كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

هو الدهر ، يقول : لو لا أنتم لأهلكني الدهر. وإذا طفئت الحرب من القوم يقال : إن شئتم أعدناها جَذَعة ، أي أول ما يبتدأ بها. وفلان في هذا الأمر جَذَع ، أي : أخذ فيه حديثا. والجِذْع النخلة ، وهو غصنها (١)

(باب العين والجيم والثاء معهما)

(ع ث ج ، ث ع ج يستعملان فقط)

عثج :

العَثَج والثعج والأول أنسب : (٢) جماعة من الناس في السفر. قال : (٣) ثعج :

لا هم لو لا أن بكرا دونكا

يبرك الناس ويفجرونكا

ما زال منا عَثَج يأتونكا

يريدون بيتك ، والعَثَوْجَج : البعير السريع الضخم ، المجتمع الخلق ، يقال : اعثوثج اعثيثاجا ، لم يعرفه عرام.

(باب العين والجيم والراء معهما)

(ع ج ر ، ع ر ج ، ر ع ج ، ج ع ر ، ج ر ع ، ر ج ع مستعملات)

عجر :

الأَعْجَر : الضخم الوسط من الناس ، وقد عَجِرَ يَعْجَر عَجَرا. والعُجْرَة : موضع العَجَر منه.

__________________

(١) في ط وس : غصنه. وما أثبتناه أصوب وفي اللسان : والجذع واحد جذوع النخل. وقيل هو ساق النخلة والجمع : أجذع وجذوع وقيل. لا يتبين لها جذع حتى يبين ساقها.

(٢) هذه الكلمة من س وما في ط فهو (اب).

(٣) لم ينسب ونسبه المحكم إلى بعض العرب في الجاهلية وهم يلبون ١ / ١٨٦ ، وكذا اللسان ٢ / ٣١٧.

٢٢١

والأَعْجَز : كل شيء ترى فيه عقدا. كيس أَعْجَز ، وبطن أَعْجَز إذا امتلأ جدا. قال: عنترة :

أبني زبيبة ما لمهركم

متخددا وبطونكم عُجْر (١)

وأنشد أبو ليلى :

حسن الثياب يبيت أعجر طاعما

والضيف من حب الطعام قد التوى

والعُجْرَة : خروج السرة. وفي الحديث : أذكر عُجَرَه وبجره (٢). والخليج (٣) ذو عُجَر. والعُجَر [جمع عُجْرَة](٤) كل عقدة في خشبة أو غيرها. وكذلك المِعْجَر حتى يقال : هذا سيف أَعْجَر ، وفي وسطه عُجْرَة ، ومِعْجَر. وحافر عَجِر ، أي : صلب شديد. قال:(٥)

سائل شمراخه ذي جبب

سلط السنبك في رسغ عَجِر

والاعْتِجار : لف العمامة على الرأس من غير إدارة تحت الحنك ، وأنشد أبو ليلى:(٦)

جاءت به معتجرا ببرده

سفواء تخدي بنسيج وحده

والمِعْجَر : ثوب تَعْتَجِر به المرأة ، أصغر من الرداء ، وأكبر من المقنعة. قال زائدة : مِعْجَر من المعاجر ثياب تكون باليمن. العَجِير من الخيل كالعنين من الرجال.

عرج :

عَرِجَ الأَعرج يَعْرَج عَرَجا. والأنثى عَرْجاء. وأَعْرَجَ الله الأَعْرَجَ فعَرِجَ هو ، وفلان

__________________

(١) في س : متخدد. والبيت في التهذيب ١ / ٣٦٠ ، واللسان ٤ / ٥٤٢.

(٢) في اللسان : وفي حديث أم زرع : إن أذكره أذكر عجره وبجره ٤ / ٥٤٢.

(٣) الخليج : الجفنةو جمعه الخلج قال (لبيد :)

ويكلون اذا الرياج تناوحت

خلجا تمد شوارعا أيتامها

اللسان ٢ / ٢٦٠.

(٤) زيادة اقتضاها السياق.

(٥) القائل هو (المرار بن منقذ العدوي). والبيت من قصيدة له في المفصليات ص ٨٣ دار المعارف.

(٦) نسبها اللسان (عجر) ٤ / ٥٤٤ إلى (دكين) يمدح عمرو بن هبيرة ويصف بغلته التي آلت إليه.

٢٢٢

يتعارج إذا مشى يحكي الأعرجَ. والعُرْجَة : موضع العَرَج من الرجل. وجمع الأَعرج عُرْجان. والعَرْجاء : الضبع ، خلقه فيها. وجمعه : عُرْج .. أُعَيْرِج : حية صماء لا تقبل الرقية ، وتطفر كما تطفر الأفعى وجمعه : أُعَيْرِجات.

قال أبو ليلى : العَرْج من الإبل ثمانون إلى تسعين فإذا بلغت مائة فهي هنيدة ، وجمعه : أَعْرُج وعُرُوج. قال طرفة بن العبد البكري : (١)

يوم تبدي البيض عن أسوقها

وتلف الخيل أَعْرَاج النعم

ويقال : العَرْج : القطيع الضخم من الإبل نحو خمسمائة (٢) ، وجمعه : أَعراج. قال:(٣)

فقسم عَرْجا كأسه فوق كفه

وجاء بنهب كالفسيل المكمم

والعَرِج من الإبل كالحقب وهو الذي لا يستقيم بوله [لفصده من ذكره](٤) يقال : عَرِج الجمل وحقب.

وعَرَجَ يعرُجُ عُرُوجا ، أي : صعد. والمَعْرَج : المصعد. والمَعْرَج : الطريق الذي تصعد فيه الملائكة. والمِعْراج شبه سلم أو درجة تَعْرُجُ الأرواح فيه إذا قبضت. يقال ليس شيء أحسن منه ، إذا رآه الروح لم يتمالك أن يخرج ، ولو جمع على المعاريج لكان صوابا. والمَعَارِج في قول الله عزوجل : (مِنَ اللهِ ذِي) الْمَعارِجِ تَعْرُجُ (الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ)(٥) جماعة المَعْرَج. ولغة هذيل : يعرِج ويعكف ، هم مولعون بالكسر.

والتَّعْرِيج : حبسك مطيتك ورفقتك مقيما على رفقتك أو لحاجة. وما لنا عَرْجَة بموضع كذا ، أي : مقام. قال :

__________________

(١) ديوان طرفة ص ٧١.

(٢) في الأصل في ط ود : الخمسمائة.

(٣) القائل ، كما في التاج هو (العلاء بن قرظة خال الفرزدق). (وآب) مكان (جاء).

(٤) عبارة غير مفهومة لم نقع على معنى لها.

(٥) سورة المعارج ٣ ، ٤.

٢٢٣

قال:

يا حاديي أم فضاض أما لكما

حتى نكلمها هم بتعريج

وانْعَرَجَ الطريق والبئر والوادي إذا مال ، ومُنْعَرَجه حيث يميل يمنة ويسرة. وانعرج القوم عن الطريق ، أي : مالوا عنه. وعَرَّجْنا النهر ، أي : أملناه يمنة ويسرة. والعَرَنْجَج : اسم حمير ، واشتقاقه من العَرْج.

رعج :

الإِرعاج : تلألؤ البرق وتفرقه في السماء. قال العجاج : (١)

سحا أهاضيب وبرقا مُرْعجا

جعر :

الجَعْر ما يبس في الدبر من العذرة ، أو خرج يابسا. ولا يقال للكلب إلا جَعَرَ يَجْعَر. والجَعْراء حي يعيرون بذلك. قال : (٢)

دعت كندة الجعراء بالحي مالكا

وتدعو بعوف تحت ظل القواصل

والضبع تسمى جَعارِ لكثرة جَعْرِها ، والأنثى أم جَعار. والجاعِرَتان حيث يكوى الحمار من مؤخره على كاذتي فخذيه (٣)

والجِعار : الحبل الذي يشد به المستقي من البئر وسطه لئلا يقع في البئر. قال : الراجز (٤)

ليس الجِعار مانعي من القدر

__________________

(١) ديوان العجاج ص ٣٥٥ (بيروت).

(٢) لم ينسب في نسخ العين ولا في المراجع المتيسرة ، وقد ورد البيت في المحكم ١ / ١٨٩ وفي اللسان والتاج (جعر).

(٣) الكاذتان من فخذي الحمار في أعلاهما. وهما موضع الكي من جاعرتي الحمار. لسان العرب (كوذ).

(٤) البيت في التهذيب ١ / ٣٦٢ : (منجيا) مكان (مانعي) وفي المحكم ١ / ١٨٩ واللسان ٤ / ١٣٩ والتاج ٣ / ١٠٢ : مانعي.

٢٢٤

جرع :

جَرِعْتُ الماء أَجْرَعُهُ جَرْعا ، واجترعته. وكل شيء يبلعه الحلق فهو اجتراع. والاسم الجرعة وإذا جَرَعَه بمرة قيل : اجترعه. والاجتراع ، بالماء كالابتلاع بالطعام. والتَّجَرُّع : تتابع [الجرع](١) مرة بعد مرة. والجَرْعاء من الأرض : ذات حزونة تسفي عليها الرياح فتغشيها ، وإذا كانت صغيرة فاسمها الجُرْعة وجمعها جِراع. وإذا كانت واسعة جدا [فهي](٢) أَجرع كله ، ويجمع أَجارِع. وجمع الجرعاء : جَرعاوات. قال :

أتنسي بلائي (٣) غداة الحروب

وكري على القوم بالأَجْرع

وقال ذو الرمة : (٤)

بجَرْعائك البيض الحسان الخرائد

رجع :

رَجَعْتُ رُجُوعا ورَجَعْتُه يستوي فيه اللازم والمجاوز. والرَّجْعة المرة الواحدة.

والتَّرْجِيع : تقارب ضروب الحركات في الصوت. هو يُرَجِّع في قراءته ، وهي قراءة أصحاب الألحان. والقينة والمغنية تُرَجِّعان في غنائهما. وترجيع وشي النقش والوشم والكتابة خطوطها. والرَّجْع : ترجيع الدابة يدها في السير. قال : (٥)

يعدو به نهش المشاش كأنه

صدع سليم رَجْعُهُ لا يظلع

شبه الفرس في عدوه بصدع. وهو الفتي من الأوعال.

ورَجْعُ الجواب : رده. ورَجْعُ الرشق من الرمي : ما يرد عليه. والمرجوعة : جواب

__________________

(١) زيادة اقتضاها السياق.

(٢) في ط وس : فهو.

(٣) من س. في ط : بلاي.

(٤) ديوان ذي الرمة ٢ / ١٠٨٨ دمشق وصدر البيت :

ولم تمش مشي الأدم في رونق الضحى»

(٥) القائل هو (أبو ذؤيب الهذلي). ديوان الهذليين ١ / ١٨.

٢٢٥

الرسالة. قال : (١)

لم تدر ما مرجوعة السائل

يصف الدار ، تقول : ليس في هذا البيع مرجوع ، أي : لا يرجع فيه. ويقال : يريد : ليس فيه فضل ولا ربح ، والارتجاع (٢) أن ترتجع شيئا بعد أن تعطي. وارتجع الكلب في قيئه. قال :

أن الحباب عاد في عطائه

كما يعود الكلب في تقيائه

والرَّجْعة : مُراجَعَة الرجل أهله بعد الطلاق. وقوم يؤمنون بالرجعة إلى الدنيا قبل يوم القيامة. والاسْتِرجاع أن تقول : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ) راجِعُونَ (٣) قال الضرير : أقول : رَجَعَ ، ولا أقول استرجع.

وكلام رَجِيع : مردود إلى صاحبه. يقال : هذا الكلام رَجِيع فيما بيننا.

والرَّجِيع من الدواب ما رجعته من السفر إلى السفر ، والأنثى رجيعة. قال : ذو الرمة: (٤)

رَجِيعة أسفار كأن زمامها

شجاع لدى يسرى الذراعين مطرق

والرَّجِيع : الروث. قال الأعشى : (٥)

ليس فيها إلا الرَّجِيع علاق

ويقال : الرَّجِيع : الجرة. قال حميد : (٦)

رددن رجيع الفرث حتى [كأنه]

حصي إثم بين الصلاء سحيق

يصف إبلا تردد جرتها. قال الضرير : يصف الرماد فأما الجرة ففي البيت الأول.

__________________

(١) القائل هو (حسان بن ثابت). ديوانه ١٩٢ (صادر) والتاج (رجع) وصدر البيت :

ساءلتها عن ذاك فاستعجمت

(٢) هذا من س. في ط : ارتجاع.

(٣) سورة البقرة آخر آية ١٥٦.

(٤) ديوان ذي الرمة ١ / ٤٦٨ (دمشق). التهذيب ١ / ٣٦٥. لسان العرب ٨ / ١١٦.

(٥) ديوان الأعشى ص ١٧١ وصدر البيت : «وقلاة كأنها ظهر ترس».

(٦) هو (حميد بن ثور الهلالي). البيت في المحكم ١ / ١٩٢ واللسان ٨ / ١١٦.

٢٢٦

والرَّجْع : المطر نفسه. والرَّجْع : نبات الربيع. قال : (١)

وجاءت سلتم لا رَجْعَ فيها

ولا صدع [فتحتلب] الرعاء

السلتم : السنة الشديدة ، وهي الداهية أيضا. والرُّجْعان من الأرض ما ارتد فيه من السيل ثم نفذ.

(باب العين والجيم واللام معهما)

(ع ج ل ، ع ل ج ، ج ع ل ، ج ل ع ، ل ع ج مستعملات ، ل ج ع مهمل)

عجل :

العَجَل : العَجَلة وربما قيل [رجل](٢) عَجِل وعَجُلٌ ، لغتان. واستعجلته ، أي : حثثته وأمرته أن يُعَجِّلَ في الأمر. وأَعْجَلَتْه وتَعَجَّلْت خراجه ، أي : كلفته أن يُعْجِله. وعَجّل يا فلان ، أي : عَجِّلْ أمرك. ورجل عَجلان ، وامرأة عَجْلَى ، وقوم عِجال ، ونساء عَجالى.

والعَجَل عَجَل الثيران ، ويجمع على أَعجال. والعَجَلَة : المنجنون يستقى عليها ، وجمعه : عَجَل وعَجَلات. والعِجْلَة : المزادة ، والإداوة الصغيرة ، ويجمع على عِجال وعِجَل. قال : (٣)

على أن مكتوب العجال وكيع

__________________

(١) لم ينسب في نسخ العين التي بين أيدينا ولا في المراجع. والبيت مما أنشده (ابن بري) في السنة الصعبة. كما جاء في اللسان ١٢ / ٣٠١.

(٢) زيادة من المختصر اقتضاها السياق.

(٣) هو (الطرماح) ديوان الطرماح ص ٣٠١ (دمشق). والبيت في اللسان أيضا (عجل) ١١ / ٤٢٩ و (وكع) والرواية في الديوان وفي اللسان (وكع) :

تنشف أوشال النطاف ودونها

كلى عجل مكتوبهن وكيع

والرواية في اللسان (عجل) تطابق رواية العين ، وصدر البيت في هذه الرواية :

«تنشف أوشال النطاق بطبخها»

٢٢٧

وقال الأعشى : (١)

والرافلات على أعجازها العِجَل

قال أبو ليلى : العِجْلة : المطهرة والمزادة. والعِجْلَة ضرب من الجنبة من نبات الصيف والإِعْجالة : ما يُعَجِّله الراعي من اللبن إلى أهله. قال الكميت : (٢)

أتتكم بإعجالاتها وهي حفل

تمج لكم قبل احتلاب ثمالها

والعَجُول من الإبل الواله التي فقدت ولدها ، ويجمع على عُجُل. قالت الخنساء:(٣)

فما عَجُول على بو تطيف به

قد ساعدتها على التحنان أظآر

والعاجِلة : الدنيا ، والآجلة : الآخرة. والعاجِل : نقيض الآجل. عام في كل شيء ، يقال : عجّل وأجل. وبعضهم يفسر قول الله (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ) عَجَلٍ (٤) أنه الطين والله أعلم.

والعِجَّوْل لغة في عِجْل البقرة. والأنثى : عِجَّوْلَة ، وجمعها : عَجاجِيل. وقد تجيء في الشعر نعتا للإبل السراع ، والقوائم الخفاف. والعِجَّوْل : قطعة من أقط. والعُجالة من اللبن ويجمع على عُجال. والعُجالة : ما استُعْجِلَ به من طعام ، فقدم قبل إدراك الغداء ، وهو العَجَل أيضا. قال : (٥)

إن لم تغثني أكن يا ذا الندى عَجَلا

كلقمة وقعت في شدق غرثان

علج :

العِلْج من معلوجاء العجم ، وجمعه : علوج. والعِلْج : حمار الوحش لاستعلاج خلقه ، أي : غلظه. والرجل إذا خرج وجهه وغلظ فهو علج. وقيل : قد استعلج.

__________________

(١) ديوان الأعشى ص ٤٦ والبيت أيضا في اللسان (عجل) وصدر البيت :

«والساحبات ذيول الخز أونة»

(٢) شعر (الكميت) ج ٢ ص ٧٦ (بغداد) ـ والبيت في التهذيب ١ / ٣٧١ ، واللسان ١١ / ٤٢٧.

(٣) ديوان الخنساء ص ٢٦. والرواية فيه ، وفي اللسان (عجل) :

فما عجول على بو تطيف به

لها حنينان : أعلام وإسرار

 (٤) سورة الأنبياء ٢٧.

(٥) البيت غير منسوب أيضا في التهذيب ١ / ٣٧٠ واللسان ١١ / ٤٢٧.

٢٢٨

والعِلاج مزاولة كل شيء ومُعالجته. وعالجتُ فلانا فَعَلَجْتُهُ إذا غلبته ، والعُلَّج من الرجال الشديد القتال ، والنطاح. قال العجاج : (١)

منا [خراطيم] (٢) ورأسا عُلَّجا

واعْتَلَجَ القوم : اتخذوا صراعا وقتالا ، واعتلاج الأمواج : التطامها. والعَلَجَان : شجر أخضر لا تأكله [الإبل والغنم إلا مضطرة](٣)

رمل عالِج : موضع بالبادية. قال : (٤)

أو حيث رمل عالِج تعلّجا (٥)

تَعَلُّجُه : اجتماعه. وبنو عِلاج قبيلة.

جعل :

جَعَلَ جَعْلا : صنع صنعا ، وجَعَلَ أعم ، لأنك تقول : جَعَلَ يأكل ، وجَعَلَ يصنع كذا ، ولا تقول : صنع يأكل.

والجُعْل : ما جعلت لإنسان أجرا له على عمل يعمله ، والجُعالة أيضا. والجُعالات: ما يتجاعل الناس بينهم عند بعث أو أمر يحزبهم من السلطان.

والجُعَل : دابة من هوام الأرض. والجَعْل ، واحدها جَعْلَة : وهي النخل الصغار. والجِعال والجِعالة : خرقة تنزل بها القدر عن رأس النار يتقى بها من الحر.

__________________

(١) ديوان العجاج ص ٣٨٩ (بيروت).

(٢) من ديوان العجاج. ط وس : الخراطيم.

(٣) كذا في اللسان (علج).

(٤) القائل هو (العجاج) ، والبيت في ديوانه ٣٥٨.

(٥) الشطر في ط وس :

أوجبت رمل عالج تعملجا

وفيه تصحيف. وما أثبتناه فمن الديوان.

٢٢٩

(باب العين والجيم والنون معهما)

(ع ج ن ، ع ن ج ، ج ع ن ، ن ع ج ، ن ج ع مستعملات ، ج ن ع مهمل)

عجن :

عَجَنَ يَعْجِن عَجْنا [فهو عَجِين](١) إذا عجن الخمير وناقة عَجْناء : كثيرة لحم الضرع مع قلة لبن [وكذا الشاة والبقرة](٢) [يقال](٣) عَجَنَتْ تَعْجِن عَجْنا وهي حسنة (٤) المرآة (٥) قليلة اللبن.

والمُتَعَجِّن من الإبل : المكتنز سمنا كأنه لحم بلا عظم.

والعِجان آخر الذكر ممدود في الجلد الذي يستبرئه البائل ، وهو القضيب الممدود من الخصية إلى الدبر. وثلاثة أَعْجِنَة ويجمع على عُجُن.

والعَجَّان : الأحمق. ويقال : إن فلانا لَيَعْجِن (٦) بمرفقيه حمقا.

عنج :

العِنَاج : خيط أو سير يشد في أسفل الدلو ثم يشد في عروته فإذا انقطع الحبل أمسك العناج الدلو من أن تقع في البئر ، وكل شيء يجعل له ذلك فهو عِناج. وثلاثة أَعْنِجَة ، وجمعه عُنُج. وكل شيء تجذبه إليك فقد عَنَجْتَه. عَنَجَ رأس البعير ، أي : جذبه إليه بخطامه. قال الحطيئة :

شدوا العِناج وشدوا فوقه الكربا (٧)

__________________

(١) في ط وس : عجنا وعجينا ، ولا نراه إلا وفيه سقط لعدم ائتلاف العجين والعجن ، لأن العجين مفعول والعجن مصدر.

(٢) ما بين القوسين من المحكم ١ / ٢٠٠ وما في ط وس : من الشاة والبقر ، ولا يظهر للعبارة صلة بما قبلها ولا معنى مفهوم منها.

(٣) زيادة اقتضاها السياق.

(٤) في س : صفة وهو تصحيف والعبارة : فيها صفة المرأة قليلة اللبن ولا معنى لها ، وجاء في التهذيب : من الضروع الأعجن. قال : والعجن : لحمة غليظة مثل جمع الرجل حيال فرقتي الضرة ، وهو أقلها لبنا وأحسنها مرآة.

(٥) رسمت المرآة في ط : المرااة.

(٦) في س. في ط : لعجن.

(٧) ديوان الحطيئة ١٢٨ والتهذيب ١ / ٣٧٩ والمحكم ١ / ٢٠١ واللسان (عنج) وصدر البيت :

قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ...

٢٣٠

قال : (١)

كمنزل قدرا بلا جعالها

وأجعلت الكلبة (٢) إذا أرادت السفاد. وماء مجعل وجعل ، أي : ماتت فيه الجعلان والخنافس. ورجل جعل يشبه بالجعل لسواده ، وفطس أنفه وانتشاره.

جلع :

المجالَعة : التنازع عند شرب أو قمار أو قسمة. قال : (٣)

ولا فاحش عند الشراب مُجَالِع

وروى عرام : مجالح أي مكابر. وقال عرام : المجالعة : أن يستقبلك بما لم تفعله ويبهتك به.

والجَلَعْلَع من الإبل : الحديدة النفس الشديدة.

لعج :

لَعَجَ الحزن يَلْعَج لَعْجا وهو حرارته في الفؤاد. لَعَجَه الحزن أبلغ إليه. قال : (٤)

بمكتمن من لاعِج الحزن واتن

أي : دائم قد دخل الوتين. ويقال : الحب يَلْعَج. قال :

فوا كبدا من لاعج الحب والهوى

إذا اعتاد نفسي من أميمة عيدها (٥)

__________________

(١) لم تقع لنا نسبته.

(٢) من س. في ط : الكلب.

(٣) لم ينسب الشطر ، وجاء شطرا منفردا أيضا في المحكم ١ / ٢٠٠. والصحاح ٣ / ١١٩٧ واللسان ٨ / ٥٢. والتاج ٥ / ٣٠٤.

(٤) لم نقف له على نسبة.

(٥) لم نقف على نسبته.

٢٣١

و [عَنَجَة](١) الهودج : عضادة عند بابه [يشد بها](٢) الباب.

والعَنَج بلغة هذيل هو الرجل ، ويقال بالغين ، وهذيل تقول : عَنَج على شنج ، أي : رجل على جمل. والعُنْجُوج : الرائع من الخيل ، ومن النجائب ، ويجمع عناجِيج. قال :

نحن صبحنا عامرا وعبسا

جردا عناجيجَ سبقن الشمسا

أي : طلوعها

جعن :

جَعُونة : اسم رجل من البادية. قال مبتكر (٣) : بنو جَعُونة بطن من بني تميم.

نعج :

نَعِجَ اللون نَعَجا إذا ابيض ، ونُعُوجا أيضا وهو البياض الخالص. وامرأة ناعِجَة اللون ، أي : حسنته. وجمل ناعِج ، وناقة ناعِجة : حسنة اللون مكرمة.

والناعِجة من الأرض : السهلة المستوية مكرمة للنبات تنبت الرمث. قال أبو ليلى : تنبت أطايب العشب والبقل.

والنَّعْجة من الإناث ، من الضأن والبقر الوحشي والشاء الجبلي ، وجمعه : نِعاج. وكني عن المرأة فسميت نعجة. قال الله عزوجل : (وَلِيَ) نَعْجَةٌ (واحِدَةٌ)(٤)

ومَنْعِج : موضع بالبادية ، ويقال مَنْعِج : واد لبني كلاب من ضرية ، قال :

منا فوارس منعج وفوارس

شدوا وثاق الحوفزان (تأودا) (٥)

__________________

(١) من مختصر العين ورقة ١٨ ، والتهذيب ١ / ٣٧٩. والمحكم ١ / ٢٠١. وهي في ط وس : عناجة.

(٢) في ط وس : تشد به الباب.

(٣) في ط وس ولم تذكره المراجع.

(٤) سورة (ص) ٢٣.

(٥) لم نقف له على نسبة .. في ط وس : باودا وفي الجزء المطبوع ٢٦٧ : تأودا.

٢٣٢

وإذا أكل القوم لحم ضأن فثقل عليهم فهم نَعِجون ورجل نَعِج قال : (١)

كأن القوم عشوا لحم ضأن

فهم نَعِجون قد مالت طلاهم

نجع :

النُّجْعة : طلب الكلإ والخير. وانْتَجَعْتُ أرض كذا في طلب الريف. وانتجعت فلانا لطلب معروفه. ونَجَعَ في الإنسان طعام يَنْجَع نجوعا أي : هنأه واستمرأه. ونَجَعَ فيه قولك أي : أخذ فيه. والنَّجِيع : دم الجوف. قال ذو الرمة في الانتجاع :

رأيت الناس يَنْتَجِعون غيثا

فقلت لصيدح : انتجِعِي بلالا (٢)

والناجِعَة القوم ينتجعون.

(باب العين والجيم والفاء معهما)

(ع ج ف ، ع ف ج ، ج ع ف ، ف ج ع مستعملات

ف ع ج ، ج ف ع مهملان)

عجف :

عَجَفْتُ نفسي عن الطعام أَعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا ، أي : حبست وأنا أشتهيه لأوثر به جائعا ، ولا يكون العَجْف إلا على الجوع.

وعَجَفْتُ نفسي على المريض أَعْجِفها عَجْفا ، أي : صبرت فأقمت عليه أعينه وأمرضه. قال : (٣)

إني وإن عيرتني نحولي

أو ازدريت عظمي وطولي

لأَعْجِف النفس على خليلي

أعرض بالود وبالتنويل

__________________

(١) لم ينسب في التهذيب ١ / ٣٨١ ولا في المخصص ٤ / ٨٠ أما في المحكم ١ / ٢٠٢ وفي اللسان ٢ / ٣٨١ فمنسوب إلى (ذي الرمة). ولم نجده في ديوانه.

(٢) ديوان ذي الرمة ٣ / ١٥٣٥ وفيه : سمعت الناس ...

(٣) لم نقف له على نسبة. والرجز في المحكم ١ / ٢٠٣ واللسان ٩ / ٢٣٣. وفي التهذيب : الشطر الأول منه والثالث فقط.

٢٣٣

أي أعرض له بالمودة والنوال. وعجفت له نفسي ، أي : حملت عنه ، ولم أؤاخذه.

والعَجف : ذهاب السمن. رجل أَعْجَف وامرأة عَجفاء ، وتجمع على عِجاف ، ولا يجمع أفعل على فعال غير هذا ، رواية شاذة عن العرب حملوها على لفظ سمان. والعُجَاف من أسماء التمر. قال : (١)

نعاف وإن كانت خماصا بطوننا

لباب المصفى والعُجَافَ المجردا

عفج :

العَفْجَة : من أمعاء البطن ، وهي لكل ما لا يجتر كالممرغة من الشاء وهي كالكيس من الإنسان كأنها حوصلة الطائر فيما يقال. وقد يجمعون الأمعاء بالأَعْفاج ، الواحد : عَفْج وعَفَج. وعَفَجَه بالعصا : ضربه بها.

والعَفَنْجَجُ : كل ضخم اللهازم من الرجال ذي وجنات وألواح أكول فسل (٢) ، بوزن فعنلل ، ويقال : هو الأخرق الجافي الذي لا يتجه لعمل ، قال : (٣)

منهم وذا الخنابة (٤) العَفَنْجَجَا

والعفج معروف

جعف :

الجَعْف : شدة الصرع. جَعَفْته فانْجَعَفَ ، قال :

إذا دخل الناس الظلال فإنه

على الحوض حتى يصدر الناس مُنْجَعِف (٥)

أي قد رمى بنفسه. وجُعْفِيّ : حي (٦). والنسبة إليه : جُعْفِيّ على لفظه.

فجع :

الفَجْع : أن يُفْجَعَ الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. فُجِعَ بماله وولده ، ونزلت به

__________________

(١) لم نقف على نسبة له.

(٢) هو الرذل الذي لا مروءة له.

(٣) لم نقف على نسبة له.

(٤) هذه من (س) أما (ط) ففيها : (الخنا). والخنابة : فتحة المنخرو قبله : «أكون ذوى الأضغان كبا منفسجاء.

(٥) البيت في التاج (جعف) ٦ / ٥٧ والرواية فيه ...... (... يصدر الناس مجعف) ولم ينسب البيت.

(٦) في التهذيب ١ / ٣٨٥ وقال الليث : جعف : حي من اليمن. ولم نجد هذا القول في الأصول.

٢٣٤

فاجِعة من فواجع الدهر. قال :

إن تبق تُفْجَع بالأحبة كلها

وفناء نفسك لا أبا لك أَفْجَع (١)

ويقال لغراب البين : فاجِع ، لأنه يفجع الناس بالبين. قال :

بشير صدق أعان دعوته

بصعقه مثل فاجع شجب (٢)

وموت فاجع. ودهر فاجع يفجع الناس بالأحداث. والرجل يَتَفَجَّعُ ، وهو توجعه للمصيبة. والفَجِيعة الاسم كالرزية. أنشد عرام :

كأنها نائحة تفجّع

تبكي لميت وسواها الموجع

(باب العين والجيم والباء معهما)

(ع ج ب ، ج ع ب ، ب ع ج ، مستعملات ، ع ب ج ،

ج ب ع ، ب ج ع مهملات)

عجب :

عَجِبَ عَجَبا ، وأمر عَجِيبٌ عَجَب عُجَاب. قال الخليل : بينهما فرق. أما العَجِيب فالعَجَب ، وأما العُجاب فالذي جاوز حد العَجَب ، مثل الطويل والطوال. وتقول : هذا العجب العاجِب ، أي : العَجِيب. والاسْتِعْجاب : شدة التَّعَجُّب ، وهو مُسْتَعْجِب ومُتَعَجِّب مما يرى. وشيء مُعْجِب ، أي : حسن. وأَعْجَبَني وأُعْجِبْتُ به. وفلان مُعْجَب بنفسه إذا دخله العُجْب. وعَجَّبْتُه بكذا تَعْجِيبا فعجب منه.

والعَجْب من كل دابة : ما ضمت عليه الوركان من أصل الذنب المغروز في مؤخر العجز.

__________________

(١) البيت غير منسوب وهو في التاج ٥ / ٤٤٧.

(٢) البيت في التاج وهو غير منسوب أيضا. وجاء فيه بعده : يعني الغراب إذا نعق بالبين والشجب. الهالك.

٢٣٥

تقول : لشد ما عَجُبَت وذلك إذا دق مؤخرها ، وأشرفت جاعرتاها ، وهي خلقة قبيحة فيمن كانت.

وناقة عَجْباء بينة العَجَب والعَجَبَة. وعُجُوب الكثبان أواخرها المستدقة. قال لبيد:

بعُجُوب كثبان يميل هيامها (١)

جعب :

جَعَبْت جَعْبَة ، أي : اتخذت كنانة. والجِعَابة صنعة الجعَّاب.

الجُعَبَى : ضرب من النمل أحمر ، ويجمع جُعَبَيات.

والجعْبُوب : الدنيء من الرجال. قال :

تأمل للملاح مخضبات

إذا انجعب البعيث ببطن وادي

أي : مات البعيث الذي عجز عن المرأة. والجَعْبَاء : الدبر قال : بشار :

سهيل بن عمار يجود ببره

كما جاد بالجعبا سهيل بن سالم (٢)

ويروى : ... بالوجعاء.

بعج :

بَعَجَ فلان بطن فلان بالسكين ، أي : شقه وخضخضه فيه ، وتَبَعَّجَ السحاب إذا انفرج عن الودق. قال : (٣)

__________________

(١) صدر البيت : تجتاف أصلا قالصا متنبذا والبيت من معلقته. ديوان لبيد ص ٣٠٩ (الكويت) وفيه (هيامها) بضم الهاء وهو خطأ والصواب فتحها ، وهي مفتوحة في شروح المعلقات وفي التهذيب ١ / ٣٨٧. وجاء في اللسان : الهيام بالفتح هو التراب أو الرمل الذي لا يتمالك أن يسيل من اليد اللينة. والجمع هيم مثل قذال وقذل ، ومنه قول (لبيد) هذا. تجتاف : تستكن في جوفه. القالص : المرتفع. متنبذ : متفرق. وجاء عجز البيت في غير هذا المكان : بعجوب أنقاء .....

(٢) البيت (لبشار) وفي النسخ : سهل بن سالم وجاء في الديوان وفي الأغاني ٣ / ٢٦ (بولاق) : سهيل بن سالم ويؤكده البيت الذي قبل هذا وهو :

(٣) القائل هو (العجاج). ديوانه ٣٧٤ (دمشق).

٢٣٦

حيث استهل المزن [أو] (١) تبعَّجا

وبعّج المطر في الأرض تَبْعيجا من شدة فحصه الحجارة. وبَعَجَه [حب](٢) فلان إذا اشتد وجده وحزن له. ورجل بَعِج كأنه مبعوج البطن من ضعف مشيه (٣). قال :

ليلة أمشي على مخاطرة

مشيا رويدا كمشية البَعِج

باعِجَة [الوادي حيث يَنْبَعِج أي : يتسع](٤). و [بنو بعجة](٥) بطن.

(باب العين والجيم والميم معهما)

(ع ج م ، ع م ج ، ج ع م ، ج م ع ، م ع ج ، م ج ع مستعملات)

عجم :

العَجَم : ضد العرب. ورجل أَعْجميّ : ليس بعربي وقوم عجم وعرب والأَعْجَم : الذي لا يفصح. وامرأة عَجماء بينة العُجْمة. والعَجْماء : كل دابة أو بهيمة. وفي الحديث : جرح العَجْماء جبار (٦). يقول : إذا أفلتت الدابة فقتلت إنسانا فليس على صاحبها دية وجبار ، أي : باطل ، هدر دمه.

والعَجْماء كل صلاة لا يقرأ فيها. والأَعْجَم : كل كلام ليس [بلغة](٧) عربية إذا لم ترد بها النسبة.

__________________

(١) في ط وس : إذ وفي الديوان : أو ، وفي رواية الأزهري في التهذيب ١ / ٣٨٩ : (أو أيضا.

(٢) من التهذيب في رواية له عن الليث.

(٣) في ط وس : مسه وكذلك في الجزء المطبوع وهو تصحيف.

(٤) تكملة من مختصر العين (لأبي بكر الزبيدي) ورقة ٢٠. وجاء في التهذيب : والبواعج (جمع باعجة) أماكن في الرمل تسترق فإذا نبت فيها النصي كان أرق له وأطيب ... ثم قال : باعجة : اسم موضع. التهذيب ١ / ٣٨٩.

(٥) تكملة من المحكم ١ / ٢٠٦ : وبنوبعجة : بطن. ويبدو أن عبارة المخطوطة محرفة وملفقة فإنها في ط وس : باعجة بطن من الأرض وفي الجزء المطبوع (من الأزد) ولا ندري من أين.

(٦) صحيح البخاري ٩ / ١٥. وأورده اللسان (عجم).

(٧) زيادة اقتضاها السياق.

٢٣٧

قال أبو النجم :

صوتا مخوفا عندها مليحا

أعجمَ في آذانها فصيحا

يصف حمار الوحش. وتقول : اسْتَعْجَمَت الدار عن جواب السائل. والمُعْجَم حروف الهجاء المقطعة ، لأنها أَعْجَمية. وتعجِيم الكتاب : تنقيطه كي تستبين عجمته ويصح.

وعُجْمَة الرمل أكثره وأضخمه وأكثره تراكما في وسط الرمل. قال ذو الرمة :

من عُجْمَة الرمل أنقاء لها حبب (١)

وعَجَمُ التمر نواه (٢) والإنسان يَعْجُم التمرة إذا لاكها بنواتها في فمه. وعَجِيم النوى : الذي قد قشر لحاؤه من التمر. وعَجَمْتُ العود : عضضت عليه بأسناني أيها أصلب. قال عبد الله بن سبرة الجرشي :

وكم عاجم عودى أضر بنابه

مذاقي ففي نابيه فرض فلول

وقال الحجاج بن يوسف : إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها فوجدني أصلبها (٣).

قوله : عجم ، أي : عض عليها بأسنانه لينظر أيها أصلب ، وهذا مثل ، أي : جرب الرجال فاختارني منهم.

والثور يَعْجُم قرنه يدلكه بشجرة لينظفه.

وما عَجَمَتْكَ عيني مذ كذا ، أي : ما أخذتك.

وتقول للرجل العزيز النفس : إنه لصلب المَعْجَم. أي : إذا عجمته الأمور

__________________

(١) ديوانه ١ / ٧٩ والرواية فيه : أثباج لها خبب والخبب الطرائق كالحبب بالحاء المهملة.

(٢) في ط وس : نواته.

(٣) النص في التهذيب ١ / ٣٩٢. وفي اللسان (عجم) ١٢ / ٣٩٠.

٢٣٨

وجدته متينا. وقال سعد بن مسمع :

ذا سبحة لو كان حلو المَعْجَم

أي : ذا جمال. وهذا من سبحات الوجه ، وهو محاسنه ، ولأنك إذا رأيته قلت : سبحان الله. وقوله : لو كان حلو المعجم ، أي : لو كان محمود الخبر كان قد تم أمره ولكنه جمال دون خبر. قال أبو ليلى : المعجم : هاهنا المذاق. عَجَمْتُهُ : ذقنه. قال الأخطل :

يا صاح هل تبلغنها ذات معجمة

بدايتيها ومجرى نسعها بقع (١)

عمج :

التَّعَمُّج : الاعوجاج في السير ، والمشي لليدين والأعضاء لاعوجاج الطريق كتَعَمَّجَ السيل إذا انقلب بعضه على بعض. قال : (٢)

تدافع السيل إذا تَعَمَّجَا

جعم :

امرأة جَعْماء : أنكر عقلها هرما ، ولا يقال رجل أَجْعَم. وناقة جعماء : مسنة. ورجل جَعِم وامرأة جَعِمَة ، وبها جَعَمٌ ، أي : غلظ كلام في سعة حلق.

وجَعِمَ الرجل جَعَما ، أي : قرم إلى اللحم ، وهو في ذاك أكول. قال : العجاج (٣)

إذ جَعِمَ الذهلان كل مَجْعَم

أي : جَعِمُوا إلى الشر ، كما يقرم إلى اللحم.

جمع :

الجَمْع مصدر جَمَعت الشيء. والجَمْع أيضا : اسم لجماعة الناس ، والجموع : اسم

__________________

(١) ديوان الأخطل ١ / ٣٦٠ والرواية فيه : «بصفحتيها ومجري نسعها وقع».

(٢) القائل هو (العجاج) ديوانه ص ٣٦٣ وورد البيت في التهذيب ١ / ٣٩٤ وفي اللسان : (عمج).

(٣) ديوان العجاج ص ٣٠٤ والتهذيب ١ / ٣٩٦.

٢٣٩

لجماعة الناس. والمَجمع حيث يُجْمَع الناس ، وهو أيضا اسم للناس والجَمَاعة : عدد كل شيء وكثرته.

والجِمَاع : ما جمعَ عددا ، فهو جِماعُهُ ، كما تقول لجماع الخباء : أخبية قال الحسن: اتقوا هذه الأهواء التي (١) جِماعها الضلالة ومعادها إلى النار. وكذلك الجَمِيع إلا أنه اسم لازم. يقال : رجل جَمِيع ، أي : مجتمِع في خلقه. وأما المجتَمِع فالذي استوت لحيته ، وبلغ غاية شبابه ، ولا يقال للنساء.

والمسجد الجامِع نعت به ، لأنه يجمع أهله ، ومسجد الجامِع خطأ بغير الألف واللام ، لأن الاسم لا يضاف إلى النعت. لا يقال : هذا زيد الفقيه.

وتقول : جَمَّعَ الناس ، أي : شهدوا الجُمُعة ، وقضوا الصلاة.

وجُمَّاع كل شيء : مجتمع خلقه ، فمن ذلك : جُمَّاع جسد الإنسان رأسه ، وجُمَّاع الثمرة ونحوها إذا اجتمعت براعيمها في موضع واحد. قال ذو الرمة :

ورأس كجُمَّاع الثريا ومشفر

كسبت اليماني قده لم يحرد (٢)

وتقول : ضربته بجُمْع كفي ، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكف كما تقول : ملء الكف. وماتت المرأة بجُمْع ، أي : مع ما في بطنها (٣) [وكذلك (٤)] يقال إذا ماتت عذراء. وترك فلان امرأته بجُمْع وسار ، أي : تركها وقد أثقلت. واستَجْمَعَ للمرء أموره إذا استَجمع وهيء له ما يسر به من أمره. قال : (٥)

إذا استَجمعت للمرء فيها أموره

كبا كبوة للوجه لا يستقيلها

__________________

(١) في س : فإن.

(٢) البيت في ملحق الديوان ص ١٨٦٧ (دزشق) وهو التهذيب ١ / ٣٩٩ وفي اللسان (جمع) وفي التاج (جمع). (وءوفذة لم نجرد) سقطت من ط وأكملت من س.

(٣) من س. في ط بطنه.

(٤) زيادة يقتضيها السياق مستفادة من التهذيب ١ / ٣٩٩.

(٥) لم نقف على نسبة له.

٢٤٠