تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٦

ولم تحفظ في الحروف إلا في «أل» ولما كانت الهمزة مع «أل» مفتوحة ، وكانت همزة الاستفهام مفتوحة ، لم يجز حذف همزة الاستفهام ، لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، بل وجب إبدال همزة الوصل ألفا ، نحو «آلأمير قائم؟» أو تسهيلها ، ومنه قوله :

٨٤ ـ أألحقّ ـ إن دار الرّباب تباعدت

أو انبتّ حبل ـ أنّ قلبك طائر (١)

__________________

(١) البيت لعمر بن أبي ربيعة ، الرباب : اسم امرأة ، انبتّ : انقطع ، الحبل : الوصال والعهد أخبرني إذا تباعدت دار الرباب عنك أو انقطعت الصلة بينك وبينها ، هل الحق أن قلبك يضطرب فيتبعها ولا يستقر في مكانه.

الإعراب : أألحق : الهمزة الأولى : حرف استفهام ، الحق مبتدأ مرفوع ، إن : حرف شرط جازم دار : فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور والتقدير إن تباعدت دار ، دار مضاف ، الرباب مضاف إليه ، تباعدت فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي والجملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب ، أو : حرف عطف ، انبتّ : فعل ماض ، حبل : فاعل : والجملة معطوفة على إن تباعدت دار ، وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه ، وجملة الشرط وجوابه اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، أن : حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر ، قلبك : قلب اسم أن ، والكاف مضاف إليه ، طائر خبر أن ، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر خبر المبتدأ الحق ، أي هل الحق طيران قلبك ، الشاهد : «أألحق» فإنه سهّل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام.

٢١

أسئلة ومناقشات

١ ـ عرف التصريف وبيّن ما يتناوله من الكلام وما لا يتناوله ... ثم افرق بينه وبين النحو في الجملة ممثلا لكل ما تقول.

٢ ـ ما الأسماء والأفعال التي تقبل التصريف؟ مثل لذلك بالأمثلة المختلفة.

٣ ـ ما المجرد من الأسماء؟ وما المزيد؟ عدّد أوزان الثلاثي المجرد مع التمثيل وبيّن المهمل من ذلك والقليل ..

٤ ـ اذكر أوزان الثلاثي والرباعي المجردين من الأفعال ... ومثل لما تقول

٥ ـ ما الأوزان الخاصة بالرباعي والخماسي المجردين من الأسماء؟ مثل لكل وزن بمثال.

٦ ـ ما الميزان الصرفي؟ اشرح كيف تزن الكلمة؟ مع ذكر أمثلة مختلفة.

٧ ـ كيف تعرف الحرف الأصلي والحرف الزائد في الكلمة؟ مثل لما تقول

٨ ـ وضح كيف تزن المكرر أحد أصوله؟ وما فيه حذف أو قلب؟ ثّل.

٩ ـ ما شرط زيادة الألف والنون والتاء هات أمثلة موضّحة ... ودقّق في إخراج المحترزات ...

١٠ ـ متى تحكم بزيادة الألف والواو والياء في الكلمة أو بأصالتها؟ مثل لذلك.

١١ ـ متى تكون الهمزة والميم زائدتين في الكلمة؟ ومتى تكونان أصليتين؟ مثّل.

١٢ ـ هات كلمات في جمل تشتمل على النون والتاء والهاء الزائدة ثم الأصلية مع ذكر السبب.

٢٢

١٣ ـ اذكر مواضع همزة الوصل القياسية؟ ومتى يجب ضم هذه الهمزة؟ أو فتحها؟ مثل.

١٤ ـ ما الأسماء التي تبدأ بهمزة الوصل؟ وما الأفعال؟ مثل لما تقول.

١٥ ـ افرق بين همزتى الوصل والقطع في أمثلة تذكرها ثم بيّن متى يجب إبدال همزة الوصل ألفا؟.

١٦ ـ متى تثبت همزة الوصل؟ ومتى تسقط؟ مثل.

٢٣

تمرينات

١ ـ قال تعالى :

فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ـ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (١).

اقرأ النص القرآني ثم أجب عما يأتي : ـ

١ ـ عيّن من النص كلمتين لا يدخلهما التصريف واذكر السبب.

٢ ـ الفعل (استقم) في النص ما نوعه؟ اذكر ماضيه ومضارعه وعين الحروف الزائدة والأصلية ... ثم زن الأمر صرفيا ...

٣ ـ عيّن ثلاثة أفعال مجردة من النص ثم زنها صرفيا ...

٤ ـ ما نوع همزة «استقم»؟ هات المصدر وبين نوع همزته أيضا.

٥ ـ الفعل (أقم) ما نوعه؟ أمزيد أم مجرد؟ اذكر مضارعه وماضيه ثم زن الجميع ...

٦ ـ ما نوع همزة (أقم)؟ هات مصدره وبين نوع همزته.

٧ ـ زن الكلمات : «تطغوا ـ يذهبن ـ حسنات ـ سيّئات ـ يضيع.

٨ ـ زن كلمتي (ذكرى ـ زلفىّ) وبيّن الحرف الأصلي منهما والزائد.

٩ ـ ما نوع همزة (اصبر)؟ وهمزة (أضاع)؟ زن الفعلين ميزانا صرفيا.

١٠ ـ أعرب ما تحته خط من النص القرآني.

__________________

(١) من الآية ١١٢ ـ ١١٥ سورة هود :

٢٤

٢ ـ اذكر أوزان ما يأتي وبيّن الحروف الزوائد فيما فيه زوائد ... زلزل ـ سمسم ـ وعوع ـ سفرجل ـ مصطفى ـ ميراث ـ زن بالعدل ، ق نفسك من عذاب الله ـ جوهر ـ صيرف ـ متّزن ـ مسترشد ـ مستشفى ـ مرض ـ ملوم ـ معوق ـ مئذنه ـ تقف ـ قف.

٣ ـ زن ما تحته خط في الجملتين الآتيتين : ـ الشّعر مشيط ، الطعام مشيط (الأولى من مشط والثانية من شاط).

٤ ـ زن الكلمتين اللتين تحتهما خط من الجملتين الآتيتين : ـ إن ذلك على الله يسير ، عليّ يسير إلى غايته.

٥ ـ بين النونات والياءات والواوات الزوائد والأصول في المفردات الآتية : مصباح ـ مسيل الماء ـ سنام ـ قضيب ـ شرود ـ سوار ـ عماد ـ ماء ـ مهد ـ عصام ـ معين ـ ملكوت ـ بيت ـ حصيد ـ ظمآن ـ رمّان ـ شيطان ـ حيّان ـ تبّان ـ عجان ـ أمير ، نؤوم ـ إمام ـ انتصار ـ استقلال ـ نشاط ـ مستفهم ـ معتكف ـ عاكف ...

٦ ـ قال شوقي : ـ

لا تحذ حذو عصابة مفتونة

يجدون كلّ قديم أمر منكرا

ولو استطاعوا في المجامع أنكروا

من مات من آبائهم أو عمّرا

من كل ماض في القديم وهدمه

وإذا تقدم للبناية قصّرا

٢٥

اقرأ النص .. ثم اشرحه شرحا مختصرا .. وأجب عن ما يأتي : ـ

(أ) ما وزن الكلمات التي تحتها خط .. بين الحروف الأصلية منها والزائدة ولماذا؟

(ب) الأفعال «استطاع ـ أنكر» ما نوع همزتيها؟ هات مصدريهما ثم اذكر نوع الهمزة فيهما.

(ج) هات من النص كلمتين تشتملان على ياء زائدة وأصلية مع ذكر السبب.

(د) هات كلمات ثلاث تشتمل على ألفات زائدة. وأخرى على ميمات ونونات وواوات.

(ه) أعرب الشطر الأول من البيت الأول.

(و) ما أصل الكلمات (تحذ ـ يجدون ـ ماض) وما المحذوف من كل واحدة؟ زنها صرفيا ...

٧ ـ كوّن ست جمل ، ثلاثا منها تشتمل على كلمات مبدوءة بهمزة وصل ، وثلاثا تشتمل على كلمات مبدوءة بهمزة قطع.

٨ ـ أدخل همزة الاستفهام على الكلمات الآتية .. ثم علّل لبقاء همزة الوصل فيها أو حذفها. وضعها في جمل تامة من عندك : استشهد ـ الحسين ـ امرؤ ـ اجتهد ـ انكسر ـ الآن ـ ابنه ـ ايمن ـ الاجتهاد ـ استثمر.

٩ ـ هات أفعالا ستة مبدوء بهمزة قطع وأخرى مبدوءة بهمزة وصل وضعها في جمل مفيدة ..

٢٦

أبنية المصادر

مصادر الثلاثى :

«فعل» قياس مصدر المعدّى

من ذي ثلاثة ك : «ردّ ردّا» (١)

الفعل الثلاثي المتعدي يجيء مصدره على «فعل» قياسا مطردا ، (٢) نصّ على ذلك سيبويه في مواضع ، فنقول : «ردّ ردّا ، وضرب ضربا ، وفهم فهما» (٣) ، وزعم بعضهم أنه لا ينقاس ، وهو غير سديد.

و «فعل» اللازم بابه «فعل»

ك : «فرح» ، وك : «جوى» وك : شلل»

أي يجيء مصدر «فعل» اللازم على «فعل» «قياسا» ك : «فرح فرحا ، وجوي جوى (٤) ، وشلّت يده شللا».

__________________

(١) فعل : مبتدأ ، قياس : خبر ، من : حرف جر متعلق بمحذوف حال من المعدّى ، ذي : مجرور بمن وعلامة جره الياء.

(٢) المدار في معرفة مصادر الثلاثي الكثيرة على السماع ، والضوابط المذكورة فيها حصر تقريبى لغير المسموع.

(٣) إلا إن دلّ على صناعة أو حرفة فقياس مصدره على «فعالة» مثل حياكة وتجارة وحدادة. والمراد بالقياس عند سيبويه والجمهور أنه إذا ورد فعل لم نعلم كيف تكلموا بمصدره قسناه على هذه الضوابط ، ولا نقيس مع وجود السماع.

(٤) جوى : أصابته حرقة من شدة وجد أو حزن ، وجوى الشيء : كرهه.

٢٧

و «فعل» اللازم مثل «قعدا»

له «فعول» باطّراد ك : «غدا» (١)

ما لم يكن مستوجبا : «فعالا»

أو «فعلانا» ـ فادر ـ أو «فعالا»

فأوّل لذي امتناع ك : «أبى»

والثّان للذي اقتضى تقلّبا

للدّا : «فعال» أو لصوت ، وشمل

سيرا وصوتا «الفعيل» ك : «صهل»

يأتي مصدر «فعل» اللازم على «فعول» قياسا ، فتقول : «قعد قعودا ، وغدا غدوّا ، وبكر بكورا».

وأشار بقوله : «ما لم يكن مستوجبا فعالا .. إلى آخره» إلى أنه إنما يأتي مصدره على «فعول» إذا لم يستحق أن يكون مصدره على «فعال ، أو فعلان ، أو فعال».

فالذي استحق أن يكون مصدره على «فعال» هو : كل فعل دلّ على امتناع ك : «أبى إباء ، ونفر نفارا ، وشرد شرادا» (٢) ، وهذا هو المراد بقوله : «فأول لذي امتناع».

والذي استحق أن يكون مصدره على «فعلان» هو : كل فعل دلّ على تقلب نحو : «طاف طوفانا ، وجال جولانا ، ونزا نزوانا» (٣) ، وهذا معنى قوله : «والثان للذي اقتضى تقلبا».

__________________

(١) فعل : (قصد لفظه) : مبتدأ ، اللازم : صفة ، مثل : حال ، له فعول : مبتدأ وخبر والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.

(٢) نفر وشرد : بمعنى أبى وتباعد.

(٣) نزا ينزو : وثب.

٢٨

والذي استحقّ أن يكون مصدره على «فعال» هو : كل فعل دلّ على داء ، أو صوت ، فمثال الأول : «سعل سعالا ، وزكم زكاما ، ومشى بطنه مشاء». ومثال الثاني : «نعب الغراب نعابا ، ونعق الراعي نعاقا (١) ، وأزّت القدر أزازا» ، وهذا هو المراد بقوله : «للدا فعال أو لصوت».

وأشار بقوله : «وشمل سيرا وصوتا الفعيل» إلى أنّ فعيلا يأتي لما دلّ على سير ولما دلّ على صوت ، فمثال الأول : «ذمل ذميلا (٢) ، ورحل رحيلا» ، ومثال الثاني : «نعب نعيبا ، ونعق نعيقا ، وأزّت القدر أزيزا ، وصهلت الخيل صهيلا» (٣).

* * *

«فعولة ، فعالة» ل : «فعلا»

ك : «سهل» الأمر ، وزيد «جزلا»

إذا كان الفعل على «فعل» ـ ولا يكون إلا لازما ـ يكون مصدره على «فعولة» أو على «فعالة» ، فمثال الأول : «سهل سهولة ، وصعب صعوبة ، وعذب عذوبة» ، ومثال الثاني : «جزل جزالة ، وفصح فصاحة ، وضخم ضخامة».

* * *

وما أتى مخالفا لما مضى

فبابه النقل ك : «سخط ، ورضى»

__________________

(١) نعق الراعي بغنمه : صاح بها وزجرها ، وأزّت القدر : غلت وصوّتت.

(٢) ذمل البعير يذمل (بضم الميم وكسرها) : سار سيرا لينا.

(٣) وإذا كان الفعل معتل العين فمصدره غالبا على «فعل» كسار سيرا ، أو على «فعال» كقيام وصيام ، أو على «فعالة» : كنياحة.

٢٩

يعني أن ما سبق ذكره في هذا الباب هو القياس الثابت في مصدر الفعل الثلاثي ، وما ورد على خلاف ذلك فليس بمقيس ، بل يقتصر فيه على السماع نحو : «سخط سخطا ، ورضي رضى ، وذهب ذهابا ، وشكر شكرا ، وعظم عظمة».

* * *

مصادر غير الثلاثى :

وغير ذي ثلاثة مقيس

مصدره ك : «قدّس التّقديس»

و «زكّه تزكية وأجملا

إجمال من تجمّلا تجمّلا»

و «استعذ استعاذة ، ثمّ أقم

إقامة» وغالبا ذا التالزم

وما يلي الآخر مدّ وافتحا

مع كسر تلو الثّان مما افتتحا

بهمز وصل ك : «اصطفى» وضمّ ما

يربع في أمثال قد «تلملما»

ذكر في هذه الأبيات مصادر غير الثلاثي (١) وهي مقيسة كلها.

__________________

(١) مصادر غير الثلاثي تشمل :

(ا) مزيد الثلاثي بحرف واحد وله ثلاثة أوزان : فعّل كقدّم ، وفاعل كجاهد ، وأفعل كأكرم.

(ب) مزيد الثلاثي بحرفين وله خمسة أوزان : تفعّل كتكرّم ، وتفاعل كتقاتل ، وانفعل كانصرف ، وافتعل كاجتمع ، وافعلّ : كافترّ واحمرّ.

(ج) مزيد الثلاثي بثلاثة أحرف وله ثلاثة أوزان : استفعل كاستغفر ، وافعوعل كاحدودب ، وافعوّل كاجلوّذ.

(د) مجرد الرباعي وله وزن واحد : فعلل كحصحص ودحرج.

(ه) مزيد الرباعي بحرف واحد ووزنه : تفعلل كتدحرج وتبعثر.

(و) مزيد الرباعى بحرفين وله وزنان : افعنلل كاحرنجم ، وافعللّ كاطمأن.

٣٠

فما كان على وزن «فعّل» ، فإما أن يكون صحيحا أو معتلا ، فإن كان صحيحا فمصدره على «تفعيل» نحو : «قدّس تقديسا» ، ومنه قوله تعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً)(١) ، «ويأتي أيضا على وزن «فعّال» كقوله تعالى : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً)(٢) ، ويأتي على «فعال» ـ بتخفيف العين ـ وقد قرىء : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) بتخفيف الذال».

وإن كان معتلا فمصدره كذلك ، لكن تحذف ياء التفعيل ، ويعوض عنها التاء ، فيصير مصدره على «تفعلة» نحو : «زكّى تزكية» ، وندر مجيئه على «تفعيل» كقوله :

١٤٣ ـ باتت تنزّي دلوها تنزيّا

كما تنزّي شهلة صبيّا (٣)

__________________

(١) من قوله تعالى : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ ، وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ، وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) النساء (١٦٣).

(٢) سورة النبأ (٢٨).

(٣) لا يعلم قائل هذا البيت. نزّى : حرك ، شهلة : عجوز.

المعنى : لقد ضعفت هذه المرأة وذهبت الأيام بقوتها فغدت تسحب دلوها بفتور وضعف كما تحرك عجوز صغيرا تداعبه.

الإعراب : باتت : بات : فعل ماض ناقص ، والتاء : للتأنيث ، واسمه : ضمير مستتر جوازا تقديره : هي : تنزّى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل ، والفاعل : هي ، والجملة في محل نصب خبر بات ، دلوها : دلو : مفعول به لتنزي ، وها : في محل جر بالإضافة ، تنزيا : مفعول مطلق منصوب ، كما : الكاف : حرف جر متعلق بتنزيا ، ما : مصدرية ، تنزي : فعل مضارع ، شهلة : فاعل ، صبيا : مفعول به ، وما مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالكاف.

الشاهد فيه : قوله : «تنزيا» فقد جاء مصدر نزّى على وزن «تفعيل» وهو نادر ، وقياس مصدر معتل اللام «تفعلة». ومن النادر أيضا مجيء مصدر صحيح اللام على تفعلة كتجربة وتفرقة وتكملة.

٣١

وإن كان مهموزا ـ ولم يذكره المصنف هنا ـ كان مصدره على «تفعيل» وعلى «تفعلة» (١) نحو : «خطّأ تخطيئا وتخطئة ، وجزّأ تجزيئا وتجزئة ، ونبّأ تنبيئا وتنبئة».

وإن كان على «أفعل» فقياس مصدره على «إفعال» نحو : «أكرم إكراما ، وأجمل إجمالا ، وأعطى إعطاء» ، هذا إذا لم يكن معتل العين ، فإن كان معتل العين نقلت حركة عينه إلى فاء الكلمة ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث غالبا نحو : «أقام إقامة» الأصل : إقواما ، فنقلت حركة الواو إلى القاف ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث ، فصار «إقامة» وهذا هو المراد بقوله : «ثم أقم إقامة» ، وقوله : «وغالبا ذا التا لزم» إشارة إلى ما ذكرناه من أن التاء تعوّض غالبا ، وقد جاء حذفها كقوله تعالى : (وَإِقامَ الصَّلاةِ)(٢).

وإن كان على وزن «تفعّل» فقياس مصدره «تفعّل» (٣) ـ بضم العين ـ نحو : «تجمّل تجمّلا ، وتعلّم تعلّما. وتكرّم تكرّما».

وإن كان في أوّله همزة وصل كسر ثالثه وزيد ألف قبل آخره سواء كان على وزن : «انفعل. أو افتعل. أو استفعل» : نحو «انطلق انطلاقا ،

__________________

(١) الكثير مجيء المصدر على «تفعلة».

(٢) وردت في آيتين كريمتين ، الأولى : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ، وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ ، وَإِيتاءَ الزَّكاةِ ...) الآية الأنبياء (٧٣) ، والثانية : (رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) النور (٣٧). والشاهد حذف التاء إن كان المصدر مضافا لأن الإضافة كالتعويض عن التاء. ولذا كان حذفها دون إضافة غير فصيح.

(٣) أي قياس مصدر ما بدىء بتاء زائدة أن يضم رابعه كتكرّم تكرّما ، وتدحرج تدحرجا وتناصر تناصرا ، إلا إذا كانت لامه ياء فيكسر الحرف المضموم ليناسب الياء نحو : توانى توانيا.

٣٢

واصطفى اصطفاء ، واستخرج استخراجا» ، وهذا معنى قوله : «وما يلي الآخر مدّ وافتحا».

فإن كان «استفعل» معتل العين نقلت حركة عينه إلى فاء الكلمة ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث لزوما نحو : «استعاذ استعاذة» والأصل : استعواذا ، فنقلت حركة الواو إلى العين ـ وهي فاء الكلمة ـ وحذفت ، وعوض عنها التاء فصار «استعاذة» ، وهذا معنى قوله : و «واستعذ استعاذة».

ومعنى قوله : «وضم ما يربع في أمثال قد تلملما» أنه إن كان الفعل على وزن «تفعلل» يكون مصدره على «تفعلل» ـ بضم رابعه ـ نحو : «تلملم تلملما ، وتدحرج تدحرجا».

* * *

«فعلال أو فعللة» ل : «فعللا»

واجعل مقيسا ثانيا لا أوّلا

يأتي مصدر «فعلل» على «فعلال» ك : «دحرج دحراجا ، وسرهف سرهافا» (١) ، وعلى «فعللة» وهو المقيس فيه نحو «دحرج دحرجة ، وبهرج بهرجة ، وسرهف سرهفه».

* * *

ل : «فاعل» : «الفعال والمفاعله»

وغير ما مرّ : السماع عادله

كل فعل على وزن «فاعل» فمصدره «الفعال والمفاعلة» نحو : «ضارب ضرابا ومضاربة ، وقاتل قتالا ومقاتلة ، وخاصم خصاما ومخاصمة» (٢).

__________________

(١) سرهف الصبي : إذا أحسن غذاءه ، ووزن «فعلال» قياسي في المضعف كزلزل زلزالا ، ووسوس وسواسا ، سماعي في غيره.

(٢) ما كانت فاؤه ياء من هذا الوزن يمتنع فيه «الفعال» كياسره مياسرة ويامن ميامنه.

٣٣

وأشار بقوله «وغير ما مرّ ... الخ» إلى أن ما ورد من مصادر غير الثلاثي على خلاف ما مرّ يحفظ ولا يقاس عليه.

ومعنى قوله «عادله» : كان السماع له عديلا. فلا يقدم عليه إلا بتثبت ، كقولهم في مصدر فعّل المعتلّ «تفعيلا» نحو : «باتت تنزّي دلوها تنزيّا» والقياس : «تنزية» ، وقولهم في مصدر حوقل «حيقالا» وقياسه «حوقلة» نحو : «دحرج دحرجة» ، ومن ورود «حيقال» قوله :

١٤٤ ـ يا قوم قد حوقلت أو دنوت

وشرّ حيقال الرجال الموت (١)

وقولهم في مصدر تفعّل : «تفعّالا» نحو : «تملّق تملّاقا» والقياس «تفعل تفعّلا» نحو : «تملّق تملّقا».

* * *

مصدر المرة والهيئة :

و «فعلة» لمرّة ك : «جلسة»

و «فعلة» لهيئة ك «جلسه»

إذا أريد بيان المرة من مصدر الفعل الثلاثي قيل «فعلة» ـ بفتح الفاء ـ نحو : «ضربته ضربة ، وقتلته قتلة» ، هذا إذا لم يبن المصدر على

__________________

(١) لا يعرف قائل البيت. حوقلت : كبرت وضعفت.

المعنى : يتحسر الشاعر على ما سلف من أيام الشباب فيقول : لقد كبرت حتى عجزت عن كل شيء أو كدت ، وشر أحوال الإنسان ضعفا أن يكون على حافة الموت.

الإعراب : يا : أداة نداء ، قوم : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة تخفيفا ، والياء : مضاف إليه ، قد : حرف تحقيق ، حوقلت : فعل وفاعل ، أو : عاطفة ، دنوت : فعل وفاعل ، وشر : الواو : استئنافية ، شر : مبتدأ ، حيقال : مضاف إليه ، الرجال : مضاف إليه ، الموت : خبر المبتدأ مرفوع.

الشاهد فيه : قوله : «حيقال» بوزن «فعلال» وقياسه «حوقلة» بوزن «فعللة».

٣٤

تاء التأنيث ، فإن بني عليها وصف بما يدل على الوحدة نحو «نعمة ورحمة» فإذا أريد المرة وصف ب : «واحدة».

وإن أريد بيان الهيئة منه قيل «فعلة» ـ بكسر الفاء نحو : «جلس جلسة حسنة ، وقعد قعدة ، ومات ميتة» (١).

في غير ذي الثلاث ب : «التا» المرّه

وشذّ فيه هيئة «كالخمرة»

إذا أريد بيان المرة من مصدر المزيد على ثلاثة أحرف زيد على المصدر تاء التأنيث نحو : «أكرمته إكرامة ، ودحرجته دحراجة» (٢).

وشذّ بناء «فعلة» للهيئة (٣) من غير الثلاثي كقولهم : «هي حسنة الخمرة» فبنوا «فعلة» من «اختمر» و «هو حسن العمّة» فبنوا «فعلة» من «تعمّم».

__________________

(١) إذا كانت التاء في مصدره الأصلي دل على الهيئة بالوصف نحو : نشد الضالة نشدة عظيمة.

(٢) إن كانت التاء في مصدره دل على المرة بالوصف : كأقام إقامة واحدة.

(٣) لا يبنى من غير الثلاثي مصدر للهيئة وما ورد فهو شاذ.

٣٥

أسئلة

١ ـ اذكر القاعدة العامة لصوغ مصادر الثلاثي ومثل لما تقول.

٢ ـ كيف تأتي بالمصادر القياسية لكل من المتعدي الثلاثي و (فعل) اللازم؟ مثّل لكل ما تقول في جمل تامة.

٣ ـ متى يأتي المصدر على الأوزان الآتية مع التمثيل بجمل تامة :

(ا) فعول. (ب) فعالة. (ج) فعلان.

(د) فعال. (ه) فعولة. (و) فعالة.

(ز) فعلة. (ح) إفعال.

٤ ـ بيّن بالتفصيل مصادر المزيد على الثلاثي بحرف أو بحرفين أو بثلاثة أحرف مع التمثيل لكل منها في جمل تامة من عندك.

٥ ـ اشرح بالتفصيل مصادر الرباعي مع التمثيل لكل منها.

٦ ـ اذكر مصادر المزيد على الرباعي بحرف أو بحرفين مع التمثيل في جمل تامة.

٧ ـ كيف تصوغ مصدري المرة والهيئة؟ وعلام يدل كل منهما؟ مثل لما تقول.

٣٦

تمرينات

١ ـ بيّن فيما يأتي المصادر الشاذة والقياسية مع ذكر السبب.

سباب ، فسوق ، سجود ، زئير ، طواف ، رحيل ، ركوب ، بلاغة ، تمجيد ، إشارة ، استقامة ، تأخّر ، نموّ.

٢ ـ جاء في رسالة عبد الحميد الكاتب إلى الكتاب ما يلي : «أما بعد : حفظكم الله يا أهل صناعة الكتابة وحاطكم ، ووفقكم ، وأرشدكم ، فإن الله عزوجل جعل الناس بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ومن بعد الملوك المكرمين أصنافا ، وإن كانوا في الخلقة سواء ، وصرّفهم في صنوف الصناعات وضروب المحاولات إلى أسباب معاشهم ، وأبواب رزقهم ، فجعلكم معشر الكتاب ـ في أشرف الجهات ـ أهل الأدب والمروءات ، والعلم والرزانة ، بكم تنتظم للخلافة محاسنها ، وتستقيم أمورها ، وبنصائحكم يصلح الله للخلق سلطانهم ، وتعمر بلدانهم».

أجب عما يأتي بعد تفهم النص السابق :.

(١) ما نظرة عبد الحميد الكاتب إلى الكتاب وأصحاب الأقلام؟

(٢) ما رسالة الكتّاب في الحياة من خلال النص؟

(٣) صف أثر الكتابة الراشدة في صلاح المجتمع.

(٤) هات مصادر الأفعال التي تحتها خط موضحا القياسىّ منها.

(٥) عيّن من النص أربعة مصادر ووضح أهي قياسية أم سماعية؟

٣٧

(٦) صغ اسم الهيئة مما يأتي مع وضعها في جمل مفيدة : ـ «حاط ، رشد ، حفظ ، نشد ، بعث».

(٧) صغ اسم المرة مما يأتي مع وضعه في جمل تامة : «استنار ـ انتظم ـ وفّق ـ أرشد ـ حاط ـ زان».

٣ ـ هات مصادر الأفعال الآتية ثم صغ منها مصدر المرة وضع الجميع في جمل تامه : ـ «عاش ، مرّ ، رحم ، تحمّل ، اختار ، انتهى ، اعتذر ، وزن سلم ، صاغ ؛ أنعم ، يسّر ، انقرض».

٤ ـ صف معهدك في سطرين بحيث يشتمل الوصف على ثلاثة مصادر للفعل الثلاثي.

٥ ـ صف يوما مطيرا بحيث يشتمل الوصف على مصادر للرباعي المجرد والمزيد.

٦ ـ تحدث عن ثمرة العلم في سطور ثلاثة بحيث يشتمل ذلك على ثلاثة مصادر للمرة والهيئة مع ضبط كل منها ووضع خط تحته.

٧ ـ هات مصادر الأفعال الآتية ثم ضعها في جمل تامة وبيّن القياسي منها والسماعي : «استراح ، كرم ، ركع ، غرب ، أراد ، تطوّع ، اقتصر ، سما ، ران ، ناح ، ناجى ، اخضرّ».

٨ ـ بيّن أفعال المصادر الآتية واذكر وزنها وسبب مجيئها على هذا الوزن : «صبر ، صحبة ، أنين ، خرير ، إقدام ، اندفاع ، طيران ، استفتاء ، زحام ، دوار ، سيطرة ، منافسة».

٩ ـ بين مصادر الأفعال في النصوص الآتية ، ثم أفعال المصادر فيها كذلك مع إعراب ما تحته خط منها :

٣٨

قال البحتري :

فالخيل تصهل والفوارس تدّعي

والبيض تلمع والأسنة تزهر

والأرض خاشعة تميد بثقلها

والجوّ معتكر الجوانب أغبر

وقالت الخنساء :

يؤرقني التذكر حين أمسي

فأصبح قد بليت بفرط نكس

على صخر وأيّ فتى كصخر

ليوم كريهة وطعان خلس

وضيف طارق أو مستجير

يروّع قلبه من كل جرس

فيالهفي عليه ولهف أمّي

أيصبح في الضريح وفيه يمسي

٣٩

أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين

والصفات المشبهات بها

صياغة اسم الفاعل من الثلاثى :

ك : «فاعل» صغ اسم فاعل إذا

من ذي ثلاثة يكون ك : «غذا»

إذا أريد بناء اسم الفاعل من الفعل الثلاثي جيء به على مثال : «فاعل» ، وذلك مقيس في كل فعل كان على وزن «فعل» ـ بفتح العين ـ متعديا كان أو لازما نحو : «ضرب فهو ضارب ، وذهب فهو ذاهب ، وغذا فهو غاذ».

فإن كان الفعل على وزن «فعل» ـ بكسر العين ـ فإما أن يكون متعديا أو لازما ، فإن كان متعديا فقياسه أيضا أن يأتي اسم فاعله على «فاعل» نحو : «ركب فهو راكب ، وعلم فهو عالم». وإن كان لازما ، أو كان الثلاثيّ على «فعل» ب ـ بضم العين ـ فلا يقال في اسم الفاعل منهما «فاعل» إلا سماعا ، وهذا هو المراد بقوله :

وهو قليل في «فعلت وفعل»

غير معدّى ، بل قياسه : فعل

وأفعل ، فعلان نحو : «أشر»

ونحو «صديان» ونحو : «الأجهر» (١)

أي : إتيان اسم الفاعل على وزن «فاعل» قليل في «فعل» ـ بضم العين ـ كقولهم : «حمض فهو حامض» ، وفي «فعل» ـ بكسر

__________________

(١) الصديان : العطشان. الأجهر : الذي لا يبصر في الشمس ، والأجهر أيضا : الجميل الهيئة.

٤٠