تاريخ النّياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

السيد صالح الشهرستاني

تاريخ النّياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام - ج ٢

المؤلف:

السيد صالح الشهرستاني


المحقق: الشيخ نبيل رضا علوان
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: دار الزهراء
الطبعة: ١
الصفحات: ١٠٤
الجزء ١ الجزء ٢

الفصل الثامن والعشرون

النياحة على الحسين عليه‌السلام في القارة الأمريكية

لقد انتقلت مراسيم إقامة العزاء على الامام الحسين عليه‌السلام بمختلف أنواعها ، من شعائر النياحة ، وإقامة مجالس الحزن ، وتسيير السبايا في الشوارع خلال المائة سنة الأخيرة الى القارة الأمريكية ، حيث انتقلت هذه التقاليد مع المهاجرين المسلمين من عرب وغيرهم ، ممن تركوا ديارهم في آسيا وأفريقية وانتقلوا الى بلدان القارة الأمريكية ، بشطريها الشمالي والجنوبي. وكان كثير من هؤلاء المهاجرين المسلمين من الشيعة الموالين لآل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمتمسكين بشعائر دينهم وتقاليد مذهبهم ، وخاصة حزنهم على إمامهم الثالث الشهيد ، الحسين بن علي عليهما‌السلام ، ومن هؤلاء المهاجرين جماعة من مسلمي لبنان ، وأفراد وأسر من مسلمي الهند والباكستان ، وبعض الايرانيين وغيرهم ، ممن اضطرتهم لقمة العيش إلى ترك مواطنهم والهجرة الى تلك الأصقاع النائية والاستيطان فيها.

وفيما يلي وصف لبعض ما يقوم به هؤلاء من شعائر الحزن في تلك البلدان :

١ ـ جاء في العدد «٥١٥» من مجلة « الاسبوع العربي » المؤرخ ٢١ | ٤ | ١٩٦٩ م بقلم السيد بهجت منصور ، عن النياحة على الامام الحسين في أمريكا ما عبارته :

« والهودج الكبير الذي يعده المسلمون في امريكا الوسطى وفي مدينة « بورت أو اسباني » إحدى حواضر جزيرة ترينيداد ، الواقعة في البحر الكاريبي ،

١٠١

من شمال أمريكا الجنوبية بمناسبة إقامة شعائر الحزن على سيد الشهداء عليه‌السلام ، يزين هذا الهودج بالذهب والفضة ، وبأزهى الألوان الوهاجة وأحلاها. ويشترك المسيحيون والهنود مع المسلمين في احتفالاتهم العظيمة بيوم عاشوراء ، في مسيرة عظيمة ، في طليعتها هذا الهودج الفخم ، وتسير الجماهير وراءه تحف بها الطبول وآلات الموسيقى بأنغامها الحزينة ، تطوف شوارع العاصمة ، وبين تعالي العويل والهتاف بحياة الحسين عليه‌السلام سيد الشهداء في ذكرى مصرعه ، يلقى الهودج الى البحر الصاخب ، فتحمله الأمواج الى الأعماق الزرقاء المجهولة ، ويعود الجميع الى مجالس العزاء بذكرى الحسين عليه‌السلام. وأغلب الظن أن هذه الظاهرة انتقلت الى هذه الجزيرة مع الهنود المسلمين ؛ حيث يمارسون على غرارها في الهند ، تعبيراً عن عواطفهم نحو هذه الذكرى المؤلمة ، وعلى هذا النحو في معظم الأقطار الأفريقية والآسيوية يعبر المسلمون عن مشاعرهم حسب تصورهم ومعتقداتهم في هذه المناسبة. ومنهم من ينحو بها كعرض لذلك المسرح الحسين يوم الطف بالمنطق الرزين ، وبأرقى الأساليب الأخاذة بالمشاعر ، مستوحين من قدسية ذلك اليوم التاريخي ضروب العبر وأنواع البطولة والإيمان بالحق ، فينتزعون من ذكراه أروع الصور وأبلغ الدروس وأسمى العظات ، وإن كانت منهم مجرد سرد وترديد ... » الخ.

* * *

١٠٢
١٠٣

فهرس الجزء الثاني

الفصل الحادي والعشرون : موقف العباسيين من النياحة على الحسين (ع)............. ٥

الفصل الثاني والعشرون : النياحة على الامام الحسين (ع) بعد العباسيين.............. ٢٣

الفصل الثالث والعشرون : تأثير النياحة على الحسين (ع) في الاقطار العالمية.......... ٢٧

الفصل الرابع والعشرون : النياحة على الحسين (ع) في القرون الاخيرة............... ٣٩

الفصل الخامس والعشرون : النياحة على الحسين (ع) في سائر أقطار القارة الاسيوية... ٥٧

الفصل السادس والعشرون : النياحة على الامام الحسين (ع) في القارة الافريقية....... ٩١

الفصل السابع والعشرون : النياحة على الحسين (ع) في القارة الاوروبية.............. ٩٥

الفصل الثامن والعشرون : النياحة على الحسين (ع) في القارة الأمريكية............ ١٠١

١٠٤