إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣١

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ٤ ص ٥١٨ ط دمشق) قالا :

عن محمد بن الزبير ، قال : دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التقت ترقوتاه من الكبر ، فقلت له : يا شيخ من أدركت؟ قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قلت : ما غزوت؟ قال : اليرموك ، قلت : حدثني بشيء سمعته ، قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجا ، فأصبنا بيض نعام ، فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، فأدبر وقال : اتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة ، فقال : أثم أبو الحسن ، فقالت : لا ، هو في المقتات ، فأدبر ، وقال : اتبعوني حتى انتهى إليه ، فقال : مرحبا يا أمير المؤمنين ، قال : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون ، قال : ألا أرسلت إلي؟ قال : أنا أحق بإتيانك ، قال : تضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما نتج منها أهدوه ، قال عمر رضي‌الله‌عنه : فإن الإبل تحرج ، قال علي رضي‌الله‌عنه : والبيض يزق ، فلما أدبر قال عمر : اللهم لا تنزلن شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي.(كر).

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٦ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان)

فذكر مثل ما تقدم عن جامع الأحاديث.

٥٠١

قول عمر

أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن علي بن أبي طالب

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٨ ص ١٩٣ وج ١٧ ص ٤٣٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة أبو بكر جابر الجزائري في «العلم والعلماء» (ص ١٧٢ ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال :

وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وسار بذلك مثل : مشكلة ولا أبا حسن لها!

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٣٥ ط دار الفكر) قال :

وعن سعيد بن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ، علي بن أبي طالب.

ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (ج ٥ ص ٦٨ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

كان أبو بكر وعمر يشاورانه ويرجعان إلى رأيه ، وكان كل الصحابة مفتقرا إلى علمه ، وكان عمر يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور مصطفى الشكعة في «إسلام بلا مذاهب» (ص ١١٨ ط ٨ الدار المصرية اللبنانية ـ القاهرة) قال :

٥٠٢

فإذا مات أبو بكر لا يلبث المسلمون جميعا أن يرتضوا مشورته قبل وفاته باختيار الخليفة العظيم عمر بن الخطاب ومن بينهم علي ، وكان الخليفة يستعين به في حل عظائم الأمور ويقول : أعوذ بالله من مشكلة ليس فيها أبو حسن (وهي كنية الإمام علي).

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ١ ص ١٠٤ ط مؤسسة الوفاء) قال :

ورفعت إلى عمر قضية إمرأة ولدت لستة أشهر ، فأمر برجمها فجاءت أختها إلى علي تستصرخه ، فذهب إلى عمر وقال : إن الله عزوجل يقول : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ) وقال تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) ، فالفصال أربعة وعشرون شهرا والحمل ستة أشهر ، تلك ثلاثون شهرا.

فخلى عمر سبيلها. قال : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.

ومنهم الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد المشتهر بابن الجوزي في «تبصرة المبتدي» (ص ١٩٦ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

وكان الخلق يحتاجون إلى علم علي حتى قال عمر : آه من معضلة ليس لها أبو الحسن.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٦ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ من معضل ليس لها أبو الحسن ، خرجه الإمام أحمد.

٥٠٣

ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكلدي بن عبد الله العلائي الشافعي المولود سنة ٦٩٤ والمتوفى سنة ٧٦١ في كتابه «إجمال الإصابة في أقوال الصحابة» (ص ٥٦ ط جمعية إحياء التراث الإسلامي ـ الكويت سنة ١٤٠٧) قال :

وكان عمر رضي‌الله‌عنه يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن. يعني علي ابن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري المتوفى سنة ١٣٧٢ في كتابه «أحسن القصص» (ج ٣ ص ٢٠٥) قال :

روي ان رجلا أتى عمر بن الخطاب ـ إلى ان قال : فقال عمر رضي‌الله‌عنه : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها.

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٣٨) قال :

وقال ابن المسيب ، عن عمر قال : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ص ٣٩ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه «العلم والعلماء» (ص ١٧٣ ط دار الكتب السلفية بالقاهرة سنة ١٤٠٣) قال :

وعن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو حسن ، وسار بذلك مثل : مشكلة ولا أبا حسن لها!

٥٠٤

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضري» (ج ٢ ص ١٧ ط بيروت سنة ١٤٠٤) قال :

وعن أبي سعيد الخدري : سمع عمر يقول لعلي وقد سأله عن شيء فأجابه : أعوذ بالله ان أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.

وأخرج ابن سعد أيضا ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن ـ يعني عليا ـ.

ومنهم العلامة حسام الدين المردي في «آل محمد» (ص ٤٨) قال :

أخرج الإمام أحمد وأبو عمر وابن سعد هم جميعا يرفعه بسنده عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن ـ يعنى عليا

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي الشافعي في «توضيح الدلائل» (ص ٢١٣) قال :

قال عمر بن الخطاب في عدة وقائع وقعت أيام خلافته : لولا علي لهلك عمر لما رأى من تحقيقه وإصابته ، وقال رضي الله تعالى عنه مرة أخرى : اللهم لا تنزل بي شديدة إلا وأبو الحسن الى جنبي. وقال مرة أخرى عليه رضوان الله تعالى : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها. وقد سأله شيئا فأجابه في بعض الزمن فقال : أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست فيه أبا الحسن وباهتك فخرا وسؤددا لمولانا أمير المؤمنين إذ اعترف له بالفضل افضل أفاضل زمانه واعترف هذا الحبر وهو أعلم علماء الصحابة من بحر علومه وبيانه.

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن شاهين العسقلاني (سبط ابن حجر) في كتابه «رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ» (ص ٣٣٩ والنسخة مصورة من إحدى مكاتب

٥٠٥

إسلامبول) قال :

وقال يحيى بن سعيد ، عن سعيد المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.

ومنهم العلامة الشيخ قرني طلبة البدوي في «العشرة المبشرون بالجنة» (ص ٢٠٧ ط محمد علي صبيح بمصر) قال :

قال : وأخرج عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس فيها أبو الحسن.

وأخرج عنه قال : لم يكن أحد من الصحابة يقول : سلوني إلا علي.

ومنهم العلامة محمد بن أحمد الخفاجي في «تفسير آية مودة القربى» (ص ٧٢) قال :

وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الكردي الشافعي المتوفى سنة ٩٢٥ في كتابه «غاية المرام» (ص ٧٠ والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال :

قال سعيد بن المسيب : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن ـ يعنى عليا.

وقال أيضا في ص ٧٥ مثل ذلك.

ومنهم العلامة الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي المتوفى سنة ١٣٥١ في كتابه «بيت الصديق» (ص ٢٧٢ ط مصر سنة ١٣٢٣) قال :

٥٠٦

وروى أيضا ، قال : كان عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.

ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد الخافي الحسيني الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٣٦ نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وذكر عند الإمام عمر بن الخطاب حلي الكعبة وكثرته ، فقال قوم : لو أخذته فجهّزت جيوش المسلمين كان أعظم للأجر وما تصنع الكعبة بالحلى فهم بذلك. وسئل عنه علي عليه‌السلام فقال : إن القرآن أنزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والأموال أربعة أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض والفيء فقسمه على مستحقيه والخمس فوضعه الله حيث وضعه والصدقات فجعلها الله حيث جعلها وكان حلي الكعبة فيها حينئذ فتركه الله على حاله ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا فأقره حيث أقره الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال عمر لعلي عليه‌السلام : وفقت وسددت ، لا عشت لمعضلة لست لها يا أبا الحسن.

ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل القفطي الشافعي في كتابه «الأنباء المستطابة» (ص ٥٩ والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال :

ومن ذلك ما روي عن عمر أنه قال : ما أحب أن أكون في بلد ليس فيها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب.

وروي أنه كان يقول : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن.

وقال أيضا في ص ٦٣ :

ومما ذكره القاضي أبو بكر بن الطيب من أقوال عمر في فضائل علي عليه‌السلام فمن ذلك ما روى عن عمر قوله المشهور : لولا علي لهلك عمر.

٥٠٧

ومنها قوله : أعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن.

ومنها قوله : أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو حسن.

ومنهم العلامة السيد حسين ابن السيد روشن عليشاه الحسيني النقوي البخاري الحنفي الهندي في كتابه «تحقيق الحقائق ، گلزار مرتضوي ـ محبوب التواريخ» (ص ٧ ط أحسن المطابع في لاهور) قال :

أما عمر فقد عرف كل رجوع اليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة وقوله غير مرة : لولا علي لهلك عمر.

وقوله : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن.

وقوله : لا يفتينّ أحد في المسجد وعلي حاضر.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن الحنفي البغدادي المعروف بابن الجوزي المتوفى سنة ٥٩٧ في «المصباح المضيء» (ج ١ ص ٣٥٩ ط مطبعة الأوقاف في بغداد) قال :

وكان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن.

ومنهم عبد الله بن نوح الجيانجوري المتولد سنة ١٣٢٤ في «الإمام المهاجر» (ص ١٥٦ ط دار الشروق بجدة) قال :

أما قضاياه فكثيرة ، وقد قال عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه : علي أقضانا ، وكان يتعوذ بالله من قضية ليس لها أبو الحسن.

ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري في كتابه «الجوهرة» (ص ٧٢ ط دمشق) قال :

وحدث أحمد بن زهير قال : نا عبيد الله بن عمر القواريري ، نا مؤمل بن

٥٠٨

إسماعيل ، حدثنا سفيان الثوري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن.

ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري المتوفى سنة ١٠٩٦ في «تفسير آية المودة» (ص ٧٢ نسخة إحدى مكاتب قم) قال :

وكان [علي عليه‌السلام] غزير العلم ، وكان عمر بن الخطاب يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن.

ومنهم العلامة محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب «إتحاف أهل الإسلام» (والنسخة مصورة من مكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وأخرج ابن سعد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن ـ يعني عليا.

ومنهم العلامة جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ص ٧ والنسخة مصورة من مكتبة السلطان أحمد الثالث في إسلامبول) قال :

وروي عن سعيد بن المسيب ، قال : كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.

قول عمر

لعلي عليه‌السلام «لأشكرن لك في الدنيا والآخرة»

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٥٠٩

فمنهم الشيخ أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله المشتهر بابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق ٦٠ نسخة مكتبة جستربيتي) قال :

ومن ذلك ما روي أن عمر بن الخطاب استشار الناس فقال : ما تقولون في شيء فضل عندنا من هذا المال؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين قد شغلناك عن أهلك وضيعتك وتجارتك فهو لك. فقال لعلي : ما تقول؟ قال : قد أشاروا عليك. قال : قل يا علي ، قال : لم تجعل نفسك طيبا وعلمك جهلا. قال : لتخرجن مما قلت؟ قال : أجل والله لأخرجن منه ، أما تذكر إذ بعثك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ساعيا وأتيت العباس ابن عبد المطلب فمنعك صدقته فأتيتني فقلت : انطلق معي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلنخبره بما صنع العباس ، فأتيناه فوجدناه خاترا فرجعنا ثم أتيناه في اليوم الثاني فوجدناه طيب النفس فأخبرناه بما صنع العباس فقال : أما علمتم أن عم الرجل صنو أبيه؟ فأخبرناه بالذي رأيناه من ختور نفسه في اليوم الأول وطيب نفسه في اليوم الثاني ، فقال : إنما أتيتماني في اليوم الأول وقد بقي من الصدقة ديناران فخشيت أن يأتيني الموت قبل أن أوجههما ثم أتيتماني هذا اليوم وقد وجهتهما ، فالذي رأيتما من طيب نفسي لذلك. فقال عمر : صدقت والله لأشكرن لك في الدنيا والآخرة.

مستدرك

قول ابن عمر «أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال»

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب القوم في ج ٤ ص ٤٣٣ وج ١٥ ص ٦٤٤ ومواضع أخرى من الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي

٥١٠

المتوفى سنة ٣٠٧ في «مسند أبي يعلى» (ج ٩ ص ٤٥٢ ط دار المأمون للتراث ـ دمشق) قال :

حدثنا نصر بن علي ، أخبرنا عبد الله بن داود ، عن هشام بن سعد ، عن عمر بن أسيد ، عن ابن عمر قال : كنا نقول على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النبي ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون في واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة وولدت له ، وغلق الأبواب غير بابه ، ودفع الراية إليه يوم خيبر.

ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري الهندي المتوفى سنة ١٣٥٣ في «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي» (ج ١٠ ص ٢٠٣ ط دار الفكر في بيروت)

فذكر مثل ما تقدم ، عن مسند أبي يعلى ، عن ابن عمر ـ وقال في آخره : وقد روي هذا الحديث من غير وجه ، عن ابن عمر ـ رواه البخاري وغيره بألفاظ.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد عمر في «خديجة أم المؤمنين» (ص ٤٧٩ ط دار الريان)

فذكر مثل ما تقدم.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٣٥ ط دار الفكر) قال :

وعن ابن عمر قال : أعطي علي ثلاثا ، لأن أكون أعطيتهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة فولدت له ، وأعطي الراية يوم خيبر ، وسدت أبواب الناس إلا بابه.

٥١١

وعنه قال : لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فولد الحسن والحسين سبطي.

مستدرك

كلام ابن عمر في علي عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المشتهر بابن عساكر المتوفى سنة ٥٧٣ في «تاريخ دمشق» (ج ٣ ص ٥٧ ط بيروت) قال :

أخبرنا أبو القاسم ابن السمرقندي ، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان ، وأحمد بن محمد ابن إبراهيم.

حيلولة وأخبرنا عبد الله بن القصاري [ظ] ، أنبأنا أبي ، قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله ، أنبأنا أبو عمر حمزة بن القاسم الإمام الهاشمي [ظ] ، أنبأنا عبد الله بن أبي علي ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، عن محمد بن الفضل ، عن سالم الأفطس : عن عطا [ء] ، عن ابن عمر ، أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال [له] ابن عمر : ولم تفعل؟ فورب هذه البنية لقد سبقت له الحسنى من الله ما لها من مردود.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٤٣ ط دار الفكر) قال :

وعن العلاء بن عرار ، قال : إني قلت لعبد الله بن عمر وهو في المسجد جالس :

٥١٢

كيف تقول في هذين الرجلين علي وعثمان؟ فقال عبد الله : أما علي فلا تسأل عنه أحدا ، وانظر إلى منزله من منزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقد أخرجنا من مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا علي ، وأما عثمان فتلا : (يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) فأذنب ذنبا عظيما ، فعفا الله عنه ، وأذنب فيكم ذنبا من دون [ذلك] فقتلتموه.

وقال في ج ١٨ ص ٢٨ :

وعن ابن عمر ، أنه بلغه أن رجلا يذكر علي بن أبي طالب ، فقال ابن عمر : ولم تفعل؟ فورب هذه البنية لقد سبقت له الحسنى من الله ، مالها من مردود.

ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في «الكامل في الرجال» (ج ٧ ص ٢٦٦٦) قال :

أخبرنا محمد بن هارون بن حميد ، ثنا عبد الله بن عمر ، ثنا يحيى بن أبي غنية ، عن أبيه ، عن خالد بن سحيم ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سأله سائل عن علي فقال : عن أي أمر علي تسألني ، هذا بيت رسول الله وهذا بيته.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٦ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن مسروق أن ابن عمر أتي بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال وقال : لا يجتمعان أبدا ، فبلغ عليا فقال : إن كان جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب فخطب عمر فقا (ل) : ردوا الجهات إلى السنّة ، فرجع إلى قول علي.

٥١٣

وقال في ص ٢٥ :

وعن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما ، قال : لعلي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ابنته فاطمة أحب الناس إليه ، وولدت له سيدي شباب أهل الجنة وسد الأبواب إلا بابه في المسجد ، وأعطاه الراية يوم خيبر. خرجه الإمام أحمد.

كلام حذيفة في علي عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٤٧ ط دار الفكر) قال :

قال أبو شريح : كنا عند حذيفة بالمدائن ، فأتاه الخبر أن عمارا والحسن بن علي قدما الكوفة ، يستنفران الناس إلى أمير المؤمنين علي ، فقال حذيفة : إن الحسن بن علي قدم يستنفر الناس إلى عدو الله وعدوكم ، فمن أحب أن يلقى أمير المؤمنين حقا حقا فليأت علي بن أبي طالب.

أمر الزبير الأحنف بن قيس

بكونه مع علي عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري»

٥١٤

(ج ٢ ص ١٠ ط بيروت) قال :

وعن عمر بن خاقان قال : قال لي الأحنف بن قيس : لقيت الزبير فقلت له : ما تأمرني به وترضاه لي؟ قال : آمرك بعلي بن أبي طالب ، قلت : أتأمرني به وترضاه لي؟ قال : نعم. أخرجه الحضرمي.

كلام صعصعة بن صوحان

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند علي بن أبي طالب» عليه‌السلام (ج ١ ص ٣١٨ ط حيدرآباد) قال :

عن صعصعة بن صوحان ، قال : لما عقد علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه الألوية أخرج لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم ير ذلك اللواء منذ قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعقده ودعا قيس بن سعد بن عبادة فدفعه إليه ، فاجتمعت الأنصار وأهل بدر ، فلما نظروا إلى لواء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلواء فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة يقول :

هذا اللواء الذي كنا نخف به

دون النبي وجبرئيل لنا مدد

ما ضر من كانت الأنصار عيبته

أن لا يكون له من غيرهم عضد

كلام أبي سعيد الخدري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٥١٥

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٣٥٠ ط بيروت) قال :

وعن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ، قال أبو سعيد : فكنت فيمن خرج معه ، فلما احتفر إبل الصدقة سألناه أن نركب منه ونريح إبلنا ، وكنا قد رأينا في إبلنا خللا فأبى علينا ، وقال : إنما لكم منه سهم كما للمسلمين ، قال : فلما فرغ علي وانصفق من اليمن راجعا ، أمر علينا إنسانا فأسرع هو فأدرك الحج ، فلما قضى حجته قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إرجع إلى أصحابك حتى تقدم عليهم.

قال أبو سعيد : وقد كنا سألنا الذي استخلفه ما كان علي منعنا إياه ففعل ، فلما جاء عرف في إبل الصدقة أنها قد ركبت ، رأى أثر الراكب ، فذم الذي أمره ولامه ، فقال : أما إن لله علي إن قدمت المدينة لأذكرن لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولأخبرنه ما لقينا من الغلظة والتضييق.

قال : فلما قدمنا المدينة غدوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أريد أن أفعل ما كنت قد حلفت عليه ، فلقيت أبا بكر خارجا من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما رآني قعد معي ورحب بي ، وسألني وسألته ، وقال : متى قدمت؟ قلت : قدمت البارحة ، فرجع معي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدخل وقال : هذا سعد بن مالك ، ابن الشهيد ، قال : ائذن له ، فدخلت فحييت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحياني وسلم عليّ ، وسألني عن نفسي وعن أهلي فأحفى في المسألة ، فقلت : يا رسول الله ، ما لقينا من على من الغلظة وسوء الصحبة والتضييق ، فانتبذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجعلت أنا أعدد ما لقينا منه حتى إذا كنت في وسط كلامي ضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على فخذي ، وكنت منه قريبا ، وقال : سعد بن مالك ابن الشهيد ، مه بعض قولك لأخيك علي ، فو الله لقد علمت أنه أخشن في سبيل الله.

٥١٦

قال : فقلت في نفسي : ثكلتك أمك ، سعد بن مالك ، ألا أراني كنت فيما يكره منذ اليوم وما أدري؟ لا جرم ، والله لا أذكره بسوء أبدا سرا ولا علانية.

وقال أيضا في ص ٣٥٩ :

قال أبو سعيد الخدري : لما نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا بغدير خم ، فنادى له بالولاية ، هبط جبريل عليه‌السلام عليه بهذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)

وقال أبو سعيد الخدري : نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.

وقال في ج ١٨ ص ١٦ :

وعن أبي سعيد الخدري قال : كان لعلي أحسبه قال : من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مدخل لم يكن لأحد من الناس ، أو كما قال.

وقال أيضا في ج ١٨ ص ٢٥ :

وعن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع عمر يقول لعلي وسأله عن شيء فأجابه ، فقال له عمر : نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن.

وقال أيضا في ج ١٨ ص ٢٥ :

وعن أبي سعيد الخدري قال : خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب ، فلما دخل الطواف استلم الحجر وقبله ، وقال : إني لأعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقبلك ما قبلتك ، قال : ثم مضى في الطواف ، فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين ، إنه ليضر وينفع ، فقال له عمر : بم

٥١٧

قلت ذلك؟ قال : بكتاب الله ، قال : وأين ذلك من كتاب الله؟ قال : قول الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) قال : لما خلق الله آدم عليه‌السلام مسح منكبه ، فخرج ذريته مثل الذر ، فعرفهم بنفسه أنه الرب وأنهم العبيد ، وأقروا بذلك على أنفسهم ، وأخذ ميثاقهم بذلك ، فكتبه في رق أبيض ، قال : وكان هذا الركن الأسود يومئذ له لسان وشفتان وعينان ، فقال له : افتح فاك ، فألقمه ذلك الرق ، وجعله في موضعه ، وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة. قال : فقال له عمر بن الخطاب : لا بقيت في قوم لست فيهم أبا حسن ، أو قال : لا عشت في قوم لست فيهم أبا حسن.

وقال أيضا في ص ٤٥ :

وعن أبي سعيد ، قال : كنا عند بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار ، فخرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا : بلى ، قال : خياركم الموفون المطيبون ، إن الله يحب الحفي التقي ، قال : ومر علي بن أبي طالب ، فقال : الحق مع ذا ، الحق مع ذا.

وعن أبي سعيد الخدري قال : خرج إلينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد انقطع شسع نعله ، فدفعها إلى علي يصلحها ، ثم جلس ، وجلسنا حوله ، كأنما على رءوسنا الطير ، فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل ، قال : فأتينا عليا نبشره بذلك ، فكأنه لم يرفع به رأسا ، كأنه قد سمعه قبل.

وكان حزام بن زهير عند علي في الرحبة فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ، هل كان في «النعل» حديث؟ فقال : اللهم إنك تعلم أنه مما كان يسره إلى رسول

٥١٨

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأشار بيديه ورفعهما.

وقال أيضا في ص ٥٥ : وعن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، فقلنا : يا رسول الله ، أمرتنا بقتال هؤلاء ، فمع من؟ قال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر.

كلام سعد بن أبي وقاص

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٣٣ ط دار الفكر) قال :

ومن حديث الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلت : هل سمعت لعلي منقبة؟ قال : شهدت له أربعا ، لأن تكون لي واحدتهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش ، فسار بها يوما وليلة ، ثم قال لعلي : اتبع أبا بكر فخذها ، فبلغها ورد عليّ أبا بكر ، فرجع أبو بكر فقال : يا رسول الله ، أنزل في شيء؟ قال : لا ، إلا خيرا ، لا ، إنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني ، أو قال : من أهل بيتي.

قال : فكنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآل علي ، قال : فخرجنا نجر نعالنا ، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، أخرجت أعمامك

٥١٩

وأصحابك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام ، إن الله هو أمر به.

والثالثة : أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث عمر وسعدا إلى خيبر ، فخرج عمر [و] سعد ، ورجع عمر فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، في ثناء كبير أخشى أن لا أحصي ، فدعا عليا ، فقالوا : إنه أرمد ، فجيء به يقاد ، فقال له : افتح عينيك ، قال : لا أستطيع ، قال : فتفل في عينيه ريقه ، ودلكهما بإبهامه ، وأعطاه الراية.

والرابعة : يوم غدير خم ، قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأبلغ ، ثم قال : أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات ، قالوا : بلى ، قال : أدن يا علي ، فرفع يده ، ورفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حتى قالها ثلاث مرات.

ومن حديث خيثمة بن عبد الرحمن ، قال : قلت لسعد بن أبي وقاص : ما خلفك عن علي ، أشيء رأيته أو شيء سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : لا ، بل شيء رأيته أنا ، إني قد سمعت له من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثا ، لو تكون واحدة لي منها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ، ومن الدنيا وما فيها ، وذكر غزوة تبوك ويوم خيبر ، قال : ثم أعطاه الراية فمضى بها ، قال : واتبعه الناس من خلفه ، قال : فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحبا فاتقاه بالرمح فقتله ، ثم مضى إلى الباب حتى أخذ بحلقة الباب ثم قال : أنزلوا يا أعداء الله على حكم الله وحكم رسوله ، وعلى كل بيضاء وصفراء ، قال : فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجلس على الباب ، فجعل علي يخرجهم على حكم الله وحكم رسوله ، فبايعهم وهو آخذ بيد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فخرج حيي بن أخطب ، قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : برئت منك ذمة الله وذمة رسول إن كتمتني شيئا ، قال : نعم ، وكانت له سقاية في الجاهلية ، فقال : له رسول الله صلى الله

٥٢٠