كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

باب الحاء والذال والنون معهما

ح ن ذ ، ح ذ ن يستعملان فقط

حنذ :

الحَنْذ : اشتواء اللحم المَحْنُوذ بالحجارة المسخنة ، تقول : أنا أَحْنِذُهُ حَنْذا ، قال العجاج : (١)

ورهبا من حَنْذِه أن يهرجا

يعني الحمران يَحْنِذُها حر الشمس على الحجارة.

قال أبو أحمد : (٢) الحَنْذ مصدر ، والحَنِيذ والحَنْذ (٣) اسمان للحم ، وقد يسمى الشيء بالمصدر ، إلا أن هذا لم يرد به المصدر ، وقوله تعالى : (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) (٤) أي : مشوي.

[حذن : الحُذَّنَتان : الأذنان](٥)

باب الحاء والذال والفاء معهما

ح ذ ف يستعمل فقط

حذف :

الحَذْف : قطف الشيء من الطرف كما يُحْذَف طرف ذنب الشاة.

__________________

(١) وجاء في اللسان : يصف حمارا وأتانا. والرجز في الديوان ص ٣٧٥ (ط. دمشق).

(٢) أبو أحمد هذا بعض الذين تردد ذكرهم في كتاب العين ممن لم نعرف عنهم شيئا.

(٣) جاء في اللسان : والحنذ شدة الحر وإحراقه ، وهو اللحم المقطع المشوي وكذلك الحنيذ وهو المشوي عامة أو الذي لم يبالغ في نضجه ، والفعل كالفعل.

(٤) سورة هود ، الآية ٦٩.

(٥) سقطت الكلمة وترجمتها من الأصول فأثبتناها من مختصر العين ـ الورقة ٧٣. وجاء في آخر ترجمة (حند) : والحوذان : بقلة لها زهرا أبيض ، لم نشأ إثباتها لأننا لم نجد وجها أن ندرج هذه الكلمة من ترجمة (حنذ) ولا في ترجمة (حذن) ، لأنها من المعتل وحقها أن تأتي في ترجمة (حوذ) وقد جاءت في اللسان في ترجمة (حوذ).

٢٠١

والمَحْذُوف : الزق ، قال الأعشى :

قاعدا حوله الندامى فما ينفك

يؤتى بموكر مَحْذوف (١)

والحَذْف : الرمي عن جانب والضرب عن جانب.

وتقول : حَذَفَنِي فلان بجائزة أي : وصلني.

وحَذَفَه بالسيف : على ما فسرته من الضرب عن جانب.

والحَذَف : ضرب من الغنم السود الصغار ، واحدها حَذَفَة.

وفي الحديث : لا يتخللكم الشيطان كأولاد الحَذَف (٢). قال الشاعر : (٣)

فأضحت الدار قفرا لا أنيس بها

إلا القهاد مع القهبي والحَذَف

باب الحاء والذال والباء معهما

ذ ب ح ، ح ب ذ يستعملان فقط

ذبح :

الذَّبْح : قطع الحلقوم من باطن عند النصيل ، وموضعه المَذْبَح.

والذَّبِيحة : الشاة [المَذْبُوحة. والذِّبْح : ما أُعِدّ للذَّبْح وهو بمنزلة الذَّبِيح والمَذْبُوح](٤).

والمِذْبَح : السكين الذي يُذْبَح به.

__________________

(١) والبيت في الديوان (الصبح المنير) ص ٦٤ ، والرواية فيه : ...... مجدوف بالجيم.

(٢) ورواية الحديث في التهذيب ٤ / ٤٦٨ : تراصوا بينكم في الصلاة لا تتخللكم الشياطين كأنها بنات حذف.

(٣) والبيت في اللسان (حذف) غير منسوب.

(٤) العبارة المحصورة بين القوسين هو ما نسب إلى الليث في التهذيب وهي أحسن وأوجه من عبارة الأصول المخطوطة وهي : والذبح ونحوه وتهيأ للذبح والذبيح المذبوح.

٢٠٢

والذابِح : شعر ينبت بين النصيل والمَذْبَح. والذُّبْحَة : داء يأخذ في الحلق وربما قتل.

والذُّبْح ، والذُّبَاح ، لغة : نبات من السم بالفارسية : سعن ، قال العجاج :

يسقيهم من خلل الصفاح

كأسا من الذيفان والذُّبَاح (١)

والذُّبْح : نبات له أصل يقشر عنه قشر أسود فيخرج أبيض كأنه جزرة ، حلو (طيب) (٢) يؤكل ، والواحدة ذُبَحَة. ويقال : أخذه الذُّبَاح ، وهو تشقف بين أصابع الصبيان من التراب.

والذّابِح : كوكب ، يقال له : سعد الذابِح من منازل القمر فإذا طلع الذابِح انجحر النابح.

حبذ :

حَبَّذَا ، أي : أَحْبِبْ بهذا.

قال أبو أحمد : أصلها حَبُبَ ذا فأدغمت الباء الأولى في الثانية ورمي بضمتها.

باب الحاء والذال والميم معهما

ح ذ م ، م ذ ح يستعملان فقط

حذم :

الحَذْم : القطع الوحي ، تقول : حَذَمَ يَحْذِم. وسيف حَذِيم أي : حاذِم قاطع.

__________________

(١) الرجز في الأصول المخطوطة ، واللسان (ذبح) ، والمحكم ٣ / ٢١٩ وثانية في التهذيب ٤ / ٤٧٢ منسوب إلى (رؤبة). وليس في ديوانه أرجوزة جائية تتفق مع هذا في القافية. إنما الرجز (للعجاج) وهو من أرجوزته التي مطلعها : لقد نجاهم حدنا والناحي ـ ديوانه ص ٤٤٣ والثاني منهما موجود في أرجوزة جائية (للبيد) ، ديوانه ص ٣٣٤ وكأنه محشور حشرا.

(٢) زيادة من التهذيب.

٢٠٣

وحَذَامِ : اسم امرأة ، قال : (١)

[إذا قالت حَذَامِ فصدقوها]

فإن القول ما قالت حَذَامِ

جرتها العرب في موضع الرفع والنصب ، وكذلك فجار وفساق وخباث ، ولم يلقوا عليها صرف الكلام لأنه نعت مؤنث معدول عن جهته ، وهي حاذِمة وفاجرة وفاسقة وخبيثة ، فلما صرف إلى فعال كسرت أواخر الحروف ، لأنهم وجدوا أكثر حالات المؤنث الكسر ، كقولهم : أنت ، عليك ، إليك. وفيه قول آخر ، يقال : لما صرف عن جهته حمل على إعراب الأصوات والحكايات والزجر ونحوه مجرورا كما تقول في زجر البعير : ياه ياه ، إنما هو تضاعف ياه مرتين ، قال : (٢)

ينادي بيهياه وياه كأنه

صويت الرويعي ضل بالليل صاحبه

يقول : لما سكن الحرف الذي قبل الحرف الأخير حركت آخره بكسرة ، وإذا تحرك الحرف قبل الحرف الآخر وسكن الأخير جزمت كقولك : بجل وأجل. وأما حسب وجير فكسرت الآخر وحركت لسكون السين والياء : (٣)

مذح :

مَذِحَ الرجل ، ومَذِحَت فخذاه ، [مَذَحا](٤) وهو التواء فيهما إذا مشى

__________________

(١) البيت في اللسان حذم ، وهو من شواهد النحو المعروفة ونجده في جميع كتب الشواهد.

(٢) البيت في التهذيب ٤ / ٤٧٦ واللسان يهيه والديوان ٢ / ٨٥١ والرواية فيه : تلوم يهياه وياه وقد مضى من

تلوم يهياو وياو وقد مضى

من الليل جوز واسبطرت كواكبه

اما قوله : صويت الوبعي ضل بالليل صاحبه فهو عجز لبيت قبله ، صدره : إذا زاحمت رعنا دعا فوقه الصدى وبيد أن الشاهد ملقن من هذين البيتين.

(٣) في س : والباء ، وكذلك في التهذيب ٤ / ٤٧٦ وهو تصحيف ، والصواب ما جاء في (ص) و (ط) واللسان (حزم).

(٤) من التهذيب ٤ / ٤٧٦ عن العين.

٢٠٤

انسحجت إحداهما بالأخرى ، قال حسان : (١).

إنك لو صاحبتنا مَذِحْت

وحكك الحنوان فانفشحت

باب الحاء والثاء والراء معهما

ح ر ث يستعمل فقط

حرث :

الاحتِرَاث من الزرع ، ومن كسب المال ، قال :

ومن يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يُهْزَل (٢)

والإِحْراث : هزل الخيل ، يقال : أَحْرَثْنا الخيل ، وحَرَثْناها لغة.

والمِحْرَاث من الحديد كهيئة المسحاة تحرك بها النار ، ومِحْرَاث الحرب : ما يهيجها ، قال رؤبة :

ولوا ومِحْراث الوغى عنيف (٣)

والحَرْث : قذفك الحب في الأرض.

باب الحاء والثاء واللام معهما

ح ث ل يستعمل فقط

حثل :

الإِحْثال : سوء الرضاع ، تقول : أَحْثَلَتْه أمه.

__________________

(١) لم نجد البيت في ديوان حسان ، والبيت غير منسوب في التهذيب واللسان ، وقد آثرنا رواية اللسان (مزح) ، (فشح) وانفشحت الناقة وتفشحت بمعنى : تفاجت. والرواية في الأصول المخطوطة : وركل الحنوان فانفتحت. وفي التهذيب ٤ / ٤٧٦ : وفكك الحنوان فانفتحت.

(٢) الشطر في التهذيب ٤ / ٤٧٧ ، وفي اللسان (حدث) غير منسوب ، وفيهما : قال الشاعر يخاطب ذئبا.

(٣) لم نهتد إلى الرجز في ديوان رؤبة ولا في المصادر الأخرى.

٢٠٥

ويكون يُحْثِلُه الدهر بسوء الحال ، قال العجاج :

ولم تنبت في الجراء المُحْثَل (١)

وقال :

....... ممن حرف الدهر ، مُحْثَل (٢)

باب الحاء والثاء والنون معهما

ح ن ث يستعمل فقط

حنث :

الحِنْث : الذنب العظيم ، ويقال : بلغ [الغلام](٣) الحِنْث أي بلغ مبلغا جرى عليه القلم في المعصية والطاعة. والحِنْث إذا لم يُبِرَّ بيمينه ، وقد حَنِثَ يَحْنَثُ.

باب الحاء والثاء والفاء معهما

ح ف ث يستعمل فقط

حفث :

الحِفْثة : ذات الطرائق (٤) من الكرش كأنها أطباق ، وفيها الفرث ، قال : (٥)

__________________

(١) ديوان الحجاج ص ١٤٥ (بيروت).

(٢) هو شيء من عجز بيت ورد في التهذيب واللسان (حثل) وتمامه :

واشعـ يزهد النبوح مدفع

عن الزاد ممن حرف الدهر محثل

وسيأتي البيت شاهدا في ترجمة (نبح) من كتاب العين منسوبا إلى طفيل.

(٣) من التهذيب ٤ / ٤٨٠ عن العين. ومن مختصر العين ـ الورقة ٧٤. في الأصول : الكلام.

(٤) في (ط) : طوابق ، وهو تصحيف.

(٥) الرجز في التهذيب واللسان غير منسوب أيضا ، والرواية في (س) : تكثرين وفي التهذيب ٤ / ٤٨٢ عن العين تكربن بالباء الموحدة. والصواب ما جاء في (ص) و (ط). واللسان (حفث).

٢٠٦

لا تكرين بعدها خرسيا

إنا وجدنا لحمه رديا

الكرش والحِفْثة والمريا

والحُفَّاث : ضرب من الحيات يأكل الحشيش لا يضر شيئا. ويقال للغضبان إذا انتفخت أوداجه غضبا قد احرنفش حُفَّاثه.

باب الحاء والثاء والباء معهما

ب ح ث يستعمل فقط

بحث :

البَحْث : طلبك شيئا في التراب ، وسؤالك مستخبرا ، تقول : أَسْتَبْحِثُ عنه وأَبْحَثُ(١) ، وهو يَبْحَث بَحْثا.

والبَحُوث من الإبل التي إذا سارت بَحَثَت التراب بأيديها أخرا ترمي به إلى خلفها.

باب الحاء والراء واللام معهما

ر ح ل يستعمل فقط

رحل :

الرَّاحِلة : المركب من الإبل ذكرا كان أو أنثى. ورَحَلْت بعيري أَرْحَله رَحْلا ، وارْتَحَلَ البعير رِحْلَة (٢) أي سار فمضى. ثم جرى في المنطق حتى يقال : ارْتَحَلَ القوم.

__________________

(١) في س : استبحثت وأبحثت.

(٢) جاء في القاموس المحيط : وبعير ذو رحلة ، الكسر والضم ، : قوي.

٢٠٧

والرَّحِيل : اسم الارتحال للمسير ، [والمُرْتَحَل : نقيض المحل ، قال الأعشى :

إن محلا وإن مُرْتَحَلا (١)

يريد : إن ارتِحَالا وإن حلولا.

وقد يكون المُرْتَحَل اسم الموضع الذي تحل فيه](٢).

وتَرَحَّلَ القوم : وهو ارْتِحَالٌ في مهلة. ورَحْل الرجل : منزله ومسكنه ، يقال : إنه لخصيب الرَّحْل. ورَحَلْتُه بمكروه أَرْحَلُهُ أي : ركبته بها.

والمُرَحَّل : ضرب من برود اليمن ، سمي به لأن عليه تصاوير رَحْل وما يشبهه (٣).

وقال في المُرَحَّل (٤) :

على أثرينا ذيل مرط مُرَحَّل

والعرب تقذف أحدهم وتكني فتقول : يا ابن ملقى أَرْحُل الركبان.

رَاحِيل (٥) : اسم أم يوسف ـ عليه‌السلام) (٦).

__________________

(١) صدر بيت عجزه : وان في السفر ما مضى مهلا انظر الديوان (ط. مصر) ص ٢٣٣.

(٢) الكلام المحصور بين القوسين كله مما نسب إلى الليث في التهذيب وقد سقط من الأصول المخطوطة.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة أما في التهذيب مما نسب إلى الليث : وما ضاهاه.

(٤) عجز بيت من مطولة (امرىء القيس) (قفا نبك) وصدره :

خرجت بها نمشي نجر وراءنا انظر المطولة في الديوان في طبعاته في طبعاته كافة وفي غيره من مصادر الشعر الجاهلي.

(٥) لعل نطق العرب لهذا الاسم العبراني بكسر الحاء ليساير النهج العربي ، أما النطق العبراني فحركة الحاء فتحة ممالة.

(٦) النص المحصور بين القوسين قد أدرج في الأصول المخطوطة بعد قول المصنف في المرحل : .... عليه تصاوير رحل وما يشبهه. وقد آثرنا أن نضعه في مكانه لأن الكلام على المرحل لم ينته فجاءت كلمة راحيل تفصل بين جزأي النص.

٢٠٨

باب الحاء والراء والنون معهما

ح ر ن ، ح ن ر ، ن ح ر ، ر ن ح مستعملات

حرن :

حَرَنَت الدابة ، وحَرُنَت لغة ، فهي تَحْرُنُ حِرَانا ، وهي حَرُون.

وفي الحديث : ما خلأت ولا حَرَنَت (ولكن حبسها حابس الفيل) (١).

[ويقال : فرس حَرُون من خيل حُرُن. والحَرُون : اسم فرس كان لباهلة ، إليه تنسب الخيل الحَرُونِيَّة](٢).

رنح :

رُنِّحَ فلان تَرْنِيحا إذا اعتراه وهن في عظامه وضعف في جسده عند ضرب أو فزع يغشاه كالميد (٣) ، قال : (٤)

تميد إذا استعبرت ميد المُرَنَّح

والمُرَنَّح : ضرب من العود من أجوده يستجمر (٥) به.

حنر :

الحِنَّوْرة : دويبة دميمة (٦) يشبه بها الإنسان فيقال : يا حِنَّوْرَة.

__________________

(١) العبارة المحصورة بين القوسين وهو جزء من الحديث من التهذيب من النص المنسوب إلى الليث ، وقد خلت الأصول المخطوطة منه.

(٢) ما بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٣) سقطت كلمة (الميد) من التهذيب وهي مطلوبة ، وقد جاء بيت الشعر شاهدا عليها في اللسان (ميد).

(٤) القائل هو (الطرماح) ، والبيت في ديوانه (ط. دمشق) ص ١٠٧ وصدره : وناصرك الادنى عليه ضعينة.

(٥) كذا في التهذيب وغيره ، وأما في الأصول المخطوطة فهو : يجمر.

(٦) كذا في الأصول المخطوطة وهو الصواب ، وأما في التهذيب فقد صحفت لدى المحقق إلى ذميمة.

٢٠٩

وفي الحديث : لو صليتم حتى تكونوا كالأوتاد (١) أو صمتم حتى تكونوا كالحَنَائر ما نفعكم إلا بنية صادقة ووَرَع صادِق.

والحَنِيرة : العقد المضروب وليس بذاك العريض ، تقول : حَنَرْت حَنِيرةً إذا بنيتها.

والحَنِيرة : مندفة النساء للقطن.

نحر :

إذا تشاح القوم على أمر قيل : انْتَحَرُوا وتَناحَروا من شدة حرصهم.

وهذه الدار تَنْحَر تلك الدار إذا استقبلتها.

وإذا انتصب الإنسان في صلاته فنهد قيل : قد نَحَرَ.

(واختلفوا في تفسير قوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (٢) ، قال بعضهم : انْحَرْ البدن ، ويقال : هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة) (٣).

ويوم النَّحْر : يوم الأضحى. والنَّحْر : ذبحك البعير بطعنة في النَّحْر ، حيث يبدو الحلقوم من أعلى الصدر ، ونَحَرْتُه أَنْحَرُه نَحْراً.

باب الحاء والراء والفاء معهما

ح ر ف ، ح ف ر ، ف ر ح ، ر ف ح مستعملات

حرف :

الحَرْف من حُرُوف الهجاء. وكل كلمة بنيت أداة عارية في الكلام لتفرقة

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة وهو الصواب ، وأما في التهذيب فقد صحفها محقق الجزء الخامس إلى أوتار.

(٢) سورة الكوثر ، الآية ١.

(٣) النص المحصور بين القوسين من التهذيب مما نسب إلى الليث. وقد آثرنا هذه العبارة لوضوحها وحسن بنائها بالقياس إلى نص الأصول المخطوطة وهو : قوله (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) يقال نحر البدن ويقال : هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة.

٢١٠

المعاني تسمى حَرْفا ، وإن كان بناؤها بحَرْفَيْنِ أو أكثر مثل حتى (١) وهل وبل ولعل.

وكل كلمة تقرأ على وجوه من القرآن تسمى حَرْفا ، يقال : يقرأ هذا الحَرْف في حَرْف ابن مسعود أي في قراءته. (والتَّحْرِيف في القرآن تغيير الكلمة عن معناها وهي قريبة الشبه ، كما كانت اليهود تغير معاني التوراة بالأشباه ، فوصفهم الله بفعلهم فقال : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ)(٢) (٣).

وتَحَرَّفَ فلان عن فلان وانْحَرَفَ ، واحْرَوْرَفَ واحد ، أي : مال.

والإنسان يكون على حَرْف من أمره كأنه ينتظر ويتوقع فإن رأى من ناحية ما يحب؟ (٤) وإلا مال إلى غيرها. وحَرْف السفينة : جانب شقها.

والحَرْف : الناقة الصلبة تشبه بحَرْف الجبل ، قال الشاعر : (٥)

جمالية حَرْف سناد يشلها

وظيف أزج الخطو ريان سهوق

وهذا نقض على من قال : ناقة حرق ، أي :](٦) مهزولة كحَرْف كتابة لدقتها ولو كان [معنى] الحَرْف مهزولا لم يصفها بأنها جمالية سناد ، ولا وظيفها ريان.

والحُرْف : حَبٌّ كالخردل ، والحبة منه حُرْفَة.

والمُحَارَفة : المقايسة بالمِحْرَاف ، وهو الميل تسبر به الجراحات.

والمُحَارَف : المحروم المُدْبِر.

__________________

(١) كذا في التهذيب ٥ / ١٢ واللسان (حرف) ، أما في الأصول المخطوطة فقد جاء : نحن.

(٢) سورة المائدة الآية ١٣.

(٣) النص المحصور بين القوسين زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث ٥ / ١٤.

(٤) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب ، وجواب الشرط محذوف ، معلوم تقديرا.

(٥) القائل (ذو الرمة) والبيت في ديوانه ص ٣٩٥.

(٦) ما بين القوسين من التهذيب ٥ / ١٤ لأن عبارة الأصول قاصرة ومضطربة.

٢١١

حفر :

الحَفِيرة : الحُفْرة في الأرض ، والحَفَر اسم المكان الذي حُفِرَ كخندق أو بئر ، قال:(١)

قالوا انتهينا وهذا الخندق الحَفَر

والبئر إذا كانت فوق قدرها سميت حَفَراحَفِيرا وحَفِيرة) (٢).

وحَفِير وحَفِيرة اسما موضعين جاءا (٣) في الشعر.

والحافِر : الدابة. وقول العرب : النقد عند الحافِر (٤) ، تقول : إذا اشتريته لا تبرح حتى تنقد.

وإذا أعموا اسم الدواب قالوا : الحافِر خير من الظلف أي ذوات الحَوَافِر خير من ذوات الظوالف (٥).

والحافِرة : العودة في الشيء حتى يرد آخره على أوله ، وفي الحديث :

إن هذا الأمر لا يترك على حاله حتى يرد على حافِرته. أي على أول تأسيسه.

وقوله تعالى : (إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) (٦) أي في الخلق الأول بعد ما نموت كما كنا.

والحَفْر ، والحَفَر لغة ، : ما يلزق بالأسنان من ظاهر وباطن ، تقول : حَفِرَت أسنانه حَفَرا ، ولغة أخرى : حَفَرَت تَحْفِر حَفْرا.

__________________

(١) الشطر في اللسان من غير عزو.

(٢) زيادة من التهذيب ٥ / ١٦ مما نسب إلى الليث.

(٣) في الأصول المخطوطة : أسماء مواضع تجيء في الشعر.

(٤) في التهذيب : عند الحافرة ، وفي الأصول المخطوطة والمحكم مثل ما أثبتنا.

(٥) انفرد العين بذكر هذا القول. والغريب فيه جمع الظلف على ظوالف ، إلا أن يكون قد صير إليه ابتغاه المشاكلة مع الحوافر الكلمة السابقة في القول المذكور.

(٦) سورة النازعات ، الآية ١٠.

٢١٢

والحِفْراة : نبت من نبات الربيع. والحِفْراة : خشبة ذات أصابع تذرى بها الكدوس المدوسة ، وينقى بها البر بلغة ناس من أهل اليمن.

فرح :

رجل مُفْرَح : أثقله الدين ، قال : (١)

إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة

وتحمل أخرى أَفْرَحَتْكَ الودائعُ

ورجل فَرْحانُ وفَرِحٌ من الفَرَح ، وامرأة فَرِحة وفَرْحَى مثل عَطْشَى ، وتقول : ما يسرني به مُفْرِح ومَفْرُوح. فالمَفْرُوح : الشيء أنا أَفْرَحُ به ، والمُفْرِح : الشيء الذي يُفْرِحني.

باب الحاء والراء والباء معهما

ح د ب ، ر ح ب ، ر ب ح ، ح ب ر ، ب ر ح ، ب ح ر كلهن مستعملات

حرب :

الحَرْب : نقيض السلم ، تؤنث ، وتصغيرها حُرَيب رواية عن العرب ، ومثلها ذريع (٢) وفريس وقريس أنثى ، ونييب يعني الناقة وذويد وقدير وخليق ، يقال : ملحفة خليق ، كل ذلك تأنيث يصغر بغير الهاء.

ورجل مِحْرَب (٣) : شجاع. وفلان حَرْب فلان أي يُحَارِبه. ودار الحَرْب : بلاد المشركين الذين لا صلح بينهم وبين المسلمين.

وحَرَّبْته تَحْرِيبا أي حرشته على إنسان فأولع به وبعداوته.

__________________

(١) القائل : (بيهس العذري) كما في اللسان (فرح).

(٢) لقد صحف محقق الجزء الخامس من التهذيب كلمة دريع بالتصغير فأثبتها ذريع بالذال المعجمة. ووجه الخطإ أن تصغير ذراع هو ذريعة بالهاء لأنها مؤنث بخلاف دريع التي شذت هي وألفاظ أخرى عن القاعدة إذ لم تلحقها الهاء مصغرة.

(٣) جعلها محقق التهذيب محرب بتضعيف الراء مثل معظم.

٢١٣

وحُرِبَ (حَرِبَ) فلان حَرَبا : أُخذ ماله فهو حَرِب مَحْروب حَرِيب.

وحَرِيبة الرجل : ماله الذي يعيش به ، (والحَرِيب الذي سلبت حَرِيبته) (١).

وقوله تعالى : (يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٢) يعني المعصية.

وقوله تعالى : (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ)(٣) يقال : هو القتل.

وشيوخ حَرْبَى والواحد حَرِب شبيه (بالكَلْبَى) (٤) والكَلِب ، قال : (٥)

وشيوخ حَرْبَى بجنبي أريك

والحِرَاب جمع الحَرْبة (دون الرمح) (٦)

والمِحْرَاب عند العامة اليوم : مقام الإمام في المسجد. وكانت مَحَارِيب بني إسرائيل مساجدهم التي يجتمعون فيها للصلاة. والمِحْرَاب : الغرفة [قال امرؤ القيس :

كغزلان رمل في مَحَارِيب أقيال](٧)

والمِحْرَاب : عنق الدابة.

والحِرْبَاء : دويبة على خلقة سام أبرص مخططة ، وجمعه : الحَرَابي (٨) والحِرْبَاء والقتير: رأسا المسمار في الحلقة في الدرع ، قال لبيد : (٩)

__________________

(١) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٧٩.

(٣) سورة البقرة ، الآية ٢٧٩.

(٤) سقطت من الأصول المخطوطة وأثبتناها من التهذيب ٥ / ٢٢ ، مما نسب إلى الليث.

(٥) (الأعشى) ديوانه ص ١٣ ، وعجز البيت :

(٦) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٧) ما بين القوسين زيادة من التهذيب ٥ / ٢٣ مما نسب إلى الليث. وصدر البيت ، كما في ديوانه ص ٣٤ : وماذا عليه أن ذكرت أو انسا وجاء في التهذيب : (أقوال) بدل أقيال.

(٨) لقد صحفت كلمة الحرابي لدى محقق التهذيب فصارت محرابي.

(٩) عجز بيت (للبيد) ورد في التهذيب واللسان وصدره كما في الديوان ص ١٩٢ :

أحكم الجثى من عوراتها

٢١٤

كل حِرْبَاء إذا أكره صل

والحَرْبَة : الوعاء مثل الجوالق.

رحب :

رَحُبَ (١) الشيء رُحْباً ورَحَابَة. ورجل رَحِيب الجوف أي : أكول (٢).

وقال نصر بن سيار : أَرَحُبَكم الدخول في طاعة الكرماني؟ ، أي : أوَسِعَكم؟.

هذه كلمة شاذة على فعل مجاوز ، وفعل لا يجاوز (٣) أبدا.

وأَرْحَبُ : حي أو موضع تنسب إليه النجائب الأَرْحَبِيَّة.

وقوله : مَرْحَبا ، أي : انزل في الرُّحْب والسعة ، قال الليث : وسئل الخليل عن نصبه فقال : فيه كمين الفعل ، أراد : انزل أو أقم فنصب بفعل مضمر ، فلما عرف معناه المراد (٤) أميت الفعل.

والرُّحْبَى : سمة للعرب على جنب البعير.

برح :

بَرِحَ الرجل يَبْرَح بَراحا إذا رام من موضعه. وأَبْرَحْته : [رمته](٥) وقول الأعشى :

__________________

(١) ضبط الفعل محقق الجزء الخامس من التهذيب : رحب مثل ضرب وهو خطأ.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة وأما في التهذيب فيما نسب إلى الليث فهو : واسع.

(٣) كذا في الأصول المخطوطة ، وأما في التهذيب فيما نسب إلى الليث فهو : غير مجاوز.

(٤) في التهذيب ٥ / ٢٦ عن العين : المراد به.

(٥) زيادة للتوضيح.

٢١٥

أَبْرَحْتَ ربّا وأَبْرَحْتَ جارا (١)

أي : أعظمت واتخذته عظيما.

وما بَرِحْتُ أفعل كذا أي : ما زلت.

وقولهم : بَرِحَ الخفاء أي : ذهب ، قال : (٢)

بَرِحَ الخفاء وما لدي تجلد.

وأرض بَراح : لا بناء فيها ولا عمران.

والبُرَحاء : الحمى الشديدة.

(وتقول) (٣) : بَرَّحَ بنا (٤) فلان تَبْرِيحا إذا آذاك بإلحاح المشقة ، قال ذو الرمة :

لنا والهوى بَرْح على من يغالبه (٥)

والتَّبَارِيح : كلف المعيشة في مشقة ، والاسم التَّبَرُّح ، وتقول : ضربته ضربا مُبَرِّحا ولا تقول : مُبَرَّحا. وهذا الأمر أَبْرَحُ عليَّ من ذاك أي : أشق (وأشد ، قال ذو الرمة :

أنينا وشكوى بالنهار كثيرة

علي وما يأتي به الليل أَبْرَحُ) (٦)

__________________

(١) عجز بيت في التهذيب واللسان (برح) وقد ورد في الديوان (ط. مصر) ص ٤٩ وتمام البيت :

تقول ابنتي حين جد الرحيـ

ـل ابرحت ربا وابرحت جارا

 (٢) لم نهتد إلى القائل ، والشطر في اللسان (برح) غير منسوب أيضا.

(٣) زيادة يقتضيها السياق.

(٤) في (ط) : بناء ، وهو من خطإ الناسخ.

(٥) عجز بيت في التهذيب واللسان (برح) وتمام البيت في الديوان ص ٢ :

متى تظعني يا مي عن دار جيرة

لنا والهوى علي من يغالبه

وقد ورد في الأصول المخطوطة من سهو الناسخ : على من يطالبه.

(٦) ما بين القوسين من العبارة وبيت (ذي الرمة) قد سقط من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب مما نسب إلى الليث ٥ / ٢٩.

٢١٦

والبَرَاح : البيان ، تقول : جاء الكفر بَراحا ، وعلى هذا المعنى يجوز بَرِحَ الخفاء أي ظهر ما كنتُ أُخْفِي.

والبُرُوح : مصدر البارِح وهو خلاف السانح من الظباء والطير وما يتيمن به أو يتشاءم به ، قال : (١)

فهن يَبْرُحْنَ (٢) به بُرُوحا

وتارة يأتينه سنوحا

والبارِح من الرياح : ما تحمل التراب في شدة الهبوب (٣) قال : (٤)

 ...................................

ومرا بارِح ترب

ربح :

رَبِحَ فلان وأَرْبَحْتُه ، وبيع مُرْبِح (إذا كان يُرْبَح فيه ، والعرب تقول : رَبِحَت تجارته إذا رَبِحَ صاحبها فيها ، قال الله تعالى : (فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ)(٥) (٦).

وأعييته مالا مُرَابَحة أي : [على] أن يكون الرِّبْح بيني وبينه.

ورُبَّاح : اسم القرد.

وزب رُبَّاح : ضرب من التمر. ورَبَاح : اسم أبي بلال ، مؤذن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل والرجز في اللسان غير منسوب.

(٢) برح مكانه كسمع : زال عنه ... وبرح الخفاء كسمع : وضح الأمر. وكنصر : غضب القاموس المحيط (برح).

(٣) من التهذيب ٥ / ٢٨ عن العين. في الأصول الهبوات.

(٤) القائل (ذو الرمة) ، والشعر جزء من عجز بيت تمامه :

لابل هو الشوق من دار نخونها

مراسحاب ومرا بارح ترب

والبيت في الديوان ص ٢.

(٥) سورة البقرة الآية ١٦.

(٦) سقط ما بين القوسين من الأصول المخطوطة وأثبتناه من التهذيب مما نسب إلى الليث.

٢١٧

حبر :

الحَبَر والحَبَار : أثر الشيء. والحَبْر والسَّبر : الجمال والبهاء ، بالفتح والكسر.

والحِبْر : المداد.

والحِبْر والحَبْر : العالم من علماء أهل الدين ، وجمعه أَحْبَار ، ذميا كان أو مسلما بعد أن يكون من أهل الكتاب.

والحَبْر (١) : صفرة تقع على الأسنان.

والحِبَرة (٢) : ضرب من برود اليمن. وبرد حِبَرة إنما هو وشي ، وليس حِبَرة موضعا ولا شيئا معلوما ، إنما هو كقولك : ثوب قرمز ، والقرمز صبغة.

والتَّحْبِير : حسن الخط ، وحَبَّرْت الكلام والشعر تَحْبِيرا أي : (حسنته) (٣) ، والتخفيف جائز ، قال رؤبة (٤) :

ما كان تَحْبِير اليماني البراد

أي صاحب البرود.

والحَبْرَة : النعمة ، وحُبِرَ الرجل حَبْرَة وحَبَرا فهو مَحْبُور ، وقوله تعالى : (فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ) (٥) ، أي : ينعمون ، قال المرار العدوي (٦) :

قد لبست الدهر من أفنانه

كل فن ناعم منه حَبِر

__________________

(١) جاء في اللسان : والحبر والحبر بكسر الحاء وفتحها والحبرة بفتح الحاء وضمها والحبر بكسرتين والحبرة بكسرتين كل ذلك صفرة تشوب بياض الأسنان.

(٢) جاء في اللسان : والحبرة والحبرة (بكسر الحاء وفتح الباء ثم بفتحهما) ضرب من برود اليمن.

(٣) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٤) ديوانه ص ٣٨. في الأصول : (العجاج) ، وهو سهو.

(٥) سورة الروم ، الآية ١٥.

(٦) كذا في التهذيب واللسان وأما في الأصول المخطوطة فهو : (مرار). وقد صحف في التهذيب إلى : المزار.

٢١٨

وقال رؤبة :

قلت وقد جدد نسجي حِبَرا (١)

أي تَحْبِيرا. والحَبِير من السحاب : ما ترى فيه التنمير (٢) من كثرة الماء.

والحَبِير من زبد اللغام إذا صار على رأس البعير (٣).

والحَبِير : الجديد. وتقول : ما على رأسه حَبَرْبَرَةٌ أي شعرة.

والمِحْبار : الأرض الواسعة.

بحر :

البَحْر سمي به لاسْتِبْحاره ، وهو انبساطه وسعته. وتقول : اسْتَبْحَرَ في العلم.

وتَبَحَّرَ الراعي : وقع في رعي كثير (٤) ، قال أمية : (٥) :.

انعق بضأنك في بقل تُبَحِّرُه

من ذي الأباطح واحبسها بجلذان

وتَبَحَّرَ في المال (٦).

__________________

(١) لم نجده في ديوان رؤبة.

(٢) في (س) : التحبير ، وفي اللسان (حبر) : التثمير ، وهو تصحيف.

(٣) عقب الأزهري على الحبير بهذا المعنى فقال في التهذيب ٥ / ٣٥ : قلت صحف الليث هذا الحرف وصوابه الخبير بالخاء لزبد أفواه الإبل.

(٤) سقطت العبارة وتبحر الراعي في رعي كثير من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٥) هو (أمية بن الأسكر) (انظر معجم البلدان ، ط. أوروبا ٢ / ٩٩) مادة جلذان. ورواية البيت فيه :

واتعق بضاتك في ارض تطيف به

بين الاصافر وانتجها بجلدان

وهذه الرواية ليست موطن شاهد لما ورد في العين. وفي الأصول المخطوطة : جلدان بالدال المهملة.

(٦) أراد بالمال الإبل وسائر الماشية.

٢١٩

وإذا كان [البَحْر صغيرا] قيل [له] : بُحَيْرَة ، وأما البُحَيْرَة في طبرية (١) فإنها بَحْر عظيم (٢) وهو نحو من عشرة أميال في ستة أميال ، يقال : هي علامة لخروج الدجال ، تيبس حتى لا يبقى فيها قطرة ماء.

والبَحِيرة : كانت الناقة تُبْحَرُ بَحْراً ، وشق أذنها ، يفعل بها ذلك إذا نتجت عشرة أبطن فلا تركب ولا ينفع بظهرها ، فنهاهم الله عن ذلك ، قال الله تعالى : (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ)(٣) والسائبة التي تسبب فلا ينتفع بظهرها ولا لبنها ، والوصيلة في الغنم إذا وضعت أنثى تركت ، وإن وضعت ذكرا أكله الرجال دون النساء ، وإن ماتت الأنثى الموضوعة اشتركوا في أكلها ، وإن ولد مع الميتة ذكر حي اتصلت وكانت للرجال دون النساء ، ويسمونها الوصيلة (٤).

وبنات بَحْر : (٥) ضرب من السحاب.

والباحِر : الأحمق الذي إذا كلم بَحِرَ وبقي كالمبهوت.

ورجل بَحْرَانيّ : منسوب إلى البَحْرَيْن ، وهو موضع بين البصرة وعمان ، يقال : انتهينا إلى البَحْرَيْنِ وهذه البَحْرَان ، معربا (٦).

__________________

(١) وردت معرفة الطبرية في (ط) والتهذيب ٥ / ٣٨ ، ولم ترد في كتب البلدان معرفة ، ولا في سائر المعجمات.

(٢) كذا في التهذيب وهو الصواب ، وأما في الأصول المخطوطة فقد جاء : فإنه عظيم.

(٣) سورة المائدة ، الآية ١٠٣.

(٤) جاء في اللسان عرض واف لمواد البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي يتجاوز هذا القدر من الشرح الذي ورد في العين.

(٥) عقب الأزهري في التهذيب ٥ / ٤٠ فقال : وهذا تصحيف منكر والصواب بنات بخر. وجاء في اللسان (بخر) : وبنات بخر ومخر : سحاب يأتين قبل الصيف ، منتصبته رقاق بيض حسان ، وقد ورد بالحاء المهملة أيضا فقيل : بنات بحر. وفي التاج (بحر) : وبنات بحر ، بالحاء والخاء جميعا أما الصحاح ففيه ما في العين.

(٦) وجاء في التهذيب : ويقولون هذه البحرين وانتهينا إلى البحرين فيما نسب إلى الليث.

٢٢٠