إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٣

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

نمونه ديگرى كه مربوط به قرن ششم است امام ابو الفضل يحيى بن سلامة الحصكفي (م ٥٥١ يا ٥٥٣) است ؛ بنا به نقل ابن طولون او قصيده اى در مدح دوازده امام سروده است. بخشى از سروده او ياد از نام دوازده امام است :

حيدرة والحسنان بعده

ثم علي وابنه محمد

وجعفر الصادق وابن جعفر

موسى ، ويتلوه علي السيد

أعني الرضا ، ثم ابنه محمد

ثم علي وابنه المسدد

الحسن التالي ويتلو تلوه

محمد بن الحسن المعتقد

وللحصكفي أيضا قصيدة طويلة في فضائل أهل البيت عليهم‌السلام ذكرها ابن الجوزي في المنتظم ص ١٣٢ فقال : وله أيضا :

حنت فأذكت لوعتي حنينا

أشكو من البين وتشكو البينا

قد عاث في اشخاصها طول السرى

بقدر ما عاث الفراق فينا

فخلها تمشي الهوينا طالما

أضحت تباري الريح في البرينا

وكيف لا نأوي لها وهي التي

بها قطعنا السهل والحزونا

ها قد وجدنا البر بحرا زاخرا

فهل وجدنا غيرها سفينا

ان كن لا يفصحن بالشكوى لنا

فهن بالارزام يشتكينا

قد أقرحت بما تئن كبدي

ان الحزين يرحم الحزينا

مذ عذبت لها دموعي لم تبت

هيما عطاشا وترى المعينا

وقد تياسرت بهن جائرا

عن الحمى فاعدل بها يمينا

تحن اطلالا عفا آياتها

تعاقب الأيام والسنينا

يقول صبحي أترى آثارهم

نعم ولكن لا نرى القطينا

لو لم تجد ربوعهم كوجدنا

للبين لم تبل كما بلينا

ما قدر الحي على سفك دمي

لو لم تكن أسيافهم عيونا

أكلما لاح لعيني بارق

بكت فأبدت سري المصونا

٢٠١

لا تأخذوا قلبي بذنب مقلتي

وعاقبوا الخائن لا الأمينا

ما استترت بالورق الورقاء كي

تصدق لما علت الغصونا

قد وكلت بكل باك شجوه

تعينه إذ عدم المعينا

هذا بكاها والقرين حاضر

فكيف من قد فارق القرينا

أقسمت ما الروض إذا ما بعثت

أرجاؤه الخيري والنسرينا

وأدركت ثماره وعذبت

أنهاره وأبدت المكنونا

وقابلته الشمس لما أشرقت

وانقطعت أفنانه فنونا

أذكى ولا أحلى ولا أشهى ولا

أبهى ولا أوفى بعيني لينا

من نشرها وثغرها ووجهها

وقدها فاستمع اليقينا

يا خائفا عليّ أسباب العدى

أما عرفت حصني الحصينا

إني جعلت في الخطوب موئلي

محمدا والأنزع البطينا

أحببت ياسين وطاسين ومن

يلوم في ياسين أو طاسينا

سرّ النجاة والمناجاة لمن

أوى إلى الفلك وطور سينا

وظن بي الأعداء إذ مدحتهم

ما لم أكن بمثله قمينا

يا ويحهم وما الذي يريبهم

مني حتى رجموا الظنونا

وكم مديح قدروا في رافد

فلم يجنوا ذلك الجنونا

وإنما أطلب رفدا باقيا

يوم يكون غيري المغبونا

يا تائهين في أضاليل الهوى

وعن سبيل الرشد ناكبينا

تجاهكم دار السلام فابتغوا

في نهجها جبريلها الأمينا

لجوامعي الباب وقولوا حطة

تغفر لنا الذنوب أجمعينا

ذروا العنا فإن أصحاب العبا

هم النبأ إن شئتم التبيينا

ديني الولاء لست أبغي غيره

دينا وحسبي بالولاء دينا

هما طريقان فاما شأمة

أو فاليمين [فاسلكوا] اليمينا

٢٠٢

سجنكم سجين إن لم تتبعوا

علينا دليل عليينا

وانتخب أبو البركات الباعوني في كتابه المذكور ق ١٤٣ منها ستّ أبيات وهي :

يا خائفا على أسباب الردى

أما عرفت حصني الحصينا

إني جعلت في الخطوب موئلي

محمدا والأنزع البطينا

أحب ياسين وطاسين ومن

يلوم في ياسين أو طاسينا

يا ذاهبين في أضاليل الهوى

وعن سبيل الحق ناكبينا

لجوا الباب معي وقولوا حطّة

يغفر لنا الذنوب أجمعينا

ديني الولاء ولست أبغي غيره

دينا وحسبي بالولاء دينا

ومنها

كلام منظوم لدعبل بن علي الخزاعي

ذكره القوم في في كتبهم.

فمنهم العلامة صدر الدين علي بن أبي الفرج بن الحسن البصري في «الحماسة البصرية» (ج ١ ص ١٩٩ ط عالم الكتب بيروت) قال :

وقال دعبل بن علي الخزاعي :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالبيت والتعريف والجمرات

ديار علي والحسين وجعفر

وحمزة والسجاد ذي الثفنات

قفا نسأل الدار التي خف أهلها

متى عهدها بالصوم والصلوات

وأين الأولى شطت بهم غربة النوى

أفانين في الآفاق مفترقات

أحب قصي الدار من أجل حبهم

وأهجر فيهم زوجتي وبناتي

ألم تر أني من ثلاثين حجة

أروح وأغدوا دائم الحسرات

٢٠٣

أرى فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

فإن قلت عرفا أنكروه بمنكر

وغطوا على التحقيق بالشبهات

قصارا منهم أن أذوب بغصة

تردد بين الصدر واللهوات

كأنك بالأضلاع قد ضاق رحبها

لما ضمنت من شدة الزفرات

لقد خفت في الدنيا وأيام عيشها

وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الامام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ١٤٣ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى وما مدح به أهل البيت القصيدة المشهورة الجامعة لهذه الأمور من المديح والرثى والبكاء على أهل البيت وهي قصيدة دعبل ابن علي الخزاعي شاعر آل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم أظفر منها إلّا بهذا القدر وهو هذا :

مدارس آيات خلت من تلاوة

ومنزل وحي مقفر العرصات

لآل رسول الله بالخيف من منى

وبالركن والتعريف والحجرات

ألم تر إني مذ ثلاثون حجة

أروح وأغدو دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

وآل رسول الله نحف جسومهم

وآل زياد غلظ القصرات

بنات زياد في الخدور نواعم

وبنت رسول الله في الفلوات

إذا وتروا مدّوا إلى واتريهم

أكفا عن الأوتاد منقبضات

ولو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد

تقطع قلبي أثرهم حسرات

٢٠٤

ومنها

كلام منظوم لشمس الدين محمد بن طولون المتوفى ٩٥٣ في «الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية عند الامامية» على ما في «مقدمة ـ شرح صلوات چهارده معصوم عليهم‌السلام» (ص ٢٤ ط قم)

عليك بالأئمة الاثني عشر

من آل بيت المصطفى خير البشر

أبو تراب حسن حسين

وبغض زين العابدين شين

محمد الباقر كم علم درى

والصادق ادع جعفرا بين الورى

موسى هو الكاظم وابنه علي

لقبه بالرضا وقدره علي

محمد التقي قلبه معمور

على التقى دره منثور

والعسكري الحسن المطهر

محمد والمهدي سوف يظهر

ومنها

كلام منظوم لصاحب كتاب «مناسك الحج وعلامات مكة مكرمة شرفها الله تعالى ـ أو : كتاب فتوح الحرمين در توصيفات كعبه» بالفارسية. على ما في «مقدمة كتاب شرح صلوات چهارده معصوم عليهم‌السلام» (ص ٢٧ ط قم)

قال الناظم بعد ذكر الخلفاء :

چونكه على داشت به خاك انتساب

كرد نبى كنيت او بو تراب

وه كه از آن خاك چه گلها دميد

نكهت جاويد به عالم وزيد

سنبل وگل را به چمن زيب وزين

موى حسن آمد وروى حسين

آن دو نهال اند كه تا روز دين

بارورند از گل واز ياسمين

هر دم از اين باغ برى مى رسد

تازه تر از تازه ترى مى رسد

آن ده ودو همچون بروج فلك

نظم جهان داده سما تا سمك

٢٠٥

باز از آن غنچه خونين كفن

رسته گلى تازه ترا چون سمن

گلشن دين يافته زين ، زيب وزين

گلبن توحيد على حسين

گلشن گردون ورياش بهشت

در بر آن روضه نمايند زشت

سر زده زان باز نهال عجب

داده ثمره هاى علوم وادب

شد صدف گوهر عالى فرش

ساحت شهرى كه على شد درش

علم كه در روى زمين وافرست

از دم عيسى نفس باقر است

باز شكفته گلى از باغ او

داده جلا ديده ما زاغ او

بست دهان دگران راز گفت

غنچه شدند آن همه واو شكفت

صادق صديق به صدق وصفا

ناظر ومنظور به صدق وصفا

باز آن گلبن عالى تبار

وه چه رطب بود كه آمد ببار

لآكام ولايت شده شيرين ازو

يافته تمكين عجب دين ازو

آنكه ببرد از دل اغيار بيم

كاظم غيض است به خلق كريم

باز دميد از چمن او گلى

كامده روح قدسيش بلبلى

خاك خراسان شده زو مشك بو

خلق به آن بو شده در جستجو

دم چه زنم از صفت بى حدش

داده پيمبر خبر از مرقدش

خلق محمد كرم مرتضى

هر دو عيان ساخت على الرضا

باز از آن طينت عنبرسرشت

جلوه گرى كرد گلى از بهشت

برد به تقوى گرو از مابقى

شهرت از آن يافت به عالم تقى

سر زده زآن باغ على منظرى

در صف شيران جهان صفدرى

زنگ زداى دل هر متقى

كنيت او گشت از آن رو نقى

او به تفاوت شده آئينه اى

تا فكند عكس به گنجينه اى

زاده از آن زبده پيغمبرى

محسن احسن ، حسن عسكري

بحر سخا ، كان وفا وكرم

ساية ده طوبى باغ ارم

٢٠٦

باز چه گويم چو گلى زو دميد

آه چه گل ، گلشنى آمد پديد

نكهت او برده ز دلها گمان

پر شد ازو دامن آخر زمان

رشته كه از حق به نبى بسته شد

باز به آن سلسله پيوسته شد

نقطه اول چو به آخر رسيد

كار بدايت به نهايت كشيد

هادى دين مهدى آخر زمان

خلق جهان يافته از وى أمان

گفت نبى كز پى ظلم وفساد

روى زمين پر كند از عدل وداد

قاتل دجال به شمشير كين

با دم عيسى نفس او قرين

هر يك از آن گوهر گيتى فروز

داده به شب روشنى نيم روز

هر يك از ايشان عجب ومن عجب

سلسله شان سلسله من وهب

هر كه به آن سلسله پيوسته شد

از ستم حادثه وارسته شد

من كه در آن روضه رياضت كشم

زآن گل وگلزار ببوى خوشم

نكهت آن عطر كفن بس مرا

خار وخسش سر وسمن بس مرا

ومنها

كلام منظوم للشاعر السيد عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب الموصلي البغدادي البصري المتوفى ١٢٩١ ه‍ في «ديوان الحرمين» (ص ٨٨ ط عالم الكتب ـ ومكتبة النهضة العربية بيروت)

في قصيدة طويلة يمدح بها الامام موسى الكاظم عليه‌السلام حين ورود الستارة النبوية الشريفة التي أهداها اليه السلطان محمود خان وهي من الخفيف. أولها :

يا إمام الهدى ويا صفوة الله

ويا من هدى هداه العبادا

إلى أن قال :

ومزايا الفخار أورثتموها

شرف الجد يورث الأولادا

أنتم علة الوجود وفيكم

قد عرفنا التكوين والايجادا

٢٠٧

ما ركنتم إلى نفائس دنيا

ولقد كنتم بها أفرادا

وانتقلتم منها وأنتم أناس

ما اتخذتم إلّا رضا الله زادا

ولقد قمتم الليالي قياما

واكتحلتم من القيام السهادا

إن يكونوا كما أذاعوا فمن ذا

مهّد الأرض سطوة والبلادا

ومحا الشرك بالمواضي غزاة

وسطا سطوة الاسوة جهادا

حيث إنّ الإله يرضى بهذا

بل بهذا من القديم أرادا

فجزيتم عن أجركم بنعيم

تتوالى الأرواح والأجسادا

وابتغيتم رضا الإله ولا ز

لتم بعز يصاحب الآبادا

أنتم يا بني البتول أناس

قد صعدتم بالفجر سبعا شدادا

آل بيت النبي والسادة الط

هر رجال لم يبرحوا أمجادا

فضلوا بالفضائل الخلق طرّا

مثلما تفضل الظبا الأغمادا

ليس يحصي عليهم المدح مني

ولو أنّ البحار صارت مدادا

أنتم الذخر يوم حشر ونشر

ومعاذا إذا رأينا المعادا

ومنها

كلام بعض المحبين

رواه جماعة :

فمنهم العلامة محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية في «مراقد أهل البيت بالقاهرة» (ص ٦ ط ٤ مطبوعات العشيرة المحمدية بمبنى جامع البنات بالقاهرة) قال :

لا تطلبوا آل النبي

بشرق أرض أو بغرب

وذروا الجميع وأقبلوا

نحوي .. فمسكنهم بقلبي

٢٠٨

مستدرك

فضائل ومناقب الامام الأول علي بن أبي طالب أمير المؤمنين سلام الله عليه

لله در الصاحب بن عباد يمدح عليا عليه‌السلام

ألف : أمير المؤمنين علي

باء : به ركن اليقين قوي

تاء : توى أعدائه بحسامه

ثاء : ثوى حيث السماك مضي

جيم : جرى في خير أسباق العلى

حاء : حوى العلياء وهو صبي

خاء : خبت حساده من خوفه

دال : درى ما لم يحز انسي

ذال : ذؤابة مجده فوق السهى

راء : روي فخاره علوي

زاي : زوى وجه الضلالة سيفه

سين : سبيل يقينه مرضي

شين : شأى أمد المجاري سبقه

صاد : صراط الدين منه سوي

ضاد : ضياء شموسه نور الورى

طاء : طريق علومه نبوي

ظاء : ظلام الشك عنه زائل

عين : عرين أسوده محمي

غين : غرار حسامه حتف العدى

فاء : فسيح الراحتين سخي

قاف : قفا طرق النبي المصطفى

كاف : كريم المنتمى قرشي

لام : لقاح الحرب محروس الذرى

ميم : منيع الجانبين تقي

نون : نقي الجيب مرفوع البنا

واو : وصي المصطفى مهدي

هاء : هدية ربه لنبيه

ياء : يقيم الدين وهو رضي

٢٠٩

أهدى ابن عبّاد اليه هذه

غرّاء لم يفطن لها شيعي

يرجو بها حسن الشفاعة عنده

حسن الولاء موحد عدلي

أبرزتها مثل العروس بديهة

فليبتدر لنشيدها الكوفي

وقال أيضا :

أنا من شيعة الرضا

سيد الناس حيدره

الامام المطهر ب

ن الحصان المطهّره

وأخي المصطفى ومن

حسد الفخر مفخره

زوج مولاتنا التي

لم يكن مثلها مره

جاش طبعي بمدحه

فاستميلوا لأنشره

انّ آثاره منا

قب في الناس مؤثره

فهو في السلم روضة

وهو في الحرب قسوره

كم عزيز أذّله

بيديه وعفّره

المساعي عليه في

يوم بدر موفّره

سيفه صولجانه

وهم فيه كالكرة

فاسألوا عنه أحده

واسألوا عنه خيبره

جعل البأس درعه

ومعاليه مغفره

حيث لم يغن عامر ب

ن طفيل وعنترة

كم غصون من العلو

م بعلياه مثمره

كفّه كفّت الخطو

ب وكانت مظفّره

ففدى الخلق كفّه

بل فدى الخلق خنصره

صاحب المصطفى على

حال عسر وميسرة

ربّ قوم تغيّروا

وأمنّا تغيّره

ناصح الجيب آمن ال

غيب لم يعرف الشره

٢١٠

صاحب الحوض والرسو

ل بها ذاك بشّره

قد فدى ليلة الفرا

ش أخاه لينصره

لعن الله كل من

ردّ هذا وأنكره

لعن الله عصبة

ناصبته على تره

نكثته وحاربت

ه على غير تبصره

تلك أفعالها التي

قد تبدين منكره

ويلها لم تخف من ال

له في سبره الجرة

يا تباريح كربلا

انّ نفسي محيّره

للذي نال سادتي

من رزايا مشمّره

كنتم بكرة بدو

ر ظلام منوّره

فدموعي بفيضها

عن ولوعي مخبّره

كم مراث نظمتها

في الموالي محبّره

إذ تيقّنت انها

عن ذنوبي مكفّره

كرياض مجودة

ولئال مفقّره

سرن شرقا ومغربا

حولها ألف محبره

سيد الناس حيدره

هذه خير تذكره

لابن عبّاد الذي

أربح الله متجره

يرتجي في ولائكم

حسن عفو ومغفره

وله :

نوقشوا قلبي رأوا وسطه

سطرين قد خطّا بلا كاتب

حب علي بن أبي طالب

وحب مولاي أبي طالب

وله :

لو شقّ عن قلبي يرى وسطه

سطران قد خطّا بلا كاتب

٢١١

العدل والتوحيد في جانب

وحب أهل البيت في جانب

وله :

حب علي بن أبي طالب

فرض على الشاهد والغائب

وأمّ من نابذه عاهر

تبذل للنازل والراكب

أنا وجميع من فوق التراب

فداء تراب نعلم أبي تراب

وله :

يقولون لي : ما تحب النبي

فقلت : الثرى بفم الكاذب

أحب النبي وآل النبي

وأختص آل أبي طالب

دخول النار في حب الوصي

وفي تفضيل أولاد النبي

أحب إلي من جنات عدن

أخلّدها بتيم أو عدي

وله :

علي ولي المؤمنين لديكم

ومولاكم من بين كل الأعاظم

علي من الغصن الذي منه أحمد

ومن سائر الأشجار أولاد آدم

وله :

العدل والتوحيد والإمامة

والمصطفى المبعوث من تهامه

وسيلتي في عرصة القيامة

وله :

حب علي علوّ همّه

لأنّه سيّد الأئمّه

وينسب له :

أبا حسن إن كان حبّك مدخلي

جحيما فانّ الفوز عندي جحيمها

وكيف يخاف النار من هو مؤمن

بأن أمير المؤمنين قسيمها

لله درّ الحميري حيث يقول :

سماه جبار السما

صراط حق فسما

٢١٢

فقال في الذكر وما

كان حديثا يفترى

هذا صراطي فاتبعوا

وعنهم لا تخدعوا

فخالفوا ما سمعوا

والخلف ممن شرعوا

واجتمعوا واتفقوا

وعاهدوا ثم التقوا

إن مات عنهم وبقوا

ان يهدموا ما قد بنى

وله :

وأنت صراطه الهادي اليه

وغيرك ما ينجى الماسكينا

وله :

علي ذا صراط هدى

فطوبى لمن اليه هدى

وله :

وله صراط الله دون عباده

من يهده يرزق تقى ووقارا

في الكتب مسطور مجلى باسمه

وبنعته فاسأل به الأحبارا

العوني :

إمامي صراط الله منهاج قصده

إذا ضل من أخطا الصواب عن السبل

ابن مكي :

فان يكن آدم من قبل الورى

نبي وفي جنة عدن داره

فان مولاي علي ذو العلى

من قبله ساطعة أنواره

تاب على آدم من ذنوبه

بخمسة وهو بهم اجاره

وان يكن نوح بنى سفينة

تنجيه من سيل طمى تياره

فان مولاي علي ذو العلى

سفينة ينجى بها أنصاره

وان يكن ذو النون ناجى حوته

في اليم لما كضه حضاره

ففي جلندى للأنام عبرة

يعرفها من دله اختياره

ردت له الشمس بأرض بابل

والليل قد تجللت أستاره

٢١٣

وإن يكن موسى رعى مجتهدا

عشر إلى أن شفه انتظاره

وسار بعد ضره بأهله

حتى علت بالواديين ناره

فان مولاي علي ذو العلى

زوجه واختار من يختاره

وإن يكن عيسى له فضيلة

تدهش من أدهشه انبهاره

من حملته امه ما سجدت

للات بل شغلها استغفاره

ابن الرومي

رأيتك عند الله أعظم زلفة

من الأنبياء المصطفين ذوي الرشد

مستدرك

نسبه الشريف وولادته وألقابه وكناه وفضائله ومناقبه عليه‌السلام

قد تقدم ذلك نقلا عن العامة في المجلدات السابقة من هذا السفر الشريف. رواه جماعة :

فمنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» (ص ١١ ط طهران) قال :

الفصل الأول : في ولادته وما يتعلق بها ولد عليه‌السلام في ليلة الأحد الثالث والعشرين من شهر رجب سنة تسع مائة وعشر من التاريخ الفارسي المضاف إلى الإسكندر وكان ملك الفرس يومئذ مستمرا وكان ملكهم أبرويز بن هرمز وقيل ولد بالكعبة البيت الحرام وكان مولده بعد ان تزوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بخديجة رضي‌الله‌عنها بثلاث سنين وكان عمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم ولادته ثمانيا وعشرين سنة فلما نشأ وكبر أصاب أهل مكة جدب شديد وقحط مولم أجحف بذوي الثروة وأضر إلى الغاية بذوي العيال فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم يا عم إن أخاك أبا طالب كثير العيال وقد

٢١٤

أصاب الناس ما ترى فانطلق بنا اليه فلنخفف من عياله آخذ من بيته رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه قال العباس نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلا وطالبا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا فضمه اليه وأخذ العباس جعفرا فضمه اليه فلم يزل علي مع رسول الله حتى بعثه الله عزوجل نبيا فاتبعه وآمن به وصدقه وبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلثاء. ولما نزل الوحي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشرفه الله سبحانه وتعالى بالنبوة كان علي يومئذ لم يبلغ الحلم وكان عمره إذ ذاك في السنة الثالثة عشر وقيل أقلّ من ذلك وقيل أكثر منه وأكثر الأقوال وأشهرها أنه كان لم يكن بالغا فانه أوّل من أسلم وآمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الذكور وقد ذكر صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك وأشار اليه في أبيات قالها بعد ذلك بمدة مديدة نقلها عنه الثقات ورواها النقلة الإثبات ، شعر :

محمد النبي أخي وصنوي

وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يضحي ويمسي

يطير مع الملائكة ابن أمي

وبنت محمد سكني وعرسي

منوط لحمها بدمي ولحمي

وسبطا أحمد ولداي منها

فأيكم له سهم كسهمي

سبقتكم إلى الإسلام طرا

غلاما ما بلغت أوان حلمي

وأوجب لي ولايته عليكم

رسول الله يوم غدير خمّ

فويل ثم ويل ثم ويل

لمن يلقى الإله غدا بظلمي

ونقل عن جابر بن عبد الله رضي‌الله‌عنه قال سمعت عليا عليه‌السلام ينشد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسمع :

أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي

به ربيت وسبطاه ولدي

جدي وجد رسول الله منفرد

وفاطم زوجي لا قول ذي فندي

٢١٥

صدقته وجميع الناس في بهم

من الضلالة والاشراك والنكد

قال فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال صدقت يا علي ورباه النبي وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق وثقفه وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكة مستخفيا وأخرج عليا معه فيصليان ما شاء الله فإذا قضيا صلاتهما وأمسيا رجعا إلى مكة إلى مكانهما فمكثا كذلك يصليان على استخفاء من أبي طالب وساير عمومتهما وقومهما ثم ان أبا طالب عبر عليهما وهما يصليان فقال لرسول الله يا بن أخي ما هذا الذي أراك تدين به فقال يا عم هذا دين الله تعالى ودين ملائكته ودين رسوله ودين أبينا إبراهيم بعثني الله به رسولا إلى العباد وأنت يا عم أحق من بدأت له النصيحة ودعوته إلى الهدى وأحق من أجابني اليه وأعانني عليه وقال له علي يا أبت قد آمنت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واتبعته وصليت معه لله فقال له : يا بني أما انه لم يدعك إلّا الى خير فالزمه.

ونقل عن يحيى بن عفيف قال حدثني أبي قال كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب بمكة قبل أن يظهر أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلّقت الشمس ثم استقبل الكعبة فقام يصلي فجاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب فركع الغلام والامرأة ثم رفع فرفعا ثم سجد فسجدا فقلت يا عباس أمر عظيم أتعرف من هذا الشاب قال : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أتدري من هذا الغلام قال علي بن أبي طالب ابن أخي أتدري من المرأة قال هذه خديجة بنت خويلد ان ابن أخي حدثني ان ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الذي هو عليه ولا والله ما ظهر على الأرض اليوم على هذا الدين غير هؤلاء فهذا تلخيص أمر ولادته وما تبعها.

الفصل الثاني : في نسبه من القريش اما من جهة الأب فهو علي بن أبي طالب واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي يجتمع هو ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جدهما هو عبد المطلب

٢١٦

وكان عبد الله والد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو طالب والد علي أخوين لأب وام كانت أمهما فاطمة بنت عمرو بن عابد المخزومي القرشي فهذا نسبه من جهة الأب أما من جهة الام فأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف تجتمع هي وأبو طالب في هاشم ابن عبد مناف وأسلمت وهاجرت وكانت هي ام جعفر وعقيل وطالب أخو علي وكان هؤلاء اخوته لأبويهرضي‌الله‌عنهم.

الفصل الثالث : في اسمه ولقبه أما اسمه فيسمى حيدره فسماه النبي عليا وأما لقبه فالمرتضى وأمير المؤمنين والوصي وأما كنيته فأبو الحسن وأبو تراب كناه بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان علي عليه‌السلام يحب كنيته بأبي تراب ويفرح إذا دعي بها وإيضاح سبب ذلك ما خرجه الامامان البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سهل بن سعد الساعدي رضي‌الله‌عنه قال انه جاء رجل يوما فقال له إن فلانا أمير المدينة يذكر عليا عند المنبر قال فيقول ما ذا قال يقول أبو تراب فضحك سهل وقال والله ما سماه به إلّا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كان له اسم أحب اليه منه فسأل الرجل سهلا عن ذلك ، فقال ان رسول الله جاء بنته فاطمة عليها‌السلام فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لإنسان انظر أين هو فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجائه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مضطجع قد سقط ردائه عن شقيه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمسحه عنه ويقول قم يا أبا تراب فصارت أحب كناه اليه.

الفصل الرابع :

في صفته كان عليه‌السلام أدم شديد الادمة ظاهرة السمرة عظيم العينين أقرب إلى القصر من الطول لم يجاوز حد الاعتدال في ذلك ذا بطن كثير الشعر عريض اللحية أصلع أبيض الرأس واللحية لم يصفه أحد من العلماء بالخضبات غير سوادة ابن حنظلة فانه قال رأيت عليا أصفر اللحية ولم ينقله غيره ويشبه أن يكون محمل

٢١٧

كلامه انه قد خضب مرة ثم تركه وقد انتشر بين المخبرين واشتهر لأعين المستبصرين وظهر في زبر الآثرين وصدر على ألسنة الآخرين ان من صفاته التي يختص باضافة نسبها اليه ونعوته التي تقتص باضافة لباسها عليه الأنزع البطين حتى صارت عليه علما للناظرين وقدرها الله عز وعلا من صفايا صفاته عليه‌السلام وهو خير القادرين وقد منحوا المحاضرة في اصداق الأسماع من لآليها المنظومة مما استخرجته أيدي القرائح من منائح أقسامها الموهوبة ومواهبها المقسومة ما لفت كل قلب إلى التتام غررها المجلوة واستجلاء وجوهها المكثومة من نظم القائل في البحر الكامل شعر :

من كان قد عرفته مدية دهره

ومرت له أخلاق سم منقع

فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل

بامامة الهادي البطين الأنزع

نزعت عن الآثام طرا نفسه

ورعا فمن كالأنزع المتورع

وحوى العلوم عن النبي وراثة

فهو البطين بكل علم مودع

وهو الوسيلة في النجاة إذ الورى

رجفت قلوبهم لهول المجمع

فهذا تلخيص ما ورد في صفته وزبدة ما قيل في حليته ومما يستفتح أبواب المسامع من واردات طلائع البدائع في معني صفات البطين الأنزع ما هو ألذّ عند السامع من حصول الغنى للبائس القانع ووصول الأمن إلى قلب الخائف الخاشع وهو انه عليه‌السلام لما اشتمل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتربيته إياه ومتابعته في هذا فكان بأوامره ونواهيه يروح ويغدي وبشعاره يتجلب ويرتدي وباستبصاره في اتباعه يأتم ويهتدي.

وعلى الجملة عن المرء لا تسئل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي خصه الله عز وعلا من أنوار النبوة المنتشرة في الآفاق بنفس زكية مستنيرة الإشراق قابلها بصفاتها لانطباع صور مكارم الأخلاق مطهرة لضيائها من اقتراب كدر الكفرة وشقاق النفاق فنزعت لطهارتها عن ظلمات الشرك ونكبات الافك فكان عليه‌السلام أول ذكر آمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم معه بغير شك ونزعت نفسه إلى

٢١٨

تكسير الأصنام والتماثيل وتطهير المسجد الحرام من الأوثان والأباطيل وتغيير أساليب الشك والأضاليل حتى روى الامام أحمد بن حنبل في مسنده بسنده يرفعه اليه عليه‌السلام انه قال انطلقت أنا والنبي حتى أتينا الكعبة فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اجلس فجلست وصعد على منكبي فذهبت لأنهض به فرأى بي ضعف الصبي فنزل وجلس لي نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه فنهض فلقد خيل فيه لي اني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اقذف به فقذفته فتكسر كما تتكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقينا أحد من الناس ونزعت نفسه عن ارتكاب السيئات فاجتهد في اجتنابها ونزعت إلى اجتناب الشهوات فجد في قطع أسبابها ونزعت إلى اكتساب الطاعات فسعى في اقترابها واقتناء ثوابها ونزعت إلى احتقاب الحسنات فارتدى بجلبابها وانتدى سوى محرابها فلهذا لما رجحت نفسه الزكية بكثرة ما نزعت عنه من المجتنب ونزعت اليه من المقترب اغتدى أحق بصفة الأنزعية وأخرى بها فاعتبار هذه الألفاظ المستتلاة للمعاني المستملاة والمستعلاة والمجاني المستجلاة فصارت له عليه‌السلام لفظة الأنزع من المدائح المستجناة والمثاني المستجلاة ولما اكتنفت العناية الالهية وأحاطت لالطاف الربانية وأحدقت الرأفة الملكوتية برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعلت قلبه مشكاة لأنوار النبوة والولاية وأنزل الله عليه الكتاب والحكمة وعلّمه ما لم يكن يعلم وعلي يومئذ مشمول ببركات تربيته محصول له ثمرات حنوه عليه فشفقته لمع من تلك الأنوار بارقها وطلع من آفاق مشكاتها شارفها فاستنار قلب علي بتلك الأنوار وذكى بتلك الآثار وصفا من شوائب الاكدار واستعد لقبول ما يفيض عليه من أسرار العلوم وعلوم الأسرار ويجعل فيه من مقدار الحكم وحكم الأقدار

٢١٩

فتحلى بيمن الايمان وتزين بعوارف المعرفة واتصف بمحكم الحكمة وأدرك أنواع العلم فصارت الحكم من ألفاظه ملتقطة وشوارد العلوم الظاهرة والباطنة به آنسه وعيونها من قليب قلبه منفجرة ولم يزل بملازمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يزيده الله تعالى علما حتى قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فما نقله الترمذي في صحيحه بسنده عنه : أنا مدينة العلم وعلي بابها.

فكان من غزارة علمه يذلل جوامع القضايا ويوضح مشكلات الوقائع ويسهل مستصعب الأحكام فكل علم كان له فيه أكثر وكل حكمة كان له عليها استظهار وسيأتي تفصيل هذا التأصيل في الفصل السادس المعقود لبيان علمه وفضله إن شاء الله وحيث اتضح ما آتاه الله تعالى من أنواع العلم وأقسام الحكمة فباعتبار ذلك وصف بلفظة البطين فإنها لفظة يوصف من هو عظيم البطن متصف بامتلائه ولما كان قد امتلأ علما وحكمة وتضلع من أنواع العلوم فأقسام الحكمة ما صار غذاء له مملوا به وصف باعتبار ذلك بكونه بطينا من العلم والحكمة كمن تضلع من الأغذية الجسمانية ما عظم بطنه فصار باعتباره بطينا فأطلقت هذه اللفظة نظرا إلى ذلك هذا هو المعنى الذي أهدته هداة الرواة إلى ألسنة الأقلام وورائه معنى اطلعت زهرة بروح هداية الإلهام وأينعت زهره مروج دراية الأفهام يطرب بسامعه ويعجب من يعيه ولا غرو ان اطرب وأعجب بليغ المعاني وفصيح الكلام وتقريب تقريره وتهذيب تحريره ان لفظة بطين هي فعيل ولفظة فعيل معدولة فتارة يكون معدولة عن فاعل كشهيد وعليم عن شاهد وعالم وتارة عن مفعول كقتيل وجريح عن مقتول ومجروح وتارة عن مفاعل كخصيم ونديم عن مخاصم ومنادم وتارة عن مفعل كبديع وعجيب عن مبدع ومعجب وإذا كان محال ما يكون معدولة عنه وأقسامه مفعل فتكون لفظة بطين هاهنا معدولة عن مبطن وقد انتشرت الأخبار في الأقطار وظهرت الآثار في الأمصار ان عليا كان قد حصل على علم كثير ومعرفة وافرة ودراية وافية أظهر بعضا لشمول معرفته وعموم منفعته وأبطن بعضا إلى حين

٢٢٠