كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

١
٢

٣
٤

حرف الحاء

قال الخليل بن أحمد ـ رضي‌الله‌عنه (١) ـ : الهاء والحاء لا تأتلفان في كلمة واحدة أصلية الحروف ، لقرب مخرجيهما في الحلق ، ولكنهما يجتمعان من كلمتين ، لكل واحدة منهما معنى على حدة ، كقول لبيد :

يتمارى في الذي قلت له

ولقد يسمع قولي حيهل

وقال آخر :

هيهاؤه وحيهله

حي كلمة على حدة ومعناها هلم ، وهل حثيثي ، فجعلهما كلمة واحدة. وفي الحديث (٢) : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر.

أي فأت بذكر عمر. قال الليث : قلت للخليل : ما مثل هذا في الكلام : أن يجمع بين كلمتين فتصير منهما كلمة واحدة؟

قال : قول العرب عبد شمس وعبد قيس فيقولون : تعبشم الرجل وتعبقس وعبشمي وعبقسي.

__________________

(١) جملة الدعاء لم ترد في ص وط. والبيت الشاهد في ديوان لبيد ص ١٨٣.

(٢) وفي اللسان : وفي حديث ابن مسعود. وقد روي الحديث في التهذيب : فحيهل ....

٥

باب الحاء والقاف

وما قبلهما مهمل ح ق ، ق ح مستعملان

حق :

الحَقّ نقيض الباطل. حَقَ الشيء يَحِقُ حَقّا أي وجب وجوبا. وتقول :

يَحِقُ عليك أن تفعل كذا ، وأنت حَقِيق على أن تفعله. وحَقِيق فعيل في موضع مفعول.

وقول الله عزوجل (١) ـ حَقِيقٌ (عَلى أَنْ لا أَقُولَ)(٢) معناه مَحْقُوق كما تقول : واجب. وكل مفعول رد إلى فعيل فمذكره ومؤنثه بغير الهاء ، وتقول للمرأة : أنتِ حَقِيقة لذلك ، وأنتِ مَحْقُوقة أن تفعلي ذلك ، قال الأعشى :

لمَحْقُوقة أن تستجيبي لصوته

وأن تعلمي أن المُعان موفق (٣)

والحَقَّة من الحَقّ كأنها أوجب وأخص. تقول : هذه حَقَّتِي أي حَقِّي.

قال :

وحَقَّةٌ ليست بقول الترهة.

والحَقِيقة : ما يصير إليه حَقّ الأمر ووجوبه. وبلغت حَقِيقة هذا : أي يقين شأنه.

وفي الحديث : لا يبلغ أحدكم حَقِيقة الإيمان حتى لا يعيب على مسلم (٤) بعيب هو فيه. وحَقِيقة الرجل : ما لزمه الدفاع عنه من أهل بيته ، والجميع حَقَائِق.

__________________

(١) في ص وط : وقوله من غير إشارة إلى أن القول آية.

(٢) سورة الأعراف ١٠٥.

(٣) البيت في الديوان واللسان وقبله :

وان امرطا اسر ؛لک ودون

من الارض موماة ويهماه سملق

 (٤) في التهذيب واللسان والنهاية : مسلما.

٦

وتقول : أَحَقَ الرجل إذا قال حَقّا وادعى حَقّا فوجب له وحَقَّقَ ، كقولك : صدَّق وقال هذا هو الحَقّ. وتقول : ما كان يَحُقُّك أن تفعل كذا أي ما حُقَ لك. والْحَاقَّةُ: النازلة التي حَقَّت فلا كاذبة لها. وتقول للرجل إذا خاصم في صغار الأشياء : إنه لنزق الحِقَاق.

وفي الحديث : متى ما يغلوا يَحْتَقُّوا.أي يدعي كل واحد أن الحَقَ في يديه ، ويغلوا أي يسرفوا في دينهم ويختصموا ويتجادلوا. والحِقّ : دون الجذع من الإبل بسنة ، وذلك حين يَسْتَحِقّ للركوب ، والأنثى حِقَّة : إذا اسْتَحَقَّت الفحل ، وجمعه حِقَاق وحَقائِق ، قال عدي :

لا حِقَّة هن ولا ينوب (١)

وقال الأعشى (٢)

أي قوم قومي إذا عزت الخمر

وقامت زقاقهم والحِقَاق

والرواية : قامت حِقَاقُهم والزقاق فمن رواه : قامت زقاقهم والحِقَاق يقول : استوت في الثمن فلم يفضل زق حِقّا ، ولا حِقٌ زقا. ومثله :

قامت زقاقهم بالحِقَاق

فالباء والواو بمنزلة واحدة ، كقولهم : قد قام القفيز ودرهم ، وقام القفيز بدرهم. وأنت بخير يا هذا ، وأنت وخير يا هذا ، وقال (٣) :

ولا ضعاف مخهن زاهق

لسن بأنياب ولا حَقَائِق

__________________

(١) لم نجده في ديوان عدي بن زيد.

(٢) البيت في التهذيب واللسان (لعدي). وقد ضمه محقق ديوان عدي إلى شعر (عدي) مما لم يذكر في الديوان. وفي الأصول المخطوطة منسوب إلى (الأعشى) ولم نجده في ديوان الأعشى ولعله من سهو الناسخ.

(٣) الرجز في اللسان (لعمارة بن طارق) وروايته : ومسلم أمر من أيانق ......

٧

وقال (١) :

أفانين مكتوب لها دون حِقِّها

إذا حملها راش الحجاجين بالثكل

جعل الحِقّ وقتا. وجمع الحُقَّة من الخشب حُقَق ، قال رؤبة :

سوى مساحيهن تقطيط الحُقَق (٢)

والحَقْحَقَة : سير أول الليل ، وقد نهي عنه ، ويقال : هو أتعاب ساعة.

وفي الحديث : إياكم والحَقْحَقَة في الأعمال ، فإن أحب الأعمال إلى الله ما داوم عليه العبد وإن قل.

ونبات الحَقِيق (٣) : ضرب من التمر وهو الشيص.

قح :

والقُحُ الجافي من الناس والأشياء ، يقال للبطيخة التي لم تنضج : إنها لقُحٌ (٤). والفعل : قَحَ يَقُحُ قُحُوحة ، قال :

لا أبتغي سيب اللئيم القُحّ

يكاد من نحنحة وأح

يحكي سعال الشرق الأبح (٥)

والقُحُ : الشيخ الفاني. والقُحُ : الخالص من كل شيء. والقُحْقُح : فوق القب شيئا. والقَبّ : العظم الناتىء من الظهر بين الأليتين.

__________________

(١) الشاعر (ذو الرمة). والبيت في الديوان ١ / ١٥٣.

(٢) الرجز في ديوان رؤبة.

(٣) جاء في التهذيب : قلت : صحف الليث هذه الكلمة وأخطأ في التفسير أيضا ، والصواب : لون الحبيق ضرب من التمر ردىء.

(٤) قال الأزهري في التهذيب : قلت : أخطأ الليث في تفسير القح ، وفي قوله للبطيخة التي لم تنضج إنهالقح ، وهذا تصحيف. وصوابه : الفج بالفاء والجيم.

(٥) الرجز في التهذيب فيما نقله عن الليث ، ثم تكرر في اللسان ، وكله من غير عزو.

٨

باب الحاء مع الكاف

ح ك ، ك ح (١) مستعملان

حك :

الحَكِيك : الكعب المَحْكُوك. والحَكِيك : الحافر النحيت. والحَكَكَة : حجر رخو أبيض أرخى من الرخام وأصلب من الجص. والحَاكَّة : السن ، تقول : ما فيه حاكَّة. ويقال : إنه لَيَتَحَكَّكُ بك : أي يتعرض لشرّك. وحَكَ في صدري واحْتَكَ : وهو ما يقع في خلدك من وساوس الشيطان. وفي الحديث : إياكم والحَكّاكات فإنها المآتم.

وحَكَكْتُ رأسي أَحُكُّه حَكّاً. واحْتَكَ رأسه احْتِكَاكاً. وقوله (٢) :

أنا جذيلها المُحَكَّك. أي عمادها وملجأها.

كح : الأَكَحُ : الذي لا سن له. والكُحْكُح : المسن من الشاء والبقر.

باب الحاء مع الجيم

ح ج ، ج ح مستعملان

حج :

قد تكسر الحَجَّة والحَجّ فيقال : حِجّ وحِجَّة. ويقال للرجل الكثير الحَجّ حَجَّاج من غير إمالة. وكل نعت على فَعّال فإنه مفتوح الألف ، فإذا صيرته اسما يتحول عن حال النعت فتدخله الإمالة كما دخلت في الحَجَّاج والعَجَّاج. وحَجَ علينا فلان أي قَدِمَ. والحَجُ : كثرة القصد إلى من يعظم ، قال :

كانت تَحُجُ بنو سعد عمامته

إذا أهلوا على أنصابهم رجبا (٣)

__________________

(١) لم ترد هذه المادة في الأصول المخطوطة بعد مادة (حكك. وأثبتناها من مختصر العين [ورقة ٥٥].

(٢) في التهذيب : وقول (الحباب :) أنا جذيلها ....

(٣) لم نهتد إلى البيت ولا إلى قائله.

٩

حَجُّوا عمامته : أي عظّموه. والحِجَّة : شحمة الأذن ، قال لبيد :

يرضن صعاب الدر في كل حِجَّة

وإن لم تكن أعناقهن عواطلا (١)

ويقال : الحِجَّة ههنا الموسم. والحَجْحَجَة : النكوص ، تقول : حملوا ثم حَجْحَجُوا أي نكصوا ، قال (٢) :

حتى رأى رايَتَهم فَحَجْحَجَا

والمَحَجَّة : قارعة الطريق الواضح. والحُجَّة : وجه الظفر عند الخصومة. والفعل حاجَجْتُهُ فحَجَجْتُهُ. واحْتَجَجْتُ عليه بكذا. وجمع الحُجَّة : حُجَج. والحِجَاج المصدر. والحَجَاج : العظم المستدير حول العين ، ويقال : بل هو الأعلى الذي تحت الحاجب ، وقال : (٣)

إذا حَجاجا مقلتيها هججا

والحَجِيج : ما قد عولج من الشجة ، وهو اختلاط الدم بالدماغ فيصب عليه السمن المغلي حتى يظهر الدم فيؤخذ بقطنة ، يقال : حَجَجْتُه أَحُجُّه حَجّاً.

الجَحْجَاح : السيد السمح الكريم ، ويجمع : جَحَاجِحَة ، ويجوز بغير الهاء ، قال أمية(٤) :

__________________

(١) رواية الديوان ص ٢٤٣ :

...... ولو لم تكن أعناقهن عواطلا. وهو كذلك في «ص» و «طه» في حين أن الرواية في «س» و

وهو كذلك في ص وط في حين أن الرواية في س واللسان : يرضن صعاب الدو ....

(٢) صاحب الرجز هو (العجاج). انظر الديوان ص ٣٨٩.

والرواية فيه :

حتى رأي رأئيهم فحجحجا

(٣) (الحجاج) أيضا. انظر الديوان واللسان.

(٤) لا ندري (أأمية بن أبي الصلت) أم أمية آخر؟ ولم نجد البيت في ديوان أمية بن أبي الصلت.

١٠

ما ذا ببدر فالعقنقل

من مرازبة جَحَاجِح

وأَجَحَّت الكلبة : أي حملت فهي مُجِحّ.

باب الحاء مع الشين

ح ش ، ش ح مستعملان

حش :

حَشَشْتُ النار بالحطب أَحُشُّها حَشّاً : أي ضممت ما تفرق من الحطب إلى النار. والنابل إذا راش السهم فألزق القذذ به من نواحيه يقال : حَشَ سهمه بالقذذ ، قال :

أو كمريخ على شريانة

حَشَّهُ الرامي بظهران حشر (١)

والبعير والفرس إذا كان مجفر الجنبين يقال : حُشَ ظهره بجنبين واسعين ، قال أبو داود في الفرس :

من الحارك مَحْشُوش

بجنب جرشع رحب (٢)

والحُشاشة : روح القلب. والحُشاشة : رمق بقية من حياة النفس ، قال يصف القردان (٣) :

__________________

(١) البيت في التهذيب ٣ / ٣٩٢ فيما رواه عن الليث من غير عزو.

(٢) البيت في اللسان (حشش).

(٣) البيت (للفرزدق) كما في التهذيب واللسان (حشش) والرواية فيه :

إذا سمعت وطه الركاب تنفست .....

أما في ترجمة (نغش) فقد قال : وأنشد (الليث) لبعضهم. في صفة القراد :

إذا سمعت وطه الركاب تنعشت .....

١١

إذا سمعت وطء الركاب تنغشت

حُشاشَتُها في غير لحم ولا دم

والحَشِيش الكلأ ، والطاقة منه حَشِيشة ، والفعل الاحتِشَاش. والمَحَشَّة : الدبر.

وفي الحديث : مَحَاشُ النساء حرام ويروى : محاسن. بالسين أيضا.

والحَشُ والحُشُ : جماعة النخل ، والجميع الحِشَّان. ويقال لليد الشلاء : قد حَشَّتْ ويَبِسَت. وإذا جاوزت المرأة وقت الولاد (١) وهي حامل ويبقى الولد في بطنها يقال : قد حَشَ ولدها في بطنها أي يبس. وأَحَشَّت المرأة فهي مُحِشٌ. والحَشُ : المخرج.

شح :

يقال : زند شَحاح : أي لا يوري. والشَّحْشَح : المواظب على الشيء الماضي فيه. والشَّحْشَح : الرجل الغيور وهو الشَّحْشَاح ، قال (٢) :

فيقدمها شَحْشَح عالم

ويقال : شَحْشَحَ البعير في الهدر وهو الذي ليس بالخالص من الهدر ، قال :

فردد الهدر وما إن شَحْشَحا (٣)

__________________

(١) كذا في ص وط ، وفي س : الولادة.

(٢) البيت (لحميد بن ثور) كما في ديوانه ص ٤٨ والرواية فيه :

تقدمها شحشح جائز

لماء قعير يريد القرى

 (٣) الرجز في التهذيب ٣ / ٣٩٦ من غير عزو. ونسب في اللسان (شحح) إلى (سلمة بن عبد الله العدوي.).

١٢

ويقال للخطيب الماهر في خطبته الماضي فيها : شَحْشَح. والشُّحُ : البخل وهو الحرص. وهما يَتَشَاحَّان على الأمر : لا يريد كل واحد منهما أن يفوته. والنعت شَحِيح وشَحَاح والعدد أَشِحَّة. وقد شَحَ يَشِحُ شُحّاً.

باب الحاء مع الضاد

ح ض ، ض ح مستعملان

حض :

حض : الحِضِّيضَى والحِثِّيثَى من الحَضّ والحَثّ. وقد حَضَ يَحُضُ حَضّاً.

والحُضُض : دواء يتخذ من أبوال الإبل. والحَضِيض : قرار الأرض عند سفح الجبل.

ضح :

الضِّحُ والضِّيحُ : ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض. والضَّحْضَاح : الماء إلى الكعبين ، أو إلى أنصاف السوق. والضَّحْضَحَة والتَّضَحْضُح (١) : جري السراب وتلعلعه:

باب الحاء مع الصاد

ح ص ، ص ح مستعملان

حص :

الحَصْحَصَة : الحركة في الشيء حتى يستقر فيه ويستمكن منه. وتَحَاصَ

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي التهذيب : والتضحيح.

١٣

القوم تَحَاصَّا : يعني الاقتسام من الحِصَّة. والحَصْحَصَة : بيان الحق بعد كتمانه. حَصْحَصَ (الْحَقُ) ، ولا يقال : حُصْحِصَ الحقُّ. والحُصاص : سرعة العدو في شدة. ويقال : الحُصاص : الضراط. والحُصُ : الورس ، وإن جمع فحُصُوص ، يصبغ به ، وهو الزعفران أيضا. والحَصُ : إذهابك الشعر كما تَحُصُ البيضة رأس صاحبها ، قال (١) :

قد حَصَّت البيضة رأسي فما

أطعم ونوما غير تهجاع

وقال : (٢)

بميزان قسط لا يَحُصُ شعيرة

له شاهد من نفسه غير فاضل (٣)

لا يَحُصُ : أي لا ينقص. ويقال : رجل أَحَصّ وامرأة حَصَّاء. وقال في السنة الجرداء الجدبة :

علوا على شارف صعب مراكبها

حَصَّاء ليس بها هلب ولا وبر (٤)

علوا : حملوا على ذلك

صح :

الصِّحَّة : ذهاب السقم والبراءة من كل عيب وريب. صَحَ يَصِحُ صِحَّة.

(والصوم مَصَحَّة (٥)).

ومَصِحَّة ، ونصب الصاد أعلى من الكسر. يعني يَصِحُ عليه.

__________________

(١) في التهذيب ٣ / ٤٠٠ : وقال (أبو قيس بن الأسلت.).

(٢) في اللسان : وفي شعر (أبي طالب) : البيت .....

(٣) والمعنى : ذهب الشعر كله.

(٤) البيت في اللسان غير منسوب ، والرواية فيه :

علوا علد ساظف صعب مراکبنها

(٥) ما بين القوسين من الحديث الشريف كما في التهذيب ٣ / ٤٠٤.

١٤

والصَّحْصَان والصَّحْصَح : ما استوى وجرد من الأرض ، ويجمع صَحَاصِح ، قال :

وصَحْصَحان قذف كالترس (١)

باب الحاء مع السين

ح س ، س ح مستعملان

حس :

الحَسّ : القتل الذريع. والحَسّ : إضرار البرد الأشياء ، تقول : أصابتهم حاسّة من البرد ، وبات فلان بحَسَّةِ سوء (٢) : أي بحال سيئة وشدة. والحَسّ :

نفضك التراب عن الدابة بالمِحَسَّة وهي الفرجون. ويقال : ما سمعت له حِسّا ولا جرسا ، فالحِسُ من الحركة ، والجرس من الصوت.

والحِسُ : داء يأخذ النفساء في رحمها. وأَحْسَسْتُ من فلان أمرا : أي رأيت.

وعلى الرؤية يفسر (قوله عزوجل) : (فَلَمَّا أَحَسَ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ)(٣) أي رأى. ويقال : مَحَسَّة المرأة : دبرها. ويقال : ضرب فلان فما قال حَسٍ ولا بسٍّ ، ومنهم من لا ينون ويجر فيقول : حَسِ ، ومنهم من يكسر الحاء (٤).

والعرب تقول عند لذعة نار أو وجع : حَسِ حَسِ (٥). والحِسُ : مس

__________________

(١) التهذيب ٣ / ٤٠٥ واللسان (صحح) ورواية فيهما : وصحصحان قذف مخرج.

(٢) جاء في التهذيب : قلت : والذي حفظناه من العرب وأهل اللغة بات بحيبة سوء ، وبكينة سوء ، وببيئة سوء. ولم أسمع بحسة سوء لغير الليث والله أعلم.

(٣) سورة آل عمران ٥٢.

(٤) وزاد في اللسان : والباء.

(٥) كذا في الأصول المخطوطة والتهذيب ٣ / ٤٠٧ في اللسان : حس بس.

١٥

الحمى أول ما تبدو (١). والحِسّ : الحَسِيس تسمعه يمر بك ولا تراه ، قال :

ترى الطير العتاق يظلن منه (٢)

جنوحا إن سمعن له حَسِيسا

وتَحَسَّسْتُ خبرا : أي سألت وطلبت.

سح :

السَّحْسَحَة : عرصة المحلة وهي السَّاحَة. وسَحَّت الشاة تَسِحُ سَحّاً وسُحُوحاً أي حنت. وشاة سمينة ساحٌ ، ولا يقال : ساحَّة.

قال الخليل : هذا مما يحتج به ، إنه قول العرب فلا نبتدع شيئا فيه.

وسَحَ المطر والدمع يَسِحُ سَحّاً وهو شدة انصبابه. وفرس مِسَحّ : أي سريع ، قال(٣):

مِسَحٌ إذا ما السابحات على الونى

أثرن الغبار بالكديد المركل

باب الحاء مع الزاي

ح ز ، ز ح مستعملان

حز :

الحُزُّ : قطع في اللحم غير بائن. والفرض في العظم والعود غير طائل حَزٌّ أيضا.

يقال : حَزَزْتُهُ حَزّاً ، واحْتَزَزْته احْتِزَازاً ، قال الشاعر : (٤)

وعبد يغوت تحجل الطير حوله

قد احْتَزَّ عرشيه الحسام المذكر

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي التهذيب : تبدأ.

(٢) كذا في التهذيب واللسان ، وفي الأصول المخطوطة : يطلن.

(٣) للشاعر (امرىء القيس). انظر معلقته ، وانظر اللسان (كدد).

(٤) (لذي الرمة) انظر الديوان ٢ / ٦٤٨ ، والرواية فيه : وقد حز ....

١٦

فجعل الاحتزاز هيهنا قطع العنق. والحَزازة : هبرية في الرأس (١) ، وتجمع على حَزاز. والحزازة أيضا : وجع في القلب من غيظ ونحوه. والحَزَّاز يقال في القلب أيضا ، قال الشماخ :

فلما شراها فاضت العين عبرة

وفي الصدر حُزَّازٌ من اللوم حامزٌ (٢)

وقال (٣) :

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى

وتبقى حَزَازات النفوس كما هيا

وتقول : أعطيته حُزَّة من لحم (٤). والحَزَّاز من الرجال : الشديد على (٥) السوق والقتال ، قال :

فهي تفادى من حَزَازٍ ذي حزق (٦)

وفي الحديث : أخذ بحُزَّتِه. يقال : أخذ بعنقه ، وهو من السراويل حُزَّة وحُجْزَة ، والعنق عندي تشبيه به. وحَزَّاز (٧) القلوب : ما حَزَّ وحَكَّ في قلبه.

والحَزِيز : موضع من الأرض كثرت حجارته وغلظت كأنها سكاكين ، ويجمع على حُزَّان (حِزَّان) وثلاثة أَحِزَّة (٨). وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فقطعه قيل به حازٌّ.

__________________

(١) وزاد في التهذيب : كأنها نخالة.

(٢) ديوانه / ١٩٠ وروايته فيه :

 ...................................

وفي الصدر حزاز من الوجد حامز

 (٣) اللسان (حزز) ، وقد نسب فيه إلى (زفر بن الحرث الكلابي).

(٤) وفي اللسان : وأعطيته حذية من لحم وحزة من لحم.

(٥) كذا في ص وس ، وفي ط : من.

(٦) الرجز في التهذيب ٣ / ٤١٤ غير منسوب.

(٧) كذا في س في ص وط : حواز. وفي اللسان مثل ما أثبتناه.

(٨) في المحكم : والجمع أحزة وحزان بضم الحاء أو كسرها مع تشديد الزاي.

١٧

زح :

الزَّحُ : جذب الشيء في العجلة. زَحَّه يَزُحُّه زَحّا. والزَّحْزَحة : التنحية عن الشيء [يقال] زَحْزَحْتُه فتَزَحْزَحَ.

باب الحاء مع الطاء

ح ط ، ط ح مستعملان

حط :

الحَطُّ : وضع الأحمال عن الدواب. والحَطُّ : الحدر من العلو. وحَطَّت النجيبة وانْحَطَّتْ في سيرها من السرعة ، قال النابغة يمدح النعمان :

فما وخدت بمثلك ذات غرب

حَطُوط في الزمام ولا لجون (١)

وقال : (٢)

مكر مفر مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حَطَّه السيل من علِ

وحَطَّ عنه ذنوبه ، قال :

واحْطُطْ إلهي بفضل منك أوزاري (٣)

والحَطَاطَة : بثرة تخرج في الوجه صغيرة تقبح (٤) اللون ولا تقرح ، قال : (٥)

ووجه قد جلوت أقيم صاف

كقرن الشمس ليس بذي حَطاط

__________________

(١) البيت في الديوان ص ٢٦٥.

(٢) الشاعر هو (امرؤ القيس) ، والبيت في مطولته.

(٣) لم نهتد إلى البيت ولا إلى قائله.

(٤) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي التهذيب واللسان : تقيح.

(٥) (هو المتنخل الهذلي) كما في اللسان ، والرواية فيه : ووجه قد رأيت أميم صافو» وفي «ديوان الهذليين» ٢ ٢ / ٢٣ : «ووجه» قد طرقت أميم صافو

١٨

وبلغنا أن بني إسرائيل حيث قيل لهم : (وَقُولُوا حِطَّةٌ (١)) إنما قيل لهم ذلك حتى يَسْتَحِطُّوا بها أوزارهم فتُحَطَّ عنهم. ويقال للجارية الصغيرة : يا حَطَاطَة. وجارية مَحْطُوطة المتنين أي ممدودة حسنة ، قال النابغة :

مَحْطُوطةُ المَتْنَيْنِ غير مفاضة (٢)

طح :

الطَّحّ : أن يضع الرجل عقبه على شيء ثم يسحجه بها. والمِطَحَّة من الشاة مؤخر ظلفها وتحت الظلف في موضع المِطَحَّة عظيم كالفلكة.

والطَّحْطَحَة : تفريق الشيء هلاكا ، وقال في خالد بن عبد الله القسري :

فيمسي نابذا سلطان قسر

كضوء الشمس طَحْطَحَه الغروب (٣)

باب الحاء مع الدال

حد ، د ح مستعملان

حد :

فصل ما بين كل شيئين حَدٌّ بينهما. ومنتهى كل شيء حَدُّه. وحَدَّ السيف واحْتَدَّ. وهو جلد حَدِيد. وأَحْدَدْتُه. واسْتَحَدَّ الرجل واحْتَدَّ حِدَّةً [فهو](٤) حَدِيد.

وحُدُود الله : هي الأشياء التي بَيَّنها وأمر أن لا يُتعدى فيها. والحَدُّ : حَدُّ القاذف ونحوه مما يقام عليه من الجزاء بما أتاه. والحَدِيد معروف ، وصاحبه

__________________

(١) سورة البقرة ٥٨ ، سورة الأعراف ١٦١.

(٢) وعجز البيت : زيا الوادف بضة المتجرد وهي من داليته المشهورة.

(٣) اللسان (طحح) غير منسوب أيضا.

(٤) الزيادة من اللسان (حدد).

١٩

الحَدَّاد. ورجل مَحْدُود : محارف في جده. وحَدُّ كل شيء : طرف شباته كحَدِّ السنان والسيف ونحوه. والحُدُّ : الرجل المَحْدُود عن الخير.

والحَدُّ : بأس الرجل ونفاذه في نجدته ، قال العجاج :

أم كيف حَدَّ مضر القطيم (١)

وأَحَدَّت المرأة على زوجها فهي مُحِدّ (٢) وحَدَّتْ بغير الألف أيضا ، وهو التسليب بعد موته. وحادَدْتُه : عاصيته ، (مَنْ يُحادِدِ اللهَ) ، أي يعاصيه.

وما عن هذا الأمر حَدَدٌ : أي معدل (٣) ولا مُحْتَدٌّ ، مثله ، قال الكميت :

حَدَداً أن يكون سيبك فينا

رزما أو مجبنا ممصورا (٤)

وحَدَّان : حي من اليمن. والحَدُّ : الصرف عن الشيء من الخير والشر.

وتقول للرامي : اللهم احْدُدْه ، أي لا توفّقه للإصابة. وحَدَدْتُه عن كذا : منعته والاسْتِحْداد : حلق الشيء بالحَدِيد ، وحَدُّ الشراب : صلابته ، قال الأعشى (٥) :

وكأس كعين الديك باكرت حَدَّها

بفتيان صدق والنواقيس تضرب

__________________

(١) الديوان ص ٦٣ عن التهذيب. ورواية اللسان :

(٢) كذا في التهذيب وكتب اللغة الأخرى ، وفي الأصول المخطوطة : محدة.

(٣) في التهذيب : معزل.

(٤) كذا في اللسان (حدد) ، وروايته في التهذيب :

 .................................

وتحا أو محينا محصورا

والرواية في الأصول المخطوطة : فمصورا.

(٥) ديوانه / ٢٠٣.

٢٠