كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

باب الحاء والكاف والثاء معهما

ك ث ح يستعمل فقط (١)

كثح :

الكَثْح : كشف الريح الشيء عن الشيء. ويَكْثَح بالتراب وبالحصى : يضرب به.

باب الحاء والكاف والراء معهما

ح ر ك ، ح ك ر ، ر ك ح مستعملات

حرك :

حَرَكَ الشيء يَحْرُكُ حَرْكا وحَرَكَة وكذلك يَتَحَرَّك. تقول : حَرَكْتُ بالسيف مَحْرَكَهُ حَرْكا أي ضربته.

والمَحْرَك : منتهى العنق وعند مفصل الرأس. والحارِك : أعلى الكاهل ، قال : (٢)

مغبط الحارِك محبوك (٣) الكفل

والحَرَاكِيك : الحراقف ، واحدها : حَرْكَكَة.

حكر :

الحَكْر : الظلم في النقص (٤) وسوء المعاشرة. وفلان يَحْكِرُ فلانا : أدخل عليه مشقة ومضرة في معاشرته ومعايشته. وفلان يَحْكِرُ فلانا حَكْرا. والنعت حَكِر ، قال الشاعر :

__________________

(١) في التهذيب : كثح ، كحث مستعملان.

(٢) هو الشاعر (لبيد). وصدر البيت : ساهم الوجه شديد أسره. الديوان ص ١٨٧.

(٣) كذا في الديوان واللسان (حرك) والتهذيب ، وفي الأصول المخطوطة : محروك.

(٤) في التهذيب عن الليث : الظلم والتنقص .....

٦١

ناعمتها أم صدق برة

وأب يكرمها غير حَكِر (١)

والحَكْر : ما احْتَكَرْت من طعام ونحوه مما يؤكل ، ومعناه : الجمع ، والفعل : احْتَكَرَ وصاحبه مُحْتَكِر ينتظر باحتباسه ، الغلاء.

ركح :

الرُّكْح : ركن منيف من الجبل صعب ، قال :

كأن فاه واللجام شاحي

شرخا (٢) غبيط سلس مِرْكاح

أي كأنه رُكْح جبل. والرُّكْح : ناحية البيت من ورائه ، وربما كان فضاء لا بناء فيه.

باب الحاء والكاف واللام معهما

ك ح ل ، ل ح ك ، ح ل ك ، ك ل ح مستعملات

كحل :

الكُحْل : ما يُكْتَحَل [به] والمِكْحَال : الميل تُكْحَل به العين من المُكْحُلَة ، والكَحَل : مصدره. والأَكْحَل الذي يعلو منابت أشفاره سواد خلقة. والأَكْحَل : عرق الحياة في اليد وفي كل عضو منه شعبة على حدة. والكَحْل : شدة المحل. والكُحَيْل : ضرب من القطران.

لحك :

اللَّحْك : شدة لأم الشيء بالشيء ، تقول : قد لُوحِكَت فقار هذه الناقة ، أي دخل بعضها في بعض. والمُلَاحَكَة في البنيان ونحوه ، قال الأعشى : (٣)

__________________

(١) رواية التهذيب واللسان : نعمتها (بالتضعيف).

(٢) (العجاج) ديوانه / ٤٤١. وبينهما قوله : يفرع بين الشد والإكماح في التهذيب ٤ / ٩٨ واللسان (ركح): (شرجا غبيط) بالجيم.

(٣) ديوانه / ٤٧.

٦٢

ودأبا تلاحك مثل الفئوس

لاحم فيه السليل (١) الفقارا

حلك :

الحَلَك : شدة السواد ، حالِكٌ حُلْكُوك ، وحَلَكَ يَحْلُكُ [حُلُوكا](٢). والحَلَك : شدة السواد كلون الغراب ، يقال : إنه لأشد سوادا من حَلَك الغراب.

كلح :

الكُلُوح : بدوّ الأسنان عند العبوس. وكَلَحَ كُلُوحا. وأَكْلَحَه كذا. قال لبيد :

تُكْلِح الأروق منهم والأيل (٣)

حكل :

تقول : في لسانه حُكْلَةٌ أي عُجْمة.

باب الحاء والكاف والنون معهما

ن ك ح ، ح ن ك ، مستعملان فقط

نكح :

نَكَحَ يَنْكِح نَكْحا : وهو البضع. ويجرى نَكَحَ أيضا مجرى التزويج. وامرأة ناكِح : أي ذات زوج ، ويجوز في الشعر ناكِحة بالهاء ، قال : (٤)

__________________

(١) في (ص ، ط ، س) : الشليل ، بالشين.

(٢) في الأصول المخطوطة : حلكا.

(٣) ديوانه / ١٩٥. وصدر البيت :

رقميات عليها ناهض

(٤) هو (الطرماح) ديوانه / ٨٩.

٦٣

ومثلك ناحت عليه النساء

من بين بكر إلى ناكِحَهْ

وقال :

أحاطت بخطاب الأيامى وطلقت

غداتئذ منهن من كان ناكِحا (١)

وكان الرجل يأتي الحي خاطبا فيقوم في ناديهم فيقول : خطب ، أي جئت خاطبا ، فيقال (٢) له : نِكْحٌ ، أي أَنْكَحْنَاك.

حنك :

رجل مُحَنَّك : لا يستقل منه شيء مما عضه الدهر. والمُحْتَنِك : الذي تم عقله وسنه ، يقال :

حَنَكَتْه السن حَنْكا وحَنَكا. وحَنَّكَتْه تَحْنِيكا : إذا نبتت أسنانه التي تسمى أسنان العقل ، قال العجاج :

مُحْتَنِك ضخم شئون الرأس

ويقال : هم أهل الحُنْك ، ومنهم من يكسر الحاء ، ومنهم من يثقل فيقول : أهل الحُنُك والحُنْكة يعني أهل الشرف (٣) والتجارب.

والتَّحْنِيك : أن تغرز عودا في الحَنَك الأعلى من الدابة أو في طرف قرن حتى يدميه لحدث يحدث فيه.

واسْتَحْنَكَ الرجل : اشتد أكله بعد قلة. وحَنَّكْت الصبي بالتمر : دلكته في حَنَكه. والحَنَكانِ : الأعلى والأسفل ، فإذا فصلوهما لم يكادوا يقولون للأعلى حَنَك ، قال حميد:(٤)

__________________

(١) التهذيب ٤ / ١٠٣ ، واللسان (لكح) ، وفي اللسان : غداة غد.

(٢) من (س) وهو الصواب. في (ص ، ط) : فيقول : ........

(٣) في التهذيب : السن.

(٤) التهذيب ٤ / ١٠٤ عن العين. أما (ص ط ، س) فالرجز فيها فالحنك الأسفل منه أفعم والحنك الأعلى طوال مطهم.

٦٤

[فالحَنَك الأعلى طوال سرطم]

والحَنَك الأسفل منه أفقم]

وفي الحديث : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يُحَنِّكُ أولاد الأنصار. واحْتَنَكْتُ الرجل : أخذت ماله ومنه قوله تعالى : (لَأَحْتَنِكَنَ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً)(١).

باب الحاء والكاف والفاء معهما

ك ف ح يستعمل فقط

كفح :

المُكَافَحَة : مصادفة الوجه بالوجه عن مفاجأة ، قال عدي : (٢)

أعاذل من تكتب له النار يلقها

كِفَاحاً ومن يكتب له الخلد يسعد

وكافَحَهَا : قبلها عن غفلة وجاها. والمُكَافَحَة في الحرب : المضاربة تلقاء الوجوه.

باب الحاء والكاف والباء معهما

ك ح ب ، ك ب ح ، ح ب ك مستعملات

كحب :

الكَحْب : [البروق](٣) بلغة اليمن ، والحبة منه كَحْبَة ..

__________________

(١) سورة الإسراء ٦٢.

(٢) هو عدي بن زيد. والبيت في الديوان ص ١٠٣ وفيه : (الفوز) في مكان (الخلد).

(٣) التاج (كحب) : الكحب والكحم : الحصرم بالكسر ، واحدته : كحبة بهاء ، يمانية ، وهو البروق.

في الأصول المخطوطة : (فورق) وكذلك في مختصر العين (ورقة ٦١). وفي التهذيب ٤ / ١١٠. (النورة). وفي اللسان (كحب): (العورة).

٦٥

كبح :

الكَبْحُ : كَبْحُك الدابة باللجام ، وهو قرعك إياها.

حبك :

حَبَكْتُهُ بالسيف حَبْكا : وهو ضرب في اللحم دون العظم ، ويقال : هو مَحْبُوك العَجُز والمتن إذا كان فيه استواء مع ارتفاع ، قال الأعشى : (١)

على كل مَحْبُوك السراة كأنه

عقاب هوت من مرقب وتعلت

أي : ارتفعت. وهوت انخفضت .. والحِبَاك : رباط الحضيرة بقصبات تعرض ثم تشد كما تُحْبَك عروش الكرم بالحبال. واحْتَبَكْتُ إزاري : شددته. والحَبِيكَة : كل طريقة في الشعر وكل طريقة في الرمل تَحْبِكُهُ الرياح إذا جرت عليه ، ويرى نحو ذلك في البيض من الحديد ، قال الشاعر :

والضاربون حَبِيكَ البيض إذ لحقوا

لا ينكصون إذا ما استلحموا (٢) وحموا

أي اشتد قتالهم. والحُبُك : جماعة الحَبِيك ، ويقال : كذلك خلقة وجه السماء. ويقال : ما طعمنا عنده حَبَكَة ولا لَبَكَة ، ويقال : عَبَكَة ، فالعَبَكَة والحَبَكَة معا : الحبة من السويق ، واللَّبَكَة : اللقمة من الثريد ونحوه.

باب الحاء والكاف والميم معهما

ح ك م ، م ح ك ، ح م ك ، ك م ح مستعملات

حكم :

الحِكْمَة : مرجعها إلى العدل والعلم والحلم. ويقال : أَحْكَمَتْه التجارب إذا كان حَكِيما. وأَحْكَمَ فلان عني (٣) كذا ، أي : منعه ، قال :

__________________

(١) ديوانه (تحقيق محمد محمد حسين) ص ٢٦١.

(٢) كذلك في التهذيب واللسان ، وفي الأصول المخطوطة : استحملوا.

(٣) من (س) في (ص ط) : وأحكم عني فلانا شيء كذا.

٦٦

ألما يَحْكُمُ الشعراء عني (١)

واسْتَحْكَمَ الأمر : وثق. واحْتَكَمَ في ماله : إذا جاز فيه حُكْمُه. والاسم : الأُحْكُومَة والحُكُومَة ، قال الأعشى :

ولمثل الذي جمعت لريب

الدهر يأبى حُكُومَة المقتال

أي لا تنفذ حُكُومَة من يَحْتَكِم عليك من الأعداء. والمقتال : المفتعل من القول حاجة منه إلى القافية.

والتَّحْكِيم : قول الحرورية : لا حُكْمَ إلا لله (٢). وحَكَّمْنا فلانا أمرَنا : أي : يَحْكُمُ بيننا. وحاكَمْنَاه إلى الله : دعوناه إلى حُكْمِ الله. ويقال : نُهِي أن يسمى رجل حَكَماً. وحَكَمَة اللجام : ما أحاط بحنكيه سمي به لأنها تمنعه من الجري. وكل شيء منعته من الفساد فقد [حَكَمْتَه] وحَكَّمْتَه وأَحْكَمْتَه ، قال : (٣)

أبني حنيفة أَحْكِمُوا سفهاءكم

إني أخاف عليكم أن أغضبا

وفرس مَحْكُومة : في رأسها حَكَمَة.

قال زائدة : مُحْكَمَة وأنكر مَحْكُومة ، قال :

مَحْكُومة حَكَمَات القد والأَبَقَا (٤)

وهو القتب (٥). وسمى الأعشى القصيدة المُحْكَمة حَكِيمة في قوله :

وغريبة تأتي الملوك حَكِيمة (٦).

__________________

(١) لم نهتد إلى البيت وإلى قائله.

(٢) وزاد في التهذيب من كلام الليث : ولا حكم إلا الله.

(٣) هو (جرير). (٣) هو (جرير). ديوانه ١ / ٤٦٦.

(٤) انفرد كتاب العين بذكر هذه الدلالة.

(٥) الشطر في التهذيب (حكم) ويروى أيضا : قد أحكمته حكمات القد والأبقا.

(٦) ديوانه / ٢٧ وعجز البيت فيه : «قد قلتها ليقال من ذا قالها».

٦٧

محك :

المَحْك : التمادي في اللجاجة عند المساومة والغضب ونحوه. وتَمَاحَكَ البَيِّعان.

حمك :

الحَمَك : من نعت الأدلاء ، [تقول] : حَمِكَ يَحْمَك.

كمح :

الكَمْحُ : رد الفرس باللجام.

باب الحاء والجيم والشين معهما

ش ح ج ، ج ح ش مستعملان فقط

شحج :

الشَّحِيج : صوت البغل وبعض أصوات الحمار. شَحَجَ يَشْحَج شَحِيجا. وشَحَجَ الغراب شَحَجَانا : وهو ترجيع الصوت فإذا مد [قيل] : نعب (١). ويقال للبغال : بنات شاحِج وشَحَّاج. ويقال للحمار الوحشي (٢) ، مِشْحَج وشَحَّاج قال لبيد :

فهو شَحَّاج مدل سنق

لاحق البطن إذا يعدو زمل (٣)

جحش :

الجَحْش : ولد الحمار ، والعدد : جِحَشَة ، والجميع جِحَاش. والجَحْشة [يتخذها الراعي] كالحلقة من الصوف يلقيها في يده ليغزلها (٤). والجِحَاش : الدفاع [تُجَاحِش](٥): تدافع عن نفسك. والجَحْش : دون الخدش. جُحِشَ فهو مَجْحُوش.

__________________

(١) في اللسان : فإذا مد رأسه نعب.

(٢) من التهذيب ٤ / ١١٩ عن العين. في (ص ، ط) : الشيء ، وفي (س) : وانحضج إذا ضرب مشحج وشحاج.

(٣) البيت في التهذيب ٤ / ١١٧ والديوان ص ١٨٩.

(٤) من التهذيب ٤ / ١١٨ عن العين. والعبارة في الأصول مضطربة وفيها تقديم وتأخير.

(٥) من اللسان (جحش لتقويم العبارة.

٦٨

باب الحاء والميم والضاد معهما

ح ض ج يستعمل فقط

حضج :

الحَضْج (١) : الماء القليل. والحِضْج أيضا قال : (٢)

فأسأرت في الحوض حِضْجا حاضِجا

وانْحَضَجَ الرجل (٣) : إذا ضرب بنفسه الأرض غضبا و [يقال ذلك] إذا اتسع بطنه ، فإذا فعلت به قلت : حَضَجْتُه أي أدخلت عليه ما يكاد ينشق وانْحَضَجَ من قبله.

باب الحاء والجيم والسين معهما

س ح ج ، س ج ح يستعملان فقط

سحج :

سَحَجْتُ الشعر سَحْجا : وهو تسريح لين على فروة الرأس. وسَحَجَ الشيء يَسْحَجُه : أي يقشر منه شيئا قليلا كما يصيب الحافر من قبل الحفا. والسَّحْج أيضا : (٤) جري الدواب دون الشديد. وحمار مِسْحَج ، قال النابغة :

رباعية أضر بها رباع

بذات الجزع مِسْحَاجٌ شنون (٥)

والمُسَحَّج : من التَّسْحِيج وهو الكدم.

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي التهذيب نقلا عن الليث : الحضيج.

(٢) في التهذيب ٤ / ١١٩ واللسان (حضج) : وأخبرني أبو مهدي قال سمعت هميان بن قحافة ينشده : الرجز .......

(٣) من التهذيب ٤ / ١١٩ عن العين ، في (ص ، ط) الشيء ، وفي (س) : وانحضج إذا ضرب .....

(٤) ديوانه / ٢١٦. والرواية فيه :

«رباع قد أضر بها رباع»

٦٩

سجح :

الإِسْجَاح : حسن العفو كقولهم : مَلَكْتَ فأَسْجِحْ. ويقال : مشى مشيا سَجِيحا وسُجُحا ، قال الشاعر : (١)

ذروا التخاجي وامشوا مشية سُجُحا

إن الرجال ذوو عصب وتذكير

ويقال : سَجَحَت [الحمامة](٢) وسَجَعَت. وربما قالوا : مُزْجح في مُسْجِح كالأسد والأزد. والسَّجَح : لين الخد ، والنعت : أَسْجَح وسَجْحَاء ، قال ذو الرمة :

وخد كمرآة الغريبة أَسْجَحُ (٣)

باب الحاء والجيم والزاي معهما

ح ج ز ، ج ز ح يستعملان فقط

حجز :

الحَجْز : أن تَحْجِز بين مقاتلين. والحِجَاز والحاجِز اسم ، وقوله تعالى : (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) (٤) أي حِجَازا فذلك الحِجَاز أمر الله بين ماء ملح وعذب لا يختلطان. وسمي الحِجَاز لأنه يفصل بين الغور والشام وبين البادية. والحِجَاز : حبل يلقى للبعير من قبل رجليه ، ثم يناخ عليه ، يشد به رسغا رجليه إلى حقويه وعجزه.

حَجَزْته فهو مَحْجُوز ، قال ذو الرمة :

__________________

(١) الشاعر حسان بن ثابت والبيت في الديوان (ط تونس) ص ١٢٥. وفي اللسان :

دعوا التخاجؤ ....

(٢) سقطت في الأصول المخطوطة ووردت في التهذيب من كلام الليث.

(٣) ديوانه ٢ / ١٢١٧. وصدر البيت : لها أذن حشر وذفري أسيلة.

(٤) سورة النمل ٦١.

٧٠

حتى إذا كان مَحْجُوزا بنافذة

وقائظا وكلا روقيه مختضب (١)

وتقول : كان بينهم رميا ثم حَجَزت بينهم حِجِّيزَى. أي رمي ، ثم صاروا إلى المُحَاجَزَة. والحُجْزَة : حيث يثنى طرف الإزار في لوث الإزار ، قال النابغة :

رقاق النعال طيب حُجُزَاتُهم

يحيون بالريحان يوم السباسب

والرجل يَحْتَجِز بإزاره على وسطه. وحُجْزُ الرجل : أصله ومنبته. وحُجْزُ الرجل أيضا : فصل ما بين فخذه والفخذ الأخرى من عشيرته ، قال : (٢)

فامدح كريم المنتمى (٣) والحُجْز

جزح :

جَزَحَ لنا من ماله [جَزْحا (٤) أو جَزْحة : أي قطع قطعة. وجَزَحَ الشجر : حت ورقه.

باب الحاء والجيم والطاء معهما

ج ط ح يستعمل فقط

جطح :

جِطِحْ : يقال للعنز عند الحليب : جطح ، أي : قري فتقر. قال زائدة : جَطَحَ السخلة إذا زجرت ولا يقال للعنز.

__________________

(١) ديوانه ١ / ١٠٩ والرواية فيه :

حتى إذا كن محجورا بنافذو وزاهقا ....

رواية التهذيب ٤ / ١٢٣ واللسان (حجز) :

فهن من بين محجوز

وقائظ وكلا روقية مختضب

 (٢) هو (رؤبة) ديوانه / ٦٥.

(٣) في الأصول المخطوطة : المنتهى.

(٤) في الأصول المخطوطة ، جزاحا.

٧١

باب الحاء والجيم والدال معهما

ج ح د ، ج د ح ، ج د ح مستعملات

جحد :

الجُحُود : ضد الإقرار كالإنكار والمعرفة. والجَحْد : من الضيق والشح. ورجل جَحْد قليل الخير ، قال :

لا جَحْدا ابتغينه ولا جدا

يعدن من هازلنه غدا غدا (١)

حدج :

الحَدَج : حمل البطيخ والحنظل ما دام صغارا خضرا. ويقال ذلك لحسك القطب ما دام رطبا ، الواحدة بالهاء. والحُدْج لغة فيه.

والتَّحْدِيج : شدة النظر بعد روعة وفزعة ، حَدَّجْت ببصري ، قال العجاج : (٢)

إذا اثبجرا (٣) من سواد حَدَّجا

وحَدَجْت ببصري : رميت به. والحِدْج : مركب غير رحل ولا هودج لنساء العرب ، حَدَجْتُ الناقة أَحْدِجُها حَدْجا ، والجميع : أَحْدَاج وحَدَائِج وحُدُوج ، قال :

أصاح ترى حَدَائِجَ باكرات

عليها العبقرية والنجود (٤)

وأَحْدَجْتُها : إذا شددت الحِدْجَ عليها.

__________________

(١) لم نهتد إلى الرجز في المشهور من المظان.

(٢) في اللسان : يصف الحمار والأتن.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة والديوان ص ٣٧٩. وفي اللسان : اسبجرا.

(٤) لم نهتد إلى البيت وقائله ولم نجده في المظان المعتمدة.

٧٢

جدح :

الجَدْح : خوض السويق واللبن ونحوه بالمِجْدَح ليختلط. والمِجْدَح : خشبة في رأسها خشبتان معترضتان. والمِجْدَاح : تردد ريق الماء في السحاب (١) ، يقال : أرسلت السماء مَجَادِيحَ الغيث.

باب الحاء والجيم والظاء معهما

ج ح ظ مستعمل فقط

جحظ :

الجِحَاظَان : حدقتا العين إذا كانتا خارجتين. وعين جاحِظَة جَحَظَتْ جُحُوظاً.

باب الحاء والجيم والذال معهما

ذ ح ج مستعمل فقط

ذحج :

ذَحَجَتِ المرأة بولدها ، إذا رمت به عند الولادة. ومَذْحِج : اسم رجل.

باب الحاء والجيم والراء معهما

ح ج ر ، ج ح ر ، ح ر ج ، ر ج ح مستعملات

حجر :

الأَحْجَار : جمع الحَجَر. والحِجَارة : جمع الحَجَر أيضا على غير قياس ،

__________________

(١) وفي التهذيب : وما قاله الليث في تفسير المجاديح أنها تردد ريق الماء في السحاب فباطل ، والعرب لا تعرفه.

٧٣

ولكن يجوز الاستحسان في العربية [كما أنه يجوز في الفقه ، وترك القياس له](١) كما قال:(٢).

لا ناقصي حسب ولا

أيد إذا مدت قِصاره

ومثله المِهارة والبِكارة والواحدة مُهْر وبَكْر. والحِجْر : حطيم مكة ، وهو المدار بالبيت كأنه حُجْرَة. مما يلي المثعب. وحِجْر : موضع كان لثمود ينزلونه. [وقصبة اليمامة]: حَجْر ، قال الأعشى :

وإن امرأ قد زرته قبل هذه

بحَجْر لخير منك نفسا ووالدا (٣)

والحِجْر والحُجْر لغتان : وهو الحرام ، وكان الرجل يلقى غيره في الأشهر الحُرُم فيقول: حِجْرا مَحْجُورا أي حرام محرَّم عليك في هذا الشهر فلا يبدؤه بشر ، فيقول المشركون يوم القيامة للملائكة : حِجْراً مَحْجُوراً ، ويظنون أن ذلك ينفعهم كفعلهم في الدنيا ، قال :

حتى دعونا بأرحام لهم سلفت

وقال قائلهم إني بحاجُور (٤)

وهو فاعول من المنع ، يعني بمَعاذ. يقول : إني متمسك بما يعيذني منك ويحجبك (٥) عني ، وعلى قياسه العاثور وهو المتلف. والمُحَجَّر : المحرم. والمَحْجِر : حيث يقع عليه النقاب من الوجه ، قال النابغة :

وتخالها في البيت إذ فاجأتها

وكأن مَحْجِرَها سراج الموقد (٦)

وما بدا من النقاب فهو مَحْجِر. وأَحْجَار الخيل (٧) : ما اتخذ منها

__________________

(١) من التهذيب ٤ / ١٣٠ عن العين. والعبارة في الأصول مضطربة.

(٢) هو الأعشى كما في التهذيب واللسان وديوانه ص ١٥٧.

(٣) ديوانه ص ٦٥ والرواية فيه :

بجو لخير منك ....

(٤) البيت في التهذيب واللسان (حجر).

(٥) في التهذيب : ويحجرك.

(٦) عجز البيت في اللسان (حجر) والديوان ص ٣٨. والرواية فيه : «قد كان محجوبا سراج الموقد».

(٧) في (ط) : النخل ، وهو نصحيف.

٧٤

للنسل (١) لا يكاد يفرد. ويقال : بل يقال هذا حِجْر من أَحْجَار خيلي ، يعني الفرس الواحد ، وهذا اسم خاص للإناث دون الذكور ، جعلها كالمحرم بيعها وركوبها.

والحَجْر : أن تَحْجُر على إنسان ماله فتمنعه أن يفسده. والحَجْر : قد يكون مصدرا للحُجْرَة التي يَحْتَجِرُها الرجل ، وحِجَارها : حائطها المحيط بها. والحاجِر من مسيل الماء ومنابت العشب : ما استدار به سند أو نهر مرتفع ، وجمعه حُجْرَان ، وقول العجاج :

وجارة البيت لها حُجْرِيّ (٢)

أي حرمة. والحَجْرة : ناحية كل موضع قريبا منه. وفي المثل : يأكل خضرة ويربض حَجْرة (٣) أي يأكل من الروضة ويربض ناحية. وحَجْرَتا العسكر : جانباه من الميمنة والميسرة ، قال :

إذا اجتمعوا فضضنا حَجْرَتَيْهم

ونجمعهم إذا كانوا بداد (٤)

وقال النابغة :

أسائل عن سعدى وقد مر بعدنا

على حَجَرَات الدار سبع كوامل

وحِجْر المرأة وحَجْرها ، لغتان ، : للحضنين.

جحر :

جمع الجُحْر : جِحَرَة. أَجْحَرْتُهُ فانْجَحَرَ : أي أدخلته في جُحْر ، ويجوز في الشعر : جَحَرْتُه في معنى أَجْحَرْتُه بغير الألف. واجْتَحَرَ لنفسه جُحْرا. وجَحَرَ عنا الربيع : تأخر ، وقول امرىء القيس :

__________________

(١) في (س) : للفسيل ، وليس بالصواب.

(٢) الرجز في التهذيب واللسان والديوان ص ٣١٦.

(٣) في الأمثال ص ٣٨٠ وفي التهذيب : فلان يرعى وسطا ويربض حجرة.

(٤) البيت في التهذيب ٤ / ١٣٥ واللسان. (حجر).

٧٥

جَواحِرُها في صرة لم تزيل (١)

أي أواخرها. وقالوا : الجَحْرة السنة الشديدة ، وإنما سميت بذلك لأنها جَحَرَت الناس ، قال زهير :

ونال كرام الناس في الجَحْرَة الأكل (٢)

حرج :

الحَرَج : المأثم. والحارِج : الآثِم ، قال :

يا ليتني قد زرت غير حارِج (٣)

ورجل حَرِج وحَرَج كما تقول : دَنِف ودَنَف : في معنى الضيق الصدر ، قال الراجز:

لا حَرِج الصدر ، ولا عنيف (٤)

ويقرأ (يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) (٥) وحَرِجًا. وقد حَرِجَ صدره : أي ضاق ولا ينشرح لخير ورجل مُتَحَرِّج : كافّ عن الإثم وتقول : أَحْرَجَنِي إلى كذا : أي ألجأني فخرجت إليه أي انضممت إليه ، قال الشاعر : (٦)

تزداد للعين إبهاجا إذا سفرت

وتَحْرَج العين فيها حين تنتقب

والحَرَجَة من الشجر : الملتف قدر رمية حجر ، وجمعها حِرَاج ، قال :

ظل وظلت كالحِرَاج قُبُلا

وظل راعيها بأخرى مبتلى (٧)

__________________

(١) وصدر البيت كما في الديوان ، ص ٢٢ : فالحقنا بالهاديات ودونه.

(٢) وصدر البيت كما في الديوان ص ١١٠ : اذا السنة الشهباء بالناس أجحفت

(٣) لم نهتد إلى الرجز ولا إلى قائله.

(٤) الرجز في التهذيب واللسان.

(٥) سورة الأنعام ١٢٥.

(٦) البيت (لذي الرمة) انظر الديوان ١ / ٣١.

(٧) لم نهتد إلى هذا الرجز.

٧٦

والحِرْج : قلادة كلب ويجمع [على] أَحْرِجَة ثم أَحْرَاج ، قال الأعشى :

بنواشط غضف يقلدها

الأَحْرَاج فوق متونها لمع (١)

والحِرْج : ودعة ، وكلاب مُحَرّجة : أي مقلدة ، قال الراجز : (٢)

والشد يدني لاحقا والهبلعا

وصاحب الحِرْج ويدني ميلعا (٣)

والحُرْجُوجُ : الناقة الوقادة القلب ، قال :

قطعت بحُرْجُوج إذا الليل أظلما (٤)

والحَرَج من الإبل : التي لا تركب ولا يضربها الفحل معدة للسمن ، كقوله : (٥)

حَرَجٌ في مرفقيها كالفتل (٦)

ويقال : قد حَرَج الغبار غير الساطع المنضم إلى حائط أو سند ، قال :

وغارة يَحْرَجُ القتام لها

يهلك فيها المناجد البطل (٧)

جرح :

جَرَحْته أَجْرَحه جَرْحا ، واسمه الجُرْح. والجِراحة : الواحدة من ضربة أو طعنة. وجَوَارح الإنسان : عوامل جسده من يديه ورجليه ، الواحدة : جارِحة.

__________________

(١) لم نجد البيت في الديوان (تحقيق محمد محمد حسين).

(٢) هو (رؤبة بن العجاج) ، الديوان ص ٩٠.

(٣) ورواية الرجز في الديوان : (بذرى) في مكان (يدني) في الرجز. (وهبلعا) بدون (أل).

(٤) لم نهتد إلى قائل البيت ولا إلى تمامه.

(٥) هو الشاعر (لبيد).

(٦) وصدر البيت كما في الديوان ص ١٧٥ : قد تجاوزت وتحتى جسره.

(٧) البيت في اللسان من غير عزو.

٧٧

واجْتَرَحَ عملا : أي اكتسب ، قال :

وكل فتى بما عملت يداه

وما اجْتَرَحَت عوامله رهين (١)

والجَوَارِح : ذوات الصيد من السباع والطير ، الواحدة جارِحة ، قال الله تعالى : (وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ)(٢).

رجح :

رَجَحْت بيدي شيئا : وزنته ونظرت ما ثقله. وأَرْجَحْت الميزان : أثقلته حتى مال. ورَجَحَ الشيء رُجْحانا ورُجُوحا. وأَرْجَحت الرجل : أعطيته راجِحا. وحلم راجِح : يَرْجُحُ بصاحبه. وقوم مَراجِيح في الحلم ، الواحد مِرْجَاح ومِرْجَح ، قال الأعشى :

من شباب تراهم غير ميل

وكهولا مَرَاجِحا أحلاما (٣)

وأَرَاجِيح البعير : اهتزازه في رتكانه إذا مشى ، قال :

على ربذ سهل الأَرَاجِيح مرجم (٤)

والفعل من الأُرْجُوحة : الارْتِجاح. والتَّرَجُّح : التذبذب بين شيئين.

باب الحاء والجيم واللام معهما

ح ج ل ، ل ح ج ، ج ل ح ، ح ل ج مستعملات

حجل :

الحَجَل : القبج ، الواحدة حَجَلَة. وحَجَلَة العروس تجمع على حِجَال

__________________

(١) لم نهتد إلى قائل البيت.

(٢) سورة المائدة ٤.

(٣) كذا في التهذيب واللسان والديوان ص ٢٤٩ ، وفي الأصول المخطوطة : أحكاما.

(٤) الرواية في التهذيب واللسان. على ربذ سهو الاراجيح مرجم.

٧٨

وحَجَل ، قال :

يا رب بيضاء ألوف للحَجَل

والحَجْل ، مجزوم ، مشي المقيد. وحِجْلا القيد : حلقتاه. قال عدي بن زيد :

أعاذل قد لاقيت ما يزع الفتى

وطابقت في الحِجْلَيْن مشي المقيد (١)

وفلان يَحْجِل : إذا رفع رجلا ويثب في مشيه على رجل ، يقال : حَجَلَ. ونزوان الغراب : حَجْلُه. والحِجْل : الخلخال ، ويقال : الحَجْل أيضا ، قال النابغة :

على أن حِجْلَيْها وإن قلت أوسعا

صموتان من ملء وقلة منطق (٢)

والتَّحْجِيل : بياض في قوائم الفرس ، فرس مُحَجَّل ، وفرس باد حُجُولُه ، قال : (٣)

تعالوا فإن العلم عند ذوي النهى

من الناس كالبلقاء باد حُجُولُها

والحَوْجَلة : من صغار القوارير ما وسع رأسها ، قال العجاج :

كأن عينيه من الغئور

قلتان أو حَوْجَلَتا قارور (٤)

وحَجَل الإبل : أولادها وحشوها. وحَجَلَت عينه : غارت ، قال : (٥)

__________________

(١) ديوانه / ١٠٣.

(٢) ديوانه / ١٨٤.

(٣) هو (الأعشى) كما في اللسان (حجل) والتهذيب ٤ / ١٤٥. والديوان ص ١٧٥.

(٤) ديوانه ص ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، والرواية فيه :

كان عينيه من الغوور

بعد الأنى وعرق الغرور

قلتان في لحدي صفا منقور

أذاك أم حو جلتا قارور

(٥) في اللسان هو (ثعلبة بن عمرو).

٧٩

فتصبح حاجِلة عينه

بحنو استه وصلاه عيوب

جحل :

الجَحْل : ضرب من اليعسوب ، والجمع جِحْلان. غير الخليل : ضب جَحُول إذا كان ضخما كبيرا.

لحج :

اللَّحَج : كسر العين مثل اللخص إلا أنه من تحت ومن فوق. واللَّحَج : الغمص نفسه. واللَّحْج ، مجزوم ، الميلولة (١) الْتَحَجُوا إلى كذا. وأَلْحَجَهم فيه كذا : أمالهم فيه ، قال:

ويَلْتَحِجُوا بكرا لدى كل مذنب (٢)

قال العجاج :

أو تَلْحَج الألسن فينا مَلْحَجا (٣)

أي تقول فينا فتميل إلى القبيح عن الحسن.

جلح :

الجَلَح : ذهاب شعر مقدم الرأس ، والنعت أَجْلَح. والتَّجْلِيح : التعميم في الأمر. وناقة مِجْلَاح : وهي المُجَلِّحة على السنة الشديدة في بقاء لبنها ، والجميع : المَجَالِيح ، قال :

شد الفناء بمصباح مَجَالِحه

شيحانة خلقت خلق المصاعيب (٤)

__________________

(١) في اللسان : الميل.

(٢) لم نهتد إليه.

(٣) ديوانه / ٣٦٥. وقد نسب في اللسان إلى (رؤبة).

(٤) لم نجد هذا الشاهد في المظان المتيسرة لدينا.

٨٠