إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣١

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

هذه مختصرة أخبرنا [بها مختصرة].

وأخبرنا بها بتمامها أبو بكر محمد بن الحسين بن علي ، أنبأنا أبو الحسين ابن المهتدي ، أنبأنا علي بن عمر بن محمد الحربي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر ، أنبأنا عثمان بن عبد الله الشامي القرشي ، أنبأنا عبد الله بن لهيعة ، قال : سمعت أبا الزبير المكي ، قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال جابر : كنا ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان ، وقد جلس على سريره واعتجر بتاجه واشتمل بساجه وأومأ بعينيه يمينا وشمالا وقد تفرشت جماهير قريش وسادات العرب أسفل السرير [كذا] من قحطان ، ومعه رجلان على سريره : عقيل بن أبي طالب ، والحسن بن علي وامرأة من وراء الحجاب تشير بكميها يمينا وشمالا ، فقالت : يا أمير المؤمنين فاتت الليلة أرقة ، قال لها معاوية : أمن ألم؟ قالت : لا ولكن من اختلاف رأي الناس فيك وفي علي بن أبي طالب ، و [أبوك أبو سفيان] صخر بن حرب بن أمية [وكان أمية] من قريش لبابها ، فقالت في معاوية فأكثرت وهو مقبل على عقيل والحسن ، فقال معاوية : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعد الظهر ، حرم على النار أن تأكله أبدا ، ثم قال لها : أفي تقولين؟ المطعم في الكربات [كذا] المفرج للكربات ، فمما سبق لعلي من العناصير السرية [كذا] والشيم الرضية والشرف ، فكان كالأسد الحاذر ، والربيع النائر ، والفرات الذاخر والقمر الزاهر ، فأما الأسد فأشبه علي منه ضرامته ومطاه [كذا] وأما الربيع فأشبه علي منه حسنه وبهاه ، وأما الفرات فأشبه علي منه طيبه وسخاه ، فما تعططت عليه قماقم العرب الشادة من أول العرب عبد مناف وهاشم وعباس الفاقم والعباس صنو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبوه وعمه أكرم به أبا وعما ، ولنعم ترجمان القرآن ولده يعني عبد الله بن عباس كهل الكهول ، له لسان سئول وقلب عقول ، خيار خلق الله وعترة نبيه خيار ابن خيار.

٥٤١

فقال عقيل بن أبي طالب : يا بنت أبي سفيان لو أن لعلي بيتين بيت من تبر ، والآخر [من] تبن بدأ بالتبر ـ وهو الذهب ـ.

[فقال معاوية] يا [أ] با يزيد كيف لا أقول هذا في علي بن أبي طالب وعلي [ظ] من حامات قريش وذوائبها وسنام قائم عليا ها [ظ] وعلي علامتها في شامح [كذا] فقال له عقيل : وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.

وقال في ص ٣٣٩ :

أخبرناه أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنبأنا يوسف بن موسى ، أنبأنا جرير ، عن المغيرة ، قال : لما جيء معاوية بنعي علي وهو قائل مع امرأته بنت قرظه في يوم صائف قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما ذا فقدوا من العلم والحلم والفضل والفقه.

فقالت امرأته : أنت بالأمس تطعن في عينيه وتسترجع اليوم عليه؟ قال : ويلك! لا تدرين ما ذا فقدوا من علمه وفضله وسوابقه.

مستدرك

وصف ضرار بن ضمرة أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب عليه‌السلام لمعاوية بن أبي سفيان

قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٤٢٥ وج ٨ ص ٢٧٢ وص ٥٩٨ وج ١٥ ص ٦٣٨ ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن

٥٤٢

الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الواعظ جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «الحدائق» (ج ١ ص ٣٨٩ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

أخبرنا أبو بكر الصوفي ، قال : أخبرنا أبو سعد بن أبي صادق ، قال : أخبرنا أبو عبد الله بن باكويه ، قال : حدثنا عبد الله بن فهد ، قال : حدثنا فهد بن إبراهيم الساجي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا بن دينار ، قال : حدثنا العباس ، عن بكار ، قال : حدثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة : صف لي عليا ، فقال : أو تعفيني ، قال : بل تصفه ، فقال : أو تعفيني ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ لا بد ، فإنه كان بعيد المدى ، شديد القوى يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الرفعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدئنا إذا أتيناه ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا ، وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتدئه لعظمه ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله.

فأشهد بالله رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين فكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ، أم بي تشوفت ، هيهات هيهات ، غري غيري قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق. قال : فذرفت

٥٤٣

دموع معاوية على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال معاوية : رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقى عبرتها ولا يسكن حزنها.

وذكر مثله أيضا في كتابه «المصباح المضيء» ج ١ ص ٣٦٣ ط بغداد متنا وسندا.

ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في «فاكهة الصيف وأنيس الضيف» (ص ٢٦٥ ط مكتبة ابن سينا ـ القاهرة) قال :

وعن محمد بن السائب الكلبي ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال : صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لا أعفيك ، قال : أما إذ كان ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ والزيادة والنقصان.

ومنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى ابن سيد الناس في «منح المدح» (ص ١٨٧ ط دار الفكر بدمشق) قال :

وروينا عن أبي عمر بن عبد البر رحمه‌الله ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف ، ثنا يحيى بن مالك بن عائذ ، ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة البغدادي بمصر ، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، ثنا العكني ، عن الحرمازي ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصف فكان ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ والزيادة والنقصان.

ومنهم العلامة أبو الجود الحنفي في «الكوكب المضيء» (ص ٥٠ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

وقال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا

٥٤٤

أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ .. ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.

ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٢٦٦ نسخة مكتبة الملي بفارس) قال :

وعن أبي صالح ، قال : دخل ضرار بن مرة على معاوية فقال : أتصف لي عليا؟ رضوان الله تعالى عليه ، فقال : أو تعفيني يا كفيل المؤمنين ، قال : لا أعفيك ، قال : إذ لا بد فإنه كان والله ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة صاحب «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٩ نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال :

وقال الحرمازي وأبو صالح : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : أما إذ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه.

ومنهم العلامة يحيى بن الموفق بالله الشجري في «الأمالي» (ج ٢ ص ٣١٢ ط مصر) قال :

قال : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الفقيه الشافعي بقراءتي عليه ، قال : حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن طرازة ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن بن دريد ، قال : أخبرنا العكلي ، عن الهرماني ، عن رجل من همدان ، قال : قال معاوية لضرار الصدائي : يا ضرار ، صف لي عليا ، قال ـ فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ والزيادة والنقصان.

ومنهم العلامة يوسف بن عبد الله القرطبي في «بهجة المجالس» (ج ١ ص ٤٩٩ ط

٥٤٥

مصر) قال :

قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا ، قال : أعفني يا أمير المؤمنين ، قال : ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص ٥٢ ط دار المعرفة الجامعية ـ الإسكندرية) قال :

دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال معاوية له : صف لي عليا ، فقال : اعفني ، فقال له : لا أعفيك ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص ١٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

قال معاوية لضرار الصدائي : صف لي عليا ، فقال : اعفني يا أمير المؤمنين ، قال : لتصفنه ، قال : إذ لا بد من وصفه : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر السيد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم في «تعاليقه على اليواقيت الجوزية» (ص ٩٨ ط مؤسسة الكتب الثقافية في ذيل صفحات الكتاب) قال :

أثر على هذا رواه الإمام أبو نعيم في الحلية (١ / ٨٤ / ٨٥) بسنده إلى ضرار بن ضمرة الكناني لما دخل على معاوية فقال له : صف لي عليا فقال : أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ فقال : لا أعفيك. قال : أما إذ لا بد فإنه كان والله بعيد المدى ... الأثر.

وفيه ثم يقول للدنيا : إلي تغررت إلي تشوقت هيهات هيهات غري غيري قد بنتك ثلاثا فعمرك قصير ومجلسك حقير وخطرك يسير آه آه من قلة الزاد وبعد

٥٤٦

السفر ووحشة الطريق ... الأثر.

ومنهم العلامة صاحب كتابه «مختار مناقب الأبرار» (ص ١٩ والنسخة مصورة من جستربيتي) قال :

وقال الشعبي : فأخبرني من رآه يقاتل الخوارج مع علي يوم النهروان وقال جابر : كنا عند معاوية فذكر علي ، فأحسن ذكره وذكر أبيه وأمه ، ثم قال : وكيف لا أقول هذا لهم هم خيار خلق الله وعترة نبيه ، أخيار أبناء أخيار.

ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب «ألف با» (ج ١ ص ٢٢٣ ط ٢ عالم الكتب ـ بيروت)

فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج ٢ ص ٧٧ ط بيروت سنة ١٤٠٤) قال :

روى الحافظ أبو نعيم في حليته وابن عبد البر بسنده وابن الجوزي في تبصرته ، عن أبي صالح ، قال : قال معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة الكناني : صف لي عليا ، قال : أعفني ، فقال : أقسمت عليك بالله ، فقال : كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم علامة التاريخ صارم الدين إبراهيم بن محمد بن ايدمر بن دقماق في «الجوهر الثمين في سيرة الخلفاء والسلاطين» (ج ١ ص ٦٣ ط عالم الكتب في بيروت) قال :

وقال معاوية لضرار : صف لي عليا ـ فذكر مثل ما تقدم.

٥٤٧

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ١٨٠ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) قال :

روي عن أبي صالح ، أنه قال : قال معاوية رضي‌الله‌عنه لضرار بن ضمرة : صف لي عليا رضي‌الله‌عنه ، فقال : أو تعفيني؟ قال : بل صفه ، قال : لا أعفيك ، قال ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني البري في «الجوهرة» (ص ٧٥ ط دمشق) قال :

ودخل ضرار بن ضمرة الصدائي ، وكان من أصحاب ألوية علي بصفين على معاوية بعد موت علي. فقال له : يا ضرار صف لي عليا. فقال : اعفني يا أمير المؤمنين. قال : لتصفنه. قال : أما إذا لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في «المرتضى سيرة سيدنا أبي الحسن علي بن أبي طالب» (ص ١٧٧ ط دار القلم ـ دمشق) قال :

وعن أبي صالح ، قال : قال معاوية لضرار بن ضمرة صف لي عليا ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الأستاذ أحمد متولي في «منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان» (ص ٤٤ ط ١ مطابع الأهرام بكورنيش النيل) قال :

فقد أخرج ابن عبد البر وأبو نعيم ، عن أبي صالح ، قال : دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له : صف لي عليا ، وكان ذلك بعد مقتله رضي‌الله‌عنه ، فقال ضرار : أو تعفيني يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أعفيك ـ فذكر مثل ما تقدم.

٥٤٨

ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري الجاوي المتولد سنة ١٣٢٤ في كتاب «الإمام المهاجر» (ص ١٦٠ ط دار الشروق بجدة) قال :

لما ذهب ضرار بن ضمرة الصدائي إلى معاوية سأله عن علي ، فقال ـ فذكر مثل ما تقدم.

كلام أبي سعيد الحسن البصري

في إخفائه الرواية عن علي عليه‌السلام

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي السلامي البغدادي الدمشقي المتوفى سنة ٧٩٥ في «شرح علل الترمذي» (ص ١٧٧ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال :

وروى محمد بن موسى الخرشي عن ثمامة بن عبيدة ثنا عطية بن محارب عن يونس قال : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم تدركه ، قال : كل شيء سمعتني أقوله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهو عن علي بن أبي طالب ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا ، وكان في عمل الحجاج.

ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١ ص ٤٣٨ ط دار الفكر في بيروت) قال :

٥٤٩

وفي هامش الخلاصة : قال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي : سمعت علي بن المديني يقول : مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح ، ومرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها. وقال يونس ابن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فذكر الحديث مثل ما تقدم عن شرح علل الترمذي.

وذكر أيضا مثله في ج ٤ ص ٦٨٦ وج ١٠ ص ٥١٣.

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ٣٢٧ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وفي تهذيب الكمال لصفي الدين الخزرجي قال : قال يونس بن عبيد : سألت الحسن وقلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الشيخ ذو الفقار أحمد النقوي في «مرآة التفسير» (ص ٣١ ط بلدة آكرة بالهند) قال :

وقال يونس بن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الأستاذ أحمد متولي في «منهج القرآن في بيان مسالك الشيطان» (ص ٤٤ ط مطابع الأهرام بكورنيش النيل) قال :

فقد روي أن الحجاج جمع علماء العراق وكان فيهم الحسن البصري رضي‌الله‌عنه ، فقال الحجاج عن علي رضي‌الله‌عنه ، فجاراه الجالسون خوفا من بطشه ، واتقاء لشره ، والحسن ساكت لا يتكلم ولكن بدت عليه أمارات الغضب ، فالتفت

٥٥٠

إليه الحجاج وقال : ما لي أراك ساكتا يا أبا سعيد؟ فقال الحسن رضي‌الله‌عنه : وما عسيت أن أقول؟

قال الحجاج : أخبرني برأيك في أبي تراب علي بن أبي طالب.

فقال الحسن : قرأت كتاب الله تعالى فوجدت فيه قوله سبحانه : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) وعلي ممن هدى الله وابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وختنه على ابنته وأحب الناس إليه ، وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله تعالى ، فو الله لا أجد في علي أعدل من هذا.

ومنهم العلامة الشيخ محمد علي الصابوني الأستاذ بكلية الشريعة في مكة المكرمة في «التبيان في علوم القرآن» (ص ٨٤ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال عند الذكر الحسن البصري :

وكان يحدث بالأحاديث النبوية فإذا حدث عن علي بن أبي طاب لم يذكره خشية من بطش الحجاج ، قال يونس بن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد ، إنك تقول قال رسول الله وإنك لم تدركه؟ قال : يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك ، إني في زمان كما ترى ـ وكان في عمل الحجاج ـ كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله فهو عن علي بن أبي طالب ، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا.

ابن السكيت دافع عن علي والحسن والحسين عليهم‌السلام

عند المتوكل فقتله بذلك

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٥٥١

فمنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاظرات الخضري» (ج ١ ص ٤٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

وابن السكيت النحوي دافع عن علي وولديه الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم عند المتوكل العباسي فقتله بسبب ذلك ظلما ، ومدافعتهم التي سنوها لنا ومدافعة غيرهم ممن جاء بعدهم من العلماء إنما هي مأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

كلام عكرمة

«كان علي عليه‌السلام أعلم بالمهيمنات»

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي المتوفى سنة ٣٨٨ في «غريب الحديث» (ج ٢ ص ٢٠١ ط دار الفكر ـ دمشق) قال :

وقال أبو سليمان في حديث علي : إن عكرمة قال : كان ابن عباس أعلم بالقرآن ، وكان علي أعلم بالمهيمنات.

من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، نا وهب بن جرير ، نا أبي ، عن أيوب ، أو الزبير بن خريت ، عن عكرمة ، هكذا أثبت لي عن محمد بن إسحاق الثقفي ، عن إسحاق.

وقال بعض رواة هذا الكلام : المهيمنات : القضايا.

قال بعض أهل اللغة : الهيمنة : القيام على الشيء والرعاية له ، وأنشد :

ألا إن خير الناس بعد نبيه

مهيمنه التالية في العرف والنكر

٥٥٢

يريد القائم على الناس بعده بالرعاية لهم ، واحتج بقول الله تعالى (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) قال : معناه قائما عليه ، وقال الأكثرون من أهل التفسير : شاهدا عليه.

قال أبو سليمان : فقد يحتمل أن يكون إنما أراد بها القضايا ، على معنى أن القضاء مما يتولى القيام به الولاة ، أو لأنه مما قد تدخله الشهادات ، وقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : أقضاكم علي.

قالوا : ولم يأت مفيعل في غير التصغير إلّا في ثلاثة أحرف : مسيطر ومبيطر ومهيمن.

قال أبو سليمان : وقد ذاكرت بهذا الحديث بعض أهل اللغة ، فقال : إنما هي المهيمات ، أي المسائل الدقيقة التي تهيم الإنسان وتحيره.

يقال : هام الرجل ، إذا تحير ، وهيمه الأمر ، إذا حيره.

وقال أبو مالك : يقال : هيم الرجل ، إذا جعل يهذي بالشيء يتذكره ، قال الأخطل:

هيم لنفسك يا جميع ولا تكن

لبني قريبة والبطون تهيم

إلى أن قال : قال أبو سليمان : ولست أبعد أن يكون الصحيح : المبهمات. وإنما تابعت الرواية.

مستدرك

كلام أحمد بن حنبل وولده عبد الله في علي عليه‌السلام

«ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام»

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٣٨٨ وج ٥ ص ١٢٢ وج ١٥ ص ٦٩٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما

٥٥٣

سبق :

فمنهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الدمشقي الشيرازي الشافعي في «أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب» (ص ١٩ ط بيروت) قال :

أخبرنا جماعة شيوخنا الثقات منهم القاضي عز الدين أبو عبد الله محمد بن موسى ابن سليمان الأنصاري رحمه‌الله ـ فيما شافهنا به بدار الحديث الأشرفية داخل دمشق المحروسة ، عن الشيخ الإمام أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي قال : أخبرنا الإمام أبو الفتوح أسعد بن محمود العجلي في كتابه ، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الشيرازي ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي يقول : سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

ومنهم العلامة المفسر أبو إسحاق أحمد بن محمد النيشابوري الثعلبي في «الكشف والبيان في تفسير القرآن» (ج ١ ق ١٦٧ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :

سمعت أبا منصور ... سمعت محمد بن عبد الله الحافظ سمعت أبا الحسن علي ابن الحسن يقول : ما جاء في أحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام.

ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٣٨) قال :

٥٥٤

وقال محمد بن منصور الطوسي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الفضائل ما ورد لعلي.

ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في «الإمام جعفر الصادق» عليه‌السلام (ص ٢٠٤ ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية) قال :

والإمام أحمد يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي.

ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٣ ص ٢١٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

قال الإمام أحمد بن حنبل : ما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر الحديث ما تقدم. ثم قال : أخرجه الحاكم.

ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١١٥٣ في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١٠ ص ٢٠٩ ط دار الفكر في بيروت) قال :

قال أحمد وإسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري : لم يرد في حق أحمد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر ما جاء في علي.

ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الشهير بابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه «تبصرة المبتدي» (ص ١٩٦ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي) قال :

فكان أحمد بن حنبل يقول : إن عليا ما زانته الخلافة ولكن هو زانها ، شعر :

ما زانه الملك إذ حواه

بل كل شيء به يزان

٥٥٥

جرى فئات الملوك شقا

فليس قدامه عنان

نالت يداه دري معال

يعجر عن مثلها العنان

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج ٢ ص ٢٨ الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال :

لاحظ أن بعض الفقهاء يفضلون العباس على الإمام علي بن أبي طالب ، نفاقا للخلفاء والأمراء من بني عباس. وسمع أحمد بن حنبل هذا الفقيه يذكر الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه بما لا ينبغي ، ويشكك في حقه في الخلافة ، فانبرى أحمد يقول للفقيه على مشهد من الناس : من لم يثبت الإمامة لعلي فهو أضل من حمار ..! سبحان الله! .. أكان علي كرم الله وجهه يقيم الحدود ويأخذ الصدقة ويقسمها بلا حق وجب له!؟

أعوذ بالله من هذه المقالة .. بل هو خليفة رضيه أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصلوا خلفه ، وغزوا معه ، وجاهدوا ، وحجوا ، وكانوا يسمونه أمير المؤمنين راضين بذلك غير منكرين ، فنحن له تبع ، ثم قال : ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

ومنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ـ ابن عساكر في «ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ـ من تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ١١٤ ط دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت) قال :

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا وأبو منصور بن زريق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا علي بن محمد القرشي ، أنبأنا أبو عمرو الزاهد محمد بن عبد الواحد ، أخبرني السياري ، أخبرني أبو العباس بن مسروق الطوسي ، أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم فجاءت طائفة

٥٥٦

من الكرخيين فذكروا [ظ] خلافة أبي بكر ، وخلافة عمر بن الخطاب ، وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب وزادوا فأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم في علي والخلافة ، والخلافة وعلي ، إن الخلافة لم تزين عليا بل علي زينها. قال السياري : فحدثت بهذا بعض الشيعة ، فقال لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٨ ص ٣١ ط دار الفكر) قال :

قال أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

قال البيهقي : وهذا لأن أمير المؤمنين عليا عاش بعد سائر الخلفاء حتى ظهر له مخالفون ، وخرج عليه خارجون ، فاحتاج من بقي من الصحابة إلى رواية ما سمعوه في فضائله ، وقرابته ، ومناقبه ، ومحاسنه ليردوا بذلك عنه ما لا يليق به من القول والفعل ، وهو أهل كل فضيلة ومنقبة ، ومستحق لكل سابقة ومرتبة ، ولم يكن أحد في وقته أحق بالخلافة منه ، وكان في قعوده عن الطلب قبله محقا ، وفي طلبه في وقته مستحقا ، وهو كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله : لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق ، والحق معه حيث كان.

وقال أيضا في ص ٤٤ :

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كنت بين يدي أبي جالسا ذات يوم ، فجاءت طائفة من الكرخيين ، فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر ، وخلافة عثمان بن عفان ، فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب ، وزادوا ، فأطالوا ، فرفع أبي رأسه إليهم فقال : يا هؤلاء ، قد أكثرتم في علي والخلافة والخلافة وعلي ، إن لم تزين عليا بل علي زينها. قال السياري : حدثت بهذا الحديث بعض الشيعة ، فقال

٥٥٧

لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض.

ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج ٥ ص ٦٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

وروى القزاز بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : كنت ذات يوم جالسا بين يدي أبي ، فجاءت طائفة من الكوفيين فذكروا خلافة أبي بكر وعمر وعثمان بن عفان ـ فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه «أئمة الفقه التسعة» (ج ٢ ص ٢٤ الهيئة المصرية العامة للكتاب)

فذكر مثل ما تقدم.

مستدرك

قول بعض الحكماء لعلي عليه‌السلام

حين بويع له «لقد زينت الخلافة وما زانتك»

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٣٨٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٤٤ ط دار الفكر) قال :

قال المدائني : لما دخل علي بن أبي طالب الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال : والله يا أمير المؤمنين ، لقد زنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما

٥٥٨

رفعتك ، وهي كانت أحوج إليك منك إليها.

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان في «المجالسة وجواهر العلم» (ص ٢٧٧ ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت) قال :

حدثنا محمد بن موسى بن حماد ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني ـ فذكر مثل ما تقدم بعينه.

ومنهم الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوى الهندي في «تاريخ الأحمدي» (ص ١٦٥ ط بيروت) قال :

وقال ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة : دخل عليه حكيم من حكماء العرب فقال : والله يا أمير المؤمنين لقد زينت الخلافة وما زينتك ، ورفعتها وما رفعتك ، وهي كانت أحوج إليك منك إليها.

كلام المعروف الكرخي

في حقه عليه‌السلام

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن علي بن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «مناقب معروف الكرخي وأخباره» (ص ١٦٨ ط دار الكتاب العربي في بيروت سنة ١٤٠٦) قال:

عقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنفسه ولعلي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فخلطه بدنياه وشاطره العلم ، وخصه بأشياء خصه به جبريل عليه‌السلام ، من الدعاء

٥٥٩

والذكر والخلوة.

كلام إبراهيم بن رباح

في علي عليه‌السلام

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٤٠ ط دار الفكر) قال :

قال إبراهيم بن رباح : يستحق علي الخلافة بخمسة أشياء : بالقرب من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والسبق إلى الإسلام ، والزهد في الدنيا ، والفقه في الدين ، والنكاية في العدو ، فلم تر هذه الخمسة الأشياء إلا في علي عليه‌السلام.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في «علي إمام الأئمة» (ص ٤٧ ط دار مصر للطباعة) قال :

إن عليا كرم الله وجهه يرجع إليه فقه الأئمة الأربعة مالك والشافعي وابن حنبل وأبو حنيفة ، كما يرجع إليه فقه الشيعة وفقه الصحابة رضي‌الله‌عنهم.

فأما مالك فقد أخذ عن ربيعة الرأى ، وأخذ ربيعة عن عكرمة ، وأخذ عكرمة عن ابن عباس ، وأخذ ابن عباس عن الإمام علي رضي‌الله‌عنه وأرضاه.

وأما الشافعي فقد أخذ عن مالك إمام المدينة المنورة ، وعن الشافعي أخذ ابن حنبل ، ثم لم يقف عطاء مالك عند العلم بل تجاوزه إلى الجود بالمال ، فقد رأى الشافعي خيلا على باب مالك استأثرت بإعجابه ، فلما رأى مالك أن الشافعي أعجبته الخيل أعطاه إياها لم يمسك منها شيئا .. ولم يجد الشافعي مندوحة عن سؤال

٥٦٠