تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٦

العين ـ غير متعدّ نحو : «أمن فهو آمن ، وسلم فهو سالم ، وعقرت المرأة فهي عاقر». بل قياس اسم الفاعل من «فعل» المكسور العين إذا كان لازما أن يكون على «فعل» ـ بكسر العين ـ نحو : «نضر فهو نضر ، وبطر فهو بطر ، وأشر فهو أشر» ، أو على «فعلان» نحو : عطش فهو عطشان ، وصدى فهو صديان». أو على «أفعل» نحو «سود فهو أسود ، وجهر فهو أجهر».

و «فعل» اولى و «فعيل» ب «فعل»

ك : «الضّخم والجميل» والفعل «جمل»

و «أفعل» فيه قليل و «فعل»

وبسوى الفاعل قد يغني «فعل»

إذا كان الفعل على وزن «فعل» ـ بضم العين ـ كثر مجيء اسم الفاعل منه على وزن : «فعل» ك : «ضخم فهو ضخم ، وشهم فهو شهم» ، وعلى «فعيل» نحو : «جمل فهو جميل ، وشرف فهو شريف». ويقل مجيء اسم فاعله على «أفعل» نحو «خضب فهو أخضب» (١) وعلى «فعل» نحو «بطل فهو بطل».

وتقدم أن قياس اسم الفاعل من «فعل» المفتوح العين أن يكون على «فاعل». وقد يأتي اسم الفاعل منه على غير «فاعل» قليلا نحو «طاب فهو طيّب ، وشاخ فهو شيخ ، وشاب فهو أشيب» ، وهذا معنى قوله : «وبسوى الفاعل قد يغنى فعل» (٢).

__________________

(١) خضب : احمرّ إلى كدرة. وقد ورد في بعض النسخ : خطب ، ولم أعثر في المعاجم على خضب أو خطب بوزن فعل يفعل.

(٢) يغنى : بمعنى يستغني ، و «فعل» : (قصد لفظه) فاعل يغنى.

(فائدة) جميع ما تقدم مما ليس على وزن «فاعل» صفات مشبهة إن أريد بها الثبوت وإن لم تضف لمرفوعها ، وإطلاق اسم الفاعل عليها حينئذ مجاز في الاصطلاح الشائع ، فإن قصد بها الحدوث كانت أسماء فاعلين.

أما موازن «فاعل» فاسم فاعل إلا إن قصد به الثبوت وأضيف لمرفوعه فيكون صفة مشبهة أو ملحقا بها نحو : زيد مشرق النفس باش الوجه.

٤١

صياغة اسم الفاعل من غير الثلاثى :

وزنة المضارع اسم فاعل

من غير ذي الثّلات ك : «المواصل» (١)

مع كسر متلوّ الأخير مطلقا

وضمّ ميم زائد قد سبقا (٢)

وإن فتحت منه ما كان انكسر

صار اسم مفعول كمثل : «المنتظر» (٣)

يقول : زنة اسم الفاعل من الفعل الزائد على ثلاثة أحرف زنة المضارع منه بعد زيادة الميم في أوّله مضمومة ، ويكسر ما قبل آخره مطلقا (٤) ، أي سواء كان مكسورا من المضارع أو مفتوحا ، فتقول : «قاتل يقاتل فهو مقاتل ، ودحرج يدحرج فهو مدحرج ، وواصل يواصل فهو مواصل ، وتدحرج يتدحرج فهو متدحرج ، وتعلّم يتعلّم فهو متعلّم».

اسم المفعول من غير الثلاثى :

فإن أردت بناء اسم المفعول من الفعل الزائد على ثلاثة أحرف أتيت به على وزن اسم الفاعل ، ولكن تفتح منه ما كان مكسورا ـ وهو ما قبل

__________________

(١) زنة : خبر مقدم ، اسم : مبتدأ مؤخر. ذي : مضاف إليه مجرور بالياء.

(٢) مع : ظرف متعلق بحال محذوفة من المضارع ، مطلقا : حال من الأخير.

(٣) فتحت : فتح. فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط ، والتاء : فاعل ، صار : فعل ناقص مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط ، واسمه : هو ، اسم : خبر صار منصوب. والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط لم تقترن بالفاء.

(٤) ولو كان الكسر مقدرا غير ظاهر كاعتلّ فهو معتلّ ، وانقاد واختار فهو منقاد ومختار ، والأصل : معتلل ، ومنقود ، ومختير. ثم أدغمت اللامان في «معتلل» وقلبت الواو والياء في «منقود ومختير» ألفين لمناسبة الفتحة.

٤٢

الآخر ـ نحو : «مضارب ، ومقاتل ، ومنتظر» (١).

اسم المفعول من الثلاثى :

وفي اسم مفعول الثلاثيّ اطّرد

زنة «مفعول» كآت من «قصد»

إذا أريد بناء اسم المفعول من الفعل الثلاثي جيء به على زنة «مفعول» قياسا مطّردا نحو : «قصدته فهو مقصود ، وضربته فهو مضروب ، ومررت به فهو ممرور به» (٢).

وناب نقلا عنه ذو «فعيل»

نحو فتاة أو فتى «كحيل»

ينوب «فعيل» عن «مفعول» في الدلالة على معناه نحو : «مررت برجل جريح ، وامرأة جريح ، وفتاة كحيل ، وفتى كحيل ، وامرأة قتيل ، ورجل قتيل» ، فناب ، جريح ، وكحيل ، وقتيل عن مجروح ، ومكحول ، ومقتول.

ولا ينقاس ذلك في كل شيء ، بل يقتصر فيه على السماع ، وهذا معنى قوله : «وناب نقلا عنه ذو فعيل» ، وزعم ابن المصنف أن نيابة «فعيل» عن «مفعول» كثيرة وليست مقيسة بالإجماع ، وفي دعواه الإجماع على ذلك نظر ، فقد قال والده في «التسهيل» في باب «اسم الفاعل» عند ذكره نيابة «فعيل» عن «مفعول» : «وليس مقيسا خلافا لبعضهم» ، وقال في

__________________

(١) ولو تقديرا كمختار اسم مفعول.

(٢) ومن هذا الباب : مبيع ، مقول ، مرميّ فإن أصلها قبل إعلالها : مبيوع مقوول ، مرموي. تحركت الياء في الأول والواو في الثاني بعد حرف صحيح ساكن فنقلت حركتها إلى الصحيح الساكن قبلهما لأنه أولى بتحمل الحركة ، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين ، وقلبت الضمة كسرة في مبيع لتسلم الياء. أما مرموي : فقد اجتمعت فيه الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت في الثانية ، كما قلبت ضمة الميم الثانية كسرة لتناسب الياء.

٤٣

شرحه : (وزعم بعضهم أنه مقيس في كل فعل ليس له «فعيل» بمعنى «فاعل» كجريح ، فإن كان للفعل «فعيل» بمعنى «فاعل» لم ينب قياسا ك : (عليم). وقال في باب «التذكير والتأنيث» : وصوغ «فعيل» بمعنى «مفعول» مع كثرته غير مقيس). فجزم بأصح القولين كما جزم به هنا ، وهذا لا يقتضي نفي الخلاف ، وقد يعتذر عن ابن المصنف بأنه ادّعى الإجماع على أن «فعيلا» لا ينوب عن «مفعول» يعني نيابة مطلقة ، أي : من كل فعل ، وهو كذلك بناء على ما ذكره والده في شرح التسهيل من أن القائل بقياسه يخصّه بالفعل الذي ليس له «فعيل» بمعنى «فاعل».

ونبه المصنف بقوله : «نحو فتاة أو فتى كحيل» على أنّ «فعيلا» بمعنى «مفعول» يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وستأتي هذه المسألة مبينة في باب التأنيث إن شاء الله تعالى.

وزعم المصنف في التسهيل أن «فعيلا» ينوب عن «مفعول» في الدلالة على معناه لا في العمل ، فعلى هذا لا تقول : «مررت برجل جريح عبده» فترفع «عبده» «بجريح». وقد صرّح غيره بجواز هذه المسألة.

الصفة المشبهة باسم الفاعل

صفة استحسن جرّ فاعل

معنى بها المشبهة اسم الفاعل (١)

قد سبق أن المراد بالصفة ما دلّ على معنى وذات ، وهذا يشمل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأفعل التفضيل ، والصفة المشبهة.

__________________

(١) صفة : خبر مقدم ، وجملة : استحسن جر فاعل : في محل رفع نعت «صفة» ، معنى : تمييز أو اسم منصوب بنزع الخافض ، المشبهة : مبتدأ مؤخر ، وفيه ضمير تقديره : هي فاعل اسم الفاعل المشبهة ، اسم : مفعول به منصوب. وهي تشبه اسم الفاعل في دلالتها على الحدث ومن قام به.

٤٤

وذكر المصنف أن علامة الصفة المشبهة استحسان جرّ فاعلها بها نحو : «حسن الوجه ، ومنطلق اللسان ، وطاهر القلب» والأصل : «حسن وجهه ، ومنطلق لسانه ، وطاهر قلبه» ، فوجهه : مرفوع بحسن على الفاعلية ولسانه : مرفوع بمنطلق وقلبه مرفوع بطاهر وهذا لا يجوز في غيرها من الصفات فلا تقول : «زيد ضارب الأب عمرا» تريد : ضارب أبوه عمرا ، ولا «زيد قائم الأب غدا» تريد : زيد قائم أبوه غدا (١) ، وقد تقدم أن اسم المفعول يجوز إضافته إلى مرفوعه ، فتقول : «زيد مضروب الأب» ، وهو حينئذ جار مجرى الصفة المشبهة.

صوغ الصفة المشبهة :

وصوغها من لازم لحاضر

ك : «طاهر القلب جميل الظاهر».

يعني أن الصفة المشبهة لا تصاغ من فعل متعد ، فلا تقول : «زيد قاتل الأب بكرا» تريد : قاتل أبوه بكرا ، بل لا تصاغ إلا من فعل لازم نحو «طاهر القلب ، وجميل الظاهر» ، ولا تكون إلا للحال ، وهو المراد بقوله : «لحاضر» ، فلا تقول : «زيد حسن الوجه غدا ، أو أو أمس». ونبّه بقوله : «كطاهر القلب جميل الظاهر» على أن الصفة إذا كانت من فعل ثلاثي تكون على نوعين :

أحدهما : ما وازن المضارع نحو «طاهر القلب» (٢) ، وهذا قليل فيها.

والثاني : ما لم يوازنه ، وهو الكثير نحو «جميل المنظر ، وحسن الوجه ، وكريم الأب».

وإن كانت من غير ثلاثي وجب موازنتها المضارع نحو : «منطلق اللسان».

__________________

(١) اسم الفاعل المتعدي لواحد تمتنع إضافته لفاعله عند الجمهور.

(٢) ويراد به ما جاء على وزن اسم الفاعل وأريد به الثبوت فهو موازن للمضارع لفظا بالحركات والسكنات وتمييز الأصول والزوائد.

٤٥

أسئلة

١ ـ اشرح بالتفصيل كيفية صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي الصحيح والأجوف والناقص مع التمثيل في جمل تامه.

٢ ـ ما طريقة صياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي؟ مثل لذلك بالتفصيل.

٣ ـ كيف يصاغ اسم المفعول من الثلاثي؟ مثل له بالتفصيل.

٤ ـ اذكر قاعدة صياغة اسم المفعول من غير الثلاثي الصحيح منه والمعتل مع التمثيل.

٤٦

تمرينات

١ ـ عيّن أسماء الفاعلين في القطعة التالية واذكر أفعالها ، وصغ اسم الفاعل من مصادر أفعال النص ، ثم أسماء المفعولين ثم اذكر وزنهما وسبب ورودهما على هذا الوزن ... قالت الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطىء) تتحدث عن الكعبة المشرفة : ـ «لبيك اللهم لبيك».

هو الهتاف الخالد رددت صداه الآفاق المكية منذ ما لا يحصى من السنين ، فإذا الملايين تنثال إلى البيت العتيق ، ملبية أذان الخليل في الناس بالحج ، مستجيبة من بعده لدعاء النبي العربي اليتيم.

فيا أذن الزمان الواعية ، ويا عين الدهر الباصرة ، أيّ ألسنة للعابدين سمعت؟ وأيّ ألوان من البشر شهدت؟ وأيّ ألوية خفقت بين يديك؟ وأيّ هامات انثنت وسط هذا الوادي الأجرد الذي تحف به الصخور السود ، والجبال الشّمّ.

٢ ـ اقرأ العبارة الآتية وبيّن ما فيها من أسماء المفعولين واذكر ماضى كل منها ومضارعه واسم فاعله وبيّن إلى جانب كلّ وزنه : ـ (العرب لم تفتخر بذهب مجموع ، ولا وفر مدّخر ، ولا قصر مشيد ، وإنما فخرها بعدو مغلوب ، وثناء مجلوب ، ونوق منحورة ، وأحاديث مذكورة).

٣ ـ صغ اسم الفاعل ـ ثم اسم المفعول من مصادر هذه الأفعال ثم زنها صرفيا.

٤٧

«استطار ـ سلا ، سلّ ، سال ، مشط ، شاط ، ردّ ، قال ـ راع ـ رعا ـ ملّ ـ انقاد ـ دعّ»

٤ ـ قال أبو تمام الطائي يذكر قيمة الأسفار :

ولكنني لم أحو وفرا مجمّعا

ففزت به إلا بشمل مبدّد

ولم تعطني الأيام نوما مسكّنا

ألذّ به إلا بنوم مشرّد

وطول مقام المرء في الحي مخلق (١)

لديباجتيه (٢) فاغترب تتجدد

فإني رأيت الشمس زيدت محبّة

إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد (٣)

(ا) عبّر عن المعاني التي أرادها أبو تمام من هذه الأبيات بأسلوب أدبي مختصر.

(ب) عيّن ما في النص من أسماء فاعلين ثم اذكر أفعالها وأوزانها.

(ج) عيّن ما في النص من أسماء مفعولين ثم اذكر أفعالها وأوزانها :

(د) أعرب ما تحته خط.

__________________

(١) مخلق : مبل.

(٢) ديباجتيه : تثنية ديباجه وهى صفحة الوجه.

(٣) سرمد : دائم.

٤٨

نونا التوكيد

للفعل توكيد بنونين هما

كنوني : «اذهبنّ ، واقصدنهما»

أي : يلحق الفعل للتوكيد نونان : إحداهما ثقيلة ك : «اذهبنّ» ، والأخرى خفيفة ك : «اقصدنهما» ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)(١).

ما يؤكّد من الأفعال :

يؤكّدان «افعل ويفعل» آتيا

ذا طلب أو شرطا «إمّا» تاليا (٢)

__________________

(١) من قوله تعالى : (قالَتْ : فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ، وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ، وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)

يوسف (٣٢)

ليسجنن : اللام : واقعة في جواب القسم ، يسجن : فعل مضارع مبني للمجهول مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، ونائب الفاعل : هو ، ونون التوكيد : حرف لا محل له من الإعراب ، والجملة : لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم ، وجواب الشرط محذوف أغنى عنه جواب القسم ، يكونن : الإعراب نفسه غير أن نون التوكيد فيه خفيفة لا ثقيلة ، والفعل ناقص.

(٢) يؤكدان : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وألف الاثنين (عائدة إلى نوني التوكيد) : فاعل ، افعل : قصد لفظه : مفعول به ، ويفعل : معطوف على المفعول به ، آتيا : حال من «يفعل» ، ذا : حال من فاعل «آتيا» المستتر منصوب بالألف شرطا : معطوف على المفعول به «افعل» بأو ، إما (قصد لفظه) : مفعول به مقدم لاسم الفاعل : تاليا ، تاليا نعت لشرطا.

٤٩

أو مثبتا في قسم مستقبلا

وقلّ بعد «ما ، ولم» وبعد «لا»

وغير «إمّا» من طوالب الجزا

وآخر المؤكّد افتح ك : «ابرزا» (١)

أي : تلحق نونا التوكيد :

(ا) فعل الأمر نحو : «اضربنّ زيدا» (٢).

(ب) والفعل المضارع المستقبل ، الدالّ عل طلب نحو : «لتضربنّ زيدا ، ولا تضربنّ زيدا ، وهل تضربنّ زيدا» والواقع شرطا بعد «إن» المؤكدة ب «ما» نحو : «إمّا تضربنّ زيدا أضربه» ومنه قوله تعالى : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ)(٣). أو الواقع جواب قسم مثبتا مستقبلا نحو : «والله لتضربنّ زيدا» (٤).

__________________

(١) آخر : مفعول به مقدم لا فتح ، ابرزا : فعل أمر مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف. والفاعل : أنت ، والنون المنقلبة ألفا : حرف للتوكيد لا محل لها من الإعراب.

(٢) اضربن : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والفاعل : أنت.

(٣) من قوله تعالى : (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) الأنفال (٥٧ و ٥٨).

إما : إن : حرف شرط جازم ، ما : زائدة مؤكدة لإن ، تثقفنّهم : تثقف : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم بإن فعل الشرط ، والفاعل : أنت ، والنون : للتوكيد ، والهاء : في محل نصب مفعول به ، والميم : للجمع ، في الحرب : جار ومجرور متعلق بتثقف ، فشرد : الفاء : رابطة للجواب : شرد : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل : أنت ، والجملة في محل جزم جواب الشرط.

(٤) والله : الواو حرف جر وقسم متعلق بفعل القسم المحذوف ، الله : اسم مجرور بالواو لتضربن : اللام : واقعة في جواب القسم ، تضرب : فعل مضارع مبنيّ على الفتح ، والنون : للتوكيد ، زيدا : مفعول به ، والجملة : جواب القسم لا محل لها من الإعراب.

٥٠

فإن لم يكن مثبتا لم يؤكد بالنون نحو : «والله لا تفعل كذا» ، وكذا إن كان حالا نحو : «والله ليقوم زيد الآن».

وقلّ دخول النون في الفعل المضارع الواقع بعد «ما» الزائدة التي لا تصحب «إن» نحو : «بعين ما أرينّك ههنا» (١) ، والواقع بعد «لم» كقوله :

١٤٥ ـ يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخا على كرسيّه معمّما (٢)

والواقع بعد «لا» النافية كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَ

__________________

(١) بعين : جار ومجرور متعلق بأرى ، ما : زائدة ، أرينك : أرى : فعل مضارع مبنيّ على الفتح ، والنون للتوكيد ، والفاعل : أنا ، والكاف : في محل نصب مفعول به ههنا ، الهاء : للتنبيه ، هنا : اسم إشارة للمكان في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بأرى. ويقال هذا القول لمن يخفي عنك أمرا أنت بصير به.

(٢) البيت لأبي حيّان الفقعسي يصف قعب لبن قد امتلأ وعلت عليه رغوته حتى بدا من بعيد كأنه شيخ قد تربع على كرسيّه وجللت عمامته هامته.

الإعراب : يحسبه : يحسب : فعل مضارع ، والهاء : في محل نصب مفعول به أول ، الجاهل فاعل مرفوع ، ما : مصدرية ظرفية ، لم : حرف جازم ، يعلما : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف في محل جزم بلم ، والفاعل : هو يعود إلى الجاهل ، والنون المنقلبة ألفا : للتوكيد لا محل لها من الإعراب ، شيخا : مفعول به ثان ليحسب ، على كرسيه : على كرسي : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لشيخا ، والهاء : في محل جر بالإضافة ، معمما صفة ثانية ، جملة : يحسبه الجاهل ، ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، جملة : لم يعلما : صلة الموصول الحرفي «ما» لا محل لها من الإعراب ، و «ما» المصدرية مع صلتها في تأويل مصدر منصوب على الظرفية متعلق بيحسب ، والتقدير : يحسبه : مدة عدم علمه ، ثم حذف المضاف وناب عنه المضاف إليه.

الشاهد فيه : قوله : «لم يعلما» فقد أكّد الفعل المضارع بعد «لم» بنون التوكيد الخفيفة التي قليت ألفا للوقف وذلك قليل جدا.

٥١

الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)(١). والواقع بعد غير «إمّا» من أدوات الشرط كقوله :

١٤٦ ـ من تثقفن منهم فليس بآيب (٢).

__________________

(١) سورة الأنفال (٢٥) وتمام الآية(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) والشاهد في الآية الكريمة توكيد المضارع بعد لا النافية وهو قليل ، وإعراب تصيبنّ : فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والفاعل : هي يعود إلى فتنة ، في محل نصب نعت لفتنة.

(٢) هذا صدر بيت ينسب إلى بنت أو ابنة مرة بن ماهان الحارثي من قول لها في رثاء أبيها الذي قتله بنو باهلة من اليمن ، وعجز البيت :

أبدا وقتل بنى قتيبة شافي

ويروى : من «تثقفن» للمخاطب ، و ««من يثقفن» بجعله مبنيا للمجهول ومسندا للغائب ، تثقف : تدرك ، آيب : عائد ، بنو قتيبة : من باهلة.

المعنى : من ندركه من هؤلاء القوم فلن يعود إلى أهله أبدا ، وقتلنا إياهم يشفي نفوسنا مما نجد من الحسرة والغيظ.

الإعراب : من : اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به مقدم لتثقفن ، تثقفن : فعل مضارع فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم ، والفاعل. نحن ، والنون : للتوكيد لا محل لها ، منهم : من : حرف جر متعلق بتثقف ، والهاء : في محل جر بمن ، والميم للجمع ، فليس : الفاء : واقعة في جواب الشرط ، ليس : فعل ماض ناقص واسمه : ضمير مستتر تقديره : هو بآيب : الباء : حرف جر زائد ، آيب : خبر ليس مجرور لفظا منصوب تقديرا ، أبدا : مفعول فيه ظرف زمان متعلق بآيب ، وقتل : الواو : استئنافية ، قتل : مبتدأ ، بني : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، قتيبة : مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، شافي : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والياء الموجودة إشباع لكسرة الفاء.

جملة : من تثقفن : ابتدائية لا محل لها من الإعراب ، جملة : فليس بآيب : في محل جزم جواب الشرط ، وجملة المبتدأ والخبر : استئنافية لا محل لها من الإعراب.

٥٢

وأشار المصنف بقوله : «وآخر المؤكد افتح» إلى أن الفعل المؤكّد بالنون يبنى على الفتح إن لم تله ألف الضمير أو ياؤه أو واوه (١) نحو : «اضربنّ زيدا ، واقتلنّ عمرا».

أحوال الفعل مع نونى التوكيد :

واشكله قبل مضمر لين بما

جانس من تحرّك قد علما (٢)

والمضمر احذفنّه إلّا الألف

وإن يكن في آخر الفعل ألف (٣)

__________________

الشاهد فيه قوله : «من تثقفن» فقد أكّد المضارع بعد أداة شرط غير «إمّا» وهو قليل وجعله سيبويه ضرورة شعرية.

تنبيه : يمكن تلخيص ما سبق بقولنا : إن للمضارع مع نوني التوكيد ست حالات :

(الأولى) : وجوب توكيده وقد ذكرها بقوله : أو مثبتا في قسم مستقبلا.

(الثانية) : قرب توكيده من الواجب وقد ذكرها بقوله : «أو شرطا إما تاليا».

(الثالثة) : توكيده كثير إن وقع بعد أداة طلب وقد ذكره بقوله : «ويفعل آتيا ذا طلب» والطلب يشمل : الأمر والنهي والدعاء والعرض والتمني والاستفهام.

(الرابعة) : توكيده قليل بعد «لا» النافية ، أو «ما» الزائدة التي لم تسبق بإن الشرطية.

(الخامسة) : توكيده أقل : إن وقع بعد «لم» أو أداة جزاء غير «إن» الشرطية المدغمة ب «ما» الزائدة.

(السادسة) : امتناع توكيده وذلك إذا انتفت شروط الواجب ولم يكن من الأحوال السابقة ، كأن يكون في جواب قسم منفيّ ، أو فصل من اللام.

(١) يشترط في بناء المضارع أن تباشره نون التوكيد ، فإن فصلت بينهما ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة بقي على إعرابه ولم يبن.

(٢) لين : صفة لمضمر ، جملة : جانس مع الفاعل المستتر : صلة الموصول «ما» لا محل لها من الإعراب ، وجملة : قد علما مع نائب الفاعل المستتر : في محل جر صفة لتحرك.

(٣) المضمر : مفعول به لفعل محذوف وجوبا يفسره المذكور ، وجملة : احذفنه : تفسيرية لا محل لها من الإعراب ، الألف : مستثنى بإلا منصوب ، يكن : فعل مضارع تام فعل الشرط مجزوم ، ألف : فاعل يكن مرفوع.

٥٣

فاجعله منه رافعا غير اليا

والواو ، ياء ، كاسعينّ سعيا (١)

واحذفه من رافع هاتين ، وفي

واو ويا ، شكل مجانس قفي (٢)

نحو : «اخشين يا هند» بالكسر و «يا

قوم اخشون» واضمم ، وقس مسويّا

الفعل المؤكد بالنون :

(ا) إن اتصل به ألف اثنين ، أو واو جمع ، أو ياء مخاطبة ، حرّك ما قبل الألف بالفتح ، وما قبل الواو بالضم ، وما قبل الياء بالكسر ، ويحذف الضمير إن كان واوا أو ياء. ويبقى إن كان ألفا ، فتقول : «يا زيدان هل تضربانّ ، ويا زيدون هل تضربنّ ، (٣) ويا هند هل تضربنّ». والأصل : «هل تضرباننّ ، وهل تضربوننّ.

__________________

(١) فاجعله : الفاء رابطة لجواب الشرط ، اجعل : فعل أمر ، وفاعله : أنت ، والهاء : مفعوله الأول في محل نصب ، ياء : مفعوله الثاني ، والجملة : في محل جزم جواب الشرط. منه : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الهاء في اجعله ، رافعا : حال من الهاء في منه ، غير : مفعول به لرافع والتقدير : اجعل الألف الذي في آخر الفعل ياء حال كون الألف من الفعل ، حال كون الفعل رافعا غير الياء وغير الواو.

(٢) احذفه : أي احذف حرف الألف من رافع الواو والياء.

(٣) بنوا الفعل إن اتصلت به نون التوكيد دون فاصل لتركيبه معها تركيب خمسة عشر ، فإن فصل بينهما الألف أو الواو أو الياء أعربوا المضارع لأن العرب لا تركب من ثلاث كلمات. ويكون إعرابها كما يلي : تضربانّ : فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والألف ضمير متصل في محل رفع فاعل. تضربنّ : مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين : فاعل. تضربنّ : كإعراب تضربنّ ، وياء المخاطبة المحذوفة لالتقاء الساكنين : فاعل.

٥٤

وهل تضربيننّ». فحذفت النون لتوالي الأمثال. (١) ثم حذفت الواو والياء لالتقاء الساكنين (٢) فصار : «هل تضربنّ ، وهل تضربنّ» ، ولم تحذف الألف لخفتها فصار «هل تضربانّ» ، وبقيت الضمة دالة على الواو ، والكسرة دالة على الياء.

هذا كله إذا كان الفعل صحيحا. فإن كان معتلا : فإما أن يكون آخره ألفا أو واوا أو ياء : فإن كان آخره ووا أو ياء حذفت (٣) لأجل واو الضمير أو يائه ، وضم ما بقي قبل واو الضمير ، وكسر ما بقي قبل ياء الضمير ، فتقول : «يا زيدون هل تغزون (٤) ، وهل ترمون. ويا هند هل تغزين ، وهل ترمين» ، فإذا ألحقته نون التوكيد فعلت به ما فعلت بالصحيح ، فتحذف نون الرفع وواو الضمير أو ياءه فتقول : «يا زيدون هل تغزنّ ، وهل ترمنّ ، ويا هند هل تغزنّ ، وهل ترمنّ» ، هذا إذا أسند إلى الواو والياء.

وإن أسند إلى الألف لم يحذف آخره ، وبقيت الألف ، وشكل ما قبلها بحركة تجانس الألف ـ وهي الفتحة ـ فتقول : «هل تغزوانّ ، وهل ترميانّ» (٥).

وإن كان آخر الفعل ألفا فإن رفع الفعل غير الواو والياء ـ كالألف والضمير المستتر ـ انقلبت الألف التي في آخر الفعل ياء وفتحت

__________________

(١) أي النون التي هي علامة الرفع ، والأمثال هي نون الرفع ونون التوكيد الثقيلة التي تعدّ بنونين.

(٢) الساكنان هما : الضمير والنون الأولى من نوني التوكيد الثقيلة.

(٣) أي حذفت الواو أو الياء من آخر الكلمة زيادة على حذف نون الرفع لتوالي الأمثال. وواو الجماعة أو ياء المخاطبة لالتقاء الساكنين.

(٤) الأصل : تغزوون بوزن تفعلون ، استثقلت الضمة على الواو فحذفت فاجتمع ساكنان فحذف الأول الذي هو لام الكلمة فصارت تغزون بوزن تفعون.

(٥) تغزوان : فعل مضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال ، والألف : فاعل.

٥٥

نحو : «اسعيانّ ، وهل تسعيانّ (١) ، واسعينّ (٢) يا زيد» وإن رفع واوا أو ياء حذفت الألف وبقيت الفتحة التي كانت قبلها ، وضمت الواو وكسرت الياء ، فتقول : «يا زيدون اخشونّ ، ويا هند اخشينّ» (٣).

هذا إن لحقته نون التوكيد ، وإن لم تلحقه لم تضمّ الواو ولم تكسر الياء ، بل تسكنهما فتقول : «يا زيدون هل تخشون ، ويا هند هل تخشين ، ويا زيدون اخشوا ، ويا هند اخشي» (٤).

ولم تقع خفيفة بعد الألف

لكن شديدة وكسرها ألف (٥)

لا تقع نون التوكيد الخفيفة بعد الألف ، فلا تقول : «اضربان» بنون مخففة ، بل يجب التشديد فتقول «اضربانّ» بنون مشدّدة مكسورة خلافا ليونس ، فإنه أجاز وقوع النون الخفيفة بعد الألف ، ويجب عنده كسرها.

وألفا زد قبلها موكّدا

فعلا إلى نون الإناث أسندا

(ب) إذا أكد الفعل المسند إلى نون الإناث بنون التوكيد ، وجب أن يفصل بين نون الإناث ونون التوكيد بألف كراهية توالي الأمثال ، فتقول :

__________________

(١) اسعيان : فعل أمر مبنيّ على حذف النون لاتصاله بألف الاثنين ، والألف فاعل. تسعيانّ : كإعراب تغزوانّ السابق.

(٢) اسعينّ : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والفاعل أنت.

(٣) حذفت من الفعل لامه فأصبح وزن : «اخشونّ : افعونّ ، واخشينّ : افعين ويعربان : فعل أمر مبنيّ على حذف النون ، وواو الجماعة وياء المخاطبة : فاعل.

(٤) زيدون : منادى مفرد علم مبني على الواو في محل نصب ، تخشون ، تخشين : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو والياء : فاعل ، اخشوا ، اخشي : فعل أمر مبنيّ على حذف النون ، والضمير : فاعل.

(٥) خفيفة : إما فاعل لتقع ، وإما الفاعل مستتر وخفيفة حال منصوبة ، لكن : حرف عطف ، شديدة : معطوف على خفيفة يحرك بحركتها.

٥٦

«اضربنانّ» بنون مشدّدة مكسورة قبلها ألف (١).

أحكام خاصة بنون التوكيد الخفيفة :

واحذف خفيفة لساكن ردف

وبعد غير فتحة إذا تقف

واردد إذا حذفتها في الوقف ما

من أجلها في الوصل كان عدما

وأبدلنها بعد فتح ألفا

وقفا كما تقول في قفن : «قفا»

إذا ولي الفعل المؤكد بالنون الخفيفة ساكن وجب حذف النون لالتقاء الساكنين فتقول : «اضرب الرجل» (٢) بفتح الباء ، والأصل : «اضربن» فحذفت نون التوكيد لملاقاة الساكن ـ وهو لام التعريف ـ ومنه قوله :

١٤٧ ـ لا تهين الفقير علّك أن

تركع يوما والدهر قد رفعه (٣)

__________________

(١) أي لا يحذف من الفعل شيء ويعرب اضربنانّ : فعل أمر مبنيّ على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون الأولى : ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف : زائدة فارقة والنون : للتوكيد لا محل لها من الإعراب. ومثال المضارع : لتنصرفنانّ يا نساء ، ولتسعينانّ ، ولتغزونانّ ، ولترمينانّ وكلها أفعال مضارعة مبنية على السكون لاتصالها بنون النسوة ، والنون : الأولى فاعل ، والألف : زائدة فارقة ، والنون الأخيرة : للتوكيد لا محل لها من الإعراب.

(٢) اضرب (بالفتح) : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة لالتقاء الساكنين ، والفاعل : أنت.

(٣) البيت للأضبط بن قريع السعديّ ، علّك : لغة في لعلك ، تركع : تنحط حالك.

المعنى : لا تزدر الفقير فقد ينقلب الحال فترفعه الأيام وتخفضك.

الإعراب : لا : ناهية ، تهين : فعل مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة لالتقاء الساكنين في محل جزم بلا ، والفاعل : أنت ، الفقير : مفعول به ، علك : عل : حرف مشبه بالفعل ، والكاف : في محل نصب اسم عل ، أن : حرف مصدري ونصب ، تركع : فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل أنت ، والجملة في محل رفع خبر علك على تأويلها باسم الفاعل والتقدير : علك راكع ، يوما : ظرف زمان منصوب متعلق بتركع ، والدهر الواو ، حالية ، الدهر : مبتدأ ،

٥٧

وكذلك تحذف نون التوكيد الخفيفة في الوقف إذا وقعت بعد غير فتحة ـ أي بعد ضمة أو كسرة ـ ويردّ حينئذ ما كان حذف لأجل نون التوكيد ، فتقول في «اضربن يا زيدون» إذا وقفت على الفعل : «اضربوا» وفي «اضربن يا هند : اضربي» ، فتحذف نون التوكيد الخفيفة للوقف ، وتردّ الواو التي حذفت لأجل نون التوكيد. وكذلك الياء.

فإن وقعت نون التوكيد الخفيفة بعد فتحة أبدلت النون في الوقف ألفا فتقول في «اضربن يا زيد : اضربا» (١).

__________________

قد : حرف تحقيق ، رفعه : رفع : فعل ماض ، والفاعل : هو يعود إلى الدهر ، والهاء : في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الدهر ، وجملة المبتدأ والخبر : حالية في محل نصب.

الشاهد فيه قوله : «لا تهين الفقير» فقد حذف نون التوكيد الخفيفة للتخلص من التقاء الساكنين ، ولو لا التوكيد لجزم الفعل بلا ولحذفت الياء.

(١) اضربا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف ، والفاعل : أنت.

٥٨

أسئلة

١ ـ بيّن بالتفصيل ما الذي يؤكد من الأفعال بإحدى نوني التأكيد ... وما الذي لا يؤكد؟ ولماذا؟ مثّل لما تقول بمثال واحد ...

٢ ـ ما حكم تأكيد فعل الأمر بإحدي النونين؟ وعلام يبنى؟

٣ ـ للمضارع المؤكد بإحدى النونين أحكام مختلفة : وضّح هذه الأحكام مبينا متى يجب تأكيده؟ ومتى يمتنع؟ ومتى يجوز؟ مثل لذلك.

٤ ـ بيّن متى يبنى المضارع إذا أكد بإجدى النونين؟ ومتى يعرب؟ وما علة ذلك؟ مثل لكل ما تقول.

٥ ـ ماذا يحدث للفعل المضارع أو الأمر عند ما يكونان معتلين (بالألف أو الواو أو الياء) وأكّدا بإحدى نوني التأكيد ... (اذكر الخطوات مفصلة) مع التمثيل.

٦ ـ ما المواضع التي تمتنع فيها نون التأكيد الخفيفة؟ ولماذا؟ مثل لما تقول.

٥٩

تمرينات

١ ـ (لا تؤجّل عمل اليوم إلى الغد). خاطب بالعبارة السابقة غير الواحد مؤكدا الفعل بنون التوكيد الثقيلة مع الضبط بالشكل ...

٢ ـ (ادع إلى سبيل ربك ، واسع في إنصاف المظلوم ، واقض بين الناس بالحق). خاطب بالعبارة السابقة غير الواحد ... مع التأكيد بالنون الثقيلة والضبط بالشكل.

٣ ـ كوّن جملا تشتمل على ما يأتي : ـ

(ا) مضارع يترجح تأكيده.

(ب) مضارع يمتنع تأكيده.

(ج) أمر مسند إلى نون النسوة ثم أكده ...

(د) مضارع معتل الآخر بالألف مسندا إلى ياء المخاطبة ثم أكده بالنون الثقيلة.

(ه) أمر يمتنع تأكيده بالنون الخفيفة وتجب معه الثقيلة.

٤ ـ اشرح البيتين الآتيين ثم أعرب ما تحته خط منهما : ـ

لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة

إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا

إنّ الأمور إذا انسدّت مسالكها

فالصبر يفتق منها كلّ ما ارتتجا

٥ ـ أعرب ما تحته خط من الآية الكريمة الآتية :

(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً)(١).

__________________

(١) آية ١٨٥ سورة آل عمران.

٦٠