إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٢

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

ابن راشد ، قال : كان من حديث ابن ملجم وأصحابه ـ الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الوهاب النجار في «الخلفاء الراشدون» (ص ٤٦٨ ط ١ دار القلم ـ بيروت)

فذكر الحديث مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص ٢٨٨ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت)

فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ص ٢٠٧ ط القاهرة) قال :

قالوا : انتدب ثلاثة نفر من الخوارج ـ الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد رواس قلعه جي في «موسوعة فقه إبراهيم النخعي عصره وحياته» (ج ١ ص ٢٠ ط ٢ دار النفائس ـ بيروت)

فذكر مؤامرة الخوارج الثلاثة.

ومنهم الشريف علي فكري الحسيني المصري في «السمير المهذب» (ج ٢ ص ٢٢٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

ثم اتفق ثلاثة منهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص ليلة السابع عشر ـ إلى آخره.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في

٦٤١

«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٩١ ط دار الفكر) قال :

انتدب ثلاثة نفر من الخوارج ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج ٥ ص ١٧٢ ط دار الكتب العلمية بيروت)

فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» عليه‌السلام (ص ١٢٢ ط مكتبة غريب بالقاهرة)

فذكر قصة المؤامرة كما تقدم.

ومنهم المولوي ولي الله اللكهنوي في «مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين» (ص ١٥١) قال :

وقال في الاستيعاب : كان عبد الرحمن بن ملجم اشترط قتل على عليه‌السلام ـ فذكر القصة.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ٦١٣ ط دار الجيل في بيروت)

ذكر سبب قتله عليه‌السلام وقصة المؤامرة كما تقدم.

٦٤٢

مستدرك

قول علي : فزت وربّ الكعبة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٨ ص ٧٩٥ وج ١٨ ص ١٥٧ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر في «ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٣٠٣ ط دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدثني هارون بن أبي يحيى ، عن شيخ من قريش أن عليا قال لما ضربه ابن ملجم : فزت ورب الكعبة.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي في «المحن» (ص ٨٠ ط دار الغرب الإسلامي) قال :

قال ابن أبي الدنيا : وحدثني هارون بن نجيح ، عن شيخ من قريش أن عليا لما ضربه ابن ملجم قال : فزت ورب الكعبة.

٦٤٣

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٩٤ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وذكر ابن عبد البر : أنهم اختلفوا هل ضربه ابن ملجم في الصلاة أو قبل الدخول فيها فهل استخلف ثم أتم الصلاة ، والصحيح أنه استخلف جعدة بن هبيرة المقدم ذكره. وقيل : إنه لمّا ضربه ابن ملجم وقال : فزت وربّ الكعبة ، لم يتكلم بعد ذلك بغير لا إله إلا الله.

مستدرك

إن قاتل علي عليه‌السلام

أشقى الأولين والآخرين وأشقى الناس

قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٥ ص ٥٠ وج ٧ ص ٣٤١ وج ١٤ ص ٥١٠ وج ١٧ ص ٣٥٠ ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى سنة ٣٠٧ في «مسند أبي يعلى» (ج ١ ص ٣٧٧ ط دار المأمون للتراث ـ دمشق) قال :

حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا رشدين بن سعد ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن عثمان بن صهيب ، عن أبيه ، قال : قال علي : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة ، قال : صدقت ، فمن أشقى

٦٤٤

الآخرين؟ قلت : لا علم لي يا رسول الله ، قال : الذي يضربك على هذه ـ وأشار بيده إلى يافوخه ـ.

وكان يقول : وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضّب هذه من هذه ، يعني لحيته من دم رأسه.

ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي في «رفع الخفا شرح ذات الشفا» (ج ٢ ص ٢٧٢ ط عالم الكتب) قال :

وروى الطبراني وأبو يعلى بسند ـ رجاله ثقات إلا واحدا منهم فإنه موثق أيضا ـ أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له يوما : من أشقى الأولين؟ قال : الذي عقر الناقة يا رسول الله ، قال : صدقت ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قال : لا علم لي به ، قال : الذي يضربك على هذه ـ وأشار صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى يافوخه ـ فكان علي رضي‌الله‌عنه يقول لأهل العراق ـ أي عند تضجره منهم : وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه يعني لحيته من هذه ووضع يده على مقدم رأسه.

أخرج الإمام أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : أشقى الناس رجلان : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى يبل منه هذه يعني لحيته.

وروي بطرق أخر.

ومنهم الحافظ محمد بن الحسين العراقي الحسيني في «تعليقته على شرح ألفية العراقي» (ج ٣ ص ١٤٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

(كذلك) غدر (بعلي) بن أبي طالب فقتله غيلة (في) شهر رمضان من عام (الأربعين) من الهجرة عبد الرحمن بن ملجم المرادي (ذو الشقاء الأزلي) أي القديم بقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في خبر النسائي لعلي : أشقى الناس الذي عقر

٦٤٥

الناقة والذي يضربك على هذا ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه يعني لحيته.

ومنهم مأمون غريب المصري القاهري في «خلافة علي بن أبي طالب» عليه‌السلام (ص ١٢١ ط مكتبة غريب) قال :

فقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي عليه‌السلام : أتعلم أشقى الأولين؟ قال علي : عاقر ناقة صالح ـ فذكر الحديث.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٨٦ ط دار الفكر) قال :

وعن صهيب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : من أشقى الأولين؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قال : لا علم لي يا رسول الله ، قال : الذي يضربك على هذه ـ وأشار بيده إلى يافوخه ـ يخضب هذه من هذه ـ يعني لحيته ـ فكان علي يقول : ألا يخرج الأشقى الذي يخضب هذه ـ يعني من هذه ـ يعني مفرق رأسه.

وعن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ، من بطن ينبع. فلما نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقام بها شهرا ، فصالح بها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ، فوادعهم ، فقال له علي بن أبي طالب : هل لك يا أبا اليقظان أن تأتي هؤلاء ـ نفر من بني مدلج ، يعملون في عين لهم ـ ننظر كيف يعملون؟ فأتيناهم فنظرنا إليهم ساعة ثم غشينا النوم فعمدنا إلى صور من النخل في دقعاء من الأرض ، فنمنا فيه ، فو الله ما أهبّنا إلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقدمه ، فجلسنا وقد تترّبنا من تلك الدقعاء ، فيومئذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : يا أبا تراب ، لما عليه من التراب. فأخبرناه بما كان من أمرنا فقال : ألا أخبركما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى ، يا رسول الله ، فقال : أحيمر ثمود الذي

٦٤٦

عقر الناقة ، والذي يضربك يا علي على هذه ـ فوضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده على رأسه ـ حتى يبلّ منها هذه ، ووضع يده على لحيته.

وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أشقى ثمود؟ قالوا : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى هذه الأمة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : قاتلك يا علي.

ومنهم محمد عزت الطهطاوي في «محمد نبي الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن» (ص ٢٦٢ ط مكتبة النور ـ مصر الجديدة) قال :

وقوله لعلي بن أبي طالب : أشقى الناس رجلان الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذه ـ وأشار إلى يافوخه ـ حتى تبتل منه هذه وأشار إلى لحيته فكان كما قال.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ١١ ص ١٩٧ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :

يا علي ألا أنبئك شر الناس.

مسانيد ٣ / ٦٠٦.

وقال أيضا في ص ٢٠١ :

يا علي من أشقى الأولى.

كر ٧ / ٢٤٥.

أيا علي من أشقى الأولين والآخرين.

سعد ٣ : ١ : ٢٢ ـ صحيحة ٣ / ٧٨ ، ٨٨ ـ كنز ٣٦٥٨٧.

ومنهم الفاضل المحقق أبو منصور أحمد ميرين البلوشي المدني في «تعليقات خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام» للنسائي المتوفى سنة ٣٠٣

٦٤٧

(ص ١٦٤ ط مكتبة المعلى ـ الكويت) قال :

أخرجه عبد بن حميد (٩٢) والبخاري في التاريخ الكبير (٨ / ٣٢٠) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١٥ / أ) والطبراني في الكبير (١ / ٦٣) والحاكم (٣ / ١١٣) والخوارزمي (٢٧٤) وابن عساكر (١٢ / ٢٠٦ / أ) وابن الأثير في أسد الغابة (٤ / ٣٣) وابن المؤيد الجويني في فرائد السمطين (١ / ٣٨٧) من طريق زيد بن أسلم ، أن أبا سنان الدؤلي حدثه ، عن علي قال : سمعت الصادق المصدوق صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إنك ستضرب ضربة هاهنا ـ وأشار إلى صدغيه ـ فيسيل دمها حتى يخضب لحيتك ، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود. وصححه الحاكم على شرط البخاري.

قلت : هو صحيح بلا ريب.

وله طريق آخر أخرجه أحمد في المسند (١ / ١٣٠) والخطيب (١٢ / ٧٥) وابن المغازلي (٢٠٥) وابن عساكر (١٢ / ٢٠٤ ، ٢٠٥) من طريق سالم بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن سبع ، عن علي نحوه.

وقال الهيثمي في المجمع (٩ / ١٣٧) : رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن سبع ، وهو ثقة.

قلت : عبد الله بن سبع لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال عنه ابن حجر : مقبول ، فيحسن حديثه عند المتابعة كما هو الحال هنا.

وأخرج نحوه عبد الرزاق في مصنفه (١٠ / ١٥٤) عن معمر ، عن أيوب عن ابن سيرين ، عن عبيدة قال : سمعت عليا يقول ... وذكر نحوه موقوفا.

وإسناده صحيح ، رواته أعلام ثقات ، وهو إن كان موقوفا فله حكم الرفع ، لأن هذا مما لا يقال بالرأي.

وله شاهد آخر من حديث صهيب أخرجه أبو يعلى (ق ١٢٥ / ٢ ـ المقصد العلي) والطبراني في الكبير (٨ / ٤٥) وابن الأثير في أسد الغابة (٤ / ٣٤) من طريق رشدين

٦٤٨

ابن سعد ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن عثمان بن حبيب ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال يوما لعلي : من أشقى الأولين؟ وذكر الحديث.

وقال الهيثمي في المجمع (٩ / ١٣٦) : رواه أبو يعلى والطبراني ، وفيه رشدين بن سعد ، وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات.

قلت : رشدين هذا قال عنه الحافظ : ضعيف وضعفه من قبل حفظه فيستشهد به.

وله شواهد أخرى اكتفيت بهذا منها ، ومن أراد التوسع فليرجع إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم الحديث (١٧٤٣).

ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في «تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه» (ج ٤ ص ٤٧٦) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي ، أشقى الأولين عاقر ناقة صالح وأشقى الآخرين قاتلك.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي في «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» (ج ٣ ص ٥٤٩ ط بيروت) قال :

واستدل القائلون بأن ابن ملجم كافر بالحديث الذي رواه علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من أشقى الأولين؟ قلت : عاقر الناقة. قال : صدقت ، فمن أشقى الآخرين؟ قلت : لا علم لي يا رسول الله. قال : الذي يضربك على هذا ـ وأشار بيده على يافوخه ـ فيخضب هذه من هذه ـ يعني لحيته ـ من دم رأسه.

ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «المنتظم» (ج ٥ ص ١٧٤ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

٦٤٩

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال : أخبرني علي بن القاسم البصري : قال : حدثنا علي بن إسحاق المادرائي ، قال : أخبرنا الصنعاني محمد بن إسحاق ، قال : أخبرنا إسماعيل بن أبان الوراق ، قال : حدثنا ناصح أبو عبد الله المحلمي ، عن سماك ، عن جابر بن سمرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي بن أبي طالب : من أشقى الأولين؟ قال : عاقر الناقة ، قال : فمن أشقى الآخرين؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : قاتلك.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في «الحلي بتخريج فضائل علي» (ص ١١٠ ط دار الكتاب العربي ـ بيروت) قال :

أخبرنا محمد بن وهب قال : حدثنا محمد بن سلمة قال : حدثنا ابن إسحاق ، عن يزيد بن محمد بن خثيم ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن محمد بن خثيم ، عن عمار ابن ياسر ، قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ـ من بطن ينبع ـ فلما نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقام بها شهرا ، فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم ، فقال لي علي رضي‌الله‌عنه : هل لك يا أبا اليقظان ، أن تأتي هؤلاء ـ نفر من بني مدلج يعملون في عين لهم ـ فتنظر كيف يعملون؟ قال : قلت إن شئت ، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة ، ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور من النخل ، وفي دقعاء من التراب ، فنمنا فو الله ما أهبّنا الا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحركنا برجله ، وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها ، فيومئذ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي رضي‌الله‌عنه : مالك يا أبا تراب؟ (لما يرى عليه من التراب) ثم قال : ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : أحيمر ثمود الذي عقر الناقة ، والذي يضربك على هذه ـ ووضع يده على قرنه ـ حتى يبل منها هذه ، وأخذ بلحيته.

وقال أيضا في ص ١٣١ :

٦٥٠

حديث جابر بن سمرة رضي‌الله‌عنه :

أخرجه الطبراني في «الكبير» (ج ٢ رقم ٢٠٣٧) من طريق إسماعيل بن أبان ، ثنا ناصح ، عن سماك ، عن جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعليّ رضي‌الله‌عنه : من أشقى ثمود؟ قال : من عقر الناقة. قال : فمن أشقى هذه الأمة؟ قال : الله أعلم ، قال : قاتلك. قلت : وسنده تالف ، وناصح أبو عبد الله هذا متروك كما قال الهيثمي في «المجمع» (٩ / ١٣٦).

ومنهم الحافظ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين في «فتح المغيث بشرح ألفية الحديث» (ص ٤٥١ ط مكتبة السنة بالقاهرة) قال :

وأما قول ابن زبر : قتل ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت منه سنة تسع وثلاثين ، فوهم ولم أر من تابعه عليه ، وكان الذي قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي أشقى الآخرين كما في حديث صهيب ، وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال لعلي : أشقى الناس الذي عقر الناقة والذي يضربك على هذا ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه ، يعني لحيته ، وأشرت إلى ذلك بقولي (ذو الشقاء الأزلي).

ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في «العشرة المبشرون بالجنة في طبقات ابن سعد» (ص ٢٠٤ ط ٣ الزهراء للإعلام العربي ـ القاهرة) قالوا :

قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا موسى بن عبيدة ، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس أو أيوب بن خالد أو كليهما ، أخبرنا عبيد الله أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال لعلي : يا علي من أشقى الأولين والآخرين؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأولين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا علي ، وأشار إلى حيث يطعن.

٦٥١

ومنهم العلامة رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في «إظهار الحق» (ج ٢ ص ١٥٣ ط دار الجيل ـ بيروت) قال :

وإن أشقى الآخرين من يصبغ هذه من هذه ، يعني لحية علي من دم رأسه ، يعني يقتله.

ومنهم العلامة البيهقي في «السنن الكبرى» (ج ٨ ص ٥٨) قال :

قال الشافعي (ره) : قال أبو يوسف عن رجل ، عن أبي جعفر انّ الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما قتل ابن ملجم بعلي رضي‌الله‌عنه ، قال أبو يوسف : وكان لعلي رضي‌الله‌عنه أولاد صغار ، قال بعض أصحابنا : إنّما استبد الحسن بن علي رضي‌الله‌عنه بقتله قبل بلوغ الصغار من ولد على رضي‌الله‌عنه لأنّه قتله حدّا لكفره لا قصاصا.

ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري في «الإمام المهاجر» (ص ١٦٤ ط دار الشروق بجدة) قال :

مات كرم الله وجهه شهيدا بسيف الخوارج الذين قال فيهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هم شرار أمتي ، فقد روى البزار بإسناد حسن أن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في شأن الخوارج : هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي. تولّى قتله المجرم الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الأثيم ، وقتل به بعد موته ، كرم الله وجهه ورضي عنه.

٦٥٢

مستدرك

وصايا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام

حين رحلته إلى دار البقاء

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٨ ص ٧٩٨ وج ١٨ ص ٢٥٠ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم بن تمام بن تميم التميمي القيرواني المغربي المالكي المولود سنة ٢٥١ والمتوفى ٣٣٣ في «المحن» (ص ٨٢ ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة ١٤٠٣) قال :

وحدثني عبد الله بن الوليد ، قال : حدثنا علي بن كثير ، قال : حدثنا خلف بن تميم الكوفي ، قال : حدثنا أبو الحسن ، عن حاتم الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، قال : أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى ابنه الحسن قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب ، أوصى بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ، وإني أوصيك يا حسن وجميع أهلي وولدي ومن بلغه كتابي أن يتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : (صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) ، فإن المبيرة الحالقة فساد ذات البين ولا قوة إلا بالله ، أنظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم

٦٥٣

الحساب ، والله الله في الأيتام لا تبغوا أفواههم ولا يضيعن بحضرتكم ، والله الله في جيرانكم فإنها وصية رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه يورثهم ، والله الله في القرآن لا يسبقن إلى العمل به غيركم ، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم ، والله الله في بيت ربكم فلا يخلون ما بقيتم ، والله الله في رمضان وصيامه فإنه جنة لكم من النار ، والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ، والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم ، والله الله في ذمّة نبيكم لا تظلم بين أظهركم ، والله الله في أصحاب نبيكم ، فإن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قد أوصى بهم ، والله الله في الفقراء والمساكين شاركوهم في معايشكم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : (أوصيكم بالضعيفين اليتيم وما ملكت أيمانكم) ، ولا تخافن في الله لومة لائم ، يمنعكم ممن أرادكم وبغى عليكم ، وقولوا للناس حسنا كما أمر الله تبارك وتعالى ، لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فيولي الأمر شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم ، عليكم بالتواصل والتباذل ، وإياكم والتقاطع والتدابر ، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، حفظكم الله من أهل بيت ، وحفظ فيكم نبيكم ، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السّلام ورحمة الله.

ثم لم ينطق بشيء إلا بلا إله إلا الله حتى قضى ـ رحمة الله عليه ورضوانه عنه ـ في العشر الأواخر من رمضان.

ومنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر في «ترجمة الإمام علي عليه‌السلام من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٣٠٤ ط دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت) قال :

أخبرنا أبو السعود أحمد بن محمد [بن] علي بن محمد بن المحلي ، أنبأنا محمد

٦٥٤

ابن أحمد العكبري ، أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان.

حيلولة : قال : وأنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله بن علي بن أيوب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجراح ، قالا أنبأنا أبو بكر بن دريد ، عن إبراهيم بن بسطام الأزدي الوراق ، أخبرني عقبة بن أبي الصهباء قال : لما ضرب ابن ملجم عليا دخل عليه الحسن وهو باك ، فقال له : ما يبكيك يا بني؟ قال : وما لي لا أبكي وأنت في أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا. فقال : يا بني احفظ أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت معهن. قال : وما هن يا أبة؟ قال : إن أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب ، وأكرم الحسب الكرم [و] حسن الخلق.

قال [الحسن] : قلت : يا أبة هذه الأربع ، فأعطني الأربع الآخر. قال : إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك ، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب إليك البعيد ويبعد عليك القريب ، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما يكون إليه ، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه.

أنبأنا أبو علي الحداد ؛ وجماعة قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريده [كذا] أنبأنا سليمان ابن أحمد الطبراني ، أنبأنا القاسم بن عباد الخطابي البصري ، أنبأنا سعيد بن صبيح ، قال : قال هشام بن الكلبي :

عن عوانة بن الحكم قال : لما ضرب عبد الرحمن بن ملجم عليا وحمل إلى منزله أتاه العوّاد ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال :

كل امرئ ملاق ما يفر منه في فراره ، والأجل مساق النفس والهرب من آفاته ، كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا اخفا [ء] ه هيهات علم مخزون.

أما وصيتي إياكم فالله عزوجل لا تشركوا به شيئا ، ومحمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا تضيعوا سنته ، أقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم ما لم تشردوا.

حمل كل امرئ مجهوده وخفف عن الجهلة برب رحيم ودين قويم وإمام عليم.

٦٥٥

كنا في [مهب] رياح وذرى أغصان وتحت ظل غمامة اضمحل مركدها فمحطها عاف جاوركم بدني أياما تباعا ثم هوى فستعقبون من بعده جثة حوا [ء] ساكنة بعد حركته ، كاظمة بعد نطوق [ليعظكم هدوئي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي] إنه أوعظ للمعتبر [ين] من نطق البليغ وداعيكم [و] داع [امرئ] مرصد للتلاق غدا ترون أيامي ، ويكشف [لكم] عن سرائري ، لن يحاشي الله إلا أن أتزلفه بتقوى فيغفر عن فرط موعود عليكم السّلام إلى يوم اللزام ، إن أبق فأنا ولي دمي ، وإن أفن فالفناء ميعادي ، العفو لي قربة ولكم حسنة ، فاعفوا عفا الله عنا وعنكم ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم.

ثم قال [عليه‌السلام] :

عش ما بدا لك قصرك الموت

لا مرحل عنه ولا فوت

بينا غنى يبت بهجته

زال الغنى وتقوض البيت

يا ليت شعري ما يراد بنا

ولقلما يجدي لنا ليت

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني عبد الله بن يونس بن بكير ، حدثني أبي ، عن أبي عبد الله الجعفي ، عن جابر ، عن محمد بن علي [قال :] إن عليا لما ضربه [ابن ملجم] أوصى بنيه ثم لم ينطق إلا [ب] لا إله إلا الله حتى قبضه الله.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد ، وأبو علي الحسن بن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن أحمد ، أنبأنا محمد بن بشر أخي خطاب ، أنبأنا عمر بن زرارة الحدثي ، أنبأنا الفياض ابن محمد الرقي ، عن عمرو بن عيسى الأنصاري ، عن أبي مخنف ، عن عبد الرحمن بن جندب بن عبد الله ، عن أبيه قال : لما فرغ علي من وصيته قال : أقرأ عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته. ثم لم يتكلم بشيء إلا [ب] لا إله إلا الله حتى قبضه

٦٥٦

الله رحمة الله ورضوانه عليه.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق ٩٤ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

فدعا حسنا وحسينا وقال : أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تبكيا على شيء منها زوى عنكما وقولا الحق وارحما اليتيم وأغيثا للضائع وأعينا الملهوف واغنما الأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا واعملا بما في كتاب الله ولا تأخذ كما في الله لومة لائم. ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال : نعم ، [قال :] فإني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك [ثم قال لهما :] وأوصيكما به فإنه سيفكما وابن أبيكما وقد علمتما أن أبا كما كان يحبّه. ثم قال للحسن : إني أوصيك يا بني بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحسن الوضوء فإنه لا صلاة إلا بطهور ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة ، وأوصيك بغفر الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم والحلم عن الجاهل والثبات في الأمر [بالمعروف] والنهي عن المنكر واجتناب الفواحش. فلما حضرته الوفاة أوصاه وصيته الجامعة ، رحمه‌الله ورضي عنه وجمعنا به في دار الآخرة.

ولا عجب للأسد إن ظفرت بها

كلاب الأعادي من فصيح وأعجم

فحربة وحشي سبقت حمزة الردى

وموت علي من حسام ابن ملجم

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ٦١١ ط دار الجيل في بيروت) قال :

ثم دعا الحسن والحسين فقال لهما : أوصيكما بتقوى الله ـ فذكر الوصية مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب» للباعوني باختلاف قليل.

٦٥٧

وليس فيه : أغيثا ، والملهوف ، واغنما الأجر ، وبدله : واصنعا للآخرة.

وفيه : خصيما بدل خصما. وفيه بعد لومة لائم : لا إله إلا الله هذا شيء فوق مستوى البشر. وفيه بعد لعظيم حقهما عليك : فاتبع أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما. وفيه مكان سيفكما : شقيقكما. وفيه بعد الصلاة : لوقتها. وبعد الزكاة : عند محلّها.

وليس فيه : ولا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة ، وفيه بعد الجاهل : ... والتفقه في الدين والتثبت بدل : والثبات ، وفيه : والتعاهد للقرآن وحسن الجوار والأمر بالمعروف ، ولم ينطق إلا بلا إله إلا الله حتى مات.

ومنهم العلامة زين الدين عمر بن مظفر ابن الوردي في «تتمة المختصر في أخبار خير البشر» (ق ٦٢ مخطوطة إحدى مكاتب إسلامبول) قال :

ودعا الحسن والحسين وقال : أوصيكما بتقوى الله ولا تبغيا الدنيا ولا تبكيا على شيء زوى عنكما منها. ثم لم ينطق إلا لا إله إلا الله حتى قبض.

ومنهم الفاضل الشيخ عبد الوهاب النجار في «الخلفاء الراشدون» (ص ٤٧٠ ط دار العلم ـ بيروت) قال :

فدعا حسنا وحسينا فقال : أوصيكما بتقوى الله وألّا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ، ولا تبكيا على شيء زوى عنكما ، وقولا الحق وارحما اليتيم وأغيثا الملهوف واصنعا للآخرة وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا ، اعملا بما في الكتاب ولا تأخذكما في الله لومة لائم.

ثم نظر إلى محمد بن الحنفية فقال : هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ قال : نعم ، فقال : إني أوصيك بمثله وأوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقهما عليك فاتبع أمرهما ولا تقطع أمرا دونهما. وما زال يوصيهم بمحاسن الأخلاق والتقوى ، وما زال يقول لا إله إلا الله حتى قبض صبيحة يوم الأحد ١٧ رمضان سنة ٤٠. وكان قد

٦٥٨

نهاهم عن المثلة وقال : يا بني عبد المطلب ، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين تقولون : قتل أمير المؤمنين ، قتل أمير المؤمنين ، ألا لا يقتلن إلا قاتلي. انظر يا حسن ، إن أنا متّ من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ولا تمثل بالرجل فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور.

ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص ٢٠٤ ط الزهراء للإعلام العربي) قالوا :

قال : أخبرنا خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت ، قالا : أخبرنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن ابن الحنفيّة ، قال : دخل علينا ابن ملجم الحمّام وأنا وحسن وحسين جلوس في الحمام ، فلما دخل كأنهما اشمأزّا منه وقالا : ما أجرأك تدخل علينا ، قال فقلت لهما : دعاه عنكما فلعمري ما يريد بكما أحشم من هذا. فلما كان يوم أتي به أسيرا قال ابن الحنفية : ما أنا اليوم بأعرف به مني يوم دخل علينا الحمام ، فقال علي : إنه أسير فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه ، فإن بقيت قتلت أو عفوت ، وإن متّ فاقتلوه قتلتى ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد السّلام محمد هارون في كتابه «تهذيب إحياء علوم الدين» للغزالي (ج ٢ ص ٣٠٢ ط القاهرة) قال :

وعن محمد بن علي : أنه لما ضرب أوصى بنيه ، ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله ، حتى قبض.

ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ٢ ص ٣٢٢ ط مكتبة غريب بالفجالة) قال :

وأخذ الإمام يردد : لا إله إلا الله ، ثم تلا : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ،

٦٥٩

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

ثم دعا ولديه الحسن والحسين فقال : أوصيكما بتقوى الله ، وألا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ـ فذكر مثل ما تقدم عن «جواهر المطالب» إلى : واجتناب الفواحش ، فقال :

ثم قال لهم مرة أخرى : ألا يقتلنّ إلا قاتلي ، أنظر يا حسن ، إن أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ، ولا تمثل بالرجل ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إياكم والمثلة ولو أنها بالكلب العقور.

ثم طلب كرم الله وجهه أن يملي وصيته ، فأملى : بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أوصى به على بن أبي طالب : أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين ، ثم أوصيك يا حسن وجميع ولدي بتقوى الله ربكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، فإنني سمعت أبا القاسم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إن صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام.

أنظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب. الله الله في الأيتام فلا يضيعنّ بحضرتكم. والله الله في جيرانكم ، فإنهم وصية نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما زال يوصي بالجار حتى ظننا أنه سيورثه ، والله الله في القرآن ، فلا يسبقكم إلى العمل به غيركم ، والله الله في الصلاة ، فإنها عمود دينكم ، والله [الله] في بيت ربكم فلا يخلو ما بقيتم. والله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم. والله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب الرب. والله والله في ذمة نبيكم أهل الكتاب من غير المسلمين فلا يظلمن بين أظهركم. والله الله في أصحاب نبيكم ، فإن رسول الله أوصى بهم. والله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم ، والله الله فيما ملكت أيمانكم. الصلاة الصلاة ، لا تخافن في الله لومة لائم ، فإنه يكفيكم من

٦٦٠