كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

أي : الختم في أعناقهن.

والرَّصَع : فراخ النحل.

باب العين والصاد واللام معهما

(ع ص ل ، ع ل ص ، ص ع ل ، ص ل ع مستعملات

ل ع ص ، ل ص ع مهملان)

عصل :

العَصَل : اعوجاج الناب ، قال (١) :

على شناح نابه لم يَعْصَل

شناح ، أي : طويل.

والأَعْصَلُ من الرجال : الذي عَصِلَت ساقه فاعوجت اعوجاجا شديدا. ولا يقال العَصِل إلا لكل معوج فيه صلابة وكزازة.

والعَصِلَة : الشجرة العوجاء التي لا يقدر على إقامتها بعد ما صلبت. وكذلك السهم إذا اعوج متنه. والعَصَلَة شجرة إذا أكل البعير منها سلحته تسليحا ، ويجمع على عَصَل قال لبيد (٢) :

وقبيل من عقيل صادق

كليوث بين غاب وعَصَل

علص :

العِلَّوْص : من التخمة والبشم. ويقال : هو اللوى (٣) الذي ييبس في المعدة.

__________________

(١) لم يقع لنا القائل. والرجز في التهذيب ٢ / ٢٨ ، واللسان (عصل) بلا عزو. والشناح بالحاء المهملة ، وقد صحفت (م) فجعلتها (شناخ) بالخاء المعجمة.

(٢) ديوانه. ق ٢٦ ب ٥٨ ص ١٩٠. والبيت في المحكم ١ / ٢٧٢ ، وفي اللسان (عصل) في ص : وقتل. وفي ط : وقتيل ، وفي م : وقتيل وكل ذلك تصحيف بدلالة قوله : كليوث.

(٣) س ، ط ، س : اللواء ، وفي م : اللواء بالضم والمد وهو تحريف ، والصواب : اللوى بالفتح والقصر عن مختصر العين ـ الورقة (٢٥) ، والتهذيب ٢ / ٣٠ والمحكم ١ / ٢٧٢ ، واللسان والتاج (لوى).

٣٠١

عَلَّصَت التخمة في معدته تَعليصا ، وإن به لعِلَّوْصاً. وإنه لمعلوص وعِلَّوْص ، أي : متخم.

صعل :

الصَّعْل من النعام ما صغر رأسه ، وكذلك الرجل الصَّعْل إذا صغر رأسه ، كأنه يستوي مع عنقه من غير قصر في العنق. قال (١) يصف دقلا ، وهي الخشبة التي ينصب في وسطها الشراع :

ودقل أجر شوذبي (٢)

صَعْلٌ من السام ورباني

الشوذبي : الطويل ، وأراد بالصعل هاهنا الطويل. وإنما يصف مع طوله استواء أعلاه بأسفله ، ولم يصفه بدقة الرأس ، لأنه أراد جودة النعت. قال الضرير : الصَّعْل : الدقيق ، والسام : شجر ، والرباني الذي يقعد فوق الدقل فيتمخر الرياح لأصحاب السفن.

صَعْل من السام وزنبري

وهو الملاح ، ويروى : ... رباني.

وقد يقال : رجل أَصْعَل ، وامرأة صَعْلاء ، وقد صَعِلَ صَعَلاً.

صلع :

الصَّلَع : ذهاب شعر الرأس من مقدمه إلى مؤخره ، وإن ذهب وسطه فكذلك (٣) والنعت : أَصْلَع وصَلْعاء ، والجميع : صُلْع وصُلْعان.

__________________

(١) القائل هو (العجاج). ديوانه : ق ٢٥ ب ٨٤ ، ٨٥ ص ٣٢١. والرواية في الديوان : من الساج. وفي التهذيب ٢ / ٣٣ : من الساج. وفي الحكم ١ / ٢٧٣ وكذا في اللسان (صعل) ، وجاء في اللسان :

رأيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله : صعل من الساج. قال :صوابه من الشام بالميم شجر يتخذ منه دقل السفن»

قال : صوابه : من الشام بالميم شجر يتخذ منه دقل السفن.

(٢) ص ، ط ، س ، م : شوذني بالنون وهو تصحيف وصوابه ما أثبتناه من الديوان والمعجمات.

(٣) في ص وط : كذلك ، وما أثبتناه فمن (س).

٣٠٢

والصَّلَعَة : موضع الصَّلَع من الرأس حيث يرى ، وكذلك النزعة والجلحة ونحوه رأيتهم يخففونه ، ويجوز تثقيله في الشعر على قياس الكشفة والقزعة فإنها يثقلان هكذا جاءت الرواية.

الصُّلَّاع : الصفاح وهو العريض من الصخر. الواحدة : صُلَّاعة وصفاحة. والتَّصْلِيع: السلاح. يقال للمجعسس : صَلَّعَ تصليعا ، إذا وضع مستويا مبسوطا على الأرض.

قال شجاع : أقول : لا أعرف : صَلَّعَ المجعسس ، ولكن أقول : (سلخ أي : وضعه مطولا مثل سليخة الغزل ، ويصل به ، وهو السليخ أيضا التي تنزع المرأة مما على مغزلها إذا وفرته وفرع) (١). وزرق به وذرق به إذا وضعه بخراءة (٢) مستويا.

وصَلَّعَت العرفطة تصليعاً إذا سقطت رءوس أغصانها ، وأكلتها الإبل. قال الشماخ(٣)

إن تمس في عرفط صُلْع جماجمه

من الأسالق عاري الشوك مجرود

والأَصْلَع من الحيات الدقيق العنق كأن رأسه بندقة مدحرجة. والأُصَيْلِعُ : رأس الذكر مكنى عنه (٤)

__________________

(١) ما حصر بين قوسين لم يضح مفاده لاضطراب العبارة فيه.

(٢) الخراءة بالكسر والمد : التخلي والقعود للحاجة.

(٣) ديوانه ... ق ٤ ب ١٤ ص ١١٧ والرواية فيه : من الأساليق .. وجواب الشرط في البيت الذي يليه.

(٤) في جميع النسخ : عنها وليس صوابا.

٣٠٣

باب العين والصاد والنون معهما

(ع ن ص ، ن ع ص ، ص ن ع ، ن ص ع مستعملات

ص ع ن ، ع ص ن مهملان)

عنص :

العُنْصُوَة : الخصلة من الشعر على تقدير ثندوة (١). وما لم يكن ثانيه نونا لا تضم العرب صدره ، مثل عرقوة وترقوة وقرنوة (٢) ، وهي شجرة طيبة الريح يدبغ بها الأدم ، وهي جنس من الجنبة. وتجمع عناصي. قال (٣) :

فقد عيرتني الشيب عرسي ومسحت

عناصي رأسي فهي من ذاك تعجب

نعص :

وأما نَعَصَ فليس [ت](٤) بعربية ، إلا ما جاء من اسم ناعِصة المشبب بخنساء ، وكان جيد الشعر ، وقلما يروى شعره لصعوبته (٥)

صنع :

صَنَعَ يَصْنَعُ صُنْعا. وما أحسن صُنْعَ الله عنده وصنيعه.

والصُّنَّاع : الذين يعملون بأيديهم. تقول : صنعتُه فهو صِناعتي.

وامرأة صَناعٌ ، وهي الصَّنَّاعة الرقيقة بعمل يديها ، ويجمع صَوانِع. ورجل صَنَعُ اليدين وصِنْع اليدين.

__________________

(١) ثندوة بالثاء المثلثة في جميع النسخ. في م : تندوة بالتاء وهو تصحيف. وقد صحف في التهذيب ٢ / ٣٥.

(٢) بالقاف في جميع النسخ. في م : ترنوة بالتاء وهو تصحيف ظاهر.

(٣) لم يقع لنا القائل. والبيت في المقاييس ٤ / ١٥٧ بدون عزو.

(٤) زيادة لا بد منها لسلامة العبارة ، وقد جاءت الكلمة في جميع النسخ بدون تاء.

(٥) جاء في مختصر العين في ترجمة (نعص) : نعصت الشيء حركته ، وانتعص مثل انتعش وناعصة اسم رجل الورقة ٢٦.

٣٠٤

والصَّنِيعَة : ما اصطنعت من خير إلى غيرك. قال : (١).

إن الصنيعة لا تكون صنيعة

حتى يصاب بها طريق المصنع

وفلان صَنِيعَتي ، أي : اصطنعته وخرجته.

والتَّصَنُّع : حسن السمت والرأي سره يخالف جهره.

وفرس صَنِيع ، أي : قد صَنَعه أهله بحسن القيام عليه. تقول : صَنَعَ (٢) الفرس ، وصَنَّع الجارية تصنيعا ، لأنه لا يكون إلا بأشياء كثيرة وعلاج.

والمَصْنَعَة : شبه صهريج عميق تتخذ للماء ، وتجمع مَصانع.

والمصانِع : ما يَصْنَعُه العباد من الأبنية والآبار والأشياء. قال لبيد : (٣)

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع

وتبقى الجبال بعدنا والمصانع

وقال الله عزوجل : (وَتَتَّخِذُونَ) مَصانِعَ (لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)(٤). والصَّنَّاع

والصَّنَّاعة أيضا : خشب يتخذ في الماء ليحبس به الماء ، أو يسوى به ، ليمسكه حينا ، لم يعرفه أبو ليلى ولا عرام.

والأَصناع : جمع الصِّنْع [وهو مثل الصَّنَّاع أيضا : خشب](٥) يتخذ لمستنقع الماء.

نصع :

النِّصْع : ضرب من الثياب شديد البياض. قال العجاج : (٦)

__________________

(١) لم يقع لنا القائل. والبيت في اللسان والتاج (صنع) بالرواية نفسها ، ولم ينسب فيهما.

(٢) ط ، س ، م : أصنع وليس صوابا.

(٣) ديوانه ... ق ٢٤ ب ١ ص ١٦٨.

(٤) سورة الشعراء ١٢٩.

(٥) قال ابن سيده : والصناعة كالصنع التي هي الخشبة المحكم ١ / ٢٧٥. والنص في النسخ الثلاث : والصناع أيضا والأصناع جمع الصنع وهو أيضا مثل هذا الخشب.

(٦) الرجز (لرؤبة). ديوانه ٨٩ والرجز أيضا في التهذيب ٢ / ٣٦ وفي المحكم ١ / ٢٧٧.

٣٠٥

تخال نِصْعا فوقها مقطعا

والناصِع : الشديد البياض ، الحسن اللون. نَصَعَ لونه نَصَاعة ونُصُوعا. ويقال للإنسان إذا تصدى للشر : قد أَنْصَعَ للشر إِنْصاعا.

والنَّصِيع : البحر ، قال : (١)

أدليت دلوي في النَّصِيع الزاخر

لم يعرفه عرام ، ولم ينكره.

قال أبو عبد الله : هو بالضاد والباء ، وكذلك البيت (٢) ، ولم يشك فيه ، وقال : هو مأخوذ من البضع ، وهو الشق ، كأن هذا البحر شقة شقت من البحر الأعظم. ومما يشبه : الخليج ، لأنه خلج من النهر الأعظم. قال عرام : هذا صحيح لا شك فيه.

قال عرام : ويكون الأبيض ناصعا كما قال النابغة : (٣)

 ...........

ولم يأتك الحق الذي هو ناصع

أي : الحق الواضح ، والواضح : الأبيض.

باب العين والصاد والفاء معهما

(ع ص ف ، ع ف ص ، ص ف ع ، ف ص ع مستعملات

ص ع ف ، ف ع ص مهملان)

عصف :

العَصْف : ما على ساق الزرع من الورق الذي يبس فتفتت. قال أبو ليلى : هو عندنا دقاق التبن الذي إذا ذري البيدر صار مع الريح كأنه غبار. وقال عرام : هو أن تؤخذ رءوس الزرع قبل أن تسنبل فتعلفه الدواب ، ويترك الزرع حتى ينشو ، أو يكتنز ، فيكون أقوى له وأكثر لنزله ، وأنكر ما سواه.

__________________

(١) لم يقع لنا اسم الراجز ، والرجز في التهذيب ٢ / ٣٦ وفي التكملة (نصع).

(٢) سس : في البيت وعنه كذلك في م.

(٣) ديوانه ٥١.

٣٠٦

والريح تَعْصِفُ بما مرت عليه من جولان التراب ، أي : تمضي به.

وناقة عَصُوف : تعصف براكبها ، أي : تمضي به كسرعة الريح. والعَصْف : السرعة في كل شيء. قال : (١)

ومن كل مسحاج إذا ابتل ليتها

تحلب منها ثائب متعصّف (٢)

ونعامة عَصُوف : سريعة. والحرب تَعْصِف بالقوم ، أي : تذهب بهم ، قال : (٣)

في فيلق جأواء ملمومة

تَعْصِف [بالدارع والحاسر](٤)

جأواء : التي فيها من كل لون. والمُعْصِفات التي تثير (٥) السحاب والتراب ونحوهما الواحد [ة](٦) مُعْصِفَة قال العجاج : (٧)

والمعصفات لا يزلن هدجا

عفص :

العَفْص : حمل شجرة تحمل سنة عَفْصا وسنة بلوطا.

والعِفاص : صمام القارورة. [و](٨) عفصتها : جعلت العِفاص في رأسها.

__________________

(١) لم نقف على القائل ، والبيت في التهذيب ٢ / ٤٢ ، واللسان والتاج (عصف). ناقة سحاج : تقشر الأرض بخفها. والليث : صفحة العنق ، ويريد بالثائب العاصف : العرق.

(٢) في النسخ كلها : مكان سحاج. و (لينها) بالنون مكان (ليتها) بالتاء ونائب بالنون بدل ثائب بالثاء. وهو تصحيف ظاهر.

(٣) البيت في التهذيب ٢ / ٤٢ والمحكم ١ / ٢٧٨ واللسان عصف معزو إلى (الأعشى) والروايات كلها تتفق في رواية العجز. أما الصدر فرواية المحكم مطابقة لما في العين ، ورواية التهذيب : شهباء مكان جأواء ، وفي الديوان : يجمع خضراء لها سورة.

(٤) العجز في النسخ كلها : تعصف بالمقبل والمدبر ، وهذا لا يكون لأن القافية على فاعل ولا تجيء معهما مفعل.

(٥) من ط. في س : تنثر.

(٦) زيادة اقتضاها السياق.

(٧) هذه الفقرة كلها من ط وس وقد سقطت من الأصل (ص).

(٨) زيادة اقتضاها السياق.

٣٠٧

صفع :

الصَّفْع : ضرب بجمع اليد على القفا ، ليس بالشديد. والسين لغة فيه. ويقال : الصَّفْع بالكف كلها. ورجل صَفْعان.

فصع :

الفصع من (١) قولك : فَصَّعَ تَفصيعا : يكنى به (٢) عن ريح [سوء](٣) وفسوة لا غير.

باب العين والصاد والباء معهما

(ع ص ب ، ص ع ب ، ب ع ص ، ص ب ع ، ب ص ع ، مستعملات

ع ب ص مهملة)

عصب :

العَصَب : أطناب المفاصل الذي يلائم بينها ، وليس بالعقب.

ولحم عَصِب : صلب كثير العَصَب.

والعَصْب : الطي الشديد.

ورجل مُعْصَوصب الخلق كأنما لوي ليا. قال : (٤)

ذروا [التخاجؤ] (٥) وامشوا مشية سجحا

إن الرجال ذوو عَصْب وتشمير

التخاجؤ (٦) : مشية فيها نفخ. وسجحا : مستوية. وروى عرام : سرحا.

__________________

(١) من س. سقطت من ص وط.

(٢) من س. في ص وط : يكنى عنه في ريح ولا معنى له.

(٣) زيادة للبيان من اللسان وغيره.

(٤) القائل : (حسان) ديوانه ١٢٣ والرواية فيه : ذروا .... وتذكير والبيت في اللسان والرواية فيه : دعوا التخاجوه .... وتذكير.

(٥) الكلمة من رواية المحكم ١ / ٢٨٠ واللسان (خجأ) و (عصب).

(٦) قبل هذه الكلمة وفي النسخ كلها عبارة (وفي نسخة الحاتمي رجل معصوب) رأينا رفعها لأنها لا علاقة لها بما بعدها ، ولأنها مقحمة على الأصل قطعا.

٣٠٨

والمَعْصُوب : الجائع ، في لغة هذيل ، الذي كادت أمعاؤه تيبس وهو يَعْصِب عُصُوبا فهو عاصِب أيضا ، يقال ، لأنه عَصَبَ بطنه بحجر من الجوع.

وعَصَّبْتُهم تَعْصِيبا ، أي : جوعتهم ، قال (١) :

لقد عَصَّبْت أهل العرج منهم

بأهل صوالق إذ عَصّبوني

والعَصْب من البرود : ما يُعْصَب غزله ثم يصبغ ثم يحاك ، ليس من برود الرقم. وتقول : برد عَصْبٍ ، مضاف [إليه](٢) لا يجمع ، وربما اكتفوا فقالوا : عليه العَصْب ، لأن البرد عرف بذلك الاسم.

وسمي العَصِيب من أمعاء الشاة ، لأنه مطوي.

ويقال في سنة المحل إذا احمر (٣) لأفق ، واغبر العمق : عَصَبَ الأفق يعصب فهو عاصب ، أي : محمر.

قال أبو ليلى : عَصَبَت أفواه القوم عصوبا ، إذا لصق على أسنانهم غبار مع الريق وجفت أرياقهم. ويقال : عَصَبَ القوم يعصب عصوبا إذا اجتمع الوسخ على أسنانهم من غبار أو شدة عطش ، فإذا غسل أو مسح ذهب.

والعَصَبَة : ورثة الرجل عن كلالة من غير ولد ولا والد.

فأما في الفرائض فكل من لم يكن له فريضة مسماة فهو عَصَبَة ، يأخذ ما بقي من الفرائض ، ومنه اشتقت العصبيّة.

والعُصْبَة من الرجال : عشرة ، لا يقال لأقل منه. وإخوة يوسف عليه‌السلام عشرة ، قالوا : (وَنَحْنُ) عُصْبَةٌ (٤) ، ويقال هو ما بين العشرة إلى الأربعين من الرجال. وقوله تبارك وتعالى: (لَتَنُوأُ) بِالْعُصْبَةِ (٥). يقال أربعون ، ويقال : عشرة.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ولا القول.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

(٣) في الأصل وسائر النسخ : احمرت واغبرت وليس بصواب.

(٤) سورة يوسف ١٤.

(٥) سورة القصص ٧٦.

٣٠٩

وأما في كلام العرب فكل رجال أو خيل بفرسانها إذا صاروا قطعة فهم عصبة ، وكذلك العِصابة من الناس والطير. قال النابغة : (١)

إذا ما التقى الجمعان حلق فوقهم

عَصائب طير تهتدي بعصائب

واعْصَوْصَبَ القوم : صاروا عصابة. قال : (٢)

يَعْصَوصب الحشر إذا اقتدى بها

أي : يجتمع.

واعْصَوْصَبَ القوم إذا جدوا في السير ، واشتقاقه من اليوم العَصِيب ، أي : الشديد. وأمر عَصِيب ، أي : شديد. قال العجاج :

ومبرك الجائل حيث اعصوصبا

أي : تفرقت عُصَبا. وقال : (٣)

يعصوصب السفر إذا علاها

رهبتهم أو ينزلوا ذراها

يعصوصب السفر ، أي : يجدون في السير حين رهبوا تلك المفازة. واعصوصب السفر ، أي اشتد.

ويوم عَصَبْصَبُ بوزن فعلعل بناء مردف بحرفين ، قال : (٤)

 ...........

أذقتهم يوما عبوسا عصبصبا

والعَصْب : أن يشد أنثيا الدابة حتى تسقطا. عصبته وهو معصوب. والعِصابة : ما يشد به الرأس من الصداع. وما شددت به غير الرأس فهو عِصاب ،

__________________

(١) ديوانه ص ٦ والرواية فيه :

إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ....

(٢) لم يقع لنا اسم القائل ولا القول.

(٣) لم نهتد إلى القائل ، ولم نجد القول فيما اعتمدنا من مراجع.

(٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

٣١٠

بغير الهاء فرقا بينهما ليعرفا. قال : (١).

فإن صعبت عليكم فاعصِبوها

عصاباً ، تستدر به شديدا

واعْتَصَبَ فلان بالتاج ، أي : شد ، ويقال : عَصَبَ وعَصَّبَ ، يخفف ويشدد (٢) قال :

يعتصبُ التاج فوق مفرقه

على جبين كأنه الذهب

والبيت لقيس بن الرقيات (٣)

صعب :

الصَّعْب : نقيض الذلول من الدواب ، والأنثى : صَعْبة ، وجمعه صِعاب. وأَصْعَبَ الجمل الفحل فهو مُصْعَب ، وإِصْعابه أنه لم يركب ولم يمسسه حبل ، وبه سمي المسود مُصْعَبا.

وصَعُبَ الشيء صُعُوبةً ، أي اشتد. وكل شيء لم يطق (٤) فهو مُصْعَب. وأمر صَعْبٌ ، وعقبة صَعْبَة. والفعل من كل : صَعُبَ يَصْعُبُ صُعُوبةً.

بعص :

البُعْصُوصَة : دويبة صغيرة لها بريق من بياضها. يقال للصبي : يا بُعْصوصة لصغره وضعفه. لم يعرفه أبو ليلى ، وعرفه عرام.

صبع :

الصَّبْع : أن تأخذ إناء فتقابل بين إبهاميك وسبابتيك ، ثم تسيل ما فيه ، أو تجعل شيئا في شيء ضيق الرأس ، فهو يَصْبَعُهُ صَبْعا.

والإِصْبَع يؤنث ، وبعض يذكرها. من ذكره قال : ليس فيه علامة التأنيث ، ومن أنث قال : هي مثل العينين واليدين وما كان أزواجا فأنثناه.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ، والبيت في التهذيب ٢ / ٤٨ ، وفي اللسان : (عصب) ولم ينسب فيهما.

(٢) م : لم يشد ، وليس صوابا.

(٣) الصواب (عبد الله بن قيس الرقيات).

(٤) م : لم يطلق ، وليس صوابا.

٣١١

قال الليث : قلت للخليل : ما علامة اسم التأنيث؟ قال : ثلاثة أشياء : الهاء في قولك : قائمة.

والمدة في : حمراء.

والياء (١) في حلقى وعقرى.

وإنما أنث الإِصْبَع ، لأنها منفرجة ، فكل ما كان مثل هذا مما فيه الفرج فهو مؤنث ، مثل المنخرين ، وهما منفرج ما بينهما.

وكذلك .. الفكان والساعدان والزندان مذكر [ان](٢). وهذا جنس آخر. وصَبَعْت بفلان إذا أشرت نحوه بإِصْبِعَك واغتبته.

والإِصْبَع : الأثر الحسن. قال : (٣)

أغر كلون البدر في كل منكب

من الناس تعمى يحتذيها وإصبع

وقال الراعي يذكر راعيا أحسن رعية إبله حتى سمنت فأشير إليها بالأَصَابِعِ لسمنها :

يسوقها بادي العروق ترى له

عليها إذا ما أجدب الناس إِصْبَعا (٤)

وتقول : ما صَبَعَكَ علينا؟ ، أي : ما دلك علينا؟

بصع :

البَصْعُ : خرق لا يكاد ينفذ منه الماء لضيقه.

بَصُعَ بَصاعَة ، وتَبَصَّعَ العرق من الجسد أي نبع من أصول الشعر قليلا قليلا. قال عرام : الخرق هو البضع ، بالضاد. بضعت الثوب بضعا ، أي : مزقته تمزيقا يسيرا.

__________________

(١) يريد بالياء : الألف المقصورة التي تمال فترسم ياء.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

(٣) لم نهتد إلى القائل ولا القول ، وقد اضطرب القول في (م) فنسبه إلى (لبيد) ثم أخذ يتحدث عنه على أنه رجز [م ٣٦٢].

(٤) والبيت في المحكم ١ / ٢٨٣. منسوب إلى الراعي أيضا والرواية فيه : ضعيف العصا ... وكذلك في اللسان والتاج (صبع).

٣١٢

وتَبَصَّعَ العرق من الجسد ، أي : خرج. قال أبو ذؤيب : (١)

تأبى بدرتها إذا ما استعضبت (٢)

إلا الحميم فإنه يتبصَّع

باب العين والصاد والميم معهما

(ع ص م ، ع م ص ، م ع ص ، ص م ع ، م ص ع مستعملات

ص ع م مهملة)

عصم :

العِصْمَة : أن يَعْصِمَك الله من الشر ، أي : يدفع عنك.

واعْتَصَمْتُ بالله ، أي : امتنعت به من الشر.

واسْتَعْصَمْتُ ، أي : أبيت.

وأَعْصَمْتُ ، أي : لجأت إلى شيء اعتصمت به. قال: (٣)

قل لذي المَعْصِم الممسك بالأطناب

يا ابن الفجار يا ابن ضريبه

وأَعْصَمْت فلانا : هيأت له ما يَعْتَصِم به.

__________________

(١) ديوان الهذليين. القسم الأول ص ٧ والرواية فيه : إذا ما استكرهت ... يتبضع بالضاد المعجمة.

وفي الجمهرة ١ / ٢٩٦ : يتصع بالصاد المهملة ناسبا ذلك إلي الخليل : إذا قال : «وكان الخليل يتشد بيت أي ذويب ... يتبصع ، وغيره ينشد : يتبضع».

وجاء في التهذيب ٢ / ٥٣ : أن ابن دريد أخذ هذا من كتاب ابن المظفر فمر على التصحيف الذي صحفه. ورواية اللسان (بصع) : استغضبت ... ويتبصع ولكنه أعاد زعم الأزهري المذكور.

(٢) في جميع النسخ : استبصعت ولا معنى له وأخذنا برواية اللسان.

(٣) لم نقف على القائل ولا على القول.

٣١٣

والغريق يَعْتَصِم بما تناله يده ، أي : يلجأ إليه. قال : (١)

 ...........

يظل ملاحه بالخوف مُعتصما

والعَصَمَة : [ال](٢) قلادة ، ويجمع على أَعْصام. والأَعْصَم : الوعل ، وعُصْمَتُه بياضه في الرسغ ، شبه زمعة الشاة .. قال أبو ليلى : هي عُصْمَة في إحدى يديه من فوق الرسغ إلى نصف كراعه ، قال : (٣)

قد يترك الدهر في خلقاء راسية

وهيا وينزل منها الأَعصم الصدعا

وقال : (٤)

مقادير النفوس مؤقتات

تحط العُصْم من رأس اليفاع

ويقال : غراب أَعْصَم إذا كان كذلك وقلما (٥) يوجد في الغربان مثله (٦) والعَصِيم الصدىء من العرق والبول والوسخ اليابس على فخذ الناقة يبقى فيه خثورة (٧) كالطريق ، قال : (٨)

بلبته سرائح (٩) كالعصيم

وعِصَام المحمل : شكاله وقيده الذي يشد في أعلى طرف العارضين ، وكل حبل يُعْصَم به شيء فهو عِصام ، وجمعه : عُصُم.

__________________

(١) ديوان النابغة ص ٢٦ وصدر البيت :

(٢) زيادة اقتضتها سلامة العبارة.

(٣) القائل هو (الأعشى). ديوانه ق ١٣ ب ٣ ص ١٠١ وقد سبق الاستشهاد به في ترجمة (صدع).

(٤) لم نهتد إلى القائل. والبيت في المقاييس (عصم) ٤ / ٣٣٢ بدون عزو.

(٥) ط : وقواما وهو تصحيف ظاهر.

(٦) سقطت هذه الفقرة كلها من (م).

(٧) س. م : خشورة وهو تصحيف.

(٨) البيت في التهذيب ٢ / ٥٨ وفي اللسان (عصم) غير منسوب ، وفي (سرح) نسبه إلى (لبيد) وليس في ديوانه. وورد في المقاييس ٤ / ٣٣٢ غير منسوب ، وصدر هذا البيت في التهذيب واللسان : وأضحى عن مواسمهم قتيلا والرواية في المقاييس : عن مراسهم.

(٩) س : شرائح. م : برائح وكلاهما تصحيف.

٣١٤

والعُصُم : طرائق طرف المزادة ، الواحدة عصام ، وهي عند الكلبة. قال أبو ليلى : العِصام القربة أو الأداوة ، وأنشد : (١)

وقربة أقوام جعلت عِصامها

على كاهل مني ذلول مذلل

قال : لا يكون للدلو عِصام ، إنما يكون له رشاء. وقال عرام كما قال. ويقال : العِصام مستدق طرف الذنب ، وجمعه : أعصمه ، لم يعرفه أبو ليلى ، وعرفه عرام. والمِعْصَم : موضع السوارين من ساعد [ي] المرأة. قال : (٢)

اليوم عندك دلها وحديثها

وغدا لغيرك كفها والمِعْصَم

أي : إذا مات تزوج الآخر.

عمص :

عَمَصْتُ العامِصَ ، وأمصت الأمِصَ ، أي : الخاميز (٣) ، معربة.

معص :

مَعِصَ الرجل مَعَصا فهو مَعِص ممتعص ، وهو شبه الحجل (٤) ، قال أبو ليلى : المَعَص يكون في الرجل من كثرة المشي في مفصل القدم. وهو (٥) تكسير يجده الإنسان في جسده من ركض أو غيره.

__________________

(١) شعر (تأبط شرا). ق ٢٩ ب ١ ص ١٢٨. والبيت في المقاييس ٤ / ٣٣٢ وفي اللسان (عصم) منسوب إلى (تأبط شرا) والرواية فيها كلها : مرحل.

(٢) لم نهتد إلى القائل. والبيت في المقاييس ٤ / ٣٣٣ وفي اللسان (عصم) ١٢ / ٤٠٧ من دون نسبة.

(٣) الخاميز ، كما جاء في اللسان : ضرب من الطعام ، أن يشرح اللحم رقيقا ويؤكل غير مطبوخ ولا مشوي. يفعله السكارى.

(٤) في النسخ الثلاث وفي م : الخجل بالخاء المعجمة وهو تصحيف والصواب الحجل بالحاء المهملة وهو ما أثبتناه. وفي التهذيب عن العين : شبه الخلج وهو تحريف وقد جاز ذلك على ابن منظور فمر على التحريف الذي حرفه الأزهري.

(٥) قبل هذه الكلمة جاءت في النسخ الثلاث عبارة رأيناها من عبث الناسخين وتزيدهم وهي : (وفي نسخة مطهر) فرفعناها.

٣١٥

صمع :

الصَّمَع : مصدر الأَصْمَع (١) صَمِعَت أذنه صَمَعا ، أي : صغرت ، وضاق صماخها. قال : (٢)

حتى إذا صر الصماخ الأصمعا

يعني الحمار إذا رفع أذنيه.

ويقال للظليم : أَصْمَع لرفعه أذنه. والأنثى صَمْعاء.

وامرأة صَمْعَاء الكعبين ، أي : لطف كعبها ، واستوى. وقناة صَمْعاء ، أي : لطيفة العقد (٣) ، مكتنزة الجوف.

ومنه سمي الرمح : أَصْمَع. قال : (٤)

وكائن تركنا من عميم محوإ

شحا فاه محشور الحديدة أصمعا

وبقلة صَمْعاء : مكتنزة مرتوية. قال : (٥)

رعت بارض البهمى جميما وبسرة

وصمعاء حتى آنفتها نصالها (٦)

وكلاب صُمْعُ الكعوب ، أي : صغارها.

والصُّمْعان من الريش ما يراش به السهم من الظهار وهو أجوده وأفضله. وصَوْمَعَة الثريد جثتها وذروتها المصعبنة.

وصَوْمَعَة الراهب : منارته يترهب فيها. وقول أبي ذؤيب (٧) :

__________________

(١) يحتمل أن تكون العبارة (مصدر صمع).

(٢) الراجز هو (رؤبة) ق ٣٣ ص ٦١.

(٣) ط : والعقد.

(٤) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القائل.

(٥) القائل : (ذو الرمة). ديوانه ق ١٤ ب ٣٣ ص ٥١٩ ج ١ وقد سقطت (قال) من ط.

(٦) ص : لصالحها ط ، س ، م : اتصالها. وكل ذلك تصحيف.

(٧) ديوان الهذليين. القسم الأول ص ٨. النحوص : بالفتح : الأتان الوحشية الحائل. أما رواية الديوان فمن نجود ، والنجود الأتان الطويلة.

٣١٦

فرمى فأنفذ من نحوص عائط

سهما فخر وريشه مُتَصَمِّع

أي : لزق بعض ريشه ببعض من الدم ، يعني ريش السهم ، فأراد أنه رقيق. قال عرام: المُتَصَمِّع هاهنا : ريش السهم الذي خرج من هذه الرمية فبله الدم (١)

مصع :

المُصْعُ : حمل العوسج. الواحدة : مُصْعَة ، يكون حلوا أحمر يؤكل منه ، ومنه ضرب أسود أردأ العوسج ، وأكثره شوكا ، وهو حب صغار مثل الحمص ، وربما كان مرا. المَصْع : الضرب بالسيف ، والمُمَاصَعَة : المجالدة بالسيف. قال : (٢)

سلي عني إذا اختلف العوالي

وجردت اللوامع للمِصاع

وقال أبو كبير : (٣)

أزهير أن يشب القذال فإنني

كم هيضل مَصِعٍ لففت بهيضل

يعني بكتيبة. والدابة تَمْصَعُ بذنبها ، أي : تحركه. ومَصَعَ به ، أي : رمى به ، والأم تَمْصَع بولدها : ترمي به إذا ولدته. قال : (٤)

ومجنبات لا يذقن عذوبة

يَمْصَعْنَ بالمهرات والأمهار

وقال : (٥)

يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق

__________________

(١) سقطت هذه الفقرة كلها من (م).

(٢) لم نهتد إلى القائل ولا إلى القول.

(٣) في الأصل (ص) وفي ط : (أبو كثير) ، وهو تصحيف. ديوان الهذليين ـ القسم الثاني ص ٨٩ والرواية فيه : رب.

(٤) لم نهتد إليه.

(٥) (رؤبة) ديوانه ق ٤٠ ص ١٠٨.

٣١٧

أي : يحركن.

ورجل مَصُوع : فرق الفؤاد. ومُصِعَ فؤاده : أي : ضرب.

ومَصَعَ فلان بسلحه على عقيبه إذا سبقه من فرق أو عجلة أمر. قال : (١)

[ف](٢) باست امرىء(٣) واست التي مَصَعْت به

إذا زبنته الحرب لم يترمرم

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل والبيت في التاج ، ونص البيت فيه :

فبأست أمرئ واست التي مصعت به

إذا زينته الحرب لم يترمرم

وهو غير منسوب.

ويبدو لنا أن هذا البيت ملفق من صدر بيت وعجز بيت آخر. وعجز البيت عجز بيت (لأوس بن حجر :)

ومستعجب مما يرى من أناتنا

إو لو زينته الحرب لم يترمرم

وهذا البيت من قصيدة (لأوس بن حجر) رقمها ٤٨ في ديوانه.

(٢) زيادة من التاج لتصحيح الوزن.

(٣) في النسخ كلها : امرىء ، وفي (م) وحدها : أمة وليس صوابا.

٣١٨

باب العين والسين والطاء معهما

ع ط س ـ س ع ط ـ س ط ع ـ ط س ع ـ مستعملات

ط ع س ـ ع س ط مهملان

عطس :

المَعْطَس : الأنف من يَعْطُسُ. والمعطِسُ من يَعْطِس. قال (١) :

يا قوم ما الحيلة في العرندس

المخلف الوعد المطول المفلس

وهو على ذاك كريم المعطِس

أي : كريم الأنف. أخبر أنه حمي الأنف منيع. وهذا رجل كان له عليه دين فجحد (٢) إياه.

يقال : عَطَسَ يَعْطُسُ عُطاسا وعَطِسَ يَعْطَس عَطَسا.

ويقال : كان سبب عطسة آدم عليه‌السلام أن الروح جرى في جسده ، فتنفس فخرج من خياشيمه فصارت عَطْسَة فقال : الحمد لله إلهاما من الله فقال له ربه : يرحمك الله ، فسبقت رحمته غضبه ، فصارت سنة التسميت للعاطِس.

وعَطَسَ الصبح : انفلق ، ولذلك سمي الصبح عُطاسا. قال أبو ليلى : هو قبل أن ينتبه أحد فيعطس ، وذلك بليل. قال امرؤ القيس (٣) :

وقد أغتدي قبل العُطاس بسابح

[أقب كيعفور الفلاة محنب]

وقال عرام السلمي : لأن الإنسان يعطُس قرب الصباح ، والعُطاس للإنسان مثل الكداس للبهائم.

__________________

(١) لم نهتد إلى القائل ولم نقف على القول في المراجع المعتمدة.

(٢) زيادة اقتضتها سلامة التأليف.

(٣) لم نجده في ديوانه وهو في الجمهرة ٣ / ٢٥ منسوب إلى (امرىء القيس) ، والرواية فيه : بهيكل. والصدر وحده في التهذيب ٢ / ٦٤ وفي اللسان والتاج (عطس) بدون عزو ، ولا ريب أن ما جاء في النسخ تلفيق من النساخ.

٣١٩

سعط :

أَسْعَطْتُهُ دواء فاسْتَعَطَه. والسَّعُوط : اسم ذلك الدواء.

وطعنته فأَسْعَطْته الرمح ، أي : جعلته في أنفه.

والمُسْعُط : الذي يجعل فيه الدواء ، على مفعل ، لأنه أداة. والمَسْعَط أصل بنائه ، وقال غيره بالكسر وليس بشيء.

أَسْعَطْتُه سعطة واحدة وإِسْعاطة واحدة ، فهو مُسْعَط وسَعِيط.

سطع :

كل شيء ينتشر فينبسط نحو البرق والغبار والريح الطيبة يقال : سَطَعَ سُطُوعا. قال(١):

مشمولة غلثت بنابت عرفج

كدخان نار ساطعٍ أسنامها

وسَطَعَ الظليم ، أي : رفع رأسه ، ومد عنقه. وظليم أَسْطَع : طويل العنق ، وقياس فعله : سَطِعَ سَطَعا ، والأنثى : سَطْعاء مثل حمراء هذا من النعت.

ومن رفع العنق فقد سَطَعَ يَسْطَع سَطْعاً. وسِطَاع الخباء : خشبة تنصب في وسطه ووسط الرواق ونحوهما. وثلاثة أَسْطِعة وجمعه [لأكثر العدد (٢)] سُطُع. قال (٣) :

أليسوا بالألى قسطوا قديما

على النعمان وابتدروا السِّطاعا

وذلك أنهم دخلوا عليه قبته

والسَّطْع أن تَسْطَعَ شيئا براحتك أو أصابعك ضربا. وتقول : سمعت لوقعه سَطَعا شديدا ، تعني صوت ضربة أو رمية ، وإنما ثقلت سَطَعا ، لأنه حكاية ، وليس بنعت ولا مصدر

__________________

(١) القائل (لبيد) ، والبيت من معلقته. ديوانه ق ٤٨ ب ٣٢ ص ٢٠٦.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

(٣) القائل : (القطامي). ديوانه ق ٢ ص ٣٦. والبيت في التهذيب ٢ / ٦٦ وفي المحكم ١ / ٢٨٩ منسوب إلى (القطامي).

٣٢٠