كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

وتضحك مني شيخة عبشمية

كأن لم ترى قبلي أسيرا يمانيا

نسبها إلى عبد شمس ، فأخذ العين والباء من (عبد) وأخذ الشين والميم من (شمس)، وأسقط الدال والسين ، فبنى من الكلمتين كلمة ، فهذا من النحت فهذا من الحجة في قولهم : حيعل حيعلة ، فإنها مأخوذة من كلمتين (حي على). (وما وجد من ذلك فهذا بابه ، وإلا فإن العين مع هذه الحروف : الغين والهاء والحاء والخاء مهملات) (١)

__________________

(١) ما بين القوسين من ك وسقطت من سائر النسخ.

٦١

باب الثنائي الصحيح

العين مع القاف وما قبله مهمل

عق ، قع :

قال الليث : قال الخليل : العرب تقول : عَقَ الرجل عن ابنه يَعِقُ إذا حلق عَقِيقَته وذبح عنه شاة وتسمى الشاة التي تذبح لذلك : عَقِيقَة قال ليث : توفر أعضاؤها فتطبخ بماء وملح وتطعم المساكين.

ومن الحديث كلّ امرىء مرتهن بِعَقِيقَتِه. وفي الحديث : أن رسول الله ص عَقَ عن الحسن والحسين بزنة شعرهما ورقا.

والعِقَّة : العقيقة وتجمع عِقَقا. والعَقِيقة : الشعر الذي يولد الولد به وتسمى الشاة التي تذبح لذلك عَقِيقة يقع اسم الذبح على الطعام ، كما وقع اسم الجزور التي تنقع على النقيعة وقال زهير في العَقِيقَة :

أذلك أم أقب البطن جأب

عليه من عَقِيقَتِه عفاء (١).

وقال امرؤ القيس :

يا هند لا تنكحي بوهة

عليه عَقِيقَته أحسبا

ويقال : أَعَقَّت الحامل إذا نبتت العَقِيقة على ولدها في بطنها فهي مُعِقّ وعَقُوق. وجمع العَقُوق : عُقُق. قال رؤبة :

قد عتق الأجدع بعد رق

بقارح أو زولة مُعِقّ

وقال :

وسوس يدعو مخلصا رب الفلق

سرا وقد أون تأوين العُقُق

__________________

(١) في ديوان زهير رواية الأعلم ص ١٢٤ الرواية :

أذلك أم شنيم الوجه جاب

٦٢

وقال أيضا :

كالهروي انجاب عن لون السرق (١)

طير عنها النسر (٢) حولي العِقَق

أي جماعة العِقَّة.

وقال عدي بن زيد في العِقَّة أي العَقِيقة :

صخب التعشير نوام الضحى (٣)

ناسل عقته مثل المسد

ونوى العَقُوق : نوى هش لين رخو المضغة. تعلفه الناقة العَقُوق إلطافا لها فلذلك أضيف إليها ، وتأكله العجوز. وهي من كلام أهل البصرة ، ولا تعرفه الأعراب في بواديها. وعَقِيقة البرق : ما يبقى في السحاب من شعاعه. وجمعه العَقَائق ، قال عمرو بن كلثوم :

بسمر من قنا الخطي لدن

وبيض كالعَقَائق يختلينا (٤)

وانْعَقَ البرق إذا تسرب في السحاب ، وانْعَقَ الغبار : إذا سطع. قال رؤبة : (٥)

إذا العجاج المستطار انعَقَّا

قال أبو عبد الله : أصل العَقِ الشق. وإليه يرجع عُقُوق الوالدين وهو قطعهما ، لأن الشق والقطع واحد ، يقال : عَقَ ثوبه إذا شقه. عَقَ والديه يَعُقُّهما عَقّا وعُقُوقا ، قال زهير:

فأصبحتما منها على خير موطن

بعيدين فيها عن عقوق ومأثم

وقال آخر :

إن البنين شرارهم أمثاله

من عَقَ والده وبر الأبعدا

__________________

(١) كذا في ط والديوان ص ١٠٨ أما في ص وم وك وس : ليل البرق.

(٢) في م : النسء.

(٣) رواية الديوان ص ٤٤ : صيب التعشير زمزام الضحى.

وفي كتاب الخيل (لأبي عبيدة) : صخب اتعشير مرزام الضحى.

(٤) كذا في معجم مقاييس اللغة ٤ / ٦ وفي جمهرة أشعار العرب ص ٧٧ أما في ط يحتلينا وسائر الأصول الأخرى يجتلينا.

(٥) كذا في ك وملحق ديوان رؤبة ص ١٨٠ أما في سائر الأصول : (العجاج).

٦٣

وقال أبو سفيان بن حرب (لحمزة سيد الشهداء ، يوم أحد حين مر به وهو مقتول: ذق عُقَقُ.

أي ذق جزاء ما فعلت (١) يا عاقُ لأنك قطعت رحمك وخالفت آباءك. والمَعَقَّة والعُقُوق واحد ، قال النابغة :

أحلام عاد وأجسام (٢) مطهرة

من المَعَقَّة والآفات والإثم

والعَقِيق : خرز أحمر ينظم ويتخذ منه الفصوص ، الواحدة عَقِيقة. (والعَقِيق واد بالحجاز كأنه عُقَ أي شق ، غلبت عليه الصفة غلبة الاسم ولزمته الألف واللام كأنه جعل الشيء بعينه) (٣) ، وقال جرير :

فهيهات هيهات العَقِيق وأهله

وهيهات خل بالعَقِيق نواصله (٤)

أي بعد العَقِيقُ : والعَقْعَق : طائر طويل الذيل أبلق يُعَقْعِق بصوته وجمعه عقاعق.

قع :

القُعَاع : ماء مر غليظ ، ويجمع أَقِعَّة. وأَقَعَ القوم إِقعاعا : إذا حضروا فوقعوا على قُعاع والقَعْقَاع : الطريق من اليمامة إلى الكوفة ، قال ابن أحمر :

ولما أن بدا القَعْقَاع لحت

على شرك تناقله نقالا

والقَعْقَعة : حكاية صوت (السلاح والترسة) (٥) والحلي والجلود اليابسة والخطاف والبكرة أو نحو ذلك ، قال النابغة :

يسهد من نوم العشاء سليمها (٦)

لحلي النساء في يديه قَعَاقِع

__________________

(١) سقط ما بين القوسين من ص وس وأثبتناه من ك وقد امتد السقط إلى آخر المادة في ط.

(٢) كذا في الأصول جميعها أما في اللسان عقق : أجساد ، وكذلك في الديوان ص ٢٣٥.

(٣) ما بين القوسين من ك.

(٤) البيت في الديوان ص ٤٧٦ والنقائض وروايته :

فأيهات أيهات العقيق وأهله.

والبيت من شواهد اسم الفعل. انظر أوضح المسالك لابن هشام ٢ / ١١٩.

(٥) ما بين القوسين من ك.

(٦) في الديوان ١٩٨ الرواية : يسهد من ليل سليما. وكذلك في «اللسان» (قمع).

٦٤

القَعَاقِع جمع قَعْقَعة ، قال :

إنا إذا خطافنا تَقَعْقَعا

وصرت البكرة يوما أجمعا

ذلك أن الملدوغ يوضع في يديه شيء من الحلي حتى يحركه به فيسلي به الهم ، ويقال: يمنع من النوم لئلا يدب فيه السم.

ورجل قُعْقُعاني : إذا مشى سمعت لمفاصل رجليه تَقَعْقُعاً.

وحمار قُعْقُعاني : إذا حمل على العانة (١) صك لحييه.

والقَعْقَاع مثل القُعْقُعاني ، قال رؤبة :

شاحي لحيي قُعْقُعاني الصلق

قَعْقَعة المحور خطاف العلق

والأسد ذو قَعَاقِع ، إذا مشى سمعت لمفاصله صوتا ، قال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالكا :

ولا برم تهدي النساء لعرسه (٢)

إذا القشع من برد الشتاء تَقَعْقَعا

والقعاقِع : ضرب من الحجارة ترمى بها النخل لتنثر من تمرها (٣).

قال زائدة : القَعْقَعان (٤) : ضرب من التمر.

والقَعْقَع : طائر أبلق ببياض وسواد ، طويل المنقار والرجلين ضخم ، من طيور البر يظهر أيام الربيع ويذهب في الشتاء.

وقُعَيْقِعَانُ : اسم جبل بالحجاز ، تنحت منه الأساطين ، في حجارته رخاوة ، بنيت أساطين مسجد البصرة.

ويقال للمهزول قد صار عظاما يَتَقَعْقَعُ من هزاله. والرعد يُقَعْقِعُ بصوته.

__________________

(١) في النسخ المخطوطة وكذلك في م : الغاية ، وقد أثبتنا الصواب من اللسان والتاج (قعقع).

(٢) في المفضليات ص ٥٢٨ :

ولا برما تهدي لنساء لعرسه.

(٣) في م : ثمرها.

(٤) في اللسان : القعقاع : ضرب من التمر.

٦٥

باب العين والكاف

(ع ك ، ك ع)

عك : (١)

العُكَّة عُكَّة السمن أصغر من القربة ، وتجمع عِكاكا وعُكّا. والأُكَّة لغة في العُكَّة فورة الحر شديدة في القيظ ، تجعل الهمزة بدل العين.

قال الساجع : وإذا طلعت العذرة ، لم يبق بعمان بسرة ، ولا لأكار برة ، وكانت عُكَّة نكرة على أهل البصرة (٢). وتجمع عكاكا.

والعُكَّة : رملة حميت عليها الشمس (٣). وحر عَكِيك ، ويوم عَكِيك ، أي شديد الحر ، قال طرفة :

تطرد القر بحر صادق

وعَكِيك القيظ إن جاء بقر

يصف جارية وعَكِيك الصيف : إذا جاء بحر مع سكون الريح.

وعَكُ بن عدنان أو معد ، وهو أبو قوم (٤) باليمن.

والعَكَوَّك : الرجل القصير الملزز المقتدر الخلق ، إلى القصر كله.

والمِعَكُ ـ مشدد الكاف ـ من الخيل : الذي يجري قليلا فيحتاج إلى الضرب والعَكَنْكَع : الذكر الخبيث من السعالي ، قال الراجز يذكر امرأة وزوجها :

كأنها وهو إذا استبا معا

غول تداهي شرسا عَكَنْكَعا

كع :

رجل كَعٌ ، كاعٌ ـ بالتشديد ـ وقد كَعَ كُعُوعا : إذا تلكأ وجبن ، قال :

وإني لكرار بسيفي لدى الوغى

إذا كان كَعُ القوم للرحل لازما

__________________

(١) سقط أكثر هذه المادة من ط.

(٢) سقطت نكرة من ط وسائر النسخ الخطية وقد أثبتناها من اللسان (عكك).

(٣) في م : رحلة حيث طلعت عليها الشمس والتصحيح من ط ومعجم مقاييس اللغة ٤ / ١٠.

(٤) في ك : اليوم في اليمن.

٦٦

وأَكَعَّه الفرق عن ذلك ، فهو لا يمضي في حزم ولا عزم ، وهو العاجز الناكص على عقبيه.

وكَعْكَعَة الخوف تجري مجرى الإِكْعَاع ، قال :

كَعْكَعْتُهُ بالرجم والتنجه (١).

والكَعْكُ : الخبز اليابس ، قال : (٢)

يا حبذا الكَعْك بلحم مثرود

وخشكنان بسويق مقنود

ويقال : أَكَعَّه الرجل عن كذا يُكِعُّه إذا حبسه عن وجهه.

باب العين والجيم

(ع ج ، ج ع مستعملان)

عج :

العَجُ : رفع الصوت ، يقال : عَجَ يَعِجُ عَجّا وعَجِيجا. وفي الحديث : أفضل الحج العَجُ والثج. فالعَجُ رفع الصوت بالتلبية ، والثج صب الدماء ، يعني الذبائح ، قال ورقة بن نوفل :

ولوجا (٣) في الذي كرهت قريش

وإن عَجَّتْ بمكتها عَجِيجا

وقال العَجّاج :

حتى يَعِج ثخنا من عَجْعَجا

والعَجاج : الغبار ، والتعجيج إثارة الريح الغبار ، وفاعله العَجّاج والمِعْجَاج ، تقول : عَجَّجَتْه (٤) الريح تَعْجَيجا ، وعَجَّجْت البيت دخانا حتى تَعَجَّجَ ، أي امتلأ بالدخان. والبعير يَعِجُ في هديره عَجِيجا وعَجّا ، قال :

__________________

(١) كذا في ديوان رؤبة أما في م : الجبة.

(٢) كذا في ط واللسان (كعك) جاء في اللسان : وسويق مقنود أو مقند معمول بالقند وهو عصارة السكر إذا جمد.

(٣) كذا في ط وص أما في م : ولو جافي.

(٤) كذا في الأصول أما في ك : عجعجته.

٦٧

أنعت قرما بالهدير عاججا (١)

وعَجَعْجُت بالناقة : عطفتها إلى شيء (٢).

جع :

جَعْجَعْتُ الإبل : حركتها للإناخة. قال الأغلب : (٣)

عود إذا جَعْجَعَ بعد الهب

جرجر في حنجرة كالجب

وجَعْجَعْت بالرجل : حبسته في مجلس سوء. والجعجاع من الأرض : معركة الأبطال قال أبو ذؤيب :

فأبدهن حتوفهن فهارب

بدمائه أو بارك مُتَجَعْجع.

__________________

(١) كذا في الأصول أم في : عجيجا.

(٢) في م : الشيء.

(٣) كذا في التاج وأضاف : قال الصاغاني ليس الرجز (للأغلب) وإنما هو للركين (كذا) والصواب هو (دكين بن رجاء) الراجز. انظر ترجمته في إرشاد الأريب ١١ / ١١٣ والأغاني ٨ / ١٤٩. والسمط ٦٥٢. ورواية الصاغاني للبيت :

عود ، اذا جرجر بعد الهب

٦٨

باب العين والشين

(ع ش ، ش ع مستعملان)

عش :

العُشُ : ما يتخذه الطائر في رؤوس الأشجار للتفريخ ، ويجمع عِشَشة واعْتَشَ الطائر إذا اتخذ عُشّا ، قال يصف الناقة : (١)

يتبعها ذو كدنة جرائض

الخشب الطلح هصور هائض

بحيث يعتش الغراب البائض

قال : البائض وهو ذكر ، فإن قال قائل : الذكر لا يبيض ، قيل : هو في البيض سبب ولذلك جعله بائضا ، على قياس والد بمعنى الأب ، وكذلك البائض ، لأن الولد من الوالد (٢) ، والولد والبيض في مذهبه شيء واحد.

وشجرة عَشَّة : دقيقة القضبان ، متفرقتها ، وتجمع عَشَّات ، قال جرير :

فما شجرات عيصك في قريش

بِعَشَّات الفروع ولا ضواح

العيص : منبت خيار الشجر ، وامرأة عَشَّة ، ورجل عَشٌ : دقيق عظام اليدين والرجلين ، وقد عَشَ يَعش عُشُوشا ، قال العجاج يصف نعمه البدن :

أمر منها قصبا خدلجا

لا قفرا عَشّا ولا مهبجا

وقال آخر :

لعمرك ما ليلى بورهاء عنفص

ولا عَشَّة خلخالها يتقعقع

والرجل يَعَشُ المعروف عَشّا ، ويسقي سجلا عَشّا : أي قليلا نزرا ركيكا (٣) وعطية معشوشة : قليلة قال :

__________________

(١) البيت (لأبي محمد الفقعسي) انظر اللسان (جرض).

(٢) في ص وط : لأن الولد من الولد.

(٣) كذا في ط وص وس أما في ك : بكيا.

٦٩

يسقين لا عَشّا ولا مصردا

وقال رؤبة :

حجاج ما نيلك بالمعشوش (١)

ولا جدا وبلك بالطشيش

المَعْشُوش : القليل. والمَعَشُ : المطلب ، والمعس بالسين لغة فيه ، قال الأخطل :

معفرة لا ينكه السيف وسطها

إذا لم يكن فيها مَعَشّ لطالب (٢)

وأَعْشَشْتُه عن أمره ، أي أعجلته ، وكذلك إذا ما تأذى بمكانك فذهب كراهة قربك. قال الفرزدق يصف قطاة :

ولو تركت نامت ولكن أَعَشَّها

أذى من قلاص كالحني المعطف

الحني : القوس ، وقول الفرزدق :

عزفت بأَعْشاش وما كنت تعزف

وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف

فأعشاش اسم موضع ، وفي الحديث نهى عن تَعْشِيش الخبز.

وهو أن يترك منضدا حتى يتكرج ، ويقال : عَشَّشَ الخبز أي تكرج. وقول العرب : عَشِ ولا تغتر : أي عَشِ إبلك هنا ولا تطلب أفضل منه ، فلعلك لا تجده ، ويفوتك هذا فتكون قد غررت بمالك.

__________________

(١) الرواية نفسها في اللسان (عشش) أما في الديوان ص ٧٨.

حارث ما سجلك بالمعشوش

(٢) رواية البيت في الديوان ص ٥٦ : اذا لم يكن فيما معس لحالب ...

وفي التاج (عشش) : والمعش المطلب قاله الخليل. وقال ابن سيده نقلا عن غير الخليل : هو المعس بالسين المهملة. وفي المحكم عسس) : والمعس المطلب. وفي اللسان (عسس ، عشش) بيت (الأخطل) وروايته:

«...... معس لحالب»

٧٠

شع :

شَعْشَعْت الشراب : مزجته ، قال عمرو بن كلثوم :

مُشَعْشَعة كأن الحص فيها

إذا ما الماء خالطها سخينا

يعني أنها ممزوجة. ويقال للثريدة الزريقاء (١) : شَعْشَعْتُها بالزيت إذا سغبلتها به. والشَّعْشَع والشَّعْشَاع والشَّعْشعان : الطويل العنق من كل شيء ، قال العجاج :

تحت حجاجي شذقم مضبور

في شَعْشَعان عنق مسجور

وقال :

يمطون من شَعْشَاع (٢) غير مودن

أي غير قصير. وأَشَعَّت الشمس أي نشرت شُعاعها وهو ما ترى كالرماح ويجمع على شُعُع وأَشِعَّة.

وشَعَاع السنبل : سفاه ما دام عليه يابسا قال أبو النجم :

لمة قفر كَشَعَاع السنبل

وتطاير القوم شَعاعا ، أي متفرقين ، قال سليمان :

وطار الجفاة الغواة العمون

شَعاعا تفرق أديانها

أي عمون عن دينهم ، ولو ضربت على حائط قصبا فطارت قطعا قلت : تفرقت شَعاعا ، قال :

لطار شَعاعا رمحه وتشققا

__________________

(١) كذا في ص وط واللسان (سغبل ، شعع) أما في م : الزبدة الزلقاء.

(٢) في م : شعاع.

٧١

باب العين والضاد

(ع ض ، ض ع)

عض :

العَضُ (١) بالأسنان والفعل منه عَضَضْت أنا وعَضَ يَعَضُ. وتقول : كلب عَضُوض وفرس عَضُوض. وتقول : برئت إليك من العِضاض والنفار والخراط والحران والشماس.

والعِضُ : الرجل السيء الخلق ، قال : (٢)

ولم أك عِضّا في الندامى ملوما

والجمع أَعْضَاض والعُضُ : الشجر الشائك ، وبنو فلان مُعِضُّون أي يرعون العُضَ. وإبل مُعضَّة : ترعاه. وشارسة ترعى الشرس ، وهو ما صغر من شجر الشوك والعُضُ : النوى المرضوخ تعلفه الإبل ، قال الأعشى :

من شراة الهجان صلبها العُضُ

ورعي الحمى وطول الحيال

وطول الحيال ألا تحمل الناقة والتَّعْضُوض : ضرب من التمر (أسود ، شديد الحلاوة موطنه هجر وقراها) (٣)

ضع : (٤)

الضَّعْضَعَة : الخضوع والتذلل. وضَعْضَعَهُ الهم فَتَضَعْضَعَ ، قال أبو ذؤيب :

وتجلدي للشامتين أريهمو

أني لريب الدهر لا أَتَضَعْضَعُ

وفي الحديث : ما تَضَعْضَعَ امرؤ لآخر يريد به عرض الدنيا إلا ذهب ثلثا دينه.

يعنى خضع وذل) (٥)

__________________

(١) كذا في الأصول أما في م : العض : الشد بالأسنان. وأكثر هذه المادة مضطرب بتقديم شيء على آخر.

(٢) هو (حسان بن ثابت.) والشاهد عجز بيت صدره :

وصلت له كفي وخالط شيعتي

انظر الديوان ص ٣٧٠.

(٣) ما بين القوسين زيادة من ك.

(٤) اتصلت هذه المادة بسابقتها في ص.

(٥) ما بين القوسين من ك.

٧٢

باب العين والصاد

(ع ص ، ص ع مستعملان)

عص :

العُصْعُصُ : أصل الذنب ويجمع عُصُوصا وعَصَاعِص ، قال ذو الرمة : (١)

توصل منها بامرىء القيس نسبة

كما نيط في طول العسيب العَصاعِصُ

صع :

الصَّعْصَعَة : التفريق. صَعْصَعْتُهُم فَتَصَعْصَعُوا وذهبت الإبل صَعَاصِعَ أي نادة متفرقة في وجوه شتى. وصَعْصَعَة بن صوحان سيد معروف من رجال علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه (٢)

__________________

(١) في م وسائر النسخ (رؤبة) ، وقد علق الدكتور عبد الله درويش بقوله : ليس في ديوانه. والتصحيح من ط والبيت ليس في ديوان ذي الرمة. وقد رجحت هذه النسبة لأنه لا يمكن أن ينسب إلى (رؤبة) لأنه غير رجز. وفي ملحق ديوان ذي الرمة بيت من وزنه وقافيته.

(٢) جملة الدعاء سقطت من م.

٧٣

باب العين والسين

(ع س ، س ع مستعملان)

عس :

عَسْعَسَت السحابة أي دنت من الأرض ليلا في ظلمة وبرق. وعَسْعَسَ الليل : أقبل ودنا ظلامة من الأرض ، قال في عَسْعَسَة السحابة :

فَعَسْعَسَ حتى لو يشاء إذا دنا

كأن لنا من ناره متقبس (١)

ويروى لكان والعَسُ : نفض الليل عن أهل الريبة. (عَسَ يَعُسُ عَسّا فهو عاسٌ ، وبه سمي العَسَسُ الذي يطوف للسلطان بالليل) (٢) ، ويجمع العُسّاس (٣) والعَسَسَة والأَعْسَاس.

والمعَسُ : (٤) المطلب والعُسُ : القدح الضخم ويجمع على عِسَاس وعِسَسَة.

وعَسْعَسَ : موضع. والعَسْعَاس : من أسماء الذئب. ويقع على كل سبع إذا تَعَسْعَسَ وطلب الصيد بالليل. والعَسُوس : ناقة تضرب برجلها فتصب اللبن. (وقيل : هي التي أثيرت للحلب مشت ساعة ثم طوفت فإذا حلبت درت) (٥)

سع :

السَّعْسَعَة : الاضطراب من الكبر تَسَعْسَعَ الإنسان : كبر وتولى حتى يهرم ، قال

__________________

(١) كذا في ص وط وس أما في م :

كان له من ناره متقبس

وفي المحكم واللسان والتاج :

عسعس حتى لو يشاء أدنى

كان له من ناره مقبس

وجاء في اللسان : أنشد هذا البيت (أبو البلاد النحوي) قال : وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع.

(٢) سقط من ك ما بين القوسين.

(٣) في م العساعس.

(٤) وكذلك المعش (عشش).

(٥) ما بين القوسين من ك.

٧٤

رؤبة :

قالت ولم تأل به أن يسمعا

يا هند ما أسرع ما تَسَعْسَعَا

بعد أن كان فتى سرعرعا

أي شابا قويا.

وعن عمر : أن الشهر قد تَسَعْسَعَ فلو صمنا بقيته. ويروى : تشعشع. والأول أصح وأفصح.

٧٥

باب العين والزاي

(ع ز ، ز ع مستعملان)

عز :

العِزَّة لله تبارك وتعالى ، والله العَزِيز يُعِزُّ من يشاء ويذل من يشاء. من اعْتَزَّ بالله أَعَزَّه الله ويقال : عَزَّ الشيء ، جامع (١) لكل شيء إذا قل حتى يكاد لا يوجد من قلته.

يَعِزُّ عِزَّة ، وهو عَزِيز بيّن العَزَازة ، وملك أَعَزُّ أي عزيز ، قال الفرزدق :

إن الذي سمك السماء بنى لنا

بيتا دعائمه أَعَزُّ وأطول

والعَزَّاءُ : السنة الشديدة ، قال العجاج : (٢)

ويعبط الكوم في العَزَّاء إن طرقا

وقيل : هي الشدة والعَزُوز : الشاة الضيقة الإحليل التي لا تدر بحلبة فتحلبها بجهدك(٣)

ويقال : قد تَعَزَّزَت. وعَزَّ الرجل : بلغ حد العِزَّة ويقال : إذا عَزَّ أخوك فهن.

واعتَزَّ بفلان : تشرف به والمُعَازَّةُ : المغالبة في العِزِّ. وقوله تعالى : (وَ) عَزَّنِي (فِي الْخِطابِ)(٤) أي غلبني ، ويقال أَعْزِزْ عليّ بما أصاب فلانا أي أعظم (٥) علي ، ولا يقال: أَعْزَزْتُ.

__________________

(١) كذا في ط وسائر الأصول أما في م : جاء عز مع كل شيء.

(٢) من الغريب أن يكون القائل العجاج ذلك لأن البيت ليس رجزا ، وقد ورد في اللسان غير منسوب.

(٣) كذا في ط دون أن يكون في النص الفعل (تحلبها) وكذلك في ص أما في ك : التي لا تدر بحلبة فتحلب بجهد.

(٤) سورة ص ٢٣.

(٥) في ك : أعززت بما أصابه فلانا أي عظم.

٧٦

والمطر يُعَزِّزُ الأرض تَعْزيزا إذا لبدها. ويقال للوابل إذا ضرب الأرض السهلة فشددها حتى لا تسوخ فيها الرجل : قد عَزَّزَها وقد أَعْزَزْنا فيها : أي وقعنا فيها. والعَزَاز : أرض صلبة ليست بذات حجارة ، لا يعلوها الماء ، قال الراجز :

يروي العَزَازَ أي سيل فائض (١)

وقال العجاج :

من الصفا القاسي (٢) ويدعسن الغدر

عَزَازَه ويهتمرن (٣) ما انهمر

زع :

الزَّعْزَعَة : تحريك الشيء لتقلعه وتزيله. (زَعْزَعَه زَعْزَعَة فَتَزَعْزَعَ) (٤) والريح تُزَعْزِع الشجر ونحوه ، قال : (٥)

فو الله لو لا الله لا شيء (٦) غيره

لزُعْزِع من هذا السرير جوانبه

__________________

(١) في ط : يروى العز أيسيل فائض.

(٢) سقط من ط.

(٣) كذا في ط وص واللسان (عزز) ، أما في م : ويهمرن ، وفي اللسان أيضا (همر) : وينهمرن. والرجز في ديوان العجاج ص ١٧ والرواية فيه : ويدهش الغدر.

(٤) ما بين القوسين من ك.

(٥) في التاج نسب البيت إلى (أم الحجاج بن يوسف) ، ولم ينسب في اللسان.

(٦) في التاج :

فوالله لولا الله لارب غيره

٧٧

باب العين والطاء

(ع ط ، ط ع ، مستعملان)

عط :

العَطُّ : شق الثوب طولا أو عرضا من غير بينونة. عَطْعَطْتُ الثوب : شققته. وجذبت بثوبه فانعَطَّ ، قال أبو النجم :

كأن تحت درعها المَنْعَطِّ

شطا رميت فوقه بشط

إذا بدا منها الذي تغطي

وقال ساعدة بن جؤية : (١)

بضرب في القوانس ذي فروغ

وطعن مثل تَعطيطِ الرهاط (٢)

والعَطْعَطَةُ : تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب. وهي أيضا حكاية أصوات المجان إذا غلبوا فقالوا : عَيْطَ عَيْطَ ، فإذا صاحوا بها وأراد قائل أن يحكي كلامهم قال : هم يُعَطْعِطُون وقد عَطْعَطُوا.

طع :

الطَّعْطَعَة : حكاية صوت اللاطع والمتمطق إذا ألصق لسانه بالغار الأعلى ، ثم لطع من طيب شيء يأكله ، أو كأنه أكله ، فذلك الصوت الطَّعْطَعَة والطَّعْطَع : المطمئن من الأرض.

__________________

(١) كذا في ص وط وديوان الهذليين ٢ / ٢٤ ، واللسان : فروغ. في م : قروع.

(٢) في ديوان الهذليين ٢ / ١٨ وفي اللسان (عطط) والمحكم أن القائل المتنخل الهذلي.

٧٨

باب العين والدال

(ع د ، د ع مستعملان)

عد :

عَدَدْتُ الشيء عَدّاً : (حسبته وأحصيته) (١) قال عزوجل : نَعُدُّ (لَهُمْ) عَدًّا (٢) يعني أن الأنفاس تحصى إحصاء ولها عَدَد معلوم.

وفلان في عِدَاد الصالحين ، أي يُعَدُّ فيهم وعِدَادُه في بني فلان : إذا كان ديوانه معهم.

وعِدَّة المرأة : أيام قروئها والعِدَّة جماعة قلت أو كثرت.

والعَدُّ مصدر كالعدَد والعَدِيد : الكثرة ، ويقال : (ما أكثر عَدِيدة (٣).

وهذه الدراهم عَدِيدة هذه : إذا كانت في العدد مثلها وإنهم ليَتَعَدَّدون على عشرة آلاف أي يزيدون في العَدَد وهم يَتَعادُّون : إذا اشتركوا فيما يُعَدِّد به بعضهم على بعض من المكارم وغير ذلك من الأشياء كلها.

والعُدَّة : ما يُعَدُّ لأمر يحدث فيدخر له وأعددت الشيء : هيأته.

والعِدُّ : مجتمع الماء وجمعه أَعْداد ، وهو ما يُعِدُّه الناس ، فالماء عَدّ. وموضع مجتمعة عِدٌّ ، قال ذو الرمة :

دعت مية الأَعدادَ واستبدلت بها

خناطيل (٤) آجال من العين (٥) خذل

ويقال : بنو فلان ذوو عَدّ وفيض يغنى بهما (٦). ويقال : كان ذلك في عِدَّانِ شبابه.

__________________

(١) ما بين القوسين من ك.

(٢) سورة مريم ٨٤.

(٣) ما بين القوسين سقط من ك.

(٤) كذا في ط وص والديوان ص ٥٠٣ أما في م : خناطل.

(٥) كذا في الأصول كلها والديوان واللسان أما في م : العيش.

(٦) كذا في الأصول كلها أما في ك : يعني بهما الثروة.

٧٩

وعِدَّان ملكه : وهو أفضله وأكثره ، قال العجاج : (١)

ولي على عِدَّان ملك محتضر (٢)

قال : واشتقاقه من أن ذلك كان مهيأ معدّاً ، وقال :

والملك مخبوء على عِدَّانِه (٣)

والعِدَاد : اهتياج وجع اللديغ ، وذلك إذا تمت له سنة مذ يوم لدغ هاج به الألم. وكأن اشتقاقه من الحساب من قبل عدد الشهور والأيام ، كأن الوجع يَعُدُّ ما يمضي السنة ، فإذا تمت عاودت الملدوغ ، ولو قيل : عادَّتْه لكان صوابا. وفي الحديث : ما زالت أكلة خيبر تُعَادُّني (٤) فهذا أوان قطع أبهري. (أي تراجعني ، ويعاودني ألم سمها في أوقات معلومة قال الشاعر :

يلاقي من تذكر آل سلمى

كما يلقى السليم من العِداد (٥)

وقيل : عِداد السليم أن تَعُدَّ سبعة أيام ، فإن مضت رجوت له البرء. وإذا لم تمض قيل: هو في عِداده) (٦)

دع :

دَعَّه يَدُعُّه الدَّعُ : دفع في جفوة. وفي التنزيل العزيز : (فَذلِكَ الَّذِي) يَدُعُ (الْيَتِيمَ)(٧) أي يعنف به عنفا شديدا دفعا وانتهارا ، أي يدفعه حقه وصلته (٨). قال :

ألم أكف أهلك فقدانه

إذا القوم في المحل دَعُّوا اليتيما

__________________

(١) سقط أكثر الشاهد في ط.

(٢) في م : ملك بضم الميم.

(٣) كذا في ص وط وس أما في م محبو. ولعلها مخبوء.

(٤) في م : تعاودني والتصحيح من ط وص واللسان والصحاح والنهاية في غريب الحديث.

(٥) البيت في الصحاح (عدد) وروايته :

الافي من تذكر آل لل .....

(٦) ما بين القوسين زيادة من ك.

(٧) سورة الماعون ٢.

(٨) كذا في ط وص أما في م : أو لم يدفعه حقه وصلته. ومثله في ك.

٨٠