كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

والوَحْد : منصوب في كل شيء [لأنه] يجري مجرى المصدر خارجا من الوصف ، ليس بنعت فيتبع الاسم. وليس بخبر فيقصد إليه دون ما أضيف إليه ، فكان النصب أولى به ، إلا أن العرب قد أضافت إليه ، فقالت : هو نسيجُ وَحْدِهِ ، وهما نَسِيجَا وَحْدِهِما ، وهم نُسَجَاءُ وَحْدِهِم ، وهي نسيجةُ وَحْدِها ، وهن نَسَائِجُ وَحْدِهِنَ : وهو الرجل المصيب الرأي. وكذلك قريعُ وَحْدِهِ وكذلك صرفه ، وهو الذي لا يقارعه في الفضل أَحَد.

ووَحَدَ الشيء فهو يَحِدُ حِدَةً ، وكل شيء على حِدَةٍ بائن من آخر. يقال : ذلك على حِدَتِه وهما على حِدَتِهما ، وهم على حِدَتِهم ، والرجل الوَحِيد ذو الوَحْدَة ، وهو المنفرد لا أنيس معه ، وقد وَحُدَ يَوْحُدُ وَحَادَة ووَحْدَة ووَحَدا.

والتَّوْحِيد : الإيمان بالله وَحْدَه لا شريك له ، والله الواحِد الأَحَد ذو التَّوَحُّد والوَحْدَانيَّة. [والواحِد : أول عدد من الحساب](١). تقول في ابتداء العدد : واحِد ، اثنان ، ثلاثة إلى عشرة. وإن شئت قلت : أَحَد ، اثنان ، ثلاثة ، وفي التأنيث : واحِدة وإِحْدَى. ولا يقال غير أَحَد ، [وإِحْدَى](٢) في أَحَدَ عشر ، وإِحْدَى عشرة. ويقال : واحِد وعشرون ، وواحِدة وعشرون ، فإذا حملوا الأَحَد على الفاعل أجري مجرى الثاني والثالث ، وقالوا : هذا حادِي عشرهم ، وثاني عشرهم وهذه الليلة الحادِية عشرة واليوم الحادِي عشر. وهذا مقلوب كجذب وجبذ.

والوُحْدان : جماعة الواحِد.

وتقول : هو أَحَدُهم ، وهي إِحْدَاهن ، فإذا كانت امرأة مع رجال لم يستقم أن تقول: إحداهم ، ولا أحدهم ، إلا أن تقول : هي كأحدهم ، أو هي واحِدة منهم.

وتقول : الجلوس والقعود واحِد ، وأصحابك وأصحابي واحِد.

__________________

(١) زيادة من التهذيب ٥ / ١٩٣ مما نقله عن العين.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

٢٨١

والمَوْحَد كالمَثنَى والمَثْلَث ، وتقول : جاءوا مثنى ومثلث ومَوْحَد ، وجاءوا ثُناءَ وثُلاثَ وأُحَادَ. والمِيحاد كالمِعْشار ، وهو جزءٌ واحِد ، كما أن المعشار عُشْرٌ.

والمَوَاحِيد : جماعة المِيحاد ، ولو رأيت أكمات منفردات كل واحِدة بائنة عن الأخرى كانت مِيحادا أو مَوَاحِيد.

وتقول : ذاك أمر لستُ فيه بأَوْحَدَ ، أي : لست على حِدَة. والحِدَة (١) أصلها الواو.

باب الحاء والتاء و (وا ي) معهما

ح ت و ، ح و ت ، و ت ح ، ت ي ح مستعملات

حتو :

الحَتْو : كفك هدب الكساء ملزقا به.

حَتَوْتُه أَحْتُوه حَتواً ، [وفي لغة] حَتَأْته حَتْأً.

والحَتِيّ : سويق المقل.

حوت :

الحُوت : معروف. والجميع : الحِيتان وهو السمك.

والحُوت : برج من الاثني عشر ، وهو آخرها.

والحَوْت ، والحَوَتان : حَوَمان الطائر حول الماء ، وحَوَمان الوحشية حول شيء.

__________________

(١) في (ص) و (ط) : والواحد أصلها الواو. وفي (س) : والواحدة أصلها الواو.

٢٨٢

قال طرفة : (١)

ما كنت مجدودا إذا غدوت

وما رأيت مثل ما لقيت

لطائر ظل بنا يَحُوتُ

ينصب في اللوح فما يفوت

يكاد من رهبتنا يموت

وتح :

الوَتْح : القليل من كل شيء. يقال : أعطاني عطاء وَتْحا ، وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوْتَحَه. ووَتُحَ عطاؤَه وَتَاحة وتِحَة.

تيح :

تقول : وقع فلان في مهلكة فتَاحَ له رجل فأنقذه ، وأَتَاحَ اللهُ له من أنقذه. قال:(٢)

تاحَ لها بعدك حنزاب وأي

وقال (٣) : ما هاج مِتْياح الهوى المُتَاح

وأُتِيح له الشيء ، أي : هيء له.

ورجل مِتْيَح : لا يزال يقع في بلية. وقلب مِتْيَح ، قال الراعي : (٤)

أفي أثر الأظعان عينك تلمح

نعم : لات هنا أن قلبك مِتْيَح

__________________

(١) ليس في ديوانه ، هو في التهذيب ٥ / ٢٠١ واللسان (حوت).

(٢) نسبه التهذيب إلى الأغلب.

(٣) المحكم ٣ / ٣٣٠.

(٤) البيت في المحكم ٣ / ٣٣٠ غير منسوب ، وفي اللسان (تيح) منسوب إلى (الراعي) ، وفي التهذيب ٥ / ٢٠٢ منسوب إلى (الطرماح) ، ولكن ليس في ديوانه.

٢٨٣

باب الحاء والظاء و (وا ي) معهما

ح ظ و ، ح ظ ي يستعملان فقط

حظو

حظي :

الحُظْوة (الحِظْوة) : المكانة والمنزلة من ذي سلطان ، ونحوه.

وتقول : حَظِيَ عنده يَحْظَى حِظْوَة.

والحَظْوَة : السهم الصغير الذي ليس له نصل ، وجمعه : حَظَوات وحِظَاء.

باب الحاء والذال و (وا ي) معهما

ح ذ و ، ح و ذ ، ح ذ ي ، و ذ ح مستعملات

حذو :

حَذَوْتُ له نعلا ، إذا قطعتها على مثال. واحْتَذَأْتُه واحْتَذَيْت على مثاله ، أي : اقتديت به. وحاذَيْتُه : صرت بحِذَائِه.

حوذ :

حاذَ يَحُوذ حَوْذا ، أي حاط يحوط حوطا. والحاذُ : شجر عظام ، الواحدة : حاذَة.

واسْتَحْوَذَ عليه الشيطان ، واسْتَحَاذَ ـ لغة ، أي : غلب عليه.

ورجل أَحْوَذِيٌ ، وأَحْوَزِيّ ، أي : نسيجُ وحدِهِ. وأَحْوَذَ ثوبه إليه : أي : ضمه.

٢٨٤

قال لبيد : (١)

إذا اجتمعت وأَحْوَذَ جانبيها

وأوردها على عوج طوال

حذي :

الحُذَيَّا : هدية البشارة. وأَحْذَيْتُهُ : أعطيته.

وحَذِيَ هذا الشيءُ اللسانَ يَحْذِيه [إذا كان] من لبن قارص ، أو نبيذ يقرص اللسان.

وذح :

الوَذَح : ما يتعلق بأصواف الغنم من البعر.

باب الحاء والثاء و (وا ي) معهما

ح ث ي ، ح ي ث ، ح و ث مستعملات

حثي :

حَثَى في وجهه التراب يَحْثِي حَثْياً.

حيث

حوث :

للعرب في حيث لغتان واللغة العالية : حَيْثُ ، الثاء مضمومة وهو أداة للرفع يرفع الاسم بعده ، ولغة أخرى : حوث رواية عن العرب لبني تميم. قال : (٢)

ولكن قذاها واحد لا تريده

أتتنا بها الغيطان من حوث لا ندري

__________________

(١) ديوانه ص ٨٦.

(٢) ثاني بيتين (للأخطل) (الديوان ص ٣٦١) وهما :

ولكن شخصا لا تزر بقربة

رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري

٢٨٥

باب الحاء والراء و (وا ي) معهما

ح ر و ، ح ر ي ، ح و ر ، ح ي ر ، ر ح ا ، و ح ر ، ر و ح ، ر ي ح مستعملات

حرو :

الحَرَاوَة : نحو طعم الخردل وشبهه. ويقال : لهذا الكحل حَرَاوة ومضاضة في العين.

حري :

الحَرْي : النقصان بعد الزيادة. والقمر يَحْرِي الأول فالأول حتى ينقص ، حَرْياً.

والحَرَى ـ مقصور ـ : موضع البيض ، وهو الأفحوص والأدحي. قال : (١)

بيضة زاد هيقها عن حَرَاها

كل طار عليه أن يطراها

والحَرَى أيضا : كل موضع للظباء تأوي إليه.

والحَرَى : الجدارة. تقول : هو حَرِيّ : أي : خليق. وهو حَرٍ وبالحَرَى وحَرًى أن يكون كذاك ، وما أَحْرَاه وأَحْرِ به أن يكون كذا.

وفلان يَتَحَرَّى مسرتي ، ويَتَحَرَّى بكلامه وأمره الصواب.

وحِرَاءُ ـ ممدود ـ : جبل بمكة معروف. قال الشاعر : (٢)

تفرج عنا الهم لما بدا لنا

حِراء كرأس الفارسي المتوج

الحِر : يجمع على الأَحْراح. رجل حَرِحٌ : مولَع بالأَحْراح. وحَرِحَ الرجل أُولِعَ](٣)

__________________

(١) التهذيب ٥ / ٢١٣. واللسان (حري) غير منسوب أيضا.

(٢) مما أنشد الليث ولم نهتد إليه في غير الأصول.

(٣) ذكرت لفظة (حر) و (حرح) هنا ، وليس هذا موضعها ، وقد تنبه الأزهري لذلك ، فقال في ٥ / ٢١٤ : قلت : ذكر الليث هذا الحرف في المعتلات ، باب المضاعف أولى به أما الصحاح فقد ذكرها في باب الحاء ـ فصل الحاء (حرح) ، وكذلك فعل اللسان والقاموس المحيط.

٢٨٦

حور :

الحَوْر : الرجوع إلى الشيء وعنه. والغصة إذا انحدرت. يقال : حارَت تَحُور ، وأَحَارَ صاحبها. وكل شيء تغير من حال إلى حال ، فقد حارَ يَحُورُ حَوْرا ، كقول لبيد : (١)

وما المرء إلا كالشهاب وضوئه

يَحُور رمادا بعد إذ هو ساطع

والمُحَاوَرَة : مراجعة الكلام. حاوَرْت فلانا في المنطق ، وأَحَرْتُ إليه جوابا. وما أَحَار بكلمة ، والاسم : الحَوِير ، تقول : سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.

والمَحْوَرة من المُحاوَرَة ، كالمَشْوَرة من المُشاورة ، وهي مَفعلة. قال الشاعر : (٢)

بحاجة ذي بث ومَحْوَرَة له

كفى رجعها من قصة المتكلم

وفي الحديث : نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر (٣). أي : النقصان بعد الزيادة ، كقولهم : العنوق بعد النوق ، أي : بينا كنت في كور الزيادة إذا أنت تَحُور راجعا إلى النقصان.

ويقال : الحَوْر : ما تحت الكور من العمامة ، والحَوْر خشب يقال لها البيضاء.

والحُوَار : الفصيل أول ما ينتج ، والجميع : الحِيران.

والحَوَر : الأديم المصبوغ بحمرة حَوَّرَتْه ، وجمعه : أَحْوَار. قال : (٤)

__________________

(١) ديوانه ص ١٦٩.

(٢) التهذيب ٥ / ٢٢٧ واللسان (حور) غير منسوب أيضا.

(٣) التهذيب ٥ / ٢٣٠ ، والمحكم ٣ / ٣٨٥.

(٤) التهذيب ٥ / ٢٣٠.

٢٨٧

فظل يرشح مسكا فوقه علق

كأنما قد في أثوابه الحَوَر

وخف مُحَوَّر : إذا بُطِّن بحَوَرٍ.

والحَوَر : شدة بياض العين وشدة سوادها ، ولا يقال : امرأة حَوْراء إلا لبيضاء مع حَوَرِها ، والجميع : حُورٌ. وفي قراءة : وحِير عِين.

والمِحْوَر : الحديدة التي يدور فيها لسان الإبزيم في طرف المنطقة وغيرها ، [والحديدة التي تدور عليها البكرة يقال لها : المِحْوَرة](١).

والمِحْوَر : الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوَّرُ به الخبز تَحْوِيرا.

والحُوَّارَى : أجود الدقيق ، يقال : حَوَّرْتُهُ تَحْوِيرا ، أي : بيضته

وامرأة حَوَارِيَّة ، أي : بيضاء حضرية ، ولا تكون بدوية.

والحَوَارِيُّونَ : الذين كانوا مع عيسى عليه‌السلام ينصرونه ، وكانوا قصارين ، يقال : فعل الحَوَارِيُّونَ كذا ، ونصر الحَوَارِيُّونَ كذا ، فلما جرى على ألسنة الناس سمي كل ناصر حَوَارِيّاً.

حير :

يقال : حارَ بصره يَحارَ حَيْرَة وحَيْرا ، وذلك إذا نظرت إلى الشيء فغشي بصرك ، وهو حَيْران تائه ، والجميع : حَيَارَى ، وامرأة حَيْرَى. قال : (٢)

حَيْرَانَ لا يبرئه من الحَيَر

والطريق المُسْتَحِير الذي يأخذ في عرض مفازة لا يدرى أين منفذه قال : (٣)

ضاحي الأخاديد ومُسْتَحِيره

في لاحب يركبن ضيفي نيرة

__________________

(١) من التهذيب ٥ / ٢٣٠ من نص ما نقله عن العين ، وما يقابله في النسخ فمضطرب.

(٢) (العجاج) ديوانه ٦٧.

(٣) التهذيب ٥ / ٢٣١ ، واللسان (حير) غير منسوب أيضا.

٢٨٨

والحائِر : حوض يسيب إليه مسيل الماء في الأمصار يسمى هذا الاسم بالماء ، وبالبصرة : حائِر الحُجّاج ، معروف يابس لا ماء فيه ، وأكثر الناس يسمونه : الحَيْر ، كما يقال لعائشة : عيشة يستحسنون التخفيف وطرح الألف. قال العجاج : (١)

سقاه ريا حائِر رويّ

وإنما سمي حائِرا ، لأن الماء يَتَحَيَّر فيه يرجع أقصاه إلى أدناه.

واستَحارَ الرجل بمكانه إذا نزله أياما.

والحِيرة بجنب الكوفة ، والنسبة إليها : حاريّ كقولهم في النسبة إلى تمر : تمري ، فأراد أن يقول : حَيْرِيّ فسكن الياء فصارت ألفا.

والحارَةُ : كل محلة دنت من منازلهم ، فهم أهل حارَة.

قال أبو عمرو : أنشدتني امرأة من حمير وهي ترقص ابنا لها :

يا ربنا من سره أن يكبرا

فهب له أهلا وما لا حِيرا

والحِيَر : الكثير من الأهل والمال.

والمَحارة : الصدف.

رحي :

رَحاً ورَحَيان ، ثلاث أَرْحٍ ، وأَرْحاء كثيرة ، والأَرْحِيَة كأنها جماعة الجماعة.

ورَحَى الحرب : حومتها ، ورَحَى الموت ، ومَرْحَى الحرب. قال : (٢)

__________________

(١) ديوانه ٣١٤.

(٢) لسان العرب (رحا) غير منسوب أيضا ، وقد سقط البيت من (س).

٢٨٩

على الجرد شبانا وشيبا كأنهم

إذا كانت المَرْحَى الحديد المجرب

وقال : (١)

الناس في غفلاتهم

ورَحَى المنية تطحن

ويقال لفراسن الفيل : أَرْحاء. قال حميد : (٢)

تحمل أَرْحاءً ثقالا تصدم

من كل جانب لهن منسم

والأَرْحاء : الأضراس ، الواحد : رَحى.

ومَرْحَى الجمل : الموضع الذي دارت عليه رَحَى الحرب.

والمَرْحَى : العجب. قال:(٣)

وقال ابنا أميمة يال بكر

فقلت : أجهرة مَرْحَى كبير

والرَّحَى : قطعة من النجف تعظم من نحو ميل مشرفة على ما حولها.

والرَّحَى : نبات تسميه الفرس إسبانخ

والرَّحَى : كركرة البعير.

وحر :

الوَحَر : وَغْر في الصدر من الغيظ والحقد. تقول : وَحِرَ صدره وَحَراً ، وإنه لَوَحِرِ الصدر. والوَحَر : وَزَغة تكون في الصحارى أصغر من العظاية ، وهي ألف سوام أبرص خلقة.

وامرأة وَحِرَة : أي : سوداء دميمة قصيرة.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(٢) هو (حميد الأرقظ) الراجز وليس (حميد بن ثور) ، ولم نقف على الرجز في غير الأصول.

(٣) لم نقف عليه في غير الأصول.

٢٩٠

روح :

الرُّوح : النفس التي يحيا بها البدن. يقال : خرجت رُوحُهُ ، أي : نفسه ، ويقال : خرج فيذكر ، والجميع أَرْوَاح.

والرُّوحانيُ من الخلق نحو الملائكة ، وخلق رُوحا بلا جسم (١).

والرُّوح : جبرئيل عليه‌السلام. [وهو] رُوح القدس

ويقال : الرُّوح ملك يقوم وحده فيكون صفا.

وإِرْوَاح اللحم : تغير رِيحه.

والرَّوَاح من لدن زوال الشمس إلى الليل. رُحْنا رَوَاحا ، يعني السير والعمل بالعشي.

وتَرَوَّحَ القوم في معنى : رَاحُوا. قال : (٢)

تَرَوَّحْ بنا يا عمرو قد قصر العصر

والمَرَاح : الموضع الذي تَرُوح إليه أو منه كالمَغْدَى من الغداة.

ويقال : ما لفلان في كذا من رَوَاحٍ ، أي من راحَة.

والإِرَاحة : رد الإبل بالعشي يرمحها ، وفي لغة : يُهريحها ، هَراحَها هراحةً ، وقوله:(٣)

__________________

(١) قال في التهذيب ٥ / ٢٢٦ : ولا يقال لشيء من الخلق روحاني إلا للأرواح التي لا أجساد لها مثل الملائكة والجن ، وما أشبههما. فأما ذوات الأجساد فلا يقال لهم روحانيون. قلت : هذا القول في الروحانيين هو الصحيح المعتمد ، لا ما قاله ابن المظفر أن الروحاني : الجسد الذي نفخ فيه الروح. لا ندري من أين جاء الأزهري بهذا ، ولم يرو له نصا مثل هذا ، وليس في النسخ نص يماثله ، وكل ما جاء في النسخ هو ما أثبتناه هنا ، وهو قوله : والروحاني من الخلق نحو الملائكة وخلق روحا بلا جسم ـ فتأمل.

(٢) لم نهتد إليه.

(٣) (الأعشى) ديوانه ص ٢٣٧ وعجز البيت فيه ،

٢٩١

ما تعيف اليوم في الطير الرَّوَح

أراد : الرَّوَحَة ، كما تقول : الكَفَرة والفَجَرة ، فطرح الهاء. والرَّوَح في هذا البيت : المتفرقة.

والمُرَاوَحة : عملان في عمل ، يُعْمَل ذاك مرة ، وهذا مرة. وتَرَاوَحَتْه الأمطار ، مرة هذا ، ومرة هذا قال العجاج : (١)

تَرَاوَحَتْها رهم الرهائم

وهضب السارية الهمائم

ورجل أَرْوَحُ : في صدر قدمه انبساط. وبعير أَرْوَحُ ، وقدم أَرْوَحُ ورَوْحَاء ، وقد رَوِحَ رَوَحاً.

وقصعة رَوْحَاء : قريبة القعر.

ريح :

الرِّيح : ياؤها واو صيرت ياء لانكسار ما قبلها ، وتصغيرها : رُوَيْحة ، وجمعها : رِيَاح وأَرْوَاح.

وتقول : رِحْتَ منه رائِحةً طيبة ، أي : وجدتها. والرائِحة : رِيح طيبة تجدها في النسيم ، تقول : لهذه البقلة رائِحة طيبة.

والرَّيِّحَة : نبات يخضرُّ بعد ما ييبس ورقه وأعالي أغصانه.

ويوم رَيِّحٌ طيب ذو رَوْح ، ويوم راحٌ ذو رِيحٍ شديدة ، بني على قولك : كبش صافٌ ، أي : كثير الصوف ، قالوا ذلك على رُوحٍ وصُوفٍ فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفا ، كما قالوا : قالٌ ومالٌ. ويقال : أرادوا الصائف والرائِح ، فطرحوا الهمزة تخفيفا. قال أبو ذؤيب : (٢)

__________________

(١) لم نجدها في ديوانه.

(٢) ديوان الهذليين ١ / ٢٤.

٢٩٢

وسَوَّدَ ماءُ المرد فاها فلونها

كلون النوور وهي أدماء سارها

وكما خففوا الحائجة فقالوا : حاجة ، ألا تراه جمع على الحوائج.

وأَرْوَحَ الماء وغيره ، أي : تغير.

والرَّاحة : وجدانك رَوْحا بعد مشقة ، تقول : أَرِحْنِي إِرَاحة فأَسْتَرِيح. قال الأعشى:(١)

متى ما تناخي عند باب ابن هاشم

تُرِيحي وتلقي من فواضله يدا

والتَّرويحة للصلاة سميت به لاستراحة القوم بين كل أربع ركعات. والرَّاح : جمع راحَة الكف. والرَّاحُ : الخمر. قال : (٢)

راح إلى الراح فلما انتشى

راح به الراح إلى الراح

والرِّياحة : أن يَرَاحَ الإنسان إلى الشيء كأنه ينشط إليه ، وكذلك يَرْتاح ، ويقال : فلان نزلت به بلية فارْتَاحَ الله له برحمة فأنقذه. قال العجاج : (٣)

فارْتَاحَ ربي وأراد رحمتي

أي : نظر إلي ورحمني.

والأَرْيَحِيّ : الرجل الواسع الخلق ، البسيط إلى المعروف يَرْتَاح لما طلبت إليه ، ويَرَاح قلبه سرورا به.

قال الشاعر : (٤)

أَرْيَحِيّ صَلْتٌ يظل له القوم

ركودا قيامهم للهلال

__________________

(١) ديوانه ص ١٣٧.

(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(٣) ديوانه ص ٢٧٤.

(٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير النسخ.

٢٩٣

ويقال لكل شيء واسع : أَرْيَحُ. قال : (١)

ومحمل أَرْيَحُ حجاجي

والأَرْيَحِيّ مأخوذ من راحَ يَرَاحُ ، كما يقال للصَّلْت المُنْصَلِت : أَصْلَتِيّ وللمُجْتَنِب : أَجنبي. والعرب تحمل كثيرا من النعت على أَفْعَلِيّ ، فيصير كأنه نسبة. قال : (٢)

ولقد أغتدي يدافع ركني

أَجْوَلِيّ ذو ميعة إضريج

أي : جوال سريع العرق.

أَرِيحا : بلدة ، والنسبة إليها : أَرِيحِيّ.

والرَّيْحان : اسم جامع للرَّيَاحِين الطيبة ، والطاقة الواحدة : رَيْحَانة.

والرَّيْحان : الرزق. والرَّيْحان : أطراف كل بقلة طيبة الرِّيح إذا خرج عليه أوائل النور.

والاستِرْواح : التشمم. والغصن يَسْتَرْوِح إذا اهتز ، والمطر يَسْتَرْوِح الشجر ، أي : يحييه. قال:

يَسْتَرْوِح العلم من أمسى له بصر

وكان حيا كما يَسْتَرْوِح المطر

__________________

(١) التهذيب ٥ / ٢٢٠ ، واللسان (روح) ، غير منسوب أيضا.

(٢) اللسان (جول) ، وفي العجز فقط ، غير منسوب.

٢٩٤

باب الحاء واللام و (وا يء) معهما

ح ل و ، ح ل ء ، ح ل ي ، ل ح و ، ل ح ي ، ح و ل ، ل و ح ، و ح ل ، و ل ح مستعملات

حلو :

الحُلْو : كل ما في طعمه حَلَاوة ، والحُلْو ، والحُلْوَة من الرجال والنساء : من تَسْتَحْلِيه العين ، وقوم حُلْوُون. والحَلْواء : اسم لما يؤكل من الطعام معالجا بحَلَاوة. ويقال للفاكهة : حَلْواء. يقال : حَلَا يَحْلُو حَلْواً وحُلْوانا ، وقد احْلَوْلَى.

وحَلَّيْت السويق ، ومن العرب من همزه فقال : حَلَّأت السويق ، وهذا غلط.

وحَلَا في عيني يَحْلُو حَلْوا ، وحَلِيَ بصدري يَحْلَى حُلوانا.

ومن الحُلْوان وهو ما يعطاه الكاهن ويجعل له على كهانته : حَلَا يَحْلُو حُلْوانا ، وهو أن تعطيه شيئا على كهانته ، وعلى أن يزوجه ذات محرم كالرشوة.

الحَلَاوَى (١) : ضرب من النبات (٢) يكون بالبادية ، الواحدة : حَلَاوِيَة بوزن رَبَاعِيَة.

وحَلَاوَة القفا : حاق وسطه.

والحِلْو : حف صغير ينسج به ، وشبه الشماخ لسان الحمار به فقال : (٣)

قويرح أعوام كأن لسانه

إذا صاح حِلْو زل عن ظهر منسج

وحُلْوان : كورة. وحُلْوان المرأة : مهرها ، ويقال : بل كانت تعطى على متعتها بمكة.

__________________

(١) من (س). (ص) و (ط) : حلاوي.

(٢) من (س). في (ص) و (ط) : من الثياب وهو تصحيف ظاهر.

(٣) التهذيب ٥ / ٢٣٥. المحكم ٤ / ٤ ، واللسان (حلا). في النسخ : أقوام والبيت في الديوان ص ٨٦.

٢٩٥

حلي :

والحَلْي : كل حِلْيَة حَلَّيْت به امرأة أو سيفا أو نحوه ، والجميع : حُلِيّ. وحَلِيَت المرأة ـ لغة ـ أي : لبسته.

والحَلْي للمرأة وما سواها ، فلا يقال إلا حِلْية للسيف ونحوه.

والحِلْية : تَحْلِيَتُك وجه الرجل إذا وصفته.

ويقال : حَلِيَ منه بخير يَحْلَى حَلًى ـ مقصور ـ إذا أصاب خيرا.

والحَلِيُ : يبيس النصي وكل نبات يشبه نبات الزرع. قال : (١)

نحن منعنا منبت النصي

ومنبت الضمران والحَلِيّ

ويقال : ما أَحْلَى فلان ولا أَمَرَّ ، أي : ما تكلم بحُلْو ولا مُرّ. وامرأة حالِية ومُتَحَلِّية.

حلأ :

الحُلَاءَة بوزن فُعَالة : حُكاكة حَجَرين يُحَكّ أحدهما بالآخر ، تكحل بها العين.

حَلَأْتُه حَلْءاً ـ مجزوم مهموز ـ إذا كحلته بها.

وحَلَأْتُ الإبل : حبستها عن الورد. وحَلَأْتُ الأديم : قشرت عنه التَّحْلِيءَ ، والتَّحْلِيءُ : القشر الذي على وجه الأديم مما يلي منبت الشعر.

لحي :

اللَّحْيان : العظمان اللذان فيهما منابت الأسنان من كل ذي لَحْيٍ ، والجميع : أَلْحٍ (٢)

__________________

(١) اللسان (حلا) غير منسوب أيضا.

(٢) وزاد في اللسان : لحي ولحاء.

٢٩٦

واللِّحا ـ مقصور ـ واللِّحاء ـ ممدود : ما على العصا من قشرها.

والْتَحَيْتُ اللِّحَاء ، ولَحَيْتُه الْتِحَاءً ولَحْياً إذا أخذت قشره.

واللُّحَى ـ مقصور ، جمع اللِّحْية وفي لغة : اللِّحَى. وتَلَحَّيْتُ العمامة (١) : جعلتها تحت الحنك.

ورجل لِحْيانِيّ : طويل اللِّحْية. وبنو لحيان : حي من هذيل.

واللِّحاء والمُلَاحاة : الملامة ، كالسباب بينهم. واللِّحاء : اللعن والعذل ، واللَّوَاحِي : العواذل.

حول :

والحَوْل : سنة بأسرها. تقول : حالَ الحَوْلُ ، وهو يَحُولُ حَوْلاً وحُؤُولا ، وأَحَالَ الشيء إذا أتى عليه حَوْلٌ كامل.

ودار مُحِيلة : غاب عنها أهلها منذ حَوْل ، وكذاك إذا أتت عليها أَحْوَال ، ولغة أخرى: أَحْوَلَت الدار. وأَحْوَلَ الصبي إذا تم له حَوْل ، فهو مُحْوِل.

والحَوْل : الحِيلَة. تقول : ما أَحْوَلَ فلانا ، وإنه لذو حِيلة ، والمُحَالة : الحِيلة نفسها.

ويقولون في موضع لا بد : لا مَحَالَةَ ، وقد ينون في الشعر اضطرارا.

والاحتِيالُ والمُحَاوَلة : مطالبتك الأمر بالحِيَل ، وكل من رام أمرا فقد حاوَل. قال(٢)

ألا تسألان المرء ما ذا يُحَاوِل

أنحب فيقضى أم ضلال وباطل

ورجل حُوَّل : ذو حِيَل. قال (٣) :

وما غرهم لا بارك الله فيهم

به وهو فيه حُوَّلٌ الرأي قلب

وامرأة حُوَّلَة وقُلَّبَة.

__________________

(١) من هنا إلى آخر العبارة نقلت من ترجمة (ولح) ، لأن هذا موضعها.

(٢) (لبيد) ديوانه ص ٢٥٤.

(٣) اللسان (حول) ، غير منسوب أيضا.

٢٩٧

ورجل مِحْوال : كثير مُحالِ الكلام ، والمُحال من الكلام : ما حُوِّلَ عن وجهه.

وكلام مُسْتَحِيل : مُحَال.

وأرض مُسْتَحَالَة : تركت حَوْلاً أو أَحْوالا عن الزراعة.

وقوس مُسْتَحَالة : في سيئتها اعوجاج.

ورجل مُسْتَحَالة : إذا كان طرفا الساقين منها معوجين.

وكل شيء اسْتَحَالَ عن الاستواء إلى العوج (١) ، يقال له : مُسْتَحِيل.

والحَوْل اسم يجمع الحَوَالَيْ ، تقول : حَوالَيِ الدار كأنها في الأصل : حَوَالَيْنِ ، كقولك جانبين ، فأسقطت النون ، وأضيفت ، كقولك : ذو مال ، وأولو مال.

والحِوَال المُحَاوَلة. حاوَلتُهُ حِوالا ومُحَاوَلَة.

والحِوَال : كل شيء حالَ بين اثنين ، يقال : هذا حِوَال بينهما ، أي : حائِل بينهما. فالحاجز والحجاز والحِوَل يجري مجرى التَّحْوِيل.

وحالَ الشيء يَحُولُ حُؤُولاً في معنيين ، يكون تغييرا ، ويكون تَحْوِيلاً. والحائِل : المتغير اللون. رماد حائِل ، ونبات حائِل.

وحَوَّلْت كسائي إذا جعلت فيه شيئا ثم حملته على ظهري ، والاسم : الحالُ.

والحائِل : كل شيء يتحرك من مكانه ، أو يَتَحَوَّل من موضع إلى موضع ، ومن حالٍ إلى حالٍ. قال (٢)

رمقت بعيني كل شبح وحائِل

لأنظر قبل الليل كيف يَحُولُ

__________________

(١) من (س). في (ص) و (ط) : العرج ، ونظنه تصحيفا.

(٢) اللسان (حول) وفيه صدر البيت فقط ، غير معزو أيضا.

٢٩٨

وناقة حائِل : التي لم تحمل سنة أو أكثر ، حَالَتْ تَحُولُ حِيالا وحُؤُولا ، والجميع : الحِيال والحُول ، وقالوا للجميع : حُولَل. قال : (١)

ورادا وحوّا كلون البرود

طوال الحدود فحُولا وحُولا

والحِيلان : الحدائد بخشبها يداس بها الكدس (٢).

والحَوَالَة : إِحَالَتُك غريما ، وتَحَوُّلُ ماءٍ من نهر إلى نهر.

والحَوَل : إقبال الحدقة على الأنف. حَوِلَت تَحْوَل. وإذا كان الحول يحدث ويذهب قيل :

احْوَلَّتْ عينه احوِلَالا ، واحْوالَّت احْوِيلَالا. ولغة تميم : حالَتْ عينه تَحالُ حَوَلا.

والحال تؤنث فيقال : حال حسنة. وحَالات الدهر وأَحْوَاله : صروفه.

والحال : الوقت الذي أنت فيه.

والحال : التراب اللين الذي يقال له : السهلة.

والحُوَلَاء (الحِوَلَاء) من الناقة كالمشيمة من المرأة. قال : (٣)

على حُوَلَاء يطفو السخد فيها

فراها الشيذمان عن الجنين

ويروى : الشيمذان.

واحْتَوَلَه القوم : احتوشوا حَوَالَيْه.

والمَحَالَة : منجنون يستقى عليه. والجميع مَحاوِل.

والمَحَالَة والمَحَال : واسط الظهر. يقال : هو مَفْعَل ، ويقال : مَفال ، والميم أصلية.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير النسخ.

(٢) في النسخ : الكدوس.

(٣) اللسان (حول) غير منسوب أيضا.

٢٩٩

لوح :

لَوح اللَّوْح : كل صحيفة من صفائح الخشب والكتف إذا كتب عليها سمي لوح.

وأَلْواح الجسد : عظامه ما خلا قصب اليدين والرجلين. ويقال : بل الأَلْواح من الجسد كل عظم فيه عرض.

ولَاحَه العطشُ ولَوَّحَه ، إذا غيره ، ولَاحَه البرد ، ولَاحَه السقم والحزن. والمِلْواح : الضامر. قال العجاج : (١)

من كل شقاء النسا مِلْواح

والمِلْواح : العظيم البطن. قال : (٢)يتبعن إثر بازل مِلْواح

والمِلْواح : العطشان.

واللَّوْح : النظرة كاللَّمْحة. لُحْتُه ببصري لَوْحَة ، إذا رأيته ثم خفي عليك. وأَلَاحَ البرق فهو مُلِيحٌ. قال : (٣)

رأيت وأهلي بوادي الرجيع

من نحو قيلة برقا مُلِيحا

يُلِيحُهم : يدعوهم إلى مطره. وكل من لمع بشيء فقد أَلَاحَ ولَوَّحَ به.

والمِلْواح : أن تعمد إلى بومة فتخيط عينها ، وتشد في رجلها صوفة سوداء ، وتجعل له مربأة ، ويرتبىء الصائد في القترة ويطيرها ساعة بعد ساعة ، فإذا رآها الصقر أو البازي سقط عليها فأخذه الصياد ، فالبومة وما يليها يسمى : مِلْواحا.

ويقال للشيء إذا تلألأ : لَاحَ يَلُوح لَوْحا ولُوُوحا.

__________________

(١) ديوانه ص ٤٤١ ، والرواية فيه : شقاء القرا (الظهر). ونسب في النسخ إلى (رؤبة).

(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير النسخ.

(٣) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين ١ / ١٢٩.

٣٠٠