تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

الدكتور محمّد علي سلطاني

تيسير وتكميل شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك - ج ٥

المؤلف:

الدكتور محمّد علي سلطاني


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العصماء
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٣٦

(ح) (إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ)(١).

(ط) (أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا)(٢).

٣ ـ اشرح البيت الآتي. وبيّن ما فيه من جموع تكسير واذكر مفرداتها (وهو للحطيئة).

ماذا تقول لأفراخ بذى مرخ

زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

__________________

(١) آية ٤ سورة الممتحنة.

(٢) آية ١٥٦ سورة آل عمران.

١٠١

تتمة جموع الكثرة

«فعول» و «فعلان»

وبفعول فعل نحو كبد

يخصّ غالبا ، كذاك يطّرد (١)

في فعل اسما مطلق الفا ، وفعل

له ، وللفعال فعلان حصل (٢)

وشاع في حوت وقاع مع ما

ضاهاهما ، وقلّ في غيرهما (٣)

ومن أمثلة جمع «فعول» وهو مطرد في اسم ثلاثي على فعل نحو «كبد وكبود ، ووعل ووعول» وهو ملتزم فيه غالبا واطرد فعول أيضا في اسم على فعل ـ بفتح الفاء ـ نحو «كعب وكعوب ، وفلس وفلوس» أو على فعل ـ بكسر الفاء ـ نحو «حمل وحمول ، وضرس وضروس» أو على فعل ـ بضم الفاء ـ نحو «جند وجنود ، وبرد وبرود».

ويحفظ فعول في فعل ، نحو «أسد وأسود» ويفهم كونه غير مطرد من قوله : «وفعل له» ولم يقيده باطراد. وأشار بقوله : «وللفعال

__________________

(١) فعل : مبتدأ. خبره جملة «يخصّ» و «بفعول» متعلق بيخص. والضمير المستتر في «يطرد» يعود على وزن «فعول» من جموع الكثرة.

(٢) وفعل له : جملة معطوفة على ما قبلها. فعل : مبتدأ. له جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لفعل. والضمير المجرور باللام يعود على «فعول» المذكور في البيت السابق. وقوله «وللفعال فعلان حصل» كلام مستأنف. فعلان : مبتدأ ، وجملة حصل خبره ، وللفعال : جار ومجرور متعلق بحصل.

(٣) الضمير المستتر في «شاع» و «قلّ» يعود على «فعلان» المذكور في الشطر الأخير من البيت السابق.

١٠٢

فعلان حصل» إلى أن من أمثلة جمع الكثرة «فعلانا» وهو مطرد في اسم على فعال نحو غلام وغلمان ، وغراب وغربان». وقد سبق أنه مطرد في فعل كصرد وصردان. واطرد فعلان ـ أيضا ـ في جمع ما عينه واو ، من فعل ، أو فعل ، نحو «عود وعيدان ، وحوت وحيتان. وقاع وقيعان ، وتاج وتيجان» (١) وقلّ فعلان في غير ما ذكر نحو «أخ وإخوان ، وغزال وغزلان».

«فعلان» :

وفعلا اسما ، وفعيلا ، وفعل

غير معلّ العين ـ فعلان شمل (٢)

من أبنية جمع الكثرة «فعلان» وهو مقيس في اسم صحيح العين ، على فعل نحو «ظهر وظهران ، وبطن وبطنان» أو على فعيل ، نحو «قضيب وقضبان ورغيف ورغفان» أو على فعل نحو «ذكر وذكران وحمل وحملان».

«فعلاء» و «أفعلاء» :

ولكريم وبخيل فعلا

كذا لما ضاهاهما قد جعلا (٣)

__________________

(١) قاع وتاج هما ما عينه واو من «فعل» ومثلهما : دار وجار فأصلهما قوع وتوج ودور وجور.

(٢) فعلان : مبتدأ مرفوع بالضمة. شمل : فعل ماض مبني على الفتح سكن للروي وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو والجملة خبر فعلان «وفعلا» في صدر البيت : مفعول به مقدم لشمل وعطف عليه «فعيلا» و «فعل». تقدير البيت : «وفعلان شمل فعلا اسما وفعيلا وفعلا غير معل العين».

(٣) لكريم : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ل «فعلا». والضمير المستتر في «جعل» يعود إلى وزن «فعلا» والألف للإطلاق. تقدير البيت : وزن «فعلاء» من جموع الكثرة لكريم وبخيل ، وقد جعل لما شابههما أيضا.

١٠٣

وناب عنه أفعلاء في المعلّ

لاما ، ومضعف ، وغير ذاك قلّ (١)

من أمثلة جمع الكثرة «فعلاء» وهو مقيس في فعيل ـ بمعنى فاعل ـ صفة لمذكر عاقل ، غير مضاعف ، ولا معتل ، نحو : «ظريف وظرفاء ، وكريم وكرماء ، وبخيل وبخلاء». وأشار بقوله : «كذا لما ضاهاهما» إلى أن ما شابه فعيلا ـ في كونه دالا على معنى هو كالغريزة ـ (٢) يجمع على فعلاء ، نحو «عاقل وعقلاء ، وصالح وصلحاء ، وشاعر وشعراء».

وينوب عن فعلاء في المضاعف والمعتل «أفعلاء» نحو «شديد وأشداء ، ووليّ وأولياء».

وقد يجيء «أفعلاء» جمعا لغير ما ذكر ، نحو «نصيب وأنصباء ، وهيّن وأهوناء».

«فواعل» :

فواعل لفوعل وفاعل

وفاعلاء مع نحو كاهل

وحائض ، وصاهل ، وفاعله

وشذّ في الفارس مع ما ماثله

من أمثلة جمع الكثرة «فواعل» وهو لاسم على فوعل ، نحو «جوهر وجواهر» أو على فاعل ، نحو «طابع وطوابع» أو على فاعلاء ، نحو «قاصعاء (٣) وقواصع» أو على فاعل ، نحو «كاهل وكواهل».

__________________

(١) الهاء في «عنه» تعود إلى وزن «فعلاء» في البيت السابق. لاما : تمييز منصوب ومضعف : معطوف بالواو على المعل ومجرور وغير ذلك قلّ : جملة مستأنفة. غير مبتدأ مرفوع. ذا : اسم إشارة مضاف إليه والكاف للخطاب. قلّ فعل ماض فاعله مستتر يعود إلى غير وجملة قل في محل رفع خبر غير.

(٢) المراد المشابهة في المعنى بأن يدل على مذكر. أما المشابهة في اللفظ فغير مقصودة فقد يخالفه في الوزن كعاقل وصالح وشاعر ، وكشجاع وشجعاء ، وقد يشابهه أحيانا كخبيث ولئيم ـ وخبثاء ولؤماء.

(٣) قاصعاء : هو جحر اليربوع الذي يقصع فيه ـ أي يدخل.

١٠٤

وفواعل ـ أيضا ـ جمع لوصف على فاعل إن كان لمؤنث عاقل ، نحو «حائض وحوائض» أو لمذكر ما لا يعقل ، نحو «صاهل وصواهل».

فإن كان الوصف الذي على فاعل لمذكر عاقل ، لم يجمع على فواعل ، وشذ «فارس وفوارس ، وسابق وسوابق» وفواعل ـ أيضا ـ جمع لفاعله (١) ، نحو «صاحبة وصواحب ، وفاطمة وفواطم».

«فعائل» :

وبفعائل اجمعن فعاله

وشبهه ذا تاء أو مزالة (٢)

من أمثلة جمع الكثرة «فعائل» وهو لكل رباعي ، بمدة قبل آخره ، مؤنثا بالتاء ، نحو «سحابة وسحائب ، ورسالة ورسائل ، وكناسة وكنائس وصحيفة وصحائف ، وحلوبة وحلائب» أو مجرّدا منها ، نحو : «شمال (٣) وشمائل ، وعقاب وعقائب ، وعجوز وعجائز».

__________________

(١) فاعله تجمع على فواعل ، سواء كانت صفة كصاحبة ، أو علما كفاطمة ، أو اسما غير علم كناصية ونواصي.

(٢) بفعائل : الباء حرف جر. فعائل مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف لمجيئه على صيغة منتهى الجموع. والجار والمجرور متعلق باجمعن. اجمعن : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، والنون للتوكيد ، والفاعل ضمير ـ المخاطب مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ذا تاء : ذا : حال من شبهه منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. تاء : مضاف إليه مجرور. أو : حرف عطف. مزاله : معطوف على ذا ومنصوب مثله بالفتحة الظاهرة على اللام ، وهو مضاف والهاء : ضمير يعود على «تاء» لتأويلها بالحرف. ضمير في محل جر مضاف إليه. تقدير الكلام «ذا تاء أو مزال حرف التاء».

(٣) شمال : بفتح الشين : الريح التي تهب من ناحية القطب الشمالي. واليد الشمّال : بالكسر خلاف اليمين.

١٠٥

«فعالي» و «فعالى» :

وبالفعالي والفعالى جمعا

صحراء والعذراء ، والقيس اتبعا (١)

من أمثلة جمع الكثرة «فعالى» و «فعالى» ويشتركان فيما كان على «فعلاء» اسما كصحراء وصحارى وصحارى أو صفة كعذراء (٢). وعذاري وعذارى.

«فعالىّ» :

واجعل فعاليّ لغير ذي نسب

جدّد كالكرسيّ تتبع العرب (٣)

من أمثلة جمع الكثرة «فعاليّ» وهو جمع لكل اسم ثلاثي ، آخره ياء مشدّدة غير متجدّدة للنّسب ، نحو : «كرسىّ ، وكراسيّ وبرديّ (٤) وبراديّ» ولا يقال : «بصريّ وبصاريّ».

__________________

(١) القيس : مصدر قاس الشيء على غيره أو بغيره : قدّره على مثاله. وهو مفعول به مقدم لا تبع منصوب بالفتحة ، اتبعا فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا. فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

(٢) يشترط فيما كان صفة على «فعلاء» أن لا يكون له مذكر كمثال الشارح «عذراء»

(٣) ذي نسب : ذي مضاف إلى غير مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، نسب مضاف إليه مجرور : جدد : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا يعود على «نسب» تقديره هو وجملة «جدد» في محل جر صفة لنسب. تتبع : مضارع مجزوم بجواب الطلب «اجعل» وهو مجزوم بالسكون وحرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين. فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. العرب : مفعوله به.

(٤) البرديّ : نبات كالقصب كان قدماء المصريين يستخدمون قشره للكتابة.

١٠٦

«فعالل» وشبهه :

وبفعالل وشبهه انطقا

في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى (١)

من غير ما مضى ، ومن خماسي

جرّد ، الآخر انف بالقياس (٢)

والرابع الشّبيه بالمزيد قد

يحذف دون ما به تمّ العدد (٣)

وزائد العادي الرّباعي احذفه ما

لم يك لينا إثره اللّذ ختما (٤)

__________________

(١) بفعالل : جار ومجرور متعلق بانطق. وشبهه : معطوف بالواو على فعالل ومجرور مثله. وهو مضاف. والهاء ضمير فعالل مضاف إليه انطقا : فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ما : اسم موصول ـ مضاف إليه «ارتقى» صلته.

(٢) من غير : جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من «ما» الموصولة في البيت السابق تقديره «كائنا من غير ...» ما : اسم موصول في محل جر مضاف إليه. مضى : فعل ماض مبني على الفتح فاعله ضمير مستتر جوازا والجملة صلة الموصول. ومن خماسي : الواو استئنافية. من خماسي ؛ جار ومجرور متعلق بانف. جرد : فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا ، تقديره هو والجملة في محل جر صفة خماسي. الآخر : مفعول به مقدم لانف. انف : فعل أمر مبني على حذف الياء وفاعله ضمير المخاطب مستتر وجوبا تقديره أنت. بالقياس : جار ومجرور متعلق بانف ، تقدير الجملة المستأنفة «وانف الحرف الآخر من خماسي جرّد بالقياس».

(٣) ما به تم العدد : أي الحرف الخامس الذي كمل حروف الكلمة خمسة.

(٤) ما : مصدرية ظرفية. لم يك : لم حرف نفي وجزم وقلب. يك مضارع ناقص مجزوم بلم بسكون مقدر على النون المحذوفة. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا يعود إلى «زائد العادي الرباعي» لينا : خبره منصوب. إثره : أثر ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر مقدم لاسم الموصول وهو مضاف والهاء مضاف إليه اللذ : اسم موصول في محل رفع مبتدأ مؤخر : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله مستتر والجملة صلة الموصول لا محل لها وجملة «إثره اللذ ختما» في محل نصب صفة «لينا».

١٠٧

من أمثلة جمع الكثرة «فعالل» وشبهه (١) ، وهو كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان ، فيجمع بفعالل : كل اسم رباعيّ ، غير مزيد فيه ، نحو : «جعفر وجعافر وزبرج وزبارج ، وبرثن وبراثن» ، ويجمع بشبهه : كلّ اسم ، رباعي (٢) ، مزيد فيه ، ك «جوهر وجواهر ، وصيرف وصيارف ، ومسجد ومساجد» (٣).

واحترز بقوله : «من غير ما مضى» من الرباعيّ الذي سبق ذكر جمعه : كأحمر وحمراء ونحوهما مما سبق ذكره.

وأشار بقوله : «ومن خماسي جرّد الآخر انف بالقياس» إلى أن الخماسيّ المجرّد عن الزيادة يجمع على فعالل قياسا ويحذف خامسه نحو «سفارج» في سفرجل ، وفرازد في فرزدق و «خوارن» في «خورنق».

وأشار بقوله : «والرابع الشبيه بالمزيد ـ البيت» إلى أنه يجوز حذف رابع الخماسيّ ، المجرد عن الزيادة ، وإبقاء خامسه ، إذا كان رابعه مشبها للحروف الزائد ـ بأن كان من حروف الزيادة (٤) ، كنون «خورنق» أو كان من مخرج حروف الزيادة ، كدال (٥) «فرزدق» ـ فيجوز أن يقال : «خوارق وفرازق» والكثير الأول ، وهو حذف الخامس وإبقاء الرابع نحو! «خوارن ، وفرازد».

__________________

(١) المراد شبه فعالل في عدد الأحرف والهيئة وإن خالفه في الوزن التصريفي.

(٢) مراد الشارح ما صار رباعيا بالزيادة ، وليس المراد رباعي الأصول المزيد فيه ، لأن شبه فعالل ينقاس في مزيد الثلاثي غير ما مرّ ، سواء كان مزيدا بحرف كمسجد أو حرفين كمنطلق أو ثلاثة كمستخرج ، وسواء كانت زيادته للإلحاق كجوهر وصيرف أم لا.

(٣) جواهر وزنها فواعل ، صيارف وزنها فياعل ، مساجد وزنها مفاعل.

(٤) حروف الزيادة عشرة مجموعة في «أمان وتسهيل».

(٥) دال فرزدق من مخرج التاء ـ والتاء من حروف الزيادة.

١٠٨

فإن كان الرابع غير مشبه للزائد لم يجز حذفه ، بل يتعيّن حذف الخامس فتقول في «سفرجل» : «سفارج» ولا يجوز «سفارل».

وأشار بقوله : «وزائد العادي الرباعي (١). البيت «إلى أنه إذا كان الخماسىّ (٢) مزيدا فيه حرف حذف ذلك الحرف إن لم يكن حرف مدّ قبل الآخر ؛ فتقول في «سبطرى» (٣) : «سباطر» وفي «فدوكس» (٤) «فداكس» : وفي «مدحرج» : «دحارج» ، فإن كان الحرف الزائد حرف مدّ قبل الآخر لم يحذف ، بل يجمع الاسم على «فعاليل» نحو «قرطاس وقراطيس. وقنديل وقناديل ، وعصفور وعصافير».

والسّين والتامن ك «مستدع» أزل

إذ ببنا الجمع بقاهما مخل (٥)

والميم أولى من سواه بالبقا

والهمز واليا مثله إن سبقا (٦)

__________________

(١) العادي : اسم فاعل من عداه يعدوه عدوا : جاوزه. والعادي مضاف إلى الرباعي من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله فمعنى قوله : «وزائد العادي الرباعي احذفه» : «احذف الحرف الزائد على أربعة حروف أصلية».

(٢) المقصود ما صار خماسيا بالزيادة لا أنه خماسي الأصول فكل : من سبطرى وفدوكس ومدحرج رباعي مزيد بحرف.

(٣) سبطرى : بكسر السين : مشية بتبختر.

(٤) فدوكس : بفتح الفاء والدال وسكون الواو وفتح الكاف : الأسد ، والرجل الشديد ، والعدد الكثير.

(٥) السين : مفعول به مقدم لأزل. والتا : معطوف على السين ومنصوب مثله ، تقدير الكلام «وأزل السين والتاء من نحو مستدع ...».

(٦) الألف في «سبقا» تعود على الهمز والياء ومعنى «سبقا» تصدرا ووقعت كل منهما في أول الكلمة.

١٠٩

إذا اشتمل الاسم على زيادة ، لو أبقيت لاختلّ بناء الجمع ، الذي هو نهاية ما ترتقي إليه الجموع ـ وهو فعالل وفعاليل ـ حذفت الزيادة ، فإن أمكن جمعه على إحدى الصيغتين ، بحذف بعض الزائد وإبقاء البعض ، فله حالتان :

إحداهما : أن يكون للبعض مزيّة على الآخر.

والثانية : أن لا يكون كذلك. والأولى هي المرادة هنا ، والثانية ستأتي في البيت الذي في آخر الباب. مثال الأولى «مستدع» فتقول في جمعه : «مداع» فتحذف السين والتاء. وتبقى الميم ، لأنها مصدّرة ومجرّدة للدلالة على معنى (١) ، وتقول في «ألندد» و «يلندد» : «ألادّ» و «يلادّ» فتحذف النون ، وتبقي الهمزة من «ألندد» والياء من «يلندد» لتصدّرهما ولأنهما في موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، نحو «أقوم ، ويقوم» (٢) بخلاف النون فإنّها في موضع لا تدل على معنى أصلا.

والألندد ، واليلندد : الخصم ، يقال : رجل ألندد ، ويلندد أي : خصم ، مثل الألدّ.

والياء لا الواو احذف ان جمعت ما

ك «حيزبون» فهو حكم حتما (٣)

__________________

(١) المعنى الذي تدل عليه الميم هو الوصف ، أي اسم الفاعل من كل فعل جاوز ثلاثة أحرف نحو : منطلق ، مدحرج ، مستغفر.

(٢) المعنى الذي تدل عليه كل من الهمزة والياء هو المضارعة فإنهما من حروف «أنيت» التي تلزم أول المضارع. فالهمزة تدل على المتكلم المفرد ، والياء تدل على الغائب المفرد.

(٣) الياء : مفعول به مقدم للفعل «احذف» منصوب بالفتحة. لا الواو : لا حرف عطف. الواو : معطوف على الياء منصوب مثله بالفتحة. احذف : فعل أمر مبني على السكون فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. إن : حرف شرط جازم يجزم فعلين. جمعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء في محل جزم

١١٠

إذا اشتمل الاسم على زيادتين ، وكان حذف إحداهما يتأتى معه صيغة الجمع ، وحذف الأخرى لا يتأتّى معه ذلك ـ حذف ما يتأتى معه صيغة الجمع ، وأبقي الآخر ، فتقول في «حيزبون» : «حزابين» فتحذف الياء ، وتبقي الواو فتقلب ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ، وأوثرت الواو بالبقاء لأنها لو حذفت لم يغن حذفها عن حذف الياء ؛ لأن بقاء الياء مفوّت لصيغة منتهى الجموع (١). والحيزبون : العجوز.

وخيّروا في زائدي سرندى

وكلّ ما ضاهاه ك «العلندى» (٢)

يعني أنه إذا لم يكن لأحد الزائدين مزيّة على الآخر. كنت بالخيار :

__________________

فعل الشرط والتاء فاعل. ما : اسم موصول في محل نصب مفعول به لجمعت. كحيزبون : جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول «ما» تقديرها «استقر» فهو : الفاء تعليلية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. حكم : خبر الضمير مرفوع. حتما. فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والألف للإطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره «هو» وجملة «حتم» في محل رفع صفة ل «حكم». وجواب إن محذوف دل عليه الكلام السابق تقديره «إن جمعت ... فاحذف».

(١) لأنه لا يقع بعد ألف التكسير ثلاثة أحرف إلا وأوسطها ساكن معتل كمصابيح ، فلو بقيت الياء وحذفت الواو لبقي بعد ألف الجمع ثلاثة أحرف صحيحة هي الزاي والباء والنون : أي «حياز بن» وهذا غير موجود في صيغة منتهى الجموع.

(٢) خيروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو فاعل. في زائدي : في حرف جر. زائدي مجرور بفي بالياء لأنه مثنى وحذفت نونه للإضافة. سرندى : مضاف إليه مجرور. وكل : معطوف بالواو على سرندى ومجرور مثله بالكسرة ما : اسم موصول في محل جر بالإضافة ضاهاه : ضاهى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف. وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو. والهاء : مفعول به. وجملة «ضاهاه» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

١١١

فتقول في «سرندى» : «سراند» بحذف الألف ، وإبقاء النون ، و «سراد» بحذف النون وإبقاء الألف ، وكذلك «علندى» فتقول : «علاند» «علاد» ومثلها «حبنطى» ؛ فتقول «حبانط» و «حباط» لأنها زيادتان ، زيدتا معا للإلحاق بسفرجل ، ولا مزية لإحداهما على الأخرى ، وهذا شأن كل زيادتين زيدتا للإلحاق.

والسّرندى : الشديد ، والأنثى : سرنداة ، والعلندى ـ بالفتح ـ الغليظ في كل شيء ، وربما قيل : جمل علندى ـ بالضم ـ والحبنطى القصير البطين ، يقال : رجل حبنطى ـ بالتنوين ـ وامرأة حبنطاة.

١١٢

أسئلة ومناقشات

١ ـ مثّل للجموع التي على وزن : ـ

(أفعل ـ فعول ـ فعلان).

بأمثلة مختلفة ... وبين مفرداتها ... وضع الجموع في تراكيب مفيدة.

٢ ـ هات مفردات تجمع على :

(فعلان ـ فعلاء) ثم اجمع تلك المفردات وضع الجمع في جملة تامة

٣ ـ هات جموعا على وزن (أفعلاء) وضعها في جمل تامة.

٤ ـ يطرد الجمع الذي على وزن (فواعل) في مفردات عدة.

(أ) اذكر أربعة مختلفة ... واجمعها وضع الجموع في جمل تامة.

(ب) لماذا كان جمع «فارس» على «فوارس» شاذا؟

٥ ـ فيم يطرد جمع «فعائل» اذكر قاعدته ومفرداته تفصيلا ـ ثم اجمعها وضع الجموع في جمل تامة.

٦ ـ هات لكلّ وزن من أوزان الجموع الآتية مفردات ثم اجمعها وضع الجموع في جمل تامة وهي : ـ

(أ) (فعالى ـ فعالى ـ فعالىّ).

(ب) وضح فيم يطرد بالتفصيل جمع (فعالىّ) المشدد الياء مع التمثيل.

١١٣

٧ ـ ما ضابط «فعالل وشبهه»؟ وبم تسمّى هذه الصيغة؟ ولم تمنع من الصرف؟ وفيم تطرد؟.

٨ ـ بين متى يجب حذف خامس المفرد للتوصل إلى صيغة (فعالل)؟

ومتى يجوز؟ وما حكم زائدي الرباعي والخماسيّ؟ وضح ذلك مع التمثيل.

١١٤

تمرينات

١ ـ هات جموعا على الأوزان الآتية وضعها في جمل من عندك : ـ (فعل ـ فعالى ـ فعلة ـ فعلاء ـ أفعلاء ـ مفاعيل ـ فعالىّ ـ فعلان ـ فعول ـ فعلان).

٢ ـ اذكر وزن الجموع الآتية ... ومفرداتها : ـ «عصاة ـ ركّع ـ بيض ـ شمائل ـ عمائم ـ أمعاء ـ ظماء ـ شهداء ـ شهود ـ قيعان ـ سجود ـ قادة ـ أمراء».

٣ ـ اجمع المفردات الآتية جموع تكسير وضعها في جمل من عندك : ـ «سحابة ـ زرقاء ـ فضيلة ـ راع ـ دعجاء ـ غراب ـ ملساء ـ مستخرج ـ مرتقى ـ سرندى ـ بخيل ـ أمّة ـ أمة ـ سفرجل ـ حلوبة ـ ظهر ـ عذراء ـ هيفاء ـ أعزل».

٤ ـ كيف تجمع «ألندد ـ حيزبون ـ فرزدق ـ حبنطى ـ علندى» على (فعالل) وشبهها؟. اكتب الجموع وبيّن ما حذف من المفردات ولماذا؟.

٥ ـ بيّن أوزان الجموع في البيت الآتي وهات مفرداتها :

وأبقى رجالا سادة غير عزّل

مصاليت أمثال الأسود الضّراغم

٦ ـ (أ) بيّن الجموع في البيت الآتي ومفرداتها واذكر لماذا خطّؤوا الشاعر في قوله (نواكس)؟ : ـ

١١٥

قال الفرزدق :

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم

خضع الرّقاب نواكس الأبصار

(ب) ما وزن كل جمع من هذه الجموع؟ وهل هو قياسي؟ وما القلة والكثرة من هذه الجموع؟

(ج) اذكر مفرد كل جمع من هذه الجموع.

(د) أعرب ما تحته خط من البيت.

٧ ـ اجمع كلمتي (ظبي ـ ودلو) على (أفعال ـ فعال ـ أفعل) ثم ضع الجموع في جمل تامّة مضبوطة بالشكل.

١١٦

التصغير (١)

كيفية تصغير الاسم ـ أوزان التصغير

«فعيلا» اجعل الثلاثيّ إذا

صغّرته ، نحو «قذيّ» في «قذى» (٢)

«فعيعل» مع «فعيعيل» لما

فاق كجعل درهم دريهما (٣)

إذا صغّر الاسم المتمكن (٤) ضمّ أوله ، وفتح ثانية ، وزيد بعد ثانية

__________________

(١) فوائد التصغير أربع : ١ ـ تصغير ما يتوهم كبره نحو «جبيل». ٢ ـ تحقير ما يتوهم عظمه نحو «سبيع». ٣ ـ تقليل ما يتوهم كثرته نحو «دريهمات». ٤ ـ تقريب ما يتوهم بعد زمنه نحو «قبيل العصر» ، أو بعد محله نحو «فويق هذا» أو بعد رتبته نحو «أصيغر منك». وزاد الكوفيون فائدة خامسة وهي التعظيم كقول لبيد :

وكل أناس سوف تدخل بينهم

دويهيّة تصفرّ منهما الأنامل

(٢) فعيلا : مفعول ثان لاجعل مقدم منصوب اجعل : فعل أمر مبني على السكون فاعله ضمير المخاطب. الثلاثي : مفعول أول لاجعل منصوب.

(٣) فعيعل : مبتدأ مرفوع. مع : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف حال من فعيعل وهو مضاف. فعيعيل : مضاف إليه مجرور. لما : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. فاق : فعل ماض مبني على الفتح ، فاعله ضمير الغائب مستتر يعود إلى الموصول تقديره هو. وجملة فاق صلة الموصول لا محل لها.

(٤) لا يصغر غير الاسم. وشذ تصغير فعل التعجب ، ولا يصغر غير المتمكن ـ أي المعرب ـ وشذ تصغير بعض أسماء الإشارة والموصولات. ويشترط أيضا قبول الاسم للتصغير ، وخلوه من صيغته ، فالأسماء المعظمة شرعا مرادا بها مسمياتها الأصلية لا تصغر. ولا يصغر نحو كميت ومبيطر.

١١٧

ياء ساكنة ، ويقتصر على ذلك إن كان الاسم ثلاثيا ؛ فتقول في «فلس» : «فليس» وفي «قذى» : «قذيّ» (١).

وإن كان رباعيا فأكثر فعل به ذلك ، وكسر ما بعد الياء ؛ فتقول في «درهم» «دريهم» وفي «عصفور» «عصيفير» فأمثلة التصغير (٢) ثلاثة : (أ) «فعيل» (ب) و «فعيعل» (ج) و «فعيعيل».

وما به لمنتهى الجمع وصل

به إلى أمثلة التصغير صل

أي إذا كان الاسم مما يصغّر على «فعيعل» أو على «فعيعيل» توصّل إلى تصغيره بما سبق أنه يتوصل به إلى تكسيره على «فعالل أو فعاليل» : من حذف حرف أصلي أو زائد ؛ فتقول في «سفرجل» : ـ «سفيرج» ، كما تقول : «سفارج» وفي «مستدع» : «مديع» ، كما تقول : «مداع» فتحذف في التصغير ما حذفت في الجمع. وتقول في «علندى» : «عليند» وإن شئت قلت : «عليد» كما تقول في الجمع «علاند» و «علاد».

جواز تعويض ياء قبل الآخر عن الحرف المحذوف :

وجائز تعويض يا قبل الطّرف

إن كان بعض الاسم فيهما انحذف (٣)

__________________

(١) قلبت ألفه ياء وأدغمت ياء التصغير فيها لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها

(٢) أي أوزان التصغير ، وتخصيصه بها اصطلاح خاص بهذا الباب اعتبر فيه مجرد اللفظ وليس جاريا على مصطلح الصرفيين لأن وزن «أحيمر ، ومكيرم ، وسفيرج» في التصغير «فعيعل» ووزنها في التصريف «أفيعل ، ومفيعل ، وفعيلل».

(٣) جائز : خبر مقدم لتعويض مرفوع بالضمة. تعويض : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف. يا : مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله. قبل : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بتعويض وهو مضاف. الطرف : مضاف إليه مجرور وسكن للروي. والضمير المجرور في «فيهما» يعود إلى منتهى الجمع والتصغير في البيت السابق.

١١٨

أي : يجوز أن يعوّض مما حذف في التصغير أو التكسير ياء قبل الآخر ، فنقول في «سفرجل» : «سفيريج» و «سفاريج» وفي «حبنطى» :

«حبينيط» و «حبانيط».

وحائد عن القياس كلّ ما

خالف في البابين حكما رسما (١)

أي : قد يجيء كل من التصغير والتكسير على غير لفظ واحده ، فيحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم في تصغير مغرب «مغيربان» وفي عشيّة «عشيشية» (٢) ، وقولهم في جمع رهط «أراهط» وفي باطل «أباطيل» (٣).

المواضع التى يجب فيها فتح ما بعد ياء التصغير :

لتلويا التصغير من قبل علم

تأنيث ، أو مدّته ـ الفتح انحتم (٤)

__________________

(١) حائد خبر مقدم لكلّ مرفوع. ما : اسم موصول مضاف إليه في محل جر. خالف فعل ماض مبني على الفتح فاعله ضمير الغائب مستتر تقديره هو وهو عائد الموصول في البابين جار ومجرور متعلق بخالف ـ البابين مثنى مجرور بالياء ـ وهما باب الجمع وباب التصغير ـ حكما : مفعول به لخالف منصوب. رسما : فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير الغائب مستتر جوازا تقديره هو. وجملة «خالف حكما» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة «رسما» في محل نصب صفة حكما.

(٢) القياس : مغيرب ، وعشيّة ـ بحذف إحدى الياءين اللتين في المكبر لتوالي الأمثال وإدغام ياء التصغير في الأخرى.

(٣) القياس في جمع رهط : رهوط وزن «فعول» أو أرهط ـ وزن «أفعل» أو رهاط وزن «فعال» أو رهطان ـ وزن «فعلان» كما علم مما مرّ في التكسير ، وقياس باطل بواطل وزن «فواعل» مثل كاهل وكواهل.

(٤) المراد ب «علم تأنيث» تاء التأنيث ، والألف المقصورة ، وب «مدته» الألف التي قبل همزة التأنيث في الألف الممدودة. لتلو : جار ومجرور متعلق بقوله «انحتم» تقدير البيت : الفتح انحتم لتلو ياء التصغير من قبل علامة التأنيث.

١١٩

كذاك ما مدّة أفعال سبق

أو مدّ سكران وما به التحق (١)

أي يجب فتح ما ولي ياء التصغير ، إن وليته تاء التأنيث (٢) ، أو ألفه المقصورة ، أو الممدودة ، أو ألف أفعال جمعا ، أو ألف فعلان الذي مؤنّثه فعلى ؛ فتقول في «تمرة» : «تميرة» وفي «حبلى» : «حبيلى» وفي «حمراء» : «حميراء» وفي «أجمال» : «أجيمال» وفي «سكران» «سكيران».

فإن كان فعلان من غير باب سكران ، لم يفتح ما قبل ألفه ، بل يكسر فتقلب الألف ياء ، فتقول في «سرحان» : «سريحين» كما تقول في الجمع : «سراحين». ويكسر ما بعد ياء التصغير في غير ما ذكر ، إن لم يكن حرف إعراب ، فتقول في «درهم» «دريهم» وفي «عصفور».

«عصيفير» فإن كان حرف إعراب حرك بحركة الإعراب ، نحو «هذا فليس ، ورأيت فليسا ، ومررت بفليس».

__________________

(١) كذاك : كذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. والكاف حرف خطاب ما : اسم موصول في محل رفع مبتدأ. مدة : مفعول به مقدم لسبق ، وهو مضاف أفعال : مضاف إليه مجرور. سبق : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر جوازا هو عائد الموصول ، وجملة «سبق» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أو مد : أو عاطفة. مد : معطوف على مدة ومنصوب مثله.

(٢) أي مع اتصال تاء التأنيث به ؛ ومثلها الألف الممدودة والألف والنون كالأمثلة : تمرة ، حمراء ، سكران. فإن فصل ما بعد ياء التصغير من تاء التأنيث أو ألفه أو الألف والنون وجب كسره على الأصل كما سيأتي في : حنظلة وجخد باء ، وزعفران. وعجز المركب بمنزلة التاء فيفتح ما قبله في «بعيلبكّ» لعدم فصله.

١٢٠