وسائل الشيعة - ج ٢

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ٢

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: مهر
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-02-7
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٦٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

مستجاب ، ولا تدع العلّة عليك ذنباً إلّا حطّته ، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك .

[ ٢٥٢٨ ] ٥ ـ وروى العلّامة في ( المنتهى ) : عن يعقوب بن يزيد بإسناده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : عودوا مرضاكم وسلوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في الدعاء (١) .

١٣ ـ باب عدم تأكّد استحباب العيادة في وجع العين ، وفي أقلّ من ثلاثة أيّام بعد العيادة ، أو يومين ، وعند طول العلة .

[ ٢٥٢٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لا عيادة في وجع العين ، ولا تكون عيادة في أقلّ من ثلاثة أيّام ، فإذا وجبت فيوم ويوم لا ، فإذا طالت العلّة ترك المريض وعياله .

[ ٢٥٣٠ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) اشتكى عينه ، فعاده النبي ( صلى الله عليه وآله ) فإذا هو يصيح ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أجزعاً أم وجعاً ؟ فقال : يا رسول الله ، ما وجعت وجعاً قط أشدّ منه ، الحديث .

أقول : هذا محمول على استحباب العيادة في وجع العين ، والأول على نفي تأكد الاستحباب كما ذكرنا (١) .

__________________

٥ ـ المنتهىٰ ١ : ٤٢٥ .

(١) يأتي ما يدل عليه في الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب الدعاء .

الباب ١٣ فيه حديثان

١ ـ الكافي ٣ : ١١٧ / ١ .

٢ ـ الكافي ٣ : ٢٥٣ / ١٠ .

(١) ذكرنا في نفس عنوان الباب .

٤٢١
 &

١٤ ـ باب نبذة من الرقى والعوذ والأدعية الموجزة للأمراض والأوجاع .

[ ٢٥٣١ ] ١ ـ الحسين بن بسطام وأخوه عبد الله في ( كتاب طب الأئمة ) : عن الخرازيني ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أصابه ألم في جسده فليعوّذ نفسه وليقل : أعوذ بعزّة الله وقدرته على الأشياء ، أُعيذ نفسي بجبّار السماء ، أُعيذ نفسي بمن لا يضرّ مع اسمه سمّ ولا داء ، أُعيذ نفسي بالذي أسمه بركة وشفاء ، فإنه إذا قال ذلك لم يضرّه ألم ولا داء .

[ ٢٥٣٢ ] ٢ ـ وعن علي بن إبراهيم الواسطي ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبي الجارود ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث الأعور قال : شكوت إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ألماً ووجعاً في جسدي ؟ فقال : إذا اشتكى أحدكم فليقل : بسم الله وبالله وصلّى الله على رسول الله وآله ، أعوذ بعزّة الله وقدرته على ما يشاء من شرّ ما أجد ، فإنّه إذا قال ذلك صرف الله عنه الداء (١) إن شاء الله .

[ ٢٥٣٣ ] ٣ ـ وعن سهل بن أحمد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم القصير ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : من اشتكى رأسه فليمسحه بيده وليقل : أعوذ بالله الذي سكن له ما في البرّ والبحر وما في السماوات والأرض وهو السميع العليم ، سبع مرّات فإنه يرفع عنه الوجع .

__________________

الباب ١٤ فيه ١٢ حديثاً

١ ـ طب الأئمة : ١٧ .

٢ ـ طب الأئمة : ١٧ .

(١) في المصدر : الأذىٰ .

٣ ـ طب الأئمة : ١٨ .

٤٢٢
 &

[ ٢٥٣٤ ] ٤ ـ وعن حريز بن أيوب ، عن محمّد بن أبي نصر ، عن ثعلبة ، عن عمر بن يزيد ، عن جعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، قال : شكوت إليه وجع رأسي وما أجد منه ليلاً ونهاراً ، فقال : ضع يدك عليه وقل : بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، اللّهم إنّي أستجير بك بما استجار به محمّد ( صلى الله عليه وآله ) لنفسه ، سبع مرّات ، فإنّه يسكن ذلك عنه بإذن الله تعالى وحسن توفيقه .

[ ٢٥٣٥ ] ٥ ـ وعن محمّد بن جعفر النرقي (١) ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن ظبيان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، أنّ جبرئيل ( عليه السلام ) نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) والنبي مصدع ، فقال : يا محمّد ، عوّذ صداعك بهذه العوذة يخفّف الله عنك ، وقال : يا محمّد ، من عوّذ بهذه العوذة سبع مرّات على أيّ وجع يصيبه شفاه الله بإذنه ، تمسح بيدك على الموضع وتقول : بسم الله ربّنا الذي في السماء ، تقدّس ذكر ربّنا الذي في السماء والأرض أمره نافذ ماض ، كما أنّ أمره في السماء ، اجعل رحمتك في الأرض ، واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا ، يا ربّ الطيّبين الطاهرين ، أنزل شفاء من شفائك ، ورحمةً من رحمتك ، على فلان ابن فلانة ، وتسمّي اسمه .

[ ٢٥٣٦ ] ٦ ـ وعن أبي عبد الله الخواتيمي ، عن ابن يقطين ، عن حسّان الصيقل ، عن أبي بصير قال : شكى رجل إلى أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) وجع السرّة ، فقال له : اذهب فضع يدك على الموضع الذي تشتكي ، وقل : ( وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (١) ثلاثاً ، فإنّك تعافى بإذن الله .

__________________

٤ ـ طب الأئمة : ١٨ .

٥ ـ طب الأئمة : ٢٠ .

(١) في المصدر : البرسي ، وورد في موارد أخرى : النرسى .

٦ ـ طب الأئمة : ٢٨ .

(١) فصلت ٤١ : ٤١ ، ٤٢ .

٤٢٣
 &

[ ٢٥٣٧ ] ٧ ـ قال : وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ما اشتكى أحد من المؤمنين شكايةً قط ، فقال بإخلاص نيّة ، ومسح موضع العلّة ، ويقول : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) (١) إلّا عوفي من تلك العلّة أيّة علّة كانت ، ومصداق ذلك في الآية حيث يقول : ( شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ) .

[ ٢٥٣٨ ] ٨ ـ وعن الخضر بن محمّد ، عن الخرازيني (١) ، عن فضالة ، عن أبان ، عن أبي حمزة ، عن الباقر ( عليه السلام ) قال : شكا رجل إلى علي ( عليه السلام ) وجع الظهر وأنه يسهر اللّيل ، فقال : ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلاثاً : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) (٢) واقرأ سبع مرّات : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إلى آخرها ، فإنّك تعافىٰ من العلل إن شاء الله .

[ ٢٥٣٩ ] ٩ ـ وعن الحسن بن صالح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : اقرأ على كلّ ورم آخر سورة الحشر : ( لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ ) (١) إلى آخرها ، واتفل (٢) عليها ثلاثاً ، فإنّه يسكن بإذن الله .

[ ٢٥٤٠ ] ١٠ ـ وعن علي بن إسحاق ، عن زكريا بن آدم ، عن الرضا ( عليه

__________________

٧ ـ طب الأئمة : ٢٨ .

(١) الإِسراء ١٧ : ٨٢ .

٨ ـ طب الأئمة : ٣٠ .

(١) في المصدر : الحواريني .

(٢) آل عمران ٣ : ١٤٥ .

٩ ـ طب الأئمة : ٣٤ .

(١) الحشر ٥٩ : ٢١ .

(٢) في المصدر : واتل .

١٠ ـ طب الأئمة : ٣٧ .

٤٢٤
 &

السلام ) قال : قل على جميع العلل : « يا منزل الشفاء ومذهب الداء أنزل على وجعي الشفاء » فإنّك تعافىٰ بإذن الله .

[ ٢٥٤١ ] ١١ ـ وعن محمّد بن خالد (١) ، عن خلف بن حمّاد ، عن خالد العبسي ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، قال : علّمني هذه العوذة ، وقال : علّمها إخوانك من المؤمنين فإنّها لكل ألم ، وهي « أُعيذُ نفسي بربّ الأرض وربّ السماء أُعيذُ نفسي بالذي لا يضرّ مع اسمه داء ، أُعيذُ نفسي بالله الذي اسمه بركة وشفاء » .

[ ٢٥٤٢ ] ١٢ ـ عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) : عن الحسن بن ظريف ، عن الحسين بن علوان ، عن جعفر ، عن أبيه ( عليه السلام ) قال : قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رقى نستشفي بها ، هل تردّ قدراً من الله ؟ فقال : أنّها من قدر الله .

أقول والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً .

١٥ ـ باب استحباب الجلوس عند المريض من غير اطالة ، الّا أن يحبّ المريض ذلك أو يسأله .

[ ٢٥٤٣ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : العيادة قدر فواق ناقةٍ أو حلب ناقة .

[ ٢٥٤٤ ] ٢ ـ وعنه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن

__________________

١١ ـ طب الأئمة : ٤١ .

(١) في المصدر : حامد .

١٢ ـ قرب الأسناد : ٤٥ ، وجاء في الباب ٢٧ من أبواب ما يكتسب به ما يتعلق بالرقىٰ .

الباب ١٥ فيه ٣ أحاديث

١ ـ الكافي ٣ : ١١٧ / ٢ .

٢ ـ الكافي ٣ : ١١٨ / ٦ .

٤٢٥
 &

أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إنّ من أعظم العوّاد أجراً عند الله لمن إذا عاد أخاه خفّف الجلوس ، إلّا أن يكون المريض يحبّ ذلك ويريده ويسأله ذلك

وقال : من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على الأُخرى ، أو على جبهته .

ورواه الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم ، مثله (١) .

[ ٢٥٤٥ ] ٣ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن موسى بن قادم ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعه وتعجّل القيام من عنده ، فإن عيادة النوكى (١) أشدّ على المريض من وجعه .

أقول : وتقدّم ما يدلّ على استحباب جلوس العائد عند المريض (٢) .

١٦ ـ باب استحباب وضع العائد يده على المريض ، ووضع احدى يديه على الأُخرى أو على جبهته .

[ ٢٥٤٦ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن غير واحدٍ ، عن أبان ، عن أبي يحيى قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تمام العيادة أن تضع يدك على المريض إذا دخلت عليه .

أقول وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١) .

__________________

(١) قرب الاسناد : ٨ .

٣ ـ الكافي ٣ : ١١٨ / ٤ .

(١) النوكىٰ : الحمقىٰ ( مجمع البحرين ٥ : ٢٩٦ ) .

(٢) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٣ من الباب ١٠ ، ويأتي في الحديث ١ من الباب ٣١ من هذه الأبواب .

الباب ١٦ فيه حديث واحد

١ ـ الكافي ٣ : ١١٨ / ٥ .

(١) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٢ و ٣ من الباب ١٥ من هذه الأبواب .

٤٢٦
 &

١٧ ـ باب استحباب استصحاب العائد هدية الى المريض من فاكهة أو طيب أو بخور أو نحوه .

[ ٢٥٤٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن الفضل بن عامر أبي العباس ، عن موسى بن القاسم ، عن أبي زيد ، عن مولى لجعفر بن محمّد ( عليه السلام ) ، قال : مرض بعض مواليه فخرجنا إليه نعوده [ ونحن عدّة من موالي جعفر ] (١) ، فاستقبلنا جعفر في بعض الطريق فقال لنا : أين تريدون ؟ فقلنا : نريد فلاناً نعوده ، فقال لنا : قفوا ، فوقفنا ، فقال : مع أحدكم تفاحة ، أو سفرجلة ، أو أُترجة ، أو لعقة من طيب ، أو قطعة من عود بخور ؟ فقلنا : ما معنا شيء من هذا ، فقال : أما تعلمون أنّ المريض يستريح إلى كلّ ما أُدخل به عليه ؟ !

١٨ ـ باب استحباب السعي في قضاء حاجة الضرير والمريض حتى تقضى ، وخصوصاً القرابة .

[ ٢٥٤٨ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث المناهي ـ قال : ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا ، ومشى له فيها حتّى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق ، وبراءة من النار ، وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ، ولا يزال يخوض في رحمة الله حتّى يرجع ، ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها

__________________

الباب ١٧ فيه حديث واحد

١ ـ الكافي ٣ : ١١٨ / ٣ .

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر .

الباب ١٨ فيه حديث واحد

١ ـ الفقيه ٤ : ٩ ـ ١٠ / حديث المناهي .

٤٢٧
 &

خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه ، فقال رجل من الأنصار : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ، فإن كان المريض من أهل بيته ، أو ليس أعظم أجراً إذا سعى في حاجة أهل بيته ؟ قال : نعم .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في فعل المعروف إن شاء الله (١) .

١٩ ـ باب عدم تحريم كراهة الموت .

[ ٢٥٤٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي سعيد القمّاط ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : لمّا أُسري بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : يا ربّ ، ما حال المؤمن عندك ؟ قال : يا محمّد ، من أهان لي وليّاً فقد بارزني بالمحاربة ، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي ، وما تردّدت في (١) شيء أنا فاعله كتردّدي في (٢) وفاة المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءته ، الحديث .

أقول التردّد مجاز كناية عن التأخير .

[ ٢٥٥٠ ] ٢ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت : أصلحك الله ، من أحبّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه ؟ قال : نعم ، قلت : فوالله إنّا لنكره الموت ! قال : ليس ذلك حيث تذهب ،

__________________

(١) يأتي ما يدل عليه في الأبوأب ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٨ من أبواب فعل المعروف .

الباب ١٩ فيه ٣ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ٢٦٣ / ٨ ، وأورد ذيله في الحديث ٦ من الباب ١٧ من أبواب أعداد الفرائض . ويأتي صدره في الحديث ١ من الباب ١٤٦ من أبواب أحكام العشرة . وأورده عن حماد بن بشير في ذيل الحديث ٦ من الباب ١٧ من أبواب أعداد الفرائض .

(١ ـ ٢) في المصدر وفي نسخة في هامش المخطوط : عن .

٢ ـ الكافي ٣ : ١٣٤ / ١٢ .

٤٢٨
 &

إنّما ذلك عند المعاينة ، إذا رأى ما يحبّ فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدّم ، والله تعالى يحبّ لقائه وهو يحب لقاء الله حينئذٍ ، وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله ، والله يبغض لقاءه .

محمّد بن علي بن الحسين في ( معاني الأخبار ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبد الصمد بن بشير ، مثله (١) .

[ ٢٥٥١ ] ٣ ـ وفي ( الخصال ) : عن الخليل بن أحمد ، عن أبي العبّاس السرّاج ، عن قتيبة ، عن عبد العزيز ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : شيئان يكرههما ابن آدم : الموت ، والموت راحة المؤمن من الفتنة ، ويكره قلّة المال ، وقلّة المال أقلّ للحساب .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .

٢٠ ـ باب جواز الفرار من مكان الوباء والطاعون ، إلّا مع وجوب الإِقامة فيه كالمجاهد والمرابط .

[ ٢٥٥٢ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الوبا يكون في ناحية المصر فيتحوّل الرجل إلى ناحية أُخرى ، أو يكون في مصر فيخرج منه إلى غيره ؟ فقال :

__________________

(١) معاني الأخبار : ٢٣٦ / ١ .

٣ ـ الخصال : ٧٤ / ١١٥ .

(١) يأتي ما يدل عليه في البابين ٢٠ و ٣٢ من أبواب الاحتضار .

الباب ٢٠ فيه ٥ أحاديث

١ ـ الكافي ٨ : ١٠٨ / ٨٥ وكتب المصنف في الهامش : هذا من الروضة .

٤٢٩
 &

لا بأس ، إنّما نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك لمكان ربية (١) كانت بحيال العدوّ فوقع فيهم الوباء فهربوا منه ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الفارّ منه كالفارّ من الزحف ، كراهيّة أن تخلو مراكزهم .

[ ٢٥٥٣ ] ٢ ـ محمد بن علي بن الحسين في ( العلل ) : عن محمّد بن موسى المتوكّل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن عاصم بن حميد ، عن علي بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : القوم يكونون في البلد فيقع فيها الموت ، ألهم أن يتحوّلوا عنها إلى غيرها ؟ قال : نعم .

قلت : بلغنا أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عاب قوماً بذلك ؟ فقال : أُولئك كانوا ربية بإزاء العدوّ ، فأمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يثبتوا في موضعهم ، ولا يتحوّلوا منه إلى غيره ، فلمّا وقع فيهم الموت تحوّلوا من ذلك المكان إلى غيره فكان تحويلهم من ذلك المكان إلى غيره كالفرار من الزحف .

[ ٢٥٥٤ ] ٣ ـ وفي ( معاني الأخبار ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان الأحمر قال : سأل بعض أصحابنا أبا الحسن ( عليه السلام ) ، عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها ، أتحوّل عنها ؟ قال : نعم ، قال : ففي القرية وأنا فيها ، أتحوّل عنها ؟ قال : نعم ، قال : ففي الدار وأنا فيها ، أتحوّل عنها ؟ قال : نعم .

قلت : فإنّا نتحدّث أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف ، قال : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إنّما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدوّ ، فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم يفرّون منها ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك فيهم .

__________________

(١) الربيئة : في الخبر « مثلي ومثلكم كرجل يربأ أهله » أي يحفظهم من عدوهم والأسم « الربيئة » وهو العين الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو ، ولا يكون إلّا على جبل أو شَرَف . ( مجمع البحرين ١ : ١٧٥ ) .

٢ ـ علل الشرائع ٢ : ٥٢٠ الباب ٢٩٧ .

٣ ـ معاني الأخبار : ٢٥٤ .

٤٣٠
 &

[ ٢٥٥٥ ] ٤ ـ قال : وروي أنّه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد فليس لهم أن يفرّوا منه إلى غيره .

أقول : هذا محمول على الكراهة مع أنه مخصوص بالمسجد .

[ ٢٥٥٦ ] ٥ ـ علي بن جعفر في كتابه ، عن أخيه موسى ( عليه السلام ) ، قال : سألته عن الوباء يقع في الأرض ، هل يصلح للرجل أن يهرب منه ؟ قال : يهرب منه ما لم يقع في مسجده الذي يصلّي فيه ، فإذا وقع في أهل مسجده الذي يصلّي فيه فلايصلح له الهرب منه .

٢١ ـ باب كراهة التدثّر للمحموم وتحفّظه من البرد ، واستحباب مداواة الحمّى بالدعاء والسكّر والماء البارد .

[ ٢٥٥٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) إنّه كان إذا وعك استعان بالماء البارد ، فيكون له ثوبان : ثوب في الماء إلبارد وثوب على جسده يراوح بينهما .

[ ٢٥٥٨ ] ٢ ـ وبالإِسناد عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : قلت له : جعلنا فداك ، ما وجدتم عندكم للحمّى دواء ؟ قال : ما وجدنا لها عندنا دواء إلّا الدعاء والماء البارد .

[ ٢٥٥٩ ] ٣ ـ الحسين بن بسطام وأخوه عبد الله في ( طبّ الأئمّة ) : عن أحمد بن

__________________

٤ ـ معاني الأخبار : ٢٥٤ / ١ .

٥ ـ مسائل علي بن جعفر : ١١٧ / ٥٤ .

الباب ٢١ فيه ٧ أحاديث

١ ـ الكافي ٨ : ١٠٩ / ٨٧ .

٢ ـ الكافي ٨ : ١٠٩ / ٨٧ .

٣ ـ طبّ الأئمّة : ٤٩ .

٤٣١
 &

المرزبان ، عن محمّد (١) بن خالد الأشعري ، عن عبد الله بن بكير قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو محموم ، فدخلت عليه مولاة له وقالت : كيف تجدك ، فديتك [ نفسي ] (٢) ؟ وسألته عن حاله ؟ وعليه ثوب خلق قد طرحه على فخذيه فقالت له : لو تدثّرت حتّى تعرق ، فقد (٣) أبرزت جسدك للريح ، فقال : اللّهم أولعتهم (٤) بخلاف نبيّك ! قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الحمّى من فيح جهنّم ـ وربّما قال : من فور جهنم ـ فاطفؤها بالماء البارد .

[ ٢٥٦٠ ] ٤ ـ وعن الخصيب بن المرزبان ، عن صفوان بن يحيى وفضالة ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الحمّى من فيح جهنّم فأطفؤها بالماء البارد .

[ ٢٥٦١ ] ٥ ـ وعن عبد الله بن خالد بن نجيح ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أنّه كان إذا حمّ بلّ ثوبين ، يطرح عليه أحدهما فإذا جفّ طرح عليه الآخر .

[ ٢٥٦٢ ] ٦ ـ وقال محمّد بن مسلم : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ما وجدنا للحمى مثل الماء البارد والدعاء .

[ ٢٥٦٣ ] ٧ ـ وعن عون بن محمّد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي أُسامة الشحّام قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول :

__________________

(١) في المصدر : أحمد .

(٢) أثبتناه من المصدر .

(٣) ليس في المصدر .

(٤) في المصدر : اللّهمّ العنهم .

٤ ـ طبّ الأئمّة : ٤٩ .

٥ ـ طبّ الأئمّة : ٥٠ .

٦ ـ طبّ الأئمّة : ٥٠ .

٧ ـ طبّ الأئمّة : ٥٠ .

٤٣٢
 &

ما اختار جدّنا ( رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) (١) للحمّى إلّا وزن عشرة دراهم سكّر بماءٍ باردٍ على الريق .

٢٢ ـ باب استحباب الصدقة للمريض والصدقة عنه ، ورفع الصوت بالأذان في المنزل .

[ ٢٥٦٤ ] ١ ـ الحسين بن بسطام وأخوه في ( طبّ الأئمة ) : عن إبراهيم بن يسار ، عن جعفر بن محمّد بن حكيم ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : داووا مرضاكم بالصدقة .

[ ٢٥٦٥ ] ٢ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : الصدقة تدفع البلاء المبرم ، فداووا مرضاكم بالصدقة .

[ ٢٥٦٦ ] ٣ ـ وعنه ( عليه السلام ) قال : الصدقة تدفع ميتة السوء عن صاحبها .

[ ٢٥٦٧ ] ٤ ـ وعن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، أنّ رجلاً شكا إليه : إنّني في ( عشرة نفرٍ ) (١) من العيال كلّهم مريض (٢) ، فقال له موسى ( عليه السلام ) : داوهم بالصدقة ، فليس شيء أسرع إجابةً من الصدقة ، ولا أجدى منفعةً للمريض (٣) من الصدقة .

__________________

(١) في المصدر : صلوات الله عليه .

الباب ٢٢ فيه ٤ أحاديث

١ ـ طبّ الأئمّة : ١٢٣ .

٢ ـ طبّ الأئمّة : ١٢٣ .

٣ ـ طبّ الأئمّة : ١٢٣ .

٤ ـ طبّ الأئمّة : ١٢٣ .

(١) في المصدر : كثرة .

(٢) وفيه : مرضىٰ ، وفي هامش الاصل عن نسخة .

(٣) وفيه : على المريض .

٤٣٣
 &

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في الصدقة (٤) ، وعلى الحكم الأخير في الأذان (٥) .

٢٣ ـ باب استحباب كثرة ذكر الموت وما بعده ، والاستعداد لذلك .

[ ٢٥٦٨ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيّوب الخرّاز ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : حدّثني بما أنتفع به ، فقال : يا أبا عبيدة ، أكثر ذكر الموت ، فإنّه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلّا زهد في الدنيا .

وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي عبيدة ، مثله (١) .

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن ابن أبي عمير ، مثله (٢) .

[ ٢٥٦٩ ] ٢ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من أكثر ذكر الموت أحبّه الله .

[ ٢٥٧٠ ] ٣ ـ وعنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ،

__________________

(٤) يأتي ما يدل عليه في الحديث ١٨ من الباب ١ ، وفي البابين ٣ و ٩ من أبواب الصدقة .

(٥) يأتي في الباب ١٨ من أبواب الأذان .

الباب ٢٣ فيه ٩ أحاديث

١ ـ الكافي ٢ : ١٠٦ / ١٣ .

(١) الكافي ٣ : ٢٥٥ / ١٨ .

(٢) كتاب الزهد : ٧٨ / ٢١٠ .

٢ ـ الكافي ٢ : ٩٩ ذيل الحديث ٣ ، يأتي بتمامة في الحديث ١ من الباب ٣١ من أبواب جهاد النفس .

٣ ـ الكافي ٣ : ٢٢٥ / ٢٠ .

٤٣٤
 &

عن أبي بصير قال : شكوت إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) الوسواس ، فقال : يا أبا محمّد ، أذكر تقطّع أوصالك في قبرك ، ورجوع أحبّائك عنك إذا دفنوك في حفرتك ، وخروج بنات الماء (١) من منخريك ، وأكل الدود لحمك ، فإنّ ذلك يسلي عنك ما أنت فيه ، قال أبو بصير : فوالله ما ذكرته إلا سلا عنّي ما أنا فيه من همّ الدنيا .

[ ٢٥٧١ ] ٤ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن داود بن فرقد ، عن ابن أبي شيبة الزهري ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الموت الموت ، ألا ولا بدّ من الموت ـ إلى أن قال ـ وقال : إذا استحقّت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين وذهب الأمل وراء الظهر ، وإذا استحقّت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب الأجل وراء الظهر .

قال : وسئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أيّ المؤمنين أكيس ؟ فقال أكثرهم ذكراً للموت ، وأشدّهم له استعداداً .

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن علي بن النعمان ، مثله (١) .

[ ٢٥٧٢ ] ٥ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) : عن محمّد بن أحمد بن الحسين ، عن علي بن محمد بن عنبسة (١) ، عن محمّد بن العباس بن موسى بن جعفر (٢) ودارم بن قبيصة جميعاً ، عن الرضا ، عن آبائه ( عليهم

__________________

(١) قيل المراد به الدود الذي يصيب الدماغ . ( هامش المخطوط ) .

٤ ـ الكافي ٣ : ٢٥٧ / ٢٧ .

(١) كتاب الزهد : ٧٨ / ٢١١ .

٥ ـ عيون اخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٧٠ / ٣٢٥ .

(١) في المصدر : عيينة .

(٢) في المصدر : القاسم بن محمد بن العباس بن موسى بن جعفر العلوي .

٤٣٥
 &

السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أكثروا من ذكر هادم اللذات .

[ ٢٥٧٣ ] ٦ ـ وفي ( عيون الأخبار ) وفي ( المجالس ) : عن محمّد بن القاسم المفسّر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه ، عن الصادق ( عليهم السلام ) ، أنّه رأى رجلاً قد اشتدّ جزعه على ولده فقال : يا هذا ، جزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى ، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدّاً لما اشتدّ عليه جزعك ، فمصابك بتركك الاستعداد أعظم من مصابك بولدك .

[ ٢٥٧٤ ] ٧ ـ وفي ( المجالس ) عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن مثنّى بن الوليد ، عن أبي بصير قال : قال لي الصادق ( عليه السلام ) : أما تحزن ؟ أما تهتمّ ؟ أما تـألم ؟ قلت : بلى والله ، قال : فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ، ووحدتك في قبرك ، وسيلان عينيك على خدّيك ، وتقطّع أوصالك ، وأكل الدّود من لحمك ، وبلاءك ، وانقطاعك عن الدنيا ، فإنّ ذلك يحثّك على العمل ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا .

[ ٢٥٧٥ ] ٨ ـ وعن محمّد بن أحمد السناني ، عن محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن رسول الله ( صلوات الله عليهم أجمعين ) أنّه قال : أكيس الناس من كان أشدّ ذكراً للموت .

[ ٢٥٧٦ ] ٩ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( مجالسه ) بإسناد تقدّم في كيفيّة

__________________

٦ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ٢ : ٥ / ١٠ ، وأمالي الصدوق : ٢٩٣ / ٥ .

٧ ـ أمالي الصدوق : ٢٨٣ / ٢ .

٨ ـ أمالى الصدوق : ٢٧ / ٤ .

٩ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٧ ، وتقدم إسناده في الحديث ١٩ من الباب ١٥ من أبواب الوضوء .

٤٣٦
 &

الوضوء ، في كتاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى محمّد بن أبي بكر وأهل مصر قال : وأكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظاً ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : أكثروا ذكر الموت ، فإنّه هادم اللّذات ، حائل بينكم وبين الشهوات .

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك (١) .

٢٤ ـ باب كراهة طول الأمل ، وعدّ غد من الأجل .

[ ٢٥٧٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن إسحاق ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيّوب ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما أنزل الموت حقّ منزلته من عدّ غداً من أجله ، قال : وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما أطال عبد الأمل إلّا أساء العمل ، قال : وكان يقول : لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض العمل من طلب الدنيا .

[ ٢٥٧٨ ] ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : قال ( عليه السلام ) : من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت .

[ ٢٥٧٩ ] ٣ ـ وفي ( الأمالي ) : عن محمّد بن أحمد الأسدي ، عن أحمد بن محمّد العامري ، عن إبراهيم بن عيسى ، عن سليمان بن عمرو ، عن عبد الله بن

__________________

(١) يأتي ما يدل عليه في الباب ٢٤ من هذه الأبواب ، ويأتي في أبواب جهاد النفس في الباب ٣٢ والباب ٨١ وتقدم ما يدل عليه في الحديث ٣ من الباب ٣ من أبواب أحكام الخلوة .

الباب ٢٤ فيه ١٠ أحاديث

١ ـ الكافي ٣ : ٢٥٩ / ٣٠ ، وروي ذيله في أمالي الطوسي ١ : ٧٦ الا أنّه قال : لأبغض الامل وترك طلب الدنيا .

٢ ـ الفقيه ١ : ٨٤ / ٣٨٥ .

٣ ـ أمالي الصدوق : ١٨٨ / ٧ ، ويأتي أيضاً في الحديث ١٥ من الباب ٦٢ من أبواب جهاد النفس .

٤٣٧
 &

الحسن [ بن الحسن ] (١) بن علي ، عن أُمّه فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ صلاح أوّل هذه الأُمّة بالزهد واليقين ، وهلاك آخرها بالشحّ والأمل .

[ ٢٥٨٠ ] ٤ ـ وفي ( الخصال ) : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن أبي همّام إسماعيل بن همّام ، عن محمّد بن سعيد بن غزوان ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن علي ( عليه السلام ) قال : من أطال أمله ساء عمله .

[ ٢٥٨١ ] ٥ ـ وعن محمّد بن أحمد الأسدي ، عن ابن أبي عمران ، عن أحمد بن أبي بكر الزهري ، عن علي اللهبي ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ أخوف ما أخاف على أُمّتي الهوى وطول الأمل ، أمّا الهوى فإنّه يصدّ عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة ، الحديث .

[ ٢٥٨٢ ] ٦ ـ وعن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : ألا إنّ أخوف ما يخاف (١) عليكم خصلتان : اتباع الهوى وطول الأمل ، أمّا اتباع الهوى فيصدّ عن الحق ، وطول الأمل ينسي الآخرة .

وعن محمّد بن جعفر البندار ، عن الحمّادي ، عن أحمد بن محمّد ، عن

__________________

(١) أثبتناه من المصدر .

٤ ـ الخصال : ١٥ / ٥٢ .

٥ ـ الخصال : ٥١ / ٦٢ .

٦ ـ الخصال : ٥١ / ٦٣ ، ويأتي مثله عن نهج البلاغة في الحديث ٧ من الباب ٣٢ من أبواب جهاد النفس .

(١) في المصدر : أخاف .

٤٣٨
 &

إبراهيم بن محمّد ، عن علي اللهبي ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، نحوه (٢) .

[ ٢٥٨٣ ] ٧ ـ محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : من جرى في عنان أمله عثر بأجله .

[ ٢٥٨٤ ] ٨ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : إذا كنت في إدبارٍ والموت في إقبالٍ فما أسرع الملتقى ؟ !

[ ٢٥٨٥ ] ٩ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : من أطال الأمل أساء العمل .

[ ٢٥٨٦ ] ١٠ ـ قال : وقال ( عليه السلام ) : لو رأى العبد الأجل ومصيره لأبغض الأمل وغروره .

أقول : ويأتي ما يدلّ علي ذلك إن شاء الله في جهاد النفس (١) وغيره (٢) .

٢٥ ـ باب كراهة أن يقال : استأثر الله بفلان ، وجواز أن يقال : فلان يجود بنفسه .

[ ٢٥٨٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ،

__________________

(٢) الخصال : ٥٢ / ٦٤ .

٧ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٥٥ / ١٨ .

٨ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٥٦ / ٢٨ .

٩ ـ نهج البلاغة ٣ : ١٦٠ / ٣٦ .

١٠ ـ نهج البلاغة ٣ : ٢٣٣ / ٣٣٤ ، تقدم ما يدل على ذلك الحديث ٣ من الباب ٣ من أبواب أحكام الخلوة والحديث ٤ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب .

(١) يأتي في الحديث ١٢ من الباب ٦٢ والحديثين ٣ و ٤ من الباب ٧٦ والباب ٨١ من أبواب جهاد النفس .

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ٣٧ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

الباب ٢٥ فيه حديث واحد

١ ـ الكافي ٣ : ٢٦٠ / ٣٥ .

٤٣٩
 &

عن بعض أصحابه ، عن محمّد بن مسكين (١) قال : سئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) عن الرجل يقول : استأثر الله بفلان ! فقال : ذا مكروه ، فقيل : فلان يجود بنفسه ، فقال : لا بأس ، أما تراه يفتح فاه عند موته مرّتين أو ثلاثاً (٢) ؟ فذاك حين يجود بها لما يرى من ثواب الله عزّ وجلّ وقد كان بها (٣) ضنيناً .

٢٦ ـ باب عدم جواز قول الإِنسان لغيره : بأبي أنت وأُمّي ، مع ايمانهما إلّا بعد موتهما .

[ ٢٥٨٨ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين قال : سئل أبو الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) عن الرجل يقول لابنه أو لابنته : بأبي أنت وأُمّي ، أو بأبويّ أنت ، أترى بذلك بأساً ، فقال : إن كان أبواه مؤمنين حيّين فأرى ذلك عقوقاً ، وإن كانا قد ماتا فلا بأس .

ورواه في ( الخصال ) عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أيّوب بن نوح ، عن محمّد بن سنان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) ، مثله (١) .

[ ٢٥٨٩ ] ١ ـ وزاد : وقال جعفر ( عليه السلام ) : سعد امرؤ لم يمت حتّى يرى خلفه من بعده .

__________________

(١) في المصدر : سكين .

(٢) كتب المصنف في الهامش ، ثلاثة ، كا .

(٣) في نسخة : بهذا ( هامش المخطوط ) .

الباب ٢٦ فيه حديثان

١ ـ الفقيه ١ : ١١٨ / ٥٦٤ .

(١) الخصال : ٢٦ / ٩٤ .

٢ ـ الخصال : ٢٧ / ٩٤ .

٤٤٠