تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٦

وألحقوا معلّ لام عريا

من المثالين بما التا أوليا (١)

يعني أن ما كان على «فعيل» أو «فعيل» بلا تاء ـ وكان معتل اللام ـ فحكمه حكم ما فيه التاء في وجوب حذف يائه (٢) وفتح عينه ، فتقول في «عديّ» : «عدويّ» وفي «قصيّ» : «قصويّ» كما تقول في «أميّة» «أمويّ».

فإن كان «فعيل» و «وفعيل» صحيحي اللام ، لم يحذف شيء منهما (٣) فتقول في «عقيل» : «عقيليّ».

وتمّموا ما كان كالطويله

وهكذا ما كان كالجليله

__________________

(١) ألحقوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل. معلّ لام : معلّ : مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف إلى لام من إضافة اسم المفعول إلى مرفوعه. عري : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود إلى «معل لام» تقديره هو والألف للإطلاق. ومعمول «عرى» محذوف وهو جار ومجرور تقديره «من التاء» بقرينة ما بعده «بما التاء أوليا» وجملة «عرى» في محل نصب صفة ل «معلّ لام» ، من المثالين : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ضمير «عري» المثالين مجرور بالياء لأنه مثنى. بما : جار ومجرور متعلق بألحقوا ، الباء حرف جر ، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر. التا : مفعول به ثان مقدم منصوب بالفتحة الظاهرة وقصر للضرورة أولى : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا صلة الموصول «ما». ومعنى البيت ألحقوا ما كان معتل اللام وهو مجرد من التاء من الوزنين السابقين بما كان مقترنا بالتاء ـ فوزنا «فعيل وفعيل» معتلي اللام مثل فعيلة وفعيلة في الحكم.

(٢) الياء المحذوفة هي الزائدة قبل لام الكلمة كراهة توالي الياءات.

(٣) عدم الحذف هو القياس عند سيبويه وما ورد منها محذوف الياء يقتصر فيه على السماع ، ومذهب المبرد أنّ الحذف قياسي لكثرته في كلام العرب مثل : ثقفي وقرشي وهذلي في النسبة إلى : ثقيف وقريش وهذيل.

١٤١

يعني أن ما كان على «فعيلة» ، وكان معتل العين ، أو مضاعفا ـ لا : تحذف ياؤه في النسب ؛ فتقول في «طويلة» «طويليّ» ، وفي «جليلة» «جليليّ» وكذلك أيضا ما كان على «فعيلة» وكان مضاعفا. فتقول في «قليلة» (١) : «قليليّ».

النسب إلى الممدود :

وهمز ذي مدّ ينال في النّسب

ما كان في تثنية له انتسب (٢)

حكم همزة الممدود في النسب كحكمها في التثنية : فإن كانت زائدة للتأنيث قلبت واوا نحو «حمراويّ» في «حمراء» أو زائدة للإلحاق كعلباء ، أو بدلا من أصل نحو كساء فوجهان : (٣) التصحيح نحو «علبائيّ وكسائي» والقلب نحو «علباويّ وكساويّ» أو أصلا فالتصحيح لا غير نحو «قرائي» في «قرّاء».

__________________

(١) قليلة : بضم القاف ـ تصغير قلّة : وهي تطلق على إناء كالجرة ، وعلى أعلى الشيء كقلة الجبل ، وقلّة الإنسان : رأسه.

(٢) همز : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. ذي مد : مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف إلى مد. ينال : مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو : وهو المفعول الأول ـ في النسب : جار ومجرور متعلق بينال. ما : اسم موصول في محل نصب مفعول ثان لينال. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» في تثنية ، له : جاران ومجروران متعلقان بانتسب. انتسب : فعل ماض مبني على الفتح. فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «انتسب» في محل نصب خبر كان ، وجملة «كان انتسب» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. وجملة «ينال ما كان انتسب له» في محل رفع خبر المبتدأ «همز».

(٣) والأحسن في ألف الالحاق القلب ، وفي المنقلبة عن أصل التصحيح.

١٤٢

النسب إلى المركب :

وانسب لصدر جملة وصدر ما

ركّب مزجا ، ولثان تمّما (١)

إضافة مبدوءة بابن أو اب

أو ماله التعريف بالثاني وجب (٢)

فيما سوى هذا انسبن للأول

ما لم يخف لبس ك «عبد الأشهل»

إذا نسب إلى الاسم المركب ، فإن كان مركبا تركيب جملة ، أو تركيب مزج ، حذف عجزه ، وألحق صدره ياء النسب. فتقول في «تأبط شرا» : «تأبّطيّ» وفي «بعلبك» : «بعليّ» ، وإن كان مركبا تركيب إضافة ، فإن كان صدره ابنا أو أبا وكان معروفا بعجزه ـ حذف صدره ، وألحق عجزه ياء النسب ؛ فتقول في «ابن الزبير» : «زبيريّ» وفي «أبي بكر» : «بكريّ» وفي «غلام زيد» : «زيديّ» فإن لم يكن كذلك ؛ فإن لم يخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلى صدره ؛ فتقول في «امرىء القيس» : «امرئي» وإن خيف لبس حذف صدره ونسب إلى عجزه ؛ فتقول في «عبد الأشهل» و «عبد القيس» : «أشهليّ وقيسيّ».

النسب إلى محذوف اللام :

واجبر بردّ اللام ما منه حذف

جوازا إن لم يك ردّه ألف (٣)

في جمعي التصحيح ، أو في التثنية

وحقّ مجبور بهذي توفيه

__________________

(١) المراد ب «جملة» من قوله «صدر جملة» المركب الإسنادي مثل «تأبط شرا ، وشاب قرناها».

(٢) أوما : أو عاطفة. ما موصول معطوف على ابن فهو في محل جر والتقدير أو مبدوءة بما له التعريف بالثاني وجب.

(٣) ما : اسم موصول ـ بمعنى «اسم» ـ في محل نصب مفعول به لاجبر. منه : جار ومجرور متعلق بحذف. حذف : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، وسكن للروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا يعود إلى «اللام» تقديره هو فالجملة صلة الموصول جرت على غير صاحبها ـ والرابط فيها هاء «منه» وتقدير الجملة «اجبر الاسم الذي حذفت لامه بردّها إليه» «جوازا» مفعول مطلق منصوب وهو في الأصل صفة لمحذوف أي : اجبره جبرا ذا جواز.

١٤٣

إذا كان المنسوب إليه محذوف اللام. فلا يخلو : إما أن تكون لامه مستحقّة للرد في جمعي التصحيح أو في التثنية أو لا ، فإن لم تكن مستحقة للرد فيما ذكر جاز لك في النسب الردّ وتركه (١). فتقول في «يد وابن» : «يدويّ وبنويّ ، وابنيّ ويديّ» كقولهم في التثنية : «يدان وابنان» وفي «يد» علما لمذكر : «يدون».

وإن كانت مستحقة للرد في جمعي التصحيح أو في التثنية وجب ردّها في النسب ؛ فتقول في «أب وأخ وأخت» : «أبويّ وأخويّ» كقولهم : «أبوان وأخوان وأخوات».

وبأخ أختا ، وبابن بنتا

ألحق ، ويونس أبى حذف التا

مذهب الخليل وسيبويه ـ رحمهما‌الله تعالى ـ إلحاق أخت وبنت في النسب بأخ وابن ، فتحذف منهما تاء التأنيث ، ويردّ إليهما المحذوف ، فيقال : «أخويّ وبنويّ» (٢) كما يفعل بأخ وابن ، ومذهب يونس أنه ينسب إليهما على لفظيهما ؛ فنقول : «أختيّ ، وبنتيّ».

النسب إلى ما وضع على حرفين :

وضاعف الثاني من ثنائي

ثانيه ذو لين ك «لا» و «لائي» (٣)

__________________

(١) الجواز مقيد بشرط صحة العين فيما حذفت لامه ، أما إذا كانت العين معلّة فإن الجبر واجب وإن لم يجبر في التثنية نحو «شاة» فإن أصلها «شوهة» وجمعها «شياه» فالنسبة إليها عند سيبويه والجمهور «شاهيّ» لأن المجبور عندهم تفتح عينه وإن سكنت في الأصل فتقلب الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.

(٢) بفتح أولهما وثانيهما لأنه أصلهما ، ولا يضرّ التباسهما بالمنسوب إلى أخ وابن لأنهم لا يبالون به في النسب.

(٣) ثانيه : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الياء وهو مضاف للهاء. ذولين : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف إلى لين والجملة في محل جر صفة «ثنائي».

١٤٤

إذا نسب إلى ثنائي لا ثالث له ، فلا يخلو الثاني : إما أن يكون حرفا صحيحا ، أو حرفا معتلا. فإن كان حرفا صحيحا جاز فيه التضعيف وعدمه ؛ فتقول في «كم» : «كميّ» و «كمّيّ» ، وإن كان حرفا معتلا وجب تضعيفه ، فتقول في «لو» : «لوّيّ». وإن كان الحرف الثاني ألفا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة : فتقول في رجل اسمه «لا» : «لائي» ويجوز قلب الهمزة واوا فتقول «لاويّ».

النسب إلى محذوف الفاء :

وإن يكن كشية ما الفا عدم

فجبره وفتح عينه التزم (١)

إذا نسب إلى اسم محذوف الفاء ، فلا يخلو : إما أن يكون صحيح اللام ، أو معتلّها. فإن كان صحيحها لم يردّ إليه المحذوف فتقول في «عدة وصفة» «عديّ وصفيّ» وإن كان معتلّها وجب الردّ ، ويجب أيضا ـ عند سيبويه ـ رحمه‌الله فتح عينه ، فتقول في «شية» : «وشويّ» (٢).

__________________

(١) إن : حرف شرط جازم : يكن : مضارع ناقص مجزوم بإن ـ فعل الشرط ـ بالسكون الظاهر. كشية : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ل «يكن» ما : اسم موصول في محل رفع اسم يكن مؤخر. الفا : مفعول به مقدم على الناصب له. وقصر للضرورة. عدم : فعل ماض مبني على الفتح وسكن للروي. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود على الموصول تقديره هو وجملة «عدم الفاء» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، تقدير الشطر : «إن يكن الذي عدم الفاء ـ كشية ـ أي معتل اللام».

(٢) شية : هي لون يخالف لون سائر البدن من الفرس وغيره وأصلها «وشي» بكسر الواو وسكون الشين. نقلت كسرة الواو للشين وحذفت الواو وعوض عنها التاء. والنسبة إلى شية «وشويّ» بفتح الشين عند سيبويه ، والواو الأولى في الكلمة هي فاء الكلمة مكسورة على أصلها والواو الثانية منقلبة عن اللام ـ أي عن الياء. ـ لأنه لما ردّت فاؤه فتحت عينه فقلبت لامه وهي الياء ـ ألفا ، ثم قلبت واوا من أجل النسب كما في قلب ألف «فتى» وقد تقدم الكلام على قلب الألف الثالثة واوا عند قول ابن مالك «وحتم قلب ثالث يعنّ».

١٤٥

النسب إلى الجمع :

والواحد اذكر ناسبا للجمع

إن لم يشابه واحدا بالوضع

إذا نسب إلى جمع باق على جمعيتّه جيء بواحده (١) ونسب إليه.

كقولك في النسب إلى الفرائض : «فرضيّ» (٢) هذا إن لم يكن جاريا مجرى العلم ، فإن جرى مجراه ـ كأنصار ـ نسب إليه على لفظه ؛ فتقول في «أنصار» : «أنصاريّ» وكذا إن كان علما ؛ فتقول في «أنمار» : «أنماريّ».

الاستغناء عن ياء النسب :

ومع فاعل وفعّال فعل

في نسب أغنى عن اليا فقبل (٣)

يستغنى غالبا في النسب عن يائه ببناء الاسم على «فاعل» ـ بمعنى صاحب كذا ـ نحو «تامر ، ولابن» أي ، صاحب تمر وصاحب لبن ، وببنائه على «فعّال» في الحرف غالبا ، ك «بقّال ، وبزّار» (٤) وقد

__________________

(١) إنما ينسب للواحد إذا لم يتغير المعنى ، فإن تغير المعنى نسب إلى الجمع نفسه ، فالنسبة للأعراب «أعرابيّ» بدون إرجاع الجمع إلى مفرده «عرب» لئلا يتوهم السامع أن القصد النسبة إلى عموم العرب لأن «عربيّ». عام بنسبته لعموم العرب. وأعرابي خاص بنسبته إلى الأعراب سكان البوادي.

(٢) مفرد الفرائض : فريضة بوزن فعيلة والنسب إلى فريضة «فرضي» بفتح الفاء والراء ، كما تقدم في حنيفة وحنفيّ.

(٣) مع : ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال من ضمير «أغنى» فعل «مبتدأ» خبره جملة «أغنى عن الياء».

(٤) هذه الصيغ «فاعل ، وفعّال ، وفعل» غير مقيسة عند سيبويه وإن كثر بعضها فلا يقال : دقّاق لبائع الدقيق ، ولا فكّاه لبائع الفاكهة ولا برّار لبائع البرّ ـ قياسا على ما سمع من نحو «عطّار وبقّال». ومذهب المبرد جواز القياس على ما سمع عن العرب في هذه الصيغ.

١٤٦

يكون «فعّال» بمعنى صاحب كذا. وجعل منه قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(١) أي : بذي ظلم.

وقد يستغنى ـ عن ياء النسب أيضا ـ ب «فعل» بمعنى صاحب كذا ، نحو «رجل طعم ولبس» أي : صاحب طعام ولباس ، وأنشد سيبويه رحمه‌الله تعالى :

١٢٦ ـ لست بليليّ ولكنّي نهر

لا أدلج اللّيل ولكن أبتكر (٢)

__________________

(١) الآية ٤٦ من سورة «فصلت أو السجدة» وهي «مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ». وإنما جعل قوله تعالى : «بظلام» بمعنى «فعّال» الدال على النسبة ، لأن جعله صيغة مبالغة ـ على المعنى الأصلي ـ يوهم ثبوت أصل الظلم لربنا ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

(٢) قائله : غير معروف. ليلىّ : نسبة إلى الليل أي صاحب عمل في الليل. نهر : بمعنى نهاري أي صاحب عمل في النهار. أدلج : من الإدلاج وهو السير ليلا. أبتكر : أسير في أول النهار. المعنى : «لست ممن يعملون في الظلام بعيدا من أعين الناس كاللصوص ... وإنما أعمل ما يشرفني في وضح النهار وأوله».

الإعراب : لست : ليس فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء اسمها. بليلي : الباء حرف جر زائد ، ليلي : خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. ولكني : الواو استئنافية : لكن حرف استدراك ونصب وياء المتكلم اسمها في محل نصب. نهر خبر لكن مرفوع بالضمة وسكن للروي. لا أدلج : لا نافية. أدلج : مضارع مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. الليل : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأدلج. ولكن : الواو استئنافية ، لكن حرف استدراك. أبتكر : مضارع مرفوع بالضمة وسكن للروي : فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

الشاهد : في قوله «نهر» حيث دلّ على أن صيغة «فعل» تستعمل للنسب ويستغنى بها عن يائه.

١٤٧

أي : ولكني نهاريّ ، أي عامل بالنهار.

وغير ما أسلفته مقرّرا

على الذي ينقل منه اقتصرا (١)

أي : ما جاء من المنسوب مخالفا لما سبق تقريره فهو من شواذّ النسب ، يحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم في النسب إلى البصرة : «بصريّ» (٢) وإلى «الدّهر» : «دهريّ» (٣) وإلى «مرو» : «مروزيّ».

__________________

(١) غير : مبتدأ مرفوع. ما : اسم موصول في محل جر بالإضافة إلى غير. أسلفته : فعل وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. مقررا : حال من الهاء في أسلفته منصوب بالفتحة. على الذي : جار ومجرور متعلق بقوله «اقتصر» ينقل : مضارع مبني للمجهول مرفوع ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا يعود على الموصول «الذي» تقديره هو. منه. جار ومجرور متعلق بينقل. وجملة «ينقل منه» لا محل لها من الإعراب صلة «الذي» اقتصر. فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والألف للإطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا يعود إلى المبتدأ «غير» تقديره هو وجملة «اقتصر» في محل رفع خبر المبتدأ.

(٢) بصري : بكسر الباء. شاذ لأن القياس «بصريّ» بفتح الباء. وقد سمع في كلامهم فتح الباء.

(٣) دهريّ : بضم الدال : الشيخ الكبير ، و «دهري» بفتح الدال الملحد ، وكلاهما منسوب إلى الدهر ، فالشذوذ في مضموم الدال.

١٤٨

أسئلة ومناقشات

١ ـ ماذا يطرأ على الاسم المنسوب من تغيير؟ اذكر مثالين يتّضح منهما ذلك.

٢ ـ متى تحذف ألف التأنيث المقصورة للنسب؟ ومتى يجوز فيها الوجهان الحذف أو القلب واوا؟ مثل لذلك في جمل تامة ـ وما الفرق بينهما وبين ألف الإلحاق المقصورة في ذلك؟ مثّل.

٣ ـ وضّح ما يحذف بالتفصيل من أجل ياء النسب ومثل لكل موضع بمثال في جملة تامة.

٤ ـ اشرح بالتفصيل متى تحذف ياء المنقوص للنسب؟ ومتى تقلب واوا؟ ومتى يجوز الأمران؟ مثل لما تقول في جمل تامة.

٥ ـ (أ) متى تحذف الياء المشددة من آخر المنسوب؟ وما الحكم لو كانت إحدى الياءين أصلا؟ وضّح ذلك بالأمثلة ... ثم اذكر كيف ينسب إلى ما ثانيه ياء مشددة؟

(ب) متى تفتح كسرة الاسم المنسوب التي قبل آخره تخفيفا؟ ومتى لا يجوز ذلك مثل لما تقول.

٦ ـ كيف تصغر ما فيه علامة تثنية أو جمع تصحيح؟ مثل لما تقول.

٧ ـ وضح كيف تنسب إلى المحذوف أحد أصوله؟ وإلى المقصور من الأسماء؟ مثّل.

٨ ـ كيف تنسب إلى الاسم الممدود؟ وإلى المركب وضح ومثّل.

٩ ـ متى تحذف ياء (فعيلة وفعيلة) في النسب؟ ومتى لا تحذفان؟ اذكر ذلك بالتفصيل مع التمثيل.

١٤٩

١٠ ـ كيف تنسب إلى نحو (طيّب وهيّن)؟ وما شرط حذف الياء في هذا المقام؟ فصّل ومثّل.

١١ ـ اشرح طريقة النسب إلى الاسم الموضوع على حرفين مع التمثيل.

١٢ ـ اشرح قول ابن مالك :

والواحد اذكر ناسبا للجمع

إن لم يشابه واحدا بالوضع

وبيّن ما ينطوي عليه من قاعدة ومثّل لما تقول.

١٣ ـ ما الصّيغ التي يستغنى بها عن ياء النسب؟ اذكرها ممثلا لها في جمل تامة.

١٥٠

تمرينات

١ ـ انسب إلى الكلمات الآتية واضعا إياها في جمل : ـ «حيّ ـ غريزة ـ نبيّ ـ مقضيّ ـ كساء ـ سماء ـ مرتضى ـ أبها ـ بردى ـ شجي ـ رحى ـ قفا ـ عيينة».

٢ ـ قال أحمد بن منير الطرابلسي يمدح صديقا :

لا يعشق الدهر إلا ذكر معركة

أو خوض مهلكة أو ضرب هنديّ

فلو بصرت به (يصغى) وأنشده

قلت النّواسيّ يشجى قلب عذريّ

(أ) بيّن الأسماء المنسوبة في البيتين.

(ب) خذ الكلمات (دهر ـ قلب ـ مهلكة ـ ضرب) وانسب إليها.

(ج) الكلمات : (معركة ـ عذريّ ـ مصغ ـ شاج ـ شج) صغّرها ... ثم انسب إلى (شاج ـ شج).

(د) أعرب ما تحته خط.

٣ ـ انسب إلى : (صحيفة ـ عقائد ـ عويصة ـ ذميمة ـ جريرة ـ جزيرة ـ رفيعة ـ بثينة ـ قريظة).

٤ ـ قال المتنبي يمدح ابن العميد : ـ

عربي لسانه فلسفي

رأيه فارسية أعياده

اشرح البيت ... ثم بين المنسوب إليه فيه وأعرب ما تحته خط.

١٥١

٥ ـ هات مصادر الأفعال الآتية ثم انسب إليها في جمل تامة : هوى ـ بنى ـ دعا ـ عوى ـ انتقى ـ اصطفى.

٦ ـ هات أسماء الفاعلين من الأفعال الآتية ثم انسب إليها في جمل تامة : ـ سقى ـ سال ـ اقتضى ـ ارتضى.

٧ ـ هات اسم المفعول من الأفعال الماضية في التمرين (٦) ثم انسب إليها في جمل تامة.

٨ ـ قال تعالى : «وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌ (١) وَعَرَبِيٌّ».

(أ) ما المنسوب من الأسماء في الآية؟ وما الغرض من هذه النسة؟

(ب) أعرب الكلمات المنسوبة في الآية وما تحته خط.

٩ ـ ما رأيك في الأسماء المنسوبة الآتية من جهة السماع والقياس ولماذا؟

«دهريّ ـ مروزيّ ـ صنعانيّ ـ فوقانيّ ـ تحتانيّ ـ علمانيّ ـ بصريّ».

١٠ ـ بيّن المنسوب إليه لكل منسوب فيما يأتي : ـ

حضرميّ ـ سخاويّ ـ الدارقطنيّ ـ الأبيورديّ ـ البخاريّ ـ البحترى ـ النّواسيّ ـ حضري ـ يدويّ ـ نوويّ ـ نبوي ـ منطقيّ.

١١ ـ انسب إلى : ـ

عبد الوهاب ـ عيون موسى ـ مدائن صالح ـ نور الدين ـ شط العرب ـ عرعر ـ نجران ـ جازان ـ طهران ـ سليمان.

١٢ ـ هات أسماء مختومة بتاء التأنيث وألف التأنيث المقصورة والممدودة ثم انسب إليها ...

__________________

(١) الآية ٤٤ سورة فصلت.

١٥٢

١٣ ـ هات ثلاثة مركبات إضافية ينسب إلى عجزها وثلاثة ينسب إلى صدرها مع ذكر السبب.

١٤ ـ قال البحتري يصف قصر الجعفريّ أحد قصور الخلافة : ـ

قد تم حسن الجعفريّ ولم يكن

ليتم إلا للخليفة جعفر

اشرح البيت وبين الاسم المنسوب فيه ثم أعرب ما تحته خط.

١٥٣

الوقف

الوقف على الاسم المنون :

تنوينا اثر فتح اجعل ألفا

وقفا ، وتلو غير فتح احذفا (١)

أي إذا وقف على الاسم المنوّن ، فإن كان التنوين واقعا بعد فتحة أبدل ألفا (٢) ، ويشمل ذلك ما فتحته للإعراب نحو «رأيت زيدا» وما فتحته لغير الإعراب ، كقولك في «إيها وويها» : «إيها وويها».

وإن كان التنوين واقعا بعد ضمة أو كسرة حذف وسكن ما قبله ، كقولك في «جاء زيد» و «مررت بزيد» : «جاء زيد» و «مررت بزيد».

الوقف على هاء الضمير :

واحذف لوقف في سوى اضطرار

صلة غير الفتح في الإضمار

__________________

(١) تنوينا : مفعول به أول للفعل «اجعل» مقدم عليه. إثر : ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صفة لتنوينا ، وإثر مضاف إلى فتح. اجعل : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ألفا : مفعول به ثان لا جعل. وقفا : منصوب بنزع الخافض أو مفعول لأجله أو حال. احذفا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا. وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وحذف مفعوله لدلالة الكلام عليه ، أي احذف تنوينا تلو غير فتح.

(٢) إبداله ألفا واجب في غير لغة ربيعة ، ولكنه جائز في لغتها كما نقله الصبّان.

١٥٤

وأشبهت «إذا» منونا نصب

فألفا في الوقف نونها قلب (١)

إذا وقف على هاء الضمير : فإن كانت مضمومة نحو «رأيته» أو مكسورة نحو «مررت به» حذفت صلتها (٢). ووقف على الهاء ساكنة إلا في الضرورة (٣). وإن كانت مفتوحة نحو «هند رأيتها» وقف على الألف ولم تحذف. وشبّهوا «إذا» بالمنصوب المنون ، فأبدلوا نونها ألفا في الوقف (٤).

الوقف على المنقوص :

وحذف يا المنقوص ذي التنوين ما

لم ينصب ـ أولى من ثبوت فاعلما (٥)

وغير ذي التنوين بالعكس وفي

نحو «مر» لزوم ردّ اليا اقتفي

__________________

(١) إذا : فاعل أشبهت ـ بقصد لفظها ـ فألفا : الفاء عاطفة. ألفا : مفعول به ثان للفعل «قلب» تقدم عليه. نونها : مبتدأ مرفوع وهو مضاف إلى «ها» ضمير «إذا» قلب : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح وسكن للروي ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا يعود إلى «نونها» تقديره هو وهو المفعول الأول وجملة «قلب» خبر المبتدأ.

(٢) صلتها هي حرف العلة المتصل بها من جنس حركتها وهو في حالة الضم واو وفي حالة الكسر ياء.

(٣) تثبت صلة الفتح وغيره للضرورة في آخر العروض أو الضرب كقوله :

ومهمه مغبّرة أرجاؤه

كأن لون أرضه سماؤه

بإثبات الواو بعد الهاء «ارجاؤهو ـ سماؤهو».

(٤) إبدال نون «إذا» ألفا هو مذهب الجمهور ، وغيرهم يقف بالنون كما يقف على «إن ، ولن».

(٥) حذف : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. يا المنقوص : يا مضاف إليه قصر للضرورة وهو مضاف للمنقوص. ذي التنوين : ذي صفة للمنقوص مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف التنوين مضاف إليه. أولى : خبر المبتدأ «حذف» مرفوع بضمة مقدرة.

١٥٥

إذا وقف على المنقوص المنوّن ؛ فإن كان منصوبا أبدل من تنوينه ألف. نحو «رأيت قاضيا» ، فإن لم يكن منصوبا فالمختار الوقف عليه بالحذف ، إلا أن يكون محذوف العين أو الفاء ، كما سيأتي ؛ فتقول : «هذا قاض ، ومررت بقاض» ويجوز الوقف عليه بإثبات الياء كقراءة ابن كثير :

(وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)(١).

فإن كان المنقوص محذوف العين : كمر (٢) ـ اسم فاعل من أرى ـ أو الفاء : كيفي (٣) ـ علما ـ لم يوقف عليه إلا بإثبات الياء ؛ فتقول : «هذا مري ، وهذا يفي» وإليه أشار بقوله : «وفي نحو مر لزوم ردّ اليا اقتفي».

فإن كان المنقوص غير منوّن ، فإن كان منصوبا ثبتت ياؤه ساكنة.

نحو «رأيت القاضي» وإن كان مرفوعا أو مجرورا جاز إثبات الياء وحذفها.

والإثبات أجود ، نحو «هذا القاضي ، ومررت بالقاضي».

أوجه الوقف على محرك الآخر :

وغيرها التأنيث من محرّك

سكّنه ، أوقف رائم التحرك (٤)

أو أشمم الضمة ، أوقف مضعفا

ما ليس همزا أو عليلا ، إن قفا (٥)

__________________

(١) الآية ٧ من سورة الرعد وهي : «وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ».

(٢) أصله «مرئي» بهمزة بعد الراء بوزن «معطي» نقلت كسرة الهمزة إلى الراء وحذفت الهمزة وهي عين الكلمة ، فأصبحت «مري».

(٣) يفي : مضارع «وفي» أصله «يوفي» حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها الياء والكسرة فأصبحت «يفي».

(٤) غير : منصوب بفعل محذوف وجوبا ـ على الاشتغال ـ تقديره «سكّن» وهو مضاف. ها : مضاف إليه. رائم : حال من ضمير قف منصوب.

(٥) ما ليس همزا : ما اسم موصول في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل مضعفا. ليس فعل ماض ناقص ، اسمها ضمير مستتر يعود على الموصول تقديره هو. همزا : خبرها.

١٥٦

محرّكا ، وحركات انقلا

لساكن تحريكه لن يحظلا (١)

إذا أريد الوقف على الاسم المحرك الآخر ، فلا يخلو آخره من أن يكون هاء التأنيث أو غيرها.

فإن كان آخره هاء التأنيث وجب الوقف عليها بالسكون ، كقولك في «هذه فاطمة أقبلت» : «هذه فاطمه» وإن كان آخره غير هاء التأنيث ففي الوقف عليه خمسة أوجه : (أ) التسكين (٢). (ب) والرّوم ، (ج) والإشمام ، (د) والتضعيف ، (ه) والنّقل.

فالرّوم : عبارة عن الإشارة إلى الحركة بصوت خفيّ.

والإشمام : عبارة عن ضم الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ، ولا يكون إلا فيما حركته ضمة (٣).

وشرط الوقف بالتضعيف أن لا يكون الأخير همزة كخطأ (٤) ، ولا معتلا كفتى (٥) ، وأن يلي حركة (٦) ، كالجمل ، فتقول في الوقف

__________________

(١) محركا : مفعول به للفعل «قفا» في آخر البيت السابق. حركات : مفعول به مقدم ل «انقلا». انقلا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة الفا ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. تحريكه : مبتدأ مضاف للضمير. وجملة «لن يحظلا» خبره.

(٢) هو الأصل لأن الغرض من الوقف الاستراحة وهي بالسكون أبلغ.

(٣) سواء كانت الضمة إعرابية نحو (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) أو بنائية نحو «من قبل» والغرض به الفرق بين الساكن أصالة والمسكن للوقف.

(٤) لثقل الهمزة كالمعتلّ فلا تزاد بالتضعيف ثقلا.

(٥) فتى : ليس محرك الآخر ، وموضوع الكلام فيما كان محرك الآخر ، فلو مثل ب «رأيت القاضي» أو «قضي الأمر» لكان أولى.

(٦) لئلا يجتمع ثلاثة حروف ساكنة : المدغم وهو المزيد للتضعيف ، وما قبله ، وما بعده. والغرض من التضعيف بيان أن الآخر محرك في الأصل.

١٥٧

عليه : «الجملّ» ـ بتشديد اللام ـ فإن كان ما قبل الأخير ساكنا امتنع التضعيف. كالحمل.

والوقف بالنقل : عبارة عن تسكين الحرف الأخير ، ونقل حركته (١) إلى الحرف الذي قبله ، وشرطه : أن يكون ما قبل الأخير ساكنا قابلا للحركة ، نحو «هذا الضرب ، ورأيت الضرب ، ومررت بالضرب» ، فإن كان ما قبل الآخر محركا لم يوقف عليه بالنقل (٢) كجعفر ، وكذا إن كان ساكنا لا يقبل الحركة كالألف (٣) ، نحو «باب ، وإنسان».

ونقل فتح من سوى المهموز لا

يراه بصريّ ، وكوف نقلا

مذهب الكوفيين أنه يجوز الوقف بالنقل : سواء كانت الحركة فتحة ، أو ضمة أو كسرة ، وسواء كان الأخير مهموزا أو غير مهموز ، فتقول عندهم : «هذا الضّرب. ورأيت الضّرب ، ومررت بالضّرب» في الوقف على «الضرب» و «هذا الرّدء ، ورأيت الرّدء ومررت بالرّدء» في الوقف على «الرّدء».

ومذهب البصريين أنه لا يجوز النقل إذا كانت الحركة فتحة (٤) إلا إذا

__________________

(١) الحركة التي تنقل هي حركة الإعراب ، أما حركة البناء فلا تنقل نحو «من قبل وأمس» لأن الغرض من النقل بيان الحركة أو التخلص من السكونين.

(٢) لأن المحرّك لا يقبل حركة غيره.

(٣) مثل الألف اختاها الياء والواو كقنديل وعصفور ، وزيد وثوب ، وكذلك المدغم مثل جدّ فلا نقل في ذلك كله لتعذر الحركة في الألف والمدغم وتعسرها في الباقي. ويشترط أيضا صحة المنقول منه فلا نقل في «دلو وظبي».

(٤) لما يلزم على النقل من حذف ألف التنوين في المنون وحمل على المنون غيره ، مثال المنون «رأيت ضربا» وإنما اغتفر ذلك في الهمزة لثقلها وإذا سكنت مع سكون ما فيها زادت ثقلا فتخلص منه بالنقل وإن لزم عليه حذف ألف التنوين تسهيلا للنطق نحو «رأيت ردأ ورأيت الردّء» ـ والشارح لم يمثل للمنون.

١٥٨

كان الآخر مهموزا ، فيجوز عندهم «رأيت الرّدء» ويمتنع «رأيت الضّرب» ... ومذهب الكوفيين أولى ؛ لأنهم نقلوه عن العرب.

والنّقل إن يعدم نظير ممتنع

وذاك في المهموز ليس يمتنع

يعني أنه متى أدّى النقل إلى أن تصير الكلمة على بناء غير موجود في كلامهم امتنع ذلك ، إلا إن كان الآخر همزة فيجوز ، فعلى هذا يمتنع «هذا العلم» في الوقف على «العلم» لأن «فعلا» مفقود في كلامهم ، ويجوز «هذا الرّدء» (١) لأن الآخر همزة.

الوقف على ما آخره تاء التأنيث :

في الوقف تا تأنيث الاسم ها جعل

إن لم يكن بساكن صحّ وصل (٢)

وقل ذا في جمع تصحيح ، وما

ضاهى ، وغير ذين بالعكس انتمى

إذا وقف على ما فيه تاء التأنيث ، فإن كان فعلا وقف عليه بالتاء ، نحو «هند قامت» وإن كان اسما فإن كان مفردا فلا يخلو : إما أن يكون ما قبلها ساكنا صحيحا ، أولا ؛ فإن كان ما قبلها ساكنا صحيحا وقف عليه بالتاء ، نحو «بنت» ، «وأخت» ، وإن كان غير ذلك (٣) وقف

__________________

(١) أي بنقل ضمة الهمزة إلى الدال وإن أدى إلى عدم النظير لثقل الهمزة.

(٢) تا. مبتدأ مرفوع قصر للضرورة وهو مضاف إلى تأنيث ، وتأنيث مضاف إلى الاسم. ها : مفعول به ثان مقدم وهو مقصور ضرورة جعل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود إلى «تاء تأنيث» تقديره هو وهو المفعول الأول. وجملة «جعل هاء» في محل رفع خبر المبتدأ.

(٣) بأن كان متحركا كفاطمة أو ساكنا معتلا وهو خصوص الألف كفتاة.

١٥٩

عليه بالهاء ، نحو «فاطمه ، وحمزه ، وفتاه» وإن كان جمعا أو شبهه وقف عليه بالتاء ، نحو «هندات ، وهيهات» وقلّ الوقف على المفرد نحو «فاطمت» وعلى جمع التصحيح وشبهه بالهاء ، نحو «هنداه ، وهيهاه».

الوقف بهاء السكت على الفعل المحذوف الآخر

وقف بها السّكت على الفعل المعلّ

بحذف آخر كأعط من سأل (١)

وليس حتما في سوى ما كع أو

ك : يع مجزوما ؛ فراع ما رعوا (٢)

يجوز الوقف بهاء السكت (٣) على كل فعل حذف آخره : للجزم ، أو الوقف (٤) كقولك في «لم يعط» : «لم يعطه» وفي «أعط» : «أعطه» ، ولا يلزم ذلك إلا إذا كان الفعل الذي حذف آخره قد بقي

__________________

(١) أعط : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة وهو الياء ، وفاعله ضمير المخاطب مستتر وجوبا تقديره أنت. من : اسم موصول مفعول به لأعط وجملة «سأل» صلة الموصول.

(٢) وليس حتما : ليس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا ـ وهو ضمير المصدر المأخوذ من قوله «قف بهاء السكت» أي وليس الوقوف بهاء السكت حتما.

(٣) الغرض من الوقف بهاء السكت هو التوصل إلى بقاء الحركة وقفا كما توصل بهمزة الوصل إلى بقاء السكون ابتداء. وسميت هاء السكت لأنه يسكت عليها ومواضع اطرادها ثلاثة :

(أ) الفعل المعتل المحذوف الآخر.

(ب) ما الاستفهامية.

(ج) المبنيّ على حركة لازمة.

(٤) المراد بالوقف هنا البناء في فعل الأمر ولو عبر به الشارح لكان أولى.

١٦٠