كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

واللِّياح : الثور الوحشي لبياضه ، والصبح يقال له : لِيَاح.

واللُّوح : الهواء. قال : (١)

ينصب في اللُّوحِ فما يفوت

وحل :

[الوَحَل : طين يرتطم فيه الدواب](٢) وَحِلَ فيه يَوْحَل وَحَلاً فهو وَحِل إذا وقع في الوَحَل ، والجميع : الأَوْحَال والوُحُول. واسْتَوْحَلَ المكان.

ولح :

الوَلِيحة : الجوالق الضخم الواسع. والجميع : الوَلِيح.

باب الحاء والنون و (وا ي) معهما

ح ن و ، ن ح و ، ح ي ن ، ن و ح ، ن ي ح ، أن ح ، أح ن مستعملات

حنو :

الحِنْو : كل شيء فيه اعوجاج. والجميع : الأَحْناء. تقول : حِنْو الحِجَاج ، وحِنْو الأضلاع ، وكل ما كان من خشب قد انْحَنَى ، من إكاف وسرج وقتب : حِنْو ، وكل منعرج من جبال وأودية وقفار : حِنْو. وحِنْو قُراقِر : موضع.

وحَنَيْتُه حَنْيا وحَنَوْتُه حَنْواً ، إذ عطفته. والانحناء الفعل اللازم ، والتَّحَنِّي مثله.

والمَحْنِيَة : مُنْحَنَى الوادي حيث ينعرج منخفضا عن السند ، ويقال في رجل في ظهره انْحِنَاء : إن فيه لحِنَايَة يهوديّة.

__________________

(١) التهذيب ٥ / ٢٤٨ ، واللسان (لوح) ، غير منسوب أيضا.

(٢) من نقول التهذيب عن العين ٥ / ٢٥٠ ، وقد سقط من النسخ.

٣٠١

والحَنِيّة : القوس ، والجميع : الحَنايا.

والحِنْو يجمع [أيضا] على حُنِيّ ، وربما جمعوا المُنْحَنَى على حُنِيّ. قال العجاج : (١)

في دفء أرطاة لها حُنِيّ

والمَحْنِيَة ، والجميع المَحَانِي ، في الأودية : عراقيلها. قال النابغة : (٢)

رعى الروض حتى نشت الغدر كلها

بثني المَحَانِي كلها ، والمداهن

والمَحْنِيَة : العلبة. وأَحْناء الأمور : مشتبهاتها. قال النابغة : (٣)

يقسم أَحْناء الأمور فهارب

وشاص عن الحرب العوان ودائن

والأم البرة : حانِية ، وقد حَنَت على ولدها تَحْنُو.

وحَنَت الشاة فهي حانِيَة إذا أمكنت الكبش ، من شدة صرافها.

والحانِيّ منسوب إلى الحانُوت ، والحانويّ [كذلك]

وحَنَّأته ، إذا خضبته بالحِنَّاء.

نحو :

النَّحْو : القصد نَحْوَ الشيء. نَحَوْتُ نَحْوَه ، أي : قصدت [قصده] وبلغنا أن أبا الأسود وضع وجوه العربية ، فقال [للناس] انْحُوا نَحْوَ هذا فسمي نَحْواً. ويجمع على الأَنْحَاء. قال : (٤)

وللكلام وجوه في تصرفه

والنَّحو فيه لأهل الرأي أَنْحاء

__________________

(١) ديوانه ص ٣٢٥ ، والرواية فيه : في دف أرطاة لها حتى.

(٢) ليس في ديوانه. في ديوانه ص ٢٢٤ بيتان على القافية والروي ليس هذا البيت أحدهما.

(٣) ليس في ديوانه. في التهذيب ٥ / ٢٥١ ، والتاج (حنا) وهو منسوب فيهما إلى (النابغة) أيضا.

(٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير النسخ.

٣٠٢

والناحِية من كل شيء : جانبه.

ويقال : نَحَّيْته فتَنَحَّى ، [وفي لغة] نَحَيْتُه أَنْحَاه نَحْياً بمعناه. قال ذو الرمة : (١)

ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه

لشيء نَحَتْهُ عن يديك المقادر

أي : باعدته.

والنِّحْيُ : جرة فخار يمخض فيها اللبن. نَحَى اللبنَ يَنْحَاه : مَخَضَه ، وتَنَحَّاه : تمخضه. قال : (٢)

في قعر نِحْيٍ أستثير حمه

وجمع النِّحْي : أَنْحاء. والنِّحْي : الزق.

وأَنْحَيْتُ عليه ضربا أي : أقبلت. وانْتَحَيْتُ له بسهم ، وتَنَحَّيْت له. قال : (٣)

تَنَحَّى له عمرو فشك ضلوعه

بمدرنفق الخلجاء ، والنقع ساطع

وكل من جد في أمر انْتَحَى فيه كالفرس يَنْتَحِي في عدوه. قال : (٤)

أَنْحَيْتُ لبتها الشمال بشفرة

وقال : (٥)

إذا انْتَحَى الغوي في انتِحَائه

__________________

(١) ديوانه ٢ / ١٠٣٧.

(٢) التهذيب ٥ / ٢٥٣ ، واللسان (نحا) غير منسوب أيضا.

(٣) التهذيب ٥ / ٢٥٤ ، واللسان (نحا) غير منسوب أيضا. في النسخ : فشل.

(٤) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى تمام القول.

(٥) لم نقف على الراجز ، ولا على الرجز في غير النسخ.

٣٠٣

حين :

الحَيْنُ : الهلاك. حانَ يَحِينُ حَيْنا ، وكل شيء لم يوفق للرشاد فقد حانَ حَيْناً.

والحائِنَة النازلة : ذات الحَيْن ، والجميع : الحَوَائِن. قال النابغة : (١)

بتبل غير مطلب لديها

ولكن الحَوَائِنَ قد تَحِينُ

وحَيَّنَهُ اللهُ فتَحَيَّنَ.

والحِين : وقتٌ من الزمان. تقول : حَانَ أن يكون ذلك يَحِينُ حَيْنُونة. وحَيَّنْتُ الشيء : جعلت له حِينا. والتَّحْيِين : أن تحلب الناقة في اليوم مرة واحدة. تقول : حَيّنها ، إذا جعل لها ذلك الوقت ، وهي مُحَيَّنة قال : (٢)

إذا أفنت أروى عيالك أفنها

وإن حُيِّنَتْ أربى على الوطب حَيْنُها

وحِينَئذٍ : تبعيد لقولك الآن

فإذا باعدوا بين الوقت باعدوا بإذ فقالوا : حينئذ ، خففوا الهمزة فأبدلوها ياء فكتبوا حِينَيذٍ.

والحِينُ : يومُ القيامة.

نوح :

النَّوْح : مصدر ناحَ يَنُوحُ نَوْحاً. ويقال : نائِحة ذات نِيَاحة ، ونَوَّاحة ذات مَنَاحة ، والمَنَاحة أيضا الاسم ، ويجمع على المَنَاحات والمَنَاوِح .. والنَّوَائِح : اسم يقع على النساء يجتمعن في مَنَاحة ، ويجمع على هذا المعنى على الأَنْوَاح. قال : (٣)

__________________

(١) ديوانه ص ٢٥٦ ، والرواية في (اليها) مكان (لديها).

(٢) نسبة التهذيب ٥ / ٢٥٥ ، واللسان (حين) إلى (المخبل) يصف إبلا.

(٣) (لبيد) ديوانه ص ٩٠.

٣٠٤

كأن مصفحات في ذراه

وأَنْوَاحا عليهن المآلي (١)

وتَنَاوَحَت الرياح ، إذا اشتد هبوبها.

والنَّوْح : نَوْح الحمام.

نيح :

النَّيْح : اشتداد العظم بعد رطوبته من الكبير والصغير. ناحَ يَنِيح نَيْحا. وإنه لعظم نَيِّحٌ شديد. ونَيَّحَ الله عظمه : يدعو له.

أنح :

أَنَحَ الرجل يَأْنِح أَنِيحا وأَنْحا إذا تأذى من مرض أو بهر يتنحنح ولا يئنُّ أَنِينا.

أحن :

الإِحْنَة : الحقد في الصدر ، وربما قالوا : حِنَة.

باب الحاء والفاء و (وا ي) معهما

ح ف و ، ح ف ي ، ف ح ر ، ح و ف ، ح ي ف ، ف ي ح ، و ح ف مستعملات

حفو

حفي :

الحِفْوَة والحَفَى مصدر الحافِي .. يقال : حَفِيَ يَحْفَى حَفًى [فهو حافٍ](٢) إذا كان بغير نعل ولا خف. وإذا انتحجت القدم ، أو فرسن البعير أو الحافر من

__________________

(١) في (ط) و (س) : الملالي.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

٣٠٥

المشي حتى رقت قيل : حَفِيَ يَحْفَى حَفًى فهو حَفٍ. قال الأعشى : (١)

فآليت لا أرثي لها من كلالة

ولا من حَفًى حتى تلاقي محمدا

وقال رؤبة : (٢)

فهو من الأين حَفٍ نحيت

وأَحْفَى الرجل إذا حَفِيَتْ دابتُه. وأَحْفَانِي إذا برّح بي في إلحاح أو سؤال. والحِفَايَة: مصدر الحَفِيّ ، وهو اللطيف بك يَبَرُّك ويلطفك ، ويَحْتَفِي بك ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) (٣) أي : برّا لطيفا ، وقوله عزوجل : (كَأَنَّكَ حَفِيٌ عَنْها)(٤) ، أي : كأنك معني بها. قال : (٥)

فإن تسألي عنا فيا رب سائل

حَفِيٍ عن الأعشى به حيث أصعدا

والحَفَأُ ـ مهموز ـ : البردي الأخضر ما كان في منبته كثيرا دائما ، والواحدة : حَفَأَة

واحتَفَأْته إذا قلعته وأخذت منه.

فحو :

الفَحْوَى : معنى ما يعرف من مذهب الكلام. تقول : عرفت ذلك في فَحْوَى كلامه ، وإنه ليُفَحِّي بكلامه إلى كذا وكذا.

والفَحَى : الأبزار ، تقول : فَحِ قدرك ، أي : [ألق فيها الأبزار](٦).

__________________

(١) ديوانه ص ١٣٥ ، والرواية فيه : حتى تزور ...

(٢) ديوانه ص ٣٥.

(٣) مريم ٤٧.

(٤) الأعراف ١٨٧.

(٥) الأعشى ديوانه ١٣٥.

(٦) زيادة من التهذيب ٥ / ٢٦١ لتوضيح المعنى.

٣٠٦

حوف :

الحَوْف : القرية في بعض اللغات ، والجميع : أَحْوَاف.

والحَوْف بلغة أهل الجوف ، وأهل الشحر كالهودج وليس به ، تركب به المرأة البعير.

والحافَان : عرقان أخضران من تحت اللسان ، والواحد : حافٌ ـ خفيف ـ وناحية كل شيء حافَتُه ، وتصغيرها : حُوَيْفَة

حيف :

الحَيْف : الميل في الحكم. حافَ يَحِيف حَيْفاً.

فوح

فيح :

الفَوْح : وجدانك الريح الطيبة. تقول : فاحَ المِسْك. قال : (١)

والمِسْك من أردانه فائِح

فاحَت الريح تَفُوح فَوْحا وفُئُوحا.

والفَيْح : سطوع الحر. والفَيْح والفُيُوح : خصب الربيع في سعة البلاد. قال أبو النجم : (٢)

ترعى السحاب العهد والفُيُوحا

والفَيْح : مصدر الأَفْيَح ، وهو كل موضع واسع ، وقد فاحَ يَفَاحُ فَيْحاً ، وكان قياسه : فَيِحَ يَفْيَحُ.

__________________

(١) لم نهتد إليه.

(٢) التهذيب ٥ / ٢٦٢ ، واللسان (فيح) غير منسوب فيها.

٣٠٧

وحف :

الوَحْف من الشعر : الكثير الأسود. ومن النبات : [الريان](١) ، وقد وَحُفَ يَوْحُفُ وَحَافَة ووُحُوفَة.

والوَحْفَة : صخرة تكون في جانب الوادي ، أو في سند (٢) ، ناتئة في موضعها سوداء. قال : (٣)

من الوِحَاف السود والتراصف (٤)

وقال الأعشى : (٥)

دَعَتْها التَّناهي بروض القطا

فنعف الوِحَاف إلى جُلْجُل

والوَحْفَة : الصوت من المضطهد.

والوَحْفاء : الأرض الحمراء ، ويقال : السوداء.

باب الحاء والباء و (وا ي) معهما

ح ب و ، ح و ب ، ب و ح ، ب ي ح ، مستعملات

حبو :

الصبي يَحْبُو قبل أن يقوم. والبعير يَحْبُو إذا عُقِل فيزحف حَبْواً.

وحَبَت الأضلاع إلى الصلب ، وهو اتصالها. ويقال للمسايل إذا اتصل

__________________

(١) من التهذيب ٥ / ٢٦٤ ، من نص ما نقله عن العين ، وقد سقط من النسخ.

(٢) في (ط) : سنة ، وفي (س) : متنه.

(٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير النسخ.

(٤) في (ط) : التواصف. وفي (س) : النواصف.

(٥) ليس في ديوانه. في المحكم ٤ / ١٩ ، واللسان (وصف) غير منسوب.

٣٠٨

بعضها ببعض : حَبا بعضها إلى بعض. قال : (١)

تَحْبُو إلى أصلابه أمعاؤه.

قال أبو الدقيش : تَحْبُو هاهنا : تتصل. والمِعَى كل مذنب بقرار الأرض ، والمذنب في سند رمل. قال : (٢)

كأن بين المرط والشفوف

رملا حَبَا من عقد العَزِيف

والعَزِيف من رمال بني سعد. وقال العجاج في الضلوع : (٣)

حابِي الحيود فارِضِ الحنجور

والحُبْوَة : الثوب الذي يُحْتَبَى به.

والحِبَاء : عطاء بلا مَنّ ولا جزاء. حَبَوْتُهُ أَحْبُوه حِبَاء ، ومنه أخذت المُحَاباة. قال:(٤)

اصبر يزيد فقد فارقت ذا مقة

واشكر حِبَاءَ الذي بالملك حاباكا

والحَبِيّ : سحاب فوق سحاب. وحَبَت السفينة إذا جرت. قال : (٥)

فهو ، إذا حَبَا ، له حَبِيّ

أي : اعترض له موج : وحَبَا لك الشيء ، أي : اعترض.

حوب :

الحَوْب : زجر البعير ليمضي ، وللناقة : حل ، والعرب تجره ولو رفع أو

__________________

(١) (رؤبة) ديوانه ص ٤.

(٢) (رؤبة) ديوانه ص ١٠٢ والرواية فيه : من عقد الغريف بالغين المعجمة. وفي النسخ : العريف بعين مهملة بعدها راء. وما أثبتناه فمن التهذيب ٥ / ٢٦٥ ، واللسان (حبا).

(٣) ديوانه ص ٢٢٧.

(٤) في التهذيب ٥ / ٢٦٦ واللسان (حبا) غير منسوب أيضا.

(٥) (العجاج) ديوانه ٣٢١.

٣٠٩

نصب لجاز ، لأن الرجز والأصوات والحكايات تحرك أواخرها على غير إعراب لازم ، وكذلك الأدوات التي لا تتمكن في التصريف ، فإذا حول منه شيء إلى الأسماء حمل عليه الألف واللام وأجري مجرى الاسم كقوله (١)

والحَوْبُ لما لم يقل والحل

والحَوْبَة والحَوْب : الإيوان (٢) ، والحَوْبة أيضا : رقة فؤاد الأم. قال : (٣)

لِحَوْبة أمّ ما يسوغ شرابها

والحَوْباء : روع القلب. قال : (٤)

ونفس تجود بحَوْبَائها

والتَّحَوُّب : شدة الصياح والتضرع. قال : (٥)

وسرحت عنه إذا تَحَوَّبا

والحُوب : الإثم الكبير. وحَابَ حَوْبَة.

والحَوْبَة : الحاجة. والمُحَوَّب : الذي يذهب ماله ثم يعود.

وحافر حَوْأَب وَأْب : مقعب.

والحَوْأَب : موضع [بئر] وذلك حيث نبحت الكلاب على عائشة [مقبلها إلى البصرة](٦).

__________________

(١) التهذيب ٥ / ٢٦٧ ، واللسان (حوب) غير منسوب ، وقد نسب في النسخ إلى (الكميت) وليس في مجموعة شعره.

(٢) كذا في الأصول ولم نجده في سائر المعجمات.

(٣) (الفرزدق) ، كما في اللسان (حوب) ، وصدره : فهب فهب لي خنيسا واحتسب فيه منه.

(٤) اللسان (حوب) غير منسوب.

(٥) نسبة اللسان (حوب) إلى (العجاج) ، وليس في ديوانه (رواية الأصمعي (بيروت).

(٦) من التهذيب ٥ / ٢٧٠ من نص ما نقله عن العين.

٣١٠

بوح :

البَوْح : ظهور الشيء. يقال باحَ به صاحبه بَوْحا وبُؤُوحا. قال : (١)

وبُحْتَ اليوم بالأمر الذي

قد كنت تخفيه

ويقال للرجل البَؤُوح : بَيِّحان بما في صدره. والباحَة : عرصة الدار.

وفي الحديث : نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكم ولا تَدَعُوها كباحَة اليهود (٢).

والإِبَاحة : شبه النهبى. استَبَاحُوه : انتهبوه.

بيح :

البِيَاح : ضرب من السمك صغار أمثال شبر. وهو أطيب السمك. قال (٣).

يا رب شيخ من بني رباح

إذا امتلا البطن من البِيَاح

صاح بليل أنكر الصياح

باب الحاء والميم و (وا ي) معهما

ح م و ، ح م ي ، ح و م ، م ح و ، و ح م ، م ي ح مستعملات

حمو

حمى :

الحَمْو : أبو الزوج ، وأخو الزوج ، وكل من ولي الزوج من ذي قرابته. فهم (٤) أَحْماء المرأة. وأم زوجها : حماتُها.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير النسخ.

(٢) اللسان (بوح).

(٣) الرجز في التهذيب ٥ / ٢٧١. واللسان (بيح) غير منسوب.

(٤) من (س). في (ص) و (ط) : فهو.

٣١١

وفي الحَمْو ثلاث لغات ، حَمَاها مثل (عصاها) ، وحَمُوها مثل (أبوها) ، وحَمْؤُها ـ مقصور مهموز ـ مثل (كمؤها). وتقول العرب : حَمأة حامِية وكَنَّة كاوية. وتقول : هذا حَمُوك ، ومررت بحَمِيك ورأيت حَمَاك ، مخفف بلا همز ، والهمز لغة رديئة. وقال الشاعر في رجل طلق امرأته فتزوجها أخوه : (١)

لقد أصبحت أسماء حجرا محرما

وأصبحت من أدنى حُمُوَّتِها حَمَا

أي : أصبحت أخا زوجها [بعد ما كنت زوجها].

وأما بالهمز فتقول : هذا حَمْؤُك ، ورأيت حَمْأَك ، ومررت بحَمْئِك ـ مخفف مهموز.

والحَمَاة : لحمة منتبرة في باطن الساق.

والحَمَأ : الطين الأسود المنتن. وفي التنزيل : (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)(٢) والمسنون : المصبوب. ويسمى الطين الذي نبث من النهر : الحَمْأَة. وقول الله [عزوجل] : (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) (٣) أي : ذات حَمْأَة.

والحِمَى ـ مقصور : موضع فيه كلأ يُحْمَى من الناس [أن يرعى](٤).

وحَمَيْتُ القوم حِمَاية ومَحْمِيَة. وكل شيء دفعت عنه فقد حَمَيْتَه. وحَمِيت من هذا الشيء أَحْمَى منه حَمِيَّة ، أي : أَنِفت أَنَفا وغَضَبا. ومشى في حَمِيَّتِه أي : في حملته. وإنه لرجل حَمِيٌ : لا يحتمل الضيم ، ومنه يقال : حَمِيّ الأنف. قال :

متى تجمع القلب الذكي وصارما

وأنفا حَمِيّاً تجتنبك المظالم

__________________

(١) التهذيب ٥ / ٢٧٢ واللسان (حما).

(٢) الحجر ٢٦.

(٣) الكهف ٨٦.

(٤) من التهذيب ٥ / ٢٧٣ من نص ما نقله عن العين.

٣١٢

وحَمَيْتُ المريض حِمْيَةً : منعته أكل ما يضره. واحْتَمَى المريض احتِمَاء.

واحْتَمَى في الحرب إذا حَمَى نفسه.

وحَمِيَ الفرسُ. إذا سخن وعرق ، [يَحْمَى حَمْيا وحَمَى الشدّ مثله](١) والواحد منه : حَمْيٌ ، والجميع : أَحْماء ، كما قال طرفة : (٢)

فهي تردي وإذا ما فرعت

طار من أَحْمَائها شد الأزر

وحَمِيَ الشيء يَحْمَى حَمْيا إذا سَخُنَ والحامِية : الحارّة.

وأَحْمَيْتُ الحديد إِحماء. وتقول : إن هذا الذهب والفضة ونحوهما لحسن الحَمَاء ـ ممدود ـ أي : خرج من الحَمَاء حسنا.

والحامِية : الرجل يَحْمِي أصحابه في الحرب. وتقول : هو على حامِيَة القوم ، أي : آخر من يَحْمِيهم في مضيهم وانهزامهم.

والحامِية أيضا : جماعة يَحْمُون أنفسهم ، كما قال لبيد : (٣)

ومعي حامِية من جعفر

كل يوم نبتلي ما في الخلل

والحامِية : الحجارة يطوي بها البئر. قال : (٤)

كأن دلوي تقلبان

بين حَوَامي الطي أرنبان

والحُمَّة عند العامة : إبرة العقرب والزنبور ونحوهما. وإنما الحُمَة سم كل شيء يلدغ أو يلسع.

والحُمَيّا : بلوغ الخمر من شاربها.

__________________

(١) تكملة من نص ما جاء في التهذيب ٥ / ٢٧٤ عن العين.

(٢) ديوانه ص ٦٥ والرواية فيه : إذا ما ألهبت ... أحمائها بالكسر.

(٣) ديوانه ص ١٩٠.

(٤) التهذيب ٥ / ٢٧٥ ، اللسان (حما).

٣١٣

واحْمَوْمَى الشيء فهو مُحْمَوْمٍ ، واحمَوْمَى الليل والسحاب ، وذلك من السواد. ومنهم من يهمز.

حوم :

الحَوْم : القطيع الضخم من الإبل. قال رؤبة : (١)

ونعما حَوْما بها مؤبلا

والحَوْمة : أكثر موضع في البحر ماء ، وأغمره. وكذلك في الحوض.

وحَوْمة الموت : شدته وعَلَزه.

والحَوَمان : دومان الطير وطيرانه يدوم ويَحُوم حول كل شيء. والحَوَمان : نبات بالبادية.

والحَوَائِم : الإبل العطاش جدا. وكل عطشان حائِم.

وهامة حائِمة ، أي : عطش دماغها.

محو :

المَحْوُ لكل شيء يذهب أثره. تقول : أنا أَمْحُوه وأَمْحَاه. وطيىء تقول : مَحَيْته مَحْيا ومَحْوا وامَّحَى الشيء يَمَّحِي امّحاءً. وكذلك امتَحَى إذا ذهب أثره. الأجود امَّحَى ، والأصل فيه : انْمَحَى. وأما امْتَحَى فلغة رديئة.

وحم :

يقال للمرأة الحبلى إذا اشتهت شيئا : قد وَحِمَت ، وهي تَحِمُ فهي وَحْمَى بيّنة الوِحَام. والوَحَم والوِحَام في الدواب إذا حملت استعصت ، فيقال :

__________________

(١) ديوانه ص ١٨٢.

٣١٤

وحمت. قال لبيد : (١)

قد رابه عصيانها ووِحَامها

ميح :

[المَيْح في الاستقاء : أن ينزل الرجل في قرار البئر إذا قل ماؤها فيملأ الدلو ، يَمِيح فيها بيده ، ويَمِيح أصحابه. والجميع : ماحَة](٢).

والمَيْح : يجري مجرى المنفعة [وكل من أعطى معروفا فقد ماحَ](٣).

والمَيْح والمَيْحُوحة : ضرب من المشي في رهوجة. قال : (٤)

مَيّاحة تَمِيح مشيا رهوجا

ومشية البطة : المَيْح.

وقد ماحَ فاه بالسواك يَمِيحُه مَيْحا ، [إذا شاصه وماصه](٥).

باب اللفيف من (الحاء)

الحاء :

الحاء : حرف هجاء مقصور موقوف ، فإذا جعلته اسما مددته. تقول : هذه حاءٌ مكتوبة. ومدتها ياءان. وكل حرف على خلقتها من حروف المعجم

__________________

(١) ديوانه ص ٣٠٤ ، وصدره :

يعلو بها حدب الإكام مسحج

(٢) فضلنا أن نثبت ما في التهذيب ٥ / ٢٧٨ مما نقل عن العين ، لأن ما يقابله في النسخ قاصر ومضطرب.

(٣) تكملة مما نقله التهذيب ٥ / ٢٧٩ عن العين.

(٤) (العجاج) ديوانه ص ٣٦٣.

(٥) تكملة من التهذيب ٥ / ٢٧٩ مما نقله عن العين. شاص فاه بالسواك : نظفه ، وماصه به : سنه. [اللسان (شيص) و (موص)].

٣١٥

فألفها إذا مدت صارت في التصريف ياءين. وتصغيرها : حُيَيَّة [وإنما يجوز تصغيرها] إذا كانت صغيرة في الخط أو خفية وإلا فلا. وحاء ـ ممدودة ـ قبيلة. قال : (١)

طلبت الثأر في حكم وحاء

ويقال لابن مائة : لا حاءَ ولا ساءَ ، أي : لا محسن ولا مسيء ، ويقال : لا رجل ولا امرأة.

ويقال : تفسيره أنه لا يستطيع أن يقول : حا وهو أمر للكبش عند السفاد ، يقال : حأحأت به وحاحيت به. قال أبو خيرة : حَأحَأ. وقال أبو الدقيش : أُحُو أُحُو.

ولا يستطيع أن يقول : سأ ، وهو للحمار ، ويقول : سأسأت بالحمار إذا قلت : سأسأ. قال : (٢)

قوم يحاحون بالبهام ونسوان

قصار كهيئة الحجل

الوحوحة :

الوَحْوَحَة : الصوت. والأُحاح : الغيظ ، قال : (٣)

طعنا شفى سرائر الأُحاح

حي :

حيّ ـ مثقلة ـ : يندب بها ، وينعى (٤) بها. يقال : حيّ على الفداء ، حيّ على الخير ، ولم يشتق منه فعل.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

(٢) (امرؤ القيس) ديوانه ص ٣٤٨.

(٣) (العجاج) ديوانه ص ٤٤٣.

(٤) في التهذيب ٥ / ٢٨٢ فيما نقله عن العين : ويدعى بها.

٣١٦

حو :

وحوّ : زجر للمعز دون الضأن. حَوْحَيْت به حَوْحَاة.

حيو :

والحَيَوة كتبت بالواو ليعلم أن الواو بعد الياء ، ويقال : بل كتبت على لغة من يفخم الألف التي مرجعها إلى الواو نحو : الصلوة والزكوة.

ويقال : حَيِيَ يَحْيا فهو حَيّ ، ويقال للجميع : حَيُّوا. ولغة أخرى : حيّ يَحَيّ ، والجميع : حَيُوا خفيفة مثل : بقوا.

والحَيَوان : كل ذي روح. الواحد والجميع فيه سواء.

والحَيَوان : ماء في الجنة لا يصيب شيئا إلا حيَ بإذن الله.

والحَيّة اشتقاقها من الحَيَاة ، ويقال : هي في أصل البناء : حَيْوَة. ولكن الياء والواو إذا التقتا وسكنت الأولى منهما جعلتا ياء شديدة ومن قال لصاحب الحَيَّات : حاي فهو فاعل من هذا البناء. صارت الواو كسرة كواو الغازي .. ومن قال : حَوّاء على فَعَّال فإنه يقول : اشتقاق الحَيَّة من حَوَيْت ، لأنها تتحوى في التوائها وكذلك (١) تقول العرب.

والحَيَا ـ مقصور ـ : حَيَا الربيع ، وهو ما تَحْيَا به الأرض من الغيث. قال : (٢)

وغيث حَياً تَحْيا به الأرض واسع

وأرض مَحْواةٌ : كثيرة الحَيّات ، اجتمعوا على ذلك.

والحَيَاء ـ ممدود : من الاستِحْياء. رجل حَيِيّ بوزن فَعِيل ، وامرأة حَيِيَّة

__________________

(١) في التهذيب ٥ / ٢٨٨ في نقله عن العين : وكل ذلك تقول العرب.

(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير النسخ.

٣١٧

بوزن فَعِيلة. قالت ليلى : (١)

وأَحْيَى حَياء من فتاة حَيِيَّة

وأشجع من ليث بخفان خادر

والمُحَاياة : الغذاء للصبي بما به حَياته.

والمُحَاياة : تَحِيَّة القوم بعضهم بعضا.

والحَيُ : الواحد من أَحْياء العرب.

وحَيَا الشاة : مقصور وممدود ـ لغتان.

والمُحَيَّا : الوجه. وقول العرب : حَيّاك الله : يعني : الاستقبال بالمُحَيَّا ، ويحتمل أن يكون اشتقاقه من الحَيَاة. وتقول : حَيَّاك الله وبَيَّاك ، أي : أفرحك وأضحكك ، ويقال : بياك تقوية لحَيَّاك.

وقول المصلي في التشهد : التَّحِيَّات لله ، معناه : البقاء لله ، ويقال : الملك لله.

حوي :

حَوَى فلان مالا حَيّاً وحَوَايَة ، أي : جمعه وأحرزه ، واحْتَوَى عليه ، كحَوِيّ الحَيّة.

والحَوِيَّة : مركب يهيأ للمرأة. والحَوِيّ : استدارة كل شيء ، كحَوِيّ الحَيَّة ، وكحَوِيّ بعض النجوم إذا رأيتها على نسق واحد مستديرة ، والحَوِيّة والحاوِيَة والجميع الحَوَايَا : الأمعاء قال علي عليه‌السلام : (٢)

أقتلهم ولا أرى معاوية

الأخزر العين العظيم الحاوِية.

__________________

(١) الشعر والشعراء ٢٧٤ (أوروبة) ، والرواية فيه : فتى هو أحياء من فتاة ...

(٢) اللسان (حوا) والرواية فيه : أضربهم ... الجاحظ العين ..

٣١٨

وقال : (١)

فهن من واطىء ثنيي حَوِيَّته

وناشج وعواصي الجوف تنشخب

والحِوَاء : أخبية تدانى بعضها من بعض. تقول : هم أهل حِوَاء واحد ، والجماعة : أَحْوِيَة.

والحَوَّاء : نبت معروف ، الواحدة : حُوَّأَة.

والحُوَّة في الشفاه : شبه اللمى واللمس. قال ذو الرمة : (٢)

لمياء في شفتيها حُوَّة لعس

وفي اللثات وفي أنيابها شنب

ويح :

أما الوَيْح ونحوه مما في صدره واو فلم يسمع في كلام العرب إلا وَيْح ، ووَيْس ، ووَيْل ، ووَيْه. فأما وَيْح فيقال إنه رحمة لمن تنزل به بلية. [وربما] جعل مع (ما) كلمة واحدة فقيل : وَيْحما. قال حميد : (٣)

ووَيْح لمن لم يدر ما هن وَيْحما

فجعل (وَيْحما) كلمة واحدة فأضاف (وَيْح) إلى (ما) (٤). ونصب (ويحما) لأنه فعل معكوس على الأول كما قال :

ويل له ويل له ويلا

__________________

(١) (ذو الرمة) ديوانه ١ / ١١٣.

(٢) ديوانه ١ / ٣٢.

(٣) (حميد بن ثور) ديوانه ، هامش ص ٧ وصدره :

الا هيما مما لقيت وهيما

(٤) بعدها في (ص وط) : ولو وصل لقال : ويحا ما كما قال : أيا ما وفي (س) : ولو وصف لقال ... ولم نثبت أحدهما في المتن لأنها غير مفهومة وغير واضحة العلاقة.

٣١٩

وحي :

يقال : وَحَى يَحِي وَحْيا ، أي : كتب يكتب كتبا. قال العجاج : (١)

لقَدَر كان وَحَاه الواحِي

وقال :

في سورة من ربنا مَوْحِيّة

وأَوْحَى الله إليه ، أي : بعثه. وأَوْحَى إليه : ألهمه. وقوله عزوجل : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)(٢) ، أي : ألهمها. وأَوْحَى لها معناه : وأَوْحَى إليها في معنى الأمر. قال الله عزوجل : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها)(٣).

قال العجاج : (٤)

وَحَى لها القرار فاستقرت

أراد : أَوْحَى إليها ، إلا أن لغته : وَحَى ، فإذا لم يذكر (لها) قال : أَوْحَى.

وزكريا أَوْحَى إلى قومه ، أي : أشار إليهم. والإِيحَاء : الإشارة. قال : (٥)

فأَوْحَت إليها والأنامل رُسْلُها

وقوله (٦) : (وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ)(٧). أي : استفعلوا من الحياة ، أي :

__________________

(١) ديوانه ص ٤٣٩.

(٢) النحل ٦٨.

(٣) الزلزلة ٥.

(٤) ديوانه ص ٢٦٦.

(٥) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول.

(٦) الكلام من هنا إلى قوله : نقيض الميت حقه أن يكون من ترجمة (حيو) لا (وحي).

(٧) غافر ٢٥.

٣٢٠