كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

وحاشِيَتا الثوب : جانباه الطويلان في طرفيهما الهدب. وحاشِيَة السراب : كل ناحية منه ، وهن الحَوَاشِي.

والحَشْو من الكلام : الفضل الذي لا يعتمد عليه. والحَشْو من الناس : من لا يعتدُّ به.

والحَشَا : ما دون الحجاب مما في البطن كله من الطحال والكرش والكبد ، وما تبع ذلك حَشاً كله.

والحَشا : ظاهر البطن وهو الخصر.

وحشوته [سهما] إذا أصبت حشاه. وحشأته بالعصا حشأ ـ مهموزا ـ : إذا ضربت بها بطنه ، وفرقوا بينهما بالهمز.

وحَشَأْتُ النار : غشيتها.

وقول العرب : حَشْيَاء رابية : منتفخة من بهر ونحوه. وحَشْياء : ضخمة الأَحْشَاء.

حوش :

المِحَاش : كأنه مِفْعَل من الحَوْش ، وهم قوم لفيف أُشابة. قال النابغة : (١)

اجمع مِحَاشَكَ يا يزيد فإني

أعددت يربوعا لكم وتميما

والحُوش : بلاد الجن ، لا يمر بها أحد من الناس.

ورجل حُوشِيٌ : لا يخالط الناس. وليل حُوشِيٌ : مظلم هائل ، وهذه سنة مَحُوشٌ : يابسة. قال : (٢)

وطول مَحْش الزمن المَحُوش

__________________

(١) ديوانه ١٧٨ ، وفيه : جمع.

(٢) (رؤبة) ديوانه ٧٧.

٢٦١

وحُشْنا اليد وأَحَشْناها : أي : أخذناها من حواليها لنصرفها إلى الحبائل التي نصبت لها.

واحْتَوَشَ القوم فلانا وتَحَاوَشُوه : جعلوه وسطهم.

وما أَنْحَاشُ من شيء ، أي : ما أكثرت له.

والتَّحْوِيش : التحويل.

وحاشا : كلمة استثناء ، وربما ضم إليها لام الصفة. قال الله تعالى : قُلْنَحاشَ لِلَّهِ)(١). وقال النابغة : (٢)

وما أُحَاشِي من الأقوام من أحد

والحائِش : جماعة النخل ، لا واحد له.

وحش :

الوَحْش : كل ما لا يستأنس من دواب البر ، فهو وَحْشِيّ. تقول : هذا حمار وَحْشٍ. وحمار وَحْشِيّ ، وكل شيء يَسْتَوْحِش عن الناس فهو وَحْشِيّ.

وفي بعض الكلام : إذا أقبل الليل استأنس كل وَحْشِيّ ، واستَوْحَشَ كل إنسي.

ويقال للجائع : قد تَوَحَّشَ ، أي : خلا بطنه. ويقال للمحتمي لشرب الدواء : قد تَوَحَّشَ ، وللمكان إذا ذهب عنه الإنس : قد أَوْحَشَ ، وطلل مُوحِش. قال : (٣)

لسلمى مُوحِشا طلل

يلوح كأنه خلل

ودار مُوحِشَة. قال : (٤)

__________________

(١) يوسف ٥١.

(٢) ديوانه ص ١٣ ، وصدر البيت فيه : «لا ارى» فاعلا في الناس يشبهه».

(٣) الكتاب ١ / ٢٧٦ ، وفيه : لمية ، والتهذيب ٥ / ١٤٤ ، واللسان (وحش).

(٤) التهذيب ٥ / ١٤٤ واللسان (وحش) وفيهما : منازلها.

٢٦٢

معالمها حِشُونا

على قياس (سنون) وبالنصب والجد : حِشِينَ ، قال : (١)

فأمست بعد ساكنها حِشِينا

والوَحْشِيّ والإنسيّ شِقّا كل شيء فإنسيّ القدم ما أقبل [منها](٢) على القدم الأخرى ، ووَحْشِيُّها ما خالف إِنْسِيَّها. ووحشيّ القوس الأعجمية ظهرها ، وإنسيها بطنها المقبل عليك. ووحشيّ كل دابة : شقها الأيمن والإنسي الأيسر. وإذا كان بيدك شيء فرميت به عنك بعيدا قلت : وَحّشت.

وشح :

الوَشْح من الوِشَاح ، والجمع : الوُشُح. والوِشَاح : من حلي النساء : كرسان من لؤلؤ وجوهر منظومان ، مخالف بينهما ، معطوف أحدهما على الآخر [تَتَوَشَّح به المرأة](٣).

وشاة مُوَشَّحَة ، وطائر مُوَشَّح إذا كان لهما خطتان ، من كل جانب خطة كالوِشَاح قال الطرماح (٤) يصف الديك :

ونبه ذا العفاء المُوَشَّح

شيح :

الشِّيح : نبات. والشِّيح : ضرب من برود اليمن. والمُشَيَّح : المخطط ، وبالسين أيضا.

والشِّيَاح : الحذار. ورجل شائِح : حذر. ومُشِيح : أي : حازم حَذِر.

__________________

(١) التهذيب ٥ / ١٤٤ واللسان (وحش).

(٢) زيادة من التهذيب ٥ / ١٤٤ مما نقل عن العين.

(٣) زيادة من التهذيب ٥ / ١٤٥.

(٤) ديوانه ص ٩٨ والبيت فيه :

فيا صبح كمش عبر الليل مصعدا

ببم ونبه ذا العفاء الموشح

٢٦٣

قال : (١)

شايحنَ منه أيما شِيَاح

ويقال : شائِح ، أي قاتل. وأَشَاحَ الفرس بذنبه ، أي : أرخاه. وأَشَاحَ فلان بوجهه عن وهج النار ، أو عن أذى إذا نحاه. قال النابغة : (٢)

تُشِيح على الفلاة فتعتليها

ببوع القدر إذ قلق الوضين

أي : تديم السير ، والبوع : المداومة ، وناقة شَيْحَانة مداومة في الرسل. قال الحطيئة:(٣)

شَيْحَانةً خُلِقَت خَلْقَ المصاعيب والشَّيْحانُ : الطويل (٤).

شحى :

شَحَى فلان فاه شَحْياً ، واللجام يَشْحَى فم الفرس شَحْيا. قال : (٥)

كأن فاها واللجام شاحِيَه

ويقال : أقبلت الخيل شَواحِيَ وشاحِيات. أي : فاتحات أفواهها (٦).

باب الحاء والضاد و (وا يء) معهما

ح ض ء ، ض ح و ، و ض ح ، ح و ض ، ح ي ض ، ض ي ح مستعملات

حضأ (٧) :

يقال : حَضَأْتُ النار إذا سخيت عنها لتلتهب. قال : (٨)

__________________

(١) نسب في اللسان (شيح) إلى (أبي السوداء العجلي).

(٢) ديوانه ص ٢٦٠.

(٣) ديوانه ص ٤٩ ، وصدر البيت فيه : «سد الفناء بمصباح مجالحة».

(٤) نقلت هذه العبارة من باب الحاء والشين والنون معهما ، لأنها من باب المعتل.

(٥) التهذيب ٥ / ١٤٨ ، واللسان (شحا) ، غير منسوب أيضا.

(٦) نرجح أن العبارة التي تلي قوله : (أفواهها) ليست من العين فهي منسوبة في النسخ إلى أبي أحمد ، وفي التهذيب ٥ / ١٤٨ واللسان (شحا) إلى ابن الأعرابي ، والعبارة هي : قال أبو أحمد : سحا زيد فاه ، وشحا فوه.

(٧) من التهذيب ٥ / ١٥٠ رواية عن العين وقد سقطت من الأصول.

(٨) اللسان (حضأ) غير منسوب أيضا.

٢٦٤

باتت همومي في الصدر تَحْضَؤُها

طمحات دهر ما كنت أدرؤها

ضحو :

الضَّحْو : ارتفاع النهار ، والضُّحَى : فويق ذلك ، والضُّحَاء ـ ممدود ـ إذا امتد النهار ، وكرب أن ينتصف. وضَحِيَ الرجل ضَحًى : أصابه حر الشمس. قال الله تعالى : (لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) (١) ، أي : لا يؤذيك حر الشمس. وقد تسمى الشمس : الضّحاء ـ ممدود ـ. وتقول : اضْحَ ، أي : ابرز للشمس. ضَحَا يَضْحُو ضُحُوّا وضَحِيَ يَضْحَى ضَحًى وضُحِيّاً.

وضَحِ الأُضْحِيَة ، وأَضْحِ بصلاة الضُّحَى إِضْحَاء ، أي : أخرها إلى ارتفاع الضُّحَى.

وهلم نَتَضَحَّى ، أي : نتغدى.

وتَضَحَّت الإبل : أخذت في الرعي من أول النهار ، وتعشت : رعت بالليل. يقال: ضَحِّها وعشها.

والضَّاحِيَة من كل بلدة : ناحيتها البارزة [والجو باطنها](٢) ، يقال : هؤلاء ينزلون الباطنة ، وهؤلاء ينزلون الضَّوَاحِي.

والمَضْحَاة : التي لا تكاد الشمس تغيب عنها. ويقال : فعلت ذلك الأمر ضاحِية ، أي : ظاهرا بينا ، قال : (٣)

لقد أتانا ورود النار ضاحِية

حقا يقينا ولما يأتنا الصدر

وضَوَاحِي الحوض : نواحيه. قال : (٤)

__________________

(١) سورة طه ١١٩.

(٢) زيادة من التهذيب ٥ / ١٥٦ من نقله عن العين ، لتقويم العبارة.

(٣) (النابغة) كما جاء في اللسان (ضحا) ، وليس في ديوانه (صنعة ابن السكيت).

(٤) (جرير) ديوانه ص ٧٨ (صادر) ، وصدر البيت فيه :

«فما شجرات عصبك في قريش»

٢٦٥

بعشات الفروع ولا ضَوَاحِي

أي : نواحي. والضَّحِيَّة : الأُضْحِيَة ، والجميع : الضَّحَايا والأَضَاحِي ، وهي الشاة يُضَحَّى بها يوم الأَضْحَى بمنى وغيره. والعرب تؤنث الأَضْحَى. وليلة إِضْحِيانة ويوم إِضْحِيان مضيء لا غيم فيه.

وضح :

الوَضَح : بياض الصبح وبياض البرص ، وبياض الغرة والتحجيل [في القوائم] ونحوه. وإذا كان بياض غالب في ألوان الشاة وفشا في الصدر والظهر والوجه يقال إنه تَوْضيح شديد ، وقد توضّح .. وأَوْضَحْتُ الأمر فوَضَحَ ، ووَضَّحْتُه فتَوَضَّحَ.

والوَاضِحَة : الطريق المسلوك. والوَاضِحَة الأسنان التي تبدو عند الضحك.

وتقول : اسْتَوْضِحْ عن هذا الأمر ، أي : ابحث عنه. واستَوْضَحْتُ الشيء : وضعت يدي على عيني [أنظر] هل أراه.

ورجل وَضَّاح : أي : أبيض حسن الوجه بسام.

والمُوضِحة : الشجة التي تصل إلى العظام. وبه شجات أَوْضَحَت عن العظام ، أي : بدت عنها. وإذا اجتمعت الكواكب الخنس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سميت الوُضَّحَ.

والوَضَح : حلي من فضة ، وجمعه أَوْضَاح. تُوضِح : موضع.

حوض :

الحَوْض معروف ، والجميع : الحِيَاض والأَحْوَاض. والفعل :

٢٦٦

التَّحْوِيض. واستَحْوَضَ الماء : أي : اتخذ لنفسه حَوْضا ، وحَوَّضْتُ حَوْضاً ، أي : اتخذته.

حَوْضَى : ـ مقصور : اسم موضع.

حيض :

الحَيْض معروف ، والمرة الواحدة : الحَيْضة ، والاسم : الحِيْضة ، وجمعها : الحِيض. والحِيضات : جماعة ، والفعل : حاضَت المرأة تَحِيض حَيْضا ومَحِيضا ، فالمَحِيض يكون اسما ومصدرا (١) ، والنساء : حُيَّض. الواحدة : حائِض ، والمُسْتَحاضة : التي غلب عليها الدم فلا يرقأ.

ضيح :

الضَّيَاح : اللبن الخاثر يصب فيه الماء ، ثم يجدح. يقال : ضَيَّحْتُهُ فتَضَيَّحَ. ولا يسمى ضَيَاحا إلا اللبن. وتَضَيُّحُه : تزيده [يقال : الريح والضِّيح](٢) والضِّيح : تقوية للفظ الريح ، فإذا أفرد فليس (٣) له معنى.

باب الحاء والصاد و (وا ي) معهما

ح س ي ، ص ح و ، ح و ص ، ح ي ص ، ص و ح ، ص ي ح مستعملات

حصى :

الحَصَى : صغار الحجارة ، وثلاث حَصَيات ، والواحدة : حَصاة.

والحَصَى : العدد الكثير شبه بحَصَى الحجارة لكثرتها. قال الأعشى : (٤)

فلست بالأكثر منهم حَصًى

وإنا العزة للكاثر

__________________

(١) من التهذيب في روايته عن العين ٥ / ١٥٩. في النسخ : وفعلا.

(٢) زيادة من التهذيب من نص روايته عن العين ـ لتقويم العبارة.

(٣) في النسخ : (ليس) ، وليس صوابا.

(٤) ديوانه ص ١٤٣.

٢٦٧

وحَصاة الرجل : رزانته ، [وحَصاة اللسان : ذرابته]. قال : (١)

وإن لسان المرء ما لم يكن له

حَصاة ، على عوراته لدليل

ويقال : حَصاة العقل ، لأن المرء يُحْصِي بها على نفسه ، فيعلم ما يأتي وما يذر ، وناس يقولون : أصاة. وفي الحديث : وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حَصا ألسنتهم (٢) ويقال : حصائد.

ويقال لكل قطعة من المسك : حَصاة. والحَصاة : داء يقع في المثانة ، يخثر البول فيشتد حتى يصير كالحَصاة. حُصِيَ الرجل فهو مَحْصِيّ.

والإِحْصَاء : إحاطة العلم باستقصاء العدد.

صحو :

الصَّحْو : ذهاب الغيم ، تقول : السماء صَحْو ، واليوم يوم صَحْو ، وأَصْحَت السماء فهي مُصْحِيَة ويوم مُصْحٍ.

والصَّحْو : ذهاب السكر وترك الصبا والباطل ، صَحَا الرجلُ ، وصَحَا قلبُهُ يَصْحُو. قال : (٣)

صَحَا القلب عن سلمى وأقصر باطله

وعري أفراس الصبا ورواحله

والمِصْحَاة : جام يشرب فيه بوزن مِفْعَلة. قال (٤) :

إذا صب في المِصْحَاة خالط بقما

__________________

(١) (طرفة) ديوانه ص ٨٠.

(٢) التهذيب ٥ / ١٦٤.

(٣) (زهير) ديوانه ١٢٤.

(٤) (الأعشى) ديوانه ٢٩٣ ، وصدر البيت فيه :

بكأس وابريق كان شرابه

٢٦٨

حوص :

الحَوَص : ضيق في إحدى العينين دون الأخرى. ورجل أَحْوَص ، وامرأة حَوْصَاء.

حيص :

الحَيْص : الحيد عن الشيء ، والمَحِيص : المحيد. يقال : هو يَحِيص عني ، أي : يحيد وهو يُحَايِصُنِي ، وما لك من هذا الأمر مَحِيص ، أي : محيد. قال : (١)

حاصوا بها عن قصدهم مَحاصا

أي : محادا. وحَيْصَ بَيْصَ : ينصبان ، يتكلم به عند اختلاط الأمر تقول : لا تزال تأتينا بحَيْصَ بَيْصَ.

قال الشاعر : (٢)

قد كنت قبل اليوم في راحة

واليوم قد أصبحت في حَيْصَ بَيْص

أي : فيما لا أقدر على الخروج منه (٣) ، أي : في ضيق ، وأصل الحَيْص : الضيق.

صوح :

التَّصَوُّح : تشقق الشعر وتناثره ، وربما صَوَّحَه الجفوف.

__________________

(١) (العجاج) ديوانه ٣٤٤.

(٢) لم نهتد إليه.

(٣) أصل العبارة في (ص) و (ط) : فيما لا أقدر الخروج عنه. وفي (س) : فيما لا أقدر من الخروج عنه.

٢٦٩

وصَوَّحَت الريح البقل فتَصَوَّحَ [إذا أصابته عاهة فيبس](١).

والصُّوَّاحَة ، على فُعَّالَة من تشقق الصوف إذا تَصَوَّحَ. وانصاحَ الثوب : تشقق من قبل نفسه (٢).

صيح :

تَصَيَّحَ الخشب ونحوه إذا تصدع ، قال : (٣)

ويوم من الجوزاء موتقد الحصى

تكاد صياصي العين منه تَصَيَّحُ

أي : تشقق. والصَّيْحة : العذاب. وصَيْحة الغارة ، صَيْحة الحي إذا فوجئوا بها.

والصَّائِحة : صَيْحة المناحة ، ويقال : ما ينتظرون إلا مثل صَيْحَة الحبلى ، أي : سوء يعاجلهم. والصّياح ، الصوت الشديد. صاحَ صَيْحة وصِياحا.

والصَّيْحانيّ : ضرب من التمر أسود ، صلب الممضغة ، شديد الحلاوة.

باب الحاء والسين و (وا ي) معهما

ح س و ، ح س ي ، ح و س ، س ح و ، س ح ي ، س و ح ، س ي ح ، ح ي س مستعملات

حسو :

الحَسَاء ـ ممدود ـ اسم ما يُحْسَى. والفعل : حَسَا يَحْسُو حَسْوا.

والحُسْوَة : ملء الفم. يقال : اتخذوا له حَسِيَّة على فعيلة ، والحُسْوَة :

__________________

(١) من التهذيب ٥ / ١٦٥ من نص ما نقل عن العين.

(٢) في النسخ : من الدنس. والتصحيح هنا من التهذيب ٥ / ١٦٥ والمحكم ٣ / ٣٦٦.

(٣) (ذو الرمة) ديوانه ـ الملحق ٣ / ١٨٥٨.

٢٧٠

الشيء القليل منه.

حسي :

الحِسْي : موضع سهل يستنقع فيه الماء ، ولا يلبث أن ينضب ، وجمعه : أَحْسَاء.

وربما حفر فنبع الماء بالقرب منه. تقول : احتَسَيْنا حِسْياً [أي : احتفرناه].

وذو حُسَى : موضع.

حوس :

الحَوْس : انتشار الغارة والقتل ، والتحرك فيه. حُسْتُه ، أي : خالطته ووطئته. قال:(١)

يَحُوسُ قبيلة ويُبير أخرى

والدوس مثله. والتَّحَوُّس : الإقامة كأنه يريد سفرا ولا يتهيأ له لاشتغاله بالشيء بعد الشيء. قال (٢) :

سر قد أنى لك أيها المُتَحَوِّس

فالدار قد كادت لعهدك تدرس

والأَحْوَس : الجريء الذي لا يهوله شيء. تقول : حاسَ يَحُوسُ حَوْساً. قال : (٣)

أَحُوسُ في الظلماء بالرمح الخطل

ورجل حَوَّاسٌ عَوَّاس : طلاب بالليل.

__________________

(١) في (ط) : وييبر ، وفي (س) : ويسير. والشطر في اللسان (حوس) منقوص وغير منسوب.

(٢) نسب في التهذيب ٥ / ١٧١ وفي اللسان (حوس) إلى (المتلمس) ولم نجده في ديوانه.

(٣) الرجز في اللسان (حوس) غير منسوب أيضا.

٢٧١

سحو :

سَحَوْتُ الطين بالمِسْحَاة عن الأرض أَسْحُو وأَسْحَى وأَسْحِي ثلاث لغات ، سَحْوا وسَحْيا.

سحي :

وكذلك سَحْو الشحم عن الإهاب. وما ينقشر (١) منه فهو سِحَاءَة نحو سِحَاءة النواة وسِحَاءة القرطاس. وسَحَّيت الكتاب تَسْحِية لشده بالسِّحَاءة ويقال : بالسِّحَاية ـ لغتان.

وفي السماء سِحَاءة من سحاب [أي : غيم رقيق](٢)

وسمى رؤبة سنابك الحمر مَساحِيَ ، لأنها تُسْحَى بها الأرض ، قال : (٣)

سوى مَسَاحيهنَ تقطيط الحقق

ورجل أُسْحُوان : كثير الأكل. والأُسْحِيَّة : كل قشرة تكون على مضائغ اللحم من الجلد.

والسَّحَّاء بوزن فَعَّال : متخذ المَسَاحِي ، والسِّحَايَة : حرفته.

سوح سيح :

السَّاحة : فضاء يكون بين دور الحي ، والجمع : سُوح وساحات ، وتصغيرها سُوَيْحة.

والسَّيْح : الماء الظاهر على وجه الأرض ، جاريا يَسِيح سَيْحا ، وماء سَيْح

__________________

(١) من (س) ... في (ص) و (ط) : بما ينتشر.

(٢) من التهذيب ٥ / ١٦٩.

(٣) ديوانه ص ١٠٦.

٢٧٢

وغيل إذا جرى على وجه الأرض ، وجمعه : سُيُوح وأَسْياح.

والسِّيَاحة : الذهاب في الأرض للعبادة ، وسِيَاحة هذه الأمة الصيام ولزوم المساجد.

والسَّيْح : ضرب من البرود ، ويقال : برد مُسَيَّح ، أي : مخطط.

وفي الحديث : أولئك أئمة الهدى ليسوا بالمَسَايِيح (١). أي : الذين يَسِيحون في الأرض بالنميمة والشر.

حيس :

الحَيْس : خلط الأقط بالتمر ، يعجن كالخميرة. حِسْتُه حَيْسا ، وحَيَّسْته تَحْيِيسا.

ويقال للرجل إذا أحدقت به الإماء : مَحْيُوس ، وذلك أنه يشبه بالحَيْس. قال : (٢)

وإذا يُحاس الحَيْس يدعى جندب

باب الحاء والزاي و (وا يء) معهما

ح ز و ، ح ز ي ، ح ز ء ، ح و ز ، ح ي ز ، ز ي ح ، ء ز ح مستعملات

حزو :

حَزْوَى : موضع بالبادية

__________________

(١) المحكم ٣ / ٣٢٥.

(٢) البيت في التهذيب ٥ / ١٧٢ ، والمحكم ٣ / ٣٢٥ غير منسوب أيضا. ونسبه اللسان (حيس) إلى (هني بن أحمر الكتاني) وقيل (لزرافة الباهلي) وصدر البيت :

وإذا تكون كريهة ادعى لها

٢٧٣

حزي :

الحازِي : الكاهن : تقول : حَزَا يَحْزُو ، وحَزَى يَحْزِي ويَتَحَزَّى. وأنكر الضرير : تَحَزَّى تَحَزِّيا. قال : (١)

ومن تَحَزَّى عاطسا أو طرقا

والحَزَى ـ مقصور ـ نبات شبه الكرفس. من أحرار البقول ، ولريحه خمطة ، تزعم العرب أن الجن لا تدخل بيتا فيه الحَزَى. والواحدة : حَزَاة.

حزأ :

حَزَأْت الإبل أَحْزَؤُها ، أي : ضممتها وسقتها. واحْزَوْزَأَت الإبل : اجتمعت. واحْزَوْزَأَ الطائر : ضم جناحيه وتجافى عن بيضه. قال : (٢)

مُحْزَوْزِئِين الزف عن مكويهما

وقال رؤبة فلم يهمز : (٣)

والسير مُحْزَوْزٍ به احْزِيزاؤُهُ

حوز :

الحَوْز : السير اللين ، والحَوْز : موضع يَحُوزُه الرجل يتخذ حواليه مسناة. وجمعه : أَحْوَاز. وكل شيء ضممت إليك فقد حُزْتَه واحْتَزْتَه.

وحَوْز الرجل : طبيعته من خير أو شر. وتَحَوَّز الرجل إذا لم يستقر على الأرض ، والاسم : التَّحَوُّزُ ، ومنه قوله

__________________

(١) التهذيب ٥ / ١٧٥ ، واللسان (حزا) غير منسوب أيضا.

(٢) التهذيب ٥ / ١٧٦ والمحكم ٣ / ٣١٠ غير منسوب أيضا.

(٣) ديوانه ـ ص ٤ (أوروبة).

٢٧٤

تعالى :(أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ)(١). أي : متنحيا.

والأَحْوَزِيّ : السائق الحسن السياقة ، وفيه بعض النفار. قال : (٢)

يَحُوزُهُنَ وله حُوزِيّ

والحَوْز : النكاح. قال : (٣)

تقول لما حازَها حَوْزَ المطي

وفي الحديث : فما تَحَوَّزَ عن فراشه (٤). أي : ما تنحى عنه (٥). قال الشاعر : (٦)

تَحَوَّزُ عني خشية أن أضيفها

كما انْحَازَت الأفعى مخافة ضارب

حيز :

حَيِّزُ الدار : ما انضم إليها من المرافق والمنافع. وكل ناحية حَيِّزٌ على حدة ، بتشديد الياء. وجمعه : أَحْيَاز ، وكان قياسه أن يكون أَحْوَازا ، كميّت وأموات ، ولكنهم فرقوا بينهما كراهة الالتباس. والتَّحَيُّز في الحرب : أن ينضم قوم إلى قوم.

وانْحَازُوا : تركوا مركزهم ومعركة قتالهم ، ومالوا إلى موضع آخر.

__________________

(١) الأنفال ١٦.

(٢) (العجاج) ديوانه ٣٣٢ (رواية الأصمعي بيروت) ، والرواية فيه : يحوذها وأحوذي بالذال المعجمة. ولكنها في التهذيب ٥ / ١٧٧ ، والمحكم ٣ / ١٧٠ ، واللسان والتاج (حوز) بالزاي.

(٣) التهذيب ٥ / ١٧٧ ، واللسان (حوز).

(٤) التهذيب ٥ / ١٧٧ ، والرواية فيه : (فلما) ، غير أن رواية التاج (حوز) مطابقة لما جاء في النسخ.

(٥) في النسخ : (له).

(٦) التهذيب ٥ / ١٧٨ ، واللسان (حوز). والذي في النسخ هو : (منها).

٢٧٥

زيح :

الزَّيْح : ذهاب شيء ، تقول : أَزَحْتُ علته فَزَاحَت تَزِيح زَيْحا. قال الأعشى : (١)

هنأنا فلم نمنن عليها فأصبحت

رخية بال قد أَزَحْنا هزالها

أزح :

أَزَحَ يَأْزِح أُزُوحا إذا تخلف.

باب الحاء والطاء و (وا يء) معهما

ح ط ء ، ح و ط ، ط ح و ، ط و ح ، ط ي ح ، و ط ح مستعملات

حطأ :

الحَطْأ ـ مهموز ـ شدة الصرع. تقول : احتمله فحَطَأَ به الأرض. وحَطَأْتُ رأسه بيدي حَطْأَة ، وهو شدة (٢) القفد براحتك. قال : (٣)

وإن حَطَأْت كتفيه ذرملا (٤)

حوط :

حاطَ يَحُوط حَوْطاً وحِياطة. والحمار يَحُوط عانته : يجمعها ، والاسم : الحِيطة. يقال: حاطَه حِيطةً إذا تعاهده.

واحْتَاطَت الخيل بفلان وأَحَاطَت [به] ، أي : أحدقت.

__________________

(١) ديوانه ص ٣٠٧.

(٢) من (ص). في (ط) و (س) : شديد.

(٣) التهذيب ٥ / ١٨١ ، واللسان (حطأ).

(٤) في (ط) و (س) : درملا بالدال المهملة.

٢٧٦

وكل من أحرز شيئا كله ، وبلغ علمه أقصاه فقد أَحَاطَ به [يقال : هذا أمر ما أَحَطْتُ به علما](١).

وسمي الحائِط ، لأنه يَحُوط ما فيه. و [تقول] : حَوَّطْت حائِطا. والحِواط : حضيرة تتخذ للطعام ، والشيء يقلع عنه سريعا. قال : (٢)

إنا وجدنا عرس الحَنَّاط

مذمومة لئيمة الحِوَاط

ويروى : ... لئيمة الحُوَّاط.

والحُوَّاط : هم الذين يَحُوطُونها يمنعون من ذلك.

وجماعة الحائِط : حِيطان.

طحو :

الطَّحْو : شبه الدحو ، وهو البسط [وفيه لغتان : طَحَا يَطْحُو وطَحَى يَطْحَى](٣)

وطَحَا بك همك ، أي : ذهب بك في مذهب بعيد ، وهو يَطْحَى بك طَحْياً وطَحْوا. قال : (٤)

طَحَا بك قلب للحسان طروب

والطُّحِيُ من الناس : الرُّذَّال. والقوم يَطْحَى بعضهم بعضا ، أي : يدفع.

وسألت أبا الدقيش عن المدومة الطَّوَاحي. فقال : هن النسور تستدير حوالي القتلى.

__________________

(١) من التهذيب ٥ / ١٨٤ مما نقله نصا عن العين.

(٢) الرجز في التهذيب ٥ / ١٨٤ ، واللسان (حوط) غير منسوب.

(٣) من التهذيب ٥ / ١٨٢ من نص ما نقله عن العين ، لاضطراب ما يقابله في النسخ.

(٤) (علقمة بن عبدة (الفحل)) ديوانه ص ٣٣ ، والبيت في الديوان :

طحا بك قلب في الحبسان طروب

بعيد الشباب عصر حان مشيب

٢٧٧

طوح

طيح :

الطائِح : الهالك ، أو المشرف على الهلاك. وكل شيء ذهب وفني فقد طاحَ يَطِيح طَيْحا وطَوْحا ـ لغتان ـ والطَّيْح : الهلاك.

وطَوَّحْت به : حملته على ركوب مفازة يخاف هلاكه فيها. قال أبو النجم : (١)

يُطَوِّح الهادي به تَطْوِيحا

وقال ذو الرمة : (٢)

ونشوان من كأس النعاس كأنه

بحبلين في مشطونة يَتَطَوَّحُ

أي : يجيء ويذهب في الهواء. طَوَّحَ الرجل بثوبه إذا رمى به في مهلكة. وطَيَّحَ [به مثله](٣).

وطح :

الوَطْح : ما تعلق بالأظلاف ومخالب الطير من العرة والطين ونحوه. الواحدة : وَطْحَة مجزومة الطاء.

باب الحاء والدال و (وا يء) معهما

حدأ ، حدو ، حيد ، دحو ، دحي ، دوح ، وحد ، مستعملات

حدأ :

الحِدَأَة : طائر يصيد الجرذان ، ويقال إنها كانت تصيد لسليمان بن داود وكانت أصيد الطير ، فانقطع عنه الصيد لدعوة سليمان : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي

__________________

(١) التهذيب ٥ / ١٨٥ واللسان (طوح).

(٢) ديوانه ٢ / ١٢١٤.

(٣) زيادة من التهذيب ٥ / ١٨٥ من نص ما نقله عن العين لتقويم العبارة.

٢٧٨

مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي)(١). قال العجاج : (٢)

كأنهن الحِدَأُ الأُوِيّ

والحَدَأُ ، مهموز مقصور [بفتح الحاء](٣) شبه فأس تنقر به الحجارة محدد الطرف. قال الشماخ : (٤)

يباكرن العضاة بمقنعات

نواجذهن كالحَدَأ الوقيع

حدو :

حَدَا يَحْدُو حَدْوا ، وأعرفه حُدَاء ـ ممدود ـ إذا رجز الحادِي خلف الإبل ، وحَدَا يَحْدُو حَدْوا ، إذا تبع شيئا. ويقال للحمار : حادِي ثلاث وحادِي ثمان إذا قدم أمامه عدة من أتنه.

وتقول للسهم إذا مضى : حَدَا الريش.

والحُدَيَّا من التَّحَدِّي. يقال : فلان يَتَحَدَّى فلانا أي : يباريه وينازعه الغلبة. يقول: أنا حُدَيَّاك بهذا الأمر ، أي : ابرز لي ، وجارني. قال : (٥)

حُدَيَّا الناس كلهم جميعا

حيد :

الحَيْد : ما شخص من الرأس والجبل واعوج. وكل ما اشتد اعوجاجه من ضلع أو عظم فهو : حَيْد ، وجمعه : حُيُود.

__________________

(١) سورة (ص) ٣٥.

(٢) ديوانه ص ٣١٢ والرواية فيه :

كما تداني الحدا الاوى

(٣) من نص منقول عن العين في التهذيب ٥ / ١٨٧.

(٤) التهذيب ٥ / ١٨٧ واللسان (حدأ). والبيت في الديوان (ط. المعارف) ص ٢٢٠.

(٥) (عمرو بن كلثوم) من معلقته ، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات ص ٣٩٩ ، وعجز البيت : مقارعة بنيهم عن بنينا.

٢٧٩

والرجل يَحِيد عن الشيء حَيْدا وحَيَدَانا وحَيْدُودة [إذا صد عنه خوفا وأنفه](١) ، وما لك عنه مَحِيد ، قال الشاعر : (٢)

يَحِيد حذارَ الموت عن كل روعة

فلا بد من موت إذا كان أو قتل

دحو

دحي :

المِدْحاة خشبة يُدْحَى بها الصبي ، فتمر على وجه الأرض ، لا تأتي على شيء إلا اجتحفته. ومطر داحٍ يُدْحَى الحصى عن وجه الأرض. والدَّحْو : البسط.

والأُدْحِيّ : سرب النعام ، وموضعه الذي يبيض فيه ويفرخ. والأُدْحِيّ : منزل في السماء بين النعائم وسعد الذابح ، يقال له : البلدة.

دوح :

الدَّوْح : الشجر العظام ، الواحدة : دَوْحَة.

وحد :

الوَحَد : المنفرد. رجل وَحَد ، وثور وَحَد. وتفسير الرجل الوَحَد : الذي لا يعرف له أصل. قال : (٣)

بذي الليل على مستأنس وَحَد

والوَحْد ـ خفيف ـ : حِدَة كل شيء.

__________________

(١) زيادة من التهذيب ٥ / ١٨٩ من نص منقول عن العين ، وقد سقط من النسخ.

(٢) المحكم ٣ / ٣٢٩ واللسان (حيد) غير منسوب أيضا.

(٣) (النابغة) ديوانه ص ٦ ، وصدر البيت فيه :

كان رحلى وقد زال النهار بنا

٢٨٠