تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٦

نحو «قسورة وقساور» (١) ، وهكذا إن كان مدّة غير زائدة نحو «مفازة ومفاوز ، ومعيشة ومعايش» ، ، إلا فيما سمع فيحفظ ولا يقاس عليه ، نحو «مصيبة ومصائب» (٢).

كذاك ثاني ليّنين اكتنفا

مدّ مفاعل كجمع نيّفا

* * *

٤ ـ أي : كذلك تبدل الهمزة من ثاني حرفين ليّنين توسط بينهما مدّة مفاعل ، كما لو سميت رجلا ب «نيّف» ثم كسّرته فإنك تقول : «نيائف» بإبدال الياء الواقعة بعد ألف الجمع همزة ـ ومثله أوّل وأوائل (٣) ، فلو توسّط بينهما مدّة مفاعيل امتنع قلب الثاني منهما همزة ، ك «طواويس» ؛ ولهذا قيّد المصنف ـ رحمه‌الله تعالى ـ ذلك بمدّة مفاعل (٤).

__________________

(١) القسورة : الأسد.

(٢) أصل مصيبة «مصوبة» بكسر الواو نقلت حركة الواو إلى الحرف الصحيح الساكن قبلها وهو الصاد ثم قلبت الواو ياء لسكونها إثر كسرة فحق المدفي ذلك تصحيحه في الجمع فيقال مصاوب كما صح في مفاوز ولكنّ قلب الواو همزة شاذ فقيل مصائب.

(٣) أصل أوائل «أواول» أبدلت الواو الثانية همزة وأصله الأصيل «وواول» أبدلت الواو الأولى همزة لأنها تصدرت قبل واو متحركة فأصبحت «أواول» ثم أبدلت الثانية همزة فأصبحت «أوائل».

(٤) ومثل نيف وأول ، «سيّد» فجمعه «سيائد» أصله «سياود» فوقعت الياء والواو وبينهما ألف مفاعل فقلبت الواو همزة فأصبحت «سيائد». فحرفا اللين قد يكونان متفقين : سواء أكانا ياءين أم واوين ، وقد يكونان مختلفين أي أحدهما واو والآخر ياء ، مثل سيّد.

١٨١

وافتح وردّ الهمز يا فيما أعلّ

لاما وفي مثل هراوة جعل

واوا وهمزا اوّل الواوين ردّ

في بدء غير شبه ووفي الأشد

* * *

قلب الهمزة ياء :

قد سبق أنه يجب إبدال المدّة الزائدة في الواحد همزة إذا وقعت بعد ألف الجمع نحو «صحيفة وصحائف» ، ، وأنه إذا توسط ألف مفاعل بين حرفين ليّنين قلب الثاني منهما همزة ، نحو «نيّف ونيائف».

وذكر هنا أنه إذا اعتلّ لام أحد هذين النوعين فإنه يخفف بإبدال كسرة الهمزة فتحة ثم إبدالها ياء.

فمثال الأول : قضيّة وقضايا (١) ـ وأصله قضائي ، بإبدال مدّة الواحد همزة ، كما فعل في صحيفة وصحائف ، فأبدلوا كسرة الهمزة فتحة ، فحينئذ : تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت قضاءا ، فأبدلت الهمزة ياء ، فصار «قضايا».

__________________

(١) قضايا أصلها قضايي بياءين.

١ ـ ثم أبدلت الياء الأولى همزة فأصبحت «قضائي». كما فعل بصحائف.

٢ ـ ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة للتخفيف فأصبحت «قضاءى».

٣ ـ ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت «قضاءا».

٤ ـ ثم قلبت الهمزة ياء لاجتماع شبه ثلاث ألفات فصارت «قضايا».

الهمزة تشبه الألف فاجتمع شبه ثلاث ألفات وذلك مستكره فأبدلت الهمزة ياء فصارت «قضايا».

١٨٢

ومثال الثاني : زاوية وزوايا (١) ـ وأصله ؛ زوائي ، بإبدال الواو الواقعة بعد ألف الجمع همزة كنيّف ونيائف ، فقلبوا كسرة الهمزة فتحة ، فحينئذ قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت زواءا ، ثم قلبوا الهمزة ياء ، فصار زوايا.

قلب الهمزة واوا :

وأشار بقوله : «وفي مثل هراوة جعل واوا» إلى أنه إنما تبدل الهمزة ياء إذا لم تكن اللام واوا سلمت في المفرد كما مثل ، فإن كانت اللام واوا سلمت في المفرد لم تقلب الهمزة ياء ، بل تقلب واوا ؛ ليشاكل الجمع واحده ، وذلك حيث وقعت الواو رابعة بعد ألف ، وذلك نحو قولهم : «هراوة وهراوى» (٢) وأصلها هرائو كصحائف ، فقلبت كسرة الهمزة فتحة ، وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار هراءا ، ثم قلبوا الهمزة واوا ، فصار «هراوى».

__________________

(١) زوايا أصلها زواوى.

١ ـ ثم أبدلت الواو التي بعد الألف همزة فأصبحت «زوائي» كما فعل بأوائل.

٢ ـ ثم قلبت الكسرة فتحة للتخفيف فأصبحت «زواءى».

٣ ـ ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت «زواءا».

٤ ـ ثم قلبت الهمزة ياء لاجتماع شبه ثلاث ألفات فصارت «زوايا».

(٢) هراوى أصلها هرا او بألفين الألف الأولى ألف الجمع مفاعل والألف الثانية ألف المفرد هراوة.

١ ـ ثم قلبت ألف المفرد همزة في الجمع فصارت «هرائو» كما فعل بقلائد.

٢ ـ ثم قلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة فصارت «هرائي».

٣ ـ ثم قلبت الكسرة فتحة للتخفيف فأصبحت «هراءى».

٤ ـ ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فأصبحت «هراءا».

٥ ـ ثم قلبت الهمزة واوا ليتشاكل الجمع بالمفرد فأصبحت «هراوى».

١٨٣

قلب الواو همزة :

وأشار بقوله : «وهمزا اوّل الواوين ردّ» إلى أنه يجب ردّ أول الواوين (١) المصدّرتين همزة ما لم تكن بدلا من ألف فاعل ، نحو «أواصل» في جمع واصلة ، والأصل «وواصل» بواوين : الأولى فاء الكلمة ، والثانية بدل من ألف فاعلة.

فإن كانت الثانية بدلا من ألف فاعل لم يجب (٢) الإبدال ، نحو «ووفي ، ووري» أصله وافى ، ووارى ، فلما بني للمفعول احتيج إلى ضمّ ما قبل الألف فأبدلت الألف واوا.

الهمزتان الملتقيتان في كلمة واحدة :

ومدّا ابدل ثاني الهمزين من

كلمة ان يسكن كآثر وائتمن

إن يفتح اثر ضم او فتح قلب

واوا وياء إثر كسر ينقلب

ذو الكسر مطلقا كذا وما يضمّ

واوا أصر ما لم يكن لفظا أتمّ

فذاك ياء مطلقا جا ، وأؤمّ

ونحوه وجهين في ثانيه أمّ

__________________

(١) تختص الواو بقلبها همزة إذا تصدرت قبل واو متحركة مطلقا نحو «أواصل وأواق» أصلهما وواصل ، وواق ، أو تصدرت قبل واو ساكنة متأصلة الواوية ، مثل «أولى وأول» أصلهما «وولى» و «ووّل».

(٢) لم يجب الإبدال بل يجوز أن تقول في «ووفى ، وورى» «أوفى ، أورى» بخلاف هووى ونوووى ، يجب عدم القلب لأن الواو غير مصدرة.

١٨٤

إذا اجتمع في كلمة همزتان وجب التخفيف إن لم يكونا في موضع العين ، نحو «سأّل ، ورأّس (١)».

١ ـ ثم إن تحركت أولاهما وسكنت ثانيتهما وجب إبدال الثانية مدّة تجانس حركة الأولى :

فإن كانت حركتها فتحة أبدلت الثانية ألفا ، نحو «آثرت».

وإن كانت ضمة أبدلت واوا ، نحو «أوثر».

وإن كانت كسرة أبدلت ياء ، نحو «إيثار».

وهذا هو المراد بقوله : «ومدا ابدل ـ البيت» (٢).

٢ ـ وإن تحركت ثانيتهما :

(أ) فإن كانت حركتها فتحة وحركة ما قبلها فتحة أو ضمة قلبت واوا :

الأول : نحو «أوادم» جمع آدم ، وأصله أآدم.

والثاني : نحو «أويدم» تصغير آدم.

وهذا هو المراد بقوله : «إن يفتح اثر ضم أو فتح قلب واوا» ، (ب) وإن كانت حركة ما قبلها كسرة قلبت ياء نحو «إيمّ» ـ وهو مثال ـ إصبع من أمّ ، وأصله إئمم فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة التي قبلها ، وأدغمت الميم في الميم فصار إثمّ ، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء ، فصار إيمّ ،

__________________

(١) اجتمعت همزتان الأولى ساكنة والثانية متحركة في موضع العين فأدغمت الأولى في الثانية. فسأّل صيغة مبالغة من السؤال ، ورأّس : نسبة لبائع الرؤوس.

(٢) أصلها على الترتيب «أأثر ، أأثر ، إئثار». اجتمعت همزتان في أول الكلمة الأولى متحركة والثانية ساكنة فقلبت الهمزة الثانية مدّا من جنس حركة الهمزة الأولى فأصبحت «آثر ، أوثر ، إيتار».

١٨٥

وهذا هو المراد من قوله : «وياء اثر كسر ينقلب».

(ج) وأشار بقوله : «ذو الكسر مطلقا كذا» إلى أن الهمزة الثانية إذا كانت مكسورة تقلب ياء مطلقا ـ أي : سواء كانت التي قبلها مفتوحة أو مكسورة ، أو مضمومة ـ.

فالأول : نحو «أينّ ـ مضارع أنّ ـ وأصلها أئنّ ، فخففت بإبدال الثانية من جنس حركتها فصار أينّ وقد يحقّق ، نحو «أئنّ» ـ بهمزتين» ولم تعامل بهذه المعاملة في غير الفعل إلا في «أئمّة» (١) فإنها جاءت بالإبدال والتصحيح.

والثاني : نحو «إيمّ» مثال إصبع من أمّ ، وأصله «إئمم» نقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الثانية ، وأدغمت الميم في الميم فصار «إئمّ» ، فخففت الهمزة الثانية بإبدالها من جنس حركتها ، فصار «إيمّ».

والثالث : نحو «أينّ» أصله «أئنّ» والأصل «أؤنن» لأنه مضارع «أأننته» : جعلته يئنّ ـ فدخله النقل والإدغام ثم خفف بإبدال ثاني همزتيه من جنس حركتها فصار «أينّ».

(د) وأشار بقوله : «وما يضم واوا أصر» إلى أنه إذا كانت الهمزة الثانية مضمومة ، قلبت واوا سواء انفتحت الأولى ، أو انكسرت ، أو انضمت ،

فالأول : نحو «أوبّ» ـ جمع أبّ ، وهو المرعي ـ أصله «أأبب» : لأنه أفعل ، فنقلت حركة عينه إلى فائه ، ثم أدغمت فصار «أؤبّ» ، ثم خففت ثانية الهمزتين بإبدالها من جنس حركتها ، فصار أوبّ ،

__________________

(١) أئمّة جمع إمام أصلها أأممة : نقلت كسرة الميم إلى الهمزة الساكنة توصلا للإدغام فاصبحت أئمّة ، وقد تبدل الهمزة المكسورة ياء فتصبح أيمّة. بناء على أن الهمزة الثانية المكسورة تقلب ياء مطلقا.

١٨٦

والثاني : نحو «إومّ» مثال إصبع من أمّ (١).

والثالث : نحو «أومّ» مثال أبلم من أمّ (٢).

(ه) وأشار بقوله : «ما لم يكن لفظا أتم ، فذاك ياء مطلقا جا» إلى أن الهمزة الثانية المضمومة إنما تصير واوا إذا لم تكن طرفا ، فإن كانت طرفا صيّرت ياء مطلقا ، سواء انضمت الأولى ، أو انكسرت أو انفتحت ، أو سكنت.

فتقول في مثال جعفر من قرأ «قرأأ» ثم تقلب الهمزة ياء فتصير «قرأيا» ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار «قرأى» وتقول في مثال زبرج (٣) من قرأ «قرئيء» ثم تقلب الهمزة ياء فتصير «قرئيا» كالمنقوص ، وتقول في مثال برثن (٤) من قرأ «قرؤؤ» ثم تقلب الضمة التي على الهمزة الأولى كسرة فتصير «قرئيا» مثل القاضي.

وأشار بقوله : «وأؤمّ ونحوه وجهين من ثانية أم» إلى أنه إذا انضمت الهمزة الثانية وانفتح ما قبلها وكانت الهمزة الأولى للمتكلم جاز لك في الثانية وجهان : «الإبدال والتحقيق ، وذلك نحو «أومّ» ـ مضارع أمّ ، فإن شئت أبدلت ، فقلت : «أومّ» ، وإن شئت حققت ، فقلت : «أؤمّ» ـ

__________________

(١) إومّ أصلها «إئمم» نقلت حركة الميم للهمزة الثانية توصلا للأدغام فأصبحت «إؤمّ» ثم أبدلت الهمزة المضمومة واوا فأصبحت «إومّ».

(٢) أوم أصلها «أؤمم» نقلت ضمة الميم للهمزة الساكنة توصلا للإدغام فأصبحت «أؤمّ» ثم أبدلت الهمزة الثانية واوا فأصبحت «أومّ».

(٣) الزبرج : الذهب. والزينة.

(٤) البرثن : واحد البراثن وهي من السباع والطير كالأصابع من الإنسان.

١٨٧

وكذا ما كان نحو «أؤم» في كون أولى همزتيه للمتكلم ، وكسرت ثانيتهما ، يجوز في الثانية منهما : الإبدال ، والتحقيق ، نحو «أينّ» مضارع أنّ ، فإن شئت أبدلت فقلت : «أينّ» ، وإن شئت حققت فقلت «أئنّ».

* * *

وياء اقلب ألفا كسرا تلا

أو ياء تصغير بواو ذا افعلا (١)

في آخر أو قبل تا التأنيث أو

زيادتي فعلان ذا أيضا رأوا

في مصدر المعتل عينا والفعل

منه صحيح غالبا نحو الحول

* * *

قلب الألف ياء :

إذا وقعت الألف بعد كسرة وجب قلبها ياء :

(ا) كقولك في جمع مصباح ودينار : «مصابيح ، ودنانير».

(ب) وكذلك إذا وقعت قبلها ياء التصغير ، كقولك في غزال : «غزيّل» وفي قذال : «قذيّل».

__________________

(١) ياء : مفعول به ثان مقدم لا قلب ، اقلب : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. ألفا : مفعول به أول لا قلب ، كسرا : مفعول به مقدم لتلا : تلا : فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى ألفا والجملة في محل نصب صفة لألفا ، أو ياء ، أو : حرف عطف ، ياء : معطوف على كسرا منصوب بالفتحة ، ياء مضاف ، تصغير مضاف إليه ، بواو : جار ومجرور متعلق بافعلن ، ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به لافعلا ، افعلا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا للوقف ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.

١٨٨

قلب الواو ياء :

وأشار بقوله : «بواو ذا افعلا في آخر ـ إلى آخر البيت».

١ ـ إلى أن الواو تقلب أيضا ياء : إذا تطرفت بعد كسرة ، أو بعد ياء التصغير ، أو وقعت قبل تاء التأنيث ، أو قبل زيادتي فعلان (١) ، مكسورا ما قبلها.

فالأول : نحو «رضي ، وقوي» أصلهما رضو ؛ لأنهما من الرضوان والقوة ، فقلبت الواو ياء.

والثاني : نحو «جريّ» تصغير جرو وأصله «جريو ، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.

والثالث : نحو «شجية» وهي اسم فاعل للمؤنث ، وكذا شجيّة مصغرا وأصله شجيوة ـ من الشجو.

والرابع : نحو «غزيان» وهو مثال ظربان (٢) من الغزو.

أشار بقوله : «ذا أيضا رأوا في مصدر المعتل عينا».

٢ ـ إلى أن الواو تقلب بعد الكسرة ياء في مصدر كل فعل اعتلت عينه (٣)

__________________

(١) إن كلا من تاء التأنيث والألف والنون الزائدتين كلمة تامة ، فالواقع قبلهما آخر تقديرا لأنهما في نية الانفصال ، وليس المراد بفعلان خصوص هذه الهيئة فإن الواو لا تقلب ياء في فعلان ساكن العين كقولك «غزوان» بل في مكسور العين لتقع الواو إثر كسرة نحو «غزيان».

(٢) يقال في الشتم يا ظربان ، وتقول في الثقيلين : هذان الظربان ؛ وهي تثنية الظرب : للجبيل.

(٣) ولا بد أن يكون بعد الواو ألف. فلم تعل في سوار وسواك لانتفاء المصدرية ولم تعل في حال حولا وعاد المريض عودا لعدم وجود الألف. ولم تعل في راح رواحا وعور عورا لعدم الكسر قبل الواو. وشذ التصحيح مع وجود الشروط في نارت الظبية نوارا : نفرت ، وشار الدابة شوارا : راضها.

١٨٩

نحو «صام صياما ، وقام قياما» والأصل : صوام قوام ، فأعلت الواو في المصدر حملا له على فعله.

فلو صحت الواو في الفعل لم تعل في المصدر ، نحو «لاوذ لواذا ، وجاور جوارا» وكذلك تصح إذا لم يكن بعدها ألف وإن اعتلت في الفعل ، نحو «حال حولا».

وجمع ذي عين أعلّ أو سكن

فاحكم بذا الإعلال فيه حيث عنّ

٣ ـ أي : متى وقعت الواو عين جمع ، وأعلّت في واحده أو سكنت وجب قلبها ياء إن انكسر ما قبلها ووقع بعدها ألف ، نحو «ديار ، وثياب» أصلهما دوار وثواب فقلبت الواو ياء في الجمع لانكسار ما قبلها ومجيء الألف بعدها ، مع كونها في الواحد إما معتلة كدار ، أو شبيهة بالمعتل في كونها حرف لين ساكنا كثوب (١).

* * *

وصحّحوا فعلة ، وفي فعل

وجهان ، والإعلال أولى كالحيل

* * *

إذا وقعت الواو عين جمع مكسورا ما قبلها واعتلت في واحده أو سكنت ، ولم يقع بعدها ألف ، وكان على فعلة وجب تصحيحها ، نحو «عود وعودة ، وكوز وكوزة» ، وشذ ثور وثيرة.

__________________

(١) فإن فقدت الألف صحت الواو مثل «كوز ، كوزة» و «ثور ثورة» وشذ ثيرة وكذلك إن تحركت الواو في المفرد مثل «طويل ، طوال» وشذ طيال. وتصح الواو أيضا إن أعلت لام المفرد كجمع ريان وجوّ فيقال فيهما رواء وجواء لئلا يتوالى إعلالان في الجمع قلب العين ياء وقلب اللام همزة فأصلهما رواي وجواو.

١٩٠

ومن هنا يعلم أنه إنما تعتل في الجمع إذا وقع بعدها ألف كما سبق تقريره ؛ لأنه حكم على فعلة بوجوب التصحيحح ، وعلى فعل بجواز التصحيح والإعلال. فالتصحيح نحو «حاجة وحوج» (١) والإعلال نحو «قامة وقيم ، وديمة وديم» والتصحيح فيها قليل ، والإعلال غالب.

والواو لاما بعد فتح يا انقلب

كالمعطيان يرضيان ووجب

إبدال واو بعد ضم من ألف

ويا كموقن ، بذا لها اعترف (٢)

* * *

٤ ـ إذا وقعت الواو طرفا ، رابعة فصاعدا. بعد فتحة ، قلبت ياء ، نحو «أعطيت» أصله «أعطوت» ؛ لأنه من «عطا يعطو» إذا تناول فقلبت الواو في الماضي ياء حملا على المضارع نحو «يعطى» كما حمل اسم المفعول نحو «معطيان» على اسم الفاعل «معطيان» ، وكذلك «يرضيان» أصله «يرضوان» ؛ لأنه من الرضوان ، فقلبت واوه بعد الفتحة ياء ، حملا لبناء المفعول على بناء الفاعل نحو «يرضيان».

__________________

(١) القياس أن يقال «حيج» لإعلالها في المفرد وجمعها على حوج شاذ لا قليل.

(٢) إبدال : فاعل مرفوع لوجب في البيت السابق ، إبدال مضاف ، واو مضاف إليه ، بعد : ظرف زمان مفعول فيه منصوب متعلق بإبدال ، بعد : مضاف ، ضم : مضاف إليه ، من ألف : جار ومجرور متعلق بإبدال ، ويا : مبتدأ ، كموقن : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ليا التقدير : ويا كائنة كيا موقن ، بذا ، ولها : جاران ومجروران متعلقان باعترف ، اعترف : فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا مقدرا بجار ومجرور أي اعترف لها بذا الحكم. أي قلبها ياء والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «يا».

١٩١

قلب الألف واوا :

وقوله «ووجب إبدال واو بعد ضم من ألف» معناه أنه يجب أن يبدل من الألف واو إذا وقعت بعد ضمة كقولك في «بايع» : «بويع» وفي «ضارب» : «ضورب».

قلب الياء واوا :

١ ـ وقوله «ويا كموقن بذا لها اعترف» معناه أن الياء إذا سكنت في مفرد بعد ضمّة وجب إبدالها واوا ، نحو «موقن ، وموسر» ، أصلها «ميقن ، وميسر» ، لأنهما من أيقن وأيسر ، فلو تحركت الياء لم تعلّ ، نحو «هيام» (١).

ويكسر المضموم في جمع كما

يقال «هيم» عند جمع «أهيما»

* * *

يجمع فعلاء وأفعل على فعل ، بضم الفاء ، وسكون العين ـ كما سبق في التكسير ، كحمراء وحمر ، وأحمر وحمر ، فإذا اعتلّت عين هذا النوع من الجمع بالياء قلبت الضمّة كسرة ليصحّ الياء ، نحو «هيماء وهيم ، وبيضاء وبيض ، ولم تقلب الياء واوا كما فعلوا في المفرد ـ كموقن ـ استثقالا لذلك في الجمع».

__________________

(١) وكذلك إذا كانت الياء مدغمة مثل «حيّض» أو كانت الياء في جمع مثل «بيص ، هيم» جمع أبيض بيضاء ، وأهيم هيماء ، ويجب في هذه الحالة قلب الضمة كسرة وسيذكره في البيت الآتي.

١٩٢

وواوا اثر الضمّ ردّ اليا متى

ألفى لام فعل أو من قبل تا (١)

كتاءبان من رمى كمقدره

كذا إذا كسبعان صيّره

* * *

٢ ـ إذا وقعت الياء لام فعل ، أو من قبل تاء التأنيث ، أو زيادتى فعلان ، وانضم ما قبلها في الأصول الثلاثة ، وجب قلبها واوا.

فالأول : نحو «قضو الرجل».

والثاني : كما إذا بنيت من رمى اسما على وزن مقدرة ، فإنك تقول : «مرموة».

والثالث : كما إذا بنيت من رمى اسما على وزن سبعان ، فإنك تقول : «رموان» فتقلب الياء واوا في هذه المواضع الثلاثة لانضمام ما قبلها.

وإن تكن عينا لفعلى وصفا

فذاك بالوجهين عنهم يلفى

__________________

(١) واوا : مفعول به ثان مقدم لردّ ، إثر : مفعول فيه ظرف مكان منصوب متعلق بردّ ، إثر : مضاف ، الضم : مضاف إليه ، ردّ : فعل أمر ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت ، واليا : مفعول به أول ، متى : اسم شرط جازم مبنى على السكون في محل نصب مفعول فيه وهو متعلق بألفي. ألفى : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط ونائب فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى الياء ـ وهو المفعول الأول في الأصل ـ لام : مفعول به ثان منصوب بالفتحة ، لام مضاف ، فعل مضاف إليه. أو : حرف عطف ، من قبل : جار ومجرور متعلق بمحذوف دل عليه الكلام السابق أي ألفى لام اسم من قبل تا ـ قبل مضاف وتا : مضاف إليه.

١٩٣

٣ ـ إذا وقعت الياء عينا لصفة ، على وزن فعلى جاز فيها وجهان (١) :

أحدهما : قلب الضمة كسرة لتصح الياء.

والثاني : إبقاء الضمة ، فتقلب الياء واوا.

نحو «الضيقى ، والكيسى ، والضوقى ، والكوسى» ، وهما تأنيث الأضيق والأكيس.

فصل

قلب الياء واوا :

من لام فعلى اسما أتى الواو بدل

ياء ، كتقوى ، غالبا جا ذا البدل

* * *

تبدل الواو من الياء الواقعة لام اسم على وزن فعلى ، نحو «تقوى» وأصله «تقيا» ؛ لأنه من تقيت ـ فإن كانت فعلى صفة لم تبدل الياء واوا ، نحو «صديا ، وخزيا» ، ومثل «تقوى» : «فتوى» ـ بمعنى «الفتيا ، و «بقوى» بمعنى البقيا.

واحترز بقوله «غالبا» مما لم تبدل الياء فيه واوا وهي لام اسم على فعلى كقولهم للرائحة «ريّا» (٢).

__________________

(١) خالف في ذلك ابن مالك النحويين لأنهم ذكروا : أن فعلى إذا كانت صفة محضة وجب تصحيح الياء وقلب الضمة كسرة ولم يسمع منه إلا قسمة ضيزى أي جائرة ومشية حيكى أي يتحرك فيها المنكبان. وإن كانت فعلى اسما كطوبى ـ مصدرا لطاب أو اسما للجنة ـ أو صفة جارية مجرى الأسماء أو كانت مؤنث أفعل ، كطوبي وكوسى. وخورى. مؤنثات أطيب وأكيس وأخير وجب قلب الياء فيها واوا للضمة قبلها. فأصلها : طيبى. كيسى. خيرى.

(٢) وإذا كانت لام فعلى واوا تسلم مطلقا سواء أكانت كدعوى أم صفة كنشوى.

١٩٤

بالعكس جاء لام فعلى وصفا

وكون قصوى نادرا لا يخفى

أي : تبدل الواو الواقعة لاما لفعلى وصفا ياء ، نحو الدنيا ، والعليا ، وشذّ قول أهل الحجاز : القصوى (١) ، فإن كان فعلى اسما سلمت الواو ، كحزوى.

__________________

(١) فهو شاذ قياسا فصيح استعمالا نبّه به على أن الأصل الواو ، وبنو تميم يقولون القصيا على القياس.

١٩٥

أسئلة ومناقشات

١ ـ ما الإبدال عند الصرفيين؟ وما الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا مطردا مثل بأمثلة مختلفة.

٢ ـ بيّن بالتفصيل مواضع قلب الواو والياء همزة؟ ومثل لجميع ما تذكر.

٣ ـ لماذا لم تقلب الياء والواو همزة فيما يأتي؟.

بناية ـ دعاية ـ آية ـ راية ـ عاين ـ عاور ، قساور ـ مسايل الماء ـ معايش ـ معاول ـ مفاوز ـ مشايخ.

٤ ـ اذكر متى تبدل الهمزة ياء؟ ثم اجمع كلمتي (زاوية ، مطية) على (مفاعل) ثم اذكر الخطوات التي تتبعها حتى تصل إلى المطلوب.

٥ ـ كيف تجمع «هراوة» وأمثالها على فعائل؟ اذكر الخطوات التي تمر بها حتى تصل إلى المطلوب ... وعلل لماذا سلمت الواو في الجمع هنا ...؟

٦ ـ متى تقلب أولى الواوين المصدرتين همزة؟ ومتى لا تبدل؟ مثل لذلك في جمل تامة.

٧ ـ ما الحكم إذا ما التقت همزتان أول الكلمة وكانت الأولى متحركة والثانية ساكنة؟ مثل لذلك في أحواله المختلفة.

٨ ـ متى تقلب الألف ياء؟ مثل لذلك بأمثلة مختلفة.

٩ ـ ما المواضع التي تقلب فيها الواو ياء؟ اذكر ذلك بالتفصيل ثم علّل لم لم تقلب في نحو «لاوذ لواذا وجاور جوارا»؟ ولماذا حكموا بالشذوذ على نحو (ثور وثيره) بقلب الواو ياء في الجمع؟

١٠ ـ لماذا صحت الواو في (كوزه) جمع (كوز)» وفي (حوج) جمع (حاجة) وأعلّت في (قامة وقيم وديمة وديم)؟

١٩٦

١١ ـ ما وجه قلب الواو ياء في (أعطيت) وفي (معطيان) بصيغة اسم المفعول؟ هات أمثلة أخرى لذلك ...

١٢ ـ اذكر بالتفصيل والشرح مواضع قلب الياء واوا ـ وعلل لم لم تقلب في (هيم) و (بيض) جمع هيماء وبيضاء؟ وما وجه قولهم : «الضّيقى والضّوقى والكيسى والكوسى»؟

١٣ ـ ما وجه إبدال الواو من الياء في (تقوى وفتوى وبقوى)؟ وما وجه عدم الإبدال في : (صديا وخزيا)؟

١٤ ـ ما نوع الإبدال الحاصل في لام (فعلى) وصفا؟ وفي لام (فعلى صفة؟ اذكر ذلك بالأمثلة ـ ـ وما ذا ترى في كلمتي (قصوى وريّا)؟.

١٩٧

تمرينات

١ ـ قال تعالى : ـ

(أ) «إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ (١) سَيِّئاتِكُمْ».

(ب) «قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ (٢) إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ».

(ج) «إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ (٣) الدُّعاءِ».

(د) «يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ (٤) ذَهَبٍ» ـ «وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَـٰيِشَ» (٥).

(ه) «فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً (٦) وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ».

(و) «ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ للَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ» (٧).

(ز) «وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ» (٨)

(ح) «إِذْ أَنتُم بِلْعُدْوَةِ لدُّنْيَا وَهُم بِلْعُدْوَةِ لْقُصْوَىٰ وَلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ» (٩).

__________________

(١) آية ٣١ سورة النساء.

(٢) آية ٥١ سورة الصافات.

(٣) آية ٣٩ سورة إبراهيم.

(٤) آية ٢٣ سورة الحج.

(٥) آية ٢٠ سورة الحجر.

(٦) آية ١٢٤ سورة براءة.

(٧) آية ١٢ سورة غافر.

(٨) آية ١٢ سورة فصلت.

(٩) آية ٤٢ سورة الأنفال.

١٩٨

(ط) «رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ (١) رَبَّهُ».

(ى) «وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَـٰرَهُمْ وَأَمْوَٰلَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَـُوهَا» (٢).

(ك) «فَرْجِعْنَا نَعْمَلْ صَـٰلِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ» (٣).

(ل) «فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللهِ (٤) رَبِّ الْعالَمِينَ».

(م) «وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى (٥) ـ وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا (٦)».

اقرأ النصوص القرآنية السابقة ثم أجب عما يلي : ـ

(أ) بيّن الحرف المبدل والمبدل منه فيما تحته خط مما سبق من كلمات ..

(ب) لم لم تبدل الواو والياء همزتين في «أساور ومعايش» في النص (د).

(ج) اذكر سبب الإبدال فيما مر كله.

(ه) وضح القواعد التي تستند إليها في معرفة هذا الإبدال.

٢ ـ اجمع الكلمات «دعوة ـ رزيّة ـ قضية» جموع تكسير ثم بيّن ما حدث فيها من إبدال أو إعلال.

٣ ـ قال حافظ إبراهيم :

والعلم إن لم تكتنفه شمائل

تعليه كان مطية الإخفاق

__________________

(١) آخر سورة البيّنة آية ٨.

(٢) آية ٢٧ سورة الأحزاب.

(٣) آية ١٢ سورة السجدة.

(٤) آية ٨ سورة النمل.

(٥) آية ١٣٢ سورة طه.

(٦) آية ٤٠ سورة التوبة.

١٩٩

(أ) عن أي حرف أبدلت الهمزة في (شمائل) وما مفرد هذه الكلمة؟ هات كلمتين نظيرتين لها في جمل من عندك.

(ب) ما الإعلال الحاصل في الفعل : (تعليه)؟ وما قاعدته؟

وما الحرف المبدل وما المبدل منه؟

(ج) اجمع كلمة (مطية) على مفاعل واشرح الخطوات الموصلة.

(د) ما نوع همزة (إخفاق) هات على أوزانها ثلاث كلمات.

(ه) أعرب البيت كله مفردات وجملا ..

٢٠٠