إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٣

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

__________________

أمانا لأهل الأرض ، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض (أخرج الحديث أحمد في مسنده والطبراني في معجمه الكبير عن زيد بن ثابت) قال الهيثمي. رجاله موثقون. ورواه أيضا أبو يعلي بسند لا بأس به ، والحافظ. عبد العزيز بن الأخضر ، وزاد أنه قاله في حجة الوداع ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي. قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة.

ثانيا : من أخرج الحديث أيضا أو نقله :

وأخرج الحديث (غير من ذكرنا) كثير من أئمة الحديث وحفاظه كالحاكم في (المستدرك) والخطيب في (تاريخ بغداد) والمتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) هامش مسند أحمد والترمذي في (صحيحه) و (شرح الشفا) لعلي القاري.

وأخرجه محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري في (ذخائر العقبى).

وأخرجه في (اسد الغابة) لابن الجزري (وتذكرة الخواص) لابن الجوزي و (إنسان العيون) لنور الدين الحلبي الشافعي و (السراج المنير) للعزيزي الشافعي في شرح الجامع الصغير للسيوطي ، وأخرجه فخر الدين الرازي في تفسير آية «الاعتصام» والنظام النيشابوري في تفسير آية «الاعتصام» والخازن في تفسير آية «الاعتصام» وتفسير «آية المودة» وابن كثير الدمشقي في تفسير «آية المودة» وفي تفسير «آية التطهير» كما أخرجه في مصابيح السنة للإمام البغوي الشافعي ، والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي وفي هذا كفاية لمن اهتدى.

ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليه‌السلام» (ص ٢٥٠٠ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة) قال :

يقول عليه الصلاة والسلام (يا أيها الناس. إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا. كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي) ويقول (إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء وعترتي أهل بيتي. ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. فانظروا كيف تخلفوني فيهما) ويقول (إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله .. وعترتي أهل بيتي) ويقول (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتي .. فانظروا كيف تخلفوني فيهما) أو (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وإنهما لن يفترقا ..) ـ ذلك أنه لما رجع عليه الصلاة والسلام من حجة الوداع نزل بغدير خم يوم ١٨ ذي الحجة في السنة العاشرة ـ والشيعة تعتبره عيدا يسمى عيد الغدير ـ وكان قد نزل عليه الوحي (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ، فأمر بدوحات فقممن فقال (كأني دعيت فأجبت. إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى وعترتي. فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ... ثم قال : إن الله عزوجل مولاي. وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد

٤١

فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه‍ في «المؤتلف والمختلف» (ج ٤ ص ٢٠٦١ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٦ م) قال :

حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا ، حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم ، عن عمرو أبي محرز ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر العماد مصطفى طلاس في «المصطفى من أحاديث المصطفى» (ص ٩١ ط دار طلاس دمشق) قال :

عن يزيد بن حيّان أن زيد بن أرقم حدّثه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضلّ ، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، قالها ثلاثا (١). أخرجه الامام أحمد ومسلم وعبد بن حميد.

__________________

علي وقال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).

وابن حجر في صواعقه يقرر أن لهذا الحديث طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيا مع اختلاف في المكان أهو غدير خم أم الطائف أم المدينة. أما طرقه عن أهل البيت فنحو ثمانين طريقا.

وفي علي قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (من أحب أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليوال عليا وذريته من بعده. فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة).

(١) «ثقلين» وفي رواية «خليفتين» سماهما به لعظم شأنهما. دل الحديث على وجوب الاعتصام بالقرآن والسنة ، فمن ائتمر بأوامر القرآن ، وانتهى بنواهيه ، واهتدى يهدي أهل بيت النبوة واقتدى بسيرتهم ، فلن يضل أبدا. ودل الحديث أيضا على وجوب احترام أهل البيت النبوي (وهم علي وفاطمة وابناها الحسن والحسين ومن تناسل منهما) وإبرارهم وتوقيرهم ومحبتهم.

٤٢

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» (ج ٣ ص ٤١٠ ط دار الفكر بيروت) قال :

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث رواه الترمذي عن زيد بن أرقم وجابر وحسنه (إني تارك فيكم) إشارة إلى قرب أجله صلّى الله تعالى عليه وسلم وانه وصية لامته (ما إن أخذتم به) أي تمسكتم وعملتم به واتبعتموه وما موصوفة وان شرطية والجملة صفة أو موصولة وصلته (لن تضلوا) بمخالفة الشريعة والطريق المستقيم (كتاب الله) بدل مفسر له (وعترتي) بمثناة فوقية ومعناه (أهل بيتي) السابق بيانهم ووجه تخصيصهم هنا وروي لم تضلوا.

وقال أيضا في ج ٤ ص ٣٢٥ : (وأوصى) صلى الله تعالى عليه وسلم في مرض موته (بالثقلين بعده) وقوله (كتاب الله وعترته).

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٦٢ ط دار طلاس دمشق) قال :

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهاني ـ بها ـ أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، نا الحسن بن مسلم بن الطبيب الصنعاني ، حدثنا عبد الحميد بن صبيح ، نا يونس بن أرقم ، عن هارون بن سعد ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده : كتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». قال سليمان : لم يروه عن هارون إلّا يونس.

وقال أيضا في ج ٢ ص ٦٩٠ : أخبرنا علي بن المحسن القاضي ، نا محمد بن عبد الله بن الحسين القطيعي ، نا محمد بن القاسم الأنباري ، حدثني عم أبي أحمد بن بشار بن الحسن ، أنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، نا يحيى بن حمّاد ، نا أبو عوانة ، عن سليمان بن مهران الكاهلي ـ وهو الأعمش ـ عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم

٤٣

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، أهل بيتي ، فانظروا كيف تحفظوني فيهما». قلنا : يا رسول الله ، ومن أهل بيتك؟ قال : «آل علي ، وآل جعفر ، وآل العباس ، وآل عقيل».

وأما أحمد بن سيار ـ بالسين المهملة ، والياء المعجمة باثنتين من تحتها ـ فقد ذكرناه مع نظيره : «أحمد بن سنان» في الفصل الثاني من هذا الكتاب.

ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في «شرح الشفاء للقاضي عياض» (ج ٣ ص ٤١٠ المطبوع بهامش «نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض» ط دار الفكر بيروت) قال :

(وقال عليه الصلاة والسلام) أي فيما رواه الترمذي عن زيد بن أرقم وجابر وحسنه (إني تارك فيكم ما) أي شيئا عظيما فما موصوفة صفتها (إن أخذتم به) أو موصولة والشرطية صفتها أي إن تمسكتم به وعملتم به ويروى ما ان تمسكتم به (لن تضلوا) أي عن الحق بعده أبدا (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) تفصيل بعد الإجمال وقع بدلا أو بيانا (فانظروا) أي فتأملوا وتفكروا (كيف تخلفوني) بتخفيف النون وتشدد أي كيف تعقبونني (فيهما) أي في حقهما ووقع في أصل الدلجي كتاب الله وعترتي بين الشرط والجزاء وهو مخالف للأصول المعتمدة ثم المراد بعترته أخص قرابته وقيل المراد علماء أمته فالتمسك بالقرآن التعلق بأمره ونهيه واعتقاد جميع ما فيه وحقيقته والتمسك بعترته محبتهم ومتابعة سيرتهم.

وقال أيضا في ج ٤ ص ٤٢٤ : (وأوصى بالثقلين بعده كتاب الله تعالى) بالجر بدل مما قبله ويجوز رفعه ونصبه (وعترته) بكسر أوله أي أقاربه وأهل بيته وسميا بالثقلين اما لثقلهما على نفوس كارهيهما أو لكثرة حقوقهما فهما شاقان أو لعظم قدرهما أو لشدة الأخذ بهما أو لثقلهما في الميزان من قبل ما أمر به فيهما أو لأن عمارة الدين بهما كما عمرت الدنيا بالانس والجن المسميين بالثقلين في قوله تعالى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ

٤٤

أَيُّهَ الثَّقَلانِ).

ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة ام المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام» (ص ٤٨٤ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :

وقد حرص النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، على أن يبين لصحابته ولمن يتبعهم إلى يوم الدين ، فضل أهل البيت ، فقد قال : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

ومنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه‍ في «المؤتلف والمختلف» (ج ٢ ص ١٠٤٦ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٦ م) قال :

حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين ، حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، حدثنا علي بن الحسن العبدي ، عن محمد بن رستم [أبو] الصامت الضبي ، عن زاذان أبي عمر ، عن أبي ذر : أنه تعلّق بأستار الكعبة وقال : يا أيها الناس من عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني ، فأنا أبو ذر ، أقسمت عليكم بحق الله وبحق رسوله هل فيكم أحد سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أقلّت الغبراء ، وما أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر» ، فقام طوائف من الناس فقالوا : اللهم إنا قد سمعناه ، وهو يذكر ذلك ، فقال : والله ما كذبت منذ عرفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أكذب أبدا ، حتى ألقى الله تعالى ، وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، سبب بيد الله تعالى ، وسبب بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإن إلهي عزوجل

٤٥

قد وعدني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

وسمعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك».

ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٨٨ ط ١ دار الحكمة اليمانية) قال :

وعنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم): «إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي أن اللطيف الخبير نبأني أنهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم‌السلام لأحمد بن حنبل» (ص ٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :

أخرج «مسلم» و «أحمد» عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما : كتاب الله عزوجل ، وهو حبل الله الذي من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة وعترتي أهل بيتي».

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي قال أنا محمد بن المظفر قال نا أحمد بن محمد العتيقي قال حدثنا يوسف بن الدخيل قال حدثنا أبو جعفر العقيلي قال نا أحمد بن يحيى الحلواني قال نا عبد الله بن داهر قال نا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، وأنهما لن يزالا جمعا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

٤٦

ومنهم العلامة محمد بن يوسف بن عيسى بن اطيفش الأباضي الحفصي العدوي القرشي الجزائري المولود ١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ ه‍ في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ١٤٢ ط دار الكتب العلمية) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض». رواه أحمد ، والطبراني في الكبير ، عن زيد بن ثابت.

ومنهم العلامة عز الدين أبي محمد عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي المولود سنة ٥٧٨ والمتوفى سنة ٦٦٠ ه‍ في كتابه «الاشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز» (ص ٦٦ ط دار المعرفة بيروت) قال :

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : (خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي).

ومنهم الشيخ محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي واتباع السنة» (ص ١٩) قال :

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض فانتظروا كيف تخلفوني فيهما». رواه الترمذي.

ومنهم المحقق الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني» (ج ١ ص ٢٣٢ ط ١ دار عمار عمان والمكتب الإسلامي بيروت) قال : حدثنا الحسن بن مسلم بن الطيب الصنعاني. حدثنا عبد الحميد بن صبيح. حدثنا يونس بن أرقم ، عن هارون بن سعد ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم به لن تضلوا :

٤٧

كتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

لم يروه عن هارون بن سعد إلّا يونس.

مستدرك

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خلفت فيكم الثقلين كتاب الله حبل

ممدود وطرفه بيد الله وطرفه بأيديكم وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا

حتى يردا عليّ الحوض فاحفظوني فيهما»

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في مواضع من الكتاب منها ج ٩ ص ٣٦٤ ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى ـ رواه جماعة :

فمنهم المحدث الخبير نبيط بن شريط الأشجعي في «الأحاديث الموضوعة» ص ٢٩ ط دار الصحابة للتراث ـ في طنطا ـ قال :

وبه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود وطرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، وعترتي ، أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، فاحفظوني فيهما».

وقال محقق الكتاب : سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما يثقل على النفس.

صحيح. وإسناده موضوع. له شواهد عديدة :

له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري ، أخرجه أحمد (٣ / ١٤ ، ١٧ ، ٢٦ ، ٥٩) ، وابن أبي عاصم في السنة (١٥٥٣) ، (١٥٥٥) ، والطبراني في الكبير (٢٦٧٨) ، (٢٦٧٩) ، وفيه عطية العوفي ، من الضعفاء.

له شاهد من حديث زيد بن أرقم ، أخرجه أحمد (٤ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧) ، ومسلم (٢٤٠٨) ، وابن أبي عاصم في السنة (١١٥٠) ، (١١٥١) ، (١١٥٢).

٤٨

له شاهد من حديث جابر بن عبد الله ، أخرجه الترمذي (٣٨٧٦) ، وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه ، قلت : سنده ضعيف.

له شاهد من حديث عمرو بن عوف ، أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٢ / ٢٤) وسنده ضعيف.

له شاهد من حديث علي ، أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٥٥٨) ورجاله ثقات. وله شاهد من حديث زيد بن ثابت ، أخرجه البخاري (٥ / ١٨١ ـ ١٨٩) ، وابن أبي عاصم (١٥٤٨) ، (١٥٤٩) ، والطبراني في الكبير (٤٩٢١) ، (٤٩٢٣) وسنده حسن في الشواهد.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ٦٥٧ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

عترتي أهل بيتي أبو سعيد الخدري ٣ / ٢٦ و ٥٩.

عترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا ٥ / ١٨٢.

مستدرك

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إني تارك فيكم خليفتين أحدهما أكبر من الآخر»

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٩ ص ٣٧٥ ومواضع أخرى من الكتاب. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :

فمنهم العلامة محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الايار المولود ٥٩٥ والمتوفى ٦٥٨ ه‍ في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصوفي» (ص ٨٧ ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر القاهرة) قال :

حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحاكم ويعرف بابن اليتيم في آخريين عن أبي

٤٩

بكر بن خير. أنا أبو عمرو الخضر بن عبد الرحمن. أنا أبو علي الصدفي قراءة عليه وأنا أسمع في المسجد الجامع عمّره الله بحضرة المرية في ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة. أنا أبو الوليد الباجي ، وأبو العباس العذري وأنبأني ابن أبي حمزة عن أبيه عنهما قالا : أنا أبو ذر أنا الدار قطني نا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين يعني وثلاثمائة. نا الحسين بن الخبري. نا الحسن بن الحسين العربي. نا علي بن الحسن العبدري عن محمد بن رستم أبي الصامت الضبي عن زاذان أبي عمر عن أبي ذر ، أنه تعلّق بأستار الكعبة وقال : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر. أقسمت عليكم بحق الله وبحق رسوله هل فيكم أحد سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أقلّت الغبراء ولا أظلت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر» ، فقامت طوائف من الناس ، فقالوا : اللهم إنا قد سمعناه وهو يذكر ذلك فقال : والله ما كذبت مذ عرفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أكذب أبدا حتى ألقى الله تعالى ، وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إني تارك فيكم [خليفتين] أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض سبب بيد الله تعالى وسبب بأيديكم وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهم فإنّ إلهي عزوجل قد وعدني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.

وسمعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك».

ليس في هؤلاء الرواة من أول اسمه دال ولا ذال وعدة المذكورين في الحروف الثلاثة الجيم والحاء والخاء ثلاثة عشر منهم في التكملة تسعة رجال.

٥٠

مستدرك

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها

نجا ومن تخلّف عنها هلك»

قد مر ما يدل عليه عن العامة في ج ٥ ص ٤٩٥ وج ٩ ص ٢٨٨ وج ١٨ ص ٣١٦ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :

فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه‍ في «المؤتلف والمختلف» (ج ٢ ص ١٠٤٦ ط ١ دار الغرب الإسلامي بيروت ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٦ م) قال :

حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين ، حدّثنا الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا الحسن بن الحسين العرني ، حدثنا علي بن الحسن العبدي ، عن محمد بن رستم [أبو] الصامت الضبي ، عن زاذان أبي عمر ، عن أبي ذر : أنه تعلّق بأستار الكعبة وقال : يا أيها الناس من عرفني ، فقد عرفني ، ومن لم يعرفني ، فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني ، فأنا أبو ذر ، أقسمت عليكم بحق الله وبحق رسوله هل فيكم أحد سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أقلّت الغبراء ، وما أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر» ، فقام طوائف من الناس فقالوا : اللهم إنا قد سمعناه ، وهو يذكر ذلك ، فقال : والله ما كذبت منذ عرفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا أكذب أبدا ، حتى ألقى الله تعالى ، وقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، سبب بيد الله تعالى ، وسبب بأيديكم ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإن إلهي عزوجل

٥١

قد وعدني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

وسمعته صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك».

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم‌السلام لأحمد بن حنبل» (ص ٧ ط مؤسسة الكتب الثقافية بيروت) قال :

وأخرج الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الاسناد عن أبي ذر أنه قال وهو آخذ بباب الكعبة : من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ألا إن [مثل] أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها (هلك)».

وأخرجه من حديثه (البزار) و (الطبراني) في معاجمه الثلاثة ، وفي إسناد البزار الحسن بن أبي جعفر الجفري ، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان وليسا في إسناد الحاكم. وأخرجه البزار والطبراني من حديث ابن عباس ، وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري المذكور.

ومنهم العلامة محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الايار المولود ٥٩٥ والمتوفى ٦٥٨ ه‍ في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصوفي» (ص ٨٧ ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر القاهرة) قال :

حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الحاكم ويعرف بابن اليتيم في آخريين عن أبي بكر بن خير. أنا أبو عمرو الخضر بن عبد الرحمن. أنا أبو علي الصوفي قراءة عليه وأنا أسمع في المسجد الجامع عمّره الله بحضرة المرية في ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة. أنا أبو الوليد الباجي ، وأبو العباس العذري وأنبأني ابن أبي حمزة عن أبيه عنهما قالا : أنا أبو ذر أنا الدار قطني نا أبو القاسم الحسن بن محمد بن بشر الكوفي الخزاز في سنة إحدى وعشرين يعني وثلاثمائة. نا الحسين بن الخبري. نا الحسن بن

٥٢

الحسين فذكر مثل ما تقدم عن «المؤتلف والمختلف» سندا ومتنا باختلاف يسير في بعض الألفاظ. وقال بعد تمام الحديث : ليس في هؤلاء الرواة من أول اسمه دال ولا ذال وعدة المذكورين في الحروف الثلاثة الجيم والحاء والخاء ثلاثة عشر منهم في التكملة تسعة رجال.

ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليه‌السلام» (ص ٢٥١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة) قال :

وفي أهل البيت قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح. من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي واتباع السنة» (ص ٢٠ ط) قال :

وأكد على بيان منزلة آل بيته قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك). رواه ابن جرير.

وقال أيضا : وفي رواية عن أبي ذر : (مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح فمن قوم نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ومثل باب حطة في بني إسرائيل). رواه الطبراني في الكبير.

ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المشتهر بابن نقطة المولود ٥٧٩ والمتوفى ٦٢٩ ه‍ في «تكملة الإكمال» (ج ٣ ص ١٤١ ط جامعة ام القرى ـ مكة المكرمة) قال :

وجهم بن السبّاق ، حدّث عن بشر عن الرشيد عن المهدي بحديث مرفوع «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ..» الحديث ، روى عنه محمد بن زكريا الغلابي.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في «فهرس الأحاديث والآثار» لكتاب

٥٣

الكنى والأسماء للدولابي (ص ٣٧ ط عالم الكتب في بيروت) قال :

أهل بيتي مثل سفينة نوح ـ عامر بن واثلة ، أبو الطفيل.

ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب «آل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مصر» (ص ٢٣٣ ط دار المعارف القاهرة) قال :

قاله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، «أهل بيتي كسفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها غرق».

ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء ـ للدولابي» (ج ٢ ص ٧٥٥ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني بيروت) قال :

حدثني روح بن الفرج قال : ثنا يحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي قال : ثنا عبد الكريم بن هلال الجعفي أنه سمع أسلم المكي قال : أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق».

ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة الصفوري» (ص ١٨٣ ط دار ابن كثير ـ دمشق وبيروت) قال:

وقال أبو ذر الغفاري رضي‌الله‌عنه : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أهل بيتي مثل سفينة نوح ـ عليه‌السلام ـ من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها زجّ في النار».

٥٤

مستدرك

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام :

«رحمة الله وبركاته عليكم انه حميد مجيد»

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٢٤ ص ٥٦٧ ـ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق ـ رواه جماعة :

منهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرءوف بن علي الشافعي المناوي القاهري في «اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل» (ص ٦٩ ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال :

عن زينب بنت ام سلمة أن المصطفى دخل عليه الحسن والحسين وفاطمة ، فجعل الحسن من شق والحسين من شق ، وجعل فاطمة في حجره ، وقال : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد. رواه الطبراني وغيره.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٥٧ ط مكتبة التراث الكلامي بالقاهرة) قال :

وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرعى أبناء الزهراء : فعن زينب بنت ام سلمة أن المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل عليه الحسن والحسين وفاطمة فجعل الحسن من شق والحسين من شق ـ فذكر مثل ما تقدم عن «الإتحاف».

٥٥

مستدرك

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين أعجبه قضاء علي عليه‌السلام : «الحمد لله

الذي جعل الحكمة في أهل البيت»

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٨ ص ٤٧ وج ٩ ص ٣٧٧ ومواضع أخرى من الكتاب ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٨ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن حميد بن عبد الله بن يزيد المدني قال ذكر عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قضاء قضى به علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه فأعجبه ثم قال : الحمد لله الذي جعل الحكمة في أهل البيت. خرجه الامام أحمد في المناقب.

مستدرك

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ادّبوا أولادكم ... على حبّ نبيكم

وحبّ أهل بيته»

قد مر ما يدل عليه عن العامة في ج ٩ ص ٤٤٥ وج ١٨ ص ٤٩٧ وج ٢٤ ص ٦١٦ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

منهم العلامة محمد يوسف بن عيسى بن اطيفش الاباضي الحفصي العدوي القرشي

٥٦

الجزائري المولود ١٢٣٦ والمتوفى ١٣٣٢ ه‍ في «جامع الشمل في حديث خاتم الرسل» (ج ١ ص ٤٤ ط دار الكتب العلمية) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته وقراءة القرآن ؛ فإن حملة القرآن في ظلّ الله تعالى يوم لا ظلّ إلّا ظلّه ، مع أنبيائه وأصفيائه». رواه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده ، والديلمي في مسند الفردوس ، عن علي.

مستدرك

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «السلام عليكم يا أهل البيت .. (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

الرِّجْسَ) ـ الآية ـ (الأحزاب : ٣٣)

قد تقدم ما يدل عيه من العامة في ج ١٨ ص ٣٦٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ٢ ص ٥٩٥ ط دار طلاس دمشق) قال:

أنا أبو الحسين محمد بن جعفر بن علي الآبنوسي ، نا أبو الحسن محمد بن جعفر بن هارون الكوفي ، نا إسحاق بن محمد بن مروان ، نا أبي ، نا عبد الله بن يسار بن مزاحم العطار ، ابن أخي نصر بن مزاحم ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن أبي داود ، عن أبي الحمراء ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجيء كل صلاة فيضع يده بجنبتي الباب قال : أما تسعة أشهر فقد حفظنا ، وأنا أشك في شهرين ـ فيقول : «السلام عليكم يا أهل البيت» مرارا (١). ثم يقول : «الصلاة يا أهل البيت ،(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ

__________________

(١) قال الفاضل المعاصر عبد اللطيف عاشور في تعليقه على كتاب «اتحاف السائل بما لفاطمة من

٥٧

__________________

المناقب والفضائل للمناوي» ص ٦٩ ط مكتبة القرآن بالقاهرة :

اختلف المفسرون. فيمن هم أهل البيت : فعن سعيد بن جبير عن ابن عباس : قيل نساؤه لأنهن في بيته ، وكذلك قال عكرمة وابن السائب ومقاتل. ويقول الزمخشري : إن نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أهل بيته ويرى آخرون : أن أهل البيت هم علي والسيدة فاطمة الزهراء والحسن والحسين رضي‌الله‌عنهم. وممن رأى هذا الرأي : الفخر الرازي والزمخشري والقرطبي والشوكاني والطبري والسيوطي في الدر المنثور وابن حجر العسقلاني والحاكم في المستدرك ، والذهبي في تلخيصه ، وأحمد بن حنبل.

وهناك فريق ثالث من المفسرين يرى أن الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). شاملة للزوجات ولعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي‌الله‌عنهم أجمعين. وهناك فريق رابع من المفسرين يقول : إنهم بنو هاشم رهط النبي : آل علي وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس.

وننهي جولتنا بوقفة مع ابن تيمية حيث يقول : إن المختص بأهل البيت هم الأربعة : علي وفاطمة والحسن والحسين.

وقال الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليه‌السلام» ص ٧١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة ـ قال :

(١) قال الشيعة : إن أهل البيت هم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين. يؤيدهم في ذلك حديث أم سلمة أم المؤمنين أن النبي أجلس الأربعة حوله على كساء له وضعه فوق رؤسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربه ثم قال : (اللهم هؤلاء أهل البيت ، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا).

وعن أم سلمة أن الآية نزلت والرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتها وإنها عندئذ كانت على باب البيت فقالت : أنا يا رسول الله من أهل البيت؟ وأنه قال (وإنك إلى خير وأنت من أزواج النبي) وعنها أنها قالت : يا رسول الله أدخلني معهم. وأنه قال (إنك من أهلي).

(٢) وقال البعض : بل عنى الله بذلك أزواج النبي. والحجة في ذلك توجيه الخطاب إليهن. ونقلوا ذلك عن ابن عبّاس تلميذ علي وشيعته وعامله ، وذهبوا إلى أن «البيت» أريد به مساكن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) وقال فريق : بل إن (أهل النبي) هم أهل بيته. ولو كان أهل البيت هم زوجاته فقط لكان النص (ليذهب عنكن الرجس) لا (عنكم) كما هو النص في الآية. فدخل في ذلك رجال. وأهل النبي ـ بدلالة السنن التي أشرنا إلى بعضها ـ هم فاطمة وعلي والحسن والحسين ويؤيد ذلك قول الآية

٥٨

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). قلت : يا أبا الحمراء ، من كان في البيت؟ قال : علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي‌الله‌عنهم.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٥ ص ٦٢ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :

رأيت رسول الله يأتي باب علي وفاطمة مجمع ٩ : ٦٨ و ١٢١.

مستدرك

سجد رسول الله خمس سجدات حين أتى جبرئيل وقال : «إن الله يحب

عليا وفاطمة والحسن والحسين ويحب من أحبّهم»

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٩ ص ٢٠٠ وج ١٨ ص ٣٩٥ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

منهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن

__________________

وَيُطَهِّرَكُمْ). وهذا يوافق الرأي الأول.

وظاهر أن كل هذه الأفراق على أن ذرية علي من فاطمة من أهل البيت ، وأن الخلاف فيما عدا ذلك ، فيرجح البعض أن القرآن والسنّة الشارحة يجعلان أهل البيت هم ذرية النبي من علي وفاطمة ، وهما ، ومعهما أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن.

لكن الشيعة يقولون قولا واحدا : إن الذرية وحدها وعليا وفاطمة هم أهل البيت ، بدلالات شتى من الحديث. ثابت منها أن النبي طفق ستة أشهر ـ بعد نزول آية التطهير ـ يمر وقت صلاة الفجر على بيت فاطمة فينادي (الصلاة يا أهل البيت. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). فهذا نص. وأنص منه حديث أم سلمة. إذ أفصح عنهم. واستبعد سواهم.

وفي بعض الروايات أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت الكساء ثم جعل يقول «اللهم إليك لا إلى النار وأنا وأهل بيتي. اللهم هؤلاء أهلي وخاصتي ـ وفي رواية وحامتي ـ اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا».

٥٩

الجوزي» (ص ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :

سجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خمس سجدات ... في فضل أهل البيت ومحبيهم ٢ / ٤.

مستدرك

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب

حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له»

قد تقدم ما يدل على ذلك من أعلام العامة في ج ٥ ص ٨٦ وج ٩ ص ٣٨٥ وج ١٨ ص ٣١٢ و ٣١٧ و ٣٢٢ و ٥١٤ ومواضع أخرى.

ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الامام جعفر الصادق عليه‌السلام» (ص ٢٥١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامي القاهرة) قال :

وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل. من دخله غفر له.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واتباع السنة» (ص ٢٠) قال :

وفي رواية عن أبي ذر : ومثل أهل بيتي باب حطة في بني إسرائيل ـ رواه الطبراني في الكبير.

٦٠