كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

والدَّعْدَعة تحريكك جوالقا أو مكيالا ليكتنز (١) ، قال لبيد :

المطعمن الجفنة المُدَعْدَعَه

والضاربون الهام تحت الخيضعه

والدَّعْدَعة : أن يقال للرجل إذا عثر : دَعْ دَعْ أي قم ، قال رؤبة :

وإن هوى العاثر قلنا دَعْدَعا

له وعالينا بتنعيش (٢) لعا

والدعْدَعة : عدو في بطء والتواء ، قال :

أسعى على كل قوم كان سعيهم

وسط العشيرة سعيا غير دَعْدَاع

والدَّعْدَاع : الرجل القصير. والراعي يُدَعْدِعُ بالغنم : إذا قال لها : داع داع (٣) فإن شئت جررت ونونت ، وإن شئت على توهم الوقف. والدُّعَاعَةُ : (٤) حبة سوداء ، تأكلها بنو فزارة (وتجمع الدُّعاع) (٥) والدُّعَاعة : نملة ذات جناحين شبهت بتلك الحبة.

__________________

(١) في م : لتكثره ، والتصحيح من ص وط ومختصر العين واللسان (دعع).

(٢) كذا في الأصول أما في م : بتنعش.

(٣) كذا في ص وط وس ومعجم المقاييس والمحكم أما في ك : دع دع.

(٤) كذا في ص وط واللسان (دعع) أما في م : الدعدعة :

(٥) سقط ما بين القوسين من ك. وهي في م : الدعادع.

٨١

باب العين والتاء

(ع ت ، ت ع مستعملان)

عت :

العَتُ : ردك القول على الإنسان مرة بعد مرة. تقول : عَتَتُ قوله عليه أَعُتُّهُ عَتّاً. ويقال : عَتَّته تَعْتِيتا. وتَعَتَّت فلان في الكلام تَعَتُّتاً : تردد فيه ، ولم يستمر في كلامه. (والعُتْعُت : الطويل التام من الرجال. وأنشد :

لما رأتني مودنا عظيرا

قالت أريد العُتُتَ الذفرا (١)

فلا سقاها الوابل الجورا

إلاهها ولا وقاها العرا) (٢)

تع :

التَّعَتَعة : أن يعيا الرجل بكلامه ويتردد من عي أو حصر. ويقال : ما الذي تَعْتَعَه؟ فتقول : العي. وبه شبه ارتطام الدابة في الرمل ، قال الشاعر : (٣)

يُتَعْتِع في الخبار إذا علاه

ويعثر في الطريق المستقيم

__________________

(١) كذا في اللسان (عتت) ومعجم المقاييس أما في م وك : الذكرا.

(٢) ما بين القوسين ساقط من ص وط وهو من س وك.

(٣) الشاعر هو (أعشى همدان). انظر ديوان الأعشين ص ٣٤١.

٨٢

باب العين والظاء

(ع ظ يستعمل فقط)

عظ :

العَظْعَظَة : نكوص الجبان والتواء السهم وارتعاشه في مضيه إذا لم يقصد قال رؤبة : (١)

لما رأونا عَظْعَظَتْ عِظْعَاظا

نبالهم وصدقوا الوعاظا

ويقال : في أمثال العرب لا تعظني وتَعَظْعَظْ (٢). أي اتعظ أنت ودع موعظتي. والعَظُّ : الشدة في الحرب كأنه من عض الحرب إياه ، ولكن لم يفرق بينهما كما يفرق بين الدعث والدعظ لاختلاف الوضعين ، قال الشاعر :

بصير (٣) في الكريهة والعِظَاظ

وتقول : عَظَّته الحرب بمعنى عضته. والرجل الجبان يُعَظْعِظُ عن مقاتله : إذا نكص عنه ، قال العجاج :

وعَظْعَظَ الجبان والزئني (٤)

أراد الكلب الصيني.

__________________

(١) الرواية في ملحق الديوان ص ٨١ :

(٢) في اللسان : لا تغطيني وتعظعظي.

(٣) في م : بصير والتصحيح من ص وط وس واللسان.

(٤) في م : الزئتي وكذلك في اللسان والتصحيح من ص وط.

٨٣

باب العين والذال

(ذ ع يستعمل فقط)

ذع :

الذَّعْذَعة : تحريك الريح الشيء حتى تفرقه وتمزقه ، يقال : قد ذَعْذَعَتْهُ ، وذَعْذَعَت الريح التراب : وفرقته وسفته فَتَذَعْذَعَ ، قال النابغة :

غشيت لها منازل مقويات (١)

تُذَعْذِعُها مُذَعْذِعَةٌ حنون

باب العين والثاء

(ع ث ، ث ع مستعملان)

عث :

العُثَّة : السوسة عَثَتِ (٢) العُثَّةُ الصوف تَعُثُّه عَثّا : أي أكلته والعَثْعَث : ظهر الكثيب إذا لم يكن عليه نبات ، قال القطامي :

كأنها بيضة غراء (٣) خد لها

في عَثْعَثٍ ينبت الحوذان والعذما

ثع :

الثَّعْثَعَة : حكاية كلام الرجل يغلب عليه الثاء والعين فهي لثغة في كلامه

__________________

(١) البيت غير منسوب في اللسان (عنن ، ذعع) وروايته :

غشت لها منازل مقفرات

وقد خلا الديوان من البيت.

(٢) كذا في ص وط وس وك أما في م : عشت.

(٣) كذا في الأصول كلها والديوان أما في م : عزاء.

٨٤

باب العين والراء

(ع ر ، ر ع مستعملان)

عر :

العَرُّ والعُرُّ والعُرَّة : الجرب ، قال النابغة :

فحملتني ذنب امرىء وتركتني (١)

كذي العُرِّ يكوى غيره وهو راتع

وقال الأخطل :

إن العداوة تلقاها وإن قدمت (٢)

كالعُرِّ يكمن حينا ثم ينتشر

والعُرَّة اللطخ والعيب. تقول : أصابتني من فلان عُرَّةٌ ، وإنه لَيَعرُّ قومه : إذا أدخل عليهم مكروها. وعَرَرْته : أصبته بمكروه.

ورجل مَعْرور : ملطوخ بشر ، قال الأخطل :

نَعُرُّ أناسا عُرَّةً يكرهونها

فنحيا كراما أو نموت فنعذرا

ورجل معرور : وقع العُرُّ في إبله. واستَعَرَّ بهم الجرب : فشا. والعُرَّة الشدة في الحرب والاسم منه العُرار والعَرار. والعُرُّ : سلح الحمام ونحوه ، قال : (٣)

في شناظي أقن بينها

عُرَّةُ الطير كصوم النعام

والمَعَرَّة : ما يصيب من الإثم. وحمار أَعَرُّ : إذا كان السمن في صدره وعنقه أكثر مما في سائر جسده والتَّعارُّ : السهر والتقلب على الفراش ، ويقال : لا يكون ذلك إلا مع كلام وصوت ،

__________________

(١) الرواية في الديوان ص ٢٠٠ :

تکافن ذنب امرىء وتركته

(٢) الرواية في الديوان :

ان الضغينة تلقاها وان قدمت

(٣) الشاعر هو (الطرماح) انظر الديوان ص ٩٧.

٨٥

أخذ من عُرار الظليم وهو صوته ، يقال : عَرَّ الظليم يَعُرُّ عُرارا ، قال لبيد :

تحمل أهلها إلا عُرارا

وعزفا بعد أحياء حلال

والعَرُّ والعرّة الغلام والجارية والعَرَار والعَرَّارة المعجلان عن وقت الفطام (١). والمُعْتَرُّ : الذي يتعرض ليصيب خيرا من غير سؤال.

ورجل معرور : أصابه ما لا يستقر عليه والمَعْرُور : المغرور والعَرَارَة : السؤدد. قال الأخطل :

إن العَرَارة والنبوح لدارم

والمستخف ، أخوهم ، الأثقالا

والعَرْعَرُ : شجر لا يزال أخضر ، يسمى بالفارسية سروا ، والعَرار : نبت ، قال :

لها مقلتا أدماء طل (٢) خميلها

من الوحش ما تنفك ترعى عَرَارَها

ويقال : هو شجر له ورق أصفر والعَرْعَرة : استخراج صمام القارورة ، قال مهلهل :

وصفراء في وكرين عَرْعَرت رأسها

لأبلي إذا فارقت في صاحبي العذرا

والعُرْعُرة : رأس السنام. والعُرَاعِر : الرجل الشريف : قال الكميت :

قتل الملوك وسار تحت لوائه

شجر العرا وعَراعِرِ الأقوام (٣)

وهو جمع العُراعِر وشجر العرا : الذي يبقى (٤) على الجدب (٥) ، ويقال : يعني به سوقة الناس.

__________________

(١) كذا في ص وط وس وك والتهذيب ١ / ١٠٣ أما في م : العظام.

(٢) كذا في جميع الأصول أما في م : ظل.

(٣) كذا في ص وط أما في ك وس وم : خلع الملوك وسار تحت لوائه. والبيت في معجم مقاييس اللغة واللسان وهو (لمهلهل) وزاد في اللسان : ويروى (لشرحبيل بن مالك) بمدح معديكرب بن عكب.

(٤) كذا في الأصول كلها واللسان أما في م : لا يبقى.

(٥) في م : الجذب والتصحيح من الأصول المخطوطة واللسان.

٨٦

رع :

شاب رَعْرَع : حسن الاعتدال. رَعْرَعَهُ الله فَتَرَعْرَعَ. ويجمع الرَّعارع. قال لبيد :

تبكي على أثر الشباب الذي مضى

ولكن أخدان الشباب الرَّعارع (١)

وتَرَعْرَعَ الصبي : أي تحرك ونبت. والرَّعاع من الناس : الشباب ويوصف به القوم إذا عزبت أحلامهم.

قال معاوية لرجل : (٢) إني أخشى عليك رَعَاعَ الناس. أي فُرَّاغهم.

__________________

(١) كذا في جميع الأصول أما في أساس البلاغة (رعع) : وتبكي. وجاء في اللسان : قال (لبيد :) وأضاف وقال ابن بري : وقيل (للبعيث). وجاء أيضا مادة (شيع) : أخوان الشباب.

(٢) جاء في أساس البلاغة : وفي الحديث : إني أخاف عليك رعاع الناس.

٨٧

باب العين واللام

(ع ل ، ل ع مستعملان)

عل :

العَلَل : الشربة الثانية ، والفعل : عَلَ القوم إبلهم يَعُلُّونها عَلّا وعَلَلا. والإبل تَعُلُ نفسها عَلَلا ، قال : (١)

إذا ما نديمي عَلَّني ثم عَلَّني

ثلاث زجاجات لهن هدير

والأم تُعَلِّلُ الصبي بالمرق والخبز ليجتزىء به عن اللبن ، قال لبيد :

إنما يعطن من يرجو العَلَل

والعُلَالَة بقية اللبن ، وبقية كل شيء ، حتى بقية جري الفرس. قال الراجز :

أحمل أمي وهي الحمالة

ترضعني الدرة والعُلالة

أي بقية اللبن : والعِلَّة : المرض. وصاحبها مُعْتَلّ. والعِلَّة : حدث يشغل صاحبه عن وجهه. والعَلِيل : المريض. والعَلُ القراد الضخم ، قال : (٢)

عَلٌ طويل الطوى كبالية السفع

متى يلق العلو يصطعده.

أي متى يلق مرتقى يرقه (والعَلُ : الرجل الذي يزور النساء. والعَلُ : التيس الضخم العظيم ، قال :

وعلهبا من التيوس عَلَّا

وبنو العَلَّات : بنو أمهات شتى لرجل واحد) (٣) قال القطامي :

كأن الناس كلهمو لأم

ونحن لِعَلَّةٍ علت ارتفاعا

__________________

(١) البيت (للأخطل). انظر الديوان ص ١٥٤.

(٢) البيت (للطرماح) ص ١١٩.

(٣) ما بين القوسين ساقط من ص وط.

٨٨

والعُلْعُل : اسم الذكر ، وهو رأس الرهابة أيضا ، والعَلْعَال : الذكر من القنابر. ويقال : عَلَ أخاك : أي لعل أخاك ، وهو حرف يقرب من قضاء الحاجة ويطمع ، وقال العجاج :

عَلَ الإله الباعث الأثقالا

يعقبني من جنة ظلالا

ويقال : لعلني في معنى لعلي قال : (١)

وأشرف من فوق البطاح لعلني

أرى نار ليلى أو يراني بصيرها

لع :

قال زائدة : جاءت الإبل تُلَعْلِعُ في كلأ خفيف أي تتبع قليلة. وتُلَعْلِع وتلهله واحد. واللَّعْلَع : الساب نفسه. واللَّعْلَعَة : بصيصه. والتَّلَعْلُع : التلألؤ. والتَّلَعْلُع : التكسر ، قال العجاج : (٢).

ومن همزنا رأسه تَلَعْلَعا

واللُّعَاع : ثمر الحشيش الذي يؤكل والكلب يَتَلَعْلَع إذا دلع لسانه من العطش ورجل لَعَّاعة : يتكلف الألحان من غير صواب وامرأة لَعَّة : عفيفة مليحة. ولَعْلَع : موضع قال :(٣)

فصدهم عن لَعْلَع وبارق

ضرب يشظيهم على الخنادق

__________________

(١) البيت (لتوبة بن الحمير). انظر اللسان (بصر) وروايته فيه :

وأشرف بالغور البقاع لعلي

(٢) البيت (لرؤبة) وهو في ديوانه ص ٩٣ وكذلك في اللسان (لعلع).

(٣) لم أهتد إلى الرجز ولا إلى القائل.

٨٩

باب العين والنون

(ع ن ، ن ع مستعملان)

عن :

العُنَّة : الحظيرة (من الخشب أو الشجر تعمل للإبل أو الغنم أو الخيل تكون على باب الرجل) (١). والجمع العُنَن ، قال الأعشى :

ترى اللحم من ذابل قد ذوى

ورطب يرفع فوق العُنَن

وعَنَ لنا كذا يَعِنُ عَنَنا وعُنُونا : أي ظهر أمامنا. والعَنُون من الدواب : المتقدمة في السير ، قال النابغة :

كأن الرحل شد به خنوف (٢) من الحونات هادئة عَنُون

ورجل عِنِّين : وهو الذي لا يقدر أن يحبس ريح نفسه وتقول : إنه ليأخذ في كل فن وسن وعَنٍ بمعنى واحد. والعِنان من اللجام : السير الذي بيد الفارس الذي يقوم به رأس الفرس ، ويجمع على أَعِنَّة وعُنُن (٣). وعَنَان السماء : ما عَنَ لك منها أي : بدا لك إذا نظرت إليها ، ويقال : بل عَنان السماء : السحاب ، الواحدة عَنَانة ، ويجمع على أَعنان وعنان ، قال الشماخ :

طوى ظمأها في بيضة الصيف (٤) بعد ما

جرت في عَنان الشعريين الأماعز

ويقال : أعنان السماء : نواحيها. وعَنَنْتُ الكتاب أَعُنُّه عَنّاً وعَنْوَنْتُ وعَنَّيْتُ عَنْوَنَة وعُنْوانا.

__________________

(١) ما بين القوسين من (ك).

(٢) البيت في اللسان (عنن) وفيه رواية أخرى :

كان الرجل شد به خذوف

(٣) كذا في الأصول واللسان أما في م : عن.

(٤) في رواية الكامل (تحقيق أبي الفضل) : القيظ. وأشار في الحاشية إلى أن في إحدى نسخ الكامل الخطية الصيف. وفي شرح شواهد المغني : جمرة القيظ.

٩٠

ويقال : من ترك عَنْعَنَةَ تميم وكشكشة ربيعة فهم الفصحاء ، أما تميم فإنهم يجعلون بدل الهمزة العين ، قال شاعرهم :

إن الفؤاد على الذلفاء قد كمدا

وحبها موشك عَنْ يصدعَ الكبدا

وربيعة تجعل مكان الكاف (١) المكسورة شيئا ، قال :

تضحك مني أن رأتني أحترش

ولو حرشت لكشفت عن حرش

ويقال : بل يقولون : عليكش وبكش. ويقال : بل يبدلون في كل ذلك. والعَنَان : الشوط. يقال : جرى عَنَانا وعَنَانَين ، قال :

لقد شد بالخيل الهديل عليكمو

عَنَانَينِ يبدي الخيل ثم يعيدها

نع :

النَّعْنَعَة : حكاية صوت. تقول : سمعت نَعْنَعَةً وهي رنة في اللسان إذا أراد أن يقول : لع فيقول : نع.

والنَّعْنَع : الذكر المسترخي والنَّعْنَع : بقلة طيبة الريح وهو الفوذينج قال زائدة : الذي أعرفه : النَّعْناع.

__________________

(١) في م : إلغاء.

٩١

باب العين والفاء

(ع ف ، ف ع مستعملان)

عف :

العِفَّة : الكف عما لا يحل. ورجل عَفِيف ، يَعِفُ عِفَّة ، وقوم عَفُّونَ ، قال العجاج :

عَفٌ (١) فلا لاص ولا ملصي

أي لا قاذف ولا مقذوف وأَعْفَفْته عن كذا : كففته ، وامرأة عَفَّة بينة العَفَاف والعُفَافة (٢) بقية اللبن في الضرع والعَفْعَف : (٣) ثمر الطلح.

فع :

الفَعْفَعَة : حكاية بعض الأصوات ، وبعض أصوات الجراء والسباع وشبهها ، وهذيل تقول للقصاب الفَعْفَعَاني ، قال صخر : (٤)

فنادى أخاه ثم قام بشفرة

إليه فعال الفَعْفَعِي المناهب

يقال للجزار : الفَعْفَعِيّ والفَعْفَعَاني

__________________

(١) كذا في جميع الأصول الخطية أما في م : عف (بفتح الفاء مع التشديد).

(٢) كذا في الأصول أما في م العفافة (بفتح العين).

(٣) في م : العفف.

(٤) هو (صخر الغي الهذلي). والبيت من قصيدة له. انظر ديوان الهذليين ٢ / ٥٥ ، وروايته فيه :

........إليه احتراز الفعفعي المناهب

٩٢

باب العين والباء

(ع ب ، ب ع مستعملان)

عب :

العَبُ : شرب الماء من غير مص ، يَعُبُ عَبّا ، والكباد يكون منه والعَبُ : صوت الغرب إذا غرف الماء يَعُبُ عَبّا وعُبَاب الأمر وغيره : أوله.

واليَعْبُوب : الفرس الكثير العدو والعرق ، وكذلك الجدول الكثير الماء الشديد الجرية.

والعَبْعَب : ضرب من الأكسية ، ناعم رقيق ، وهو نعمة (١) الشباب أيضا ، والعَبِيبَة : شراب يتخذ من مغافر العرفط ، وهو عرق كالصمغ يكون حلوا ، يضرب بمجدح حتى ينضج ثم يشرب

قال زائدة : هو بالغين ، وهو شراب يضرب بالمجدحة ثم يجعل في سقاء حار يوما وليلة ثم يمخض فيخرج منه الزبد.

بع :

البَعَاع : ثقل السحاب ، بَعَ السحاب والمطر بَعّا وبَعَاعا : إذا ألح بالمكان والبَعَاع أيضا : نبات ، قال امرؤ القيس :

ويأكلن من قو بَعَاعا وربة (٢) تجبر بعد الأكل فهو نميص

قال زائدة : بَعاعا (٣) لا شيء ، إنما هو لعاعا وبطن قو : واد قال : والبعبعة : صوت التيس أيضا. والبُعْبُعة : حكاية بعض الأصوات.

__________________

(١) في م : نعمة (بكسر النون).

(٢) الديوان ص ١٨١ وروايته :

ويأكلن من قو لعاعا ورية ....

(٣) في اللسان والقاموس : البعاع بنت.

٩٣

باب العين والميم

(م ع ، ع م مستعملان)

عم :

الأَعمام والعُمُومة : جماعة العَمّ والعَمّة ، والعَمّات أيضا جمع العَمّة.

ورجل مُعِمّ : كريم الأَعمام ومنه مُعِمّ (١) مخول ، قال امرؤ القيس :

بجيد معم في العشيرة مخول

والعِمامة : معروفة ، والجمع العَمَائم ، واعتَمَ الرجل ، وهو حسن العِمَّة والاعتمام. قال ذو الرمة :

تنجو إذا جعلت تدمى أخشتها

واعتم بالزبد الجعد الخراطيم

وعُمِّمَ الرجل : إذا سود ، هذا في العرب ، وفي العجم يقال : توج ، لأن تيجانهم العَمَائم.

قال العجاج :

وفيهم إذ عُمِّمَ المُعَمَّمُ

واستَعَمَ الرجل إذا اتخذه عَمّا وتَعَمَّمْتُهُ : دعوته عَمّا ، وعُمِّم : سود فألبس عمامة التسويد وشاة مُعَمَّة (٢) : بيضاء الرأس.

والعَمِيم : الطويل من النبات ، ومن الرجال أيضا ، ويجمع على عُمُم. وجارية عَمِيمة. وعَمَّة أي طويلة.

والعُمُ : الطوال من النخيل (٣) ، التامة واستوى الشاب والنبات على عَمِّه وعَمِيمه: أي تمامه.

وعَمَ الشيء بالناس يَعُمُ عَمّا فهو عامّ إذا بلغ المواضع كلها والعَمَاعِم :

__________________

(١) في المحكم : معم (بالكسر والفتح) : كريم الأعمام.

(٢) انفرد المقاييس بين المعجمات بقوله : شاةمعمة : سوداء الرأس.

(٣) في ك : الخيل.

٩٤

الجماعات والواحدة عَمْعَمَة

عَمَّا معناه عن ما فأدغم وألزق فإذا تكلمت بها مستفهما حذفت منه الألف كقول الله ـ عزوجل ـ عَمَ (يَتَساءَلُونَ)(١). والعامَّة خلاف الخاصة.

والعامَّة : عيدان يضم بعضها إلى بعض في البحر ثم تركب. والعامَّة : الشخص إذا بدا لك.

مع :

المَعْمَعَة : صوت الحريق ، وصوت الشجعان في الحرب وأسعارها ، كل ذلك مَعْمَعَة. قال : (٢)

سبوحا جموحا وإحضارها

كمَعْمَعَة السعف الموقد

وقال : (٣)

ومَعْمَعَت في وعكة ومَعْمَعَا

والمَعْمَعَة : شدة الحر ، وكذلك المَعْمَعان وكان عمر (٤) يتتبع اليوم المَعْمَعاني فيصومه ، قال (٥) :

حتى إذا مَعْمَعَان الصيف هب له

بأجة نش عنها الماء والرطب

وأما مَعَ فهو حرف يضم الشيء إلى الشيء : تقول : هذا مَعَ ذاك (٦)

__________________

(١) سورة النبأ ١.

(٢) البيت (لامرىء القيس). انظر الديوان ص ١٥٨ وفيه رواية أخرى :

سبوحا جموماً ....

والجموم : الكثير الجري.

(٣) الرجز (لرؤبة). انظر الديوان ص ٩١.

(٤) جاء في اللسان : وفي حديث ابن عمر ـ رضي‌الله‌عنهما ـ : كان يتتبع اليوم المعمعاني فيصومه.

(٥) البيت (لذي الرمة) كما في اللسان (نشش) والديوان ص ١١.

(٦) في ك : مع هذا.

٩٥

باب الثلاثي الصحيح

من حرف العين

قال الخليل : لم تأتلف العين والحاء مع شيء من سائر الحروف إلى آخر الهجاء فاعلمه ، وكذلك مع الخاء.

باب العين والهاء والقاف

(ع ه ق ، ه ق ع مستعملان)

(ع ق ه ، ق ع ه مهملان)

هقع :

الهَقْعَة دائرة حيث تصيب رجل الفارس جنب الفرس يتشاءم بها (١). هُقِعَ البرذون يُهْقَعُ هَقْعا فهو مَهْقُوع ، قال الشاعر :

إذا عرق المَهْقُوع (٢) بالمرء أنعظت

حليلت وازداد حرا عجانها

أنعظت : أي علاها الشبق والنعظ هنا : الشهوة ويروى وابتل منها إزارها فأجابه المجيب :

فقد يركب المهقوع من لست مثله

وقد يركب المهقوع زوج حصان

والهَقْعَة : ثلاثة كواكب فوق منكبي الجوزاء ، مثل الأثافي ، وهي من منازل القمر ، إذا طلعت مع الفجر اشتد حر الصيف.

عهق :

العَوْهَق : الغراب الأسود ، والبعير الأسود الجسيم ، ويقال : هو اسم جمل كان في الزمن الأول ، ينسب إليه كرام النجائب ، يقال : كان طويل القرا (٣) ، قال رؤبة :

__________________

(١) كذا في الأصول أما في م : يشاءم.

(٢) كذا في الأصول أما في م : الهقوع.

(٣) كذا في الأصول أما في م : الفرى.

٩٦

جاذبت أعلاه بعنس ممشق

خطارة مثل الفنيق المحنق (١)

قرواء فيها من بنات العَوْهَق

ضرب وتصفيح كصفح الرونق (٢)

والعَوْهَق : الثور الذي لونه آخذ (٣) إلى السواد والعوهق : الخطاف الجبلي الأسود والعَوْهَق : لون كلون السماء مشرب سوادا.

قال زائدة : العَوْهَق : الحمامة إلى الورقة ، وأنشد (٤) :

يتبعن ورقاء كلون العَوْهَق

بهن جن وبها كالأولق

زيافة المشي أمام الأينق

لاحقة الرحل عتود المرفق

يصف نوقا تقدمتها ناقة من نشاطها.

قال عرام : العَوْهَق من الظباء الطويلة. والعَوْهَق : كوكب إلى جنب الفرقدين (على نسق طريقهما مما يلي القطب) (٥) قال :

بحيث بارى الفرقدان العَوْهَقا

عند مسد (٦) القطب حين استوسقا

والعَيْهَقَة : عَيْهَقَة النشاط والاستنان ، قال : (٧)

إن لريعان الشباب عَيْهَقَا

قال الضرير : هو بالغين وهو الجنون ، وقد عاقب بين العين والغين : قال زائدة : هو بالعين المهملة (٨)).

__________________

(١) خلا ديوان رؤبة من هذا الرجز.

(٢) في ط والصحاح : الرونق أما في ص وك وم : الزورق.

(٣) كذا في ص وط أما في ك وس : واحد.

(٤) الرجز (لسالم بن قحفان). انظر اللسان (عهق).

(٥) ما بين القوسين من ك.

(٦) في اللسان ومعجم مقاييس اللغة (عهق) :

عند مسك القطب ....

(٧) الرجز (لرؤبة) انظر الديوان ص ١٠٩.

(٨) في القاموس : بالعين والغين.

٩٧

باب العين والهاء والكاف

(ه ك ع يستعمل من وجوهها هكع)

هكع :

يقال : هَكَعَ يَهْكَع هُكُوعا : أي سكن واطمأن ، قال الطرماح (١)

ترى العين فيها من لدن متع الضحى

إلى الليل في الغيضات وهي هُكُوعُ

باب العين والهاء والجيم

(ع ه ج ، ه ج ع مستعملان)

عهج :

العَوْهَج : ظبية حسنة اللون طويلة العنق ، يقال : هي التي في حقويها خطتان سوداوان. والناقة الفتية : عَوْهَج والنعامة : عَوْهَج ، لطول عنقها ، قال العجاج :

كالحبشي التف أو تسبجا

في شملة أو ذات زف عَوْهَجَا.

شبه الظليم بحبشي لف على نفسه كساء. وعن عرام : يقال للناقة الفتية وللمرأة الفتية عَوْهَجٌ.

هجع :

الهُجُوع : نوم الليل دون النهار ، يقال : لقيته بعد هَجْعَة. وقوم هُجَّعٌ وهُجُوعٌ وهاجعون ، وامرأة هاجعة ، ونسوة هَوَاجع وهاجعات.

ورجل هُجَع أي أحمق غافل سريع الاستنامة.

الهَجْعَة ومثلها الجعة (٢) ، عن أبي سعيد : نبيذ الشعير والذرة ، وعن أبي عبيد : نبيذ الشعير.

__________________

(١) البيت في اللسان والتاج (هكع) ، وفي الديوان ص ٣٠٤.

(٢) في م الجعة (بفتح الجيم وتشديد العين).

٩٨

باب العين والضاد والهاء

(ع ض ه مستعمل فقط)

عضه :

العَضِيهة : الإفك والبهتان والقول الزور. وأَعْضهت إعضاها أي أتيت بمنكر. وعَضَهْتُ فلانا عَضْها ، وهو أيضا من كلام الكهنة وأهل السحر والاسم العَضِيهة. قال الشاعر :

أعوذ بربي من النافثات

ومن عَضَهِ العَاضِهِ المُعْضِهِ (١)

والعِضَاه : من شجر الشوك كالطلح والعوسج حتى الينبوت والسدر ، يقال : هي من العِضَاه ونحوها مما كان له أرومة تبقى على الشتاء. يقال : عِضَاهة واحدة ، وعِضَة أيضا على قياس عزة ، تحذف منها الهاء الأصلية كما حذفت من الشفة ، ثم ردت في الشفاه. والتَّعْضِيَة : قطع العِضَاهِ واحتطابه. وبعير عَضِهٌ : يأكل العِضَاهَ ، قال :

وقربوا كل جمالي عَضِه

قريبة ندوته عن محمضه (٢)

أي بإبطه لأنه به ينهض :

__________________

(١) كذا في الأصول أما في الصحاح (عضه) فالرواية :

...... ىت ومن عقد العاضه المعضه

(٢) الرجز (لهميان بن قحافة السعدي) انظر اللسان (عضه).

٩٩

باب العين والهاء والزاي

(ع ز ه ، ه ز ع مستعملان)

عزه :

العِزْهَاة : اللئيم من الرجال ، الذي لا يخالط الناس ، ولا يطرب للسماع ، ولا يحب اللهو ، وجمعه عِزْهُون ، تسقط منه الهاء والألف الممالة ، لأنها زائدة ، لا تستخلف فتحه. ولو كانت أصلية ، مثل ألف مثنى لاستخلفت فتحة كقولهم : مثنون ، وكل ياء ممالة مثل ياء عيسى وموسى على فعلى وفعلى فهو مضموم بلا فتحة ، تقول : عبسون وموسون. وأعشى ويحيى مفتوحان في الجميع لأنهما على أفعل ويفعل فيقال : أعشون ويحيون ، وقيل : هو خطأ إنما هو عشو ، قال :

كيفما تجعلين حرا كريما

مثل فسل مخالف عِزْهَاة

جمع اللؤم والفجور جميعا

واتباع الردى وأمر الدناة

هزع :

تقول : لقيته بعد هَزِيع من الليل ، أي بعد مضي صدره والأَهْزَع من السهام : ما يبقى في الكنانة وحده. وهو أردؤها ، يقال : ما في الجعبة إلا سهم هِزَاع وأَهْزَع ، قال :

وبقيت بعدهم كسهم هِزَاع

وقال رؤبة : (١)

لا تك كالرامي بغير أَهْزَعَا

__________________

(١) الرجز في الديوان ص ٩١.

١٠٠