والوَحْد : منصوب في كل شيء [لأنه] يجري مجرى المصدر خارجا من الوصف ، ليس بنعت فيتبع الاسم. وليس بخبر فيقصد إليه دون ما أضيف إليه ، فكان النصب أولى به ، إلا أن العرب قد أضافت إليه ، فقالت : هو نسيجُ وَحْدِهِ ، وهما نَسِيجَا وَحْدِهِما ، وهم نُسَجَاءُ وَحْدِهِم ، وهي نسيجةُ وَحْدِها ، وهن نَسَائِجُ وَحْدِهِنَ : وهو الرجل المصيب الرأي. وكذلك قريعُ وَحْدِهِ وكذلك صرفه ، وهو الذي لا يقارعه في الفضل أَحَد.
ووَحَدَ الشيء فهو يَحِدُ حِدَةً ، وكل شيء على حِدَةٍ بائن من آخر. يقال : ذلك على حِدَتِه وهما على حِدَتِهما ، وهم على حِدَتِهم ، والرجل الوَحِيد ذو الوَحْدَة ، وهو المنفرد لا أنيس معه ، وقد وَحُدَ يَوْحُدُ وَحَادَة ووَحْدَة ووَحَدا.
والتَّوْحِيد : الإيمان بالله وَحْدَه لا شريك له ، والله الواحِد الأَحَد ذو التَّوَحُّد والوَحْدَانيَّة. [والواحِد : أول عدد من الحساب](١). تقول في ابتداء العدد : واحِد ، اثنان ، ثلاثة إلى عشرة. وإن شئت قلت : أَحَد ، اثنان ، ثلاثة ، وفي التأنيث : واحِدة وإِحْدَى. ولا يقال غير أَحَد ، [وإِحْدَى](٢) في أَحَدَ عشر ، وإِحْدَى عشرة. ويقال : واحِد وعشرون ، وواحِدة وعشرون ، فإذا حملوا الأَحَد على الفاعل أجري مجرى الثاني والثالث ، وقالوا : هذا حادِي عشرهم ، وثاني عشرهم وهذه الليلة الحادِية عشرة واليوم الحادِي عشر. وهذا مقلوب كجذب وجبذ.
والوُحْدان : جماعة الواحِد.
وتقول : هو أَحَدُهم ، وهي إِحْدَاهن ، فإذا كانت امرأة مع رجال لم يستقم أن تقول: إحداهم ، ولا أحدهم ، إلا أن تقول : هي كأحدهم ، أو هي واحِدة منهم.
وتقول : الجلوس والقعود واحِد ، وأصحابك وأصحابي واحِد.
__________________
(١) زيادة من التهذيب ٥ / ١٩٣ مما نقله عن العين.
(٢) زيادة اقتضاها السياق.
والمَوْحَد كالمَثنَى والمَثْلَث ، وتقول : جاءوا مثنى ومثلث ومَوْحَد ، وجاءوا ثُناءَ وثُلاثَ وأُحَادَ. والمِيحاد كالمِعْشار ، وهو جزءٌ واحِد ، كما أن المعشار عُشْرٌ.
والمَوَاحِيد : جماعة المِيحاد ، ولو رأيت أكمات منفردات كل واحِدة بائنة عن الأخرى كانت مِيحادا أو مَوَاحِيد.
وتقول : ذاك أمر لستُ فيه بأَوْحَدَ ، أي : لست على حِدَة. والحِدَة (١) أصلها الواو.
باب الحاء والتاء و (وا ي) معهما
ح ت و ، ح و ت ، و ت ح ، ت ي ح مستعملات
حتو :
الحَتْو : كفك هدب الكساء ملزقا به.
حَتَوْتُه أَحْتُوه حَتواً ، [وفي لغة] حَتَأْته حَتْأً.
والحَتِيّ : سويق المقل.
حوت :
الحُوت : معروف. والجميع : الحِيتان وهو السمك.
والحُوت : برج من الاثني عشر ، وهو آخرها.
والحَوْت ، والحَوَتان : حَوَمان الطائر حول الماء ، وحَوَمان الوحشية حول شيء.
__________________
(١) في (ص) و (ط) : والواحد أصلها الواو. وفي (س) : والواحدة أصلها الواو.
قال طرفة : (١)
ما كنت مجدودا إذا غدوت |
|
وما رأيت مثل ما لقيت |
لطائر ظل بنا يَحُوتُ |
|
ينصب في اللوح فما يفوت |
يكاد من رهبتنا يموت |
وتح :
الوَتْح : القليل من كل شيء. يقال : أعطاني عطاء وَتْحا ، وقد وَتَحَ عطاءَه وأَوْتَحَه. ووَتُحَ عطاؤَه وَتَاحة وتِحَة.
تيح :
تقول : وقع فلان في مهلكة فتَاحَ له رجل فأنقذه ، وأَتَاحَ اللهُ له من أنقذه. قال:(٢)
تاحَ لها بعدك حنزاب وأي
وقال (٣) : ما هاج مِتْياح الهوى المُتَاح
وأُتِيح له الشيء ، أي : هيء له.
ورجل مِتْيَح : لا يزال يقع في بلية. وقلب مِتْيَح ، قال الراعي : (٤)
أفي أثر الأظعان عينك تلمح |
|
نعم : لات هنا أن قلبك مِتْيَح |
__________________
(١) ليس في ديوانه ، هو في التهذيب ٥ / ٢٠١ واللسان (حوت).
(٢) نسبه التهذيب إلى الأغلب.
(٣) المحكم ٣ / ٣٣٠.
(٤) البيت في المحكم ٣ / ٣٣٠ غير منسوب ، وفي اللسان (تيح) منسوب إلى (الراعي) ، وفي التهذيب ٥ / ٢٠٢ منسوب إلى (الطرماح) ، ولكن ليس في ديوانه.
باب الحاء والظاء و (وا ي) معهما
ح ظ و ، ح ظ ي يستعملان فقط
حظو
حظي :
الحُظْوة (الحِظْوة) : المكانة والمنزلة من ذي سلطان ، ونحوه.
وتقول : حَظِيَ عنده يَحْظَى حِظْوَة.
والحَظْوَة : السهم الصغير الذي ليس له نصل ، وجمعه : حَظَوات وحِظَاء.
باب الحاء والذال و (وا ي) معهما
ح ذ و ، ح و ذ ، ح ذ ي ، و ذ ح مستعملات
حذو :
حَذَوْتُ له نعلا ، إذا قطعتها على مثال. واحْتَذَأْتُه واحْتَذَيْت على مثاله ، أي : اقتديت به. وحاذَيْتُه : صرت بحِذَائِه.
حوذ :
حاذَ يَحُوذ حَوْذا ، أي حاط يحوط حوطا. والحاذُ : شجر عظام ، الواحدة : حاذَة.
واسْتَحْوَذَ عليه الشيطان ، واسْتَحَاذَ ـ لغة ، أي : غلب عليه.
ورجل أَحْوَذِيٌ ، وأَحْوَزِيّ ، أي : نسيجُ وحدِهِ. وأَحْوَذَ ثوبه إليه : أي : ضمه.
قال لبيد : (١)
إذا اجتمعت وأَحْوَذَ جانبيها |
|
وأوردها على عوج طوال |
حذي :
الحُذَيَّا : هدية البشارة. وأَحْذَيْتُهُ : أعطيته.
وحَذِيَ هذا الشيءُ اللسانَ يَحْذِيه [إذا كان] من لبن قارص ، أو نبيذ يقرص اللسان.
وذح :
الوَذَح : ما يتعلق بأصواف الغنم من البعر.
باب الحاء والثاء و (وا ي) معهما
ح ث ي ، ح ي ث ، ح و ث مستعملات
حثي :
حَثَى في وجهه التراب يَحْثِي حَثْياً.
حيث
حوث :
للعرب في حيث لغتان واللغة العالية : حَيْثُ ، الثاء مضمومة وهو أداة للرفع يرفع الاسم بعده ، ولغة أخرى : حوث رواية عن العرب لبني تميم. قال : (٢)
ولكن قذاها واحد لا تريده |
|
أتتنا بها الغيطان من حوث لا ندري |
__________________
(١) ديوانه ص ٨٦.
(٢) ثاني بيتين (للأخطل) (الديوان ص ٣٦١) وهما :
ولكن شخصا لا تزر بقربة |
|
رمتنا به الغيطان من حيث لا ندري |
باب الحاء والراء و (وا ي) معهما
ح ر و ، ح ر ي ، ح و ر ، ح ي ر ، ر ح ا ، و ح ر ، ر و ح ، ر ي ح مستعملات
حرو :
الحَرَاوَة : نحو طعم الخردل وشبهه. ويقال : لهذا الكحل حَرَاوة ومضاضة في العين.
حري :
الحَرْي : النقصان بعد الزيادة. والقمر يَحْرِي الأول فالأول حتى ينقص ، حَرْياً.
والحَرَى ـ مقصور ـ : موضع البيض ، وهو الأفحوص والأدحي. قال : (١)
بيضة زاد هيقها عن حَرَاها |
|
كل طار عليه أن يطراها |
والحَرَى أيضا : كل موضع للظباء تأوي إليه.
والحَرَى : الجدارة. تقول : هو حَرِيّ : أي : خليق. وهو حَرٍ وبالحَرَى وحَرًى أن يكون كذاك ، وما أَحْرَاه وأَحْرِ به أن يكون كذا.
وفلان يَتَحَرَّى مسرتي ، ويَتَحَرَّى بكلامه وأمره الصواب.
وحِرَاءُ ـ ممدود ـ : جبل بمكة معروف. قال الشاعر : (٢)
تفرج عنا الهم لما بدا لنا |
|
حِراء كرأس الفارسي المتوج |
[والحِر : يجمع على الأَحْراح. رجل حَرِحٌ : مولَع بالأَحْراح. وحَرِحَ الرجل أُولِعَ](٣)
__________________
(١) التهذيب ٥ / ٢١٣. واللسان (حري) غير منسوب أيضا.
(٢) مما أنشد الليث ولم نهتد إليه في غير الأصول.
(٣) ذكرت لفظة (حر) و (حرح) هنا ، وليس هذا موضعها ، وقد تنبه الأزهري لذلك ، فقال في ٥ / ٢١٤ : قلت : ذكر الليث هذا الحرف في المعتلات ، باب المضاعف أولى به أما الصحاح فقد ذكرها في باب الحاء ـ فصل الحاء (حرح) ، وكذلك فعل اللسان والقاموس المحيط.
حور :
الحَوْر : الرجوع إلى الشيء وعنه. والغصة إذا انحدرت. يقال : حارَت تَحُور ، وأَحَارَ صاحبها. وكل شيء تغير من حال إلى حال ، فقد حارَ يَحُورُ حَوْرا ، كقول لبيد : (١)
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه |
|
يَحُور رمادا بعد إذ هو ساطع |
والمُحَاوَرَة : مراجعة الكلام. حاوَرْت فلانا في المنطق ، وأَحَرْتُ إليه جوابا. وما أَحَار بكلمة ، والاسم : الحَوِير ، تقول : سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما.
والمَحْوَرة من المُحاوَرَة ، كالمَشْوَرة من المُشاورة ، وهي مَفعلة. قال الشاعر : (٢)
بحاجة ذي بث ومَحْوَرَة له |
|
كفى رجعها من قصة المتكلم |
وفي الحديث : نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر (٣). أي : النقصان بعد الزيادة ، كقولهم : العنوق بعد النوق ، أي : بينا كنت في كور الزيادة إذا أنت تَحُور راجعا إلى النقصان.
ويقال : الحَوْر : ما تحت الكور من العمامة ، والحَوْر خشب يقال لها البيضاء.
والحُوَار : الفصيل أول ما ينتج ، والجميع : الحِيران.
والحَوَر : الأديم المصبوغ بحمرة حَوَّرَتْه ، وجمعه : أَحْوَار. قال : (٤)
__________________
(١) ديوانه ص ١٦٩.
(٢) التهذيب ٥ / ٢٢٧ واللسان (حور) غير منسوب أيضا.
(٣) التهذيب ٥ / ٢٣٠ ، والمحكم ٣ / ٣٨٥.
(٤) التهذيب ٥ / ٢٣٠.
فظل يرشح مسكا فوقه علق |
|
كأنما قد في أثوابه الحَوَر |
وخف مُحَوَّر : إذا بُطِّن بحَوَرٍ.
والحَوَر : شدة بياض العين وشدة سوادها ، ولا يقال : امرأة حَوْراء إلا لبيضاء مع حَوَرِها ، والجميع : حُورٌ. وفي قراءة : وحِير عِين.
والمِحْوَر : الحديدة التي يدور فيها لسان الإبزيم في طرف المنطقة وغيرها ، [والحديدة التي تدور عليها البكرة يقال لها : المِحْوَرة](١).
والمِحْوَر : الخشبة التي يبسط بها العجين يُحَوَّرُ به الخبز تَحْوِيرا.
والحُوَّارَى : أجود الدقيق ، يقال : حَوَّرْتُهُ تَحْوِيرا ، أي : بيضته
وامرأة حَوَارِيَّة ، أي : بيضاء حضرية ، ولا تكون بدوية.
والحَوَارِيُّونَ : الذين كانوا مع عيسى عليهالسلام ينصرونه ، وكانوا قصارين ، يقال : فعل الحَوَارِيُّونَ كذا ، ونصر الحَوَارِيُّونَ كذا ، فلما جرى على ألسنة الناس سمي كل ناصر حَوَارِيّاً.
حير :
يقال : حارَ بصره يَحارَ حَيْرَة وحَيْرا ، وذلك إذا نظرت إلى الشيء فغشي بصرك ، وهو حَيْران تائه ، والجميع : حَيَارَى ، وامرأة حَيْرَى. قال : (٢)
حَيْرَانَ لا يبرئه من الحَيَر
والطريق المُسْتَحِير الذي يأخذ في عرض مفازة لا يدرى أين منفذه قال : (٣)
ضاحي الأخاديد ومُسْتَحِيره |
|
في لاحب يركبن ضيفي نيرة |
__________________
(١) من التهذيب ٥ / ٢٣٠ من نص ما نقله عن العين ، وما يقابله في النسخ فمضطرب.
(٢) (العجاج) ديوانه ٦٧.
(٣) التهذيب ٥ / ٢٣١ ، واللسان (حير) غير منسوب أيضا.
والحائِر : حوض يسيب إليه مسيل الماء في الأمصار يسمى هذا الاسم بالماء ، وبالبصرة : حائِر الحُجّاج ، معروف يابس لا ماء فيه ، وأكثر الناس يسمونه : الحَيْر ، كما يقال لعائشة : عيشة يستحسنون التخفيف وطرح الألف. قال العجاج : (١)
سقاه ريا حائِر رويّ
وإنما سمي حائِرا ، لأن الماء يَتَحَيَّر فيه يرجع أقصاه إلى أدناه.
واستَحارَ الرجل بمكانه إذا نزله أياما.
والحِيرة بجنب الكوفة ، والنسبة إليها : حاريّ كقولهم في النسبة إلى تمر : تمري ، فأراد أن يقول : حَيْرِيّ فسكن الياء فصارت ألفا.
والحارَةُ : كل محلة دنت من منازلهم ، فهم أهل حارَة.
قال أبو عمرو : أنشدتني امرأة من حمير وهي ترقص ابنا لها :
يا ربنا من سره أن يكبرا |
|
فهب له أهلا وما لا حِيرا |
والحِيَر : الكثير من الأهل والمال.
والمَحارة : الصدف.
رحي :
رَحاً ورَحَيان ، ثلاث أَرْحٍ ، وأَرْحاء كثيرة ، والأَرْحِيَة كأنها جماعة الجماعة.
ورَحَى الحرب : حومتها ، ورَحَى الموت ، ومَرْحَى الحرب. قال : (٢)
__________________
(١) ديوانه ٣١٤.
(٢) لسان العرب (رحا) غير منسوب أيضا ، وقد سقط البيت من (س).
على الجرد شبانا وشيبا كأنهم |
|
إذا كانت المَرْحَى الحديد المجرب |
وقال : (١)
الناس في غفلاتهم |
|
ورَحَى المنية تطحن |
ويقال لفراسن الفيل : أَرْحاء. قال حميد : (٢)
تحمل أَرْحاءً ثقالا تصدم |
|
من كل جانب لهن منسم |
والأَرْحاء : الأضراس ، الواحد : رَحى.
ومَرْحَى الجمل : الموضع الذي دارت عليه رَحَى الحرب.
والمَرْحَى : العجب. قال:(٣)
وقال ابنا أميمة يال بكر |
|
فقلت : أجهرة مَرْحَى كبير |
والرَّحَى : قطعة من النجف تعظم من نحو ميل مشرفة على ما حولها.
والرَّحَى : نبات تسميه الفرس إسبانخ
والرَّحَى : كركرة البعير.
وحر :
الوَحَر : وَغْر في الصدر من الغيظ والحقد. تقول : وَحِرَ صدره وَحَراً ، وإنه لَوَحِرِ الصدر. والوَحَر : وَزَغة تكون في الصحارى أصغر من العظاية ، وهي ألف سوام أبرص خلقة.
وامرأة وَحِرَة : أي : سوداء دميمة قصيرة.
__________________
(١) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(٢) هو (حميد الأرقظ) الراجز وليس (حميد بن ثور) ، ولم نقف على الرجز في غير الأصول.
(٣) لم نقف عليه في غير الأصول.
روح :
الرُّوح : النفس التي يحيا بها البدن. يقال : خرجت رُوحُهُ ، أي : نفسه ، ويقال : خرج فيذكر ، والجميع أَرْوَاح.
والرُّوحانيُ من الخلق نحو الملائكة ، وخلق رُوحا بلا جسم (١).
والرُّوح : جبرئيل عليهالسلام. [وهو] رُوح القدس
ويقال : الرُّوح ملك يقوم وحده فيكون صفا.
وإِرْوَاح اللحم : تغير رِيحه.
والرَّوَاح من لدن زوال الشمس إلى الليل. رُحْنا رَوَاحا ، يعني السير والعمل بالعشي.
وتَرَوَّحَ القوم في معنى : رَاحُوا. قال : (٢)
تَرَوَّحْ بنا يا عمرو قد قصر العصر
والمَرَاح : الموضع الذي تَرُوح إليه أو منه كالمَغْدَى من الغداة.
ويقال : ما لفلان في كذا من رَوَاحٍ ، أي من راحَة.
والإِرَاحة : رد الإبل بالعشي يرمحها ، وفي لغة : يُهريحها ، هَراحَها هراحةً ، وقوله:(٣)
__________________
(١) قال في التهذيب ٥ / ٢٢٦ : ولا يقال لشيء من الخلق روحاني إلا للأرواح التي لا أجساد لها مثل الملائكة والجن ، وما أشبههما. فأما ذوات الأجساد فلا يقال لهم روحانيون. قلت : هذا القول في الروحانيين هو الصحيح المعتمد ، لا ما قاله ابن المظفر أن الروحاني : الجسد الذي نفخ فيه الروح. لا ندري من أين جاء الأزهري بهذا ، ولم يرو له نصا مثل هذا ، وليس في النسخ نص يماثله ، وكل ما جاء في النسخ هو ما أثبتناه هنا ، وهو قوله : والروحاني من الخلق نحو الملائكة وخلق روحا بلا جسم ـ فتأمل.
(٢) لم نهتد إليه.
(٣) (الأعشى) ديوانه ص ٢٣٧ وعجز البيت فيه ،
ما تعيف اليوم في الطير الرَّوَح
أراد : الرَّوَحَة ، كما تقول : الكَفَرة والفَجَرة ، فطرح الهاء. والرَّوَح في هذا البيت : المتفرقة.
والمُرَاوَحة : عملان في عمل ، يُعْمَل ذاك مرة ، وهذا مرة. وتَرَاوَحَتْه الأمطار ، مرة هذا ، ومرة هذا قال العجاج : (١)
تَرَاوَحَتْها رهم الرهائم |
|
وهضب السارية الهمائم |
ورجل أَرْوَحُ : في صدر قدمه انبساط. وبعير أَرْوَحُ ، وقدم أَرْوَحُ ورَوْحَاء ، وقد رَوِحَ رَوَحاً.
وقصعة رَوْحَاء : قريبة القعر.
ريح :
الرِّيح : ياؤها واو صيرت ياء لانكسار ما قبلها ، وتصغيرها : رُوَيْحة ، وجمعها : رِيَاح وأَرْوَاح.
وتقول : رِحْتَ منه رائِحةً طيبة ، أي : وجدتها. والرائِحة : رِيح طيبة تجدها في النسيم ، تقول : لهذه البقلة رائِحة طيبة.
والرَّيِّحَة : نبات يخضرُّ بعد ما ييبس ورقه وأعالي أغصانه.
ويوم رَيِّحٌ طيب ذو رَوْح ، ويوم راحٌ ذو رِيحٍ شديدة ، بني على قولك : كبش صافٌ ، أي : كثير الصوف ، قالوا ذلك على رُوحٍ وصُوفٍ فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفا ، كما قالوا : قالٌ ومالٌ. ويقال : أرادوا الصائف والرائِح ، فطرحوا الهمزة تخفيفا. قال أبو ذؤيب : (٢)
__________________
(١) لم نجدها في ديوانه.
(٢) ديوان الهذليين ١ / ٢٤.
وسَوَّدَ ماءُ المرد فاها فلونها |
|
كلون النوور وهي أدماء سارها |
وكما خففوا الحائجة فقالوا : حاجة ، ألا تراه جمع على الحوائج.
وأَرْوَحَ الماء وغيره ، أي : تغير.
والرَّاحة : وجدانك رَوْحا بعد مشقة ، تقول : أَرِحْنِي إِرَاحة فأَسْتَرِيح. قال الأعشى:(١)
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم |
|
تُرِيحي وتلقي من فواضله يدا |
والتَّرويحة للصلاة سميت به لاستراحة القوم بين كل أربع ركعات. والرَّاح : جمع راحَة الكف. والرَّاحُ : الخمر. قال : (٢)
راح إلى الراح فلما انتشى |
|
راح به الراح إلى الراح |
والرِّياحة : أن يَرَاحَ الإنسان إلى الشيء كأنه ينشط إليه ، وكذلك يَرْتاح ، ويقال : فلان نزلت به بلية فارْتَاحَ الله له برحمة فأنقذه. قال العجاج : (٣)
فارْتَاحَ ربي وأراد رحمتي
أي : نظر إلي ورحمني.
والأَرْيَحِيّ : الرجل الواسع الخلق ، البسيط إلى المعروف يَرْتَاح لما طلبت إليه ، ويَرَاح قلبه سرورا به.
قال الشاعر : (٤)
أَرْيَحِيّ صَلْتٌ يظل له القوم |
|
ركودا قيامهم للهلال |
__________________
(١) ديوانه ص ١٣٧.
(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.
(٣) ديوانه ص ٢٧٤.
(٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير النسخ.
ويقال لكل شيء واسع : أَرْيَحُ. قال : (١)
ومحمل أَرْيَحُ حجاجي
والأَرْيَحِيّ مأخوذ من راحَ يَرَاحُ ، كما يقال للصَّلْت المُنْصَلِت : أَصْلَتِيّ وللمُجْتَنِب : أَجنبي. والعرب تحمل كثيرا من النعت على أَفْعَلِيّ ، فيصير كأنه نسبة. قال : (٢)
ولقد أغتدي يدافع ركني |
|
أَجْوَلِيّ ذو ميعة إضريج |
أي : جوال سريع العرق.
أَرِيحا : بلدة ، والنسبة إليها : أَرِيحِيّ.
والرَّيْحان : اسم جامع للرَّيَاحِين الطيبة ، والطاقة الواحدة : رَيْحَانة.
والرَّيْحان : الرزق. والرَّيْحان : أطراف كل بقلة طيبة الرِّيح إذا خرج عليه أوائل النور.
والاستِرْواح : التشمم. والغصن يَسْتَرْوِح إذا اهتز ، والمطر يَسْتَرْوِح الشجر ، أي : يحييه. قال:
يَسْتَرْوِح العلم من أمسى له بصر |
|
وكان حيا كما يَسْتَرْوِح المطر |
__________________
(١) التهذيب ٥ / ٢٢٠ ، واللسان (روح) ، غير منسوب أيضا.
(٢) اللسان (جول) ، وفي العجز فقط ، غير منسوب.
باب الحاء واللام و (وا يء) معهما
ح ل و ، ح ل ء ، ح ل ي ، ل ح و ، ل ح ي ، ح و ل ، ل و ح ، و ح ل ، و ل ح مستعملات
حلو :
الحُلْو : كل ما في طعمه حَلَاوة ، والحُلْو ، والحُلْوَة من الرجال والنساء : من تَسْتَحْلِيه العين ، وقوم حُلْوُون. والحَلْواء : اسم لما يؤكل من الطعام معالجا بحَلَاوة. ويقال للفاكهة : حَلْواء. يقال : حَلَا يَحْلُو حَلْواً وحُلْوانا ، وقد احْلَوْلَى.
وحَلَّيْت السويق ، ومن العرب من همزه فقال : حَلَّأت السويق ، وهذا غلط.
وحَلَا في عيني يَحْلُو حَلْوا ، وحَلِيَ بصدري يَحْلَى حُلوانا.
ومن الحُلْوان وهو ما يعطاه الكاهن ويجعل له على كهانته : حَلَا يَحْلُو حُلْوانا ، وهو أن تعطيه شيئا على كهانته ، وعلى أن يزوجه ذات محرم كالرشوة.
الحَلَاوَى (١) : ضرب من النبات (٢) يكون بالبادية ، الواحدة : حَلَاوِيَة بوزن رَبَاعِيَة.
وحَلَاوَة القفا : حاق وسطه.
والحِلْو : حف صغير ينسج به ، وشبه الشماخ لسان الحمار به فقال : (٣)
قويرح أعوام كأن لسانه |
|
إذا صاح حِلْو زل عن ظهر منسج |
وحُلْوان : كورة. وحُلْوان المرأة : مهرها ، ويقال : بل كانت تعطى على متعتها بمكة.
__________________
(١) من (س). (ص) و (ط) : حلاوي.
(٢) من (س). في (ص) و (ط) : من الثياب وهو تصحيف ظاهر.
(٣) التهذيب ٥ / ٢٣٥. المحكم ٤ / ٤ ، واللسان (حلا). في النسخ : أقوام والبيت في الديوان ص ٨٦.
حلي :
والحَلْي : كل حِلْيَة حَلَّيْت به امرأة أو سيفا أو نحوه ، والجميع : حُلِيّ. وحَلِيَت المرأة ـ لغة ـ أي : لبسته.
والحَلْي للمرأة وما سواها ، فلا يقال إلا حِلْية للسيف ونحوه.
والحِلْية : تَحْلِيَتُك وجه الرجل إذا وصفته.
ويقال : حَلِيَ منه بخير يَحْلَى حَلًى ـ مقصور ـ إذا أصاب خيرا.
والحَلِيُ : يبيس النصي وكل نبات يشبه نبات الزرع. قال : (١)
نحن منعنا منبت النصي |
|
ومنبت الضمران والحَلِيّ |
ويقال : ما أَحْلَى فلان ولا أَمَرَّ ، أي : ما تكلم بحُلْو ولا مُرّ. وامرأة حالِية ومُتَحَلِّية.
حلأ :
الحُلَاءَة بوزن فُعَالة : حُكاكة حَجَرين يُحَكّ أحدهما بالآخر ، تكحل بها العين.
حَلَأْتُه حَلْءاً ـ مجزوم مهموز ـ إذا كحلته بها.
وحَلَأْتُ الإبل : حبستها عن الورد. وحَلَأْتُ الأديم : قشرت عنه التَّحْلِيءَ ، والتَّحْلِيءُ : القشر الذي على وجه الأديم مما يلي منبت الشعر.
لحي :
اللَّحْيان : العظمان اللذان فيهما منابت الأسنان من كل ذي لَحْيٍ ، والجميع : أَلْحٍ (٢)
__________________
(١) اللسان (حلا) غير منسوب أيضا.
(٢) وزاد في اللسان : لحي ولحاء.
واللِّحا ـ مقصور ـ واللِّحاء ـ ممدود : ما على العصا من قشرها.
والْتَحَيْتُ اللِّحَاء ، ولَحَيْتُه الْتِحَاءً ولَحْياً إذا أخذت قشره.
واللُّحَى ـ مقصور ، جمع اللِّحْية وفي لغة : اللِّحَى. وتَلَحَّيْتُ العمامة (١) : جعلتها تحت الحنك.
ورجل لِحْيانِيّ : طويل اللِّحْية. وبنو لحيان : حي من هذيل.
واللِّحاء والمُلَاحاة : الملامة ، كالسباب بينهم. واللِّحاء : اللعن والعذل ، واللَّوَاحِي : العواذل.
حول :
والحَوْل : سنة بأسرها. تقول : حالَ الحَوْلُ ، وهو يَحُولُ حَوْلاً وحُؤُولا ، وأَحَالَ الشيء إذا أتى عليه حَوْلٌ كامل.
ودار مُحِيلة : غاب عنها أهلها منذ حَوْل ، وكذاك إذا أتت عليها أَحْوَال ، ولغة أخرى: أَحْوَلَت الدار. وأَحْوَلَ الصبي إذا تم له حَوْل ، فهو مُحْوِل.
والحَوْل : الحِيلَة. تقول : ما أَحْوَلَ فلانا ، وإنه لذو حِيلة ، والمُحَالة : الحِيلة نفسها.
ويقولون في موضع لا بد : لا مَحَالَةَ ، وقد ينون في الشعر اضطرارا.
والاحتِيالُ والمُحَاوَلة : مطالبتك الأمر بالحِيَل ، وكل من رام أمرا فقد حاوَل. قال(٢)
ألا تسألان المرء ما ذا يُحَاوِل |
|
أنحب فيقضى أم ضلال وباطل |
ورجل حُوَّل : ذو حِيَل. قال (٣) :
وما غرهم لا بارك الله فيهم |
|
به وهو فيه حُوَّلٌ الرأي قلب |
وامرأة حُوَّلَة وقُلَّبَة.
__________________
(١) من هنا إلى آخر العبارة نقلت من ترجمة (ولح) ، لأن هذا موضعها.
(٢) (لبيد) ديوانه ص ٢٥٤.
(٣) اللسان (حول) ، غير منسوب أيضا.
ورجل مِحْوال : كثير مُحالِ الكلام ، والمُحال من الكلام : ما حُوِّلَ عن وجهه.
وكلام مُسْتَحِيل : مُحَال.
وأرض مُسْتَحَالَة : تركت حَوْلاً أو أَحْوالا عن الزراعة.
وقوس مُسْتَحَالة : في سيئتها اعوجاج.
ورجل مُسْتَحَالة : إذا كان طرفا الساقين منها معوجين.
وكل شيء اسْتَحَالَ عن الاستواء إلى العوج (١) ، يقال له : مُسْتَحِيل.
والحَوْل اسم يجمع الحَوَالَيْ ، تقول : حَوالَيِ الدار كأنها في الأصل : حَوَالَيْنِ ، كقولك جانبين ، فأسقطت النون ، وأضيفت ، كقولك : ذو مال ، وأولو مال.
والحِوَال المُحَاوَلة. حاوَلتُهُ حِوالا ومُحَاوَلَة.
والحِوَال : كل شيء حالَ بين اثنين ، يقال : هذا حِوَال بينهما ، أي : حائِل بينهما. فالحاجز والحجاز والحِوَل يجري مجرى التَّحْوِيل.
وحالَ الشيء يَحُولُ حُؤُولاً في معنيين ، يكون تغييرا ، ويكون تَحْوِيلاً. والحائِل : المتغير اللون. رماد حائِل ، ونبات حائِل.
وحَوَّلْت كسائي إذا جعلت فيه شيئا ثم حملته على ظهري ، والاسم : الحالُ.
والحائِل : كل شيء يتحرك من مكانه ، أو يَتَحَوَّل من موضع إلى موضع ، ومن حالٍ إلى حالٍ. قال (٢)
رمقت بعيني كل شبح وحائِل |
|
لأنظر قبل الليل كيف يَحُولُ |
__________________
(١) من (س). في (ص) و (ط) : العرج ، ونظنه تصحيفا.
(٢) اللسان (حول) وفيه صدر البيت فقط ، غير معزو أيضا.
وناقة حائِل : التي لم تحمل سنة أو أكثر ، حَالَتْ تَحُولُ حِيالا وحُؤُولا ، والجميع : الحِيال والحُول ، وقالوا للجميع : حُولَل. قال : (١)
ورادا وحوّا كلون البرود |
|
طوال الحدود فحُولا وحُولا |
والحِيلان : الحدائد بخشبها يداس بها الكدس (٢).
والحَوَالَة : إِحَالَتُك غريما ، وتَحَوُّلُ ماءٍ من نهر إلى نهر.
والحَوَل : إقبال الحدقة على الأنف. حَوِلَت تَحْوَل. وإذا كان الحول يحدث ويذهب قيل :
احْوَلَّتْ عينه احوِلَالا ، واحْوالَّت احْوِيلَالا. ولغة تميم : حالَتْ عينه تَحالُ حَوَلا.
والحال تؤنث فيقال : حال حسنة. وحَالات الدهر وأَحْوَاله : صروفه.
والحال : الوقت الذي أنت فيه.
والحال : التراب اللين الذي يقال له : السهلة.
والحُوَلَاء (الحِوَلَاء) من الناقة كالمشيمة من المرأة. قال : (٣)
على حُوَلَاء يطفو السخد فيها |
|
فراها الشيذمان عن الجنين |
ويروى : الشيمذان.
واحْتَوَلَه القوم : احتوشوا حَوَالَيْه.
والمَحَالَة : منجنون يستقى عليه. والجميع مَحاوِل.
والمَحَالَة والمَحَال : واسط الظهر. يقال : هو مَفْعَل ، ويقال : مَفال ، والميم أصلية.
__________________
(١) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير النسخ.
(٢) في النسخ : الكدوس.
(٣) اللسان (حول) غير منسوب أيضا.
لوح :
لَوح اللَّوْح : كل صحيفة من صفائح الخشب والكتف إذا كتب عليها سمي لوح.
وأَلْواح الجسد : عظامه ما خلا قصب اليدين والرجلين. ويقال : بل الأَلْواح من الجسد كل عظم فيه عرض.
ولَاحَه العطشُ ولَوَّحَه ، إذا غيره ، ولَاحَه البرد ، ولَاحَه السقم والحزن. والمِلْواح : الضامر. قال العجاج : (١)
من كل شقاء النسا مِلْواح
والمِلْواح : العظيم البطن. قال : (٢)يتبعن إثر بازل مِلْواح
والمِلْواح : العطشان.
واللَّوْح : النظرة كاللَّمْحة. لُحْتُه ببصري لَوْحَة ، إذا رأيته ثم خفي عليك. وأَلَاحَ البرق فهو مُلِيحٌ. قال : (٣)
رأيت وأهلي بوادي الرجيع |
|
من نحو قيلة برقا مُلِيحا |
يُلِيحُهم : يدعوهم إلى مطره. وكل من لمع بشيء فقد أَلَاحَ ولَوَّحَ به.
والمِلْواح : أن تعمد إلى بومة فتخيط عينها ، وتشد في رجلها صوفة سوداء ، وتجعل له مربأة ، ويرتبىء الصائد في القترة ويطيرها ساعة بعد ساعة ، فإذا رآها الصقر أو البازي سقط عليها فأخذه الصياد ، فالبومة وما يليها يسمى : مِلْواحا.
ويقال للشيء إذا تلألأ : لَاحَ يَلُوح لَوْحا ولُوُوحا.
__________________
(١) ديوانه ص ٤٤١ ، والرواية فيه : شقاء القرا (الظهر). ونسب في النسخ إلى (رؤبة).
(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير النسخ.
(٣) (أبو ذؤيب) ديوان الهذليين ١ / ١٢٩.