كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

الحر. حَصِفَ جلده حَصَفا. والحَصَافة : ثخانة العقل. رجل حَصِيف حَصِف ، قال

حديثك في الشتاء حديث صيف

وشتوي الحديث إذا تصيف

فتخلط فيه من هذا بهذا

فما أدري أأحمق أم حَصِيف (١)

ويقال : أَحْصَفَ نسجه : أحكمه. وأَحْصَفَ الفرس : عدا عدوا شديدا ، [ويقال : استَحْصَفَ القوم واستحصدوا إذا اجتمعوا]. قال الأعشى :

تأوي طوائفها إلى مَحْصُوفة

مكروهة يخشى الكمأة نزالها (٢)

فصح :

الفِصْح : فطر النصارى ، قال الأعشى :

بهم تقرب يوم الفِصْح ضاحية (٣)

وتَفْصِيح اللبن : ذهاب اللبإ عنه وكثرة محضه وذهاب رغوته ، فَصَّحَ اللبن تَفْصِيحا. ورجل فَصِيح فَصُحَ فَصَاحة ، وأَفْصَحَ الرجل القول. فلما كثر وعرف أضمروا القول واكتفوا بالفعل كقولهم : أحسن وأسرع وأبطأ. ويقال في الشعر في وصف العجم : أَفْصَحَ وإن كان بغير العربية كقول أبي النجم :

أعجم في آذانها فَصِيحا (٤)

يعني صوت الحمار. والفَصِيح في كلام العامة : المعرب.

__________________

(١) البيتان في تاج العروس (حصف) غير منسوبين أيضا.

(٢) قال الأزهري في التهذيب : أراد بالمحصوفة كتيبة مجموعة والبيت في التهذيب ٤ / ٢٥٢ وفي الديوان ص ٣٣. والرواية فيه : إلى مخضرة.

(٣) ديوانه ص ١١١ وعجز البيت فيه :

يرجو الاله بما سدى وما صنعا

(٤) الرجز في التهذيب ٤ / ٢٥٣ واللسان (فصح).

١٢١

صفح :

الصَّفْح : الجنب : من كل شيء. وصَفْحَا السيف : وجهاه. وصَفْحة الرجل : عرض صدره (١) وسيف مُصَفَّح مُصْفَح] وصدر مُصْفَح : أي عريض ، قال :

وصدري مُصْفَح للموت نهد

إذا ضاقت عن الموت الصدور (٢)

وقال الأعشى :

ألسنا نحن أكرم إن نسبنا

وأضرب بالمهندة الصِّفاح (٣)

وقال لبيد : (٤)

كأن مُصَفَّحَات في ذراه

وأنواحا عليهن المآلي

شبه السحاب وظلمته وبرقه بسيوف مُصَفَّحَة ، والمآلي جمع المئلاة وهي خرقة سوداء بيد النواحة. وكل حجر عريض أو خشبة أو لوح أو حديدة أو سيف له طول وعرض فهو صَفِيحة ، وجمعه صَفَائِح. والصُّفَّاح من الحجارة خاصة : ما عرض وطال ، الواحدة صُفَّاحة ، قال : (٥)

ويوقدن بالصُّفَّاح نار الحباحب

وصَفَحْت عنه : أي عفوت عنه. وصَفَحْت ورق المُصْحَف صَفْحا. وصَفَحْتُ القوم : عرضتهم واحدا واحدا (٦) وتَصَفَّحْتُهُم : نظرت في خلالهم هل أرى فلانا ، أو ما حالهم. وقوله تعالى : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً) (٧)

__________________

(١) في التهذيب من كلام الليث : وجهه.

(٢) البيت في التهذيب ٤ / ٢٥٥ ، وفي اللسان (صفح).

(٣) البيت في الديوان ص ٣٤٧ واللسان (صفح).

(٤) أضاف الأزهري في التهذيب قوله : يصف السحاب.

(٥) هو (النابغة الذبياني) كما في التهذيب ، وصدر البيت كما في الديوان :

نقد السلوقي المضاعف نسجه

(٦) (واحدا) الثانية ساقطة من (ط).

(٧) سورة الزخرف الآية ٥.

١٢٢

هو الإعراض. والصُّفَّاح من الإبل : التي عرضت أسنامها (١) ، ويجمع صُفَّاحات وصَفَافِيح.

والمُصَافَحَة معروفة.

فحص :

الفَحْص : شدة الطلب خلال كل شيء [تقول] : فَحَصْت عنه وعن أمره لأعلم كنه حاله. ومَفْحَص القطا : موضع تفرخ فيه. والدجاجة تَفْحَص برجليها وجناحيها في التراب : تتخذ أُفْحُوصة تبيض أو تربض (٢) فيها.

وفي الحديث : (٣) فَحَصُوا عن أوساط الرءوس.

أي عملوها مثل أَفَاحِيص القطا. والمطر يَفْحَص [الحصى](٤) : يقلبه وينحي بعضه عن بعض.

حفص :

أم حَفْصة : تكنى به الدجاجة. وولد الأسد يسمى [حَفْصا](٥).

باب الحاء والصاد والباء معهما

ح ص ب ، ص ح ب ، ص ب ح ، مستعملات

حصب :

الحَصْب : رميك بالحَصْباء أي صغار الحصى أو كبارها. وفي فتنة عثمان : تَحَاصَبُوا حتى ما أبصر أديم السماء. والحَصْبة معروفة تخرج بالجنب ، حُصِبَ فهو مَحْصُوب. والحَصَب : الحطب للتنور أو في وقود [أما](٦)

__________________

(١) في رواية التهذيب ٤ / ٢٥٨ عن العين : التي عظمت أسمتها.

(٢) في رواية التهذيب ٤ / ٢٥٩ عن العين أو تجثم.

(٣) في التهذيب ٤ / ٢٥٩ : ومنه اشتق قول أبي بكر ......

(٤) كذا في التهذيب واللسان ، وفي ص وط وس : القطا.

(٥) من مختصر العين (ورقة ٩٧) ، والتهذيب ٤ / ٢٥٩ عن العين. في الأصول المخطوطة : حفصة.

(٦) زيادة من التهذيب ٤ / ٢٦٠ عن العين ، لتقويم العبارة.

١٢٣

ما دام غير مستعمل للسجور فلا يسمى حصبا. والحاصِب : الريح تحمل التراب وكذلك ما تناثر من دقاق البرد والثلج ، قال الأعشى :

لنا حاصِب مثل رجل الدبى

وجأواء تبرق عنها الهيوبا (١)

يصف جيشا جعله بمنزلة الريح الحاصِب يثير الأرض. والمُحَصَّب : موضع الجمار. والتَّحْصِيب : النوم بالشعب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعة من الليل ثم يخرج إلى (٢) مكة.

صحب :

الصاحِب : يجمع بالصَّحْب ، والصُّحْبان والصُّحْبة والصِّحَاب. والأَصْحاب : جماعة الصَّحْب. والصِّحَابة مصدر قولك صَاحَبَك الله وأحسن صِحَابَتَك. ويقال عند الوداع : مُصَاحَباً معافًى. ويقال : صَحِبَك الله [أي : حفظك] ، ولا يقال : مَصْحُوب. والصاحِب يكون في حال نعتا ، ولكنه عم في الكلام فجرى مجرى الاسم ، كقولك : صاحِب مال ، أي : ذو مال ، وصاحِب زيد ، أي : أخو زيد ألا ترى أن الألف واللام لا تدخلان ، على قياس الضارب زيدا ، لأنه لم يشتق من قولك : صَحِبَ زيدا ، فإذا أردت ذلك المعنى قلت : هو الصاحِب زيدا. وأَصْحَبَ الرجل : إذا كان ذا صاحِب. وتقول : إنك لَمِصْحاب لنا بما تحب ، قال : (٣)

فقد أراك لنا بالودّ مِصْحَابا

وكل شيء لاءم شيئا فقد اسْتَصْحَبَه ، قال :

إن لك الفضل على صاحِبي (٤)

والمسك قد يَسْتَصْحِبُ الرامكا

__________________

(١) في اللسان (حصب) وفي ملحقات الديوان ٢٣٦.

(٢) في (ط) : من ...

(٣) هو (الأعشى) ، وصدر البيت :

ان تصرمي الحبل يا سعدى وتعتزمي أنظر ملحقات الديوان ص ٢٣٥.

(٤) في اللسان : على صحبتي.

١٢٤

ويقال : جلد مُصْحِب : إذا كان عليه شعره وصوفه.

صبح :

[تقول] : صَبَحَنِي فلان : إذا أتاك صَباحا. وناولك الصَّبُوح صَباحا ، قال طرفة بن العبد :

متى تأتني أَصْبَحَك كأسا روية

وإن كنت عنها ذا غنى فاغن وازدد (١)

وتقول في الحرب : صَبَّحْناهم. أي غاديناهم بالخيل ونادوا : يا صَبَاحاه ، إذا استغاثوا. ويوم الصَّباح : يوم الغارة ، قال الأعشى :

ويمنعه يوم الصَّباح مصونة

سراعا إلى الداعي تثوب وتركب (٢)

(يعني أن الخيل تمنع هذا المصطَبح يوم الصَّباح ، المصونة : الخيل ، تثوب : ترجع) (٣). وكان ينبغي أن يقول : تركب وتثوب ، فاضطر إلى ما قاله. وهذا مثل قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(٤) إنما معناه : انشق القمر واقتربت الساعة. وكما قال ابن أحمر :

فاستعرفا ثم قولا في مقامكما

هذا بعير لنا قد قام فانعقرا (٥)

معناه : قد انعقر فقام. والصَّبْح : سقيك من أتاك صَبُوحا من لبن وغيره. والصَّبُوح: ما يشرب بالغداة فما دون القائلة ، وفعلك الاصْطِباح. والصَّبُوح : الخمر ، قال الأعشى :

ولقد غدوت على الصَّبُوح معي

شرب كرام من بني رهم (٦)

__________________

(١) البيت في اللسان (صبح) ، وفي معلقة الشاعر المشهورة.

(٢) الرواية في الديوان ص ٢٠٣ :

يومالصياح بالياء. وسراع الى الداعي تئوب وتركب

(٣) سقط ما بين القوسين من ط وس.

(٤) سورة القمر الآية ١.

(٥) لم نقف على البيت في المصادر المتيسرة لدينا.

(٦) البيت في التهذيب ٤ / ٢٦٤ واللسان (صبح).

١٢٥

واسْتَصْبَحَ القوم بالغدوات. والمُصْبَح : الموضع الذي يُصْبَح فيه ، قال :

بعيدة المُصْبَح من ممساها (١)

والمِصْباح : السراج بالمسرجة ، والمِصْباح : نفس السراج وهو قرطه الذي تراه في القنديل وغيره ، والقراطة (٢) لغة. والمِصْباح من الإبل : ما يبرك في معرسه فلا ينهض وإن أثير حتى يُصْبِح ، قال :

أعيس في مبركه مِصْباحا (٣)

والمَصَابِيح من النجوم : أعلام الكواكب ، الواحد مِصْباح ، وقول الله ـ عزوجل ـ : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ) (٤) أي بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس. وصَبَحْت القوم ماء كذا ، وصَبَّحْتهم أيضا : أتيتهم مع الصَّبَاح ، قال :

وصَبَّحْتهم ماء بفيفاء قفرة

وقد حلق النجم اليماني فاستوى (٥)

والصُّبْح والصَّبَاح : هما أول النهار. والصَّبَح : شدة حمرة في الشعر ، وهو أَصْبَحُ. والأَصْبَحِيَّة والأَصْبَحِيّ : غلاظ السياط وجيادها ، وتقول : أَصْبَحَ الصُّبْح صَبَاحا وصَبَاحة. وصَبُحَ الرجل صَبَاحة وصُبْحَة ، قال ذو الرمة :

وتجلو بفرع من أراك كأنه

من العنبر الهندي والمسك أَصْبَحُ (٦)

أراد به أذكى ريحا. ونزل رجل بقوم فعشوه فجعل يقول : إذا كان غد وأصبت من الصَّبُوح مضيت في حاجة كذا (أراد أن يوجب) (٧) الصَّبُوح عليهم

__________________

(١) البيت في التهذيب ٤ / ٢٦٧ واللسان (صبح).

(٢) في التهذيب : القراط.

(٣) لم نهتد إلى الراجز.

(٤) سورة الحجر من الآية ٨٣.

(٥) البيت في التهذيب ٤ / ٢٦٥ واللسان (صبح) من غير عزو.

(٦) ورواية البيت في الديوان ص ٨٣ :

 .................................

من العنبر الهندي والمسك يصبح

(٧) ما بين القوسين من (س). في (ص) و (ط) : فإذا أوجب.

١٢٦

ففطنوا له فقالوا : أعن صَبُوح ترقق. أي : تحسن كلامك فذهبت مثلا.

باب الحاء والصاد والميم معهما

ح م ص ، م ح ص ، ص ح م ، ص م ح ، ح ص م ، م ص ح كلهن مستعملات

حمص :

الحَمَصِيص : بقلة دون الحماض في الحموضة ، طيبة الطعم من أحرار البقل تنبت في رمل عالج. والحَمْصُ : ترجح الغلام على أرجوحة من غير أن يرجح ، يقال : حَمَصَ. وانْحَمَصَ الورم : أي سكن. وحَمَّصَه الدواء (١). وحَمَصْت القذاة بيدي : إذا رفقت بإخراجها من العين مسحا مسحا. حِمْص : كورة بالشام أهلها يمانون. والحِمَّص : جمع الحِمَّصة ، وهو حبة القدر ، قال :

ولا تعدون سبيل الصواب

فأرزن من كذب حِمَّصه (٢)

محص :

المَحْص : خلوص الشيء ، مَحَصْتُهُ مَحْصا : خلصته من كل عيب ، قال :

يعتاد كل طمرة

مَمْحُوصة ومقلص (٣)

والمحص : العدو ، يقال : خرج يَمْحَص كأنه ظبي. والتَّمْحِيص : التطهير من الذنوب.

__________________

(١) جاء في التهذيب : وقال غيره (أي غير (الليث) حمزة وحمصه إذا أخرج ما فيه.

(٢) لم نهتد إلى القائل.

(٣) لم نهتد إلى القائل.

١٢٧

صحم :

الصُّحْمَة : لون من الغبرة إلى سواد قليل. واصْحَامَّت البقلة فهي مُصْحَامَّة : إذا أخذت ريها واشتدت خضرتها. والصَّحْماء : اسم بقلة ليست بشديدة الخضرة. وبلدة صَحْماء : ذات اغبرار ، قال الطرماح :

وصَحْماء مغبر الحزابي كأنها (١)

مصح :

مَصَحَ الشيء (٢) يَمْصَح مُصُوحا : إذا رسخ ، من الثرى وغيره. والدار تَمْصَح : أي تدرس فتذهب ، قال الطرماح :

قفا نسأل الدمن الماصِحَه (٣)

وقال :

عبل الشوى ماصِحَة أشاعره (٤)

أي رسخت أصول الأشاعر حتى أمنت الانتتاف والانحصاص.

صمح :

صَمَحَه الصيف : أي : كاد يذيب دماغه من شدة الحر (٥). قال أبو زبيد الطائي:(٦)

__________________

(١) وفي التهذيب ٤ / ٢٧٣ واللسان (صحم) : قول (الطرماح) يصف فلاة :

وصحماء أشياء الحزابي ما يرى

بها سسارب غير القطا المتراطن

والبيت في الديوان / ٤٨٧ وقد نسب في الأصول المخطوطة خطأ إلى (ذي الرمة).

(٢) في التهذيب ٤ / ٢٧٥ وهو كلام الليث : مصح الندى يمصح مصوحا إذا رسخ في الثرى.

(٣) وعجز البيت كما في التهذيب والديوان ص ٦٧ :

وهل هي ان سئلت بائحه

(٤) لم نهتد إلى القائل.

(٥) جاء في (س) بعد كلمة (الحر): (هذا في نسخة الزوزني ، وفي نسخة الحاتمي : لا يقال : صمحه الصيف ، لأنه خطأ) حذفنا هذه العبارة من الأصل لأنها ليست منه.

(٦) في الأصول المخطوطة : أبو زيد ، والبيت في اللسان (صمح).

١٢٨

من سموم كأنها لفح نار

صَمَحَتها ظهيرة غراء

وقال ذو الرمة :

إذا صَمَحَتْنا الشمس كان مقيلنا

سماوة بيت لم يروق له ستر (١)

وفي حديث مقتل حجر بن عدي عن أبي عبيد في ذكر سمية أم زياد : إنها لوطباء (٢) شديدة الصِّمَاح تحب النكاح. أي شديدة الحر.

ورجل صَمَحْمَحٌ وصَمَحْمَحِيّ : أي مجتمع ذو ألواح ، وفي السن : ما بين الثلاثين إلى الأربعين.

حصم :

حَصَمَ الفرس وخبج الحمار : إذا ضرط. والحَصُوم : الضروط.

باب الحاء والسين والطاء معهما

س ط ح ، س ح ط يستعملان فقط

سطح :

السَّطْح : البسط ، يقال في الحرب سَطَحُوهم أي أضجعوهم على الأرض. والسَّطِيح: المَسْطُوح ، وهو القتيل ، قال :

حتى تراه وسطنا سَطِيحا (٣)

وسَطِيح : اسم رجل من بني ذئب في الجاهلية الجهلاء ، كان يتكهن ، سمي سَطِيحا لأنه لم يكن بين مفاصله قصب يعمده ، كان لا يقدر على قعود ولا

__________________

(١) البيت في الديوان ١ / ٥٩١.

(٢) الوطباء : العظيمة الثدي. في ص : رطباء وهو تصحيف.

(٣) رواية الرجز في التهذيب ٤ / ٢٧٦ : حتى تراه وسطها سطيحا وفي اللسان (سطح) : حتى يراه وجهها سطحيا ،.

١٢٩

قيام ، وكان مُسَطَّحا على الأرض وفيه يقول الأعشى :

ما نظرت ذات أشفار كنظرتها

يوما كما صدق الذئبي إذ سجعا (١)

والسَّطْح : ظهر البيت إذا كان مستويا ، والفعل التَّسْطِيح (٢). والمِسْطَح : شبه مطهرة ليست بمربعة. والمِسْطَحة : الكوز ذو الجنب الواحد يتخذ للأسفار ، قال (٣) :

فلم يلهنا استنجاء وطب ومِسْطَح.

الاستنجاء : التشمم هاهنا. والمِسْطَح : عود من عيدان الخباء والفسطاط ونحوه ، قال مالك بن عوف النضري : (٤)

تعرض ضيطار وخزاعة دوننا

وما خير ضيطار يقلب مِسْطَحا.

سحط :

سَحَطْت الشاة سَحْطا ، وهو ذبح وحي.

باب الحاء والسين والدال معهما

ح س د ، س د ح ، ح د س ، د ح س مستعملات

حسد :

الحَسَد : معروف ، والفعل : حَسَدَ يَحْسُدُ حَسَدا ، ويقال : فلان يُحْسَد على كذا فهو مَحْسُود.

__________________

(١) البيت في الديوان ص ١٠٣ وروايته :

 .................................

حقا كما صدق الذئبي اذ شجعا

 (٢) في التهذيب من كلام الليث : والسطح ظهر البيت ..... ، وفعلكه التسطيح.

(٣) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول في غير الأصول.

(٤) في اللسان وقال مالك بن عوف النضري. وهذا من حواشي ابن بري. وفي التهذيب : عوف بن مالك النضري كذلك. في الأصول المخطوطة. النصراني.

١٣٠

سدح :

السَّدْح : ذبحك الحيوان وبسطكه على وجه الأرض ، ويكون إضجاعك الشيء على الأرض سَدْحا ، نحو القربة المملوءة المَسْدُوحة إلى جنبك. قال أبو النجم : (١)

يأخذ فيه الحية النبوحا

ثم يبيت عنده مذبوحا

مشدخ ، الهامة أو مَسْدُوحا

حدس :

الحَدْس : التوهم في معاني الكلام والأمور. تقول : بلغني عنه أمر فأنا أَحْدِسُ فيه ، أي : أقول فيه بالظن. والحَدْس : سرعة في السير ، ومضي على طريقة مستمرة. قال (٢) :

كأنها من بعد سير حَدْس

وحُدَسُ : حي من اليمن بالشام. والعرب تختلف في زجر البغل ، فيقول : عَدَس ، وبعض يقول : حَدَس ، والحاء أصوب.

ويقال : إن حَدَساً قوم كانوا بغالين على عهد سليمان بن داود عليهما‌السلام ، وكانوا يعنفون على البغال ، فإذا ذكروا نفرت البغال خوفا مما كانت تلقى منهم.

دحس :

الدَّحْس : التدسيس للأمر تستبطنه وتطلبه أخفى ما تقدر عليه ، ولذلك سميت دودة تحت التراب دَحَّاسة. وهي صفراء صلبة داهية ، لها رأس مشعب

__________________

(١) التهذيب ٤ / ٢٨١. اللسان (سدح) ، غير منسوب.

(٢) التهذيب ٤ / ٢٨٢. اللسان (حدس) غير منسوب.

١٣١

يشده الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير ، لا تؤذي. قال : [في الدَّحْس بمعنى](١) الاستيطان : (٢)

ويعتلون من مأى في الدَّحْس

من مأى : أي : من نم. والمأي النميمة. مأت بين القوم : نممت.

باب الحاء والسين والتاء معهما

س ح ت يستعمل فقط

سحت :

السُّحْت : كل حرام قبيح الذكر يلزم منه العار ـ نحو ثمن الكلب والخمر والخنزير. وأَسْحَتَ الرجلُ : وقع فيه. والسُّحْت : جهد العذاب. وسَحَتْناهم ـ وأَسْحَتْنا بهم لغة ـ أي : بلغنا مجهودهم في المشقة عليهم. [قال] الله عزوجل: (فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ)(٣). قال الفرزدق : (٤)

وعض زمان يا ابن مروان لم يدع

من المال إلا مُسْحَت أو مجلف

أي : مقشر ، ورجل مَسْحُوت الجوف ، أي : لا يشبع. قال : (٥)

يدفع عنه جوفه المَسْحُوت

أي : سَحَتَ جوفه ، فنحى جوانبه عن أذى يونس عليه‌السلام.

__________________

(١) من التهذيب ٤ / ٢٨٤ في روايته عن العين.

(٢) (العجاج). ديوانه ص ٤٨٢. في النسخ : (يقبلون) مكان (يعتلون).

(٣) طه ٦١.

(٤) نزهة الألباء. ص ٢٠ (أبو الفضل). وليس في ديوانه (صادر).

(٥) (رؤبة) ديوانه ص ٢٧.

١٣٢

باب الحاء والسين والراء معهما

ح س ر ، س ح ر ، س ر ح ، ر س ح مستعملات

حسر :

الحَسْر : كشطك الشيء عن الشيء. (يقال): (١) حَسَرَ عن ذراعيه ، وحَسَرَ البيضة عن رأسه ، (وحَسَرَت الريح السحاب حَسْرا) (٢). وانْحَسَرَ الشيء إذا طاوع.

ويجيء في الشعر حَسَرَ لازما مثل انْحَسَرَ. والحَسْر والحُسُور : الإعياء ، (تقول)(٣): حَسَرَت الدابة وحَسَرَها بُعْد السير فهي حَسِير ومَحْسُورة (٤) وهن حَسْرَى ، قال الأعشى:

فالخيل شعث ما تزال جيادها

حَسْرَى تغادر بالطريق سخالها (٥)

وحَسِرَت العين أي : كَلَّت ، وحَسَرَها بُعد الشيء الذي حدقت نحوه (٦) ، قال:(٧)

يَحْسُر طرف عينه فضاؤه

__________________

(١) ما بين القوسين من التهذيب ٤ / ٢٨٦ مما نسبه الأزهري إلى الليث.

(٢) ما بين القوسين من التهذيب ٤ / ٢٨٦ مما نسبه الأزهري إلى الليث.

(٣) ما بين القوسين من التهذيب أيضا.

(٤) هذا ما نرى وهو الصحيح ، وفي الأصول المخطوطة : فهو حسير محسور.

(٥) ورواية البيت في كتاب الصبح المنير في شعر أبي بصير ص ٢٦ :

بالخيل شعثا ما تزال جيادها

رجعا تغادر بالطريث سخالها

 (٦) جاء في المحكم ٣ / ١٣٠ : وحسرت العين : كلت ، وحسرها بعد ما حدقت إليه ، أو خفاؤه. ونقل ابن منظور هذا في اللسان (حسر).

(٧) القائل (رؤبة) والرجز في التهذيب واللسان والديوان ص ٣.

١٣٣

وحَسِرَ حَسْرَة وحَسَرا أي ندم على أمر فاته ، قال مرار بن منقذ : (١)

ما أنا اليوم على شيء خلا

يا ابنة القين تولى بحَسِر

أي بنادم.

ويقال : حَسِرَ البحر عن القرار (٢) وعن الساحل إذا نضب عنه الماء ولا يقال : انْحَسَرَ.

وانْحَسَرَ الطير : خرج من الريش العتيق إلى الحديث ، وحَسَّرَها إبّان التَّحْسِير : ثقله لأنه فعل في مهلة وشيء بعد شيء.

والجارية تَنْحَسِر (٣) إذا صار لحمها في مواضعه. ورجل حاسِر : خلاف الدارع ، قال الأعشى :

وفيلق شهباء ملمومة

تقذف بالدارع والحاسِر (٤)

وامرأة حاسِر : حَسَرَت عنها درعها.

والحَسار : ضرب من النبات يسلح (٥) الإبل. ورجل مُحَسَّر أي محقر مؤذى.

ويقال : يخرج في آخر الزمان رجل أصحابه مُحَسَّرُون أي مقصون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهم

__________________

(١) هو (المرار بن منقذ العدوي) من شعراء الدولة الأموية. انظر الشعر والشعراء ص ٥٨٦ ، وشرح المفضليات لابن الأنباري. والبيت في التهذيب واللسان.

(٢) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي اللسان : العراق. نقول : وهو الصحيح. ولم ترد كلمة العراق في التهذيب.

(٣) في التهذيب : والجارية تتحسر.

(٤) ورواية البيت في الصبح المنير ص ١٠٨ :

يجمع خضراء لها سورة

عصف بالدارع والحاسر

(٥) في (س) : يسلح بلا تشديد.

١٣٤

الله مشارق الأرض ومغاربها.

سحر :

السِّحْر : كل ما كان من الشيطان فيه معونة (١). والسِّحْر : الأخذة التي تأخذ العين.

والسِّحْر : البيان في الفطنة. والسَّحْر : فعل السِّحْر.

والسَّحَّارة : شيء يلعب به الصبيان إذا مد خرج على لون ، وإذا مد من جانب آخر خرج على لون آخر مخالف (للأول) (٢) ، وما أشبهها فهو سَحَّارة.

والسَّحْر : الغذو ، كقول امرىء القيس :

ونُسْحَر بالطعام وبالشراب (٣)

وقال لبيد بن ربيعة العامري :

فإن تسألينا : فيم نحن فإننا

عصافير من هذا الأنام المُسَحَّر (٤)

وقول الله ـ عزوجل ـ : (إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) (٥) ، أي من المخلوقين. وفي تمييز العربية : هو المخلوق الذي يطعم ويسقى.

والسَّحَر : آخر الليل وتقول : لقيته سَحَرا وسَحَرَ ، بلا تنوين ، تجعله اسما مقصودا إليه ، ولقيته بالسَّحَر الأعلى ، ولقيته سُحْرَةَ وسُحْرَةً بالتنوين ، ولقيته بأعلى سَحَرَيْن ، ويقال : بأعلى السَّحَرَيْن ، وقول العجاج :

__________________

(١) وعبارة التهذيب فيما نسب إلى الليث : عمل يقرب فيه إلى الشيطان وبمعونة منه.

(٢) زيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٣) وصدر البيت كما في الديوان ص ٤٧ (ط. السندوبي) :

أرانا موضعين لأمر غيب

(٤) البيت في التهذيب واللسان والديوان ص ٥٦.

(٥) سورة الشعراء الآية ١٥٣.

١٣٥

غدا بأعلى سَحَرٍ و [أجرسا] (١)

هو خطأ ، كان ينبغي أن يقول : بأعلى سَحَرَيْنِ لأنه أول تنفس الصبح ثم الصبح ، كما قال الراجز :

مرت بأعلى سَحَرَيْنِ تدأل (٢)

أي تسرع ، وتقول : سَحَرِيَ هذه الليلة ، ويقال : سَحَرِيَّةَ هذه الليلة ، قال :

في ليلة لا نحس في

سَحَرِيِّهَا وعشائها (٣)

وتقول : أَسْحَرْنَا كما تقول : أصبحنا. وتَسَحَّرْنا : أكلنا سَحُورا على فعول وضع اسما لما يؤكل في ذلك الوقت.

والإِسْحارَّة : بقلة يسمن عليها المال.

والسَّحْر والسُّحْر : الرئة في البطن بما اشتملت ، وما تعلق بالحلقوم ، وإذا نزت بالرجل البطنة يقال : انتفخ سَحْرُهُ إذا عدا طوره وجاوز قدره ، وأكثر ما يقال للجبان إذا جبن عن أمر (٤).

والسَّحْر : أعلى الصدر ، ومنه حديث عائشة :

توفي رسول الله صلى الله عليه و [على] آله وسلم ـ بين سَحْرِي ونحري [(٥).

__________________

(١) الرجز في التهذيب ٤ / ٢٩٣ واللسان والأصول المخطوطة والرواية في كل ذلك : وأحرسا بالحاء المهملة. والصواب ما جاء في الديوان ص ١٣١ (ط. دمشق) وأجرس أي سمع صوته.

(٢) الرجز في التهذيب ٤ / ٢٩٣ واللسان ولم نهتد إلى الراجز.

(٣) البيت في التهذيب ٤ / ٢٩٣ واللسان ، وجاء في س : في ليلة لا نحس في سحريها أي صبحها وعشائها. ويبدو أن (عشائها) سقطت في النسخ.

(٤) وعقب الأزهري على هذا فقال : هذا خطأإنما يقال : انتفخ سحرة للجبان الذي ملأ الخوف جوفه فانتفخ السحر وهو الرئة حتى رفع القلب إلى الحلقوم ومنه قول الله جل وعز : (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا).

(٥) روي الحديث في اللسان : مات رسول الله .......

١٣٦

حرس :

الحَرْس : وقت من الدهر دون الحقب ، قال : (١)

أتقنه الكاتب واختاره

من سائر الأمثال في حَرْسِهِ

والحَرَس هم الحُرَّاس والأَحْرَاس ، (والفعل) (٢) حَرَسَ يَحْرُسُ ، ويَحْتَرِس أي : يحترز: فعل لازم.

والأَحْرَس هو الأصم من البنيان.

وفي الحديث : أن الحَرِيسة السرقة (٣). وحَرِيسة الجبل : ما يسرق من الراعي في الجبال وأدركها الليل قبل أن يؤويها المأوى.

سرح :

سَرَّحْنا الإبل ، وسَرَحَت الإبل سَرْحا. والمَسْرَح : مرعى السَّرْح ، والسَّرْح من المال: ما يغدى به ويراح ، والجميع : سُرُوح ، والسارِح اسم للراعي ، ويكون اسما للقوم الذين هم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهم الجميع ، قال : (٤)

سواء فلا جدب فيعرف جدبها

ولا سارِح فيها على الرعي يشبع

والسَّرْح : شجر له حمل وهي [الآء](٥) ، والواحدة سَرْحَة.

والسَّرْح : انفجار البول بعد احتباسه.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل.

(٢) الزيادة من التهذيب مما نسب إلى الليث.

(٣) يريد أن الكلمة وردت في الحديث وهو : أن غلمة لحاطب بن أبي بلتعة : احترسوا ناقة لرجل فانتحروها التهذيب ٤ / ٢٩٦ واللسان.

(٤) لم نهتد إلى القائل.

(٥) من اللسان (سرح). أما في التهذيب فقد ذكر : وهي الألاءة. وفي الأصول المخطوطة : الأواو.

١٣٧

ورجل مُنْسَرِح الثياب أي : قليلها خفيف فيها ، قال رؤبة :

مُنْسَرِحا إلا ذغاليب الخرق (١)

والسَّرِيحة : كل قطعة من خرقة متمزقة ، أو دم سائل مستطيل يابس وما يشبهها ، والجميع السَّرَائح ، قال : (٢)

بلبته سَرَائح كالعصيم

يريد به ضربا من القطران. والسَّرِيح : سير تشد به الخدمة فوق الرسغ ، قال حميد:(٣)

 .............. ودعدعت

بأقتادها إلا سَرِيحا مخدما

وقولهم : لا يكون هذا في سَرِيح ، أي في عجلة. وإذا ضاق شيء ففرجت عنه ، قلت : سَرَّحْت عنه تَسْرِيحا فانْسَرَحَ وهو كتَسْرِيحِكَ الشعر إذا خلصت بعضه عن بعض ، قال العجاج :

وسَرَّحَتْ عنه إذا تحوَّبا

رواجب الجوف الصحيل الصلبا (٤)

والتَّسْرِيح : إرسالك رسولا في حاجة سَراحا. وناقة سُرُحٌ : مُنْسَرِحة في سيرها ، أي سريعة.

__________________

(١) والرجز في الديوان ص ١٠٥.

(٢) البيت في التهذيب ٤ / ٢٩٩ واللسان (سرح وعصم) منسوب إلى (البيد) ، وصدره : ولم نجده في ديوانه (ط. الكويت).

(٣) هو (حميد بن ثور الهلالي) ، ورواية البيت في ديوانه ص ١٠ :

وخاضت بأيديها النطاف ودعدعت

بأقتادها إلا سريحا مخدما

في الأصول : (ذعذعت) بذال معجمة ، و (أفيادها) وهو تصحيف.

(٤) لم نجد الرجز في ديوان العجاج ولكننا وجدناه في اللسان وروايته :

رواجب الجوف الصهيل الصلبا

١٣٨

والسِّرْحان : الذئب ويجمع على السِّرَاح ، النون زائدة (١).

والمُنْسَرِح : ضرب من الشعر على [مستفعلن مفعولات مستفعلن] [مرتين](٢).

رسح :

يقال منه امرأة رَسْحاء [أي] لا عجيزة لها. قد رَسَحَتْ رَسْحاً. وقد يوصف به الذئب.

باب الحاء والسين واللام معهما

ح س ل ، س ل ح ، س ح ل ، ح ل س ، ل ح س ، ل س ح كلهن مستعملات

حسل :

الضب يكنى أبا حِسْل ، والحِسْل : ولده ، ويقال : إنه قاضي الدواب والطير ، ويقال : وصف له آدم وصورته ـ عليه‌السلام ـ ، فقال الضب : وصفتم طيرا ينزل الطير من السماء والحوت [في] الماء ، فمن كان ذا جناح فليطر ، ومن كان ذا حافر فليحفر. وجمعة حِسْلَة (٣).

سحل :

السَّحِيل : ثوب لا يبرم غزله أي لا يفتل طاقين طاقين ، تقول : سَحَلُوه أي :

__________________

(١) وفي التهذيب : الليث : السرحان : الذئب ويجمع على السراح.

قال الأزهري : ويجمع سراحين وسراحي بغير نون كما قال : ثعالب وثعالي فأما السراح في جمع السرحان فهو مسموع من العرب وليس بقياس.

(٢) في الأصول : مستفعلن ست مرات وليس الأمر كذلك. والصواب ما أثبتناه.

(٣) وزاد الأزهري في التهذيب : قلت : ويجمع حسول.

١٣٩

لم يفتلوا سداه (١) ، والجمع السُّحُل ، قال (٢) :

على كل حال من سَحِيل ومبرم

والمِسْحَل : الحمار الوحشي ، والسَّحِيل : أشد نهيق الحمار. والسَّحْل : نحتك الخشبة بالمِسْحَل ، أي : المبرد ، ويقال له ومبرد الخشب ، إذا شتمه.

والمِسْحَل : من أسماء الرجال الخطباء ، واللسان ، قال الأعشى :

وما كنت شاحردا ولكن حسبتُنِي

إذا مِسْحَلٌ سدى لي القولَ أَنْطِقُ (٣)

ومِسْحَل يقال ، اسم جني الأعشى في هذا البيت ، ويريد بالمِسْحَل المقول. والريح تَسْحَل الأرض سَحْلا تكشط أدمتها.

والسُّحَالة : ما تحات من الحديد إذا برد ، ومن الموازين إذا [تحاتت](٤) ، ومن الذرة والأرز إذا دق شبه النخالة.

والسَّحْل : الضرب بالسياط مما يكشط من الجلد.

والمِسْحَلان : حلقتان إحداهما مدخلة في الأخرى على طرفي شكيم الدابة ، وتجمع مَسَاحِل ، قال : (٥)

__________________

(١) وزاد الأزهري : وقال غيره (غير الليث) : السحيل : الغزل الذي لم يبرم ، فأما الثوب فإنه لا يسمى سحيلا ولكن يقال للثوب سحل.

(٢) القائل هو (زهير بن أبي سلمى) والبيت في مطولته (الديوان ص ١٤) ، وتمامه :

يينا لنعم السيدان وجدتما

على كل حال من سحيل ومبرم

 (٣) البيت في الصبح المنير ص ١٤٨ والديوان (ط مصر) ص ٢٢١. وروايته في الأصول المخطوطة : وما كنت شاجردا .... بالجيم

(٤) وعبارة التهذيب : والسحالة ما تحات من الحديد وبرد من الموازين. في س : تحتت ، وفي (ط) و (ص) : نحتت ولعل الصواب ما أثبتناه.

(٥) القائل (رؤبة) والرجز في ملحقات الديوان ص ١٨٠ وروايته

لولا شكيم المسحلين اندقا

وكذلك في التهذيب واللسان.

١٤٠