كتاب العين - ج ١

الخليل بن أحمد الفراهيدي

كتاب العين - ج ١

المؤلف:

الخليل بن أحمد الفراهيدي


المحقق: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور ابراهيم السامرّائي
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة دار الهجرة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٦

وقال :

ولاذ بأطراف المَعَاقل معصما

وأنسي أن الله فوق المَعاقِل

والعاقِل من كل شيء : ما تحصن في المَعَاقِل المتمنعة ، قال حفص الأموي :

تظل خوف الرماة عاقِلة

إلى شظايا فيهن أرجاء

وفلان مَعْقِل قومه : أي يلجئون إليه إذا حزبهم أمر ، قال الفرزدق :

كان المهلب للعراق سكينة

وحيا الربيع ومَعْقِل الفرار

والعاقُول : المعرج والملتوي من النهر والوادي ، ومن الأمور الملتبس المعوج. (وأرض عاقول : لا يهدى لها) (١). والعَقَنْقَل من الرمال والتلال : ما ارتكم واتسع ، ومن الأودية: ما عرض واتسع بين حافتيه ، والجمع عَقاقِل وعَقَاقِيل ، قال العجاج :

إذا تلقته الدهاس خطرفا

وإن تلقته العَقاقيل طفا

يصف الثور الوحشي وظفره. والخطرفة : مشية كالتخطي. ويقال في الصرعة : عَقَلْتُه عَقْلَة شغزبية فصرعته. ومَعْقَلة : موضع بالبادية. وعاقِل : اسم جبل ، قال :

لمن الديار برامتين فعاقِل

علق :

العَلَق : الدم الجامد قبل أن ييبس ، والقطعة عَلَقَة.

والعَلَقَة : دويبة حمراء تكون في الماء ، تجمع على عَلَق. والمعلوق : الذي أخذ العَلَقَ بحلقة إذا شرب. والعَلُوق : المرأة التي لا تحب غير زوجها. ومن النوق : التي

__________________

(١) ما بين القوسين من ك.

١٦١

تألف الفحل ولا ترأم البو ، ويقال : هي التي يَعْلَق عليها ولد غيرها ، قال : أفنون التغلبي :

وكيف ينفع ما تعطي العَلُوق به

رئمان أنف إذا ما ضن باللبن (١)

والمرأة إذا أرضعت ولد غيرها يقال لها عَلُوق ويجمع على عَلائِق ، قال :

وبدلت من أم علي شفيقة

عَلُوقا وشر الأمهات عَلُوقها

والعَلَق : ما يُعَلَّق به البكرة من القامة ، قال رؤبة :

قعقعة المحور خطاف العَلَق (٢)

والعِلْق : المال الذي يكرم عليك ، تضن به ، تقول : هذا عِلْق مضنة. وما عليه عِلْقة إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير والعَلَاقَة : ما تَعَلَّقْت به في صناعة أو ضيعة أو معيشة معتمدا عليه ، أو ما ضربت عليه يدك من الأمور والخصومات ونحوها التي تحاولها. وفلان ذو مِعْلاق : أي شديد الخصومة والخلاف ، ويقال : مِعْلاق وإنما عاقبوا (على حذف المضاف) (٣) ، وقال : (٤)

إن تحت الأحجار (٥) حزما وعزما

وخصيما ألد ذا مِعْلاق

ومِعْلاق الرجل : لسانه إذا كان بليغا. وعَلِقْتُ بفلان : أي خاصمته. وعَلِقَ بالشيء : نشب به ، قال جرير :

إذا عَلِقَت مخالبه بقرن

أصاب القلب أو هتك الحجابا

وعُلِّقْتُ فلانةَ : أي أحببتها. وعَلَقَ فلان يفعل كذا : أي طفق وصار. وتقول :

__________________

(١) البيت في آخر المادة في ك. وروايته في اللسان :

أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به ....

(٢) سبق الاستشهاد بالبيت في (قعقع).

(٣) ما بين القوسين من ك.

(٤) نسب البيت في معجم المقاييس واللسان إلى المهلهل.

(٥) كذا في الأصول أما في س : الأشجار.

١٦٢

عَلِقَت بقلبي عَلاقة جني ، قال جرير :

أو ليتني لم تُعَلِّقْني عَلَائِقها

ولم يكن داخل الحب الذي كانا

وقال جميل :

ألا أيها الحب المبرح هل ترى

أخا عَلَقٍ يفري بحب كما أفري (١)

والمِعْلاق : ما عَلَق من العنب ونحوه. وأهل اليمن يقولون : مُعْلُوق ، أدخلوا الضمة والمدة ، كأنهم أرادوا حذو بناء المُدْهُن والمُنْخُل ثم مدوا. وتمامه أن يكون ممدودا لأنه على حذو المنطيق والمحضير. وكل شيء عُلِّقَ عليه فهو مِعْلَاقُهُ.

ومِعْلاق الباب : مزلاجه يفتح بغير المفتاح. والمغلاق يفتح بالمفتاح. يقال : عَلِّقِ الباب وأزلجه ، وتَعْلِيق الباب : نصبه وتركيبه. وعِلَاقة السوط : سير في مقبضه.

والعُلْقة : شجرة تبقى في الشتاء. وكل شيء كانت عُلْقة فهو بلغة والإبل تَعْلُقُ منه فتستغني به حتى تدرك الربيع وقد عَلَقَت به تَعْلُق عَلْقا إذا أكلت منه فتبلغت به. والعُلَّيْقَى: شجر معروف. والعُلْقَة من النبات لا تلبث أن تذهب. والعَلْقَى : شجر ، واحدته عَلْقَاة ، قال العجاج :

فكر في عَلْقَى وفي مكور (٢)

بين ثواري الشمس والذرور

والعَوْلَق : الغول ، والكلبة الحريصة على الكلاب. قال الطرماح :

عَوْلق الحرص إذا أمشرت

سادرت فيه سؤور المسامي (٣)

يعني أنهم يودعون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها. والعَلِيق : القضيم إذا عُلِّقَ

__________________

(١) البيت في الديوان (ط صادر ١٩٦١) ص ٢٣ والرواية فيه :

......آخا کلف غر مجب کما آخرد

(٢) البيت في الديوان ص ٢٩ وروايته فيه : فحط في علقى وفي مكور وكذا في اللسان.

(٣) ورد البيت في الديوان ص ١٠٦ وروايته :

ابشرت فه سوء ورالمسام

١٦٣

في عنق الدابة والعَلِيق : الشراب ، قال لبيد : (١)

اسق هذا وذا وذاك وعَلِّقْ

لا تسم الشراب إلا عَلِيقا

وكل شيء يتبلغ به فهو عُلْقة

وفي الحديث : وتجتزىء بالعُلْقَة. أي تكتفي بالبلغة من الطعام.

وفي حديث الإفك : وإنما يأكلن العُلْقَة من الطعام. وقولهم : أرض من الركب بالتعليق ، يضرب مثلا للرجل يؤمر بأن يقنع ببعض حاجته دون إتمامها كالراكب عَلِيقة من الإبل ساعة بعد ساعة) (٢).

ويقال : العَلِيق ضرب من النبيذ يتخذ من التمر. ومَعَالِيق العقد : الشنوف يجعل فيها من كل ما يحسن فيه. والعَلَاق : ما تتعلق به الإبل فتجتزىء به وتتبلغ ، قال الأعشى:

وفلاة كأنها ظهر ترس

ليس إلا الرجيع فيها عَلَاق

العُلَّيْق : نبات أخضر يَتَعَلَّق بالشجر ويلتوي عليه فيثنيه) (٣).

والعَلُوق : التي قد عَلِقَت لقاحا. والعَلوق أيضا : ما تَعْلُقُه الإبل أي ترعاه ، وقيل: نبت ، قال الأعشى :

هو الواهب المائة المصطفاة

لاق العَلوق بهن احمرارا (٤)

(أي حسن النبت ألوانها. وقيل : إنه يقول : رعين العَلُوق حين لاط بهن الاحمرار من السمن والخصب. ويقال : أراد بالعَلُوق الولد في بطنها ، وأراد بالاحمرار حسن لونها عند اللقح) (٥). والعَلُوق : الناقة السيئة الخلق القليلة الحلب ، لا ترأم البو ، ويَعْلُقُ

__________________

(١) ليس البيت في ديوان لبيد. وجاء في اللسان قول الأزهري : ويقال للشراب عليق وأنشد لبعض الشعراء وأظن أنه (للبيد) وإنشاده مصنوع. وروايته : لا نسمّي ......

وروايته في «ط» : لا يسمي الشراب ......

(٢) ما بين القوسين من ك.

(٣) ما بين القوسين ساقط من س وك.

(٤) كان البيت ملفق من أصل بيتين في الديوان ص ٥١ ، ص ٨٤ هما

ياجود منه بأدم العشا

ولاط العلوق بهن الحمرارا

هو الواهب المائة المصطفا

ة اما مخاضا واما عشارا

(٥) ما بين القوسين ساقط من ك.

١٦٤

عليها فصيل غيرها ، وتزبن ولدها أيضا لأنها تتأذى بمصه إياها لقلة لبنها ، قال الكميت

والرؤوم الرفود ذا السر

منهن عَلُوقا يسقينها وزجورا

قعل :

القُعَال : ما تناثر عن نور العنب وعن فاغية الحناء وشبهه ، الواحدة : قُعالة. وأَقْعَلَ النور : إذا انشق عن قُعَالَتِهِ. والاقتِعَال : أخذك ذلك عن الشجر في يدك إذا استنفضته. والمقْتَعِل : السهم الذي لم يبربريا جيدا ، قال لبيد :

فرشقت القوم رشقا صائبا

ليس بالعصل ولا بالمُقْتَعِل (١)

الاقْعِيلال : الانتصاب في الركوب) (٢).

قلع :

قَلَعْتُ الشجرة واقتَلَعْتُها فانقَلَعَت. ورجل قَلْعٌ : لا يثبت على السرج. وقد قَلِعَ قَلْعا وقُلْعة. والقالِع : دائرة بمنسج الدابة يتشاءم به. ويجمع قَوَالِع. والمقلوع : الأمير المعزول. قُلِعَ قَلْعا وقُلْعة ، قال خلف بن خليفة : (٣)

تبدل بآذنك المرتشي

وأهون تعزيره القُلْعَة

أي أهون أدبه أن تقلعه. والقُلْعة : الرجل الضعيف الذي إذا بطش به لم يثبت ، قال :

يا قُلْعَة ما أتت قوما بمرزئة

كانوا شرارا وما كانوا بأخيار

والقَلْعَة من الحصون : ما يبنى منها على شعف الجبال الممتنعة. وقد أَقْلَعُوا بهذه البلاد قِلاعا : أي بنوها. والمُقْلَعة من السفن : العظيمة تشبه بالقلع من الجبال ، وقال

__________________

(١) البيت في الديوان ص ١٩٤ وروايته :

فرميت القوم رشقا صائبا

(٢) ما بين القوسين من ك.

(٣) البيت غير منسوب في التاج وروايته في ط :

تبدل باذانك المرتشى

١٦٥

يصف السفن :

مواخر في سماء اليم مُقْلعة

إذا علوا ظهر موج ثمت انحدروا

شبه السفن العظام بالقَلْعة (١) لعظمها وارتفاعها ، وقال : (٢))

تكسر فوقه القَلَع السواري

وجن الخاز باز بها جنونا

يصف السحاب. والقَلَعة : القطعة من السحاب. وأَقْلَعَت السماء : كفت عن المطر. وأَقْلَعَت الحمى : فترت فانقطعت. والقَلَعَة : صخرة ضخمة تنقلع عن جبل ، منفردة صعبة المرتقى. والقَلَعِيّ : الرصاص الجيد. والسيف القَلَعِيّ : ينسب إلى القَلْعة العتيقة. والقَلَعَة : موضع بالبادية تنسب إليه السيوف ، قال الراجز :

محارف بالشاء والأباعر

مبارك بالقَلَعِيّ الباتر

والقُلاع : الطين الذي يتشقق إذا نضب عنه الماء. والقطعة منه قُلاعة. وأَقْلَعَ فلان عن فلان أي كف عنه.

وفي الحديث : بئس الماء القُلَعة لا تدوم لصاحبها. لأنه متى شاء ارتجعه.

لعق :

اللَّعُوق : اسم كل شيء يُلْعَق ، من حلاوة أو دواء. لَعِقْتُه أَلْعَقُه لَعْقا ، لا تحرك مصدره لأنه فعل واقع ، ومثل هذا لا يحرك مصدره ، وأما عجل عجلا وندم ندما فيحرك ، لأنك لا تقول : عجلت الشيء ولا ندمته لأن هذا فعل غير واقع.

والمِلْعَقَة : خشبة معترضة الطرف يؤخذ بها ما يُلْعَق. واللُّعْقَة : اسم ما تأخذه بالمِلْعقة. واللَّعْقَة : المرة الواحدة فالمضموم اسم. والمفتوح فعل مثل اللقمة واللقمة والأكلة والأكلة.

__________________

(١) كذا في ص وط وس أما في م : القلع.

(٢) البيت لابن أحمر كما في معجم المقاييس والمحكم واللسان والرواية.

نفقا فوقه القلع السواري

١٦٦

واللُّعَاق : بقية ما بقي في فمك مما ابتلعت ، تقول : ما في فمي لُعَاق من طعام كما تقول : أكال ومصاص.

وفي الحديث : إن للشيطان لَعُوقا ونشوقا يستميل (١) بهما العبد إلى هواه.

فاللَّعُوق اسم ما يَلْعَقه. والنشوق : اسم ما يستنشقه

لقع :

لَقَعْتُ الشيء : رميت به ، أَلْقَعُهُ لَقْعا. واللُّقَّاعَة على بناء شداخة (٢) : الرجل الداهية الذي يَتَلَقَّع بالكلام يرمي به رميا ، قال :

باتت تمنيها الربيع وصوبه

وتنظر من لُقَّاعة ذي تكاذب

لَقَعَهُ بعينه : أصابه بها. ولَقَعَهُ ببعرة : رماه بها.

واللِّقَاع : الكساء الغليظ. وقال بعضهم : هو اللفاع لأنه يتلفع به وهذا أعرف.

__________________

(١) كذا في الأصول أما في ص : يستمسك.

(٢) كذا في الأصول أما في ك : تفاحة.

١٦٧

باب العين والنون والقاف

(ع ن ق ، ق ع ن ، ق ن ع ، ن ع ق ، ن ق ع مستعملات)

عنق :

العَنَق : من سير الدواب. والنعت مِعْناق ومُعْنق وعَنِيق. وسير عَنِيق. وبرذون عَنَق. ولم أسمع عَنَقَه ، قال رؤبة :

لما رأتني عَنَقي دبيب

وقد أرى وعَنَقي سرحوب

ويجوز للشاعر أن يجعل العَنَق من السير عَنِيقا. والمُعْنِق من جلد الأرض : ما صلب وارتفع وما حواليه سهل ، وهو منقاد في طول نحو ميل أو أقل ، وجمعه مَعانِيق.

والعُنُق معروف ، يخفف ويثقل ويؤنث. وقول الله تعالى : (فَظَلَّتْ) أَعْناقُهُمْ (لَها خاضِعِينَ)(١) أي جماعاتهم ، ولو كانت الأعناق خاصة لكانت خاضعة وخاضعات. ومن قال : هي الأعناق ، والمعنى على الرجال ، رد نون خاضعين على أسمائهم المضمرة. وتقول : جاء القوم رَسَلا رَسَلا وعُنُقا عُنُقا إذا جاءوا فرقا (٢) ، ويجمع على الأعناق. واعتَنَقَت الدابة : إذا وقعت في الوحل فأخرجت أعناقَها ، قال رؤبة :

خارجة أعناقُها من مُعْتَنَق

أي من موضع أخرجت أعناقها منه. والمُعْتَنَق : مخرج أعناق الجبال من السراب ، أي اعْتَنَقَت فأخرجت أعناقَها. والاعتِنَاق من المعانَقَة ، ويجوز الافتعال في موضع المفاعلة ، غير أن المعانَقة في حال المودة ، والاعتناق في الحرب ونحوها ، تقول : اعْتَنَقُوا في الحرب ولا تقول : تَعَانَقُوا والقياس واحد ، قال زهير :

يطعنهم ما ارتموا حتى إذا اطعنوا

ضارب حتى ما ضاربوا اعتَنَقَا

وتَعَنَّقَت الأرنب في العانِقاءتَعَنَّقَتْها ، كلاهما مستعمل : دست عُنُقها فيه

__________________

(١) سورة الشعراء ٤.

(٢) في الأصول : جاء القوم رسلا ورسلا وعنقا وعنقا وما أثبتنا موافق لما جاء في التهذيب وللسياق.

١٦٨

وربما غابت تحته ، وكذلك البربوع والعانقاء) (١). وهو جحر مملوء ترابا رخوا يكون للأرنب واليربوع إذا خافا. وربما دخل ذلك التراب فيقال : تَعَنَّقَ اليربوع لأنه يدس عُنُقَه فيه ويمضي حتى يصير تحته.

والعَنْقاء : طائر لم يبق في أيدي الناس من صفتها غير اسمها. ويقال بل سميت به لبياض في عُنُقها كالطوق وقال :

إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه

فقد حلقت بالجود عَنقاء مغرب

والعَنْقاء : الداهية. والعَنْقاء : اسم ملك ، قال : (٢)

ولدنا بني العَنْقاء وابني محرق

فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما

والأَعْنَق : الطويل العُنُق. والأَعْنَق : الكلب الذي في عُنُقه بياض كالطوق. والعَناق : الأنثى من أولاد المعز. ويجمع العُنُوق. وقولهم : العُنُوق بعد النوق ، أي صرت راعيا للغنم بعد النوق ، يقال ذلك لمن تحول من رفعة إلى دناءة ، قال

إذا مرضت منها عَناق رأيته

بسكينه (٣) من حولها يتصرف (٤)

وعَناق الأرض : حيوان أسود الرأس طويل الظهر أصغر من الفهد ويجمع على عُنُوق.

قعن :

اشتق منه اسم قُعَيْن وهو في أسد وفي قيس أيضا. ويقال : أفصح العرب نصر قُعَيْنٍ أو قُعَيْن نصر.

والقَيْعُون من العشب : نبت على فيعول مثل قيصوم ، وهو ما طال منه. يقال : اشتقاقه من القَعْن كاشتقاق القيصوم من القصم. ونحو هذه الأشياء اشتقت من الأسماء

__________________

(١) ما بين القوسين من ك.

(٢) البيت (لحسان بن ثابت). انظر اللسان (بنو).

(٣) كذا في الأصول أما في م : بسكينة.

(٤) كذا في الأصول ، أما في معجم المقاييس (عنق) : يتلهف.

١٦٩

وأميتت أصولها ، ولكن يعرف ذلك في تقدير الفعل.

قيل : يكون القَيْعُون من القَيْع كالزيتون من الزيت

قنع :

قَنِعَ يَقْنَع قَناعة : أي رضي بالقسم فهو قَنِع وهم قَنِعُون ، وقوله تعالى : الْقانِعَ (وَالْمُعْتَرَّ)

فالقانِع : السائل ، والمعتر : المعترض له من غير طلب ، قال : (١)

ومنهم شقي بالمعيشة قانِع

وقَنَعَ يَقْنَع قُنُوعا : تذلل للمسألة فهو قانِع ، قال الشماخ :

لمال المرء يصلحه فيغني

مفاقره أعف من القُنُوع (٢)

ويروى من الكنوع بمنزلة القُنُوع ورجل قَنع أي كثير المال والقَنُوع بمنزلة الهبوط ـ بلغة هذيل ـ من سفح الجبل ، وهو الارتفاع أيضا. قال :

بحيث استفاض (٣) القِنع غربي واسط

نهارا ومجت في الكثيب الأباطح

والقِنَاع : طبق من عسيب النخل وخوصه. والإقناع : مد البعير رأسه إلى الماء ليشرب ، قال يصف ناقة :

تُقْنِع للجدول منها جدولا

شبه حلق الناقة وفاها بالجدول تستقبل به جدولا في الشرب. والرجل يُقْنِع الإناء للماء الذي يسيل من جدول أو شعب. والرجل يُقْنِع يده في القنوت أي يمدها فيسترحم ربه. والقِنَاع أوسع من المِقْنَعة. وتقول : ألقى فلان عن وجهه قِنَاع

__________________

(١) قائل البيت (لبيد). انظر الصحاح (قنع). وصدر البيت

فمنه سعيد آخذ بنصبه

(٢) ورد البيت في التاج (كنع) وروايته :

مفاقرة في التاج (كنع) وروايته :

(٣) كذا في الأصول أما في م : استعاض.

١٧٠

الحياء وفلان مُقْنِع : أي يرضى بقوله. وتقول : قَنَعْت رأسه بالعصا أو بالسوط : أي علوته به ضربا.

؟ والقِنْعَة وجمعها القِنَع وجمع القِنَع القِنْعان : وهو ما جرى بين القف والسهل من التراب الكثير ، فإذا نضب عنه الماء صار فراشا يابسا ، قال : (١)

وايقن أن القِنْع صارت نطافه

فراشا وأن البقل ذاو ويابس

المُقْنِعة من الشاء : المرتفعة الضرع ، ليس في ضرعها تصوب ، قنعت بضرعها ، وأقنعت فهي مُقْنِع. واشتقاقه من إقناع الماء ونحوه كما ذكرنا.

نعق :

نَعَقَ الراعي بالغنم نَعيقا : صاح بها زجرا. ونَعَقَ الغراب يَنْعِق نُعاقا ونَعيقا. وبالغين أحسن. والنَّاعِقان : كوكبان أحدهما رجل الجوزاء اليسرى والآخر منكبها الأيمن. وهو الذي يسمى الهقعة ، وهما أضوأ كوكبين في الجوزاء

نقع :

نَقَعَ الماء في مَنْقِعَة السيل يَنْقَع نَقْعا ونُقُوعا : اجتمع فيها وطال مكثه. وتجمع المَنْقَعة (٢) على المناقِع. وهو المستَنْقِع : أي المجتمع. واستَنْقَعْتُ في الماء : أي لبثت فيه متبردا. وأَنْقَعْت الدواء في الماء إنقاعا. والنَّقُوع : شيء يُنْقَع فيه زبيب وأشياء ثم يصفى ماؤه ويشرب. واسم ذلك نَقُوع. ونَقَعَ السم في ناب الحية : في أنيابها السم ناقِع اجتمع فيه كقوله (٣).

__________________

(١) قائل البيت (ذو الرمة). انظر الديوان ص ٣١٣ وروايته في اللسان :

وابصرن أن القنع صارت نطافه.

(٢) كذا في الأصول أما في م : منقعة.

(٣) البيت (للنابغة) وتمام البيت

وبت كأني ساورني ضئيله

من الرقش في انيابها نافع

انظر الديوان.

١٧١

وانتُقِعَ لون الرجل وامتُقِعَ أصوب : تغير. والرجل إذا شرب من الماء فتغير لونه ، يقال : نَقَعَ يَنْقَع نُقُوعا. قال : (١)

لو شئت قد نَقَعَ الفؤاد بشربة

تدع الصوادي لا يجدن غليلا

والماء يَنْقَع العطش نقعا ونُقُوعا ، قال حفص الأموي :

أكرع عند الورود في سدم

تَنْقَع من غلتي وأجزؤها

والنَّقِيع : شراب يتخذ من الزبيب يُنْقَع في الماء من غير طبخ. والنَّقِيعة هي العبيطة من الإبل. وهي جزور توفر أعضاؤها فتُنْقَع في أشياء علاجا لها ، قال :

كل الطعام تشتهي ربيعه

الخرس والإعذار والنَّقِيعه

وقال المهلهل :

إنا لنضرب بالصوارم هامهم

ضرب القدار نَقيعة القدام (٢)

القدام : القادمون من سفر ، جمع قادم. وقيل القدام بفتح القاف وعن غير الخليل : والقدام : الجزار. يقال : نَقَعُوا النَّقِيعة ، ولا يقال : أَنْقَعُوا لأنه لا يريد إنقاعها في الماء. والنَّقْع : الغبار. قال الشويعر واسمه عبد العزى :

فهن بهم ضوامر في عجاج

يثرن النَّقْع أمثال السراحي (٣)

قال ليث : قلت للخليل : ما السراحي ، قال : أراد الذئاب ، ولكنه حذف من السرحان الألف والنون فجمعه على سراحي ، والعرب تقول ذلك كثيرا كما قال : (٤)

__________________

(١) البيت (لجرير). انظر الديوان ص ٣٥٤ وروايته فيه :

لو شئت قد تقع الفوءاد بمشرب ......

(٢) البيت في الصحاح (نقع) وروايته فيه :

انا لنضرب بالسيوف رءوسهم

(٣) في ك. السراج.

(٤) البيت (للبيد) في اللسان (تلع).

١٧٢

درس المنا بمتالع فأبان

أراد المنازل فحذف الزاء واللام. ونَقَعَ الصوت : إذا ارتفع. ونَقَعَ بصوته ، وأَنْقَعَ صوته : إذا تابعه ومنه قول عمر(في نسوة اجتمعن يبكين على خالد بن الوليد : وما على نساء بني المغيرة أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان) ما لم يكن نَقْع أو لقلقة.

يعني بالنَّقْع أصوات الخدود إذا ضربت ، قال لبيد : (١)

فمتى يَنْقَع صراخ صادق

يحلبوها ذات جرس وزجل

ونَقَعَ الموت يعني كثر. وما نَقَعْتُ بخبره نُقُوعا : أي ما عجت به ولا صدقت ما عجت به أي ما أخذته ولا قبلته. والنَّقْع : ما اجتمع من الماء في القليب. والنَّقِيع : البئر الكثيرة الماء ، تذكره العرب ، وجمعه أَنْقِعَة. والمِنْقَع والمِنْقَعَة : إناء يُنْقَع فيه الشيء. والأُنْقُوعة : وقبة الثريد التي فيها الودك. وكل شيء سال إليه الماء من مثعب ونحوه فهو أُنْقُوعة.

__________________

(١) البيت في الديوان ص ١٩١ وروايته فيه :

يحلبوه ذات جرس وزجل

١٧٣

باب العين والقاف والفاء

(ع ق ف ، ع ف ق ، ق ع ف ، ق ف ع ، ف ق ع)

عقف :

عَقَفْتُ الشيء أَعْقِفُه عَقْفا : أي عطفته. والعُقَّافة : خشبة في رأسها حجنة يمد بها الشيء كالمحجن. وهو أَعْقَف وعَقْفاء : إذا كان فيه انحناء.

والأَعْقَف : الفقير المحتاج ، ويجمع على عُقْفَان ، قال يزيد بن معاوية (١)

يا أيها الأَعْقَف المزجي مطيته

لا نعمة تبتغي عندي ولا نشبا

والعَقْفاء (٢) من النبات. والعُقَاف : داء يأخذ في قوائم الشاة حتى تعوج شاة عاقِف ومعقوفة (٣) أيضا. وربما اعترى كل الدواب.

قال أبو سعيد : هو القفاع لأنه يقفعها. والعَقْف : العطف

عفق :

عَفَقَ يَعْفِق عَفْقا : إذا مضى راكبا رأسه ، ومن الإبل. تقول : ما يزال يَعْفِق عَفْقا ثم يرجع : أي يغيب غيبة. والإبل تَعْفِق عَفْقا وعُفُوقا : إذا أرسلت في مراعيها فمرت على وجهها. وربما عَفَقَت عن المرعى إلى الماء ترجع إليه بين كل يومين. وكل وارد صادر : عافِق. وهو شبه الخنوس إلا أنه يرجع ، قال الراجز :

ترعى الغضا من جانبي مشفق

غبا ومن يرع الحموض يَعْفِق (٤)

أي من يرع المحض تعطش ماشيته سريعا فلا يجد بدا من العفق (لأن المحض

__________________

(١) البيت في الأصمعيات ص ٤٧ (لسهم بن حنظلة الغنوي) وروايته فيه :

لا نعمة تبتغي عندي ولا نسبا

وفي المحكم حاشية (عفق) عن بعض النسخ أنه (ليزيد بن معاوية). وهو غير منسوب في اللسان.

(٢) جاء في اللسان (ع ق ف) : حكى الأزهري عن الليث : العقفاء ضرب من البقول معروف.

(٣) في م : معقوقفة.

(٤) الرجز في اللسان وروايته : يغفق (بالغين المعجمة) وفي ط :

وفي «ط» : ومن بكى يرعى الحموض يعفق.

١٧٤

يعطش فيبعث على شرب الماء (١). وقال رؤبة : (٢)

صاحب عادات من الورد العَفَق

يرمي ذراعيه بجثجاث السوق

عِفاق : اسم رجل ، قال :

إن عِفاقا أكلته باهله

تمششوا عظامه وكاهله

قعف :

القَعْف : شدة الوطء واجتراف التراب بالقوائم ، قال :

يَقْعَفْن باعا كفراش الغضرم

مظلومة ، وضاحيا لم يظلم

قال زائدة : هو القعث. والقاعِف : المطر الشديد يَقْعَف بالحجارة أي يجرفها من وجه الأرض.

قفع :

القَفْع : (٣) ضرب من الخشب يمشي الرجال تحته إلى الحصون في الحرب. والقَفْعاء : حشيشة خوارة خشناء الورق من نبات الربيع لها نور أحمر مثل الشرار ، صغار ورقها (٤) مستعليات من فوق وثمرتها مُتَقَفِّعَة من تحت ، قال :

بالسي ما تنبت القَفْعاء والحسك (٥)

وأذن قَفْعاء : كأنما أصابتها نار فتزوت من أعلاها إلى أسفلها. ورجل قَفْعاء :

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من ك.

(٢) البيت في الديوان ص ١٠٥ وروايته :

صاحب عادات من الورد العفق. ترمى ذراعيه ......

(٣) جاء في اللسان : القفع جنن كالمكاب من خشب يدخل تحتها الرجال إذا مشوا إلى الحصون في الحرب ، قال الأزهري : هي الدبابات التي يقاتل تحتها واحدتها قفعة.

(٤) في م : وأوراقها.

(٥) البيت (لزهير) انظر الديوان ص ١٧١ وصدر البيت :

جونية كمحصاة القسم مرتعها

١٧٥

أي ارتدت أصابعها أي القدم. تقول : قَفِعَت قَفَعا. وربما قَفَّعَها البرد فتَقَفَّعَت. ونظر أعرابي إلى قنفذة قد تقبضت فقال : أترى البرد قَفَّعَها أي قبضها. والقُفَاعيّ : الرجل الأحمر الذي يتقسر أنفه من شدة حمرته. والمِقْفَعَة : خشبة تضرب بها الأصابع. والقُفَّاع : نبات مُتَقَفّع كأنه قرون صلابة إذا يبس ، يقال له كف الكلب. والقَفْعَة : هنة تتخذ من خوص مستديرة يجنى فيها الرطب.

وذكر الجراد عند عمر فقال : ليت عندنا قَفْعَة أو قَفْعَتَيْن. وتسمى هذه الدوارات التي يجعل فيها الدهانون السمسم المطحون قَفَعات. وهي هنات يوضع بعضها على بعض حتى يسيل منها الدهن. وشهد عند بعض القضاة قوم عليهم خفاف لها قُفَع أي هنات مستديرة تتذبذب.

فقع :

الفَقْع (١) ضرب من الكمأة ، واحدتها فَقْعة ، قال النابغة : (٢)

حدثوني الشقيقة ما يمنع

فَقْعا بقرقر أن يزولا

يهجو النعمان ، شبهه بالفقع لذلتها وأنها لا أصل لها. والفَقْع يخرج في أصل الأجرد. وهي هنات صغار ، وربما خرج في النفض الواحد منه الكثير ، والظباء تأكله. وهي أردأ الكمأة طعما وأسرعها فسادا ، فإذا يبس آض له جوف أحمر إذا مس تفتت. ويقال : إنك لأذل من فَقْع في قاع. والفُقَّاع : شراب يتخذ من الشعير سمي به للزبد الذي يعلوه. والفَقاقيع : هنات كالقوارير تَتَفَقَّع فوق الماء والشراب ، الواحدة فُقَّاعة قال عدي بن زيد يصف الخمر : (٣)

__________________

(١) جاء في اللسان : الفقع بالفتح والكسر الأبيض الرخو من الكمأة. وهو أردؤها ، وجمعه : فقعة.

(٢) في ك : الواحد منه الفقع والكثير الفقعة.

(٣) البيت في اللسان (فقع).

١٧٦

وطفا فوقها فَقاقيع كالياقوت

حمر يثيرها التصفيق

أي التمزيج. والتَّفْقِيع : أخذك ورقة من الورد ثم تديرها بإصبعك ثم تغمزها فتسمع لها صوتا إذا انشقت. والتَّفْقِيع : صوت الأصابع. والفَقْع : الضراط. وإنه لَيُفَقِّع بمِفْقاع : وهو المقلاع إذا رميت به سمعت له فَقْعا أي صوتا. وأصفر فاقِع : وهو أنصعه وأخلصه.

وقد فَقَعَ يَفْقَع فُقُوعا. وأَفْقَعَ ، الرجل فهو مُفْقع : أي فقير مجهود ، أصابته فاقِعة من فَواقِع الدهر

أي بائقة من البوائق يعني الشدة. فقير مُفْقِع مدقع ، فالمُفْقِع : أسوأ ما يكون من حالات. والمدقع : الذي يبحث في الدقعاء من الفقر.

١٧٧

باب العين والقاف والباء

(ع ق ب ، ع ب ق ، ب ع ق ، ب ق ع ، ق ب ع ، ق ع ب كلهن مستعملات)

عقب :

العَقَب : العصب الذي تعمل منه الأوتار ، الواحدة عَقَبَة ، وخلاف ما بينه وبين العصب أن العصب يضرب إلى صفرة والعَقَب يضرب إلى بياض وهو أصلبها (١) وأمتنها.

والعَقِب : مؤخر القدم ، تؤنثه العرب ، وتميم تخففه. وتجمع على أَعقاب ، وثلاث أَعْقِبَة (٢) وعَقِبُ الرجل : ولده وولد ولده الباقون من بعده وقولهم : لا عَقِبَ له : أي لم يبق له ولد ذكر.

وتقول : ولى فلان على عَقِبه وعَقِبَيه : أي أخذ في وجه (٣) ثم انثنى راجعا. والتَّعْقِيب : انصرافك راجعا من أمر أردته أو وجه. والمُعَقِّب : الذي يتتبع عقب إنسان في طلب حق أو نحوه ، قال لبيد (٤) :

حتى تهجر في الرواح وهاجه

طلب المُعَقِّب حقه المظلوم

وقوله عزوجل ـ : (وَلَمْ) يُعَقِّبْ (٥) أي لم ينتظر والتَّعْقِيب : غزوة بعد غزوة وسير بعد سير. وقوله عزوجل ـ : (لا) مُعَقِّبَ (لِحُكْمِهِ)(٦)) أي لا راد لقضائه. والخيل تُعَقِّب في حضرها إذا لم تزدد إلا جودة. ويقال للفرس الجواد : إنه لذو عفو وذو عَقْب ، فعفوه أول عدوه ، وعَقْبُه أن يُعَقِّب بحضر أشد من الأول ، قال :

__________________

(١) كذا في ص وط أما في م : أصعبها.

(٢) كذا في الأصول أما في م : ثلاثة أعقبة.

(٣) كذا في الأصول أما في ك وجهه.

(٤) البيت من شواهد النحو في رفع المظلوم وهو نعت للمعقب على المعنى ، وهو مخفوض في اللفظ ومعناه فاعل.

(٥) سورة القصص ٣١.

(٦) سورة الرعد ٤١.

١٧٨

لا جري عندك في عَقْب وفي حضر

وكل شيء يُعْقِب شيئا فهو عَقِيبه كقولك : خلف يخلف بمنزلة الليل والنهار إذا قضى أحدهما عَقِبَ الآخر فهما عَقِيبان كل واحد منهما عَقِيب صاحبه ، ويَعْتَقِبان ويَتَعَاقَبان : إذا جاء أحدهما ذهب الآخر. وعَقَبَ الليل النهار والنهار الليل : أي خلفه. وأتى فلان إلى فلان خيرا فَعَقَبَ بخير منه أي أردف. ويقال : عَقَّبَ أيضا مشددا.

قال : (١) فَعَقَبْتُم بذنوب غير مر

وقال أبو ذؤيب :

أودى بني وأعقبوني حسرة

بعد الرقاد وعبرة ما تقلع

قوله : فأعقبوني مخالف للألفاظ المتقدمة وموافق لها في معنى. ولعلهما لغتان. فمن قال عَقب لا يقول أَعْقَبَ كمن قال : بدأت به لا يقول : أبدأت ، قال جرير :

عَقَبَ الرذاذ خلافهم فكأنما

بسط الشواطب بينهن حصيرا

وعَقِبُ الأمر : آخره. قال :

محذور عَقِب الأمر في التنادي

ويجمع أَعقاب الأمور. وعاقِبَةُ كل شيء : آخره ، وعاقِب أيضا بلا هاء ويجمع عَواقِب وعُقُبا. ويقال : عاقِبة وعَواقِب وعاقِب وعُقَّب (مشدد ومخفف)

تقول لي ميالة الذوائب

كيف أخي في عُقَبِ النوائب (٢)

وأَعْقَبَ هذا الأمرُ يُعْقِب عُقْبانا وعُقْبى ، قال ذو الرمة : (٣)

__________________

(١) عجز بيت قد ورد في اللسان (عقب).

(٢) كذا في الأصول أما في س : عواقب النوائب.

(٣) البيت في الديوان ص ٥٠١ وروايته :

اعاذل قد جرحت في الدهر ما كفي

ونظرت في اعقاب حق وباطل

١٧٩

أعاذل قد جربت في الدهر ما مضى

وروأت في أَعْقاب حق وباطل

يعني أواخره. وأَعْقَبَه الله خيرا منه والاسم العُقْبَى شبه العوض والبدل. وأَعْقَبَ هذا ذاك : أي صار مكانه. وأَعْقَبَ عزه ذلا : أي أبدل منه ، قال :

كم من عزيز أَعْقَبَ الذل عزه

فأصبح مرحوما وقد كان يحسد

والبئر تطوى فتعقب الحوافي بالحجارة من خلفها ، تقول : أعقبت الطي. وكل طرائق (١) يكون بعضها خلف بعض فهي أعقاب ، كأنها منضودة ، عَقِبا على عَقِب ، قال الشماخ : (٢)

أعقاب طي على الأثباج منضود.

يصف طرائق شحم ظهر الناقة. وقد استَعْقبتُ من كذا خيرا وشرا. واستَعْقَبَ من أمره الندامة وتَعَقَّبَ بمعناه. وتَعَقَّبْتُ ما صنع فلان : أي تتبعت أثره. والرجلان يتعاقَبان الركوب بينهما والأمر ، يركب هذا عُقْبَةً وهذا عُقْبَةً. والعُقْبَة فيما قدروا بينهما فرسخان.

والعُقُوبة : اسم المُعَاقَبَة ، وهو أن يجزيه بعاقبة ما فعل من السوء ، قال النابغة : (٣)

ومن عصاك فعاقِبْه معاقَبَةً

تنهى الظلوم ولا تقعد على ضهد

والعُقْبَة : مرقة تبقى في القدر المعارة إذا ردوها إلى صاحبها. وفلان وفلان يُعَقِّبانِ فلانا : إذا تعاونا عليه ، وقوله تعالى : (لَهُ) مُعَقِّباتٌ (مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)(٤) أي يحفظونه بأمر الله.

__________________

(١) كذا في الأصول أما في ك : طرق.

(٢) البيت في الديوان ص ٢٣ والرواية فيه :

أطاق في الديوان ص ٢٣ والرواية فيه :

(٣) البيت في الديوان ص ٢١ وروايته :

تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد

(٤) سورة الرعد ١١.

١٨٠