إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٢

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

مستدرك

تزويج أمير المؤمنين عليه‌السلام

فاطمة الزهراء عليها‌السلام

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٦ ص ٥٩٢ وج ١٠ ص ٣٤٥ وج ١٧ ص ٨٣ وج ١٨ ص ١٧٢ وج ٢٥ ص ٣٦٠ ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج ٣ ص ٨٤ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

ثم دخلت سنة اثنتين من الهجرة. فمن الحوادث فيها : [زواج علي بن أبي طالب بفاطمة رضي‌الله‌عنهما].

[إن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه] تزوج فاطمة رضي‌الله‌عنها في صفر لليال بقين منه ، وبنى بها في ذي الحجة.

إلى أن قال في ص ٨٥ :

أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي ، قال : أنبأنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، قال : أخبرنا أحمد بن معروف ، قال : أخبرنا الحسين بن الفهم.

قال : وحدثنا محمد بن سعد ، قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، قال : أخبرنا المنذر ابن ثعلبة ، قال : أخبرنا علياء بن أحمر اليشكري : أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال له : انتظر بها القضاء ، فجاء عمر إلى أبي بكر وأخبره ، فقال : لله درك يا أبا بكر. ثم إن أبا بكر قال لعمر : اخطب فاطمة إلى النبي صلّى الله عليه

٤١

وسلم ، فخطبها فقال له مثل ما قال لأبي بكر : انتظر بها القضاء ، فجاء إلى أبي بكر فأخبره فقال : لله درك يا عمر. ثم إن أهل علي قالوا لعلي : اخطب فاطمة إلى رسول الله ، فقال : بعد أبي بكر وعمر؟! فذكروا له قرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فخطبها فزوجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فباع علي بعيرا له وبعض متاعه ، فبلغ أربعمائة وثمانين ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اجعل ثلثين في الطيب وثلثا في المتاع.

قال محمد بن سعد : وأخبرنا وكيع ، عن عباد بن منصور قال : سمعت عطاء يقول : خطب علي فاطمة ، فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن عليا يذكرك فسكتت ، فزوجها.

إلى أن قال في ص ٨٦ :

وأخبرنا مالك بن سعيد النهدي قال : أخبرنا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي ، عن عبد الكريم بن سليط ابن بريدة ، عن أبيه قال : أتى علي كرم الله وجهه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلم عليه ، فقال : ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله محمد ، قال : مرحبا وأهلا. لم يزده عليها.

فخرج علي على رجال من الأنصار فقالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي مرحبا وأهلا. قال : يكفيك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إحداهما ، أعطاك الأهل وأعطاك المرحب.

فلما كان بعد أن زوجه قال : يا على إنه لا بد للعروس من وليمة. فقال سعد : عندي كبشان. وجمع له رهط من الأنصار آصعا من ذرة ، فلما كان ليلة البناء ، قال : لا تحدث شيئا حتى تلقاني. فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإناء فتوضأ فيه ، ثم أفرغه على علي ثم قال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك لهما في نسلهما.

قال : وحدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا جرير بن حازم قال : أخبرنا أيوب ، عن

٤٢

عكرمة أن عليا خطب فاطمة رضي‌الله‌عنهما ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما تصدقها؟ قال : ما عندي ما أصدقها. قال : فأين درعك الحطمية؟ قال : عندي. قال : أصدقها إياها.

قال : وأخبرنا أبو أسامة ، عن مجالد ، عن عامر قال : قال علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه : لقد تزوجت فاطمة ومالي ولها فراش غير جلد كبش ، ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، ومالي ولها خادم غيرها.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٨٧ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة ١٤٠٦) قال :

(مسند أنس) (ابن جرير) : حدثني محمد بن الهيثم ، حدثني الحسن بن حماد ، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : جاء أبو بكر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة ، فسكت عنه أو قال : أعرض عنه ، فرجع أبو بكر إلى عمر ، فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول الله! قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني ، وقال : ما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة فأعرض عنه ، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر الله فيها انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا.

قال علي : فأتياني وأنا أعالج فسيلا فقالا : ابنة عمك تخطب؟ قال : فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي وطرفا أجره على الأرض حتى أتيت رسول الله

٤٣

صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول الله! قد عرفت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني. قال : ما ذاك؟ يا علي! قلت : تزوجني فاطمة قال : عندك شيء؟ قلت : فرسي وبدني ، قال : أعني درعي ، قال : أما فرسك فلا بد لك منها وأما درعك [فبعها] ، فبعتها بأربعمائة وثمانين وآتيته بها فوضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة ، فقال : يا بلال أبغنا بها طيبا ، وأمره أن يجهزوها. فجعل لهم سرير شرط بالشرط ووسادة من أدم حشوها ليف وملئ البيت كثيبا يعني رملا ، وقال لي : إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك ، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : هاهنا أخي؟ فقالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك ، قال : نعم ، فدخل فقال لفاطمة : ائتني بماء فقامت إلى قعب البيت فجعلت فيه ماء فأتت ، فأخذه فمج فيه ثم قال لها : قومي ، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ، وقال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم وقال لها : ادبري فأدبرت فنضح بين كتفيها ثم قال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال لعلي : ائتني بماء فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء فأتيته به فأخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسي وبين ثدي ثم قال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال : أدبر ، فأدبرت فصب بين كتفي وقال : اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، وقال لي : ادخل بأهلك باسم الله والبركة.(ابن جرير).

وقال في ص ٨٢ :

عن علي [عليه‌السلام] رضي‌الله‌عنه : إنه لما تزوج فاطمة قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اجعل عامة الصداق في الطيب.(ابن راهويه).

عن علي [عليه‌السلام] رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال : بع درعك فبعتها بثنتي عشرة أوقية وكان ذلك مهر

٤٤

فاطمة.

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : لما تزوجت فاطمة قلت : يا رسول الله ابن لي. قال : أعطها شيئا؟ قلت : ما عندي شيء ، قال : فأين درعك الحطمية؟ قلت : عندي ، قال : فأعطها إياه.(ن وابن جرير ، طب ، ق ، ض).

وروى أحاديث أخرى مثله في ص ٨٣ و ٨٤ و ٨٥ ومواضع أخرى.

ومنهم القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المتوفى سنة ٥٢٠ في كتابه «المقدمات الممهدات» (ج ٣ ص ٣٥٢ ط دار الغرب الإسلامي في بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وتزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيدة نساء العالمين ، بعد وقعة أحد وقيل إنه تزوجها بعد أن ابتنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف ، وبنى بها بعد تزوجه إياها بسبعة أشهر ونصف ، وكان سنها يوم تزوجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف ، وسن علي رضي‌الله‌عنه يومئذ إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر. فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم ، وزينب ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت ، وتوفيت رضي‌الله‌عنها بعد رسول الله بيسير قيل بثلاثة أشهر وقيل بستة أشهر وقيل بثمانية أشهر.

وقال أيضا في ص ٣٧٠ عند ذكر حوادث السنة الأولى :

وفيها تزوج علي فاطمة ، ويقال في السنة الثانية على رأس اثنين وعشرين شهرا من قدوم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة.

ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج ٤ ص ٣٨١ ط دمشق) قالا :

٤٥

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : خطب أبو بكر وعمر فاطمة رضي‌الله‌عنهم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليهما ، فقال عمر : أنت لها يا علي ، قال : ما لي من شيء إلا درعي وجملي وسيفي ، فتعرض علي ذات يوم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا علي هل لك من شيء؟ قال : جملي ودرعي أرهنهما ، فزوجني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة ، فلما بلغ فاطمة ذلك بكت ، فدخل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : مالك تبكين يا فاطمة؟ والله لقد أنكحتك أكثرهم علما ، وأفضلهم حلما ، وأقدمهم سلما ، وفي لفظ أولهم سلما. (ابن جرير وصححه والدولابي في الذرية الطاهرة).

ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه‌السلام (ص ٢١ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ـ القاهرة) قال :

روى ابن الأثير في أسد الغابة : أخبرنا عن الحارث ، عن علي فقال : خطب أبو بكر وعمر يعني فاطمة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فأبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليهما ، فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقلت : ما لي من شيء إلا درعي أرهنها. فزوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة. فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما لك تبكين يا فاطمة! فو الله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم خلقا وأولهم سلما.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ٥٢ ط دار الجيل في بيروت) قال :

عن ابن عباس قال : لما زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة رضي‌الله‌عنها من علي رضي‌الله‌عنه كان فيما أهدى معها سرير مشروط ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة ، وقال : وجاء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت وقال لعلي رضي الله

٤٦

عنه : إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك ، فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدق الباب فخرجت إليه أم أيمن. فقال : اعلم أخي. قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟! قال : إنه أخي ثم أقبل على الباب ورأى سوادا فقال : من هذا؟ قالت : أسماء بنت عميس فأقبل عليها فقال لها : جئت تكرمين ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ وكان اليهود يوجدون من امرأته إذا دخل لها قال : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببدر من ماء فتفل فيه وعوذ فيه ثم دعا عليا رضي‌الله‌عنه فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه.

ثم دعا فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ففعل بها مثل ذلك ثم قال لها مثل ذلك ، ثم قال لها : يا ابنتي والله ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي.

وروى أيضا في ص ١١٧ مثله عن أم أيمن ، وفيه : أثمّ أخي مكان : اعلم أخي.

وذكر في ص ١١٥ جهاز عرس فاطمة عليها‌السلام فقال :

أما نفس الجهاز فأنقله إليكم بالحرف الواحد كما تواتر على ألسنة الرواة وهذا هو : قميص وخمار لغطاء الرأس وثوب له زغب وعباءة قصيرة بيضاء ومنشفة وفرشان أحدهما ليف ، والآخر صوف ومخدة ليف وأربعة متكآت حشوها من نبات الأرض وسرير من جريد النخل وجلد كبش وحصير وستار من صوف وقدح من خشب ورحى للطحن وإناء من نحاس للعجن والغسيل وقربتان : كبيرة وصغيرة ووعاء من ورق النخل مزفت وجرة خضراء وكوزان خزف ومنخل.

ورشّ الإمام أرض الدار برمل ناعم ونصب في البيت خشبة من الحائط إلى الحائط لتعليق الثياب إذ لا خزانة ولا صندوق لثياب العروس.

في هذا البيت كان يجلس رب العائلة محمد مع عائلته علي عن يمينه وفاطمة عن يساره والحسن والحسين في حجره يقبل هذا مرة وذاك أخرى يباركهم ويدعو لهم

٤٧

ويسأل الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا.

وفي ذات يوم دخل هذا البيت رسول الله على عادته فوجد عليا وفاطمة يطحنان بالجاورش فقال : أيكما أعيا؟ أي تعب قال علي : فاطمة يا رسول الله فقال لها : قومي يا بنية فقامت وجلس يطحن مع علي.

عاشت فاطمة عند علي وهو لا يملك إلا قلبه وسيفه وإلا علمه وإيمانه وكان يسكن في بيت متواضع طحنت فيه فاطمة بالرحى حتى تورمت كفها واستقت بالقرة حتى اسودّ صدرها وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها.

ومن كتاب مناقب علي والحسنين وأمهما فاطمة الزهراء نثبت بعض النصوص التي تتكامل بها الصورة الخالدة للزواج الخالد.

ومنهم أبو إسحاق الحويني في «تهذيب خصائص الإمام علي» (ص ٩٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

أخبرنا أبو مسعود إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا حاتم بن وردان ، حدثنا أيوب السختياني ، عن أبي يزيد المدني ، عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله ، فلما أصبحنا جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضرب الباب ، ففتحت له أم أيمن يقال كانت في نسائه لتبعثه وسمعن النساء صوت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتحسّسن ، قال : أحسنت ، فجلسن في ناحية ، قالت : وأنا في ناحية ، فجاء علي رضي‌الله‌عنه فدعا له ، ثم نضح عليه من الماء ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأى سوادا ، فقال : من هذا؟ قلت : أسماء ، قال : ابنة عميس؟ قلت : نعم ، قال : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله تكرمينها؟ قلت : نعم ، قالت : فدعا لي.

ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن عمر الوصابي الحبيشي المتوفى ٧٨٢ في «البركة في فضل السعي والحركة» (ص ٣٠٠ ط دار المعرفة ـ بيروت)

٤٨

قال :

(الحديث الثامن والعشرون): ولما زوج فاطمة من علي رضي‌الله‌عنها ، وزفها استدعى بماء ودعا فيه بالبركة ثم رشه عليهما.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد علي قطب في كتابه «فضل تربية البنات في الإسلام» (ص ٩٦ ط دار القلم ـ بيروت) قال :

جاء علي رضي‌الله‌عنه وكرم وجهه ومعه فاطمة عليها‌السلام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يشتكيان إليه ما يلقيان من عناء العمل فجعل العمل بينهما قسمة : فاطمة لعمل البيت وعلي لعمل الخارج.

٤٩

علمه عليه‌السلام

مستدرك

علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب

قد مر ما يدل عليه نقلا عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٣٤٢ وج ٦ ص ٤٠ وج ٧ ص ٥٩٩ وج ١٧ ص ٤٦٥ وج ٢٠ ص ٢٤٣ ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ١٨ ط دار الفكر) قال :

وعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال في مرضه : ادعوا لي أخي ، فدعي له عثمان ، فأعرض عنه ثم قال : ادعوا لي أخي ، فدعي له علي بن أبي طالب ، فستره بثوب وانكب عليه. فلما خرج من عنده قيل له : ما قال؟ قال : علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب.

ومنهم العلامة حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي في رسالته «اللدنية» (ص ١٠٦ المطبوع في ضمن مجموعة رسائله ـ القسم الثالث ـ في دار

٥٠

الكتب العلمية ـ بيروت سنة ١٤٠٦) قال :

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : أدخلت لساني في فمي فانفتح في قلبي ألف باب من العلم مع كل باب ألف باب ، وقال : لو وضعت لي وسادة وجلست عليها لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرآنهم.

ومنهم العلامة حسام الدين المردي في «آل محمد» (ص ٤٤) قال :

قال علي : العلم نقطة كثرها الجاهلون ، والألف واحدة عرفها الراسخون ، والياء مدة قطعها العارفون ، والجيم حضرة تأهلها الواصلون ، والدال درجة قدسها الصادقون.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ق ٤٠ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعنه [علي عليه‌السلام] قال : قلت : يا رسول الله أوصني ، قال : قل : ربي الله ثم استقم ، فقلت : ربي الله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، فقال : ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا. أخرجه البحري والرازي وزاد : وبهلته بهلا (١).

__________________

(١) قال الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ١٧٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) :

إن علم علي رضي‌الله‌عنه لا يشك فيه أحد من المسلمين ، وكيف وقد اعترف له عمر رضي‌الله‌عنه وكبار الصحابة أما الفتيا فقد انتهت إليه في زمانه كله ، وما ينازعه فيها أحد ، وكيف لا ، وقد لازم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من فجر النبوة إلى غروب شمسها بوفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يفارق رسول الله صلى الله عليه

٥١

__________________

وسلم في حضر ولا سفر إلا ما كان من استخلافه على المدينة عند خروجه إلى تبوك مع ربانية علي وذكائه ، وسلامة صدره وأصالة محتده ، فهو عالم قريش وسيد بني هاشم ولا منازع.

وقال الدكتور أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني المصري في «المدخل إلى التصوف» (ص ٥٣ ط دار الثقافة بالقاهرة) :

فقد قال عنه أبو علي الروذباري ، أحد كبار أوائل الصوفية : ذاك امرؤ أعطي العلم اللدني أي العلم الذي هو من لدن الله ، أي من عند الله ، والعلم اللدني هو العلم الذي خص به الخضر عليه‌السلام ، قال الله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً).

ويقول الطوسي في اللمع : ولأمير المؤمنين علي رضي‌الله‌عنه خصوصية من بين أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمعاني جليلة ، وإشارات لطيفة ، وألفاظ مفردة ، وعبارة وبيان للتوحيد والمعرفة والإيمان والعلم ، وغير ذلك ، وخصال شريفة ، تعلق وتخلق به أهل الحقائق من الصوفية.

وقال العلامة حسن بن المولوي أمان الله الدهلوي العظيم آبادي الهندي في «تجهيز الجيش» (ق ٤٠٨ المخطوط) :

قال صاحب «المواقف» في وجوه أفضلية علي بن أبي طالب ما لفظه :

ولأن عليا ذكر في خطبه أسرار التوحيد والعدل والنبوة والقضاء والقدر ما لم يضع مثله في كلام سائر الصحابة ـ إلى آخره.

وقال الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن سالم في «التاريخ السياسي للمعتزلة» (ص ٢٣٢ ط دار الثقافة بالقاهرة) :

يرتبط تفضيل المأمون لعلي على سائر الصحابة بنفس السنة التي أظهر فيها المقول بخلق القرآن ، بل بنفس الشهر أيضا. وقد كان هذا التفضيل سببا لإغراء بعض المؤرخين القدامى والباحثين المحدثين بنسبة المأمون إلى التشيع. وليس أبلغ في رد هذا الزعم من عرض مذهب المأمون في تفضيل علي عرضا أمينا. وخير ما يصور هذا المذهب هو تلك المناظرة الطريفة التي أوردها صاحب العقد الفريد بين المأمون وعدد

٥٢

__________________

من الفقهاء حول أفضلية علي ، وليس هنا متسع رواية نصها نظرا لطولها ، فمن الأنسب تلخيصها تلخيصا لا يخل بجوهرها ، فقد طلب المأمون من قاضي قضاته يحيى بن أكثم أن يصحب اليه أربعين رجلا كلهم فقيه يفقه ما يقال له ويحسن الجواب. فدخلوا على المأمون وعليه سواده ، فهو إذن قد خلع الخضرة ورجع إلى شعار آبائه ، فلما جلسوا وطارحهم المأمون حديثا يزيل به وحشتهم ذكر لهم السبب الذي دعاهم من أجله وهو مناظرتهم في مذهبه الذي هو عليه والذي يدين الله به ومؤداه أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله بعد رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأولى الناس بالخلافة له. فلما اعترض أحد الفقهاء واسمه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل على هذا المذهب دخل معه المأمون في مناظرة طويلة بدأت بتقرير مبدأ أساسي هو أن محك التفاضل بين الناس : العمل الصالح. وانطلاقا من هذا المبدأ أخذ المأمون يوازن بين فضائل علي وفضائل غيره من الصحابة. وانتهت به الموازنة إلى أن فضائل علي أثقل ميزانا من فضائل سواه ، فقد كان علي أسبق إسلاما وأكثر جهادا في سبيل الله وأسخى بما ملكت يمينه ، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً). كما ثبت علي يوم حنين مع ستة آخرين كلهم من بني هاشم وانهزم الباقون عن الحرب بما اكتنفه من مخاطر محدقة فدائية لا تدانى. وقد كانت موازنة الرسول.

ثم إن مبيته في فراش رسول الله حين هاجر إلى المدينة بما اكتنفه من مخاطر محدقة فدائية لا تدانى. وقد كانت موازنة المأمون في الغالب تدور حول علي وأبي بكر لما يتمتع به الصديق من مكانة ظاهرة في قلوب المسلمين ، فأفضلية علي على أبي بكر تعنى بالضرورة أفضليته على غيره من الصحابة. والملاحظ أن المأمون حين يوازن بين علي وأبي بكر ويفضل عليا لا ينكر فضل أبي بكر بل ينكر أفضليته ، وذلك حيث يقول : لو لا أن له فضلا لما قيل إن عليا أفضل منه. وبعد أن يفرغ المأمون من مناظرته مع الفقهاء ويبدي الفقهاء اقتناعتهم بوجهة نظره يعقب قائلا : اللهم إني قد نصحت لهم القول ، اللهم إني قد أخرجت الأمر من عنقي ، اللهم إني أدينك بالتقرب إليك بحب علي وولايته.

٥٣

__________________

إن ما يلفت النظر في هذه المناظرة الهامة هو أن المأمون لا يتخذ قرابة علي من الرسول أساسا للتفضيل ، بل يتخذ العمل الصالح وحده أساسا لذلك.

وقال المؤرخ الفاضل الشيخ محمد العربي التباني مدرس مدرسة الفلاح والحرم المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري أو إفادة الأخيار ببراءة الأبرار» (ج ٢ ص ١٠٤ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) :

تقدمت آثار كثيرة دالة على غزارة علمه واعتراف الصحابة والتابعين له بذلك وثنائهم عليه في مقدمتهم الفاروق ، وتقدم أيضا حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهذا الحديث رواه الطبراني في الكبير وأبو الشيخ في السنة والحاكم في المستدرك وصححه عن ابن عباس مرفوعا وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع وردّ عليه الحافظ العلائي ردا علميا وقال : الصواب إن الحديث حسن وبهذا أفتى الحافظ ابن حجر من سأله عنه فقال : الصواب خلاف قولهما وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى درجة الصحة ولا ينحط إلى درجة الوضع.

وقال الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المولود بها سنة ١٢٩٦ والمتوفى بها أيضا سنة ١٣٧٢ في كتابه «أحسن القصص» (ج ٣ ص ٢٠٥ ط دار الكتب العلمية في بيروت) :

علمه : أما علمه كرم الله وجهه ، فمما لا جدال فيه ، يشهد بذلك قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها وهذا حديث حسن أخرجه الترمذي ، وتشهد بذلك آثاره من وعظ ، وخطب ، ونثر ونظم ، وبدائع وحكم ، كلها مدونة في كتبه المشهورة المنشورة بين الأمم مثل نهج البلاغة وغيره.

وهو أول من ابتدع علم النحو وأنشأه ، وأملى على أبي الأسود الدؤلي قواعده وأصوله ، وقال له انح هذا النحو يا أبا الأسود ، وكان أفصح الفصحاء ، وأبلغ البلغاء وأخطب الخطباء. وكان رضي‌الله‌عنه أبرع الصحابة في علوم الدين ، إماما ثبتا في الفقه والتفسير حجة في الفتوى ، ليس أدل على ذلك من أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه رجع إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة ، وقال غير

٥٤

__________________

مرة : لو لا على لهلك عمر ، وقال : لا يفتين أحد في المسجد ، وعلي حاضر ، وقال : اللهم لا تبقني لمعظلة ليس لها أبو الحسن ، والدليل على ذلك القصة الآتية التي تدل على حذقه وعلمه :

روي أن رجلا أتي به إلى عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، وكان صدر منه أن قال لجماعة من الناس وقد سألوه ، كيف أصبحت؟ قال أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصدق اليهود والنصارى ، وأؤمن بمن لا أرى ، وأقر بما لم يخلق. فأرسل عمر إلى علي عليه‌السلام فلما جاءه وأخبره بمقالة الرجل فقال : صدق.

١ ـ يحب الفتنة لقوله تعالى : (أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) التغابن.

٢ ـ ويكره الحق ، يعني الموت لقوله تعالى : (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ).

٣ ـ ويصدق اليهود والنصارى لقوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) البقرة.

٤ ـ ويؤمن بما لم يره ، أي يؤمن بالله عزوجل.

٥ ـ ويقر بما لم يخلق يعني الساعة. فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها.

وقال المرحوم الشيخ محمد عبد المطلب في قصيدته المشهورة بالعلوية في مدح سيدنا علي بالعلم :

وسل أهل السّلام تجد عليا

أمام الناس يبتدر السلاما

حوى علم النبوة في فؤاد

طما بالعلم زخارا فطاما

سقاه الحق أفواق المعاني

وهيمه به حبا فهاما

وزوده اليقين به فكانت

أفاويق اليقين له قواما

رمى في عالم الأنوار سبحا

إلى سوح الجلال به ترامى

وقال الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص ٢٩ ط دار مصر للطباعة) :

فكل فقيه في الإسلام مستفيد منه [علي عليه‌السلام] وعيال عليه ، فأما أصحاب أبي حنيفة محمد وأبو يوسف فقد أخذوا عن أبي حنيفة ، والشافعي قرأ على محمد بن

٥٥

__________________

الحسن ففقهه راجع إلى أبي حنيفة ، والإمام أحمد بن حنبل قرأ على الشافعي ، راجع أيضا إلى أبي حنيفة ، ثم إن أبا حنيفة نفسه قرأ على جعفر الصادق ، وقرأ جعفر على أبيه محمد الباقر ، وقرأ الباقر على علي زين العابدين وهو ابن الحسين ، والحسين بن علي رضي‌الله‌عنهم أجمعين. ومالك بن أنس إمام المدينة المنورة قرأ على ربيعة الرأي ، وقرأ ربيعة على عكرمة ، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس ، وقرأ ابن عباس على الإمام علي. فالإمام رضي‌الله‌عنه شيخ الفقه السني : أبي حنيفة ، ومالك والشافعي ، وابن حنبل ، ثم هو أيضا شيخ فقهاء الشيعة.

وليس يخفى عليك أن ثمة رجالا أعظم منزلة وأرفع قدرا من هؤلاء الأئمة وهم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد كانوا يرجعون إلى الإمام رضي‌الله‌عنه ويأخذون برأيه ثقة به واطمئنانا إلى علمه الذي أكرمه الله به في الإلمام بشؤون الدنيا وشئون الدين.

وليس يغيب عن البصراء بالتشريع الإسلامي ما يرويه الإمام ابن القيم عن مسروق من قوله : شاممت أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوجدت علمهم ينتهى إلى ستة : علي ، عبد الله ، عمر ، زيد بن ثابت ، أبي الدرداء ، أبي بن كعب ، ثم شاممت هؤلاء الستة فوجدت عملهم ينتهى إلى علي.

وقد كان عمر يرجع إلى الإمام في كثير من المسائل التي تشكل عليه وعلى غيره من الصحابة ، حتى كان يقول : لولا علي لهلك عمر.

ثم يقول لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو حسن. وقد نهى رضي‌الله‌عنه أن يفتي أحد في المسجد وعلي حاضر.

وبالتأمل في هذه المعاني يعرف أهل الإنصاف أن الفقه قد انتهى إليه حتى لقد كان يروي العامة والخاصة

قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أقضاكم علي. ومعروف أن القضاء هو الفقه فعلي إذن أفقههم أجمعين ولما بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن قاضيا دعا له : اللهم اهد قلبه وثبت لسانه ، يقول الإمام كرم الله وجهه : إنني بعد هذه الدعوة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما شككت في قضاء بين اثنين قط.

٥٦

مستدرك

قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٥ ص ٥١٦ وج ٧ ص ٦٢٦ وج ١٤ ص ٥٦٧ وج ١٦ ص ٣١٠ وج ١٧ ص ٤٦٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص ١٧٩ ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قسمت الحكمة عشرة أجزاء ، فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا.

كلام ابن عباس

في علمه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشريف الشهاب أحمد الحسيني الإيجي الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ق ٢١٤ نسخة مكتبة الملي بشيراز) قال :

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : والله لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر. رواه الطبري وقال : أخرجه أبو عمر.

ورواه الزرندي ولفظه : العلم ستة أسداس فلعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في سدسنا حتى لهو أعلم به منا.

٥٧

مستدرك

أنا مدينة العلم وعلي بابها

قد مر مرارا عن القوم ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٣٠٨ ط دار طلاس ، دمشق) قال :

حدث عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني وجميعا مجهولان. روى عنه عباد بن يعقوب الرواجني.

أنا علي بن أبي علي ، نا محمد بن المظفر الحافظ لفظا ، نا محمد بن الحسن الخثعمي ، نا عباد بن يعقوب ، نا يحيى بن بشار الكندي ، عن إسماعيل بن إبراهيم الهمداني ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي.

وعن عاصم بن صفوة عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شجرة أنا أصلها ، وعلي فرعها ، والحسن والحسين من ثمرها ، والشيعة ورقها ، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينة العلم وعلي بابه ، فمن أرادها فليأت الباب.

مستدرك

سلوني قبل أن تفقدوني

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٧ ص ٦١٠ وج ١٦ ص ٤٨٥ وج ١٧ ص ٤٦٩ ومواضع أخرى من هذه الموسوعة ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

٥٨

فمنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في القسم الثاني من «جامع الأحاديث» (ج ٤ ص ٤٢٢ ط دمشق) قالا :

عن أبي المعتمر مسلم بن أوس وجارية بن قدامة السعدي أنهما حضرا علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه يخطب وهو يقول : سلوني قبل أن تفقدوني فإني لا أسأل عن شيء دون العرش إلا أخبرت عنه. ابن النجار.

وقالا أيضا في ص ٤٩٣ :

عن أبي صالح قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : سلوني فإنكم لا تسألون مثلي ، ولن تسألوا مثلي. فقال ابن الكواء : أخبرني عن الأختين المملوكتين ، فقال : أحلتهما آية وحرمتهما آية لا آمر به ولا أنهى عنه ولا أفعله أنا ولا أحد من أهل بيتي لا أحله ولا أحرمه.

وقال أيضا في ج ٣ ص ٤٩٥ :

عن علي رضي‌الله‌عنه قال : سلوني فو الله لا تسألوني عن فتنة خرجت تقاتل مائة إلا أنبأتكم بسائقها وقائدها وناعقها ، ما بينكم وبين قيام الساعة. ش ، ونعيم بن حماد في الفتن.

وقالا أيضا في ص ٥٤٣ :

عن خالد بن عرعرة قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : سلوني عما شئتم! ولا تسألنّي إلا عما ينفع أو يضر ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا؟ قال : ويحك ألم أقل لك : لا تسأل إلا عما ينفع أو يضر؟ تلك الرياح ، قال : فما الحاملات وقرا؟ قال : هي السحاب ، قال : فما الجاريات يسرا؟ قال : تلك السفن ، قال : فما المقسّمات أمرا؟ قال : تلك الملائكة ، قال : فما الجوار الكنس؟ قال : تلك الكواكب ، قال : فما

٥٩

السقف المرفوع؟ قال : السماء ، قال : فما البيت المعمور؟ قال : بيت في السماء يقال له: الضراح وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة فلا يعودون فيه أبدا ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين أخبرني عن هذا البيت ، هو أول بيت وضع للناس ، قال : كانت البيوت قبله ، وقد كان نوح يسكن البيوت ، ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين. قال : فأخبرني عن بنائه ، قال : أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه‌السلام أن ابن لي بيتا ، فضاق إبراهيم ذرعا ، فأرسل الله إليه ريحا يقال لها : السكينة ، ويقال لها الخجوج ، لها عينان ورأس ، وأوحى الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت ، ويقيل إذا قالت ، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت فتطوفت عليه مثل الجحفة وهي بإزاء البيت المعمور ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة ، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيان كل يوم سافا ، فإذا اشتد عليهما الحر استظلا في ظل الجبل ، فلما بلغ موضع الحجر ، قال إبراهيم لإسماعيل : ائتني بحجر أضعه يكون علما للناس ، فاستقبل إسماعيل الوادي وجاء بحجر ، فاستصغره إبراهيم ورمى به وقال : جئني بغيره ، فذهب إسماعيل ، وهبط جبريل على إبراهيم بالحجر الأسود ، وجاء إسماعيل فقال إبراهيم : قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك ، فبنى البيت ، وجعلوا يطوفون حوله ويصلون حتى ماتوا وانقرضوا فتهدم البيت ، فبنته العمالقة فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا ، فتهدم البيت ، فبنته قريش ، فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه ، فقالوا : أول من يطلع من الباب ، فطلع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : قد طلع الأمين ، فبسط ثوبا ووضع الحجر وسطه ، وأمر بطون قريش ، فأخذ كل بطن منهم بناحية من الثوب ، ووضعه بيده صلى‌الله‌عليه‌وسلم. الحارث وابن راهويه والصابوني في المائتين. (هب) ، وروى بعضه الأزرقي. (ك).

وقال أيضا في ج ٤ ص ٣٩٥ :

٦٠