوى الرضاع.

ويَلْتَخِي الصبيُّ أي : يأكل خبزا مبلولا (٣) ، قال الراجز :

فهن مثل الأمهات يُلْخِين

يطعمن أحيانا وحينا يسقين (٤)

والمُلَاخَاةُ : (٥) التحريش والتحميل ، تقول : لَاخَيْتَ بي عند فلان إذا أتيت

__________________

(١) البيت منسوب في اللسان وفيه : قال يصف فرسا.

(٢) البيت غير منسوب في اللسان.

(٣) كذا في المعجمات وغيرها إلا في ط فقد تصحف إلى مبلوك.

(٤) الرجز في التهذيب من غير نسبة ، وهو في اللسان منسوب (لابن ميادة) ، وقد تكرر البيتان مع أبيات أربعة أخرى وخسب الجميع لرجل من بني أسد.

(٥) كذا في س وأما في ص و ط فقد ورد : الملاقاة.

٣٠٨

بي عنده ، لِخَاءً ومُلَاخَاةً.

والْتَخَيْتُ جران البعير إذا قددت منه سيرا للسوط ونحوه ، وقول الطرماح : لَاخَ العدو بنا (١) فمعناه التحريش.

باب الخاء والنون و (وا يء) معهما

خ و ن ، خ ن و ، ن و خ ، ن ي خ ، ن خ و مستعملات

خون :

خُنْتُ مَخَانَةً وخَوْناً ، وذلك في الود والنصح.

وتقول : خَانَهُ الدهرُ والنعيم خَوْناً وهو تغير حاله إلى شر منها (٢). وخَانَنِي فلانٌ خِيَانَةً.

الخَوْنُ في النظر فتره ، ومن ذلك يقال للأسد : خَائِنُ العين.

وخَائِنَةُ العين : ما تَخُونُ من مسارقة النظر أي : تنظر إلى ما لا يحل. وإذا نبا سيفك عن الضريبة فقد خَانَكَ ، كقول القائل : أخوك ... وربما خَانَكَ. وكل ما غيرك عن حالك فقد تَخَوَّنَكَ ، قال ذو الرمة :

لا يرفع الطرف إلا ما تَخَوَّنَهُ

والتَّخَوُّنُ : التنقص.

والخِوَانُ من أسماء الأسد.

والخِوَانُ : المائدة ، معربة ، وجمعه : الخُونُ ، والعدد : أَخْوِنَةٌ.

__________________

(١) لم نقف (للطرماح) على بيت فيه هذا الجزء من الشطر ولكن بيت (الطرماح) هو :

ولم نجزع لمن لاخي علينا

ولم نذر العشيرة للجناة

الديوان ص ٣٩ وكذلك في التهذيب واللسان.

(٢) كذا في التهذيب مما نسبه الأزهري إلى الليث ، وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء : والدهر والنعيم هوالخون وتغير حاله إلى شد منها.

٣٠٩

خنو :

الخَنَا من الكلام : أفحشه ، وخَنَا يَخْنُو خَناً ، مقصور. وفلان أَخْنَى في كلامه.

وخَنَا الدهرُ : آفاته ، قال لبيد :

وقدرنا إن خَنَا الدهر غفل (١)

وقال النابغة :

أَخْنَى عليه الذي أَخْنَى على لبد (٢)

وتقول : أَخْنَى عليهم الدهر أي أهلكهم.

نوخ :

أَنَخْتُ الإبلَ واسْتَنَخْتُهَا.

نيخ :

اليَنَخُ : من قولك : أَيْنَخْتُ الناقة ، إذا دعوتها للضراب ، تقول : اينخ اينخ.

نخو :

النَّخْوَةُ : العظمة. تقول : تَنَخَّى فلانٌ (إذا تكبر) (٣) ، قال :

وما رأينا معشرا فَيَنْتَخُوا (٤)

__________________

(١) الديوان ص ١٨٢ : وصدره : قال هجدنا فقد طال السرى ويروي أن خنا دهر غفل.

(٢) عجز بيت مشهور (للنابغة) ورد في اللسان (خنو ، لبد) وفي الديوان وصدره : أمت خلاء وأمسي اهلها أحتملوا.

(٣) زيادة من التهذيب مما نسبه إلى الليث وهو من كتاب العين.

(٤) (العجاج) ديوانه ص ٤٦٢ برواية : وما رآنا.

٣١٠

باب الخاء والفاء و (وا يء) معهما

ف ي خ ، خ ي ف ، ف و خ ، خ و ف ، خ ف ي ، و خ ف ،

مستعملات

فيخ :

الفَيْخَةُ : السكرجة لأنها يفيخ كما تفيخ العجينة (فتجعل) كالسكرجة ، قال :

ونهيدة في فَيْخَةٍ مع طرمة

أهديتها لفتى أراد الزغبدا (١)

وأَفَاخَ الرجل إِفَاخَةً ، وذلك أن تصد عنه فيسقط (٢) في يده.

والإِفَاخَةُ : الريح بالدبر ، قال :

.......... كل بائلة تُفِيخُ (٣)

وقال :

أَفَاخُوا من رماح الخط لما

رأونا قد شرعناها نهالا (٤)

أفخ ، يفخ :

من همز اليَأْفُوخُ فهو على يفعول ، ومن لم يهمز فهو على فاعول ، من اليفخ ، والهمز أحسن قال :

ضربا أيا فيخ وطعنا بقرا (٥)

ورجل مَأْفُوخٌ : شج في يأفوخه. وهي اليَآفِيخُ.

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) في الأصول المخطوطة : فسقط.

(٣) شيء من شطر بيت لم نهتد إلى أصله ولا إلى قائله.

(٤) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٥) لم نهتد إلى صاحب الرجز.

٣١١

خيف :

الخَيْفَانَةُ : الجرادة قبل أن يستوي جناحاها.

والخَيَفُ مصدر خَيَفَ ، والنعت أَخْيَفُ خَيْفَاءُ] ، وجمعه : خُوفٌ.

والخَيَفُ : كون إحدى العينين زرقاء والأخرى سوداء أو ما يشبهها.

والأَخْيَافُ : الأطوار ، والناس أَخْيَافٌ أي على حالات شتى. وأولاد أَخْيَافٌ : [ما كانوا] لأم [واحدة] وآباء شتى. وخُيِّفَ هذا الأمر بينهم أي : وزع.

وخُيِّفَتْ عمور اللثة بين الأسنان أي : تفرقت.

والخَيْفُ : ضرع الناقة (١) ، ويقال : جرانها وجلدة دبرها.

والخَيْفُ : موضع بمكة.

خوف :

الخَافَةُ تصغيرها خُوَيْفَةٌ ، واشتقاقها من الخَوْفِ : وهي جبة يلبسها العسال والسقاء.

والخَافَةُ : العيبة.

وصارت الواو في يَخَافُ ألفا لأنه على بناء عمل يعمل فألقوا الواو استثقالا. وفيها ثلاثة أشياء : الحرف والصرف والصوت. وربما ألقوا الحرف وأبقوا الصرف والصوت ، وربما ألقوا الحرف بصرفها وأبقوا الصوت ، فقالوا : يَخَافُ ، وأصله يَخْوَفُ ، فألقوا الواو واعتمدوا الصوت على صرف الواو.

وقالوا : خَافَ ، وحده خَوِفَ ، فألقوا الواو بصرفها وأبقوا الصوت ، واعتمدوا الصوت على فتحة الخاء فصار منها ألفا لينة ، وكذلك نحو ذلك فافهم. ومنه التَّخْوِيفُ والإِخَافَةُ والتَّخَوُّفُ. والنعت : خَائِفٌ وهو الفرع ،

وتقول : طريق مَخُوفٌ يَخَافُهُ الناسُ ، ومُخِيفٌ يُخِيفُ الناس.

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان وغيرهما من المعجمات فهو : جلد الضرع.

٣١٢

والتَّخَوُّفُ : التنقص ، ومنه قوله تعالى : (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) (١).

وخَوَّفْتُ الرجلَ : جعلت فيه الخَوْفَ.

والخِيفَةُ : الخَوْفُ ، وقد جرت كسرة الخاء الواو. وقد يقال : خَوَّفْتُ الرجلَ أي : صيرته بحال يَخَافُهُ الناسُ.

خفي :

الخُفْيَةُ من قولك : أَخْفَيْتُ الصوتَ إِخْفَاءً ، وفعله اللازم : اخْتَفَى.

والخَافِيَةُ ضد العلانية. ولقيته خَفِيّاً أي : سرا.

والخَفَاءُ الاسم خَفِيَ يَخْفَى خَفَاءً.

والخَفَا ، مقصور ، الشيء الخَافِي والموضع الخَافِي ، قال :

وعالم السر وعالم الخَفَا

لقد مددنا أيديا بعد الرجا (٢)

والخِفَاءُ : رداء تلبسه المرأة فوق ثيابها ، قال :

جر العروس جانبي خِفَائِهَا (٣)

ويجمع الخِفَاءُ في أدنى العدد أَخْفِيَةً.

وكل شيء غطيت به شيئا فهو خِفَاءٌ. والخَفِيَّةُ : غيضة ملتفة من النبات ، يتخذ فيها الأسد عرينه ، (٤) قال :

أسود شرى لاقت أسود خَفِيَّةٍ

تساقين سما كلهن حوارد (٥)

والخَفِيَّةُ : بئر كانت عادية فادفنت ثم حفرت ، ويجمع : خَفَايَا.

__________________

(١) سورة النحل ، الآية ٤٧.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٣) لم نهتد إلى قائل الرجز.

(٤) كذا في التهذيب وهو مما أخذه الأزهري ونسبه إلى الليث ، وأما في الأصول المخطوطة فقد وردت العبارة على نحو آخر هو : غيضة يتخذ فيها الأسد عربة ملتفة من النبات.

(٥) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب واللسان فقد كانت الرواية :

 .........................

تساقن سما کلهن غوادر

وقد وردت رواية العين ثانية في اللسان في (حرد).

٣١٣

والخَوَافِي من الجناحين مما دون القوادم لكل طائر ، الواحدة خَافِيَةٌ.

والخَفَا : إخراجك الشيء الخَفِيَّ وإظهاركه.

وخَفَيْتُ الخرزة من تحت التراب أَخْفِيهَا خَفْياً ، قال :

خفاهن من أنفاقهن كأنما

خفاهن ودق من سحاب مركب (١)

يعني الجرذان أخرجهن من جحرتهن.

وخَفَا البرق يَخْفُو خَفْواً ويَخْفَى خَفْياً أي : ظهر من الغيم. ومن قرأ : أَكادُ أَخْفِيها (٢) فهو يريد : أظهرها ، وأُخْفِيها أي أسرها من الإِخْفَاءُ. وقد قرىء : فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أَخْفِي لَهُمْ (٣) أي أُظْهِرُ.

والمُخْتَفِي : النباش.

والخَفِيَّةُ : عرين الأسد.

والخِفْيَةُ : اسم الاختفاء ، والفعل اللازم : الاخْتِفَاءُ.

وخف :

الوَخْفُ : ضربك الخطمي في الطست. تقول : أما عندك وَخِيفٌ أغسل به رأسي.

باب الخاء والباء و (وا يء) معهما

ب و خ ، خ ي ب ، خ ب و ، خ ب ء ، و ب خ

مستعملات

بوخ :

بَاخَتِ النارُ تَبُوخُ بَوْخاً وبُؤُوخاً ، وأَبَخْتُهَا : أخمدتها.

وأَبَخْتُ الحرب إِبَاخَةً ، قال :

فأضحت ما يَبُوخُ لها سعير (٤)

__________________

(١) (امرؤ القيس) ديوانه ص ٥١ برواية : من عتى.

(٢) سورة طه ، الآية ١٥.

(٣) سورة السجدة ، الآية ١٧.

(٤) لم نهتد إلى قائل الشطر.

٣١٤

خيب :

الخَيْبَةُ : حرمان الجد ، خَابَ يَخِيبُ. وجعل الله سعي فلان في خَيَّابِ بن هَيَّاب وبَيَّاب بن بَيَّاب ، في مثل للعرب. ولا يقال منه : خَابَ وهاب.

والخَيَّابُ : القدح الذي لا يوري ، والذي لا يفوز من السهام أيضا

خبو وخبأ :

خَبَتِ النارُ تَخْبُو خَبْواً أي : طفئت. وأَخْبَاهَا مُخْبِيهَا (١). وخَبَتِ الحربُ : سكنت.

والخَبْءُ (٢) : ما خَبَأْتَ من ذخيرة ليوم ما. وامرأة مُخَبَّأَةٌ أي : معصر قبل أن تتزوج.

والخِبَاءُ ، مهموز ممدود ، : سمة تُخْبَأُ في موضع خفي من الدابة (٣) ، وهي لذيعة بالنار ، والجميع : أَخْبِئَةٌ ، على الأصل مهموز.

والخِبَاءُ من بيوت الأعراب ، جمعه : أَخْبِيَةٌ ، بغير همز.

وتَخَبَّيْتُ كسائي تَخَبِّياً إذا جعلته خباء.

والخِبَاءُ : غشاء البرة والشعيرة في السنبلة.

وخَبَتْ حدة النار (٤) أي : سكنت.

وفي الحديث : اطلبوا الرزق في خَبَايَا الأرض.

وبخ :

التَّوْبِيخُ : الملامة ، وَبَّخْتُهُ بسوء فعله.

__________________

(١) كذا هو الوجه ، وفي الأصول المخطوطة : مخبوها.

(٢) كذا هو الوجه ، وفي الأصول المخطوطة : الخباة.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما : الناقة النجيبة.

(٤) كذا في التهذيب مما نسب إلى الليث ، في الأصول المخطوطة : الناقة.

٣١٥

باب الخاء والميم و (وا يء) معهما

خ ي م ، و خ م ، م ي خ مستعملات

خيم :

خَامَ فلان يَخِيمُ خَيْماً أي : كاد يكيد كيدا فرجع عليه ونكص ، وكذلك خَامُوا في الحرب فلم يظفروا بخير وضعفوا ، قال :

رموني عن قسي الزور حتى

أَخَامَهُمُ الإله بها فَخَامُوا (١)

والخَامَةُ : الزرعة أول ما تنبت على ساق واحدة.

والخَامَةُ : الغضة الرطبة.

وخَيَّمَ القومُ : دخلوا في الخَيْمَةِ ، وهي بيت من بيوت الأعراب ، مستديرة. وخَيَّمَتِ البقرةُ : أقامت في موضع ، قال :

أو مرخة خَيَّمَتْ في ظلها البقر (٢)

وتَخَيَّمَتِ الريح في الثوب ، وفي البيت أي بقيت فيه.

وخَيَّمْتُهُ أنا أي غطيته بشيء تعبق به ريحه ، قال :

مع الريح المُخَيِّمِ في الثياب (٣)

والخِيمُ : (٤) سعة الخلق.

وخم :

الوَخِيمُ : أرض لا ينجع فيها كلؤها. ورجل وَخِيمٌ أي : ثقيل.

وطعام وَخِيمٌ : قد وَخُمَ وَخَامَةً ، إذا لم يستمرأ. تقول : اسْتَوْخَمْتُهُ وتَوَخَّمْتُهُ ،

__________________

(١) البيت في التهذيب واللسان غير منسوب.

(٢) الشطر في التهذيب غير منسوب.

(٣) الشطر في التهذيب واللسان غير منسوب ، وروايته فيهما :

«مع الطيب المخيم في النياب»

(٤) أدرجت كلمة الخيم في ترجمة (وخم) ولقد آثرنا نقلها إلى موضعها الصحيح.

٣١٦

قال :

إلى كلاء مستوبل مُتَوَخَّمٍ (١)

ومنه اشتقت التُّخَمَةُ. يقال : تَخِمَ يَتْخَمُ ، وتَخَمَ يَتْخِمُ واتَّخَمَ يَتَّخِمُ. وحد التُّخَمَة الوُخَمَةُ فحولوه تاء ، والعرب يحولون هذه الواو المضمومة وغير المضمومة تاء في مواضع كثيرة فقالوا في مصدر وقى يقي تقاة ، والتكلان من وكل والتولج فوعل من وولج ، وهذا كثير.

والوَخْمُ : داء كالناسور (٢) يخرج (٣) بحياء الناقة عند الولادة حتى يقطع منها ، فتسمى تلك الناقة إذا كان بها ذلك : الوَخِمَةُ ، ويسمى ذلك الناسور الوذم.

قال زائدة : الوذم شيء كالثؤلول يخرج بحياء الناقة فلا تلقح ، فيقطع ويطلى بالقطران ، وبعروق القتاد فتلقح.

ميخ :

مَاخَ يَمِيخُ مَيْخاً ، وتَمَيَّخَ تَمَيُّخاً أي : تبختر في المشي.

باب اللفيف من الخاء

خ و خ ، و خ و خ ، خ و ي ، ء خ و ، و خ ي ، خ ي و ، ء خ خ

مستعملات

خوخ :

الخَوْخَةُ : مفترق بين بيتين أو دارين لم ينصب عليهما باب ، بلغة أهل الحجاز. وناس يسمون هذه الأبواب التي يسميها الفرس بنجرقات (٤) : خَوْخَاتٌ.

__________________

(١) الشطر : عجز بيت (لزهير) من معلقته. ديوانه ص ٢٤ وصدر البيت : فقصنوا منايا بينهم ثم اصدروا.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب واللسان ففيهما : الباسور.

(٣) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها : فربما بحياء ......

(٤) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة ففيها : بنجروات.

٣١٧

والخَوْخَةُ ثمرة ، والجميع الخَوْخُ ، وأهل مكة يسمون ضربا من الثياب أخضر : الخَوْخَةُ.

وخوخ :

الوَخْوَخَةُ : حكاية أصوات الطير.

والوَخْوَاخُ : الكسل الثقيل ، وقال :

ليس بِوَخْوَاخٍ ولا مسنطل (١)

والخَوْخَاءُ : الرجل الأحمق ، ويجمع الخوخاؤون (٢)

خوي :

الخَوَاءُ : خلاء البطن. وخَوَى يَخْوِي خَوىً. وأصابه ذاك من الخواء (٣).

وفي الحديث إذا صلى أحدكم فَلْيُخَوِّ ما بين عضديه وجنبيه.

أي ينفتخ ويتجافى وخَوَتِ الدارُ : باد أهلها ، وهي قائمة بلا عامر ، قالت الخنساء :

كان أبو حسان عرشا خَوَى

مما بناه الدهر دان ظليل (٤)

يصفه بالكرم والسخاء.

وتقول : خَوَى أي : تهدم ووقع.

وخَوَّى البعير تَخْوِيَةً أي: برك ، ثم مكن لثفناته في الأرض. ومُخَوَّاهُ : موضع تخويته ، وجمعه مُخَوَّيَاتٌ ، قال العجاج :

خَوَّى على مستويات خمس (٥)

__________________

(١) لم يرد من مادة وخوخ إلا قوله : الوخوخة حكاية بعض أصوات الطير. وهذه داخلة في مادة خوي اللاحقة. أما الوخواخ مع الرجز مما أخذه الأزهري ونسبه إلى الليث في التهذيب.

(٢) أدرجت هذه العبارة في ترجمة أخو وقد وضعناها هنا في موضعها.

(٣) لعله أراد : أن عرضا أصابه بسبب الخواء.

(٤) الديوان ص ٧٧٠.

(٥) الرجز في ديوان العجاج ص ٤٧٥.

٣١٨

وقال آخر :

كأن مُخَوَّاهَا على ثفناتها (١)

والخَوِيَّة : مفرج ما بين الضرع والقبل للناقة وغيرها من النعم.

أخو :

أَخٌ وأَخَوَانٌ وإِخْوَةٌ وإِخْوَانٌ. وبيني وبينه أُخُوَّةٌ وإِخَاءٌ.

وتقول : آخَيْتُهُ ، ولغة طيء : وَاخَيْتُهُ.

وهذا رجل من آخَائِي ، بوزن أفعالي ، وتقول : آخَيْتُ على أصل التأسيس ، ومن قال : وَاخَيْتُ ، بلغة طيء ، أخذه من الوِخَاءِ (٢)

وتأنيث الأَخِ : أُخْتٌ ، وتاؤها هاء. وتقول : أُخْتٌ وأُخْتَانِ وأَخَوَاتٌ.

والأَخِيَّةُ : (٣) عود يعرض في الحائط ، تشد إليه الدابة ، وتجمع على الأَوَاخِي. ولفلان عند الأمير أَخِيَّةٌ ثابتة. والفعل : أَخَّيْتُ تَأْخِيَةً وتَأَخَّيْتُ أنا ، واشتقاقه من آخِيَّةٌ العود ، وهي في تقدير الفعل : فاعولة. ويقال : آخِيَةٌ ، بالتخفيف في كل ذلك.

وخي :

التَّوَخِّي : أن تيمم أمرا فتقصد قصده.

وتقول : وَخَّى يُوَخِّي تَوْخِيَةً ، من قولك : تَوَخَّيْتُ أمر كذا أي تيممته من دون ما سواه ، وإذا قلت : وَخَّيْتُ فقد عديت الفعل إلى غيره.

وحد تأليف الخاء مع الهمزة : (الأخ) ، وكان أصل تأليف بنائه على بناء فعل بثلاث حركات ، وكذلك : (الأب) ، فاستثقلوا ذلك وفيها ثلاثة أشياء : حرف وصوت وصرف ، فربما ألقوا الواو والياء لصرفها وأبقوا منها الصوت فاعتمد الصوت على حركة ما قبله فإذا كانت الحركة فتحة صار الصوت معها ألفا ليفة ،

__________________

(١) الشطر في اللسان.

(٢) كذا ذكر ابن سيده كما في اللسان ولعله من المحكم. وقد جاء في الأصول المخطوطة : يواخي!.

(٣) الأخية (بالفتح والمد). انظر اللسان.

٣١٩

وإن كانت ضمة صار معها واو لينة ، وإن كانت كسرة صار معها ياء لينة ، فاعتمد صوت واو الأخ على فتحة فصار معها ألفا لينة : (أخا) ، وكذلك (أبا) كألف رمى وغزا ونحوهما.

ثم ألقوا الألف استخفافا لكثرة استعمالهم إياها وبقيت الخاء على حركتها فجرت على وجوه النحو لقصر الاسم.

فإذا لم يضيفوه قووه بالتنوين ، وإذا أضافوه لم يحسن التنوين فقووه بالمد في حالات الإضافة ، فإذا ثنوا قالوا أخوان وأبوان ، لأن الاسم متحرك الحشو فلم تصر حركته خلفا من الواو والساقطة كما صارت حركة الدال في اليد ، وحركة الميم في الدم ، فقالوا يدان ودمان ، لأن حشوهما ساكن فصار تحرك الدال والميم خلفا من الحرف الساقط ، فقالوا : دمان ويدان ، وجاء في الشعر دميان ، قال :

فلو أنا على حجر ذبحنا

جرى الدميان بالخبر اليقين (١)

وإنما قالوا : دميان على الدماء كقولك : دمي وجه فلان أشد الدماء ، فحرك الحشو ، وكذلك قالوا إخوان ، وهم الإخوة إذا كانوا لأب ، وهم الإخوان إذا لم يكونوا لأب. وفي القرآن : (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)(٢).

والتَّآخِي : اتخاذ الأخوان بينهما إخاء وأخوة.

والأُخْتُ : كان حدها أخة والإعراب على الهاء والخاء في موضع الرفع ولكنها انفتحت لحال هاء التأنيث ، لأنها لا تعتمد إلا على حرف متحرك بالفتحة ، وأسكنت الخاء فحول صرفها على الألف ، وصارت الهاء تاء كأنها من أصل الكلمة ، ووقع الإعراب على التاء ، وألزمت الضمة التي كانت في الخاء الألف ، وكذلك نحو ذلك.

أخخ :

أَخّ : فارسية يتوجع بها عند التوجع من شيء.

__________________

(١) البيت في اللسان (دمي) غير منسوب ، وهو كذلك في التهذيب.

(٢) سورة الحجرات ، الآية ١٠.

٣٢٠