إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٣

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

١
٢

مستدرك

الآية الاولى ـ قوله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب : ٣٣)

قد تقدم ما يدل على نزول الكريمة في شأن أهل البيت عليهم‌السلام عن العامة في ج ٢ ص ٥٠١ وج ٣ ص ٥١٣ وج ٩ ص ١ وج ١٤ ص ٤٠ وج ١٨ ص ٣٥٩ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة :

فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني البغدادي المتوفى ٣٨٥ ه‍ في «المؤتلف والمختلف» (ج ٤ ص ٢١٢١ ط ١ دار الغرب الإسلامي ـ بيروت ١٤٠٦ ه‍) قال:

حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا إبراهيم بن حبيب يعرف بابن الميتة الكوفي ، حدثنا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبي الجحاف ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء إلى باب علي (عليه‌السلام) أربعين صباحا بعد ما دخل على فاطمة (عليهما‌السلام) ، فقال : «السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمكم الله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ـ الآية.

ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (ج ٣٣ ص ٢٦٠ ط مؤسسة الرسالة) قال :

وله عندنا حديث آخر بهذا الاسناد ، عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة ، فقال : الصلاة الصلاة (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ

٣

لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى ٣٠٧ ه‍ في «مسند أبي يعلى» (ج ١٢ ص ٤٥١ ط دار المأمون للتراث) قال :

حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، حدثنا سفيان ، عن زبيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلّل عليّا ، وحسنا ، وحسينا ، وفاطمة كساء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

فقالت أم سلمة : قلت : يا رسول الله ، أنا منهم؟ قال : إنك إلى خير.

ومنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى ٤٦٣ ه‍ في «موضح أوهام الجمع والتفريق» (ج ٢ ص ٣١٢ ط دار المعرفة ـ بيروت) قال :

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الماليني أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق بمصر ، حدّثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي ، حدثني أبو أمية عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثنا عمي عبيد بن سعيد عن الثوري ، عن عمرو بن قيس عن زبيد عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة رضي‌الله‌عنها أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء ثم تلا (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : وفيهم أنزلت.

ومنهم الشيخ يونس الشيخ ابراهيم السامرائي في «حقائق عن آل البيت والصحابة» ص ١١ ط المكتبة العصرية ـ صيدا ـ بيروت عام ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م) قال :

لا يخفى على كل مسلم أن الله تعالى أمرنا بحب آل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كما جاء ذلك في صريح القرآن الكريم ، قال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) كما قال في عزوجل في آية أخرى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ

٤

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ولهذه المكانة العظيمة لآل بيت النبي يجب على المسلم أن يسعى لتعظيمهم واحترامهم والعمل بما أمروا به من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، فقد ذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساووه في خمسة أشياء : في الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي السلام ، والطهارة ، وفي تحريم الصدقة ، وفي المحبة ، ومن هذا وغيره يظهر لنا وجوب محبة آل البيت وتحريم بغضهم التحريم الغليظ. وبذلك صرح البيهقي والبغوي ، بل نص عليه الامام الشافعي فيما حكي عنه من قوله :

يا آل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم

من لم يصلّ عليكم لا صلاة له

ولأبي الحسن عن جبير رحمه‌الله.

أحب النبي المصطفى وابن عمه

عليا وسبطيه وفاطمة الزهراء

هم أهل بيت أذهب الرجس عنهم

وأطلعهم في افقنا أنجما زهرا

وقال الامام عبد الوهاب الشعراني في الفتوحات :

فلا تعدل بأهل البيت خلقا

فأهل البيت هم أهل السيادة

فبغضهم من الإنسان خسر

حقيقي وحبهم عبادة

ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة ٧٤٨ في «سير أعلام النبلاء» (ج ٣ ص ٣٨٥ ط مؤسسة الرسالة في بيروت) قال :

الأوزاعي : حدثنا أبو عمار ـ رجل منا ـ حدثني واثلة بن الأسقع ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أخذ حسنا ، وحسينا ، وفاطمة ، ولف عليهم ثوبه ، وقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] اللهم هؤلاء أهلي. قال واثلة : فقلت يا رسول الله ، وأنا من أهلك؟ قال : وأنت من أهلي قال : فإنها لمن أرجى ما أرجو.

٥

هذا حديث حسن غريب.

وقال أيضا في ج ١٠ ص ٣٤٦ : أنبأنا جماعة عن أسعد بن روح ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، أخبرنا ابن ريذة ، أخبرنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أبو خليفة ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا عبد الحميد بن بهرام ، حدثنا شهر ، سمعت أمّ سلمة تقول : جاءت فاطمة غدية بثريد لها تحملها في طبق ، حتى وضعتها بين يديه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال [لها] : أين ابن عمك؟ قالت : هو في البيت. قال : ادعيه ، [وائتيني بابني] قالت : فجاءت تقود ابنيها ، كل واحد منهما في يد ، وعلي يمشي في أثرها ، [حتى دخلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم] فأجلسهما في حجره ، وجلس علي على يمينه ، وجلست فاطمة عن يساره ، [قالت أم سلمة :] فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت ، ببرمة فيها خزيرة ، فجلسوا يأكلون من تلك البرمة ، وأنا أصلي في تلك الحجرة. فنزلت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وأخذ فضل الكساء فغشاهم ثم أخرج يده اليمنى من الكساء وألوى بها إلى السماء ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي.

قالت : فأدخلت رأسي فقلت : يا رسول الله وأنا معكم؟ قال : أنت إلى خير. مرتين.

رواه الترمذي مختصرا وصححه من طريق الثوري عن زبيد عن شهر بن حوشب.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي الحنبلي ـ ابن النجار المتوفى ٩٧٢ ه‍ في «شرح الكوكب المنير» (ج ٢ ص ٢٤٢ ط دار الفكر ـ دمشق) قال:

وأهل البيت (هم : علي وفاطمة) بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ونجلاهما) هما حسن وحسين (رضي الله تعالى عنهم) ، لما في الترمذي : أنه لما نزل قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) أدار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكساء ، وقال : هؤلاء أهل بيتي.

ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزّي المتوفى

٦

٧٤٢ في كتابه «مختصر الأشراف بمعرفة الأطراف» (ج ١٢ ص ٣٩٧ ط بيروت)

حديث خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود ... الحديث ـ في فضل الحسن والحسين. وفيه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في اللباس عن سريج بن يونس وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن موسى ، ثلاثتهم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن أبيه ، عن مصعب بن شيبة به ـ مختصرا. وفي الفضائل عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ، كلاهما عن محمد بن بشر ، عن زكريا بن أبي زائدة ـ بتمامه. د في اللباس (٦ : ١) عن يزيد بن خالد ـ وحسين ابن علي ـ ت فيه (لا ، في الاستئذان ٨٣) عن أحمد بن منيع ـ ثلاثتهم عن يحيى بن أبي زائدة به ـ مختصرا كما هاهنا ، وقال ت : حسن صحيح.

وقال أيضا في ج ١٣ ص ١٢ : حديث : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ... الحديث. ت في المناقب (١٣٤ : ٥) عن محمود بن غيلان ، عن أبي أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن زيد ، عن شهر بن حوشب به. وقال : حسن صحيح ، وهذا أحسن شيء روي في هذا الباب.

ومنهم الدكتور علي محمد جماز في «مسند الشاميين من مسند الامام أحمد بن حنبل» (ج ١ ص ٢١٠ ط مؤسسة الكتب الثقافية في الدوحة) قال :

حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن مصعب قال ثنا الأوزاعي عن شدّاد أبي عمار قال : دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم ، فذكروا عليا فلما قاموا قال لي : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قلت : بلى. قال أتيت فاطمة رضي‌الله‌عنها أسألها عن علي ، قالت توجه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه علي وحسن وحسين رضي‌الله‌عنهم ، آخذ كل واحد منهم بيده حتى دخل ، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا ، كل واحد منهما على فخذه ، ثم لفّ

٧

عليهم ثوبه أو قال كساء ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق.

(أ) رواته : ثقات ، عدا محمد بن مصعب وحديثه حسن إن شاء الله.

(ب) درجته : إسناده حسن.

(ج) تخريجه : أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٧ ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى باختصار ، وزاد «إليك لا إلى النار» والطبراني ، وفيه محمد بن مصعب ، وهو ضعيف الحديث ، سيئ الحفظ ، رجل صالح في نفسه.

قلت : اختلف العلماء في تضعيفه ، ومن ضعفه فإنما ضعفه من قبل حفظه ، وقال أبو زرعة : صدوق في الحديث ، وقال أحمد : لا بأس به.

ومنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد ٣٠٥ والمتوفى ٤٠٢ ه‍ في «معجم الشيوخ» (ص ١٣٣ ط مؤسسة الرسالة ودار الايمان بيروت ـ طرابلس) قال :

حدثنا محمد بن عمار بالكوفة حدثنا محمد بن عبيد بن أبي هارون المقرئ ، حدّثنا أبو حفص الأعشى ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن محمد بن سوقة ، عن من أخبره ، عن أم سلمة ، قالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عندنا منكسّا / ٤٢ / رأسه ، فعملت له فاطمة خزيرة ، فجاءت ومعها حسن وحسين رضي‌الله‌عنهم ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ أين زوجك؟ اذهبي فادعيه ، فجاءت به فأكلوا ، فأخذ كساء فأداره عليهم. فأمسك طرفه بيده اليسرى ، ثم رفع اليمنى إلى السماء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. أنا حرب لمن حاربتم ، سلم لم سالمتم ، عدوّ لم عاداكم.

ومنهم العلامة الشيخ فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين الرازي المولود سنة ٥٤٤

٨

والمتوفى سنة ٦٠٦ ه‍ في كتابه «المحصول في علم الأصول» (ج ٢ ص ٨١ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

أما الآية فقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب : ٣٣] ؛ والخطأ رجس : فيجب أن يكونوا مطهرين عنه.

وأما الخبر فقوله عليه الصلاة والسلام : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي. وأما المعنى فإن أهل البيت مهبط الوحي ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم وفيهم : فالخطأ عليهم أبعد.

وقال أيضا في ص ٨٢ : فإذن : هذه الآية تدل على عصمة أهل البيت ، وكلّ من قال ذلك زعم أنّ المراد به علي وفاطمة والحسن والحسين لا غير ، فلو حملناه على غيرهم : كان ذلك قولا ثالثا.

ومنهم الشيخ أبو محمد السيد بن ابراهيم أبو عمه ـ في «الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن الكريم» (ص ٩٠ دار الصحابة للتراث بطنطا) قال :

قوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الآية ٣٣].

قال الحاكم ـ رحمه‌الله تعالى ـ في المستدرك (٢ / ٤١٦) : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول : حدثني أبو عمار قال : حدثني واثلة بن الأسقع رضي‌الله‌عنه قال : جئت أريد عليا رضي‌الله‌عنه فلم أجده. فقالت فاطمة رضي‌الله‌عنها : انطلق إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعوه فاجلس فجاء مع رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلم فدخل ودخلت معهما. قال : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حسنا وحسينا فأجلس كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبه وأنا شاهد فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ

٩

وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اللهم هؤلاء أهل بيتي قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي وقال : سمعه الوليد بن مزيد من الأوزاعي. حديث حسن.

ومنهم شيخ الإسلام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني المتوفى ٧٢٨ ه‍ في «قواعد الأديان» (ص ٢٦ ط دار القلم للتراث ـ الهرم) قال :

وقد روى الامام أحمد والترمذي وغيرهما عن أم سلمة : أن هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كساءه على علي وفاطمة والحسن والحسين رضي‌الله‌عنهم فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وقال أيضا في ص ٢٧ : ولما بين سبحانه أنه يريد أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرا ، دعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأقرب أهل بيته وأعظمهم اختصاصا به ، وهم علي وفاطمة ، رضي‌الله‌عنهما ، وسيدي شباب أهل الجنة ، جمع الله لهم بين أن قضى لهم بالتطهير ، وبين أن قضى لهم بكمال دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان في ذلك ما دلنا على أن إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم نعمة من الله ، ليسبغها عليهم ، ورحمة من الله وفضل لم يبلغوهما بمجرد حولهم وقوتهم ، إذ لو كان كذلك لاستغنوا بهما عن دعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كما يظن من يظن أنه قد استغنى في هدايته وطاعته عن إعانة الله تعالى له ، وهدايته إياه.

وقال شيخ الإسلام المذكور في كتاب «الفتاوى الكبرى» ج ١ ص ٥٥.

مسألة : في رجل قال في علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه إنه ليس من أهل البيت ، ولا تجوز الصلاة عليه ، والصلاة عليه بدعة؟

الجواب : أما كون علي بن أبي طالب من أهل البيت ، فهذا مما لا خلاف بين المسلمين فيه ، وهو أظهر عند المسلمين من أن يحتاج إلى دليل ، بل هو أفضل أهل البيت ، وأفضل بني هاشم بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد ثبت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أدار كساه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب الرجس عنهم وطهرهم تطهيرا.

١٠

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الله الليثي الأنصاري في «مقدمة كتاب مسند أهل البيت عليهم‌السلام لأحمد بن حنبل» (ص ٤ ط مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت) قال :

أما بعد : فقد قال الله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب ـ ٣٣].

ومنهم العلامة المورخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى ٧١١ ه‍ في «مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر» (ج ١٧ ص ٣٢٩ ط دار الفكر) قال :

قال [عمرو بن ميمون] : ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الحسن والحسين وعليا وفاطمة عليهم‌السلام ، ومدّ عليهم ثوبا ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في «التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية» (ص ٣١١ ط مكتبة الرياض الحديثة) قال :

بيته علي وفاطمة والحسن والحسين الذي أدار عليهم الكساء وخصهم بالدعاء ، ذكره الشيخ تقي الدين.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في .. خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام» (ص ٤٦٣ ط ٢ دار الريان للتراث) قال :

ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مضطجعا على كساء حبري عند زوجته أم المؤمنين أم سلمة ، وكانت قائمة تصلي ، فدخلت عليه فاطمة الزهراء تحمل له برمة فيها خزيرة ، فقال لها : ادع لي زوجك وابنيك فجاء علي وحسن وحسين ، فدخلوا ، فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ؛ وهبط جبريل ، عليه‌السلام ، وتلا على النبي الكريم قول الله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

فأخذ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرفا من الكساء الذي كان يضطجع فوقه ،

١١

فغطى به فاطمة وعليا وحسنا وحسينا ، ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء ، ثم قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الحليم أبو شقة في «تحرير المرأة في عصر الرسالة» (ج ٣ ص ٤١ ط ١ دار القلم ـ الكويت ـ عام ١٤١٠) قال :

عن عائشة : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [رواه مسلم].

ومنهم المحق الفاضل محمد شكور محمود الحاج امرير في «الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني» (ج ١ ص ٢٣١ ط ١ دار عمار ـ عمان والمكتب الكلامي بيروت) قال :

حدثنا الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني بطرسوس. حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا عمار بن محمد ، عن سفيان الثوري ، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه في قوله جل وعز : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : نزلت في خمسة : في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، رضي‌الله‌عنهم.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلي الله عليه وآله واتباع السنة» (ص ١٨) قال :

وأوضح لنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكانة الامام علي وزوجه فاطمة وسيدنا الحسن وسيدنا الحسين فعن عائشة أنها قالت : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ

١٢

الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) رواه مسلم.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الصابوني الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة في «من كنوز السنة» (ص ١٤١ ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة) قال : ومن محبة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم تتولد محبة (آل البيت) ، محبة آله وعشيرته ، لأن من أحب شخصا أحب من يلوذ به وينتسب اليه ، ولا شك أن آل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم هم أحق الناس بالحب والتقدير ، وقد أثنى الله عليهم بقوله (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ، فمحبتهم محبة للرسول ، وتكريمهم تكريم له صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد الأمين بن محمد المختار الحكبني الشتقيطي في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» (ج ٦ ص ٥٧٩ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال :

وقال بعض أهل العلم : إن أهل البيت في الآية هم من تحرم عليهم الصدقة والعلم عند الله تعالى. وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) ، الآية. يعني أنه يذهب الرجس عنهم ، إلخ.

ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٣٠ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :

انه دعاهم ثم تلا هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ) ... أبو هريرة.

ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزى الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود ٧٤١ والمتوفى ٧٩٢ ه‍ في «التسهيل لعلوم التنزيل» (ج ٣ ص ١٣٧ ط دار الفكر) قال :

(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ) (الرجس) أصله النجس ، والمراد به هنا النقائص والعيوب (أهل البيت) منادى أو منصوب على

١٣

التخصيص ، وأهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هم أزواجه وذريته وأقاربه كالعباس وعلي وكل من حرمت عليه الصدقة ، وقيل المراد هنا أزواجه خاصة ، والبيت على هذا المسكن ، وهذا ضعيف لأن الخطاب بالتذكير ، ولو أراد ذلك لقال عنكن وروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ وعلي وفاطمة والحسن والحسين.

ومنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في «عقيلة الطهر والكرم زينب الكبرى» (ص ٢٨ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال :

روي من طرق صحيحة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، جاء ومعه علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وقد أخذ كل واحد منهما بيده صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا على فخذيه ، ثم لف عليهما كساء ، ثم تلا هذه الآية : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

وفي رواية قال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وفي أخرى : قال : اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ، كما جعلتها على إبراهيم ، إنك حميد مجيد.

إلى أن قال : ويحتمل ان التخصيص بالكساء لهؤلاء الأربع لأمر الهي ، يدل عليه حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها أنها قالت : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه المصطفى من يدي فقلت : وأنا معكم يا رسول الله؟ فقال : إنك من أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإنك على خير.

وروى أحمد في مسنده والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي علي ، وحسن ، وحسين ، وفاطمة رضوان الله عليهم أجمعين.

وروى ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والطبراني والحاكم وصححه عن أنس أن

١٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يمر ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر فيقول : الصلاة أهل البيت ... (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) اه.

ومنهم الفاضل المعاصر؟ في «فهرس مسند أبي يعلى» (ج ١٤ ص ٩٠ ط دار المأمون للتراث) قال : جلّل عليا وحسنا وحسينا وفاطمة كساء ثم قال ...

ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٥٤١ ط ١ دار الحكمة اليمانية) قال :

(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الآية نزلت في النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام) يعني إنما يذهب بأمره ونهيه فيأمركم بمكارم الأخلاق ومعالي الأمور ، والرجس الإثم الذي نهى الله عنه ، قيل : الشيطان والشرك.

ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في «معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول ـ في التوحيد» (ج ٢ ص ٤٨٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال:

ويدخل أهل بيته في هذه الآية من باب أولى بل بنص الحديث الخمسة الذين جللهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكسائه كما

في صحيح مسلم عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ثم قال (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص ٤٨٢ ط دار

١٥

الريان) قال :

وكثيرا ما بيّن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أهل بيته الذين نزلت في حقهم الآية الشريفة هم علي بن أبي طالب ، وفاطمة الزهراء وولديهما الحسن والحسين فقد قال واثلة بن الأسقع : لقد رأيتني ذات يوم ، وقد جئت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيت أم سلمة ، فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبّله ، ثمّ جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله ، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ، ثم دعا بعلي ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في .. فهارس أحاديث وآثار مسند الامام أحمد بن حنبل (ج ١ ص ٣٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) أنس ٣ / ٢٨٥.

(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) ٦ / ٢٩٢.

(إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ).

قاله لأهل بيت علي عمرو بن ميمونة ١ / ٣٣١.

ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في «فهرس أحاديث نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم» لأبي عبد الله الترمذي (ص ٣٢ ط دار النور الإسلامي ودار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :

أنه لما نزلت هذه الآية دخل عليه علي وفاطمة والحسن ...

١٦

مستدرك

الآية الثانية ـ قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)

(الشورى : ٢٣)

قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أعلام الامة ـ في ج ٣ ص ٢ ـ إلى ٢٢ وج ١٤ ص ١٠٦ ـ إلى ص ١١٥ وج ٢٠ ص ٧٨ و ٧٩. ونستدرك هاهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق.

فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الانسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٦٢٤ ط ١ دار الحكمة اليمانية) قال :

(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) أي على ما أدعوكم إليه (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، قال جار الله : انها لما نزلت قيل : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ويدل عليه ما روي عن علي عليه‌السلام قال : شكوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حسد الناس ، قال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا. وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه فأنا أجازه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في «رياض الجنة في محبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واتباع السنة» (ص ١٦) قال :

وتجب محبة آل البيت ومودتهم قال الله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

١٧

ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في علي إمام المتقين (ج ١ ص ٤٩ ط مكتبة غريب الفجالة) قال :

ولما نزلت الآية الكريمة : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) سئل الرسول : من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم. قال : علي وفاطمة وولدهما.

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن المدني المغربي المالكي في الدرر المكنونة (ص ١١ ط المطبعة الفاسية) قال :

وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قال : قربى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخرج الطبراني والبزار عن الحسن بطرق بعضها حسن انه خطب خطبة بليغة قال أنا الحسن بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى مودتهم وموالاتهم فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين ـ نظرات في اشراق فجر الإسلام» (ص ٤٨٤ ط دار الريان للتراث) قال :

وأنزل الله في كتابه العزيز ما يدعم تعاليم الرسول فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى).

ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي في «غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن» (ص ٤٦٥ ط دار قتيبة) قال :

(إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [الآية ٢٣] هي : مودتهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قرابته منهم ، فيصدّقونه ، ولا يؤذونه ، وقيل : هي مودة أقاربه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأجله ، وقيل : هم بنو فاطمة ، وقيل : بنو عبد المطلب ، وقيل : أهل الخمس.

١٨

ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد في «التنب يهات السنية على العقيدة الواسطية» (ص ٣١٠ ط مكتبة الرياض الحديثة) قال :

قوله ويحبون أهل بيت رسول الله إلخ. أي أن أهل السنة والجماعة يحبون أهل بيت الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويتولونهم ويحترمونهم ويكرمونهم لقرابتهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاحترامهم ومحبتهم والبر بهم من توقيره واحترامه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وامتثالا لما جاء به الكتاب والسنة من الحث على ذلك ، قال تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقد تكاثرت الأحاديث بالأمر بذلك والحث عليه. قال ابن كثير رحمه‌الله بعد كلام : ولا ننكر الوصاية بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة وأشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد الونشريسي التلمساني المتولد في حدود سنة ٨١٤ والمتوفى بفأس ٩١٤ ه‍ في كتاب «المعيار المعرب» (ج ٢ ص ٥٤٥ ط بيروت) قال :

ومما يدل على احترام ذريته صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أي إلّا أن تودّوني في قرابتي ، والذرية أقرب القرابة.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ٥ ص ٤٦٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال : علي وفاطمة وابناهما طب ٣ : ٣٩ ، ١١ : ٤٤٤ ـ مجمع ٧ : ١٠٣ ، ٩ : ١٦٨ ـ كشاف ١٤٥ ـ قرطبي ١٦ : ٢٢ ـ كثير ٣ : ٩٨.

علي وفاطمة والحسن أهلي خفا ٢ : ٩٣.

علي وفاطمة والحسن والحسين كثير ٣ : ٩٨ ـ قرطبي ١٦ : ٢٢.

١٩

علي وفاطمة وولداهما منثور ٦ : ٧ ـ مسير ٧ : ٢٨٥ ـ قرطبي ١٦ : ٢٢ ـ كثير ٣ : ٩٨.

ومنهم العلامة شهاب الدين محمد أحمد الجعفي في «تفسير آية المودة» ق ١٢

قال في قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وقيل : هم ولد عبد المطلب ويدل عليه ما روى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين والمهدي.

مستدرك

الآية الثالثة ـ قوله تعالى سلام على آل ياسين (الصافات : ١٣٠)

قد تقدم الأحاديث التي تدل على نزولها في أهل البيت عليهم‌السلام نقلا عن العامة في ج ٣ ص ٤٤٩ وج ٩ ص ١٢٧ وج ١٤ ص ٣٦٠ وج ١٨ ص ٥٠٣ وج ٢٤ ص ١٤٢ ومواضع أخرى. ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق. رواه جماعة.

فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في «تفسير الأعقم» (ص ٥٧٨ ط ١ دار الحكمة اليمانية) قال :

سلام على آل ياسين. وقيل : آل محمد روي في الحاكم.

مستدرك

الآية الرابعة ـ قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) (سورة الرحمن / ١٩ و ٢٠)

قد تقدم ما ورد في نزولها في أهل البيت عليهم‌السلام عن العامة في ج ٣ ص ٢٧٤ وج ٩ ص ١٠٧ وج ١٤ ص ٢٥٦ وج ٢٠ ص ٨٨ ومواضع أخرى.

٢٠