كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

وحَمَلْت عنه أي حلمت عنه.

والحَمْل : ما في البطن ، والحِمْل ما على الظهر ، وأما حَمْل الشجر فيقال : ما ظهر فهو حِمْل ، وما بطن فهو حَمْل. وبعض يقول : حمْلُ الشجر ويحتجون فيقولون : ما كان لازما فهو حَمْل ، وما كان بائنا فهو حِمْل (١).

والحَمِيل : المنبوذ يُحْمَل فيربَّى. وحَمِيل السيل : ما يَحْمِل من الغثاء ، وفي الحديث :

فيخرجون من النار فينبتون كما تنبت الحبة في حَمِيل السيل (٢).

والحَمِيل : الولد في بطن الأم إذا أخذت من أرض الشرك.

والحِمَالة والمِحْمَل : عِلاقة السيف ، قال : (٣)

........ حتى بل دمعي مِحْمَلِي

والمِحْمَل : الشقان على البعير يُحْمَل فيهما نفسان (٤).

ورجل حَمُول : صاحب حلم.

والحَمَالة : الدية يَحْمِلُها قوم عن قوم ، وقد تحذف منها الهاء كما قال : (٥)

عظيم الندى كثير الحَمَال

وتقول : ما على فلان مَحْمِل من تحميل الحوائج ، وما على البعير مَحْمِل من ثقل الحَمْل.

__________________

(١) كذا في المحكم ٣ / ٢٨٠ ، وأما في اللسان فقد جاء فيه : فكر ابن دريد أن حمل الشجر فيه لغتان الفتح والكسر.

(٢) الحديث في المحكم ٣ / ٢٨٠.

(٣) شيء من بيت (لامرىء القيس) في مطولته المشهورة وتمامه :

ففاضت دموع لامرىء القيس مني صبابة

على النحر حتى بل دمعي محملي

 (٤) في المحكم : يحمل فيهما العديلان.

(٥) البيت (للأعشى) كما في الديوان (الصبح المنير) وتمامه :

فرع نبع يهتز في غصن المجـ

د عظيم الندى كثير الحمال

٢٤١

والحَمُولة : الإبل تُحْمَل عليها الأثقال. والحُمُول : الإبل بأثقالها.

والمُحْمِل من النساء : التي ينزل لبنها من غير حَبَل ، تقول : أَحْمَلَت المرأة وكذلك الناقة.

محل :

أرض مَحْل وأرض مَحُول (١) ، وأرض مُحُول على فُعُول (٢) ونعتها بالجمع يحمل على المواضع كما قال : ثوب مزق ، وجمع المَحْل أَمْحَال مُحُول]. [قال :

لا يبرمون إذا ما الأفق جلله

صر الشتاء من الأَمْحال كالأدم](٣)

وأَمْحَلَت الأرض فهي مُمْحِل ، وزمان ماحِل ، قال النابغة :

يمرع منه الزمن الماحِل (٤)

والمَحْل : انقطاع المطر ويبس الأرض من الشجر والكلإ.

والمِحَال : من المكيدة وروم ذلك بالحيل ، ومنه قولهم : تَمَحَّلْتُ الدراهم (٥) أي طلبتها من حيث لا يعرف لها أصل.

ومَحَلَ فلان بفلان إذا كاده بسعاية إلى السلطان.

وقوله تعالى : (شَدِيدُ الْمِحالِ) (٦) أي : الكيد.

__________________

(١) في المحكم ٣ / ٢٨٤ : أرض محلة ومحل ومحول. ضبطها محقق التهذيب ٥ / ٩٥ بفتح فسكون فضم وهو خطأ.

(٢) جاء في الصحاح : وأرض محل ، وأرض محول ، كما قالوا : بلد سبست وبلد سباسب.

(٣) ما بين القوسين من التهذيب مما نسب إلى الليث. والبيت في التهذيب ٥ / ٩٥ وفي اللسان (محل) غير منسوب أيضا.

(٤) البيت في التهذيب بتمامه وهو غير منسوب وصدره :

والقائل القول الذي مثله» وروايته في الديوان (ط. دمشق) ص ١٢٦ : ينبت منه الزمن الماحل.

(٥) كذا في ص وط وأما في س فقد جاء : الدرهم.

(٦) سورة الرعد ، الآية ١٣.

٢٤٢

وفي الحديث : القرآن ماحِل مصدَّق. : يَمْحَل بصاحبه إذا ضيعه.

ولبن مُمَحَّل : مَحَلُوه أي حقنوه ثم لم يدعوه يأخذ الطعم حتى شربوه ، قال أبو النجم :

إلا من القارص والمُمَحَّل (١)

والمَحَال : فقار الظهر ، والواحدة مَحَالة.

والمَحَالة : التي يستقى عليها ، يقال : سميت بفقارة البعير على فَعَالة ، ويقال : بل على مَفْعَلة لتحولها في دورانها.

وقولهم : لا مَحَالَة أي : لا بد ، على مَفْعَلة ، الميم زائدة ، والمعنى : لا حيلة.

والمُتَماحِل : الطويل.

لمح :

لَمَحَ البرق ولَمَعَ ، ولَمَحَ (٢) البصر ، ولَمَحَه ببصره.

واللَّمْحَة : النظرة. وأَلْمَحَهُ غيره.

ملح :

قد يقال من المَلَاحة مَلُحَ.

والمُمَالَحة : المؤاكلة. وإذا وصفت الشيء بما فيه من المُلُوحة قلت : سمك مالِح وبقلة مالِحَة.

والمِلْح : معروف [ما يطيب به الطعام](٣). والمِلْح : خلاف العذب من الماء ، يقال : ماء مِلْح ، ولا يقال : مالِح.

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٥ / ٩٧ غير منسوب واللسان (محل) منسوب إلى (أبي النجم) أيضا.

(٢) ضبطها محقق الجزء الخاص من التهذيب : لمح مثل عظم.

(٣) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث ٥ / ٩٨.

٢٤٣

ومَلَحْت الشيء ومَلَّحْته فهو مَمْلوح مَلِيح مُمَلَّح.

ومَلَحْت القدر أَمْلَحُها إذا كان مِلْحُها بقدر ، فإن أكثرته حتى يفسد قلت : مَلَّحْتُها تَمْلِيحا.

والمُلَّاح من نبات الحمض ، قال أبو النجم :

يخبطن مُلَّاحا كذاوي القرمل (١)

والمَلَّاحة : منبت المِلْح.

والمَلَّاح : صاحب السفينة ، وصنعته المِلَاحة والمُلَّاحِيَّة [وهو متعهد النهر ليصلح فوهته](٢) ، [وقال الأعشى :

تكأكأ مَلَّاحها وسطها

من الخوف كوثلها يلتزم](٣)

ويقال : أَمْلَحْتَ يا فلان في معنيين أي جئت بكلمة مَلِيحة أو أكثرت مِلْح القِدْر.

والمُلْحَة : الكلمة المَلِيحة.

والمَلْحاء : وسط الظهر بين الكاهل والعجز ، وهي من البعير ما تحت السنام. [وفي المَلْحاء ست محالات ، وهي ست فقرات والجميع مَلْحاوات](٤).

والمُلْحَة في الألوان : بياض يشقه شعيرات سود ، وكذلك كل شعر وصوف.

وكبش أَمْلَح : بيّن المُلْحة والمَلَح (٥).

__________________

(١) الرجز في اللسان (قرمل).

(٢) زيادة من التهذيب ٥ / ٩٩ ، مما نسب إلى الليث.

(٣) البيت في التهذيب وديوان الشاعر (الصبح المنير) ص ٣١.

(٤) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٥) في المحكم ٣ / ٢٨٨ : والملحة والملح في جميع شعر الجسد من الإنسان وكل شيء : بياض يعلو السواد.

٢٤٤

والمَلَح : داء أو عيب في رجل الدابة.

والمُلَاحِيّ : ضرب من العنب في حبه طول. والمِلْح : الرضاع.

لحم :

يقال : لَحْم ولَحَم ، يخفف ويثقل. ورجل لَحِيم : كثير لَحْم الجسد ، وقد لَحُمَ لَحَامة.

ورجل لَحِم أي أكول للَّحْم ، وبيت لَحِم : يكثر فيه اللَّحْم.

(وجاء في الحديث) (١) : إن الله ليبغض البيت اللَّحِم وأهلَه.

وبازيّ لَحِم ولَاحِم : يأكل اللَّحْم ، ومُلْحَم : يُطْعَم اللَّحْم ، [وقال الأعشى :

تدلى حثيثا كأن الصوار

يتبعه أزرقي لَحِم](٢)

وأَلْحَمْتُ القوم : قتلتهم حتى صاروا لَحْما ، واللَّحِيم : القتيل. واسْتَلْحَمْت الطريق: اتبعته ، [قال :

ومن أريناه الطريق استَلْحَما (٣)

وقال امرؤ القيس :

استَلْحَمَ الوحش على أكسائها

أهوج محضير إذا النقع دخن](٤)

__________________

(١) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٢) ما بين القوسين من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٣) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث. والرجز (لرؤبة) ديوانه ص ١٨٤.

(٤) ما بين القوسين من قوله : قال : إلى البيت من التهذيب مما نسب إلى الليث. وجاء البيت في اللسان بهذه الرواية ، وقد صحف محقق الجزء الخاص من التهذيب كلمة محضير فجعلها محفير بالفاء.

٢٤٥

والمَلْحَمة : الحرب ذات القتل.

واللَّحْمَة : قرابة النسب.

واللُّحْمَة : ما يسدى بين السديين من الثوب.

واللِّحَام : ما يُلْحَم به صدع ذهب أو حديد حتى يَلْتَحِما ويلتئما ، أو كل شيء كان متباينا تلازق فقد الْتَحَمَ.

وشجة مُتَلَاحِمَة : إذا بلغت اللُّحْم.

حلم :

الحُلُم : الرؤيا ، يقال : حَلَمَ يَحْلُمُ إذا رأى في المنام.

وفي الحديث : من تَحَلَّمَ ما لم (١) يَحْلُم أي تكلف حُلْما(لم يره) (٢).

والحُلْم : الاحتِلَام ، ويجمع على الأَحْلَام ، والفاعل حالِم ومُحْتَلِم.

والحِلْم : الأَناة ، ويجمع على الأَحْلَام. والحُلَّام : الجدي (٣) ، قال : (٤)

كل قتيل في كليب حُلَّام

وأَحْلَام القوم : حُلَمَاؤُهم ، والواحد حَلِيم ، [وقال الأعشى :

فأما إذا جلسوا بالعشي

فأَحْلَام عاد وأيدي هضم (٥).

__________________

(١) كذا في س وسائر المعجمات ، وأما في ص وط فإنها : لم.

(٢) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٣) زاد في اللسان : أنه الجدي يؤخذ من بطن أمه ، قال الأصمعي : الحلام والحلان بالميم والنون : صغار الغنم .......

(٤) القائل (مهلهل) كما في اللسان وتتمة الرجز : حتى ينال القتل آل همام.

(٥) البيت في التهذيب واللسان والديوان (الصبح المنير) ص ٣٢.

٢٤٦

وقد حَلُمَ الرجل يَحْلُمُ فهو حَلِيم ، والحَلِيم في صفة الله تعالى معناه الصبور.

ومن أسماء الرجال مُحَلِّم وهو الذي يعلّم غيره الحِلْم](١).

وأَحْلَمَت المرأة : ولدت الحُلَماء. [والأَحْلَام : الأجسام](٢).

الحَلَمَة والجميع الحَلَم : ما عظم من القراد](٣)

وأديم حَلِم : قد أفسده الحَلَم قبل أن يسلخ ، وقد حَلِمَ حَلَما ، [ومنه قول عقبة: (٤)

فإنك والكتاب إلى علي

كدابغة وقد حَلِمَ الحَلِيم)

والبعير حَلِمٌ : أفسده الحَلَم.

وعناق حَلِمَة وتِحْلِمَة : أفسد جلدَها الحَلَمُ.

وحَلَّمْتُ الإبلَ : أخذت عنها الحَلَم.

والحَلَمة : شجرة السعدان ، من أفضل المراعي (٥).

والحَلَمة : رأس الثدي في وسط السعدانة (٦). ويوم حَلِيمةَ : وقعة كانت في الجاهلية. ومُحَلِّمٌ : نهر باليمامة (٧).

__________________

(١) ما بين القوسين من قوله : قال (الأعشى) ... قد أخلت به الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٢) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٣) من التهذيب ٥ / ١٠٧ أما العبارة في الأصول فقاصرة وفي غير مكانها.

(٤) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث. ونسب البيت في اللسان إلى (الوليد بن عقبة).

(٥) عقب الأزهري فقال : قلت ليست الحلمة من شجر السعدان في شيء ، السعدان بقل له حسك مستدير ذو شوك كثير إذا يبس آذى واطئه ، والحلمة لا شوك لها وهي الحنية وقد رأيتهما.

(٦) عقب الأزهري فقال : الحلمة الهنية الشاخصة من ثدي المرأة وثندوه الرجل وهي القراد.

(٧) وعقب الأزهري أيضا فقال : محلم عين فوارة بالبحرين وما رأيت عينا أكثر منها ماء ، وماؤها حار في منبعه.

٢٤٧

باب الحاء والنون والفاء معهما

ح ن ف ، ن ح ف ، ح ف ن ، ن ف ح مستعملات

حنف :

الحَنَف : ميل في صدر القدم ، ورَجُل أَحْنَف ، ورِجْل حَنْفَاء ، [ويقال : سمي الأَحْنَف بن قيس به لحَنَف كان في رِجْله](١) ، وقالت حاضنة الأَحْنَف :

والله لو لا حَنَف برجله

ما كان في فتيانكم كمثله (٢)

والسيوف الحَنَفِيَّة تنسب إليه لأنه أول من عملها ، أي : أمر باتخاذها ، وهو في القياس : سيف أَحْنَفِيّ.

[وبنو حَنِيفة حي من ربيعة. ويقال : تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفا إذا مال إليه.

وحسب حَنِيف أي : حديث إسلامي لا قديم له ، وقال ابن حبناء التميمي :

وما ذا غير أنك ذو سبال

تمسحها وذو حسب حَنِيف](٣)

والحَنِيف في قول : المسلم الذي يستقبل قبلة البيت الحرام على ملة إبراهيم حَنِيفا مسلما.

والقول الآخر : الحَنِيف كل من أسلم في أمر الله فلم يلتو في شيء منه. وأحب الأديان إلى الله الحَنِيفية السمحة وهي ملة النبي ـ صلى الله عليه و [على] آله وسلم ـ لا ضيق فيها ولا حرج.

__________________

(١) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٢) والرواية في س والتهذيب ٥ / ١٠٩ واللسان (حنف) :

 ..................................

ما كان في فتيانكم من مثله

(٣) ما بين القوسين من قوله : وبنو حنيفة .... أخلت به الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب. ونسب البيت في الأساس (حنف) إلى (البعيث).

٢٤٨

نحف :

نَحُفَ (١) الرجل يَنْحُفُ نَحافةً فهو نَحِيف قضيف ، ضرب الجسم قليل اللحم ، قال :

ترى الرجل النَّحِيف فتزدريه

وفي أثوابه أسد مزير (٢)

نفح :

نَفَحَ الطيب يَنْفَح نَفْحا ونُفُوحا ، وله نَفْحة طيّبة ونَفْحة خبيثة

ونَفَحَت الدابة [إذا رمحت برجلها](٣) ورمت بحد حافرها.

ونَفَحَه (٤) بالسيف أي : تناوله من بعيد شزرا.

ونَفَحَه بالمال نَفْحا ، ولا تزال له نَفَحات من المعروف ، والله النَّفَّاح (٥) المُنعِم على عباده. والإِنْفَحَة لا تكون إلا لكل ذي كرش ، وهو شيء يستخرج من بطن (ذيه) (٦) أصفر يعصر في صوفة (٧) مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن.

حفن :

الحَفْن : أخذك الشيء براحة كفك ، والأصابع مضمومة ، وملء كل كف حَفْنَةٌ.

__________________

(١) وجاء في القاموس : نحف كسمع وكرم.

(٢) الرواية في التهذيب واللسان :

وتحت ثيابه اسد مزبر

(٣) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسب إلى (الليث).

(٤) صحف في الجزء الخامس من التهذيب فصار : ونفحة بالسيف .....

(٥) عقب الأزهري على النفاح فقال : لم أسمع النفاح في صفات الله التي جاءت في القرآن ثم في سنة المصطفى عليه‌السلام ، ولا يجوز عند أهل العلم أن يوصف الله ـ جل وعز ـ بصفة لم ينزلها في كتابه ......

(٦) كذا في التهذيب واللسان وقد سقطت من الأصول المخطوطة.

(٧) كذا في التهذيب والمحكم واللسان ، وأما في الأصول المخطوطة ففيها : الصوف.

٢٤٩

واحْتَفَنْتُ : أخذت لنفسي. والمِحْفَن : الرجل ذو الحَفْن الكثير ، وكان مِحْفَن أبو بطحاء تنسب إليه الدواب البطحاوية.

والحَفْنَة : الحفرة (١) ، وجمعها حُفَن.

باب الحاء والنون والباء معهما

ح ب ن ، ح ن ب ، ن ح ب ، ن ب ح مستعملات

حبن :

الحِبْن : ما يعتري الجسد فيقيح ويرم ، وجمعه : حُبُون.

والحَبَن : أن يكثر السقي في شحم البطن فيعظم البطن جدا.

وأم حُبَيْن : دويبة على خلقة الحرباء عريضة البطن جدا ، [قال :

أم حُبَيْن ابسطي برديك

إن الأمير داخل عليك

وضارب بالسيف منكبيك (٢)

والحَبَن : عظم البطن ، ولذلك قيل لمن سقي بطنه قد حَبِنَ.

وأم حُبَيْن : هي الأنثى من الحرابي](٣).

حنب :

الحَنَب : اعوجاج في الساقين ، والتَّحْنِيب في الخيل مما يوصف صاحبه بالشدة ، وليس ذلك من اعوجاج شديد.

__________________

(١) في (س) الخضرة ، وهو تصحيف.

(٢) الرجز في التهذيب ٥ / ١١٤ أما روايته في المحكم واللسان فهي :

أم حبين انشري برديك

ان الامير والج عليك

وموجع بسوطه جنبيك

(٣) ما بين القوسين من قوله : قال .... قد أخلت به الأصول المخطوطة.

٢٥٠

ورجل مُحَنَّب أي : شيخ مُنْحَنٍ ، قال : (١)

قذف المُحَنَّب بالعاهات والسقم

نحب :

النَّحْب : النذر ، وقوله ـ جل وعز ـ : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ) (٢) أي قتلوا في سبيل الله فأدركوا ما تمنوا فذلك قضاء نَحْبِهم ، كأن المعنى : ظفروا بحاجتهم. والانْتِحَاب : صوت البكاء ، والنَّحِيب : البكاء.

وناحَبْتُه : حاكمته أو قاضيته إلى رجل. والنَّحْب : السير السريع.

نبح :

النَّبْح : صوت الكلب ، والتيس عند السفاد يَنْبَح. والحية تَنْبَح في بعض أصواتها ، قال : (٣)

يأخذ فيه الحية النَّبُوحا

والظبي يَنْبَح في بعض الأصوات ، قال : (٤)

 .......... شنج الأنساء

نَبّاحٍ من الشعب

يريد : جماعة الأشعب ، وهو ذو القرنين المتباعدين.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التهذيب ٥ / ١١٥ والمحكم ٣ / ٢٩٣ واللسان (ضب) ، غير منسوب. والرواية في كل ذلك :

يظل نصبا لريب الدهر يقذفه

قذف المحنب بالأفات والسقم

(٢) سورة الأحزاب من الآية ٢٣.

(٣) القائل (أبو النجم) وقد سبق الاستشهاد به.

(٤) القائل (أبو داود الأيادي) كما في معجم مقاييس اللغة ٣ / ١٩١ وأما في الحيوان ١ / ٣٩٤ فقد نسب إلى (عقبة بن سابق). وتمام البيت :

وقصري شنج الانا

نباح من الشعب

٢٥١

والنُّبُوح : جماعة النابِح من الكلاب ، قال طفيل :

وأشعث يزهاه النُّبُوح مدفع

عن الزاد ، ممن حرف الدهر محثل (١)

والنَّبَّاح : مناقف صغار بيض تحمل من مكة ، تجعل في القلائد والوشح ، الواحدة ، نَبَّاحة ، وقول الأخطل :

إن العرارة والنُّبُوح لدارم

والمستخف أخوهم الأثقالا (٢)

باب الحاء والنون والميم معهما

ن ح م ، ح م ن ، م ن ح ، م ح ن ، مستعملات

نحم :

نَحَمَ الفهد يَنْحَم نَحِيما ، ونحوه من السباع. وكذلك النئيم وهو صوت شديد.

والنُّحَام : طائر (٣) أحمر على خلقة الإوز (٤) ، الواحدة نُحَامة.

والرجل نَحَّام : بخيل إذا طُلب إليه كثر سُعاله ، قال : (٥)

أرى قبر نَحّام بخيل بماله

كقبر غوي في البطالة مفسد

منح :

المِنْحَة : منفعتك أخاك بما تَمْنَحُه. وكل شيء يقصد به قصد شيء فقد

__________________

(١) البيت في اللسان غير منسوب (حثل).

(٢) البيت في الديوان ص ٥١.

(٣) كذا في التهذيب والمحكم واللسان ، وأما في الأصول المخطوطة فهو : طير.

(٤) كذا في الأصول المخطوطة ، وقد أثبته محقق الجزء الخامس من التهذيب : الوز.

(٥) القائل (طرفة بن العبد) والبيت من مطولته المشهورة (لخولة طلال .....

٢٥٢

مَنَحْتَه إياه كما تَمْنَح المرأة وجهها المرآة ، قال : (١)

تَمْنَح المرآة وجها واضحا

مثل قرن الشمس في الصحو ارتفع

ومَنَحْتُ فلانا شيئا ناقة أو شاة ، فتلك المَنِيحة ، ولا تكون المَنِيحة إلا للبن خاصة.

والمَنِيح فيما زعم : الثامن من القداح.

حمن :

الحَمْنان ، الواحدة حَمْنانة : صغار القردان ، وانتهينا إلى مَحْمَنةٍ ، أي : أرض كثيرة الحَمْنَان. وتكون حَمْنانا ثم قمقاما ثم قِردانا ثم حَلَما.

محن :

المِحْنَة : معنى الكلام الذي يُمْتَحَن به ، فيعرف بكلامه ضمير قلبه. وامْتَحَنْتُه وامْتَحَنْتُ الكلمة أي : نظرت إلى ما يصير صيرُها (٢).

وفي صفة الحرورية : (أن) (٣) لهم مِحْنة من أخطأها قتلته ، ومن أصابها أضلته.

باب الحاء والفاء والميم معهما

ف ح م يستعمل فقط

فحم :

الفَحْم : الجمر الطافي. الواحدة : فَحْمة. وفَحَمَ الصبي يَفْحَم إذا طال

__________________

(١) القائل هو (سويد بن أبي كاهل اليشكري) كما جاء في شرح المفضليات ص ٧٠٢ (ط. دار نهضة مصر) والبيت من شواهد المحكم ٣ / ٢٩٨.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فقد جاء : صيورها.

(٣) زيادة مفيدة.

٢٥٣

بكاؤه حتى ينقطع نفسه ، فلا يطيق البكاء ، وأَفْحَمْت فلانا إذا لم يطق جوابك. وشَعر فاحِم قد فَحُمَ فُحُوما أيضا ، وهو الحسن الأسود. قال :

لها مقلتا ريم وأسود فاحِم

وفَحْمَة العشاء : شدة سواد الليل وظلمته.

باب الثلاثي المعتل

باب الحاء والقاف و (وا يء) معهما

ح ق و ، ق ح و ، ح و ق ، ح ي ق ، ق و ح ، و ق ح مستعملات

حقو :

الحَقْوان : الخاصرتان. والجميع : الأَحْقاء. والعدد : أَحْقٍ. وإذا نظرت إلى رأس الثنية من ثنايا الجبل رأيت (١) لمخرميها حَقْوَيْن من جانبيها. قال ذو الرمة (٢) :

تلوي الثنايا بأَحْقِيها حواشيَه

لي الملاء بأبواب التفاريج

يعني السراب. يقول : كما تلتوي الستور بأبواب المصاريع.

__________________

(١) من (س) ... في (ص) و (ط) : فرأيت.

(٢) ديوانه ٢ / ٩٩٠.

٢٥٤

حرف الحاء

باب الثلاثي المعتل

وعذت بحَقْوِه إذا عاذبه ليمنعه. قال (١) :

أعوذ بحَقْوَيْ عاصم وابن عاصم

ورمى فلان بحَقْوِه ، أي : بإزاره.

والحَقْوَة : داء يأخذ في البطن يورث نفخة في الحَقْوَيْنِ. حَقا الرجلُ فهو مَحْقُوٌّ من ذلك الداء.

قحو :

القَحْو تأسيس الأُقْحُوان ، وهو في التقدير : أُفْعُلان ، وهو من نبات الربيع ، مفرض الورق ، صغير ، دقيق العيدان ، طيب الريح والنسيم ، له نور أبيض منظوم حول برعومته ، كأنه ثغر جارية ، الواحدة : أُقْحُوانة. قال :

وتضحك عن غر الثنايا كأنه

ذرى أُقْحُوان نبته لم يفلل

ودواء مَقْحُوّ ومُقَحَّى خلط به. وأُقْحُوانة : موضع بالبادية.

__________________

(١) لم نهتد إليه في غير الأصول ولا إلى تمامه.

٢٥٥

حوق :

الحَوْق والحُوق ـ لغتان : ما استدار بالكمرة. يقال : فيشلة حَوْقَاء.

حيق :

الحَيْق : ما حَاقَ بالإنسان من منكر أو سوء يعمله فينزل به ذلك. تقول : أَحَاقَ الله به مكره (١).

قوح :

تَقَوَّحَ الجرح إذا انتبر. [وقَاحَ الجرح يَقِيح وقَيَّحَ. وأَقَاحَ. والقَيْح : المدة الخالصة التي لا يخالطها دم](٢).

وقح :

الوَقَاح : الحافر الصلب ، والنعت وَقَاح ، الذكر والأنثى فيه سواء. والجميع : وُقُح ووُقَّح. ورجل وَقَاح الوجه صلبه : قليل الحياء. وقد وَقُحَ وَقَاحة وقِحَة. قال (٣) :

ليس للحاجات إلا

من له وجه وَقَاح

ولسان صارفي

وغدو ورواح

إن تكن أبطأت الحاجة

عني واستراح

فعلي الجهد فيها

وعلى الله النجاح

والتَّوْقيح : أن تُوقّح الحافر بشحمة تذيبها حتى إذا تشيطت كويت بها مواضع الحفاء والأشاعر.

واسْتَوْقَحَ الحافر ، أي : صلب.

__________________

(١) من (س) ... في (ص) و (ط) : مكرهم.

(٢) من التهذيب في روايته عن الليث.

(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولا إلى القول في غير النسخ.

٢٥٦

باب الحاء والكاف و (وا يء) معهما

ح ك ء ، ح ك ي ، ح و ك ، ح ي ك ، ك و ح ، ك ي ح مستعملات

حكأ :

أَحْكَأْتُ العُقَد إِحْكَاء ، أي : شددتها ، فَاحْتَكَأَت ، أي : اشتدت.

حكي :

حَكَيْتُ فلانا وحَاكَيْتُه إذا فعلت مثل فعله ، أو قوله سواء.

حوك :

الحُوكةُ : بقلة. والشاعر يَحُوك الشعر حَوْكا ، والحائِك يَحِيك حَيْكا. ويجمع حاكَة وحَوَكَة (١). والحِيَاكة : حرفته.

حيك :

الحَيْك : النسج ، والحَيْك : أخذ القول في القلب. يقال : ما يَحِيك كلامي في فلان. ولا يَحِيك الفأس في هذه الشجرة.

والحَيَكان : مشية يحرك فيها الماشي أليتيه. رجل حَيَّاك وامرأة حَيَّاكة. وهو يَتَحَيَّك في مشيته.

كوح :

كَاوَحْت فلانا مُكَاوَحَة فَكُحْتُهُ ، أي : قاتلته فغلبته ، ورأيتهما يَتَكَاوَحان ، وهما مُتَكَاوِحان ، والمُكَاوَحَة أيضا في الخصومات ونحوها.

__________________

(١) بين كلمة (حوكة) و (الحياكة) ، أقحمت في النسخ عبارة نرجح أنها من فعل النساخ ، وليست هي من العين في شيء ، والعبارة هي : وهذه الكلمة عندنا من بنات الواو وكذلك الفراء يذكر هذا وليس فيما نقل التهذيب عن العين شيء من هذا.

٢٥٧

كيح :

الكِيح : سفح الجبل وسفح سند الجبل. [والكِيح : صقع الجرف](١) قال أبو النجم :

كلتاهما لا تطلعان الكِيحَا

باب الحاء والجيم و (وا ي) معهما

ح ج و ، ج ح و ، ح و ج ، ج و ح ، و ج ح ، ج ي ح مستعملات

حجو :

حاجَيْتُهُ فحَجَوْتُه ، إذا ألقيت عليه كلمة مُحْجِيَة (٢) مخالفة المعنى ، والجواري يَتَحَاجَيْنَ. والأُحْجِيَة اسم للمُحَاجاة ، والحَجْوَى كذلك. قالت بنت الخس [العادية](٣):

وقالت قالة أختي

وحَجْواها لها عقل

ترى الفتيان كالنخل

وما يدريك ما الدخل

الدخل : العيب. وحَجَوْتُهُ بكذا ، أي : ظننت به.

وحَجَا يَحْجُو النحل الشول إذا هدر بها فعرفت هديره وانصرفت إليه.

والحِجَا : كل ما سترك. والحِجَا : العقل. والحَجَاة فقاعة ترتفع فوق الماء كقارورة ويجمع حَجَوات. وإنه لَحَجِيٌ أن يفعل كذا ، أي : حري. وما أَحْجَاه ، أي ما أخلقه كذلك ، وأَحْجِ به ، أي : أَحْرِ به

والحُجَيَّا : تصغير الحَجْوى. وتقول الجارية للأخرى : حُجَيَّاكِ ما كان كذا وكذا.

__________________

(١) هذا من التهذيب ٥ / ١٢٩ في نقله عن العين. في النسخ وقال غيره : سفح الجرف.

(٢) من التهذيب ٥ / ١٣٠ من نقله عن العين. في النسخ : (بحنحة).

(٣) التهذيب ٥ / ١٣١ ، واللسان (حجا).

٢٥٨

والأُحْجِيَّة : اسم المحاجاة ، والأُحْجُوَّة لغة ، وبالياء أحسن لطول الكلمة. والحَجَا : الزمزمة. قال (١) :

زمزمة المجوس في أَحْجَائها

والحَجْوَة الحجمة ، أي : الحدقة.

حوج :

الحَوْج من الحَاجَة. تقول : أَحْوَجَه الله ، وأَحْوَجَ هو ، أي ، احتاج. والحاجُ : جمع: حاجَة وكذلك الحَوَائِج والحاجَات. والتَّحَوُّج : طلب الحاجَة قال العجاج (٢) :

إلا انتظار الحاجِ مَن تَحَوَّجا

والحِوَج : الحاجَات. قال (٣) :

لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي

وعن حِوَج قضاؤها من شفائيا

وتقول : لقد جاءته إلينا حاجَة حائِجَة. قال : (٤)

رب حاجٍ أدركتها بكمال

والحاجُ من الشوك : ضرب منه.

جوح :

الجَوْح من الاجْتِيَاح. اجْتَاحَتْهم السنة. وجَاحَتْهم تَجُوحُهم جِيَاحة وجَوْحا.

__________________

(١) التهذيب ٥ / ١٣١ ، واللسان (حجا) غير منسوب أيضا.

(٢) ديوانه ص ٣٥٦ ، والرواية فيه : إلا احتضار ...

(٣) الشطر الثاني في التهذيب ٥ / ١٣٤ ، والبيت تام في اللسان (حوج) غير منسوب أيضا.

(٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام القول.

٢٥٩

وسنة جائِحَة : جدبة.

واجْتَاحَ العدو ماله : أي : أتى عليه. ونزلت به جائِحَة من الجَوَائِح.

وجح :

أَوْجَحَ لنا الطريق ، وأَوْجَحَت النار ، أي : وَضَحَت ، وبَدَتْ. وأَوْجَحَتْ غرة الفرس إِيجاحاً وأوضحت إيضاحا.

وجاء فلان وما عليه أَجَاحٌ ولا وَجَاح : أي : شيء يستره.

جيح :

جَيْحانُ : اسم نهر.

باب الحاء والشين و (و ا ي) معهما

ح ش و ، ح و ش ، و ح ش ، و ش ح ، ش ي ح ، ش ح ومستعملات

حشو :

الحَشْو : ما حَشَوْتَ به فراشا وغيره. والحَشِيَّة : الفراش المَحْشُوّ. واحْتَشَيْتُ : بمعنى امتلأت. وتقول : انْحَشَى صوت في صوت ، وانْحَشَى حرف في حرف.

والاحتِشَاء : احتِشَاء الرجل ذي الإبردة. والمستحاضة تَحْتَشِي [بالكرسف](١)

والحَشْو : صغار الإبل ، وحَشْوُها : حاشِيَتها أيضا. قال : (٢)

يعصوصب الحَشْو ، إذا افتدى بها

__________________

(١) زيادة من التهذيب ٥ / ١٣٧ من نقله عن العين ، لتوضيح العبارة. الكرسف : القطن الذي يحشى به.

(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

٢٦٠