كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

حرف الهاء

باب الثنائي الصحيح

باب الهاء مع القاف

ق ه مستعمل فقط

قه :

قَهْ : حكاية ضرب من الضحك ، ثم يضاعف بتصريف الحكاية. يقال : قَهْقَهَ الضاحك يُقَهْقِهُ قَهْقَهَةً ، إذا مد ورجع. وإذا خفف قيل : قَهَ الضاحك ، قال الراجز : (١)

فهن في تهانف وفي قَهِ

وإن اضطر إلى تثقيلها جاز ، كقوله : (٢)

ظللن في هزرقة وقَهِ

والقَهْقَهَة في قَرَب الورد مشتق من اصطدام الأحمال لعجلة (٣) السير ، كأنهم توهموا لحس ذلك جرس نغمة فضاعفوه ، وقال رؤبة : (٤)

يطلقن قبل القَرَب المُقَهْقِه

__________________

(١) في التهذيب ٥ / ٣٣٩ واللسان (قهقه) غير منسوب أيضا.

(٢) في التهذيب ٥ / ٣٤٠ واللسان (قهقه) غير منسوب أيضا.

(٣) في النسخ : العجلة.

(٤) ديوانه ، ص ١٦٧.

٣٤١

باب الهاء مع الكاف

ك ه مستعمل فقط

كه :

الكَهْكَهَةُ : حكاية صوت الزَّمْر ، والكَهْكَهَة في الزمر أعرف منها في الضحك قال:(١)

يا حبذا كَهْكَهَةُ الغواني

وكَهْ : حكاية المُكَهْكِه. والأسد يُكَهْكِهُ في زئيره. قال : (٢)

سامٍ على الزَّءَّارة المُكَهْكِه

وناقة كَهَّة وكَهَاة ـ أي : ضخمة مسنة ثقيلة. قال : (٣)

فمرت كَهَاةٌ ذات خيف جلالة

باب الهاء مع الجيم

ه ج ، ج ه مستعملان

هج :

هَجَّجَ البعير يُهَجِّج تَهْجِيجا إذا غارت عينه في رأسه من جوع أو عطش أو إعياء غير خلقة. قال : (٤)

__________________

(١) التهذيب ٥ / ٣٤٢ ، واللسان (كهكه) غير منسوب أيضا.

(٢) (رؤبة) ديوانه ، ص ١٦٦.

(٣) (طرفة) ـ معلقته. وعجز البيت :

عقيلة شيخ كالوبيل يلندد

(٤) التهذيب ٥ / ٣٤٣ ، واللسان (هج) غير منسوب أيضا.

٣٤٢

إذا حجاجا مقلتيها هَجَّجَا

والهَجْهَجَة ، حكاية صوت الرجل إذا صاح بالأسد. قال : (١)

أو ذو زوائد لا يطاف بأرضه

يغشى المُهَجْهِجَ كالذنوب المرسل

وفحل هَجْهَاج في حكاية شدة هديره. والهَجْهَاج : النفور.

وهَجْهَجْتُ بالناقة وبالجمل إذا زجرته ، فقلت : هِيجْ هِيجْ. قال : (٢)

أمرقت من جوزه أعناق ناجية

تنجو إذا قال لها هِيجِي

وإذا حكوا ضاعفوا هَجْهَج ، كما يضاعفون الولولة من الويل ، فيقولون : ولولت المرأة ، إذا أكثرت من قولها : الويل.

والهَجَاجَة : الأحمق. والهَجَاجَة : الهبوة التي تدفن كل شيء بالتراب.

جه :

جَهْ : حكاية المُجَهْجِه. والجَهْجَهَة من صياح الأبطال في الحرب. يقال : جَهْجَهُوا فحملوا. قال : (٣)

فجاء دون الزجر والمُجَهْجَه

باب الهاء مع الشين

ه ش مستعمل فقط

هش :

الهَشّ : كل شيء فيه رخاوة. هَشَ يَهَشُ هَشَاشَة فهو هَشٌ هَشِيشٌ.

__________________

(١) (لبيد) ديوانه ص ٢٧٢.

(٢) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٩٨٧.

(٣) (رؤبة) ديوانه ص ١٦٦.

٣٤٣

والهَشّ : جذبك غصن الشجرة إليك ، وكذلك أن نثرت ورقها بعصا ، ومنه قوله عزوجل : (وَأَهُشُ بِها عَلى غَنَمِي)(١).

ورجل هَشٌ إذا هَشَ إلى إخوانه ، والهُشَاش والأُشاش بمنزلة هَرَقت وأَرَقت (٢).

باب الهاء مع الضاد

ه ض مستعمل فقط

هض :

الهَضّ : كسر دون الدق (٣) وفوق الرض.

والهَضْهَاض : الفحل الذي يَهُضّ أعناق الفحول. يقال : هو يُهَضْهِض الأعناق.

والهَضْهَضَة كذلك إلا أنه في عجلة والهَضّ في مهلة جعلوا ذلك كالمد والترجيع في الأصوات.

باب الهاء مع الصاد

ه ص ، ص ه مستعملان

هص :

الهَصُ : شدة القبض والغمز. تقول : هَصَّهُ وهَصْهَصَهُ في المد والترجيع. هُصَيْص : اسم أبي حي من قريش.

__________________

(١) سورة طه ـ ١٨.

(٢) في النسخ بعد هذا : هششت للمعروف أهش هشا وهشاشة إذا اشتهاه ، وإذا صح أنه له فهو من زيادات النساخ.

(٣) في النص المنقول في التهذيب : دون الهد. ٥ / ٣٤٦.

٣٤٤

صه :

صَهْ : كلمة زَجْر للسكوت. قال : (١)

صَهْ! لا تكلم لحماد بداهية

عليك عين من الأجذاع والقصب

وقال : (٢)

إذا قال حادينا لتشبيه نبأة

صَهٍ! لم تكن إلا دوي المسامع

يقول : حين أنصت لم يسمع شيئا إلا دوي سمعه.

وكل شيء من موقوف الرجز فإن العرب تنونه مخفوضا ، وما كان غير موقوف فعلى حركة صرفه في الوجوه كلها.

ويضاعف (صَهْ). فيقال : صَهْصَهْتُ بالقوم.

باب الهاء مع السين

ه س ، س ه مستعملان

هس :

الهَسَاهِس : الكلام الخفي المجمجم. وسمعت هَسِيسا وهو الهَمْس. والهَسَاهِس : حديث النفس ووسوستها. قال : (٣)

فلهن منك هَساهِس وهُمُوم

__________________

(١) اللسان (صهصه) غير منسوب أيضا.

(٢) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٧٩١.

(٣) (الأخطل) ديوانه ـ ٣٨١ وصدره :

رطوين ثوب بشاشة أبليته

٣٤٥

سه :

السَّهُ : حلقة الدبر. قال الراجز : (١)

ادع فعيلا باسمها لا تنسه

إن فعيلا هي صئبان السَّه

وقال : (٢)

شأتك قعين غثها وسمينها

وأنت السَّهُ السفلى إذا دعيت نَصْرُ

باب الهاء مع الزاي

ه ز مستعمل فقط

هز :

هَزَزْتُ الرمح ونحوه فاهْتَزَّ. وهَزَزْتُ فلانا للخير فاهْتَزَّ للخير. واهْتَزَّتِ الأرض : نبتت

والهَزْهَزَة والهَزَاهِز : تحريك البلايا والحروب للناس. وهَزِيز الريح : تحريكها. قال: (٣)

تقول هَزِيز الريح مرت بأثأب

باب الهاء مع الطاء

ط ه مستعمل فقط

طه :

الطَّهْطَاه : الفرس الفتي الرائع. قال : (٤)

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٥ / ٣٥٠ غير منسوب أيضا.

(٢) في التهذيب ٥ / ٣٥٠ غير منسوب أيضا.

(٣) (امرؤ القيس) ديوانه ص ٤٩ ، وصدره :

إذا ما جرى شاوين وابتل عطفه

(٤) اللسان (قبص) غير تام وغير منسوب أيضا.

٣٤٦

سليم الرجع طَهْطَاهٌ قبوص

وبلغنا في تفسير (طَهْ) مجزومة أنه بالحبشية : يا رجل.

ومن قرأ طاها فهما حرفان من الهجاء.

وبلغنا أن موسى بن عمران لما سمع كلام الرب استفزه الخوف حتى قام على أصابع قدميه خوفا ، فقال الله : طَهْ ، أي : اطمئن يا رجل.

باب الهاء مع الدال

ه د ، د ه مستعملان

هد :

الهَدُّ : الهدْم الشديد ، كحائط يُهَدُّ بمرة فينهدم ، والهَدَّة ، صوت تسمعه من سقوط ركن أو ناحية جبل.

والهادُّ : صوت شديد يسمعه أهل السواحل ، يأتيهم من قبل البحر له دوي في الأرض وربما كانت منه الزلزلة ، ودوية هديره. قال : (١)

يتبعن ذا هَدَاهِد عجنسا

إذا الغربان به تمرسا

وهَدْهَدَة الهُدْهُد : صوته.

والهُدَاهِد : طائر يشبه الحمام. قال الراعي : (٢)

كهُدَاهِد كسر الرماة جناحه

يدعو بقارعة الطريق هديلا

والتَّهَدُّد ، والتَّهْداد والتَّهْدِيد من الوعيد.

__________________

(١) نسبه في التكملة (عجس) إلى (علقة التيمي).

(٢) البيت (للراعي) في اللسان.

٣٤٧

والهَدْهَدَة : تحريك الأم ولدها لينام.

والهَدُّ من الرجال : الضعيف. يقال : هذا هَدُّ حي.

ويقال للرجل : مهلا هَدَادَيْك.

وهَدَاد ، حي من العرب.

ده :

دَهْ : كلمة كانت العرب تتكلم بها. يرى الرجل ثَأْرَه. فتقول له : يا فلان إلا دَهٍ فلا دَهٍ ، أي : أنك إن لم تثأر بفلان الآن لم تثأر به أبدا. وأما قول رؤبة : (١)

وقُوَّلٌ إلا دَهٍ فلا دَه

فيقال : إنها فارسية حكى قول ظئره.

والدَّهْدَهَة : قذفك الحجارة من أعلى إلى أسفل دحرجة. قال عمرو (٢) يصف السيوف :

يُدَهْدِهْن الرءوس كما تُدَهْدِي

حزاورة بأيديها الكرينا

حوّل الهاء الآخرة ياء ، لأن الياء أقرب الحروف شبها بالهاء ، ألا ترى أن الياء مدة والهاء نَفَس ، ومن هنالك صار مجرى الياء والواو والألف والهاء في رويّ الشعر واحدا نحو قوله (٣) :

لمن طلل كالوحي عاف منازله

فاللام هو الروي ، والهاء وصل للروي ، كما أنها لو لم تكن لمدت اللام حتى تخرج من مدتها واو أو ياء ، أو ألف للوصل نحو : منازلو ، منازلي ، منازلا.

__________________

(١) ديوانه ـ ١٦٦.

(٢) هو (عمرو بن كلثوم) ـ معلقته (شرح الزوزني) والرواية فيه : يدهدون الرءوس ... بابططحها ..

(٣) الشطر في التهذيب ٥ / ٣٥٨ ، واللسان (دهده) غير منسوب أيضا.

٣٤٨

باب الهاء مع التاء

ه ت ، ت ه مستعملان

هت :

الهَتُ شبه العصر للصوت ، يقال للبكر : يَهِتُ هَتِيتا ، ثم يَكِشُّ كَشِيشا ، ثم يَهْدِر إذا بزل هديرا. ويقال : الهمز صوت مَهْتُوت في أقصى الحلق ، فإذا رفه عن الهمز صار نفسا ، تحول إلى مخرج الهاء ، ولذلك استخفت العرب إدخال الهاء على الألف المقطوعة ، يقال : أَرَاق وهَرَاق ، وأَيْهات وهَيْهات.

وتقول : يَهُتُ الإنسان الهمزة هَتّا إذا تكلم بها.

والهَتْهَتَة أيضا تُقال في معنى الهَتِيت.

ته :

والهَتْهَتَة والتَّهْتَهَة [تقال] في التواء اللسان.

باب الهاء مع الذال

ه ذ مستعمل فقط

هذ :

[يقال : هَذَّه بالسيف هَذّاً إذا قطعه](١)

والهَذُّ : سرعة القطع ، وسرعة القراءة. قال : (٢)

كهَذّ الأشاءة بالمخلب

وقال : (٣)

__________________

(١) نص ما نقله التهذيب ٥ / ٣٥٩ عن العين وكان سقط من النسخ.

(٢) الشطر في التهذيب ٥ / ٣٥٩ واللسان (هذذ) غير منسوب أيضا.

(٣) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ٦٤٨ والرواية فيه : وقد حز.

٣٤٩

وعبد يغوث تحجل الطير حوله

قد اهْتَذّ عرشيه الحسام المذكر

ويروى : .. احتز ... ، في بعض اللغات.

باب الهاء مع الثاء

ه ث مستعمل فقط

هث :

الهَثْهَثَة : انتخال الثلج والبرد وعظام القطر في سرعة. يقال : هَثْهَثَ السحاب بمطره. قال : (١)

من كل جون مسبل مُهَثْهِث

والهَثْهَثَة : بعض كلام الألثغ. ويقال للوالي إذا جار وظلم : قد هَثْهَثَ. قال العجاج: (٢)

وأمراء أفسدوا فعاثوا

وهَثْهَثُوا فكثر الهَثْهَاث

باب الهاء مع الراء

ه ر ، ر ه مستعملان

هر :

الهِرَّة : السنورة ، والهِرّ : الذكر. ويجمع الهِرّ : هِرَرَة ، وتجمع الهِرّة : هِرَرا.

والهَرِير : دون النباح. تقول : هَرّ الكلاب إليه. وبه يشبه نظر الكماة بعضهم إلى بعض ، يقال : هَرّ الكماة.

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٥ / ٣٦٠ واللسان (هثث) غير منسوب أيضا.

(٢) نسب الرجز إلى (العجاج) في التهذيب ٥ / ٣٦٠ واللسان (هثث) وليس في ديوانه (رواية الأصمعي).

٣٥٠

وفلان هَرَّه الناسُ ، إذا كرهوا ناحيته. قال : (١)

أرى الناس هَرُّوني وشُهِّر مدخلي

وفي كل ممشى أرصد الناس عقربا

وهَرَّ الشوكُ هَرّا إذا اشتد يبسه. قال : (٢)

إذا ما هَرَّ وامتنع المذاق

أي : صار كأنه أظفار هرّ. والهُرْهُور : الكثير من الماء واللبن ، إذا حلبت سمعت له هَرْهَرَة. قال : (٣)

سلم ترى الدالح منه أزورا

إذا يعب في الطوي هَرْهَرا

والهَرْهَرَة والغرغرة يحكى بها بعض أصوات الهند والميذ (٤) عند الحرب.

ره :

الرَّهْرَهَة : حسن بصيص لون البَشَرة ، وأشباه ذلك.

باب الهاء مع اللام

ه ل ، ل ه مستعملان

هل :

هَلْ ـ خفيفةً ـ استفهامٌ ، تقول : هَل كان كذا وكذا؟ وهَل لك في كذا وكذا؟

__________________

(١) البيت (للأعشى) ديوانه ص ١١٣. في (ص) و (ط) : إن الناس. في (س) إذا الناس. وما اثبتناه فمن الديوان.

(٢) البيت تاما في التهذيب ٥ / ٣٦١ واللسان (هرر) غير منسوب أيضا ، وصدره :

وعين الشبرق الريان حتى

(٣) التهذيب ٥ / ٣٦١ ، واللسان (هرر) ، غير منسوب ، في (ص) و (ط) : سليم وهو من خطإ النساخ.

(٤) جاء في باب الذال والميم من المعتل : الميذ : جيل من الهند بمنزلة الكرد يغزون المسلمين في البحر.

٣٥١

وقول زهير : (١)

وذي نسب ناء بعيد وصلته

بمالك لا يدري أهَلْ أنت واصله

اضطرار ، لأن (هل) حرف استفهام وكذلك الألف ، ولا يستفهم بحرفي استفهام.

[قال الخليل لأبي الدقيش : هَلْ لك في الرطب؟ قال : أشد (هَلْ) وأوحاه فخفف ، وبعض يقول : أشد الهلّ وأوحاه]

وكل حرف أداة إذا جعلت فيه ألفا ولاماً صار اسما فقوي وثقل. وإذا جاءت الحروف اللينة في كلمة ، نحو لو وأشباهها ثقلت ، لأن الحرف اللين خوار أجوف لا بد له من حشو يقوى به إذا جعل اسما كقوله : (٢)

ليت شعري وأين مني ليت

إن ليتا وإن لوا عناء

والحروف الصحاح مستغنية بجروسها لا تحتاج إلى حشو فتترك على حالها.

وتقول : هلّ السحاب بالمطر هلّا ، وانهلّ بالمر انهِلَالاً ، وهو شدة انصبابه ، ويتهلّلُ السحاب ببرقه أي : يتلألأ. ويتهلّلُ الرجل فرحا. قال : (٣)

تراه إذا ما جئته متهللا

كأنك تعطيه الذي أنت سائله

والهَلِيلة : أرض يُسْتَهلُ بها المطر ، وما حواليها غير ممطور.

والهِلَال : غرة القمر حين يُهِلُّه الناس في غرة الشهر.

__________________

(١) ديوانه ص ١٤٣ إلا أن الرواية فيه : «بمال وما يدري بانك واصلة» ولا شاهد فيه.

(٢) (أبو زبيد الطائي) ـ مقدمة العين ص ٥٠.

(٣) (زهير) ديوانه ١٤٢.

٣٥٢

يقال : أُهِلَ (١) الهِلَالُ ولا يقال : هَلَ.

والمحرم يُهِلُ بالإحرام إذا أوجب بالإحرام إذا أوجب الحُرُمَ على نفسه. وإنما قيل ذلك ، لأنهم أكثر ما يحرمون إذا أَهَلُّوا الهِلَال فجرى ذلك على ألسنتهم.

وهُلِّلَ البعير تَهْلِيلا إذا استقوس وانحنى ظهره والتزق بطنه هزالا وإضاقا. قال : (٢)

إذا ارفض أطراف السياط وهُلِّلَت

جدوم المهاري عذبتهن صيدح

والهَلَلُ : الفزع ، يقال : حمل فلان فما هلّل [عن](٣) قرنه.

وتقول : أحجم عنا هَلَلا. قال كعب : (٤)

لا يقع الطعن إلا في نحورهم

وما بهم عن حياض الموت تَهْلِيل

والتَّهْلِيل : قول لا إله إلا الله.

والاستِهْلَال : الصوت. وكل مُتَهَلِّل رافع الصوت أو خافضه فهو مُهِلّ ومُسْتَهِلّ. وأنشد : (٥)

وألفيت الخصوم فهم لديه

مبرشمة أَهَلُّوا ينظرونا

والهِلَال : الحية الذكر.

__________________

(١) زعم الأزهري في التهذيب ٥ / ٣٦٥ أن الليث قال : تقول : أهل القمر ، ولا يقال أهل الهلال ، فعقب الأزهري بقوله : هذا غلط ، وكلام العرب : أهل الهلال.

وردد ابن منظور في اللسان مقالته بلا تعقيب.

ولكن ما في النسخ غير ذلك ، وكل ما جاء فيها : أهل الهلال ولا يقال : هل. فأين هذا مما زعمه الأزهري وغلطه.

(٢) (ذو الرمة) ديوانه ٢ / ١٢١٦.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

(٤) (كعب بن زهير) ديوانه ٢٥ ، والعجز فيه : ما إن لهم ...

(٥) التهذيب ٥ / ٣٦٧. واللسان (هلل) غير منسوب أيضا.

٣٥٣

والهَلْهَلُ : السم القاتل.

والهَلْهَلَة : سخافة النسج. ثوب مُهَلْهَل. والمُهَلْهَلَة من الروع : أردؤها.

والهُلَاهِل من وصف الماء : الكثير الصافي. ويقال : أَنْهَجَ الثوب هَلْهَالاً.

له :

اللهْلَهَة : مثل الهَلْهَلَة في النسج. قال : (١)

أتاك بقول لَهْلَهِ النسج كاذب

واللهْلَهَة : المكان الذي يضطرب فيه السراب قال : (٢)

ومُخْفِق من لُهْلُه ولُهْلُه

باب الهاء مع النون

ه ن ، ن ه مستعملان

هن :

الهَنُ : كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان. تقول : أتاني هَنٌ ، والأنثى : هَنَه بفتح النون إذا وقفت عندها لظهور الهاء ، فإذا مررتَ سكنتَ النون ، لأنها بنيت في الأصل على التسكين ، وصيرت الهاء تاء ، كقولك : رأيت هَنْةَ (٣) مقبلةً [لم](٤) تصرف ، لأنها اسم معرفة للمؤنث. وهاء التأنيث إذا سكن ما قبلها صارت تاء مع ألف الفتح الذي قبلها ، كقولك : القناة والحياة. وهاء التأنيث

__________________

(١) (النابغة) ديوانه ٤٩ .. وعجز البيت : «ولم ياتك الحق الذي هو ناصح».

(٢) (رؤبة) ديوانه ١٦٦.

(٣) في النسخ الثلاث : هنت.

(٤) التصحيح من اللسان (هنا) وفي النسخ الثلاث : ثم.

٣٥٤

أصل بنائها من التاء ، ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأنيث الاسم ، فقالوا في الفعل : فَعَلَتْ. وفي الاسم : فَعْلَة. وإنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين سائر الحروف ، لأن الهاء ألين الحروف الصحاح ، فجعلوا البدل صحيحا مثلها ، ولم يكن في الحروف (١) حرف أهش من الهاء ، لأن الهاء نَفَس.

وأما هَنْ فمن العرب من يسكن يجعلها مثل مَنْ فيُجريها مُجراها ، والتنوين فيها أحسن. كقول الراجز : (٢)

إذ من هَنٍ قول وقول من هَنِ

نه :

النَّهْنَهَة : الكف. تقول : نَهْنَهْتُ فلانا إذا زجرته ونهيته. قال : (٣)

نَهْنِهْ دموعَك إن مَن

يغتر بالحِدْثان عاجز

باب الهاء مع الفاء

ه ف ، ف ه مستعملان

هف :

الهَفِيف : سرعة السير. هَفَ يَهِفُ هَفِيفا. قال ذو الرمة : (٤)

إذا ما نعسنا نعسة قلت : غننا

بخرقاء وارفع من هَفِيف الرواحل

وزقاق الهَفَّة : موضع من البطيحة ، كثير القصباء ، فيه مخترق للسفن.

__________________

(١) من (س). في (ص) و (ط) : في الحروف.

(٢) (رؤبة) ، ديوانه ١٦١.

(٣) التهذيب ٥ / ٣٧٧ (وأشد) يعني الليث. وفي اللسان (نهنه) غير منسوب فيها. وما في النسخ هو :

نهنه دموعك واصبر للقضاء فما

تغني المحالة والدنيا لها دول

 (٤) ديوانه ٢ / ١٣٤٣ ، والرواية فيه ، من صدور الرواحل ، والرواية في التهذيب ٥ / ٣٧٧ : من هفيف ..

٣٥٥

وجارية مُهَفْهَفَة ، ومُهَفَّفة ـ لغة ـ : إذا كانت هَيْفَاء ، خميصة البطن ، دقيقة الخصر.

فه :

رجل فَهٌ وفَهِيهٌ : إذا جاءت منه سقطة أو جهلة من العي. ورجل فَهٌ : عي عن حجته. وامرأة فَهَّةٌ ... وقد فَهَ يَفَهُ فَهَاهَة وفَهّاً وفَهَّةً ، وفَهِهْتَ يا رجل.

ويقال : جئت لحاجة فأَفَهَّنِي عنها فلان إذا أنساكها.

باب الهاء مع الباء

ه ب ، ب ه مستعملان

هب :

هَبَّت الريح تَهُبُ هُبُوبا ، والنائم يَهُبُ هَبّا ، والسيف يَهُبّ ، إذا هز ، هَبّة. والتيس يَهِبُ هَبِيبا للسفاد. والناقة تَهِبُ هِبَابا. قال : (١)

فلها هِبَاب في الزمام كأنها

صهباء راح مع الجنوب جهامها

وهَبْهَبَ السراب إذا ترقرق ، والهَبْهَاب من أسماء السراب ، والهَبْهَاب لعبة لصبيان العراق والهَبْهَبِيُ : تيس الغنم ، ويقال : بل راعيها. قال : (٢)

كأنه هَبْهَبِيٌ نام عن غنم

مستأور في سواد الليل مذؤوب

به :

البَهْبَهِيُ : الجسيم الجريء. قال : (٣)

__________________

(١) (لبيد) ديوانه ص ٣٠٤ ، وفيه : خف مع الجنوب ...

(٢) في التهذيب ٥ / ٣٨٠ واللسان (هبب) غير منسوب أيضا.

(٣) المحكم ٤ / ٧٩ واللسان (بهه) غير منسوب أيضا. في النسخ : حريم بالمهملة. وهو تصحيف.

٣٥٦

لا تراه في حادث الدهر إلا

وهو يغدو ببَهْبَهِيٍ جريم

والبَهْبَهَة : من هدير الفحل.

والأَبَهُ : الأَبَحّ.

باب الهاء مع الميم

ه م ، م ه مستعملان

هم :

الهَمّ : ما هَمَمْتَ به في نفسك. تقول : أَهَمَّنِي هذا الأمر.

والهَمُ : الحزن.

والهِمَّة : ما هَمَمْتَ به من أمر لتفعله. يقال : إنه لعظيم الهِمَّة ، وإنه لصغير الهِمَّة.

ويقال : أَهَمَّنِي الشيء ، أي : أحزنني. وهَمَّني ، أذابني (١).

والمُهِمَّات من الأمور : الشدائد.

والهُمَام : الملك لعظم هِمَّتِه. وتقول : لا يكاد ولا يَهُمُ كودا ولا هَمّاً ولا مَهَمَّة ولا مَكادة.

والهَمِيم : دبيب هوامّ الأرض. والهَوامّ : ما كان من خَشاش الأرض ، نحو العقارب وشبهها ، الواحدة : هامَّة ، لأنها تَهِمُ ، أي : تدب.

والانهِمَام في ذوبان الشيء واسترخائه بعد جموده وصلابته ، مثل الثلج إذا ذاب. تقول : قد انْهَمَ. وانهَمَّت البقول إذا طبخت في القدر.

__________________

(١) في (س) : أرابني بالمهملة.

٣٥٧

والهاموم من الشحم كثير الإهالة. قال : (١)

وانْهَمَ هَامُوم السديف الواري

والهَمْهَمَة : نحو أصوات البقر والفيلة وأشباه ذلك.

والهَمْهَمَة : تردد الزئير في الصدر من الهم والحزن. ويقال للقصب إذا هزته الريح : إنه لهُمْهُوم ، ويقال للحمار إذا ردد نهيقه في صدره ، إنه لَهِمْهِيم. قال : (٢)

خلى لها سرب أولاها وهيجها

ومن خلفها لاحق الصقلين هِمْهِيم

وأحب الأسماء إلى الله : عبد الله وهمّام [لأنه ما من أحد إلا ويَهُمُ بأمر من الأمور ، رَشَدَ أو غَوَى](٣). ويقال : هو يَتَهَمَّمُ رأسه ، أي : يفليه.

وسحابة هَمُوم ، أي : صبابة للمطر. والهِمُ : الشيخ الفاني.

مه :

مَهْ : زجر ونهي. ومَهْمَهْتُ قلت له : مَهْ مَهْ.

والمَهْمَهُ : الخرق الواسع الأملس.

[وأما مهما فإن أصلها : ما ما ، ولكن أبدلوا من الألف الأولى هاء ليختلف اللفظ. ف (ما) الأولى هي (ما) الجزاء ، و (ما) الثانية هي التي تزاد تأكيدا لحروف الجزاء مثل أينما ومتى ما وكيفما. والدليل على ذلك أنه ليس شيء من حروف الجزاء إلا و (ما) تزاد فيه. قال الله [تعالى] : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ) الأصل : إن تثقفهم ...](٤).

__________________

(١) (العجاج) ديوانه ٧٦.

(٢) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ٤٤٥.

(٣) سقط من النسخ ، وأثبتناه من رواية التهذيب ٥ / ٣٨٤ عن العين.

(٤) مما نقله التهذيب ٥ / ٣٨٤ عن العين ، وقد سقط من النسخ.

٣٥٨

حرف الهاء

باب الثلاثي الصحيح

باب الهاء والخاء والباء معهما

ه ب خ مستعمل فقط

هبخ :

[أهملت الهاء مع الخاء في الثلاثي الصحيح إلا قولهم :](١). الهَبَيَّخَة : الجارية التارة. وبالحميرية : كل جارية هَبَيَّخة.

والهَبَيَّخَى : مشية في تبختر ، وقد اهْبَيَّخَتْ اهبِيَّاخا ، وهي تَهْبَيَّخُ. قال : (٢)

جر العروس ذيلها الهَبَيَّخا

باب الهاء والغين والنون معهما

ه ن غ مستعمل فقط

هنغ :

[لا توجد الهاء مع الغين إلا في هذه الحروف ، وهي : الأهيغ والغيهق ، والهَيْنَغ ، والغيهب ، والهِلْياغ. فأما الأهيغ فإنك ترى تفسيره في أول معتل

__________________

(١) أثبتناه من التهذيب ٥ / ٣٨٦ في نقله عن العين وقد سقط من النسخ.

(٢) الرجز في التهذيب ٥ / ٣٨٦ واللسان (هبخ) غير منسوب أيضا.

٣٥٩

الهاء. وأما الغَيْهَق فهو النشاط ويوصف به العظم والترارة](١).

الهَيْنَغَة : المرأة المُهانِغَة المضاحكة الملاعبة. قال : (٢)

قولا كتحديث الهلوك الهَيْنَغ

وهانَغْتُ المرأة مُهانَغَةً ، إذا غازلتها.

[والهِلْياغ : شيء من صغار السباع. قال :

وهِلْياغها فيها معا والغناجل](٣)

باب الهاء والغين والباء

ه ب غ ، غ ه ب مستعملان

هبغ :

الهُبوغ : النوم. هَبَغَ فلان يَهْبَغ هبغا إذا نام قال : (٤)

هَبَغْنا بين أرجلهن حتى

تبخبخ حرذي رمضاء حامي

غهب :

الغَيْهَب : شدة سواد الليل والجمل ونحوه. يقال : جمل غَيْهَب : مظلم السواد.

__________________

(١) من التهذيب ٥ / ٣٨٦ في نقله عن العين ، وقد سقط من النسخ.

(٢) (رؤبة) ديوانه ٩٧ والرواية فيه : رجس كتحديث ...

(٣) سقط من النسخ ، وأثبتناه من التهذيب ٥ / ٣٨٧ في نقله عن العين.

(٤) التهذيب ٥ / ٣٨٧ ، واللسان (هبغ) غير منسوب أيضا والرواية فيهما : بين أذرعهن. وقد جاء بعده : والأهيغ : أرغد العيش. قال (رؤبة :)

والاهبغ : أرغد العيش. قال رؤية

يغمسن من غمنه في الاهيغ

وأثبتناه في الهامش ، لأن مكانه في أول معتل الهاء ، وقد جاءت الكلمة مصحفة بالباء الموحدة من تحت فجاءت مع (هبغ) بالهاء والباء الموحدة من تحت والغين المعجمة.

٣٦٠