إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٣

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

الليل هول يرهب المهيبا

ويذهل المشجع اللبيبا

ولست فيه أرهب الترهيبا

لأنني أهول منه ذيبا

ولست أخشى الروع والخطوبا

ولا أبالي الهول والكروبا

إذا هززت الصارم القضيبا

أبصرت منه عجبا عجيبا

قال سلمة : وانتهى علي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وله زجل.

فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما ذا رأيت في طريقك يا علي؟ فأخبره بما رأى. فقال : إن الذي رأيت مثل ضربه الله لي ولمن حضر معي في وجهي هذا. قال علي : بأبي وأمي يا رسول الله فاشرحه لي.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما الرءوس التي رأيت والنيران ، والرءوس ملجلجة بألسنتها لها أصوات هائلة ، وضجة مفزعة : فذاك مثل أناس يشهدون معي ، ويرون إحساني ويسمعون عتاب ربي وحكمته ، ولا تؤمن قلوبهم. والهاتف الذي هتف بك فذاك قاتل الحق وهو سملقة بن عراني الذي قتل عدو الله مسعرا شيطان الأصنام الذي كان يكلّم قريشا منها ويسرع في هجائي لعنه الله.

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي في «هواتف الجنان» (ص ١٧١ ط مؤسسة الرسالة في بيروت) قال :

فذكر الحديث بعين ما تقدم عن يموت بن المزرع بن سيّار متنا وسندا.

ومنها

إرسال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا لدعوة الجن إلى الإسلام

رواه جماعة :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر يموت بن المزرّع بن يموت بن عيسى بن موسى بن سيّار المتوفى سنة ٣٠٤ في «الأمالي» المطبوع في «نوادر الرسائل» (ص ١٤٣ ط مؤسسة الرسالة

٢٤١

في بيروت سنة ١٤٠٧) قال :

حدثنا عبد الله بن محمد البلوي ، قال : ثنا عمارة بن زيد ، قال : حدثني أبو البختري وهب بن وهب ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه ، قال : حدثني سلمان الفارسي ، قال : كنّا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مسجده في يوم مطير ، ذي سحائب ورياح ، ونحن ملتفون حوله ، فسمعنا صوتا لا نرى شخصه ، وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله. فردّ عليه‌السلام ، وقال : ردّوا على أخيكم السلام قال : فرددنا عليه. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أنت؟ قال : أنا عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح ، أتيتك يا رسول الله مسلما.

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : مرحبا بك يا عرفطة ، أظهر لنا ـ رحمك الله ـ في صورتك. قال سلمان : فظهر لنا شيخ أزبّ أشعر ، قد لبس وجهه شعر غليظ متكائف قد واراه ، وإذا عيناه مشقوقتان طولا ، وله فم في صدره ، فيه أنياب بادية طوال ، وإذا له في موضع الأظفار من بين يديه مخالب كمخالب السباع ، فلما رأيناه اقشعرت جلودنا ، ودنونا من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فقال الشيخ : يا نبي الله. ابعث معي من يدعو جماعة قومي إلى الإسلام ، وأنا أردّه إليك سالما إن شاء الله.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصحابه : أيكم يقوم فيبلّغ الجن عني وله عليّ الجنّة. فما قام أحد. وقال الثانية والثالثة ، فما قام أحد.

فقال علي كرّم الله وجهه : أنا يا رسول الله. فالتفت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الشيخ ، فقال : وافني إلى الحرّة ، في هذه الليلة ، أبعث معك رجلا يفصل بحكمي ، وينطق بلساني ، ويبلّغ الجن عني. قال سلمان : فغاب الشيخ ، وأقمنا يومنا ، فلما صلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم العشاء الآخرة ، وانصرف الناس من المسجد ، قال : يا سلمان سر معي. فخرجت معه ، وعلي بين يديه ، حتى أتينا الحرة.

فإذا الشيخ على بعير كالشاة ، وإذا بعير آخر على ارتفاع الفرس ، فحمل عليه

٢٤٢

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا ، وحملني خلفه ، وشدّ وسطي إلى وسطه بعمامة ، وعصّب عيني ؛ وقال : يا سلمان لا تفتحن عينيك حتى تسمع عليا يؤذّن ، ولا يروعك ما تسمع ، فإنك آمن إن شاء الله. ثم أوصى عليّا بما أحبّ أن يوصيه ، ثم قال : سيروا ولا قوة إلّا بالله.

فثار البعير سائرا يدف كدفيف النعام ، وعلى يتلو القرآن ؛ فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذّن علي ، وأناخ البعير ، وقال : انزل يا سلمان. فحللت عيني ونزلت ، فإذا أرض قوراء ، لا ماء ولا شجر ، ولا عود ولا حجر ، فلما بان الفجر أقام علي الصلاة وتقدّم وصلى بنا أنا والشيخ. ولا أزال أسمع الحسن حتى إذا سلّم علي التفت ، فإذا خلق عظيم ، لا يسمعهم إلّا الخطيب الصيّت الجهير ، فأقام علي يسبح ربه ، حتى طلعت الشمس ، ثم قام فيهم خطيبا ، فخطبهم ، فاعترضه منهم مردة ، فأقبل علي عليهم ، فقال : أبالحق تكذّبون ، وعن القرآن تصدقون وبآيات الله تجحدون؟

ثم رفع طرفه إلى السماء فقال : بالكلمة العظمى ، والأسماء الحسنى ، والعزائم الكبرى ، والحي القيوم ، محيي الموتى ، وربّ الأرض والسماء ، يا حرسة الجن ، ورصدة الشياطين ، خدّام الله الشرهباليين ، ذوي الأرواح الطاهرة.

اهبطوا بالجمرة التي لا تطفأ ، والشهاب الثاقب ، والشواظ المحرق ، والنحاس القاتل ، بالمص ، والذاريات ، وكهيعص ، والطواسين ، ويس ، و (ن ، وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ وَالنَّجْمِ إِذا هَوى وَالطُّورِ ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) والأقسام والأحكام ، ومواقع النجوم ؛ لما أسرعتم الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين ، الجاحدين لآيات رب العالمين.

قال سلمان : فحسست الأرض من تحتي ترتعد ، وتعبث في الهواء هبوبا شديدا ، ثم نزلت نار من السماء صعق لها كل من رآها من الجن ، وخرّت على وجوهها مغشيّا عليها ، وخررت أنا على وجهي ، ثم أفقت فإذا دخان يفور من الأرض يحول بيني وبين النظر إلى عبثة المردة من الجن ، فأقام الدخان طويلا بالأرض.

٢٤٣

قال سلمان : فصاح بهم علي : ارفعوا رءوسكم : فقد أهلك الله الظالمين ، ثم عاد إلى خطبته ، فقال : يا معشر الجن والشياطين والغيلان ، وبني شمراخ وآل نجاح ، وسكان الآجام والرمال والأقفار ، وجميع شياطين البلدان :

اعلموا أن الأرض قد ملئت عدلا ، كما كانت مملوءة جورا. هذا هو الحق (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).

قال سلمان : فعجبت الجن لعلمه ، وانقادوا مذعنين له ، وقالوا : آمنّا بالله ، وبرسوله ، وبرسول رسوله ، لا نكذّب وأنت الصادق والمصدّق.

قال سلمان : فانصرفنا في الليل على البعير الذي كنّا عليه ، وشدّ علي وسطي إلى وسطه ، وقال : اعصب عينيك ، واذكر الله في نفسك.

وسرنا يدفّ بنا البعير دفيفا ، والشيخ الذي قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمامنا ، حتى قدمنا الحرّة ، وذلك قبل طلوع الفجر ، فنزل علي ونزلت ، وسرّح البعير فمضى ، ودخلنا المدينة فصلينا الغداة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما سلّم رآنا ، فقال لعلي : كيف رأيت القوم؟ قال : أجابوا وأذعنوا. وقص عليه خبرهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما انهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة.

ومنهم الشيخ أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي المتوفى سنة ٣٢٧ ه‍ في «هواتف الجنان» (ص ١٤٣ ط مؤسسة الرسالة سنة ١٤٠٧) قال :

فذكر الحديث مثل ما تقدم عن يموت بن المزرع بن سيار بعينه سندا ومتنا.

ومنهم العلامة حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي في «سر العالمين وكشف ما في الدارين» (ص ٩٢ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

وأما حديث جن العقبة فأعجب ، قال عبد الله بن مسعود : «مشيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام في ليلة مظلمة حتى وقف بنا على ثقب ، فظهر منه رجل فقال : انزل بنا يا رسول الله! فناولني فاضل ثيابه ، ثم أخذ

٢٤٤

بيد علي عليه‌السلام ونزلا في الثقب وأقعدني مكاني ، فلما برق بارق الصبح عادا ومعهما رجال يشبهون الزط ، فقال : هؤلاء إخوانك المؤمنون ، وكان معي ماء فيه منبوذ شيء من التمر ، فشرب منه ثم توضأ». صح ذلك من غير نزاع ، وقد أوله أرباب الهوى على اختيار ما يريدون ؛ فمن أراد أن يعلم حقيقة هذا وغيره فلينظرن في كتاب «مغايب المذاهب» وهو من جملة تصانيفنا.

ثم ذكر قصة زعيم بن بلعام العجيبة الذي وجد الخضر عليه‌السلام في طلب منبع النيل ـ إلى أن قال : وأعجب من هذا الحديث حديث بلوقيا وعفان وحديثهما طويل ، وإشارة منه كافية ، فقد بلغ من سفرهما حتى وصلا إلى المكان الذي فيه سليمان ، فتقدم بلوقيا ليأخذ الخاتم من إصبعه ، فنفخ فيه التنين الموكل معه ، فأحرقه فضربه عفان بقارورة فأحياه ، ثم مد يده ثانية وثالثة فأحياه بعد ثلاث ، فمد يده رابعة فاحترق وهلك فخرج عفان وهو يقول : أهلك الشيطان أهلك الشيطان ، فناداه التنين : ادن أنت وجرب ، فهذا الخاتم لا يقع في يد أحد إلّا في يد محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا بعث ، فقل له إن أهل الملأ الأعلى قد اختلفوا في فضلك وفضل الأنبياء قبلك ، فاختارك الله على الأنبياء ؛ ثم أمرني فنزعت خاتم سليمان فجئتك به ، فأخذه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعطاه عليّا فوضعه في إصبعه ، فحضر الطير والجان والناس يشاهدون ويشهدون ، ثم دخل الدمرياط الجني ، وحديثه طويل ، فلما كانوا في صلاة الظهر تصور جبرائيل عليه‌السلام بصورة سائل طائف بين الصفوف ، فبينا هم في الركوع إذ وقف السائل من وراء علي عليه‌السلام طالبا ، فأشار علي بيده فطار الخاتم إلى السائل ، فضجت الملائكة تعجبا ، فجاء جبرائيل مهنيا وهو يقول أنتم أهل بيت أنعم الله عليكم (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فأخبر النبي بذلك عليا فقال علي عليه‌السلام : ما نصنع بنعيم زائل ، وملك حائل ، ودنيا في حلالها حساب ، وفي حرامها عقاب؟ فإن اعترض المفتي وقال : كيف قاتل معاوية على الدنيا ؛ فالجواب أنه قاتل على حق هو له يصل به إلى حق.

٢٤٥

مستدرك

مناقب وفضائل سيدتنا ام الأئمة النجباء والدة السبطين الحسن والحسين

زوج أمير المؤمنين فاطمة الزهراء بنت سيد المرسلين صلوات الله عليهم

أجمعين

لله درّ العبدي حيث قال :

وزوج في السماء بأمر ربي

بفاطمة المهذبة الطهور

وصير مهرها خمسا بأرض

لما تحويه من كرم وحور

فذا خير الرجال وتلك خير

النساء ومهرها خير المهور

وله :

وزوجه بفاطم ذو المعالي

على الأرغام من أهل النفاق

وخمس الأرض كان لها صداقا

ألا لله ذلك من صداق

وله :

صديقة خلقت لصديق

شريف في المناسب

اختاره واختارها

طهرين من دنس المعايب

اسماهما قرنا على سطر

بظل العرش راتب

كان الإله وليها

وأمينه جبريل خاطب

والمهر خمس الأرض موه

بة تعالت في المواهب

٢٤٦

ونهابها من حمل طوبى

طيبت تلك المناهب

ابن حماد :

وقالت ام أيمن جئت يوما

إلى الزهراء في وقت الهجير

فلما أن دنوت سمعت صوتا

وطحنا في الرحاء له الهدير

فجئت الباب أقرعه مليا

فما من سامع أو من مجير

إذ الزهراء نائمة سكوت

وطحن للرحاء بلا مدير

فجئت المصطفى فقصصت شاني

وما عاينت من أمر ذعور

فقال المصطفى شكرا لربي

بإتمام الحباء لها جدير

رآها الله متعبة فألقى عليها النوم ذو المن الكبير

ووكل بالرحى ملكا مديرا

فعدت وقد ملئت من السرور

قال ابن الحجاج في رده على مروان بن أبي حفصة :

أكان قولك في الزهراء فاطمة

قول امرئ لهج بالنصب مفتون

عيرتها بالرحى والحب تطحنه

لا زال زادك حبا غير مطحون

وقلت ان رسول الله زوجها

مسكينة بنت مسكين لمسكين

ست النساء غدا في الحشر يخدمها

أهل الجنان بحور الحر والعين

وقال محمد بن منصور السرخسي :

وأراد رب العرش أن يلقى بها

شجر كريم العرق والأغصان

فقضى فزوجها عليا انه

كان الكفي لها بلا نقصان

وقضى الإله من أن تولد منهما

ولدان كالقمرين يلتقيان

سبطا محمد الرسول وفلذتا

كبد البتول كذاك يعتلقان

فبنى الامامة والخلافة والهدى

بعد الرسالة ذانك الولدان

وقال مهيار :

يا ابنة المختار من كل

الأذى روحي فداك

٢٤٧

يا ابنة المختار ان الله

بالفضل اجتباك

وارتضى بعلك للخل

ق جميعا وارتضاك

وعلى الامة جمعا

فضل الله أباك

وقال الزاهي :

وبمدح فاطمة البتول تنير لي

ظلم القيامة يوم ينفخ صورها

مستدرك

ذكر مناقب فاطمة الزهراء بنت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفضائلها

قد ذكرنا في المجلدات السابقة من هذه الموسوعة الشريفة ما تيسر لنا من فضائلها ومناقبها غير المتناهية.

ونستدرك هاهنا ـ وهو المجلد الثالث والثلاثون ـ من «تعليقات إحقاق الحق» عن كتب العامة التي لم نرو عنها فيما سبق ـ فنقول بعون الله تعالى وسبحانه :

الآيات التي تدل على فضائلها :

مستدرك

الآية الاولى ـ قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٩ ص ١٣٨ وج ١٤ ص ٥٣٠ ومواضع أخرى. نقلا عن العامة ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الله محمود شحاته في «أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم ـ جزء عم» (ص ٣١٢ ط الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة)

٢٤٨

قال :

في تفسير سورة الكوثر : القول الثاني : ان الكوثر أولاده من نسل فاطمة ـ أي ان الله يعطيه منها نسلا يبقون إلى آخر الزمان.

مستدرك

الآية الثانية ـ قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : ٣٣)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٢ ص ٥٠١ وج ٣ ص ٥١٣ وج ٩ ص ١ وج ١٤ ص ٤٠ وج ١٨ ص ٣٥٩ وج ٢٢ ص ٢ ومواضع أخرى.

ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم الفاضل المعاصر عبد الله الميثمي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم‌السلام لابن حنبل» (ص ٤ ط بيروت) قال :

وأخرج «الترمذي» من حديث أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين نزلت هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) يمر بباب فاطمة إذا خرج للصلاة قريبا من ستة أشهر فيقول : «الصلاة أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم عبد الله منها وسمير جابر في «أخبار النساء» (ص ١٨٣ ط دار الكتب العلمية ط بيروت) قال :

وجمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين ، فألقى عليهم كساءه وضمّهم إلى نفسه ؛ ثم تلا هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

٢٤٩

ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون في تاريخ الإسلام» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

وفي فاطمة وزوجها وبنيها نزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فجللهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكساء وقال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي».

ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة الصفوري» (ص ١٨٤ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :

قال أنس رضي‌الله‌عنه : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمرّ على باب فاطمة رضي‌الله‌عنها إذا خرج لصلاة الفجر ، ويقول : الصلاة يا أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣].

ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في «المجموعة الكاملة ـ العبقريات الإسلامية» (ج ٢ ص ٣١٦ ط دار الكتاب اللبناني بيروت) قال :

كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي فاطمة وعلي والحسن والحسين كل يوم عند صلاة الصبح حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في إشراق فجر الإسلام» (ص ٤٧٢ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :

روى أنس بن مالك : «أن رسول الله كان يمر ببيت فاطمة ، ستة أشهر ، إذا خرج لصلاة الفجر ، يقول : الصلاة يا أهل بيت «محمد» ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٦ ص ٣٦٠ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :

٢٥٠

كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى الصلاة ستة أشهر. وقال في «فهارس المستدرك للحاكم» ص ٧٠٨ مثل ما مر ـ وزاد : يوقظها لصلاة الفجر.

مستدرك

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم

الرجس وطهرهم تطهيرا

رواه جماعة :

منهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى ٧٣٢ ه‍ في «منح المدح ـ أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أورثاه» (ص ٣٥٦ ط دار الفكر دمشق) قال :

قرئ على الشيخ أبي بكر أحمد بن إسماعيل بن فارس بالقاهرة ، وأنا أسمع ، وقرأت على أبي الفتح يوسف بن يعقوب بن المجاور الشيباني بسفح قاسيون قالا : انا العلامة أبو اليمن الكندي سماعا عليه ، انا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، انا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح ، انا أبو الحسين بن شمعون ، ثنا : أبو بكر محمد بن جعفر الصيرفي ، ثنا أبو أسامة ، ثنا علي بن ثابت ، ثنا أسباط بن نصر عن السري عن بلال بن مرداس عن شهر بن حوشب عن ام سلمة رضي‌الله‌عنها قالت : جاءت فاطمة عليها‌السلام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحريرة فوضعتها بين يديه. فقال : «ادعي زوجك وابنيك» فدعتهم فطعموا ، وعليهم كساء خيبري فجمع الكساء عليهم ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا». قالت أم سلمة : ألست من أهل البيت؟ قال : «إنك على خير وإلى خير». وبه قال ابن شمعون : حدثنا محمد ، ثنا أبو أسامة ، ثنا علي بن ثابت عن أبي

٢٥١

إسرائيل عن زبيد عن شهربة بن حوشب عن ام سلمة مثل ذلك.

رواه الترمذي في المناقب عن محمود بن غيلان عن أبي أحمد الزبيري عن سفين عن زبيد عن شهربة. وقال صحيح.

مستدرك

الآية الثالثة ـ قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)

(الشورى : ٢٣)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٣ ص ٢ وص ٥٣١ وج ٩ ص ٩٢ وج ١٤ ص ١٠٦ وج ١٨ ص ٣٣٦ وص ٣٣٨ وج ٢٠ ص ٧٨ وج ٢٢ ص ٩٦.

ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة ١٢٧٨ في كتابه «الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة» (ص ١١ ط المطبعة الفاسية) قال :

وقال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً) روى الطبراني في «المعجم الكبير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن ابن عباس قال لما نزل قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) الآية ، قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله مودتهم قال : علي وفاطمة والحسن والحسين.

٢٥٢

مستدرك

الآية الرابعة ـ قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ

وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٣ ص ٧٥ وج ٩ ص ٧٠ وج ١٤ ص ١٣١ وج ١٨ ص ٣٨٩ وج ٢٠ ص ٨٤ وج ٢٢ ص ٣٣.

ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة.

فمنهم العلامة الشيخ أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الكاتب الدينوري المتوفى سنة ٢٧٦ في «الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة» (ص ٤٣ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) فدعا حسنا وحسينا (وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) فدعا فاطمة عليها‌السلام (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا عليا عليه‌السلام.

مستدرك

الآية الخامسة ـ قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ٣ ص ٥٤٩ وج ١٤ ص ٥٧٥ وج ١٩ ص ١١٩ وج ٢٥ ص ٥٣١ ومواضع أخرى. نقلا عن كتب العامة. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه‍ في «مسند أبي يعلى» (ج ٢ ص ٣٣٤ ط دار المأمون للتراث دمشق) قال :

٢٥٣

قرأت على الحسين بن يزيد الطحان هذا الحديث فقال : هو ما قرأت على سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية.

عن أبي سعيد قال : «لما نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) [الإسراء : ٢٦] دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وأعطاها فدك».

وقال أيضا في ص ٥٣٤ : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خثيم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ـ فذكر الحديث بعين ما تقدم.

ومنهم الشيخ سليمان البلخي القندوزي في «ينابيع المودة» (ص ١١٩ ط اسلامبول) قال :

وفي جمع الفوائد ، أبو سعيد قال : لما نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ـ فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى.

ومنهم العلامة الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في «الجرح والتعديل» (ج ١ ص ٢٥٧) قال :

سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سعيد بن خثيم عن فضيل بن مرزون عن عطية عن أبي سعيد قال. فذكر مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلي ـ إلّا أن فيه : فجعل لها فدك.

مستدرك

فاطمة حوراء آدمية

رواه جماعة :

فمنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه‍ في «معجم الشيوخ» (ص ٣٤٤ ط مؤسسة الرسالة بيروت ودار الايمان طرابلس) قال :

٢٥٤

حدثنا غانم بن حميد ، ببغداد ، حدّثنا أبو عمارة أحمد بن محمد ، حدّثنا الحسن بن عمرو بن سيف السدوسي ، حدثنا القاسم بن مطيّب ، حدّثنا منصور بن صدقة ، عن أبي معبد ، عن ابن عباس ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنما سمّاها فاطمة لأن الله عزوجل فطمها ومحبيها عن النار».

مستدرك

أسماء فاطمة سلام الله عليها

قد تقدم ذكر أسماء بضعة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في مواضع من هذا الكتاب الشريف نقلا عن أعلام العامة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم الشيخ الفاضل أبو الفوز محمد بن أمين البغدادي المشتهر بالسويدي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص ٣١٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

وكان لها أسماء تدعى بها. وهي البتول ، والزهراء ، وطاهرة ، ومطهرة ، وفاطمة ، وكان يحبها صلى‌الله‌عليه‌وسلم محبة عظيمة ، وكان يكثر تقبيلها ، وفضلها وأوصافها وزهدها وعبادتها لا يتسع هذا الكتاب لنقله ، وقد نقلنا بعضا مما ورد في فضلها «التوضيح والتبيين لمسائل العقد الثمين».

مستدرك

إنما سميت فاطمة فاطمة

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١٦ وج ١٩ ص ٧ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى. رواه جماعة :

٢٥٥

منهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة ـ للعلامة الصفوري» (ص ١٨٢ ط دار ابن كثير دمشق وبيروت) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله تعالى فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار».

وقال أيضا في ص ١٨٩ : قال أسماء رضي‌الله‌عنها : قبلت فاطمة رضي‌الله‌عنها بولدها الحسن ، فلم أر لها دما ، فقلت : يا نبي الله لم أر لفاطمة دما من حيض ونفاس ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة».

ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن الجوزي» (ص ٣٧ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :

إنما سميت فاطمة لأن الله تعالى فطم ... ذكر تزويج فاطمة بعلي ١ / ٤٢١.

ومنهم العلامة محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في «الخصائص النبوية ـ المسماة فتح الكريم القريب شرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب» (ص ٢٤٠ ط مكتبة جدّة) قال :

(وذكر صاحب الفتاوي الظهيرية من الحنفية أن من خصائصه أن ابنته فاطمة الزهراء لم تحض ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة حتى لا تفوتها صلاة قال ولذلك سميت الزهراء وقد ذكره من أصحابنا المحب الطبري في كتابه «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» (وأورد فيه حديثين أنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة لا تحيض ولا يرى لها دم في طمث ولا ولادة.

ومنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :

ولما سئل عليه‌السلام لم سمّيتها فاطمة كان يقول : إن الله عزوجل قد فطمها

٢٥٦

وذريتها من النار يوم القيامة.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٦ ص ٦٧٨ ط عالم التراث للطباعة والنشر بيروت) قال :

لم ير لفاطمة دم حيض ولا نفاس.

مستدرك

سميت فاطمة البتول

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٥ وج ١٩ ص ١١ وج ٢٥ ص ١٩ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم الفاضل المعاصر العلامة أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى ٥٥٦ ه‍ في «المعلم بفوائد مسلم» (ج ٢ ص ١٣٠ ط بيت الحكمة تونس والجزائر) قال :

وقال أحمد بن يحيى : سميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها وعن نساء الامة دينا وفضلا وحسبا رضي‌الله‌عنها.

ومنهم الفاضلان عبد مهنا وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٨٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

وجاء في شرح المصابيح : إن فاطمة سميت بتولا لانقطاعها عن نساء الامة فضلا ودينا وحسبا.

ومنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :

لقّبت رضي‌الله‌عنها بلقب السيدة مريم «البتول» لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا

٢٥٧

ودينا وحسبا. وسنرى فيما بعد حياتها رضي‌الله‌عنها مع الامام بعد الزواج .. وكيف ضربت لنساء المسلمين مثلا عظيما في الصبر والعفّة والمؤازرة .. في كل ما يريده الامام علي كرّم الله وجهه.

مستدرك

سميت فاطمة عليها‌السلام : الزهراء

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ١٠ ص ٢٤٤ وج ١٩ ص ١٠ ومواضع أخرى ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم الشيخ عبد المنعم الهاشمي في «اصهار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (ص ٤٢ ط دار الهجرة بيروت) قال :

لقبوها بالزهراء : لأنها كانت بيضاء اللون وكانت تلقب بالمحدّثة : لأنه قال الرواة إن الملائكة تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم ابنة عمران عليها‌السلام ويحدّثها روح القدس.

مستدرك

كانت فاطمة عليها‌السلام إذا دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قام إليها

وقبّلها

قد تقدم ما يدل عليه عن العامة في ج ١٠ ص ١٨٥ وج ١٩ ص ١٠١ وج ٢٥ ص ١٣٧ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

٢٥٨

فمنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني المولود ٤٧٠ والمتوفى ٥٦١ ه‍ في «الغنية لطالبي طريق الحق عزوجل» (ص ٩٧ ط بغداد) قال :

وقد روت عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دخل على فاطمة رضي الله تعالى عنها قامت إليه فأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها وإذا دخلت على النبي قام إليها وأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في موضعه.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس المستدرك ـ للحاكم» (ص ٧٠٨ ط بيروت) قال :

كانت فاطمة إذا دخلت على النبي قام إليها. ٣ / ١٦٠.

وقال في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» ج ٦ ص ١٦٠ ط بيروت : كان كثيرا ما يقبل غرف فاطمة. وقال : يقبل نحر فاطمة ..

ومنهم عبد منها وسمير جابر في «أخبار النساء في العقد الفريد» (ص ١٣٨ ط دار الكتب العلمية بيروت) قالا :

وكانت إذا دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخذ بيدها فقبّلها ورحب بها.

منهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليش سلالة سيد قريش المتوفى ١٢٩٩ ه‍ في «فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الامام مالك» (ج ١ ص ٤٧ ط دار المعرفة بيروت) قال :

وأما ما أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي واللفظ للأولين عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا من فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رضي‌الله‌عنها قالت وكانت إذا دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دخل عليها قامت

٢٥٩

من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها قال الترمذي حديث حسن ففيه بيان المعنى الذي لأجله وقع القيام وهو التقبيل.

ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات ـ لابن الجوزي» (ص ٣٥ وص ٨٠ ط دار البشائر الإسلامية بيروت) قال :

أشار إلى قبلته صلى‌الله‌عليه‌وآله بنته فاطمة كثيرا.

ومنهم أبو الفوز محمد بن أمين السويدي البغدادي في «سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب» (ص ٣١٩ ط بيروت) قال :

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يكثر تقبيل فاطمة.

ومنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه «حقيقة التوسل والوسيلة على ضوء الكتاب والسنة» (ص ٣٥٤ ط عالم الكتب بيروت) قال :

فذكر تقبيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ابنته فاطمة عليها‌السلام.

ومنهم الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في «الخلفاء الراشدون» (ص ٢٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

وقال ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت هي تصنع به ، وقد شبهت عائشة مشيتها بمشية النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى المشتهر بابن سيد الناس المتوفى ٧٣٢ ه‍ في «منح المدح ـ أو شعراء الصحابة ممن مدح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أورثاه» (ص ٣٥٧ ط دار الفكر دمشق) قال :

٢٦٠