كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

باب العين والضاد والنون معهما

(ن ع ض يستعمل فقط)

نعض :

النُّعْضُ : اسم شجر (١) معروف عندهم. قال عرام : لا ينبت النعض إلا بالحجارة ، وهي شجرة خضراء تشبه المرخ (٢) ، ليس لها ورق ، ولكنها خيطان. والخيطان : التي لا شوك لها ولا ورق.

باب العين والضاد والفاء معهما

(ض ع ف ، ض ف ع ، ف ض ع مستعملات

ع ض ف ، ع ف ض ، ف ع ض مهملات)

ضعف :

ضَعُفَ يَضْعُفُ ضَعْفا وضُعْفا.

والضُّعْف : خلاف القوة. ويقال : الضَّعْف في العقل والرأي ، والضُّعْف في الجسد. ويقال : هما لغتان جائزتان في كل وجه. ويقال : كلما فتحت بالكلام فتحت بالضَّعْف. تقول : رأيت به (٣) ضَعْفاً.

وإنَّ به ضَعْفاً ، فإذا رفعت أو خفضت فالضم أحسن ، تقول : به ضُعْفٌ شديد. وفعل ذاك من ضُعْفٍ شديد.

__________________

(١) في الأصل (ص) : شجرة ، وما أثبتناه فمن ط وس.

(٢) في اللسان (مرخ) قال أبو حنيفة : المرخ من العضاة وهو ينفرش ويطول في السماء حتى يستظل فيه ، وليس له ورق ولا شوك وعيدانه سلبة قضبان دقاق.

(٣) سقطت (به) من ط.

٢٨١

رجل ضَعِيف ، وقوم ضُعَفاء ونسوة ضعيفات ، وضَعَائف. أنشد عرام : (١)

أيا نفس قد فرطت وهي قريبة

وأبليت ما تبلي النفوس الضعائف

ويجمع الرجال أيضا على ضَعْفَى ، كما يقال حمقى.

ويقال : رجال ضِعاف ، كما يقال خفاف.

وتقول أَضْعَفْته إضعافا ، أي : صيرته ضَعِيفا. واسْتَضْعَفْته : وجدته ضعيفا فركبته بسوء.

وفي معنى آخر (٢) : أَضْعَفْت الشيء إِضعافا ، وضاعَفته مضاعَفَة ، وضَعَّفْته تضعيفا ، وهو إذا زاد على أصله فجعله مثلين أو أكثر.

وضَعَفْتُ القوم أَضْعُفُهُمْ ضَعْفا إذا كثرتهم ، فصار لك ولأصحابك الضِّعْف عليهم.

ضفع ـ فضع : (٣)

ضَفَعَ الإنسان يَضْفَعُ ضَفْعا ، إذا جعس.

وفضع ... لغتان ، مثل جذب وجبذ مقلوبا.

__________________

(١) لم يقع لنا القائل ولا القول.

(٢) في س ، وعنها في م : ويقال في معنى آخر.

(٣) جاء في الهامش ال (٤) من ص : ورد هذان العنوانان مقترنين في جميع النسخ وقد أفردهما الأزهري وابن سيده. وهو سهو فقد جمعهما الأزهري كما جمعا في العين. انظر التهذيب ص ٤٨٣ ، ولم يفعل ابن سيده شيئا ذا بال في فصلهما فقد قال في ترجمة الثانية : فضع فضعا كضفع. انظر المحكم ١ / ٢٥٥.

٢٨٢

باب العين والضاد والباء معهما

(ع ض ب ، ب ع ض ، ض ب ع ، ب ض ع مستعملات

ع ب ض ، ض ع ب مهملان)

عضب :

العَضْبُ : السيف القاطع. عَضَبَه يَعْضِبُهُ عَضْبا ، أي قطعه.

وشاة عَضْبَاء : مكسورة القرن. وقد عَضِبَتْ عَضَبا ، وأَعْضَبْتها إعضابا ، وعَضَبْتُ قرنها فانعضب ، أي : انكسر.

ويقال العَضَب يكون في أحد القرنين.

وناقة عَضْباء ، أي : مشقوقة الأذن. ويقال : هي التي في أحد أذنيها شق وسميت ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العَضْباء.

بعض :

بَعْضُ كل شيء : طائفة منه. وبَعَّضْتُه تبعيضا ، إذا فرقته (١) أجزاء.

وبعض مذكر في الوجوه كلها ، كقولك : هذه الدار متصل بعضُها ببعض.

وبعض العرب يصل ب (بعض) كما يصل ب (ما) ، كقول الله عزوجل : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ)(٢).

وكذلك ببعض في هذه الآية : (وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ) بَعْضُ (الَّذِي يَعِدُكُمْ)(٣).

والبَعُوض : جمع البَعُوضة ، وهي المؤذية العاضة في الصيف.

ضبع :

ضَبِعَت الناقة ضَبْعا وضَبَعَة فهي ضَبِعَة ، وأَضْبَعَتْ فهي مُضْبِعَة إذا أرادت الفحل

__________________

(١) هذا في جميع النسخ. في (م) : مزقته بميم وزاي. ولا ندري من أين.

(٢) سورة آل عمران ١٥٩.

(٣) سورة غافر ٢٨.

٢٨٣

وفي معنى آخر : ضَبَعَت تَضْبَع ضَبْعاً ، وضَبَّعْت تَضْبِيعا ، وهو شدة سيرها. وضَبَعانها اهتزازها ، واشتقاقها من أنها تمد ضَبْعَيْها في السير والضَّبْع وسط العضد بلحمه ، قال العجاج : (١)

وبلدة تمطو العناق الضُّبَّعا

قال عرام : الضَّبْعَة : اللحم [الذي](٢) تحت العضد مما يلي الإبط. والمَضْبَعَة اللحم الذي تحت الإبط من قدم.

قال موسى (٣) : فرس ضابِع إذا كان يتبع أحد شقيه ، فيثني عنقه ، وهو أن يركض فيقدم إحدى رجليه. ويجمع : ضَوابِع.

والرجل يَضْطَبِع بالثوب أو بالشيء إذا تأبطه.

ضُباعَة اسم امرأة. ضُبَيْعَة : قبيلة ، والنسبة إليها : ضَبَعِيّ (٤)

والضِّبْعَان : الذكر من الضِّبَاع ، ويجمع على ضِبْعانات ، لم يرد بالتاء التأنيث ، إنما هو مثل قولك : فلان من رجالات الدنيا.

قال الخليل : كلما اضطروا إلى جماعة فصعب عليهم واستقبح ذهبوا به إلى هذه الجماعة ، تقول : حمام وحمامات ، كما يقولون : فلان من رجالات الدنيا.

__________________

(١) ليس الرجز في ديوانه. ونسب في التاج (ضبع) إلى (رؤبة). والضبع جمع ضابع.

(٢) في (ص) وهي الأصل : التي ، وكذا في ط. في س : اللحمة التي. ويبدو أن الصواب ما أثبتناه.

(٣) في س وحدها : أبو موسى وقفتها (م). ولم يقع لنا أبو موسى هذا.

(٤) سقطت هذه الفقرة كلها من س ثم م.

٢٨٤

قال : (١)

وبهلولا وشيعته تركنا

لضِبْعَانَات معقلة منابا

قال زائدة : هو مني مناب ، أي هو مني على بعد ليس كل البعد. والضِّبَاع : جمع للذكر والأنثى ، ولغة للعرب : ضَبْع جزم. والضَّبْع : السنة المجدبة. قال : (٢)

أبا خراشة إما كنت ذا نفر

فإن قومي لم (٣) تأكلهم الضَّبُعُ

بضع :

بَضَعٌتُ اللحم أَبْضَعُهُ بَضْعا ، وبَضَّعْته تَبْضِيعا ، أي : جعلته قطعا. والبَضْعة : القطعة ، وهي الهبرة.

وفلان شديد البَضْع والبَضْعَة ، أي : حسنها إذا كان ذا جسم وسمن. قال : (٤)

خاظي البضيع لحمه كالمرمر

وبَضَعْتُ من صاحبي بُضُوعا إذا أمرته بشيء فلم يفعله فدخلك منه شيء (٥) وبَضَعْتُ من الماء بضوعا ، أي : رويت.

والبُضْع اسم باضعتها ، أي : باشرتها. وبضعتها بَضْعا ، وبُضْعا ، وهو (٦) الجماع

__________________

(١) لم يقع لنا. والبيت في اللسان والتاج (ضبع) غير منسوب.

(٢) القائل هو (العباس بن مرداس). والبيت من أبيات الكتاب ، والرواية في الكتاب ١ / ١٤٨ ،

أبا خراشة أما أنت ذا نفز ...

وهي رواية الصحاح واللسان والتاج (ضبع) أيضا.

أما رواية ابن دريد في الجمهرة فمطابقة لما جاء في العين. وقوله : (أما كنت ذا نفر أي : إن كنت ذا نفر ، و (ما) لغو.

(٣) في ط : (لا) مكان (لم) ، والصواب : ما في ص وس وهو ما أثبتناه.

(٤) لم يقع لنا القائل ولا القول. غير أن الجمهرة أوردت رجزا يشبه هذا ونسبته إلى (الأغلب العجلي) وهو قوله: «خاظي البضيع لحمه خطا بظا»

الحاظي : المكتتر ، والبضيع : اللحم أو الحبر.

وقال في التهذيب ١ / ٤٨٧ وأنشد] آ اللث [: خاظي البضيع لحمه خطا بظا.

(٥) هذا من (س) وقد سقط من ص وط.

(٦) من (س). في ص وط. وهي.

٢٨٥

والبِضَاعَة : ما أَبْضَعْت للبيع كائنا ما كان. ومنه الإِبضاعُ والابتضاع.

والباضِعَة : شجة تقطع اللحم.

والباضعة : قطعة من الغنم انقطعت عن (١) الغنم.

يقال : فرق بواضع. والبَضِيع : البحر. قال (٢) :

ساد تجرم في البَضِيع ثمانيا

يلوى (بفيفاء) (٣) البحور ويجنب

ويروى ... بعيقات البحور.

قال الهذلي يصف حمار الوحش (٤) :

فظل يراعي الشمس حتى كأنها

فويق البَضِيع في الشعاع جميل (٥)

الجميل هاهنا : الشحم المذاب ، شبه شعاع الشمس في البحر بدسم الشحم المذاب.

والبِضْع من العدد ما بين الثلاثة إلى العشرة ، ويقال : هو سبعة. قال عرام : ما زاد على عقد فهو بِضع ، تقول : بِضعة (٦) عشر وبِضع وعشرون وثلاثون (٧) ونحوه.

__________________

(١) في س وحدها : من.

(٢) القائل هو (ساعدة بن جؤية). ديوان الهذليين ١ / ١٧٢ والرواية فيه : بعيقات .. يلوي بواو مكسورة. والبيت في التهذيب ١ / ٤٨٧ برواية الديوان. وفي المحكم ١ / ٢٥٩ والرواية فيه يلوى بفتح الواو كما في النسخ الثلاث. في ص وط : بفيفا وهو تصحيف وما أثبتناه فمن (س). ساد : مقلوب من الإسآد وهو سير الليل. والعيقات : ساحات البحر. ويجنب : تصيبه الجنوب.

(٣) هذا في ص وط أما في (س) و (بقيعاء) وكلها فيما يبدو مصحف ، ولم نهتد إلى الصواب.

(٤) القائل : (أبو خراش الهذلي). ديوان الهذليين ٢ / ١١٩. والرواية فيه : فلما رأين ... خميل بالخاء وجاء في شرح البيت : صارت الشمس حين دنت للغروب كأنها قطيفة لها خمل لشعاعها.

(٥) في (ص) و (ط) : جميل بالجيم ، وفي (س) : خميل ، وعنها في (م) وهو تصحيف. فقد جاء في تفسير الكلمة : الجميل هاهنا : الشحم المذاب ، (والشحم المذاب) هو تفسير ل (جميل) بالجيم ، لا ل (خميل) بالخاء. والبيت في اللسان (خمل). والرواية فيه :

وظللت تراعي الشمس ..... خميل.

(٦) هذا في جميع النسخ ، وفي (م) بضعة وعشرون ولا ندري من أين.

(٧) في (س) وحدها : وبضع وثلاثون. وعنه في (م).

٢٨٦

وأَبْضَعْتُه بالكلام إِبضاعا ، وهو أن تبين له ما تنازعه حتى تشتفي منه كائنا ما كان. وبَضَعْتُهُ فانبضع ، أي قطعته فانقطع. وبُضِعَ الشيء ، أي : فهم.

باب العين والضاد والميم معهما

(ع ض م ، م ع ض يستعملان فقط)

عَضْم :

العضم : معجس (١) القوس والجميع العِضَام ، وهو ما وقعت عليه أصابع الرامي. قال(٢) :

رب عضم رأيت في جوف ضهر

الضهر : موضع في الجبل.

والعِضام : عسيب البعير وهو عظم الذنب لا الهلب ، و [أدنى](٣) العدد : أَعْضِمَة ، والجميع : العُضُم.

العَضْمُ : خشبة ذات أصابع يذرى بها الحنطة فينقى من التبن.

وعَضْمُ الفدان : لوحه العريض الذي في رأسه الحديدة التي تشق بها الأرض ، لم يعرفه أبو ليلى.

معض :

مَعِضَ الرجل من شيء يسمعه ، وامتعض منه إذا شق عليه وأوجعه فامتعض منه ، أي : توجع منه. وفي الحديث : فأشفق (٤) عليه امتعاضه. أي : موجدته.

__________________

(١) المعجس : المقبض.

(٢) لم نهتد إلى القائل. والشطر في التهذيب ١ / ٤٩١ وفي اللسان (عضم) وهو غير منسوب.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

(٤) في (ط) : فاشتق ، وهو تصحيف.

٢٨٧

والمجاوز (١) أمعضته إمعاضا ، ومَعَّضته تمعيضا إذا أزلت به ذلك. قال رؤبة (٢) :

فهي ترى ذا حاجة مؤتضا

ذا مَعَضٍ لو لا يرد المَعْضا

باب العين والصاد والدال معهما

(ع ص د ، ص ع د ، د ع ص ، ص د ع مستعملات

ع د ص ، د ص ع مهملان)

عصد :

قلت لأبي الدقيش : ما العَصْدُ؟ قال : تقليبك العصيدة في الطنجير بالمِعصدة. تقول: عَصَدَ يَعْصِدُ عَصْدا.

قلت : هل تعرفه العرب العاربة ببواديها؟ قال : نعم! أما سمعت قول غيلان (٣) :

على الرحل مما منه السير (٤) عاصد

أي : يذبذب رأسه ويضطرب شبه الناعس الذي يعصد لخفة رأسه. وقال بعضهم : العاصد في هذا البيت هو الميت وهو خطأ.

والعِصْواد : جلبة في بلية. تقول : عصدتهم العصاويد ، وهم في عصواد من أمرهم ، وفي عصواد بينهم ، يعني البلايا والخصومات.

وجاءت الإبل عَصاوِيد : يركب بعضها بعضا. قال زائدة : (أقول) (٥) جاءت

__________________

(١) في س وعنه في م : المحاور بالمهملتين ، وهو تصحيف. وقوله : المجاوز بالمعجمتين : الفعل المجاوز ، أي : المتعدي.

(٢) ديوانه ٧٩ والشطر الثاني في التهذيب ١ / ٤٩١ وفي اللسان (معض). وفي (م) : موئضا. وهو تصحيف.

(٣) ديوان ذي الرمة ق ٣٥ ب ٣٧ ص ١١١٢ ج ٢ وصدر البيت : «ترى الناشي ، الغريد يضحى كأنه».

وفي س وعنه في م : مشه وهو تصحيف

وفي س وعنه في م : مشه وهو تصحيف.

(٤) سقطت من الأصل (ص) ، وأثبتناها من (ط) و (س).

(٥) سقطت من ط وس.

٢٨٨

الإبل عصاويد ، أي : متفرقة وكذلك عصاويد الظلام لتراكبه.

وعَصَدَ البعير إذا مات (١)

قال غيلان :

 ...........

على الرحل مما منه السير عاصد

ويقال لخفة رأسه.

صعد :

صَعِدَ صُعُودا ، أي : ارتقى مكانا مشرفا.

وأَصْعَدَ إِصعادا ، أي : صار مستقبل حدور نهر أو واد ، أو أرض أرفع من الأخرى. قال الشماخ : (٢)

لا يدركنك إفراعي وتصعيدي

الإفراع هاهنا : الانحدار. والصَّعُود : طريق منخفض من أسفله إلى أعلاه.

والهبوط من أعلاه إلى أسفله. والجميع : أصعدة وأهبطة.

والصَّعُود أيضا بمنزلة الكؤود من عقبة ، وارتكاب مشقة في أمر. والعرب تؤنثه ، وقول العرب : لأرهقنك صَعودا ، أي : لأجشمنك مشقة من الأمر. واشتق ذلك ، لأن الارتكاب في صَعود أشق من الارتكاب في هبوط.

وقول الله عزوجل : (سَأُرْهِقُهُ) صَعُوداً (٣) أي : مشقة من العذاب ، ويقال : بل هو جبل من جمرة واحدة يكلف الكفرة ارتقاءه ، فكلما وضع رجله ليرتقي ذاب إلى أصله وركه. ثم تعود صحيحة مكانها ، ويضربون بالمقامع.

__________________

(١) في س وم بعد كلمة (مات) : وبه وبخفة الرأس فسر قول غيلان.

(٢) ديوانه. ق ٤ ب ١٠ ص ١١٥ ، والرواية فيه : تفريعي. وصدر البيت :

فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطى

(٣) سورة المدثر ١٧.

٢٨٩

والصَّعُود : الناقة يموت ولدها ، فترجع (١) إلى فصيلها الأول فتدر عليه ، يقال : هو أطيب للبنها .. وجمعها : صُعُد. قال خالد بن جعفر (٢) :

أمرت بها الرعاء ليكرموها

لها لبن الخلية والصَّعود

يعني مهره. أمر (٣) أن يسقى اللبن. والصَّعِيد : وجه الأرض قل أو كثر. تقول : عليك بالصَّعيد ، أي : اجلس على الأرض وتيمم الصَّعيد ، أي : خذ من غباره بكفيك للصلاة. قال الله : عزوجل (فَتَيَمَّمُوا) صَعِيداً (طَيِّباً)(٤). قال ذو الرمة (٥) :

قد استحلوا قسمة السجود

والمسح بالأيدي من الصَّعِيد

والصَّعْدَة القناة المستوية تنبت كذلك ، ومن القصب أيضا ، وجمعه : صِعاد. قال :

 ...........

خرير الريح في القصب الصّعاد

والصَّعْدَة من النساء : المستقيمة التامة ، كأنها صَعْدَةٌ ، فإذا جمعت للمرأة (٦) قلت : ثلاث صَعْدات ، جزم (٧) ، لأنه نعت ، وجمع القناة : صَعَدات مثقلة. لأنه اسم. والصُّعَدَاء : تنفس بتوجع. قال (٨) :

__________________

(١) ص ، ط ، س ، م أيضا : فترفع. والظاهر أنه تصحيف ، وصوابه من التهذيب ٢ / ٩ ومن اللسان (صعد).

(٢) ص ، ط ، س : خالد بن جعفر وفي م : خلف بن جعفر ولا ندري من أين. وعجز البيت في التهذيب ٢ / ٩ وتمام البيت في اللسان (صعد) والرواية فيه : أمرت لها ...

(٣) هذا من س. وفي ص وط : يعني مهره أن يسقي اللبن.

(٤) سورة النساء ٤٣ والمائدة ٨.

(٥) ديوانه (دمشق) ق ١١ ب ٤٠ ، ٤١ ص ٣٣٩ / ٣٤٠ ج ١. والرواية فيه :

والرواية فيه : حتى استحلوا

(٦) س : للنساء.

(٧) أي : بسكون العين ، لأنها صفة ، وفعلة صفة تجمع على فعلات بسكون العين ، واسما على فعلات بفتح العين.

(٨) لم يقع لنا القائل والقول.

٢٩٠

وما اقترأت كتابا منك يبلغني

إلا تنفست من وجد بكم صُعَدا (١)

ويقال للحديقة إذا خربت ، وذهب شجرها : صارت صَعِيدا ، أي : أرضا مستوية.

وقال زائدة : الصَّعْدة : الأتان ، والجمع صِعاد وصَعَدات. وتقول : افعل كذا وكذا فصاعدا ، أي : فما فوق ذلك.

دعص :

الدِّعْص : قوز من الرمل مثل التلال. الواحدة : دِعْصَة. ويقال دِعْصَة ، ودِعْص فمن أنثه يريد به رملة ، ومن ذكرره يريد به الكثيب.

والمُنْدَعِص : الشيء الميت إذا انفسخ (٢) ، وشبه بالدِّعْص لورمه أو ضعفه. قال(٣):

كدعص النقا يمشي الوليدان فوقه

 ...........

صدع :

الصَّدَع : الفتي من الأوعال. والرجل الشاب المستقيم القناة. قال (٤)

قد يترك الدهر في خلقاء راسية

وهيا وينزل منها الأعصم الصَّدَعا

والصَّدْع : شق في شيء له صلابة. وصَدَعْت الفلاة قطعت وسط جوزها. والنهر تَصْدَع في وسطه فتشقه شقا.

والرجل يَصْدَع بالحق : يتكلم به جهارا ، قال أبو ذؤيب (٥) :

فكأنهن ربابة وكأنه

يسر يفيض على القداح ويَصْدَعُ

__________________

(١) قصر للضرورة.

(٢) س : تفسخ. انفسخ وتفسخ واحد.

(٣) لم يقع لنا القائل والقول.

(٤) القائل هو الأعشى ديوانه ق ١٣ ب ٣ ص ١٠١ وقد وهم في م إذ نسبه إلى (ذي الرمة). والبيت في التاج (صدع).

(٥) ديوان الهذليين. القسم الأول ص ٦. الربابة بكسر الراء : خرقة تغطى بها القداح. واليسر محركة : الذي يضرب بالقداح.

٢٩١

أي : يبين سهم كل إنسان يخرج له معلنا.

والصَّدْع : نبات الأرض لأنه يصدع الأرض ، والأرض تتصدَّع عنه (١) والصَّدِيع : انصداع الصبح. قال (٢) :

ترى السرحان مفترشا يديه

كأن بياض لبته صديع

ويقال : بل الصَّدِيع رقعة جديدة في ثوب خلق.

والصُّداع : وجع الرأس. صُدِّعَ الرجل تَصديعا ، ويجوز صُدِعَ فهو مَصدوع في الشعر. صَدَّعْتُهم فَتَصَدَّعوا أي : فرقتهم فتفرقوا.

وإذا تغيب الرجل فارا في الأرض يقال : تَصدعُ به الأرض. اشتقاقه من الصَّدْع ، وهو الشق والفعل اللازم : انصدع انصداعا.

والصَّدِيع : جبل.

باب العين والصاد والتاء معهما

(ص ت ع يستعمل فقط)

صتع :

العرب تقول : جاء فلان يَتَصَتَّع إلينا ، أي : يذهب بلا زاد ، ولا نفقة ، ولا حق واجب.

وقال أبو ليلى : بل هو التردد ، أي : يذهب مرة ، ويعود أخرى.

باب العين والصاد والراء معهما

(ع ص ر ، ع ر ص ، ص ع ر ، ر ع ص ، ص ر ع ، ر ص ع)

عصر :

العَصْر : الدهر ، فإذا احتاجوا إلى تثقيله قالوا : عُصُر ، وإذا سكنوا الصاد لم يقولوا

__________________

(١) الفقرة كلها سقطت من (م).

(٢) القائل هو (معديكرب الزبيدي). ديوانه ق ٥٢ ب ٣٠ ص ١٤٢. والرواية فيه : به السرحان ....

٢٩٢

إلا بالفتح ، كما قال (١)

 ...........

وهل ينعمن من كان في العُصُر الخالي

والعَصْران : الليل والنهار. قال حميد بن ثور (٢) :

ولا يلبث العَصْرانِ يوما وليلة

إذا اختلفا أن يدركا ما تيمما

والعَصْر : العشي. قال (٣) :

يروح بنا عمرو وقد عَصَرَ العَصْرُ

وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر

به سميت صلاة العصر ، لأنها تعصر. والعصران : الغداة والعشي. قال (٤) :

المطعم الناس اختلاف العَصْرَيْنِ

جفان شيزى كجوابي الغربين

يعني للحدس التي يصيب فيها الغربان. والعُصارة ما تحلب من شيء تَعْصِره. قال العجاج (٥) :

عصارة الجزء الذي تحلبا

يعني بقية الرطب في أجواف حمر الوحش التي تجزأ بها عن الماء. وهو العَصِير أيضا. قال (٦) :

__________________

(١) القائل : (امرؤ القيس). ديوانه ق ٢ ب ١ ص ٢٧ والرواية فيه : وهل يعمن. وصدره ...

ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ...

(٢) ديوانه ق أب ٥ ص ٨ والرواية فيه : إذا طلبا ...

(٣) لم يقع لنا القائل. وصدر البيت في التهذيب ٢ / ١٤ والبيت كاملا في المحكم ١ / ٢٦٥ ، وفي اللسان والتاج (عصر). والرواية في الأربعة : «تروح بنا يا عمرو قد قصر العصره».

(٤) لم يقع لنا الراجز ولا الرجز.

(٥) ليس في ديوانه وهو في التهذيب ٢ / ١٥ وفي اللسان (عصر) بلا عزو. والرواية في اللسان : عصارة الخبز مكان الجزء.

(٦) لم يقع لنا الراجز. والرجز في التهذيب ٢ / ١٥ وفي اللسان (عصر) بلا عزو.

٢٩٣

وصار باقي (١) الجزء من عصيره

إلى سرار الأرض أو قعوره

يعني العَصِير ما بقي من الرطب في بطون الأرض ، ويبس ما سواه. وكل شيء عُصِر ماؤه فهو عصير ، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر. والاعتِصار أن تخرج من إنسان مالا بغرم أو بوجه من الوجوه. قال (٢) :

فمن واستبقي ولم يعتصرْ

من فرعه مالا ولا المكسر

مكسره لشيء أصله ، يقول : من على أسيره فلم يأخذ منه مالا من فرعه ، أي : من حيث تفرع في قومه ، ولا من مكسره ، أي : أصله ، ألا ترى أنك تقول للعود إذا كسرته : إنه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشعر فوصف به أصله وفرعه.

والاعْتِصار أن يغص الإنسان بطعام فيعتصر بالماء ، وهو شربه إياه قليلا قليلا ، قال الشاعر (٣)

لو بغير الماء حلقي شرق

كنت كالغصان بالماء اعتصاري

أي : لو شرقت بغير الماء ، فإذا شرقت بالماء فبما ذا أعتصر؟

والجارية إذا حرمت عليها الصلاة ، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر ، بلغت عصر شبابها. واختلفوا فقالوا : بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها. قال (٤)

 ...........

وفنقها المراضع والعصور

__________________

(١) في ط وس وعن س (فيما يبدو) في (م) : وضاربا في وهو تصحيف والصواب ما في الأصل (ص) وهو ما أثبتناه ، ورواية التهذيب تطابقه. وفي اللسان : وصار ما في .....

(٢) لم يقع لنا القائل ، والبيت في اللسان وفي التاج (كسر) وهو منسوب فيهما إلى الشويعر ، والرواية في التاج : ولم يعصر.

(٣) القائل هو (عدي بن زيد). ديوانه ق ١٧ ب ٥ ص ٩٣. والبيت في التهذيب ٢ / ١٥ وفي المحكم ١ / ٢٦٧.

(٤) لم نقف على القائل. والشطر في اللسان ، وفي التاج (عصر) ولم ينسب فيهما. وفنق ، أي : نعم. وهذه الكلمة في ط : وقفتها ، وفي س : ووقفتها. وفي م : وقضتها وهذا كله تصحيف.

٢٩٤

ويجمع مَعاصِير. قال أبو ليلى : إذا بلغت قرب حيضها ، وأنشد (١) :

جارية بسفوان دارها

تمشي الهوينا مائلا خمارها

ينحل من غلمتها إزارها

قد اعْصَرَتْ ، أو قد دنا إعصارها

والمُعْصِرات : سحابات تمطر. قال الله عزوجل : (وَأَنْزَلْنا مِنَ) الْمُعْصِراتِ (ماءً ثَجَّاجاً)(٢).

وأعصرَ القوم : أُمْطِروا. قال الله عزوجل : وَفِيهِ يُعْصَرُونَ (٣). ويقرأ يَعْصِرُونَ ، من عصير العنب. قال أبو سعيد : يَعْصِرُونَ : يستغلون أرضيهم (٤) ، لأن الله يغنيهم (٥) فتجيء عصارة أرضيهم ، أي : غلتها ، لأنك إذا زرعت اعتصرتَ من زرعك ما رزقك الله. والإِعْصار : الريح التي تثير السحاب.

أعصرت الرياح فهي مُعْصِرات ، أي : مثيرات (٦) للسحاب. والإِعْصار : الغبار الذي يستدير ويسطع. وغبار العجاجة إعصار أيضا. قال الله عزوجل : (فَأَصابَها) إِعْصارٌ (فِيهِ نارٌ)(٧) يعني العجاجة.

والعَصَرُ : الملجأ ، والعُصْرَة أيضا ، والمُتَعَصَّر والمُعْتَصَر ، وهذا خلاف ما زعم في

__________________

(١) الرجز في الجمهرة ٢ / ٣٥٤ منسوب إلى (منظور بن مرشد الأسدي) ، وقد سقط منه الثالث : ينحل .. والأخير في التهذيب ٢ / ١٧ ولم ينسب. وفي الصحاح (عصر) غير منسوب ، والرواية فيه : ساقطا خمارها وقد صحف اللسان فنسبه إلى (منصور بن مرشد الأسدي). ونسبه في التكملة (عصر) إلى (منظور بن حبة) حاكيا ذلك عن ابن دريد. وحبة هي أم (منظور).

(٢) سورة النبإ ١٤.

(٣) سورة يوسف ٤٩.

(٤) في م أراضيهم في الموضعين.

(٥) في ط : يغيبهم ، وهو تصحيف.

(٦) هذا من س. في ص : مثير ، وفي ط : مثير عصر.

(٧) سورة البقرة ٢٦٦.

٢٩٥

تفسير هذا البيت ، في قوله (١) :

وعصف جار هد جار المعتَصَر

قالوا : أراد به كريم البلل والندى ، وهو كناية عن الفعل ، أي : عمل جار وهد جار [المعتصر (٢)] فهذا معنى كرم ، أي : أكرم به من مُعْتَصَر ، أي : أنك تعصر خيره تنظر ما عنده ، كما يُعْصَر الشراب. وقال عبد الله : هذا البيت عندي :

وعص جار هد جارا فاعتصر

أي : لجأ. وقال أبو دواد في وصف الفرس (٣) :

مسح (٤) لا يواري العير

منه عَصَرُ اللهب (٥)

قال أبو ليلى : اللهب : الجبل ، والعصر : الملجأ ، يقول : هذا العير إن اعتصر بالجبل لم ينج من هذا الفرس. وقال بعضهم : يعني بالعَصَر جمع الإعصار ، أي : الغبار (٦) : والعُصْرَة : الدنية (٧) في قولك : هؤلاء موالينا عُصْرَة ، أي : دنية ، دون من سواهم.

والمَعْصِرَة : موضع يُعْصَر فيه العنب.

__________________

(١) القائل هو (العجاج). ديوانه ق ٢ ب ١٦ ص ٦٣ (بيروت). وجاء في الشرح : هو عصفي أي : هو كسبي و (هد جار المعتصر) أي : نعم جار المعتصر. يقال ، كما في اللسان ، إنه لهد الرجل ، أي : لنعم الرجل. ابن سيده : هد الرجل ، كما تقول : نعم الرجل.

(٢) زيادة اقتضتها سلامة العبارة.

(٣) شعره (غر نباوم لينا ١٩٤٨) ص ٢٥١. الأزمنة والأمكنة للمرزوقي حيدرآباد) ج ٢ ص ٣٣٣.

(٤) هذا في الأصل (ص) وفي ط أيضا وهو الصواب ، يقال : فرس مسح ، أي : جواد سريع كأنه يصب الجري صبا. في س وعنه في م : مشيح وهو تصحيف ظاهر.

(٥) اللهب هنا بكسر اللام وسكون الهاء ، وقد جاءت محركة في (م) وليس بصواب.

(٦) من س. في ص وط : غبار.

(٧) في (م) : الدنية بياء مشدد في الموضعين وهو تصحيف قبيح ، لأن (الدنية) هنا هي من قولهم : هو ابن عمي دنيا إذا كان ابن عمه لحا ، وهي بدال مكسورة ونون ساكنة وياء مخففة.

٢٩٦

والمِعْصار : الذي يجعل فيه شيء يُعْصَر حتى يتحلب ماؤه.

وعَصَرْتُ الكرم ، وعصرت العنب إذا وليته بنفسك ، واعتصرت إذا عُصِرَ لك خاصة.

والعَصْر العطية ، عَصَرَهُ عَصْراً. قال طرفة (١) :

لو كان في إملاكنا واحد (٢)

يعصرنا مثل الذي تَعْصِر

والعرب تقول : إنه لكريم العُصارة. وكريم المعتَصَر ، أي : كريم عند المسألة. وكل شيء منعته فقد اعْتَصَرْتَهُ. ومنه الحديث : يعتصر الوالد على ولده في ماله (٣). أي : يحبسه عنه ، ويمنعه إياه.

وعَصَرْت الشيء حتى تحلب. قال مرار بن منقد :

وهي لو تعصر من أردانها

عبق المسك لكادت تنعصر

وبعير مَعْصُور قد عصره السفر عصرا.

عرص :

العَرْص : خشبة توضع على البيت عرضا إذا أراد تسقيفه ثم يوضع عليه أطراف الخشب الصغار. وعَرِّصْتُ السقف تَعْرِيصا.

والعَرّاص من السحاب ما أطل من فوق ، فقرب حتى صار كالسقف ، ولا يكون إلا (ذا) (٤) رعد وبرق. قال ذو الرمة (٥)

يرقد في ظل عراص ويطرده

حفيف نافجة عثنونها حصب

__________________

(١) ديوانه ص ١٥٤ والرواية فيه : في أملا كنا ملك ... يعصر فينا كالذي

والبيت في التهذيب ٢ / ١٨ وفيه (أحد) مكان (واحد) وليس بصواب. وفي المحكم ١ / ٢٦٦.

(٢) في ص وط أحد وليس صوابا.

(٣) حديث عمر بن الخطاب كما في اللسان والرواية في اللسان : أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه ، وليس للولد أن يعتصر من والده. ورواية المحكم ١ / ٢٦٦ مطابقة لما جاء في العين.

(٤) في النسخ كلها : إلا ذو رعد ، والصواب ما أثبتناه.

(٥) ديوانه. ق ١ ب ١١٥ ص ١٢٦ ج ١. يرقد الظليم وزان يحمر : يعدو ويسر. والنافجة بالجيم الريح الشديدة ، وفي جميع النسخ : النافحة بالحاء وهو تصحيف.

٢٩٧

والمَعَرَّص من اللحم ما ينضج على أي لون كان في قدر أو غيره. يقال (١) المعرَّص الذي تعرصه على الجمر فيختلط بالرماد فلا يجود نضجه. والمملول (٢) : المغيب في الجمر ، المفأد (٣) : المشوي فوق الجمر ، والمحنود : المشوي بالحجارة المحماة (٤) خاصة.

وعَرْصَةُ الدار : وسطها ، والجميع العَرَصات والعِراص.

صعر :

الصَّعَر : ميل في العنق ، وانقلاب في الوجه إلى أحد الشقين. والتَّصْعِير إمالة الخد عن النظر إلى الناس تهاونا من كبر وعظمة ، كأنه معرض ، قال الله عزوجل : (وَلا) تُصَعِّرْ (خَدَّكَ لِلنَّاسِ)(٥) وربما كان الإنسان والظليم أَصْعَر خلقة.

وفي الحديث : يأتي على الناس زمان ليس فيهم إلا أَصْعَرُ أو أبتر (٦). يعني رذالة الناس الذين لا دين لهم. قال سليمان (٧) :

قد باشر الخد منه الأصعر العفر

والصُّعْرُورة : دحروجة الجعل ، يصعْرِرُها بالأيدي ، قال زائدة : الصُّعْرور أيضا جنس من الصمغ يخرج من الطلح.

وقال زائدة : أقول : دحروجة وصُعْرورة وحدروجة ، وكتلة ودهدهة كله واحد. قال(٨) :

يبعرن مثل الفلفل المصعرر (٩)

__________________

(١) من س. في ص وط : قال.

(٢) في ط : العملول. وفي س : المغلول وكلاهما تصحيف.

(٣) في م : المضأد بالضاد وهو تصحيف.

(٤) في ط : المحاة.

(٥) سورة لقمان ١٨.

(٦) الحديث في التهذيب ٢ / ٢٧ وفي اللسان (صعر).

(٧) لعله (سليمان بن يزيد العدوي) ، ولكننا لم نقف على الشطر فيما بين أيدينا من مراجع.

(٨) لم نهتد إلى القائل. والرجز في الجمهرة ٢ / ٣٥٣ وفي التهذيب ٢ / ٢٧ وفي اللسان والتاج (صعر) بلا عزو. وروايته في الصحاح (صعر) : سود كحب الفلفل المصحرره.

(٩) الرواية في جميع النسخ : المصعور وهو تصحيف.

٢٩٨

وضربته فاصْعَنْرَرَ إذا استدار من الوجع مكانه ، وتقبض ، ولكنهم يدغمون النون في الراء فيصير (١) : اصعرّر وكل حمل شجر يكون أمثال الفلفل أو أكبر نحو ثمر الأبهل وشبه مما فيه صلابة يسمى الصَّعارِير.

رعص :

الرَّعْص بمنزلة النفض (٢). ارتعصت الشجرة ، ورَعَصَتْها الريح ، وأَرْعَصَتْها ، لغتان.

والثور يحتمل الكلب بطعنة فيرعَصُه رَعْصا إذا هزه ونفضه.

صرع :

صَرَعَه صرعا ، أي : طرحه بالأرض (٣). والصِّراع : معالجتهما أيهما يصرع صاحبه.

ورجل صِرِّيع ، أي : تلك صنعته التي يعرف بها. وصَرَّاع شديد الصّرع وإن لم يكن معروفا ... وصَروع للأقران ، أي : كثير الصرع لهم.

والصَّراعة مصدر الاصطراع بين القوم ، والصُّرَعة : القوم يصرعون من صارعوا.

والصرعة : القوم يصرعون من صارعوا.

والمِصْراعان من الأبواب بابان منصوبان ينضمان جميعا مدخلهما في الوسط من المصراعين. ومن الشعر : ما كان قافيتان في بيت .. يقال : صرَّعت الباب والشعر تصريعا. ومصارِع القوم : سقوطهم عند الموت. قال (٤) :

 ...........

 ...... ولكل جنب مصرع

__________________

(١) بين كلمة (يصير) وكلمة (اصعرر) في النسخ كلها : كأنه قال ويبدو أنها زيادة مقحمة.

(٢) في ط : النقص. في م : النغض وكلاهما مصحف.

(٣) س : في الأرض. وفي م : طرحه أرضا ، ولا ندري من أين.

(٤) قائله (أبو ذؤيب الهذلي). ديوان الهذليين ـ القسم الأول ص ٢. وتمام البيت :

سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم

فتخرموا ولكل جنب مصرع

٢٩٩

والصُّرَعة : الرجل الحليم عند الغضب.

قال الضرير : الاصطِراع مصدر والصِّراعة اسم كالحياكة والحراثة وقول لبيد (١)

 ...........

منها مصارع غابة وقيامها

فالمَصارع هاهنا كان قياسه : مصاريع ، لأن مصروع. ألا ترى أنه ذكر قيامها ، فهو جمع. و [ما](٢) ينبغي أن يكون المَصارع جمعا ولكنه مضطر إلى ذلك.

رصع :

الرَّصَع : مثل الرسح سواء. وقد رَصِعَت المرأة رَصَعا ، فهي رَصْعاء ، أي : ليست بعجزاء ، ويقال : هي التي لا إسكتين (٣) لها.

وأما الرَّصْعُ ، جزما (٤) فشدة الطعن. رَصَعَهُ بالرمح وأَرْصَعَهُ. قال العجاج.

رخضا إلى النصف وطعنا أرصعا

قابل من أجوافهن الأخدعا

قوله (٥) : أرصعا ، أي : لازقا.

والرَّصِيعة (٦) : العقدة في اللجام عند المعذر كأنها فلس ، وإذا أخذت سيرا فعقدت فيه عقدا مثلثة فذلك التّرصيع ، وهو عقد التميمة وما أشبه : قال الفرزدق (٧) :

وجئن بأولاد النصارى إليكم

حبالى وفي أعناقهن المراصع

__________________

(١) هذا من س. في ص وط : وقول (لبيد) : مصرع غابة ، ويروى مصارع غابة. ديوانه. ق ٤٨ ب ٣٥ ص ٣٠٧ ، وصدر البيت : محفوفة وسط البراع يظلها.

والرواية فيه : مصرع غابة.

(٢) زيادة اقتضاها السياق.

(٣) ص ، ط ، س : لا إسكتان لها ...

(٤) أي : بسكون الصاد. وفي النسخ : جرما ، والصواب ما أثبتناه.

(٥) ط : أرصعا ، أي لازقا .. س : أي لازقا. م. أي لازق.

(٦) ص ، ط ، س : الرصعة. الرصعة ، وما أثبتناه فمن التهذيب في حكايته عن الليث ٢ / ٢٣ ومختصر العين. الورقة (٢٥) : والرصيعة : العقدة في اللجام .. والمحكم ١ / ٢٧١.

(٧) والبيت في اللسان (رصع) أيضا بالرواية نفسها.

٣٠٠