تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٦

أشياء لا يعتد بها في التصغير :

وألف التأنيث حيث مدّا

وتاؤه منفصلين عدّا (١)

كذا المزيد آخرا للنّسب

وعجز المضاف والمركّب

وهكذا زيادتا فعلانا

من بعد أربع كزعفرانا

وقدّر انفصال ما دلّ على

تثنية أو جمع تصحيح جلا (٢)

لا يعتدّ في التصغير بألف التأنيث الممدودة ، ولا بتاء التأنيث ، ولا بزيادة ياء النّسب ، ولا بعجز المضاف ، ولا بعجز المركّب ، ولا بالألف والنون المزيدتين بعد أربعة أحرف فصاعدا (٣) ، ولا بعلامة التثنية ، ولا بعلامة جمع التصحيح. ومعنى كون هذه لا يعتدّ بها : أنه

__________________

(١) ألف : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. التأنيث : مضاف إليه مجرور. وتاؤه : الواو عاطفة. تاؤه معطوف على المبتدأ ومرفوع مثله وهو مضاف والهاء ـ ضمير التأنيث السابق ـ في محل جر بالإضافة. منفصلين مفعول به ثان مقدم لعدّا منصوب بالياء لأنه مثنى. عدا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، والألف في محل رفع نائب فاعل وهي المفعول الأول. وجملة «عدا منفصلين» في محل رفع خبر المبتدأ «ألف التأنيث» وما عطف عليه.

(٢) جلا : بمعنى أظهر ، فعل ماض مبني على فتح مقدر ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازا يعود على اسم الموصول «ما» وجمع تصحيح «مفعوله مقدم منصوب ومضاف إلى تصحيح». والجملة : معطوفة على جملة صلة الموصول «دل على التثنية» فهي مثلها لا محل لها من الإعراب.

(٣) هذا القيد وهو وقوع الألف والنون بعد أربعة أحرف فصاعدا ملتزم في ألف التأنيث الممدودة وتاء التأنيث ، ليكون الفاصل بينها وبين ياء التصغير حرفان ، أما نحو «سكران وحمراء وتمرة» فإن الألف والنون وألف التأنيث وتاءه لم يتقدمها أربعة أحرف ولذلك فإن الفاصل بينها وبين ياء التصغير حرف واحد يبقى مفتوحا بعد ياء التصغير كما سبق.

١٢١

لا يضرّ بقاؤها (١) مفصولة عن ياء التصغير بحرفين أصليين ، فيقال في جخدباء (٢) : «جخيدباء» وفي «حنظلة» : «حنيظلة» وفي «عبقريّ» (٣) : «عبيقري» وفي «بعلبك» : «بعيلبك» وفي «عبد الله» : «عبيد الله» وفي «زعفران» «زعيفران» وفي «مسلمين» : «مسيلمين» وفي «مسلمين» : «مسيلمين» وفي «مسلمات» : «مسيلمات».

تصغير المختوم بألف تأنيث مقصورة :

وألف التأنيث ذو القصر متى

زاد على أربعة لن يثبتا (٤)

وعند تصغير حبارى خيّر

بين الحبيرى فادر والحبيّر

__________________

(١) لكونها في نية الانفصال فتنزل منزلة كلمة مستقلة ويصغر ما قبلها كأنه غير متمم بها فلم تخرج معها أبنية التصغير عن صيغها الأصلية بل هي موجودة تقديرا وهذه الزيادة كالعدم.

(٢) جخدباء : بضم الجيم والداء وسكون الخاء بينهما : ضرب من الجناديب هو الأخضر الطويل الرجلين.

(٣) عبقريّ ـ نسبة إلى «عبقر» اسم موضع الجن ـ كما تزعم العرب ـ ينسبون إليه كل شيء تعجبوا من حسن صنعته.

(٤) ألف التأنيث ، ألف مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. التأنيث : مضاف إليه مجرور ذو القصر ذو صفة لألف مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف القصر مضاف إليه مجرور. متى : اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بفعل الشرط زاد : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على أربعة : جار ومجرور متعلق بزاد. لن يثبتا : لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يثبت : مضارع منصوب بلن بفتحة ظاهرة والألف للإطلاق وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو. وجملة «لن يثبتا» في محل جزم جواب الشرط وكان الواجب أن تقترن بالفاء لأنها مصدرة بلن ، وقد سقطت الفاء للضرورة. وجملتا الشرط والجواب «متى زاد. لن يثبتا» في محل رفع خبر المبتدأ «ألف التأنيث».

١٢٢

أي : إذا كانت ألف التأنيث المقصورة خامسة فصاعدا وجب حذفها في التصغير (١) ، لأن بقاءها يخرج البناء عن مثال «فعيعل» أو «فعيعيل» فتقول في «قرقرى» (٢) : «قريقر» وفي «لغيّزى» (٣) : «لغيغيز».

فإن كانت خامسة وقبلها مدة زائدة جاز حذف المدة المزيدة وإبقاء ألف التأنيث : فتقول في «حبارى» : «حبيرى» ، وجاز أيضا حذف ألف التأنيث وإبقاء المدة ؛ فتقول : «حبيّر».

إذا كان الحرف الثاني من المصغر لينا رد إلى أصله :

واردد لأصل ثانيا لينا قلب

فقيمة صيّر قويمة تصب (٤)

وشذّ في عيد عييد ، وحتم

للجمع من ذا ما لتصغير علم

والألف الثاني المزيد يجعل

واوا كذا ما الأصل فيه يجهل

أي : إذا كان ثاني الاسم المصغّر من حروف اللين ، وجب ردّه إلى أصله (٥).

__________________

(١) لم تعتبر منفصلة كالممدودة لأنها لا تستقل في النطق.

(٢) قرقرى : موضع.

(٣) لغّيزى : من الكلام ما يعمّى به وهو في الأصل : جحر اليربوع لأنه يحفره أولا مستقيما ثم يعدل عن يمينه وشماله ليخفي مكانه.

(٤) اردد : فعل أمر مبني على السكون ، فاعله ضمير المخاطب مستتر وجوبا لأصل : جار ومجرور متعلق باردد وهو في محل المفعول الثاني لاردد. ثانيا : مفعول أول لاردد منصوب بالفتحة. لينا : صفة ثانيا منصوب بالفتحة. قلب : فعل ماض مبني على الفتح وهو مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا ، وجملة «قلب» في محل نصب صفة ثانية ل «لينا».

(٥) قد يكون أصله حرفا صحيحا مثل «دينار وقيراط» أصلهما «دنّار وقرّاط» بتشديد النون والراء ، أبدل من أول المثلين ياء ساكنة فتقول في تصغيرهما : دنييير وقريريط.

١٢٣

فإن كان أصله الواو قلب واوا ؛ فتقول في «قيمة» : «قويمة» وفي «باب» : «بويب».

وإن كان أصله الياء قلب ياء ؛ فتقول في «موقن» : «مييقن» وفي «ناب» : «نييب». وشذّ قولهم في «عيد» : «عييد» ، والقياس «عويد» بقلب الياء واوا ؛ لأنها أصله ، لأنه من عاد يعود.

فإن كان ثاني الاسم المصغر ألفا مزيدة أو مجهولة الأصل (١) وجب قلبها واوا ؛ فتقول في «ضارب» : «ضويرب» وفي «عاج» : «عويج» والتكسير ـ فيما ذكرناه ـ كالتصغير ؛ «فتقول في «باب» : «أبواب» وفي «ناب» «أنياب» ، وفي «ضاربة» : «ضوارب».

تصغير ما حذف منه شيء :

وكمّل المنقوص في التصغير ما

لم يحو غير التاء ثالثا كما (٢)

المراد بالمنقوص ـ هنا ـ ما نقص منه حرف ، فإذا صغّر هذا النوع من الأسماء ؛ فلا يخلو : إما أن يكون ثنائيا مجردا عن التاء ، أو ثنائيا ملتبسا بها ، أو ثلاثيا مجردا عنها.

فإن كان ثنائيا مجردا عن التاء أو ملتبسا بها ـ ردّ إليه في التصغير ما نقص منه. فيقال في «دم» : «دميّ» وفي «شفة» : «شفيهة» ،

__________________

(١) مثلهما الألف المنقلبة عن الهمزة تلي همزة مثل ألف «آدم» فيقال في تصغيره أويدم».

(٢) غير حال من ثالثا وهو في الأصل صفة له تقدم على موصوفه. التقدير : ما لم يحو حرفا ثالثا غير التاء بأن لم يحو ثالثا أصلا مثل «يد» أو يحو ثالثا هو تاء مثل «سنة» أما ما فيه ثالث غير التاء فلا يرد إليه المحذوف مثل «شاك» المذكور في الشرح.

١٢٤

وفي «عدّه» : «وعيدة» وفي «ما» (١) مسمّى به : «مويّ».

وإن كان على ثلاثة أحرف وثالثه غير تاء التأنيث صغّر على لفظه ، ولم يردّ إليه شيء ؛ فتقول في «شاك السلاح» : «شويك».

تصغير الترخيم :

ومن بترخيم يصغّر اكتفى

بالأصل كالعطيف يعني المعطفا (٢)

من التصغير نوع يسمّى تصغير الترخيم ، وهو عبارة عن تصغير الاسم بعد تجريده من الزوائد التي هي فيه. فإن كانت أصوله ثلاثة صغّر على «فعيل» ، ثم إن كان المسمّى به مذكرا جرّد عن التاء ، وإن كان مؤنثا ألحق تاء التأنيث فيقال في «المعطف» : «عطيف» وفي «حامد» (٣) :

__________________

(١) «ما» جرى الشارح على اعتباره اسما موصولا ، فهو من ثنائي الوضع ، والمراد. بالمنقوص في كلامه مطلق ناقص عن الثلاثة وتكميله واجب ليصغر على وزن «فعيل» يضعف ثانيه أولا ثم يصغر فيقال «مويّ» والأصل «مويء» بالهمزة لأن تضعيف «ما» يكون بزيادة ألف تقلب همزة فتصبح «ماء» ثم تقلب همزة «مويء» ياء لأجل التصغير وتدغم في ياء التصغير. ويمكن اعتبار «ما» بمعنى الماء المشروب ، ويكون قصره للضرورة ، فيقال في تصغيره «مويه» برد الهاء المنقلبة همزة. ويكون المراد بالمنقوص حينئذ ما حذف منه حرف أصلي ولو مع إبداله بآخر.

(٢) من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بترخيم : جار ومجرور متعلق ب يصغر : مضارع مرفوع بضمة ظاهرة وفاعلة ضمير مستتر فيه جواز يعود على الموصول ، وجملة «يصغر» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. اكتفى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «اكتفى» في محل رفع خبر المبتدأ «من» بالأصل : جار ومجرور متعلق باكتفى.

(٣) مثل حامد : أحمد ، ومحمود ، وحمدون ، وحمدان ـ كلها تصغر على «حميد» لأن أصلها جميعا واحد هو «الحمد».

١٢٥

«حميد» وفي «حبلى» : «حبيلة» وفي «سوداء» : «سويدة» وإن كانت أصوله أربعة صغّر على «فعيعل» فتقول في «قرطاس» : ـ «قريطس» وفي «عصفور» : «عصيفر».

تصغير الثلاثي المؤنث المجرد عن التاء :

واختم بتا التأنيث ما صغرت من

مؤنّث عار ثلاثيّ كسن (١)

ما لم يكن بالتّا يرى ذا لبس

كشجر وبقر وخمس (٢)

وشذّ ترك دون لبس ، وندر

لحاق تا فيما ثلاثيّا كثر (٣)

إذا صغّر الثلاثيّ ، المؤنث ، الخالي من علامة التأنيث ـ لحقته التاء عند أمن اللبس ، وشذّ حذفها حينئذ ، فتقول في «سنّ» : «سنينة» وفي «دار» : «دويرة» وفي «يد» : «يديّة».

__________________

(١) اختم : فعل أمر مبني على السكون ، فاعله ضمير المخاطب مستتر وجوبا تقديره أنت. بتا : جار ومجرور متعلق باختم ، وقصرت «تاء» ضرورة وهو مضاف التأنيث : مضاف إليه مجرور. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لا ختم. صغرت : فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعله ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد محذوف وهو ضمير منصوب تقديره «صغرته» من مؤنث : جار ومجرور متعلق بصغرت.

(٢) ما لم يكن : ما مصدرية ظرفية. لم : حرف نفي جزم وقلب. يكن : مضارع ناقص مجزوم بلم بالسكون ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى «مؤنث عار» في البيت السابق. يرى : مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمه مقدرة. ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا يعود لاسم يكن تقديره هو ذا لبس : ذا مفعول به ثان ليرى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ليس مضاف إليه. وجملة «يرى ذا لبس» في محل نصب خبر يكن.

(٣) كثر : بفتح الثاء : زاد على الثلاثي من قولهم : كاثرته فكثرته : أي غلبته وزدت عليه. وثلاثيا مفعوله مقدم عليه التقدير «وندر لحاق تاء فيما كثر ثلاثيا ـ أي زاد على ثلاثة أحرف».

١٢٦

فإن خيف اللّبس لم تلحقه التاء ؛ فتقول في «شجر ، وبقر ، وخمس» : «شجير ، وبقير ، وخميس» ـ بلا تاء إذ لو قلت : «شجيرة ، وبقيرة وخميسة» لالتبس بتصغير «شجرة ، وبقرة ، وخمسة» المعدود به مذكر. ومما شذّ فيه الحذف عند أمن اللبس قولهم في «ذود (١) ، وحرب ، وقوس ، ونعل» : «ذويد ، وحريب ، وقويس ، ونعيل».

وشذّ أيضا لحاق التاء فيما زاد على ثلاثة أحرف كقولهم في «قدّام» : «قديديمة» (٢).

تصغير بعض المبنيات شذوذا :

وصغروا شذوذا «الّذي ، التي

وذا» مع الفروع منها «تاوتي» (٣)

التصغير من خواصّ الأسماء المتمكنة ؛ فلا تصغّر المبنيّات ، وشذ تصغير «الذي» وفروعه و «ذا» وفروعه (٤) ، قالوا في «الذي» :

__________________

(١) الذّود : من ثلاثة أبعرة إلى عشرة.

(٢) بفك إدغام الدال وجعل ياء التصغير بينهما وقلب الألف ياء لأنها مدة قبل الآخر ، والقياس حذف التاء «قديديم».

(٣) صغروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل. شذوذا : مفعول مطلق منصوب بالفتحة. الذي : اسم موصول في محل نصب مفعول به لصغروا. التي : معطوف على الذي بعاطف محذوف في محل نصب مثله. وذا : الواو عاطفة. ذا اسم إشارة معطوف على الذي في محل نصب.

(٤) سوّغ التصغير أن في «الذي» و «ذا» وفروعهما شبها بالأسماء المتمكنة بكونها توصف ويوصف بها ، وتذكر وتؤنث ، وتثنى وتجمع ، فاستبيح تصغيرها لكن على وجه خولف به تصغير المتمكن. فترك أولها على حاله من فتح أو ضم وعوض من الضم المجتلب للتصغير ألف مزيدة في آخر غير المثنى ، ووافقت المتمكن في زيادة ياء ثالثة ساكنة بعد فتحة فقيل : «اللّذيّا» «واللّتيّا» بفتح اللام وإدغام ياء التصغير في يائهما ثم ألف التعويض.

١٢٧

«اللّذيّا» وفي «التي» : «اللّتيّا» وفي «ذا ، وتا» : «ذيّا وتيّا» (١).

__________________

(١) ذيّا وتيّا ـ بفتح الذال وشد الياء وأصله «ذييّا» و «تييّا» بثلاث ياءات ، الأولى عين الكلمة والثالثة لامها والوسطى ياء التصغير فخفف بحذف الأولى ، وقالوا في تثنيته «ذيّان وتيّان» وفي «أولى» «أليّا» بضم الهمزة على أصلها وفتح اللام وإدغام ياء التصغير في ياء المنقلبة عن الألف ، والألف الأخيرة عوض عن ضم التصغير وقالوا في «أولاء» بالمدّ «أليّاء».

وقد عقب ابن هشام في أوضح المسالك على ذكر ابن مالك «تي» من فروع ذا فقال : ولا يصغّر «ذي» اتفاقا للإلباس ، ولا «تي» للاستغناء بتصغير «تا» خلافا لابن مالك.

١٢٨

أسئلة ومناقشات

١ ـ ما المقصود بالتصغير عند الصرفيين؟ وما الأوزان التصغيرية؟ مثل لكل وزن بمثال مضبوط بالشكل.

٢ ـ بم يختصّ كل وزن من الأوزان التصغيرية؟ وضّح ذلك مع التمثيل.

٣ ـ قالوا في تصغير (مغرب) (مغيربان) وفي تصغير (عشيّة) (عشيشية) وفي تصغير (سفرجل) (سفيريج) فما وجه ذلك؟

٤ ـ ما المواضع التي يجب فيها فتح ما بعد ياء التصغير؟ وضّح ذلك مع التمثيل.

٥ ـ قال الصرفيون : «هناك أشياء لا يعتدّ بها في التصغير ... بحيث يعتبر التصغير واردا على ما قبلها ... وكأنها مفصولة عن ياء التصغير». اشرح هذا القول. معدّدا هذه المسائل ممثلا لكل منها بمثال.

٦ ـ كيف تصغر الاسم المختوم بألف التأنيث المقصورة والممدودة مع التمثيل؟

٧ ـ وضّح كيف تصغّر من الأسماء ما ثانيه حرف لين؟ ... مثّل لما تقول.

٨ ـ قال الصرفيون : «التصغير يردّ الأشياء إلى أصولها».

طبّق هذا القول على تصغير ما حذف منه حرف ... مبينا متى يردّ المحذوف ومتى لا يرد؟ ثم طبّقه باختصار على تصغير ما ثانية حرف لين مع ذكر الأمثلة.

١٢٩

٩ ـ ما المقصود بتصغير الترخيم؟ وما الفرق بينه وبين التصغير العادي؟ وما ذا يحذف لهذا النوع من التصغير صغّر (محمود) تصغير ترخيم ... ثم صغرها تصغيرا عاديا ... مع بيان الفارق ...

١٠ ـ متى تلحق تاء التأنيث الاسم المصغّر؟ ومتى لا تلحق؟ بيّن لماذا شذت المصغّرات الآتية : «قديديمه تصغير قدّام» (قويس ونعيل تصغير قوس ونعل)؟ وما القياس فيها؟

ولماذا شذ (ذيّا وتيّا) تصغير (ذاوتا)؟

١٣٠

تمرينات

١ ـ قال المتنبي : ـ

أذم إلى هذا الزمان أهيله

فأعلمهم فدم (١) وأحزمهم وغد

أفي كل يوم تحت ضبني (٢) شويعر

ضعيف يقاويني قصير يطاول

وقال أبو فراس :

وقال أصيحابي الفرار أو الردى؟

فقلت هما أمران أحلاهما مرّ

(أ) بيّن المصغر فيما يلي واذكر مكبّره.

(ب) خذ من الأبيات الكلمات : ـ

«الردى ـ قصير ـ زمان ـ أحزم» ثم صغرها واضعا إياها في جمل تامة.

٢ ـ اذكر مصغر الكلمات الآتية في جمل تامة ... ثم صغر منها ما يحتمل تصغير الترخيم :

«منقار ـ كوكب ـ أجمال ـ عقرباء ـ سلمى ـ أمجد ـ عندليب ـ مستشفى ـ مصطفى ـ مختار ـ منشار ـ زنه».

٣ ـ قال تعالى (٣) : «يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ».

(أ) اذكر مكبّر (بنيّ) والغرض من تصغيرها؟

__________________

(١) الفدم والوغد الغليظ اللئيم.

(٢) الضبن : الإبط.

(٣) على لسان لقمان ينصح ابنه آية ١٧ سورة لقمان.

١٣١

(ب) أعرب الآية الكريمة.

٤ ـ صغ اسم الفاعل من مصادر الأفعال الآتية ثم صغرها واضبط المصغر وضعها في جمل : (أيقن ـ درس ـ أذن ـ أنقذ ـ اعتذر).

٥ ـ صغر ما تحته خط مما يلي : ـ

«قيمة كل امريء ما يحسنه ـ عدة المرء وفاؤها واجب ـ العمل باب النجاح ـ دار الإسلام عامرة بالخير ـ كتابى صديقى ـ سماء البادية صافية ـ العصا لمن عصى».

٦ ـ اذكر مكبّر الكلمات الآتية : ـ

دويرة ـ قنيديل ـ عجيّز ـ قويمة ـ نييب ـ قنيطير ـ وزينه ـ أميمة ـ دحيرج ـ حميراء ـ أحيمال.

٧ ـ مثّل في جمل من إنشائك لثلاثة مصغرات على وزن (فعيعيل) ولثلاثة على وزن (فعيعل) وضعها في جمل تامة.

٨ ـ قال ابن أبي ربيعة : ـ

وغاب قمير كنت أرجو غيوبه

وروّح رعيان ونوّم سمّر

(أ) بين الاسم المصغر في البيت ووضح الغرض من تصغيره.

(ب) ما جموع التكسير في البيت؟

(ج) صغر ما تحته خط من كلمات البيت.

٩ ـ صغر الكلمات : «أقمار ـ ميعاد ـ كروان ـ بيضاء ـ حياة ـ كرة ـ ميزان ـ سعداء ـ قرفصاء ـ محمدان (مثنى) ـ سحابة ـ رمّانة ـ مستوصف ـ صعلوك ـ إنسان».

١٠ ـ قال المتنبي يهجو كافورا :

أخذت بمدحه فرأيت لهوا

مقالى للأحيمق يا حليم

١٣٢

وقال : ـ

وفارقت مصرا والأسيود عينه

حذار مسيري تستهلّ بأدمع

(أ) عيّن الكلمات المصغرة في البيتين؟ وبين الغرض من تصغيرها ـ ثم اذكر مكبرها.

(ب) خذ الكلمات (لهو ـ عين ـ أدمع ـ مقال) من البيتين ثم صغرها مضبوطة بالشكل.

(ج) أعرب ما تحته خط من البيتين.

١١ ـ أعرب البيت الآتي. ثم بين الاسم المصغر فيه واذكر مكبره.

قال الشاعر : ـ

يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي

أنت خلّفتني لدهر شديد

١٣٣

النسب

ياء النسب :

ياء كيا الكرسيّ زادوا للنّسب

وكلّ ما تليه كسره وجب (١)

إذا أريد إضافة شيء إلى بلد ، أو قبيلة ، أو نحو ذلك ـ جعل آخره ياء مشددة ، مكسورا ما قبلها فيقال في النسب إلى «دمشق» : «دمشقي» وإلى «تميم» : «تميمي» ، وإلى «أحمد» : «أحمديّ».

ما يحذف من المنسوب إليه :

ومثله مما حواه احذف ، وتا

تأنيث أو مدّته لا تثبتا (٢)

__________________

(١) ياء : مفعول به مقدم لزادوا منصوب بالفتحة. كيا : جار ومجرور وقصرت «ياء» للضرورة والجار متعلق بمحذوف صفة «ياء» ويا مضاف الكرسي : مضاف إليه مجرور. زادوا : فعل ماضي مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل وكل الواو استئنافية كل : مبتدأ مرفوع وهو مضاف ما : اسم موصول في محل جر بالإضافة. تليه : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء ، وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود على «ياء» تقديره هي والهاء مفعول به ، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. كسره : مبتدأ مرفوع بالضمة ومضاف للهاء. وجب : فعل ماضي مبني على الفتح وسكن للروي ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «وجب» في محل رفع خبر المبتدأ الثاني وجملة «كسره وجب» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «كلّ».

(٢) مثله : مفعول به مقدم لا حذف منصوب بالفتحة وهو مضاف. والهاء ضمير «ياء» في البيت السابق في محل جر بالإضافة. مما : جار ومجرور متعلق باحذف. من حرف جر. ما : اسم موصول في محل جر. أدغمت نونه بميم ما. حواه : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا

١٣٤

وإن تكن تربع ذا ثان سكن

فقلبها واوا وحذفها حسن (١)

يعني أنه إذ كان في آخر الاسم ياء كيا الكرسيّ ـ في كونها مشدّدة واقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا ـ وجب حذفها ، وجعل ياء النسب موضعها فيقال في النسب إلى «الشافعيّ» : «شافعيّ» وفي النسب إلى «مرميّ» : «مرميّ».

__________________

يعود على الموصول تقديره هو ، والهاء ـ ضمير الياء السابق. في محل نصب مفعول به وجملة حواه صلة الموصول. احذف : فعل أمر مبني على السكون فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وتا : الواو عاطفة ، تا : مفعول به مقدم منصوب بالفتحة وقصر للضرورة ، وهو مضاف لتأنيث. أو : حرف عطف. مدته : معطوف على تا ومنصوب مثله بالفتحة وهو مضاف للهاء. لا تثبتا : لا ناهية. تثبت : مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والألف بدل نون التوكيد الخفيفة. تقدير كلامه «ولا تثبتن تاء تأنيث أو مدته».

(١) إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين. تكن : مضارع ناقص مجزوم بإن ـ فعل الشرط ـ وعلامة جزمه السكون ، واسمه ضمير مستتر يعود على مدة التأنيث في البيت السابق تقديره هي. تربع : ـ مضارع ربعت القوم : صيرتهم أربعة. مرفوع بالضمة وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود على مدة التأنيث تقديره هي. ذا مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. ثان : مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقائها ساكنة مع التنوين. سكن : فعل ماض مبني على الفتح وسكن للروي. وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود إلى «ثان» تقديره هو وجملة «سكن» في محل جر صفة «ثان» وجملة «تربع ذا ثان» في محل نصب خبر تكن. فقلبها : الفاء واقعة في جواب إن : قلب مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. ها ضمير مدة التأنيث مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله. واوا : مفعول به ثان للمصدر «قلب». وخبر المبتدأ «قلبها» محذوف تقديره «جائز» وحذفها الواو عاطفة. حذفها مبتدأ مرفوع وهو مضاف وها مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله. حس : خبر حذفها مرفوع بالضمة. وسكن للروي. وجملة «قلبها واوا جائز» في محل جزم جواب الشرط وجملة «حذفها حسن» معطوفة عليها فهي مثلها في محل جزم.

١٣٥

وكذلك إذا كان آخر الاسم تاء التأنيث وجب حذفها للنسب ، فيقال في النسب إلى «مكة» : «مكّيّ». ومثل تاء التأنيث ـ في وجوب الحذف للنسب ـ ألف التأنيث المقصورة إذا كانت خامسة فصاعدا ، كحبارى وحباريّ أو رابعة متحركا ثاني ما هي فيه كجمزى (١) وجمزيّ ، وإن كانت رابعة ساكنا ثاني ما هي فيه ـ كحبلى ـ جاز فيه وجهان : أحدهما الحذف ـ وهو المختار ـ فتقول ؛ «حبليّ» والثاني قلبها واوا : فتقول : «حبلويّ».

النسب إلى ما آخره ألف ، النسب إلى المنقوص :

لشبهها الملحق ، والأصلىّ ما

لها ، وللأصليّ قلب يعتمى (٢)

والألف الجائز أربعا أزل

كذاك يا المنقوص خامسا عزل

والحذف في اليا رابعا أحقّ من

قلب ، وحتم قلب ثالث يعنّ

يعني أن ألف الإلحاق المقصورة كألف التأنيث : في وجوب الحذف إن كانت خامسة كحبركى (٣) وحبركيّ ، وجواز الحذف والقلب إن كانت رابعة : كعلقى وعلقيّ وعلقويّ ، ولكن المختار هنا القلب ،

__________________

(١) جمزى : وصف معناه «سريع» يقال : حمار جمزى.

(٢) لشبهها : الضمير المتصل عائد على «مدة التأنيث في البيتين السابقين» والمراد في كونها رابعة فيما ثانيه ساكن. وقوله : الملحق : اسم فاعل من ألحق. أي كلمة بأخرى. وقوله «مالها» أي ما لألف التأنيث الرابعة فيما ثانيه ساكن. وقوله «وللأصلي قلب يعتمى» أي وللأصلي وللملحق معا ـ لأن القلب مختار في كليهما لا في الأصلي فقط كما توهم عبارة ابن مالك.

(٣) الحبركى : هو القراد وألفه للإلحاق بسفرجل.

١٣٦

عكس ألف التأنيث ، وأما الألف الأصلية ، فإن كانت ثالثة قلبت واوا (١) كعصا وعصويّ ، وفتى وفتويّ ، وإن كانت رابعة قلبت أيضا واوا : كملهويّ (٢) ، وربما حذفت كملهيّ ، والأول هو المختار ، وإليه أشار بقوله : «وللأصلي قلب يعتمى» أي : يختار ، يقال : اعتميت الشيء ـ : أي اخترته ـ وإن كانت خامسة فصاعدا وجب الحذف كمصطفيّ في مصطفى ، وإلى ذلك أشار بقوله : «والألف الجائز أربعا أزل».

وأشار بقوله : «كذاك يا المنقوص ـ إلى آخره» إلى أنه إذا نسب إلى المنقوص فإن كانت ياؤه ثالثة قلبت واوا وفتح ما قبلها : نحو «شّجويّ» في شج ، وإن كانت رابعة حذفت ، نحو «قاضيّ» في قاض ، وقد تقلب واوا ، نحو «قاضويّ» وإن كانت خامسة فصاعدا وجب حذفها «كمعتديّ» في «معتد» «مستعليّ» في «مستعل». والحبركى : القراد ، والأنثى حبركاة ، والعلقى : نبت واحده علقاة.

فتح العين من الثلاثي المكسور العين عند النسب إليه :

وأول ذا القلب انفتاحا ، وفعل

وفعل عينهما افتح وفعل (٣)

يعني أنه إذا قلبت ياء المنقوص واوا وجب فتح ما قبلها نحو : شجويّ وقاضويّ.

__________________

(١) سواء كان أصلها واوا كعصا ، أو ياء كألف «فتى».

(٢) ألف «ملهى» أصلها واو لأنه اسم كان من لها يلهو والمصدر «لهو».

(٣) أول : فعل أمر مبني على حذف الياء ، فاعله ضمير المخاطب مستتر وجوبا تقديره أنت. ذا القلب : ذا مفعول به منصوب بالألف من الأسماء الستة ومضاف للقلب. انفتاحا : مفعول ثان لأول منصوب. وفعل : الواو استئنافية فعل : مبتدأ مرفوع سكن للروي. وفعل : معطوف بالواو على المبتدأ. وجملة «افتح عينها» خبر المبتدأ وما عطف عليه. وفعل : الواو عاطفة «فعل» مبتدأ مرفوع سكن للروي خبره محذوف لدلالة ما قبله أي «افتح عينه مثلهما».

١٣٧

وأشار بقوله : «وفعل ـ إلى آخره» إلى أنه إذا نسب إلى ما قبل آخره كسرة ، وكانت الكسرة مسبوقة بحرف واحد وجب التخفيف بجعل الكسرة فتحة ، فيقال في «نمر» : «نمريّ» وفي «دئل» : «دؤليّ» وفي إبل «إبليّ».

وقيل في المرميّ مرمويّ

واختير في استعمالهم مرميّ

قد سبق أنّه إذا كان آخر الاسم ياء مشدّدة مسبوقة بأكثر من حرفين ، وجب حذفها في النسب ، فيقال في «الشافعي» «شافعيّ» وفي «مرمي» : «مرميّ».

وأشار هنا إلى أنّه إذا كانت إحدى اليائين أصلا. والأخرى زائدة (١) فمن العرب من يكتفي بحذف الزائدة منهما ، ويبقي الأصلية ، ويقلبها واوا ، فيقول في «المرميّ» : «مرمويّ» ، وهي لغة قليلة ، والمختار اللغة الأولى ـ وهي الحذف ـ سواء كانتا زائدتين أم لا ؛ فتقول في «الشافعي» : «شافعيّ» وفي «مرميّ» : «مرميّ».

النسب الى ما آخره ياء مشددة مسبوقة بحرف واحد :

ونحو حيّ فتح ثانيه يجب

واردده واوا إن يكن عنه قلب (٢)

قد سبق حكم الياء المشددة المسبوقة بأكثر من حرفين : وأشار هنا إلى أنها إذا كانت مسبوقة بحرف واحد لم يحذف من الاسم في

__________________

(١) مرميّ : ياؤه الأولى بدل من واو مفعول ـ وهو زائد ـ والياء الثانيه أصلية لام الكلمة ، الأصل «مرمويّ». اجتمعت الواو والياء والأول منهما ساكن فقلبت الواو ياء

(٢) نحو : مبتدأ مرفوع وهو مضاف إلى حي. فتح : مبتدأ ثان مرفوع وهو مضاف إلى ثانيه. يجب : مضارع مرفوع بالضمة فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو وجملة «يجب» في محل رفع خبر «فتح» وجملة «فتح ثانيه يجب» في محل رفع خبر «نحو».

١٣٨

النسب شيء ، بل يفتح ثانيه ، ويقلب ثالثه واوا ثم إن كان ثانيه ليس بدلا من واو لم يغيّر ، وإن كان بدلا من واو قلب واوا ، فتقول في «حيّ» «حيوي» لأنه من حييت ، وفي «طيّ» : «طوويّ» لأنه من طويت (١)

النسب إلى ما آخره علامة تثنية أو جمع :

وعلم التثنية احذف للنّسب

ومثل ذا في جمع تصحيح وجب (٢)

يحذف من المنسوب إليه ما فيه من علامة تثنية ، أو جمع تصحيح ، فإذا سميت رجلا «زيدان» ـ وأعربته بالألف رفعا ، وبالياء جرا ونصبا ـ قلت : «زيديّ» وثقول فيمن اسمه «زيدون» ـ إذا أعربته بالحروف ـ : «زيدي» وفيمن اسمه «هندات» : «هندي».

النسب إلى نحو طيب :

وثالث من نحو طيّب حذف

وشذّ طائيّ مقولا بالألف (٣)

__________________

(١) أصل «طيّ» طوي : اجتمعت الواو والياء والأول منهما ساكن فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.

(٢) علم التثنية ـ أي علامة التثنية ـ مفعول به مقدم لاحذف وعلم مضاف للتثنية ، ومثل : الواو عاطفة. مثل : مبتدأ مرفوع وهو مضاف. ذا : اسم إشارة في محل جر بالإضافة ـ والإشارة إلى حذف علامة التثنية ـ وجب : فعل ماض مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو وجملة «وجب» في محل رفع خبر المبتدأ «مثل» والجار والمجرور «في جمع» متعلق بوجب. ومعنى الشطر الثاني : «وحذف علامة الجمع السالم من المنسوب إليه واجب مثل وجوب حذف علامة التثنية من المثنى عند النسبة إليه».

(٣) ثالث مبتدأ مرفوع بالضمة. من نحو : جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لثالث ونحو مضاف إلى طيب. حذف : فعل ماضي مبني للمجهول مبنيّ على الفتح وسكن للروي ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا يعود على الثالث تقديره هو وجملة «حذف» في محل رفع خبر المبتدأ.

١٣٩

قد سبق أنه يجب كسر ما قبل ياء النسب ؛ فإذا وقع قبل الحرف الذي يجب كسره في النسب ياء مكسورة مدغم فيها ياء ـ وجب حذف الياء المكسورة (١) ، فتقول : في «طيّب» : «طيبيّ» : وقياس النسب في «طيّء» : «طيئيّ» لكن تركوا القياس ، وقالوا : «طائيّ» بإبدال الياء ألفا.

فلو كانت الياء المدغم فيها مفتوحة لم تحذف ، نحو «هبيّخيّ» في «هبيّخ» والهبيّخ : الغلام الممتليء ؛ والأنثى : هبيّخة.

النسب إلى نحو «فعيلة» و «فعيلة» :

وفعليّ في «فعيلة» التزم

وفعليّ في «فعيلة» حتم (٢)

يقال في النسب إلى «فعيلة» : «فعليّ» بفتح عينه وحذف يائه (٣) ـ إن لم يكن معتل العين ولا مضاعفا ، كما يأتي ؛ فتقول في «حنيفة» : «حنفيّ» ويقال في النسب إلى «فعيلة» : «فعليّ» ـ بحذف الياء ـ إن لم يكن مضاعفا ، فتقول في «جهينة» : «جهني».

__________________

(١) أصلية كانت كطيّب ، أو منقلبة عن واو كميّت ـ أصلها ميوت ـ أو زائدة كغزيّل ـ تصغير غزال فتقول : ميتي ، وغزيليّ بسكون الياء وكسر ما بعدها لكراهة اجتماع الياءات والكسرتين ، وبهذا يظهر أن قول المصنف «وثالث من نحو طيب حذف» هو بيان للواقع في طيّب لا قيد لأن الرابعة فأكثر كذلك.

(٢) فعليّ : مبتدأ خبره «التزم» وفعليّ : مبتدأ خبره جملة «حتم» وفعيلة ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث وقد نون للضرورة.

(٣) حذفت الياء فرقا بين المذكر والمؤنث ، لأنك تنسب إلى ، «حنيف وشريف» بدون حذف فتقول : «حنيفيّ وشريفيّ» وفتحت العين من فعيلة بعد حذف الياء لئلا يتوالى كسرتان ؛ كسرة العين الأصلية وكسرة ما قبل ياء النسب ، كما سبق في «نمر» ، وقد شذ إبقاء الياء من «فعيلة» في ألفاظ نبهوا بها على الأصل المرفوض ، كقوله :

ولست بنحويّ يلوك لسانه

ولكن سليقيّ أقول فأعرب

قال سليقي ـ نسبة إلى «سليقه» وهي الطبيعة وحقه الحذف «سلقيّ».

١٤٠