كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

واستجمع السيل : أي : اجتمع ، واستجمع الفرس جريا. قال : (١)

ومستجمع جريا وليس ببارح

تباريه في ضاحي المتان سواعده

وسمي جَمْعٌ (٢) جمعاً ، لأن الناس يجتمعون إليها من المزدلفة بين الصلاتين ، المغرب والعشاء الآخرة.

والمجامَعَة والجماع : كناية عن الفعل ، والله يكني عن الأفعال ، قال الله عزوجل : (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ)(٣) كنى عن النكاح

معج :

المَعْجُ : التقليب في الجري. مَعَجَ الحمار يَمْعَج مَعْجا ، أي : جرى في كل وجه جريا سريعا. قال العجاج : (٤)

حني منه غير ما أن يفحجا

غمر الأجاري مسحا مِمْعَجا

وحمار مَعَاجٌ : يسبق في عدوه يمينا وشمالا. والريح تَمْعَج في النبات ، أي (٥) : تفليه وتقلبه. قال ذو الرمة :

أو نفحة من أعالي حنوة مَعَجَتْ

فيها الصبا موهنا والروض مرهوم (٦)

والفصيل يَمْعَج ضرع أمه إذا لهزه ، وقلب فاه في نواحيه (٧) ليستمكن. وتقول : جاءنا الوادي يَمْعَج بسيوله ، أي : يسرع. قال : (٨)

ضافت تمعّج أعناق السيول به

__________________

(١) لم نجده معزوا. ضاحي بالمعجمة من س. في الأصل (ط) : صاحي.

(٢) جمع : المزدلفة في اللسان : معرفة كعرفات. (جمع).

(٣) سورة النساء : ٤٣.

(٤) ديوان العجاج ص ٣٨٥ (بيروت) ورد الشطر الثاني في التهذيب ١ / ٣٩٥. وفي اللسان ٢ / ٣٦٨.

(٥) من س. في ، كي ما.

(٦) ديوانه ١ / ٣٩٨ دمشق. والبيت في التهذيب ١ / ٣٩٥.

(٧) من س في ط الأصل : نواحيها.

(٨) لم نعثر على نسبة له. في س : جاءت. وفي الجزء المطبوع : ضاقت.

٢٤١

مجع :

مَجَعَ الرجل مَجْعا ، وتَمَجَّعَ تَمَجُّعا (١) إذا أكل التمر باللبن. والمُجاعَة : فضالة ما يُمْجَع. والاسم : المَجِيع. قال : (٢)

إن في دارنا ثلاث حبالى

فوددنا لو قد وضعن جميعا

جارتي ثم هرتي ثم شاتي

فإذا ما وضعن كن ربيعا

جارتي للخبيص والهر للفأر

وشاتي إذا اشتهيت مجيعا

ورجل مَجّاعَة ، أي : كثير التَّمجُّع ، مثل : علامة ونساببة. قال الخليل : يدخلون هذه الهاءات في نعوت الرجال للتوكيد.

(باب العين والشين والسين معهما)

(ش س ع ، يستعمل فقط)

شسع :

يقال : شَسَّعْت النعل تشسيعا ، وأَشْسَعْته إِشساعا ، أي : جعلت [لها](٣) شِسْعا. والشِّسْع : السير نفسه ، وجمعه : شُسُع. قال : (٤)

أحدو بها منقطعا شِسْعَنِّي

أراد : شِسْعِي ، فأدخل النون على البناء حتى استقامت قافيته. والشاسِع : المكان البعيد. وشَسَعَ يَشْسَع شُسُوعا. قال : (٥)

لقد علمت أفناء بكر بن وائل

بأنا نزور الشاسِع المتزحزحا

__________________

(١) في س وط : تمجيعا. والصواب ما أثبتناه.

(٢) لم نقف على نسبة لها : وردت الأبيات الثلاثة في اللسان (مجع) ٨ / ٣٣٣ (ألو) ـ (إذا اشتيدا)

وورد البيت الثالث وحده في التهذيب (مجع) ١ / ٣٩٥ :

(٣) في النسخ الثلاث : له. وصوابه من التهذيب.

(٤) لم نقف عليه معزوا ، وورد الشطر في التهذيب ١ / ٤٠٣ وفي اللسان أيضا (شسع) ٨ / ١٨٠ ، وفي التاج ٥ / ٣٩٨.

(٥) غير معزوها ولم نقف عليه في المراجع.

٢٤٢

(باب العين والشين والزاي معهما)

(ع ش ز يستعمل فقط)

عشز :

العَشْوَز من الأرض والمواضع : ما صلب مسلكه ، وخشن من [طريق](١) أو أرض ، ويجمع على عَشاوِز. قال الشماخ : (٢)

 ...........

 .... المقفرات العشاوز

(باب العين والشين والطاء معهما)

(ع ط ش يستعمل فقط)

عطش :

رجل عَطْشان ، وامرأة عَطْشى ، وفي لغة ، عَطْشانة ، وهو عاطِش غدا ، ويجمع على : عِطاش. والفعل : عَطِشَ يَعْطَش عَطَشا. والمعاطِش : مواقيت الظمء. قال : (٣)

لا تشتكى سقطة منها وقد رقصت

بها المعاطشُ حتى ظهرها حدب

والمعاطِش : الأرضون التي لا ماء بها. الواحدة : معطشة.

وعَطَّشْتَ الإبل تَعْطِيشا إذا ازددت على ظمئها في حبسها عن الماء تكون نوبتها [اليوم](٤) الثالث أو الرابع فتسقيها فوق ذلك بيوم. وإذا حبستها دون ذلك قلت : أَعْطَشْتُها ، كما قال الأعرابي : أَعْطَشناها لأقرب الوقتين ، والمُعَطَّش : المحبوس عن الورد عمدا ، وزرع مُعَطَّش : قد عَطِشَ عَطَشاً.

__________________

(١) في النسخ الثلاث : طرائق ، وما أثبتناه فمن التهذيب ١ / ٤٠٤.

(٢) ورد هذا الجزء من بيت (الشماخ) في التهذيب ١ / ٤٠٤ وفي اللسان ٥ / ٣٧٩ وورد في التاج كاملا كما جاء في الديوان :

حذاها من الصيداء نعلا طراقها

حوامي الكراع المؤيدات العاشور

 (٣) ديوان ذي الرمة ١ / ٤٤ دمشق. وفيه المفاوز مكان المعاطش. وورد البيت في المقاييس ٤ / ٣٥٥ كما ورد في العين : المعاطش.

(٤) في النسخ : يوم ، والصواب ما أثبتناه.

٢٤٣

(باب العين والشين والذال معهما)

(ش ع ذ يستعمل من وجوهها فقط)

شعذ :

الشَّعْوَذَة : خفة في اليد ، وأخذ كالسحر يرى غير ما عليه الأصل من عجائب يفعلها كالسحر في رأي العين.

والشَّعْوَذيّ أظن اشتقاقه منه لسرعته وهو الرسول على البريد لأمير.

ورجل مُشَعْوِذ ، وفعله : الشَّعْوَذَة ، ويقال : مُشَعْبِذ والشَّعْوَذِيّ : كلمة ليست من كلام العرب وهي كلمة عالية.

(باب العين والشين والثاء معهما)

(ش ع ث مستعمل فقط)

شعث :

يقال : رجل أَشْعَثُ شَعِثٌ شعثانُ الرأس ، وقد شَعِثَ شَعَثا وشِعاثا وشُعوثة وشَعّثتُهُ أنا تَشعيثا ، وهو المغبر الرأس ، المتلبد الشعر جافا غير دهين.

والتَّشْعَثُ كتَشَعُّث رأس السواك.

وأَشْعَثُ : اسم الوتد لتشعّث رأسه. قال ذو الرمة: (١)

وأشعث عاري الضرتين مشجج

 ...........

والشَّعَث : انتشار الأمر وزلله.

وفي الدعاء : لم الله شَعَثَكم وجمع شعبكم. قال : (٢)

لم الإله به شَعْثا ورم به

أمور أمته والأمر منتشر

ويجوز : امرأة شَعْثاء في النعت. وشَعَثَة الرأس.

__________________

(١) ديوانه ٣ / ١٤٣٨. وعجز البيت : بأيدي السبايا لا ترى مثله جيراه

(٢) البيت في التهذيب ١ / ٤٠٦ غير معزو. وفي اللسان (شعث) معزو إلى (كعب بن مالك الأنصاري).

٢٤٤

والمُتَشَعِّث في العروض في الضرب الخفيف : ما صار في آخره ، مكان فاعل ، مفعول ، كقول سلامة : (١)

وكأن ريقتها إذا نبهتهها

صهباء عتقها لشرب ساقي

(باب العين والشين والراء معهما)

(ع ش ر ، ع ر ش ، ش ع ر ، ش ر ع ، ر ع ش مستعملات ، ر ش ع مهمل)

عشر :

العَشْر : عدد المؤنث ، والعَشَرَة (٢) : عدد المذكر ، فإذا جاوزت ذلك أنثت المؤنث وذكرت المذكر.

وتقول : عَشْرُ نسوة ، وإحدى عَشْرَة امرأة ، وعشرةُ رجال ، وأحد عَشَرَ رجلا وثلاثة عشر رجلا تلحق الهاء في ثلاثة وتنزعها من عشرة ، ثم تقول : ثلاث عشرة امرأة تنزع الهاء من ثلاثة وتلحقها بالعشرة.

وعَشَرْتُ القوم : صرت عاشرهم ، وكنت عاشِرَ عَشَرة : أي : كانوا تسعة فتموا بي عَشَرَة.

وعَشَّرْتُهم تَعْشِيرا : أخذت العُشْر من أموالهم ، وبالتخفيف أيضا ، وبه سمي العَشَّار عَشَّارا

والعُشْرُ : جزء من عَشَرَة أجزاء ، وهو العَشِير والمِعْشار.

والعِشْر : ورد الإبل [ال] يوم العاشر. وفي حسابهم : العِشْر : التاسع. وإبل عواشرُ : وردت الماء عشرا.

ويجمع [العِشْر](٣) ويثنى ، فيقال : عِشْران وعِشْرون ، وكل عِشْر من ذلك : تسعة

__________________

(١) القائل : (سلامة بن جندل) ، كما في التهذيب ١ / ٤٠٦. وفي ديوانه ص ١٤ : «كأس بصفقها لشرب».

(٢) من س. في ط : عشر .. (٢) زيادة اقتضاها السياق.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

٢٤٥

أيام. ومثله : الثوامن والخوامس. قال ذو الرمة : (١)

أقمت لهم أعناق هيم كأنها

قطا نش عنها ذو جلاميد خامس

يعني بالخامس : القطا التي وردت الماء خمسا.

والعرب تقول : سقينا الإبل رفها أي : في كل يوم ، وغبا إذا أوردوا يوما ، وأقاموا في الرعي يوما ، وإذا أوردوا يوما ، وأقاموا في الرعي يومين ثم أوردوا [ال] يوم (٢) الثالث قالوا : أوردنا ربعا ، ولا يقولون ثلثا أبدا ، لأنهم يحسبون يوم الورد الأول والآخر ، ويحسبون يومي المقام بينهما ، فيجعلون ذلك أربعة. فإذا زادوا على العشرة قالوا : أوردناها رفها بعد عِشْرٍ.

قال الليث : قلت للخليل : زعمت أن عِشرين جمع عِشْر ، والعِشْر تسعة أيام ، فكان ينبغي أن يكون العِشْرون سبعة وعِشرين يوما ، حتى تستكمل ثلاثة أتساع.

فقال الخليل : ثماني عَشَرَ يوما عِشْران [ولما كان اليومان من العِشْر الثالث مع الثمانية عَشَر يوما](٣) سميته بالجمع.

قلت : من أين جاز لك ذلك ، ولم تستكمل الأجزاء الثلاثة؟ هل يجوز أن تقول للدرهمين ودانقين : ثلاثة دراهم؟

قال : لا أقيس على هذا ولكن أقيسه على قول أبي حنيفة ، ألا ترى أنه قال : [إذا](٤) طلقتها تطليقتين وعُشْر تطليقة [ف] هي ثلاث تطليقات ، وليس من التطليقة الثالثة في الطلاق إلا عُشْر تطليقة ، فكما جاز لأبي حنيفة أن يعتد بالعُشْر جاز لي أن أعتد باليومين.

وتقول : جاء القوم عشارَ عشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، أي : عشرة عشرة و [أحاد أحاد](٥)

__________________

(١) ديوانه ٢ / ١١٣٠ دمشق.

(٢) من س. في الأصل : يوم.

(٣) عبارة النسخ مضطربة وغير مفهومة. نصها : واليومان مع الثمانية عشر مع العشر الثالث في الثمانية عشر يوما.

(٤) زيادة اقتضاها السياق.

(٥) في النسخ : وحاد وحاد وصوابه ما أثبتناه وهو موافق لمذهب الخليل في إبدال الهمزة من الواو المضمومة في بداية الكلمة.

٢٤٦

ومثنى مثنى وثلاث ثلاث ، إلى عشرة ، نصب بغير تنوين.

وعَشَّرْتُ [هم] (١) تَعْشيرا ، أي : كانوا تسعة فزدت واحدا [حتى تم عشرة ، وعَشَرْتُ ، خفيفة ، أخذت واحدا](٢) من عَشَرَةٍ فصار [وا](٣) تسعة ، فالعشورُ نقصان والتَّعْشير تمام.

والمُعَشِّر [الحمار](٤) الشديد النهاق المتتابع ، سمي به ، لأنه لا يكف حتى يبلغ عَشْرَ نهقات وترجيعات. قال : (٥)

[لعمري لئن] عشّرتُ من خشية الردى

نهاق [الحمير] إني لجزوع

وناقة عُشَراء ، أي : أقربت ، وسميت به لتمام عشرة أشهر لحملها. عشّرت تعشيرا ، فهي بعد ذلك عُشراء حتى تضع ، والعدد : عُشَراوات ، والجميع : العِشار ، ويقال : بل سميت عُشَراء لأنها حديثة العهد بالتعشير ، والتعشير : حمل الولد في البطن ، يقال : عُشَراء بيّنة التعشير.

يقال : بل العِشار اسم النوق التي قد نتج بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. قال الفرزدق : (٦)

كم خالة لك يا جرير وعمة

فدعاء قد حلبث علي عِشاري

__________________

(١) زيادة اقتضاها السياق.

(٢) زيادة تم بها المعنى وهي من التهذيب ١ / ٤٠٩ مما حكاه عن الليث.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

(٤) زيادة اقتضاها السياق أيضا.

(٥) القائل هو (عروة بن الورد) ديوانه ص ٤٦. والبيت في س وط :

فإني إن عثرت من خشية الردى

نهاق الحمار اني لجزوع

ويؤيد رواية الديوان التي أثبتناها مجيء جواب الشرط (إنني لجزوع) خلوا من الفاء ، لسبق القسم فيه.

(٦) ديوانه ١ / ٣٦١.

٢٤٧

قال بعضهم : ليس للعشار لبن ، وإنما سماها عشارا لأنها حديثة العهد بالتعشير وهي المطافيل.

والعاشِرَة : حلقة من عواشر المصحف. ويقال للحلقة : التعشير. [والعِشْر](١) : قطعة تنكسر من البرمة أو القدح ، فهو أَعْشار. قال : (٢)

وقد يقطع السيف اليماني وجفنه

شباريق أعشار عثمن على كسر

وقدور أَعشارٌ لا يكاد يفرد العِشْر من ذلك. قدور أَعاشير ، أي : مكسرة على عَشْر قطع. تِعْشار موضع معروف ، يقال : بنجد ويقال : لبني تميم.

والعُشَر : شجر له صمغ. يقال له : سكر العُشَر.

والعِشْرَة : المعاشَرَة. يقال : أنت أطول به عِشْرة ، وأبطن به خبرة. قال زهير : (٣)

لعمرك ، والخطوب مغيرات

وفي طول المعاشرة التقالي

وعَشِيرك : الذي يعاشرك ، أمركما واحد ، ولم أسمع له جمعا ، لا يقولون : هم عُشَراؤك ، فإذا جمعوا قالوا : هم مُعَاشِروك وسميت عَشِيرة الرجل لمعاشرة بعضهم بعضا ، [و](٤) الزوج [عَشِير](٥) المرأة ، [والمرأة عَشِيرة الرجل](٦)

والمَعْشَر : كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون مَعْشَر ، والمشركون مَعْشَر ، والإنس معشر ، والجن مَعْشَر وجمعه : مَعاشِر.

والعشاريّ من النبات : ما بلغ طوله أربعة أذرع.

__________________

(١) في النسخ : والعشيرة وصوابه ما أثبتناه من المعجمات. ففي المحكم ١ / ٢٢٠ : والعشر قطعة تنكسر من القدح أو اليرمة كأنها قطعة من قطع والجمع أعشار وفي اللسان مثله. وهذا فيما يبدو العبارة الصحيحة من العين.

(٢) البيت غير معزو. وهو في اللسان (عثم) ١٢ / ٣٨٤ وروايته : فقد. وفي التاج ٨ / ٣٨٩ وروايته : وبقطعه.

(٣) ديوان زهير بن أبي سلمى ص ٨٦.

(٤) في النسخ : حتى.

(٥) في س : عشيرة. وفي ط : عشيرة.

(٦) زيادة اقتضاها السياق ـ من المعجمات الحاكية عن العين.

٢٤٨

وعاشُوراء : اليوم العاشِر من المحرم (١) ، ويقال : بل التاسع ، وكان المسلمون يصومونه قبل فرض شهر رمضان.

عرش :

العَرْش : السرير للملك. والعَرِيش : ما يستظل به ، وإن جمع قيل : عروش في الاضطرار. وعَرْش الرجل : قوام أمره ، وإذا زال عنه ذلك قيل : ثل عرشُهُ. قال زهير : (٢)

تداركتما عبسا وقد ثل عرشُه

وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل

وجمع العرش : عِرَشَة وأَعراش. ويقال : العرش : ما عُرِّش من بناء يستظل به. قالت الخنساء : (٣)

كان أبو حسان عرشا خوى

مما بناه الدهر دان ظليل

وعرّشت الكرم بالعرش تَعريشا إذا عطفت ما ترسل عليه قضبان الكرم. الواحد : عَرْش. وجمعه : عروش ، وعُرُش. والعَرِيش : شبه الهودج ، وليس به ، يتخذ للمرأة على بعيرها.

وعَرْش البيت سقفه ، وعرش البئر : طيها بالخشب. قال أبو ليلى : تكون بئر رخو الأسفل والأعلى فلا تمسك الطي ، لأنها رملة فيُعْرش أعلاها بالخشب بعد ما يطوى موضع الماء بالحجارة ، ثم تقوم السقاة عليه فيستقون ، قال : (٤)

وما لمثابات العروش بقية

إذا استل من تحت العروش الدعائم

__________________

(١) في ط : شهر المحرم. وفي س : شهر محرم.

(٢) ديوان زهير ص ٢١ والرواية فيه : «تداركما الأحلاف قد ثل عرشها».

(٣) هذه رواية العين والمحكم ١ / ١٢١. وما في الديوان ص ١١٥ (صادر) :

إن أبا حسان عرش هوى

مما بنى الله بظل ظليل

 (٤) القائل هو (القطامي) ديوانه ص ١٣١ (بيروت) والبيت في التهذيب ١ / ٤١٥ ، وفي المحكم ١ / ٢٢٢.

٢٤٩

وعَرَّشَ الحمار بعانته تعريشا إذا حمل عليها رافعا رأسه شاحيا فاه. قال [رؤبة](١)

كأن حيث عرش القنابلا

من الصبيين وحنوا ناصلا

وللعنق عُرْشان بينهما الفقار ، وفيهما الأخدعان وهما لحمتان مستطيلتان عداء العنق ، أي : طواره. قال : (٢)

[وعبد] يغوث تحجل الطير حوله

وقد هذ عُرْشَيْهِ الحسام المذكر

والعَرْش في القدم ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم ، والحمار : ما ارتفع من ظهر القدم ، وجمعه : عِرَشَة ، وأَعراش. والعُرْش : مكة : (٣)

شعر :

رجل أَشْعَر : طويل شَعَرَ الرأس والجسد كثيره. وجمع الشَّعْر : شعور وشَعْر وأَشْعار. والشِّعار : ما استشعرت به من اللباس تحت الثياب. سمي به لأنه يلي الجسد دون ما سواه من اللباس ، وجمعه : شُعُر وجل الأعشى الجل الشِّعار فقال : (٤)

وكل طويل كأن السليط

في حيث وارى الأديم الشِّعارا

معناه بحيث وارى الشِّعار الأديم ، ولكنهم يقولون هذا وأشباهه لسعة العربية ، كما يقولون : ناصح الجيب ، أي : ناصح الصدر.

والشِّعار ما ينادي به [القوم](٥) في الحرب ، ليعرف بعضهم بعضا.

__________________

(١) في النسخ : (العجاج) ، ولم نجد الرجز في ديوانه ، وعزاه التهذيب ١ / ٤١٥ إلى (رؤبة) وكذلك اللسان (عرش).

(٢) القائل (ذو الرمة). والبيت في الديوان ١ / ٦٤٨ دمشق. ورواية نسخ العين : وابن. وصوابه ما أثبتناه : (عبد يغوث). ورد البيت في التهذيب ١ / ٤١٦ مطابقا لما جاء في الديوان. وطواره وعداؤه أي : طوله.

(٣) بعد هذا : والعرشة : الحربةو لم يذكره ليث ويعتقد أنها زيادة من التاج أو تعليق أدخله التاج في النص.

(٤) ديوان الأعشى ٥٢ وروايته : وكل كميت كأن السليط ... ورد عجز البيت في التهذيب ١ / ٤١٨ وورد البيت في اللسان مطابقا لرواية العين غير معزو أيضا.

(٥) زيادة لتقويم العبارة مستفادة مما حكاه التهذيب عن الليث ١ / ٤١٨.

٢٥٠

والأَشْعَر : ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر ، ويجمع : أشاعر.

وتقول : أنت الشِّعار دون الدثار ، تصفه بالقرب والمودة.

وأَشْعَرَ فلان قلبي هما ، أي : ألبسه بالهم حتى جعله شِعارا للقلب.

وشَعَرْتُ بكذا أَشْعُرُ شعرا لا يريدونه به من الشِّعر المبيت ، إنما معناه : فطنت له ، وعلمت به. ومنه : ليت شعري ، أي : علمي. وما يُشْعِرُك أي : ما يدريك. ومنهم من يقول : شَعَرْتُهُ ، أي : عقلته وفهمته.

والشِّعْر : القريض المحدد بعلامات لا يجاوزها ، وسمي شعرا ، لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه.

ويقولون : شِعْر شاعِر أي : جيد ، كما تقول : سبي ساب ، وطريق سالك ، وإنما هو شعر مشعور.

والمَشْعَر : موضع المنسك من مشاعر الحج من قول الله : (فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ) الْمَشْعَرِ (الْحَرامِ)(١) وكذلك الشِّعارة من شعائر الحج ، وشعائِر الله مناسك الحج ، أي : علاماته ، والشعيرة من شعائر الحج ، وهو أعمال الحج من السعي والطواف والذبائح ، كل ذلك شعائر الحج. والشعيرة أيضا : البدنة التي تهدى إلى بيت الله ، وجمعت على الشعائر. تقول : قد أَشْعَرْتُ هذه البدنة لله نسكا ، أي : جعلتها شعيرة تهدى. ويقال : إشعارها أن يجأ أصل سنامها بسكين. فيسيل الدم على جنبها ، فيعرف أنها بدنة هدي. وكره قوم من الفقهاء ذلك وقالوا : إذا قلدت فقد أشعرت.

والشَّعِيرة حديدة أو فضة تجعل مساكا لنصل السكين في النصاب حيث يركب. والشَّعارِير : صغار القثاء ، الواحدة ، شُعْرُورة وشُعْرور.

__________________

(١) سورة البقرة ١٩٨.

٢٥١

والشَّعارِير : لعبة للصبيان ، لا يفرد. يقولون : لعبنا الشعارير ، ولعب الشعارير. والشَّعراء من الفواكه واحده وجمعه سواء. تقول : هذه شَعْراء واحدة ، وأكلنا شعراء كثيرة.

والشُّعَيْراء ذباب من ذباب الدواب ، ويقال : ذباب الكلب.

والشَّعِيرة من الحلي تتخذ من فضة أو ذهب أمثال الشعير.

بنو الشُّعَيْراء : قبيلة من العرب.

الشِّعْرَى : كوكب وراء الجوزاء.

ويسمى اللحم الذي يبدو إذا قلم الظفر : أَشْعَر.

شِعْر جبل لبني سليم ، ويقال : لبني كلاب بأعلى الحمى خلف ضربة.

والشَّعْران : ضرب من الرمث أخضر يضرب إلى الغبرة مثل قعدة الإنسان ذو ورق ، ويقال : هو ضرب من الحمض.

والشِّعْرَة : الشعر النابت على عانة الرجل. قال الشاعر : (١)

يحط العفر من أفناء شعر

ولم يترك بذي سلع حمارا

يعني به اسم جبل يصف المطر في أول السنة.

شرع :

شَرَعَ الوارد الماء وشَرْعا فهو شارِع ، والماء مشروع فيه إذا تناوله بفيه. والشَّرِيعة والمَشْرَعَة : موضع على شاطىء البحر أو في البحر يهيأ لشرب الدواب ، والجميع : الشَّرائع ، والمَشارع ، قال ذو الرمة : (٢)

وفي الشرائع من. جلان مقتنص

رث الثياب خفي الشخص منزرب

__________________

(١) البيت معزو إلى (البريق) في المحكم ١ / ٢٢٦ ، والرواية فيه : فحط العصم. وفي اللسان أيضا. والرواية : فحط الشعر.

(٢) ديوانه ١ / ٦٤ (دمشق) والرواية فيه : وبالشمائل .. رذل الثياب.

٢٥٢

والشريعة والشرائع : ما شرع الله للعباد من أمر الدين ، وأمرهم بالتمسك به من الصلاة والصوم والحج وشبهه ، وهي الشِّرْعَة والجمع : الشِّرَع.

ويقال : هذه شِرْعة ذاك ، أي : مثله. قال الخليل بن أحمد رضي‌الله‌عنه : (١)

كفاك لم تخلقا للندى

ولم يك بخلهما بدعه

فكف عن الخير مقبوضة

كما حط من مائة سبعه

وأخرى ثلاثة آلافها

وتسع مئيها لها شرعه

أي : مثلها : .. وأَشْرَعْتُ الرماح نحوهم إِشْراعا. وشَرَعَتْ هي نفسها فهي شوارع. قال : (٢)

وق خيرونا بين ثنتين منهما

صدور القنا قد أُشْرِعَتْ والسلاسل

ولغة شَرعناها نحوهم فهي مشروعة قال : (٣)

أناخوا من رماح الخط لما

رأونا قد شرعناها نهالا

وكذلك في السيوف. يقال : شَرَعْناها نحوهم. قال النابغة : (٤)

غداة تعاورتهم ثم بيض

شرعن إليه في الرهج المكن

أي : المغطي. قال أبو ليلى : أشرعت الرماح فهي مشرعة.

وإبل شُروع إذا كانت تشرب. ودار شارِعَة ، ومنزل شارِع إذا كان قد شرع على طريق نافذ ، والجميع : الشَّوارِع. ويجيء في الشعر الشارِع اسما لمَشْرَعة الماء.

__________________

(١) الأبيات في التهذيب ١ / ٤٢٧ وفي اللسان ٨ / ١٧٦ ، والرواية فيها : لؤمهما.

(٢) لم نقف على نسبة له.

(٣) ورد في النسخ غير منسوب. وورد البيت في التهذيب ١ / ٤٢٦ وفي اللسان (شرع) وفيهما : أفاجوا مكان أناخوا ولعلها مصحفة.

(٤) ورد البيت في المحكم غير معزو ١ / ٢٢٧ ، وكذلك في اللسان (شرع).

٢٥٣

والشَّراع : الوتر نفسه ما دام (١) مشدودا على القوس. والشِّرْعة الوتر ، ويجمع على شِرَع ، قال : (٢)

ترنم صوت ذي شِرَع عتيق

وقال : (٣)

ضرب الشَّراعِ نواحي الشريان

يعني : ضرب الوتر سيتي (٤) القوس.

وشِراع السفينة. يقال : ثلاثة أَشْرِعَة. وجمعه : شُرُع (٥) وشَرَّعْتُ السفينة تشريعا : جعلت لها شِراعا ، وهو شيء يكون فوق خشبة كالملاءة الواسعة ، تصفقه الرياح فتمضي السفينة.

ورفع البعير شِراعَه ، أي : عنقه.

ونحن في هذا الأمر شَرَع ، أي : سواء.

وتقول : شَرْعُك هذا ، أي : حسبك. وأَشْرَعَنِي ، أي : أحسبني وأكفاني ، والمعنى واحد.

وشَرَّعْت الشيء إذا رفعته جدا. وحيتان شُرَّعٌ : رافعة رءوسها ، كما قال الله عزوجل (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ) شُرَّعاً (٦) أي : رافعة (٧) رءوسها. قال أبو ليلى : شُرَّعاً : خافضة رءوسها للشرب. وأنكره عرام.

__________________

(١) في الأصل : ما دأو وصوابه ما أثبتناه وهو من س.

(٢) لم نقف على نسبة له.

(٣) القائل هو (كثير) ديوانه ١ / ١٨٠ وصدر البيت : إلا الظباء بها كان ثرييها «والبيت معزوا وتاما في المحكم ١ / ٢٢٨ وفي اللسان ٨ / ١٧٧.

(٤) سية القوس وسئتها : طرفها المعطوف المعرقب.

(٥) في ط وس : شروع. وصوابه ما أثبتناه.

(٦) سورة الأعراف ١٦٣.

(٧) هذا من س. في ط : رافعة.

٢٥٤

وشَرَّعت اللحمة تشريعا إذا قددتها طولا ، واحدتها : شَرِيعة ، وجمعها : شرائِع. ويقال : هذا أَشْرَعُ من السهم ، أي : أنفذ وأسرع.

رعش :

الرَّعَش : رعدة تعتري الإنسان. ارْتَعَشَ الرجل. وارتعشتْ يده.

ورَعَشَ يَرْعَشُ رَعْشا. ورجل رِعْشِيش ، وقد أخذته الرِّعْشِيشة عند الحرب ضعفا وجبنا. قال : (١).

لجت به غير صياش ولا رَعِش

قال : (٢)

وليس برِعْشِيش تطيش سهامه

والرَّعْشاء : النعامة الأنثى السريعة. وظليم رَعِش على تقدير فعل بدلا من أفعل. وناقة رَعْشاء وجمل أَرْعَش إذا رأيت له اهتزازا من سرعته في السير. ويقال : جمل رَعْشَنٌ وناقة رَعْشَنَةٌ ، قال : (٣)

من كل رعشاءَ وناج رعشنِ

يركبن أعضاد عتاق الأجفن

جفن كل شيء بدنه. ويقال : أدخل النون في رَعْشَنٍ بدلا من الألف التي أخرجها من أَرْعَش. وكذلك الأصيد من الملوك يقال له : الصيدن ، ويقال : بل الصيدن الثعلب.

__________________

(١) القائل : (ذو الرمة). ديوانه ١ / ١٠٥ (دمشق) ، وعجز البيت :

إذا جلن في معرك يخشى به العطب

(٢) غير معزو. والبيت كاملا في التاج (رعش) ٤ / ٣١٣ وعجز البيت في التاج :

ولا طائش رعش السنان ولا اليد

(٣) غير معزو. والشطر الأول في التهذيب ١ / ٤٢٤ وفي التاج ٤ / ٣١٣.

٢٥٥

والرَّعْشَن بناء على حدة بوزن فعلل.

والرُّعَاش : رِعْشَة تغشى الإنسان من داء يصيبه لا يسكن عنه.

وارتعش رأس الشيخ من الكبر كالمفلوج.

(باب العين والشين واللام معهما)

(ع ل ش ، ش ع ل يستعملان فقط)

علش :

العِلَّوْش : الذئب بلغة حمير ، وهي مخالفة لكلام العرب ، لأن الشينات كلها قبل اللام (١). قال زائدة : لا أشك إلا أنه الذئب ، لأن العِلَّوْش الخفيف الحريص. وأنشد عرام:

أيا جحمتي بكي على أم واهب

أكيلة عِلَّوشٍ بإحدى الذنائب (٢)

شعل :

الشَّعَل : بياض في الناصية وفي الذنب. والفعل : شَعِلَ يَشْعَل شَعَلا. والنعت : أَشْعَل وشَعْلاء للمؤنث.

والشُّعْلَة من النار ما أشعلت من الحطب. والشَّعِيلة : الفتيلة المشتعلة في الذبال. قال لبيد : (٣)

كمصباح الشعيلة في الذبال

__________________

(١) قال الخليل فيما حكى الأزهري عن الليث : ليس في كلام العرب شين بعد لام ، ولكن كلها قبل اللام. التهذيب ١ / ٤٢٩.

(٢) في س : قتيلة. والبيت في اللسان (جحم) ١٢ / ٨٥ وروايته :

أيا جحمتا بكى على أم مالك

أكيلة قلوب يا علي المذائب

الجحمة (جيم وحاء وميم) : العين بلغة حمير. والقلوب كعلوش وسنورو الذنائب : جمع ذناب ككتاب وهو مسيل ما بين كل تلعتين.

(٣) ديوان لبيد : ق ١١ ب ٤٤ ص ٨٨ (الكويت) وصدر البيت كما في الديوان :

أصاح ترى بريقا هب وهنا.

والبيت في التهذيب ١ / ٤٣٠.

٢٥٦

وأَشْعَلْتُهُ فاشتعل غضبا ، وأَشعلت الخيل في الغارة ، أي : بثثتها. قال :

والخيل مُشْعَلَة في ساطع ضرم

كأنهن جراد أو يعاسيب (١)

وجراد مُشْعِل : متفرق كثير. ويقال شَعِلَ يَشْعَل شَعلا. قال زائدة : قد شعل شعلا وأشعل الرأس الشيب.

باب العين والشين والنون معهما

(ش ن ع ، ن ش ع ، ن ع ش ، ع ن ش مستعملات ،

ع ش ن ، ش ع ن مهملان)

شنع :

الشَّنَع والشُّنُوع كله من قبح الشيء الذي يُسْتَشْنَع.

شَنُعَ الشيء وهو شَنِيع. وقصة شَنْعاء ورجل أَشْنَع الخلق ، وأمور شُنْع ، أي : قبيحة. قال : (٢)

تأتي أمورا شُنُعا شنائرا

أي فظيعة وقال : (٣)

وفي الهام منها نظرة وشنوع

أي : قبح واختلاف يتعجب من قبحه. وقال أبو النجم : (٤)

باعد أم العمر من أسيرها

حراس أقوام على قصورها

وغيرة شنعاء من أميرها

__________________

(١) غير معزو. والبيت في المحكم ١ / ٢٢٩ وفي اللسان : (شعل).

(٢) غير منسوب وهو في اللسان (شنر) معزو إلى (جرير) إلا أننا لم نجده في ديوانه.

(٣) غير منسوب. وهو في التهذيب ١ / ٤٣٣ وفي اللسان (شنع) ٨ / ١٨٧.

(٤) الرجز في التاج (شنع) ٥ / ٤٠٣ والرواية فيه : حراس أبواب ... من غيورها.

٢٥٧

وقال القطامي : (١)

ونحن رعية وهم رعاة

ولو لا رعيهم شنع الشنار

وتقول رأيت أمرا شَنِعْتُ به ، أي : استشنعته. وشنَّعت عليه تشنيعا ، واستشنع به جهله (٢) [خف](٣) قال مروان بن الحكم : (٤)

فوض إلى الله الأمور فإنه

سيكفيك لا يَشْنَع برأيك شانِع

نشع :

النَّشُوع : الوجور. والنَّشع : إيجارك الصبي. قال : (٥)

فألأم مرضع نُشِعَ المحارا

والنَّشْع : جعل الكاهن يقول : أنشعنا الجارية إنشاعا. قال : (٦)

قال الحوازي واستحت أن تنشعا

أي : استحت أن تأخذ أجر الكهانة.

نعش :

النَّعْش : سرير الميت عند العرب. قال : (٧)

أمحمول على النعش الهمام

وعند العامة : النعش للمرأة والسرير للرجل.

__________________

(١) البيت منسوب إلى (القطامي) أيضا في التاج (شنع).

(٢) من س. في ط : جملة وهو تصحيف.

(٣) زيادة اقتضاها السياق من المحكم ١ / ٢٣٢ واللسان ٨ / ١٨٧.

(٤) البيت في التهذيب ١ / ٤٣٣ منسوب إلى (مروان) وزعم محقق التهذيب أن (مروان) وهو مروان بن أبي حفصة وهو وهم.

(٥) القائل : (ذو الرمة) والبيت في ديوانه ٢ / ١٣٩٢ والبيت أيضا في التهذيب وهو منسوب إلى (ذي الرمة). وصدر البيت كما في الديوان :

«إذا مرثية ولدت غلاما»

(٦) القائل هو (رؤبة) والرجز في ديوانه ٩٢ وفي اللسان أيضا ٨ / ٣٥٤ والرواية فيه : وأني أن ينشعا. ونسب في التهذيب ١ / ٤٣٤ وفي المحكم ١ / ٢٣٢ إلى (العجاج) وهو وهم ... والحوازي جمع حازية وهي الكاهنة. و (استحت) من س. في ط استحث.

(٧) القائل (النابغة) وصدر البيت كما في الديوان ص ٢٤ : ألم أقسم عليك تتخيرني.

٢٥٨

بنات نَعْش سبعة كواكب ، أربعة نَعْشٌ وثلاثة بنات والواحد : ابن نَعْش ، لأن الكوكب مذكر فيذكرونه على تذكيره ، فإذا قالوا : ثلاث وأربع ذهبوا به مذهب التأنيث ، لأن البنين لا يقال إلا للآدميين. وعلى هذا : ابن آوى فإذا جمعوا قالوا : بنات آوى. وابن عرس وبنات عرس.

قال الخليل : [هذا شيء لم نسمع بالابن لحال الأب والأم كما يقولون بنين وبنات فإذا ذكروا ابن لبون وابن مخاض قالوا](١) ولكنهم يقولون : بنات لبون ذكور وبنات مخاض ذكور هكذا كلام العرب ، ولو حمله النحوي على القياس فذكر المذكر وأنث المؤنث كان صوابا.

وتقول : نَعَشَه الله فانتعش. إذا سد فقره ، وأنعشتُهُ فانتعش ، أي جبرته فانجبر بعد فقر. قال زائدة : لا يقال نَعَشَه الله فانتعش ، والربيع يَنْعَش الناس ، أي ، يخصبهم. قال رؤبة : (٢)

أَنْعَشَني منه بسيب مفعم

وقال : (٣)

وأنك غيث أنعش الناس سببه

وسيف ، أعيرته المنية ، قاطع

عنش :

العرب تقول : رجل عَنَشْنَشٌ ، وامرأة (عَنَشْنَشَةٌ) (٤) بالهاء.

قال عرام : يروى بالهاء مكان العين ، فيقال : هنشنش ، أي : خفيف. وقال الراجز:(٥)

عَنَشْنَشٌ تعدو به عنشنشه

__________________

(١) جعلنا هذا بين معقوفتين ، لأننا لم نقف منه على معنى واضح ، وهو كذلك في الأصول الثلاثة.

(٢) والشطر في التهذيب ١ / ٤٣٦ والرواية فيه مقعث ، وكذلك جاء في اللسان (نعش).

(٣) القائل هو (النابغة الذبياني). ديوانه والبيت في المحكم ١ / ٢٣١ وفي اللسان أيضا (نعش) والرواية فيها : ينعش.

(٤) من س وقد سقطت من ط.

(٥) غير معزو والرجز في التهذيب ١ / ٤٣٢ والرواية فيه : تحمله. وما في المحكم ١ / ٢٣٠ واللسان (عنش) فمطابقة للعين وبعد هذا الشطر في المراجع : للدرع فوق ساعديه خشخشه».

٢٥٩

(باب العين والشين والفاء معهما)

(ش ع ف ، ش ف ع يستعملان فقط)

شعف :

الشَّعَفُ : مثل رءوس الكمأة ، ورءوس الأثافي المستديرة في أعاليها ، قال العجاج:(١)

دواخسا في الأرض إلا شَعَفا

يعني دواخل في الأرض إلا رءوس الأثافي.

وشَعَفَةُ القلب : رأسه عند معلق نياطه.

شَعَفَني حبه ، وشُعِفْتُ به وبحبه ، أي : غشي الحب القلب من فوق. ويقرأ شَعَفَها حبا (٢). وشَعَفُ الجبال والأبنية : رءوسها. قال : (٣)

وكعبا قد حميناهم فحلوا

محل العصم في شَعَفِ الجبال

شفع :

الشَّفْع : ما كان من العدد أزواجا. تقول : كان وترا فشفعته بالآخر حتى صار شفعا. وفي القرآن (وَ) الشَّفْعِ (وَالْوَتْرِ)(٤). الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة. ويقال : الشَّفْع الحصا يعني كثرة الخلق ، والوتر الله قال العجاج : (٥)

شَفْعُ تميم بالحصى المتمم

__________________

(١) ديوان العجاج ص ٤٩٠ (بيروت) والرجز في التهذيب ١ / ٤٤٠.

(٢) الآية : (قَدْ شَغَفَها حُبًّا) سورة يوسف ٣١.

(٣) غير منسوب.

(٤) سورة الفجر ٣.

(٥) ديوان العجاج ق ٢٣ ب ٩٢ ص ٣٠٠.

٢٦٠