كتاب العين - ج ٣

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ٣

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

والجالِحَة والجَوَالِح : ما تطاير من رءوس النبات كالقطن من الريح ونحوه من نسج العنكبوت. وكالثلج إذا تهافت.

والجَلْحاء : البقرة الذاهب قرناها بأخرة (١). جُلَاح : اسم أبي أحيحة ، وكان سيد بني النجار وهو جد عبد المطلب ، كانت أمه سلمى بنت عمرو بن أحيحة. والمُجَلَّح : الكثير الأكل ، ومنه قول ابن مقبل :

إذا اغبر العضاة المُجَلَّح (٢)

وهو الذي أكل فلم يترك منه شيء.

حلج :

والحَلْج : حَلْج القطن بالمِحْلَاج. والحَلْج في السير كقولك : بيننا وبينهم حَلْجَة صالحة وحَلْجَة بعيدة (٣) ، قال أبو النجم :

منه بعجز كصفاة الحَيْجل (٤)

وفي الأصل : الحَيْلَج.

باب الحاء والجيم والنون معهما

ح ج ن ، ن ج ح ، ج ح ن ، ج ن ح مستعملات

حجن :

المِحْجَنَة والمِحْجَن (٥) : عصا في طرفها عقافة. واحْتَجَنَ الرجل : إذا

__________________

(١) وجاء في التهذيب فيما نقله الأزهري عن الليث : والجلحاء من البقر التي تذهب قرناها أخرا.

(٢) البيت في اللسان (جلح) وتمامه :

ألم تعلمي أن لا يذم فجاءني

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

 (٣) قال الأزهري : والذي سمعته من العرب : الخلج في السير بالخاء ، ولا أنكر الحاء بهذا المعنى.

(٤) لم نهتد إلى هذا الشاهد. في (س) : كصفاة الحيلج.

(٥) كذا في اللسان ، وفي الأصول المخطوطة : الحجن.

٨١

اختص بشيء (١) لنفسه دون أصحابه. والاحْتِجَان أيضا بالمِحْجَن. حَجَنته عنه : أي صددته ، قال :

ولا بد للمشعوف من تبع الهوى

إذا لم يزعه من هوى النفس حاجِن (٢)

وغزوة حَجُون : وهي التي تظهر غيرها ثم تخالف إلى غير ذلك الموضع ، [ويقصد إليها]. يقال : غزاهم غزوة حَجُونا ، ويقال : هي البعيدة ، قال الأعشى :

فتلك إذا الحَجُون ثنى عليها

عطاف الهم واختلط المريد (٣)

والحَجُون : موضع بمكة قال : (٤)

فما أنت من أهل الحَجُون ولا الصفا

والحُجْنة : موضع أصابه اعوجاج. والحَجَن : اعوجاج الشيء الأَحْجَن. والصقر وما يشبهه من الطير أَحْجَن المنقار. ومن الأنوف أَحْجَن وهو ما أقبلت روثته نحو الفم فاستأخرت ناشزتاه قبحا. وتكون الحُجْنَة من الشعر : الذي جعودته في أطرافه.

نجح :

النُّجْح والنَّجاح : من الظفر [بالحوائج]. نَجَحَت حاجتك وأَنْجَحْتُها لك. وسرت سيرا نُجْحا وناجِحا ونَجِيحا : أي وشيكا ، قال :

يشلهن قربا نَجِيحا (٥)

__________________

(١) كذا في التهذيب واللسان وقد سقط من الأصول المخطوطة.

(٢) البيت في اللسان (حجن).

(٣) ديوانه / ٣٢٥ ، والرواية فيه :

«قتلك إذا الحجوز أبي عليه»

(٤) (الأعشى) ديوانه / ١٢٣ وعجزه : ولا لك حق الشرب في ماء زمزم.

(٥) في (ط) : تشلهن بالتاء. والرجز في المحكم ٣ / ٦٣ ، وفي اللسان (نجح) ، والرواية فيهما : يغبقهن. غير منسوب أيضا.

٨٢

يصف قربا على طريق المصدر. ورأي نَجِيح : صواب. وتَنَاجَحَت أحلامه : إذ تتابعت عليه رؤيا صدق. ونَجَحَ أمره : سهل ويسر.

جحن :

جَيْحُون وجَيْحان : اسم نهر بالشام (١). والجَحِن : السيىء الغذاء ، قال الشماخ يذكر ناقة :

وقد عرقت مغابنها وجادت

بدرتها قرى جَحِن قتين (٢)

أي قليل الطعم.

جنح :

جَنَحَ الطائر جُنُوحا : أي كسر من جَنَاحَيه ثم أقبل كالواقع اللاجىء إلى موضع. والرجل يَجْنَح : إذا أقبل على الشيء يعمله بيديه وقد حنى إليه صدره ، قال : (٣)

جُنُوحَ الهالكي على يديه

مكبا يجتلي نقب النصال

وقال في جُنُوح الطائر :

ترى الطير العتاق يطلن منه

جُنُوحا .......(٤)

__________________

(١) الذي بالشام هو جيحان ، كما في معجم البلدان ٢ / ١٩٦ ، أماجيحون فيجيء من موضع يقال له : ريوساران وهو جبل يتصل بناحية السند والهند وكابل. ولعل ترجمة (جيحون) سقطت من الأصول فاختلط الأمر واضطربت العبارة.

(٢) جاء في اللسان : قال (ابن سيده) أراد قرادا جعله حجنا غذائه ، يعني أنها عرقت. فصار عرقها قرى للقراد. وهذا البيت ذكره (ابن بري) بمفرده في ترجمة (حجن) بالحاء قبل الجيم ، قال : والحجن المرأة القليلة الطعم وأورد البيت. غير أن رواية العين (حجن) بالجيم قبل الحاء هي المعتمدة ، فغد جاءت في مصادر معتبرة قديمة. جاء في المجهرة ٢ / ٥٩ : والجحن : السيىء الغذاء. قال (الشماخ) : .. وأورد البيت. وتهذيب الألفاظ لابن السكيت ص ٣٢٨ ، والمقاييس لابن فارس ١ / ٤٣٠ والصحاح (جحن) والتهذيب ٤ / ١٥٤ ، والمحكم ٣ / ٦١.

(٣) هو (لبيد) كما في التهذيب واللسان والديوان ص ٧٨.

(٤) وتكملة العجز كما في التهذيب واللسان : .... إن سمعن له حسيسا.

٨٣

والسفينة تَجْنَح جُنُوحا : إذا انتهت إلى الماء القليل فلزقت بالأرض فلم تمض. واجْتَنَحَ الرجل على رجله في مقعده : إذا انكب على يديه كالمتكىء على يد واحدة. وجَنَحَ الظلام جُنُوحا : إذا أقبل الليل ، والاسم : الجِنْح والجُنْح ، لغتان ، يقال : كأنه جِنْح الليل يشبه به العسكر الجرار. وجَناحا الطائر : يداه. ويدا الإنسان : جَنَاحاه. وجَنَاحا العسكر : جانباه. وجَنَاحا الوادي : أن يكون له مجرى عن يمينه وعن شماله. وجَنَحَت الناقة : إذا كانت باركة فمالت عن أحد شقيها. وجَنَحَت الإبل في السير : أسرعت ، قال : (١)

والعيس المراسيل جُنَّح

وناقة مُجَنَّحة الجنبين : أي واسعتها. وجَنَحْتُهُ عن وجهه جنحاً فاجتَنَحَ : أي أملته فمال. وأَجْنَحته فجَنَحَ : أملته فمال ، قال :

فإن تنأ ليلى بعد قرب وينفتل

بها مُجْنَح الأيام أو مستقيمها (٢)

وجوانِح الصدر : الأضلاع المتصلة رءوسها في وسط الزور ، الواحدة جانِحة.

حنج :

يقال : حَنَجته فاحْتَنَجَ : أي أملته فمال ، وأَحْنَجته ، لغة ، قال العجاج :

فتحمل الأرواح حاجا مُحْنَجا

إلي أعرف وجهها الملجلجا (٣)

يعني حاجة ليست بواضحة على وجهها ولكنها ممالة المعنى. والحَنْج : إمالة الشيء عن وجهه. والمِحْنَجة : شيء من الأدوات.

__________________

(١) هو (ذو الرمة). ديوان ٢ / ١٢١٥ وتمام البيت فيه :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

بذكراك ...................................

 (٢) لم نهتد إلى نسبة البيت ، وإن كان يتفق في الوزن والقافية مع قصيدة للمجنون في ديوانه.

(٣) في الديوان ص ٣٦٠ : إلى أعرفف وحيها الملجلجاء.

٨٤

باب الحاء والجيم والفاء معهما

ح ج ف ، ج ح ف ، ف ح ج مستعملات

حجف :

الحَجَف : [ضرب من الترسة](١) مقورة من جلود الإبل ، الواحدة حَجَفَة. والحُجَاف : داء يعتري [الإنسان] من كثرة الأكل أو من شيء لا يلائمه فيأخذ البطن استطلاقا. وقيل : رجل مَحْجُوف ، قال : (٢).

والمشتكي من مغلة المَحْجوف

جحف :

الجَحْف : شبه الجرف إلا أن الجرف للشيء الكثير والجَحْف للماء والكرة ونحوهما ، تقول : اجْتَحَفْنا ماء البئر إلا جُحْفة واحدة بالكف أو بالإناء. وتَجَاحَفْنا الكرة بيننا بالصوالجة. وتجاحَفْنا بالقتال : تناول بعضنا [بعضا] بالعصي والسيوف ، قال العجاج :

وكان ما اهتض الجِحاف بهرجا (٣)

اهتض : أي كسر ، بهرجا : أي باطلا ، والجِحاف : مزاحمة الحرب. وسنة مُجْحِفة : تُجْحِف بالقوم وتَجْتَحِف أموالهم. ويقال : من آثر الدنيا أَجْحَفَت بآخرته. والجُحْفَة : (٤) ميقات للإحرام.

فحج :

الفَحَج : تباعد ما بين الساقين في الإنسان والدابة ، والنعت : أَفْحَج وفَحْجَاء ، ويقال (٥) : لا فَحَجٌ فيها ولا صكك.

__________________

(١) من التهذيب ، وفي الأصول المخطوطة : ترس.

(٢) هو (رؤبة) كما في اللسان وملحقات الديوان ص ١٧٨.

(٣) ديوانه / ٣٨٣.

(٤) في التهذيب : ميقات أهل الشام.

(٥) من (س). وسقطت من العبارة في (ص ، ط).

٨٥

باب الحاء والجيم والباء معهما

ح ج ب ، ب ج ح ، ج ب ح مستعملات

حجب :

الحَجْب : كل شيء منع شيئا من شيء فقد حَجَبَه حَجْبا. والحِجَابة : ولاية الحاجِب. والحِجَاب ، اسم ، : ما حَجَبْت به شيئا عن شيء ، ويجمع [على] : حُجُب. وجمع حاجِب : حَجَبَة. وحِجَاب الجوف : جلدة تَحْجُب بين الفؤاد وسائر البطن. والحاجِب : عظم العين من فوق يستره بشعره ولحمه. وحاجِب الفيل : اسم شاعر. ويسمى رءوس عظم الوركين وما يلي الحرقفتين حَجَبَتَين وثلاث حَجَبَات ، وجمعه حَجَب ، قال (١) :

ولم يوقع بركوب حَجَبُه

حبج :

أَحْبَجَت لنا نار وعلم : أي بدا بغتة ، قال : (٢)

علوت أقصاه إذا ما أَحْبَجا

بجح :

فلان يَتَبَجَّح بفلان ويتمجح به : أي يهذي به إعجابا ، وكذلك إذا [تمزح](٣) به. وبَجَّحَنِي فبَجِحْت : أي فرَّحني ففَرِحت. وبَجِحت وبَجَحْت لغتان ، قال : (٤)

ولكنا بقرباك نَبْجَح (٥)

__________________

(١) التهذيب ٤ / ١٦٢ واللسان (حجب) غير منسوب أيضا.

(٢) هو (العجاج) ديوانه / ٣٦٨ وفيه (أخشاه) في مكان أقصاه.

(٣) كذا في التهذيب واللسان ، وفي الأصول المخطوطة : تمدح.

(٤) هو (الراعي) كما في التهذيب.

(٥) وتمام البيت : وما الفقر من أرض العشيرة ساقنا إليك ولكنا بقرباك نبجح.

٨٦

جبح :

جَبَحُوا بكعابهم : رموا بها لينظر أيها يخرج فائزا. والأَجْبُح (١) : مواضع النحل في الجبل ، الواحد جِبْح ، ويقال : هو الجبل ، قال الطرماح : (٢)

جنى النحل أضحى واتنا بين أَجْبُح

باب الحاء والجيم والميم معهما

ح ج م ، ج ح م ، ج م ح ، ح م ج ، م ح ج مستعملات

حجم :

الحِجَامة : حرفة الحاجِم وهو الحَجَّام ، والحَجْم فعله. والمِحْجَمَة : قارورة. والمَحْجَم : موضعه من العنق. والحَجُوم : اسم للقبل. والإِحْجَام : النكوص عن الشيء هيبة. والحِجَام : شيء يجعل في خطم البعير كي لا يعض ، بعير مَحْجُوم. والحَجْم : كفك إنسانا عن أمر يريده. والحَجْم : وجدانك شيئا تحت ثوب ، تقول : مسست الحبلى فوجدت حَجْم الصبي في بطنها. وأَحْجَمَ الثدي أي : نهد ، قال : (٣)

قد أَحْجَم الثدي على نحرها

في مشرق ذي بهجة نائر

جحم :

الجَحِيم : النار الشديدة التأجج والالتهاب ، جَحَمَت تَجْحَم جُحُوما.

__________________

(١) في (ط) : والأجج : الجبل.

(٢) ديوانه / ١٠٢. وصدر البيت فيه :

«وان كنت عندي أنت أحلى من الجنى»

(٣) هو (الأعشى) كما في الديوان / ١٣٩ والرواية فيه :

قد نهد الصدر على نهدها

في مشرق ذي صبح نائر

٨٧

وجاحِم الحرب : شدة القتل في معركتها ، قال :

حتى إذا ذات منها جاحِما بَرَدا (١)

والجَحْمة : العين بلغة حمير. قال : (٢)

أيا جَحْمَتي بكّي على أم واهب

وجَحْمَتا الأسد : عيناه بكل لغة (٣). والأَجْحَم : الشديد حمرة العين مع سعتها. والمرأة جَحْمَاء ونساء جُحْم وجَحْمَاوات.

جمح :

جَمَحَت السفينة جُمُوحا : تركت قصدها فلم يضبطها الملَّاحون. وجَمَحَ الفرس بصاحبه جِمَاحا : إذا ذهب جريا غالبا. وكل شيء مضى لوجهه على أمر فقد جَمَحَ ، قال :

إذا عزمت على أمر جَمَحْت به

لا كالذي صد عنه ثم لم يثب (٤)

وفرس جَمُوح : جامِح ، الذكر والأنثى في النعتين سواء. والجُمَّاح (٥) و [الجميع] : الجَمامِيح : شبه سنبل في رءوس الحلي والصليان. وجَمَحُوا بكعابهم مثل جبحوا. والجُمَّاح (٦) : شيء يلعب به الصبيان ، يأخذون ثلاث ريشات فيربطونها ويجعلون في وسطها تمرة أو عجينا أو قطعة طين فيرمونه فذلك

__________________

(١) التهذيب ٤ / ١٦٩ ، واللسان ، والتاج (جحم) غير منسوب وغير تام أيضا.

(٢) وفي اللسان (شنتر) : قال حميري يرثي امرأة أكلها الذئب.

رواية البيت في التهذيب مع تمامه :

فياجحمتا بكي على ام مالك

اكليله قليب ببعض المذائب

 (٣) وردد الأزهري ذلك في التهذيب ٤ / ١٧٠ ناقلا عبارة (العين). وفي اللسان (جحم) : لغة حمير ، وقال ابن سيده : لغة أهل اليمن خاصة.

(٤) اللسان (جمح) غير منسوب أيضا ، وفيه ، (لم ينب) بالنون في مكان (لم يثب).

(٥) في التهذيب من كلام الليث : الجماحة.

(٦) في التهذيب ٤ / ١٦٨ : أبو عبيد عن الأموي : الجماح : ثمرة تجعل على رأس خشبة يلعب بها الصبيان. و (٤ / ١٦٩) عن ثعلب عن ابن الأعرابي : الجماح : سهم يلعب به الصبيان.

٨٨

الجُمَّاح ، قال : (١) عبدا كأن رأسه جُمَّاح وقال الحطيئة :

أخو المرء يؤتى دونه ثم يتقى

بزب اللحى جرد الخصى كالجَمامِح

والجُمَّاحة والجَمَامِيح : رءوس الحلي والصليان ونحو ذلك مما يخرج على أطرافه شبه سنبل غير أنه كأذناب الثعالب. والجِماح : موضع ، قال الأعشى :

فكم بين رحبى وبين الجِمَاح

أرضا إذا قيس أميالها (٢)

حمج :

وتَحْمِيج العينين : إذا غارتا ، قال :

لقد تقود الخيل لم تُحَمِّج

أي لم تغر أعينها. والتَّحْميج : النظر بخوف. ويقال : تَحْمِيجها هزالها. والتَّحْمِيج : تغير الوجه من [الغضب](٣).

وفي الحديث : ما لي أراك مُحَمِّجا.

محج :

المَحْج : مسح شيء عن شيء. والريح تَمْحَج الأرض : أي تذهب بالتراب حتى يتناول من أدمة الأرض ترابها (٤) ، قال العجاج :

__________________

(١) واللسان (جمح) : وروت العرب عن راجز من الجن زعموا وفيه : (هيق) في مكان (عبد). للحكم ٣ / ٦٩.

(٢) رواية البيت في الديوان ص ١٦٥ :

وكم دون أهلك من مهمة

وأرض إذ قيس أميالها

 (٣) من عبارة العين في التهذيب ٤ / ١٦٧ وهو الصواب.

(٤) سقطت في الأصول المخطوطة ، وهي في كلام الليث في التهذيب.

٨٩

ومَحْجُ أرواح يبارين الصبا

ويروى :

وسحج أرواح. (١).

مجح :

التَّمَجُّح : (٢) الإعجاب بالشيء.

باب الحاء والصاد والشين معهما

ش ح ص مستعمل فقط

شحص :

الشَّحْصاء : الشاة التي لا لبن لها.

باب الحاء والشين والطاء معهما

ش ح ط مستعمل فقط

شحط :

الشَّحْط : البعد في الحالات كلها يخفف ويثقل. شَحَطَت داره تَشْحَط شُحُوطا وشَحْطا. والشَّحْطة : داء يأخذ في صدور الإبل لا تكاد تنجو منه. ويقال لأثر سحج يصيب جنبا أو فخذا ونحوه : أصابته شَحطة. والشَّوْحط : ضرب من النبع.

والمِشْحَط : عويد يوضع عند القضيب من قضبان الكرم يقيه من الأرض.

__________________

(١) وورد في اللسان (بيت العجاج) وكذا في ملحقات الديوان ص ٧٣ وليس من إشارة إلى هذه الرواية.

(٢) في التهذيب : قال غير واحد التمجح والتبجح البذخ والفخر.

٩٠

والتَّشَحُّط : الاضطراب في الدم. والولد يَتَشَحَّط في السلى : أي يضطرب فيه ، قال النابغة :

ويقذفن بالأولاد في كل منزل

تَشَحَّط في أسلائها كالوصائل (١)

يعني بالوصائل البرود الحمر.

باب الحاء والشين والدال معهما

ح ش د ، ش ح د يستعملان فقط

حشد :

يقال : حَشَدوا أي خفوا في التعاون ، وكذلك إذا دعوا فأسرعوا الإجابة ، يستعمل في الجميع ، قلما يقال : حَشَدَ ، إلا أنهم يقولون للإبل : لها حالب حاشِد أي لا يفتر عن حلبها والقيام بذلك.

شحد (٢) :

الشَّوْحَد : الطويل من النوق ، قال الطرماح :

بفتلاء أمرار الذراعين شَوْدح (٣)

وهذا مقلوب من شَوْحد.

باب الحاء والشين والذال معهما

ش ح ذ يستعمل فقط

شحذ :

الشَّحْذ : التحديد ، شَحَذْت السكين أَشْحَذُه شَگحذا فهو شَحِيذ ومَشْحُوذ ،

__________________

(١) ديوانه / ٧٠.

(٢) جاء في التهذيب من هذه المادة أشياء أخرى نسبها المصنف إلى الليث ولم يذكر الشوحد.

(٣) ديوانه / ١١٦ (دمشق) والرواية فيه : يقتلاء مغران. وهذا الشاهد مما ذكره صاحب «التهذيب» في «شىدح التي أهملت في «العين» وصدر البيت : قطعت إلى معروفها منكراتها.

٩١

قال رؤبة :

يَشْحَذ لحييه بناب أعصل (١)

والشَّحَذَان : الجائع

باب الحاء والشين والراء معهما

ح ش ر ، ش ح ر ، ش ر ح ، ر ش ح ، ح ر ش مستعملات

حشر :

الحَشْر : حَشْرُ يوم القيامة [وقوله تعالى] : (ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (٢) ، قيل : هو الموت. والمَحْشَر : المجمع الذي يُحْشَر إليه القوم. ويقال : حَشَرَتْهم السنة : وذلك أنها تضمهم من النواحي [إلى الأمصار] ، قال : (٣)

وما نجا من حَشْرِها المحشوش

وحش ولا طمش من الطموش

قال غير الخليل : الحش والمحشوش واحد. والحَشَرة : ما كان من صغار دواب الأرض مثل اليرابيع والقنافذ والضباب ونحوها. وهو اسم جامع لا يفرد منه الواحد إلا أن يقولوا هذا من الحَشَرة.

قال الضرير : الجراد والأرانب والكمأة من الحَشَرة قد يكون دواب وغير ذلك. والحَشْوَر : كل ملزز الخلق. شديدة. والحَشْر من الآذان ومن قذذ السهام ما لطف كأنما بري بريا ، قال : (٤)

لها أذن حَشر وذفرى أسيلة

وخذ كمرآة الغريبة أسجح

__________________

(١) ليس الرجز في ديوان رؤبة وهو في التهذيب ٤ / ١٧٦ وفي اللسان (شحذ) غير منسوب.

(٢) سورة الأنعام ٣٨.

(٣) هو (رؤبة بن العجاج). والرجز في ديوانه ص ٧٨.

(٤) القائل (ذو الرمة). والبيت في الديوان ص ٢ / ١٢١٧.

٩٢

وحَشَرْت السنان فهو مَحْشُور : أي رققته (١) وألطفته.

شحر :

الشِّحْر : ساحل اليمن في أقصاها ، قال العجاج :

رحلت من أقصى بلاد الرحل

من قلل الشِّحْر فجنبي موكل (٢)

ويقال : الشِّحْر موضع بعمان.

شرح :

الشَّرْح : السعة ، قال الله ـ عزوجل ـ : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ)(٣) أي وسَّعه فاتسع لقول الخير. والشَّرْح : البيان ، اشْرَحْ : أي بيِّن. والشَّرْح والتَّشْرِيح : قطع اللحم على العظام قطعا ، والقطعة منه شَرْحة.

رشح :

رَشَحَ فلان رَشْحا : أي عرق. والرَّشْح : اسم للعرق. والمِرْشَحَة : بطانة تحت لبد السرج لنشفها العرق.

والأم تُرَشِّح ولدها تَرْشِيحا باللبن القليل : أي تجعله في فمه شيئا بعد شيء حتى يقوى للمص.

والتَّرْشيح أيضا : لحس الأم ما على طفلها من الندوة ، قال :

أدم (٤) الظباء تُرَشِّح الأطفالا

والراشِح والرواشِح : جبال تندى فربما اجتمع في أصولها ماء قليل وإن كثر سمي واشلا. وإن رأيته كالعرق يجري خلال الحجارة سمي راشِحا.

__________________

(١) كذا في الأصول المخطوطة وفي نسخة من أصول التهذيب في سائرها : دققته.

(٢) الرجز في الديوان (ط مصر) ص ٤٦ والرواية فيه : بجنبي :

(٣) سورة الزمر ٣٩.

(٤) كذا في الأصول المخطوطة ، وفي التهذيب ٤ / ١٨١ من العين واللسان (رشح) : أم الظبا ....

٩٣

حرش :

الحَرْش والتَّحْرِيش : إغراؤك إنسانا بغيره. والأَحْرَش من الدنانير ما فيه خشونة لجدته ، قال :

دنانير حُرْش كلها ضرب واحد (١)

والضب أَحْرَش : خشن الجلد كأنه محزز. واحْتَرَشْت الضب وهو أن تَحْرِشه في جحره فتهيجه فإذا خرج قريبا منك هدمت عليه بقية الجحر. وربما حارَشَ الضب الأفعى : إذا أرادت أن تدخل عليه قاتلها. والحَرِيش : دابة لها مخالب كمخالب الأسد ولها قرن واحد في وسط هامتها ، قال :

بها الحَرِيش وضغز مائل ضبر

يأوي إلى رشف منها وتقليص (٢)

والحَرْش : ضرب من البضع وهي مستلقية.

باب الحاء والشين والنون معهما

ح ش ن ، ش ح ن ، ش ن ح ، ن ش ح ، ح ن ش مستعملات

حشن :

حَشِنَ السقاء حَشَنا وأَحْشَنْتُه أنا : إذا أكثرت استعماله بحقن اللبن ولم يغسل ففسدت ريحه.

__________________

(١) لم نهتد إلى نسبة الشطر.

(٢) رواية البيت في التهذيب :

بها الحريش وضيغز مائل ضئير

يأوي الى رشح منها وتقليص

واللسان (ضغز) :

ما يني ضئرا ... يأوي إلى رشف ...

٩٤

شحن :

شَحَنْت السفينة : ملأتها فهي مَشْحُونة. والشَّحْناء : العداوة ، عدو مُشَاحِن : يَشْحَن لك بالعداوة (١).

شنح :

الشَّنَاحِيّ : نعت للجمل في تمام خلقه : قال (٢) :

أعدوا كل يعملة ذمول

وأعيس بازل قطم شَناحي

نشح :

نَشَحَ الشارب : أي شرب حتى امتلأ ، ويقال للذي يشرب قليلا قليلا ، قال : (٣)

وقد نَشَحْنَ فلا ري ولا هيم

وسقاء نَشَّاح ، أي : نضاح.

حنش :

الحَنَش : من الحرابي وسوام أبرص ونحوه ، تشبه رءوسه رءوس الحيات ، وجمعه أَحْنَاش ، قال الشماخ :

ترى قطعا من الأَحْناش فيه

جماجمهن كالخشل النزيع (٤)

يصفها في الوكر.

__________________

(١) في الأصول المخطوطة بعد كلمة (بالعداوة) : عبارة :

والشيحان : الطويل لم نثبتها هنا ، لأنها من معتل الحاء وسنثبتها في موضعها.

(٢) كذا في التهذيب واللسان في الأصول المخطوطة : شناح. ولم نهتد إلى نسبة الشاهد.»

(٣) هو (ذو الرمة). وصدر البيت : «فاتصاعات الحقب لم تقصع صرائرها» انظر «اللسان» و «الديوان» ١ / ٤٥٣.

(٤) البيت في التهذيب (حنش) واللسان (حنش وخشل).

٩٥

قال زائدة : الخشل ما يكسر من الحلي ، ونزيع ومنزوع واحد.

باب الحاء والشين والفاء معهما

ح ش ف ، ش ح ف ، ح ف ش ، مستعملات

حشف :

الحَشَف : ما لم ينو (١) من التمر ، فإذا يبس صلب وفسد ، لا طعم له ولا حلاوة (٢). وقد أَحْشَفَ ضرع الناقة : إذا يبس وتقبض. والحَشِيف : الثوب الخلق. والحَشَفَة : ما فوق الختان. والحَشَف : الضرع اليابس ، قال طرفة :

فطورا به خلف الزميل وتارة

على حَشَف كالشن ذاو مجدد (٣)

فحش :

الفُحْش : معروف ، والفَحْشَاء : اسم للفاحِشة. وأَفْحَشَ في القول والعمل وكل أمر : لم يوافق الحق فهو فاحِشة. وقوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ)(٤) ، يعني خروجها من بيتها بغير إذن زوجها المطلقها.

حفش :

الحِفْش : ما كان من الآنية مما يكون أوعية في البيت للطيب ونحوه ، وقوارير الطيب أَحْفاش.

والسيل يَحْفِش الماء حَفْشا من كل جانب إلى مستنقع واحد فتلك المسايل التي [تنصب (٥)] إلى المسيل الأعظم من الحوافِش ، الواحدة حافِشَة ، قال :

__________________

(١) في (ط) : ينق وهو تصحيف.

(٢) زاد في التهذيب واللسان : ولا لحاء. وهو كلام (الليث).

(٣) البيت من مطولة (طرفة) ديوانه / ١٣.

(٤) سورة النساء ١٩.

(٥) كذا في التهذيب من كلام (الليث) ، وفي الأصول المخطوطة : التي تنسب إلى المسايل.

٩٦

عشية رحنا وراحوا إلينا

كما ملأ الحافِشات المسيلا (١)

وقال مرار بن منقذ :

يرجع الشد على الشد كما

حَفَشَ الوابل غيث مسبكر (٢)

وحَفَشَ : أي طرد فأسرع ، يصف الفرس. والحِفْش : البيت الصغير أيضا. والحَفْش : الجري. وهم يَحْفِشُون عليك ويجلبون : أي يجتمعون. والفرس يَحْفِش الجري : أي يعقب جريا بعد جري فلا يزداد إلا جودة.

باب الحاء والشين والباء معهما

ح ش ب ، ش ح ب ، ح ب ش ، ش ب ح ، مستعملات

حشب :

الحَوْشَب : عظم في باطن الحافر بين العصب والوظيف. والحَوْشَب : العظيم البطن ، قال الأعلم الهذلي :

وتجر مجرية لها

لحمي إلى أجر حَوَاشِب (٣)

وقال العجاج في الوظيف :

في رسغ لا يتشكى الحَوْشَبا (٤)

الحَوْشَب : من أسماء الرجال

__________________

(١) البيت في اللسان (حفش) غير منسوب أيضا.

(٢) لم نهتد إلى البيت في المظان التي بين أيدينا.

(٣) كذا في التهذيب وديوان الهذليين ٢ / ٨٠ ، وفي الأصول المخطوطة :

وتجرأجرية لها تحمى إلى أجر حواشب

(٤) كذا في التهذيب ، وفي الأصول المخطوطة : حوشبا وليس الرجز في ديوان العجاج (ط بيروت).

٩٧

شحب :

شَحَبَ يَشْحَب شُحُوبا : أي تغير من سفر أو هزال أو عمل ، قال :

فإن كرام الناس باد شُحُوبها (١)

حبش :

الحَبَش : جنس من السودان ، وهم الحُبْشان والحَبَش ، و [في] لغة يقولون : الحَبَشة على بناء سفرة ، وهذا خطأ في القياس لأنك لا تقول حابِش كما تقول : فاسق وفسقة ، ولكنه سار في اللغات وهو في اضطرار الشعر جائز. والأُحْبُوش كالحَبَش ، قال : (٢)

كأن صيران المها الأخلاط

بالرمل أُحْبُوش من الأنباط

وأما الأَحَابِيش فكانوا أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام فيها يقول إبليس لقريش : (إِنِّي جارٌ لَكُمْ) من بني كبت فواقعوا محمدا ، أتاهم في صورة سراقة بن مالك بن جعثم ، وذلك حيث يقول الشاعر :

ليث وديل وكعب والتي ظأرت

جمع الأَحَابِيش لما احمرت الحدق

سموا بذلك لتجمعهم فلما صار لهم ذلك الاسم صار التَّحْبِيش في الكلام كالتجميع ، قال رؤبة (٣) :

أولاك حَبَّشْت لهم تَجْبِيشي

فرضي وما جمعت من خروشي

والحُبْشِيّة : ضرب من النمل سود عظام ، لما جعلوا ذلك اسما غيروا اللفظ

__________________

(١) سقطت (فإن) من (ط). ولم نهتد إلى القائل ولا إلى تمام البيت.

(٢) هو (العجاج) كما في التهذيب واللسان والديوان ص ٢٤٧.

(٣) القائل هو (رؤبة) كما في التهذيب واللسان ، أما في الأصول المخطوطة فهو (العجاج). والرجز في ديوان رؤبة ص ٧٨ وروايته :

أولاك حفشت لهم تحفيشي

٩٨

ليكون فرقا بين النسبة والاسم. النسبة : حَبَشِيّة ، والاسم : حُبْشِيّة. وعلى هذا أيضا الحُبْشِيّة : ناقة شديدة السواد.

شبح :

الشَّبَح : ما بدا لك شخصه من الخلق ، يقال : شَبَحَ لنا أي مثل ، وجمعه : أَشْبَاح ، قال :

رمقت بعيني كل شَبْح وحائل (١)

وقال :

كأنما الرحل منها فوق ذي جدد

ذب الرياد إلى الأَشْباح نظار (٢)

أي كثير الرياد وهو الإقبال والإدبار في الرعي. ويقال في التصريف أسماء الأَشْباح وهو ما [أدركته](٣) الرؤية والحس ، وأسماء الأعمال : ما لا تدركه الرؤية ولا الحس. والشَّبْح : مدك الشيء بين أوتاد ليجف. والمضروب يُشْبَح إذا مد للجلد. ورجل مَشْبُوح الذراعين : أي طويلهما ، قال أبو ذؤيب :

فذلك مَشْبُوح الذراعين خلجم

خشوف إذا ما الحرب طال مرارها (٤)

باب الحاء والشين والميم معهما

ح ش م ، ش ح م ، ح م ش ، م ح ش مستعملات

حشم :

الحَشَم : خدم الرجل ومن دون أهله من ولده وعياله. والحِشْمة : الانقباض عن أخيك في المطعم وطلب الحاجة ، تقول : احْتَشَمْتُ ، وما الذي

__________________

(١) في التهذيب ٤ / ١٩١ واللسان (شج).

(٢) (النابغة) ديوانه / ٢٣٦. وفيه : (الزياد) بالزاي وهو تصحيف. واللسان (ذبب).

(٣) مما نقل في التهذيب ٤ / ١٩٢ عن العين في الأصول : أدركت.

(٤) البيت في شرح أشعار الهذليين ١ / ٨٢).

٩٩

حَشَمَكَ وأَحْشَمَك أيضا. والحُشُوم : الإقبال بعد الهزال ، حَشَمَ يَحْشِم ، ورجل حاشِم ، وقد حَشَمَت الدواب في أول الربيع وذلك إذا أصابت شيئا فحسنت بطونها وعظمت.

شحم :

رجل شاحِم لاحم : إذا أطعم الناس الشَّحْم واللحم. وقد شَحَمَهم يَشْحَمُهم شَحْما. وشَحْمة الرمانة : هنة في جوفها تفصل بين حبها ، وإذا غلظت قلت رمانة شَحِمة. وعنب شَحِم : قليل الماء صلب اللحاء. وشَحْمَة الأذن : لحمة متعلق القرط من أسفل.

حمش :

الحَمْش : الدقيق القوائم. وساق حَمْشة ، جزم ، وتجمع [على] : حُمْش وحِمَاش ، قال الطرماح يصف الديكة :

حِمَاش الشوى يصدحن من كل مصدح (١).

أي : من كل وجه. والاسْتِحْماش في الوتر أحسن ، يقال : أوتار حَمْشة ، ووتر حَمْش : مُسْتَحْمِش ، قال : (٢)

كأنما ضربت قدام أعينها

قطن بمُسْتَحْمِش الأوتار محلوج

واسْتَحْمَشَ الرجل : اشتد غضبه.

محش :

المَحْش : تناول من لهب يحرق الجلد ويبدي العظم ، يقال مَحَشَتْه النار مَحْشا.

__________________

(١) وصدر البيت في الديوان ص ٩٩ : «إذا صاح ثم يخذل وجاوب صوته».

(٢) البيت (لذي الرمة). انظر الديوان ٢ / ٩٩٥. والرواية فيه : عنها بمستحصد.

١٠٠