إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣١

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

وحدثني عمر بن سيف ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن مخلد الأصبهاني ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حماد بن غسان ، قال : حدثنا علي بن هشام ، عن الجحاف وابن حبان ، عن أبي المغيرة ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : أذن علي بإجلاء () من السواد إلى الكوفة وكان ابن عم () له ضيعة بالسواد ، فأتيت الحسين بن علي أستعين به على أمير المؤمنين أبيه ليؤجله أياما حتى يفرغ من ضيعته ، فوعدني أن أغدو إليه ، فغدوت فوجدت أمير المؤمنين قد أصيب ، ووجدت الحسين بن علي يحدثهم وهو يقول : إن القتلة كانت ليلة ، وكان أمير المؤمنين بات يوقظ أهله للصلاة ، ثم لما كان في السحر خفق خفقة فإذا هو ينادي : يا حسين يا حسين ، فقلت : لبيك ، قال : إني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فشكوت إليه ما لقيت ، فقال : أدع الله ، فقلت : اللهم أبدل لي بهم من هو خير لي منهم وأبدل لهم من هو شر لهم مني. قال : وخرج إلى الصلاة فأصيب ، فقال الحسن : فعل الله والله به ذلك ، فعل الله والله به ذلك ، مرتين.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ٦١٢ ط دار الجيل) قال :

وقال الحسن بن علي يوم قتل علي : خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره فقال لي : يا بني إني بت أوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة صبيحة بدر ، فملكتني عيناي ـ فذكر مثل ما تقدم عن الذهبي بعينه.

ومنهم العلامة أبو العرب محمد بن أحمد المالكي في «المحن» (ص ٨٤ ط دار الغرب الإسلامي) قال :

وحدثني عيسى بن مسكين ، عن سحنون ، عن وهب بن منبه ، عن هشام بن

٤٤١

سعد ، عن زيد بن أسلم : أن علي بن أبي طالب قال يوما وأخذ المصحف وعلقه على رأسه ثم قال : اللهم إني سألت ما فيه فأبوا علي ، فأعطني ما فيه ، قال : فلم يلبث إلا ثلاثا أو نحو ذلك حتى قتل رحمه‌الله.

ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ٢ ص ٣٢٠) قال :

لقد كره الإمام الحياة وتمنى الموت ، منذ فقد الأمل في أن ينصره أهل العراق ، كان أهل الشام كلما ازدادوا حول معاوية قوة وفتكا ، ازداد أهل العراق تمزقا وتفرقا حول علي ، فضاق بهم وسئم وملأت نفسه الكآبة ، فكان يقول : والله لتخضبن هذه من هذه (يشير إلى لحيته ورأسه) فما يحبس أشقاها؟ ماله لا يقتل؟ ما ينتظر؟

كان كرم الله وجهه يتعجل نهايته ، فقد سئم الناس وملها ، وإنه ليتعذب من الغيظ الذي أحرق به أهل العراق قلبه الشريف.

وهكذا كان الإختلاف بين علي ومعاوية حتى في اللحظات الأخيرة من عمر علي ، رفض الحراسة ، فسهل الأمر على قاتليه.

أما معاوية فكانت حوله حراسة كثيفة ، فلما رفع قاتله السيف ليقتله ، انقض الحراس على الفاتك فوقع سيفه على ألية معاوية ، ولو لا الحرس الكثيف لقتله.

٤٤٢

كلام الأعاظم من الصحابة والعلماء والفقهاء

في علمه وسائر فضائله ومناقبه عليه‌السلام

كلام سلمان في حقه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الشيخ جمال الدين عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في «غريب الحديث» (ج ١ ص ٤٣٤ ط بيروت) قال :

قال سلمان في حق علي عليه‌السلام : إنه لعالم الأرض وزرها. أي : قوامها.

قال الأزهري : وأصله من زر القلب ، وهو عظم صغير به قوام القلب.

كلام مقداد في حقه عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في «تاريخ

٤٤٣

الأحمدي» (ص ١٤٧ ط بيروت سنة ١٤٠٨) قال :

وفي الكامل لابن الأثير والتاريخ الكبير لابن جرير قال المقداد : وما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم ، إني أعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول ولا أعلم إن رجلا أقصى بالعدل ولا أعلم منه ، أما والله لو أجد أعوانا عليه ، فقال عبد الرحمن : يا مقداد اتق الله فاني أخاف عليك الفتنة.

كلام صعصعة بن صوحان العبدي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي في «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٤٩٩ ط مصر) قال :

ذكر علي بن أبي طالب عند صعصعة بن صوحان العبدي ، فقال : هو بالله عليم ، والله في عينيه عظيم.

كلام سفيان بن عيينة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري الدمشقي المتوفى سنة ٢٨١ في «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (ج ١ ص ٦٥٠ ط دمشق) قال :

قال محمد بن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي إسحاق قال له : سمعت الأسود يقول : لم أر بالكوفة من أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أفقه من علي

٤٤٤

ابن أبي طالب.

كلام ابن عباس في شأن علي أمير المؤمنين عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٢٦ ط دار الفكر) قال :

وعن ابن عباس ، قال : قسم علم الناس خمسة أجزاء ، فكان لعلي منها أربعة أجزاء ، ولسائر الناس جزء ، وشاركهم علي في الجزء ، فكان أعلم به منهم.

وعن ابن عباس ، قال : إنا إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل به إلى غيره.

وعنه أنه قال : إذا بلغنا شيء تكلم به علي من فتيا أو قضاء وثبت لم نجاوزه إلى غيره.

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٣٨) قال :

وقال ابن عباس : إذا حدثنا ثقة بفتيا عن علي لم نتجاوزها.

ومنهم العلامة الشيخ حسام الدين المردي في «آل محمد ص» (ص ٤٥ نسخة مكتبة السيد الإشكوري) قال :

روى عن الكلبي قال ابن عباس : علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من علم الله وعلم علي من علم النبي وعلمي من علم علي وما علمي وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر.

٤٤٥

ومنهم العلامة السيد حسين بن السيد روشن على شاه الحسيني النقوي البحاري الحنفي الهندي في كتابه «تحقيق الحقائق ـ وگلزار مرتضوي ـ محبوب التواريخ» (ص ٧ ط أحسن المطابع في لاهور) قال :

قيل لابن عباس : أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر.

ومنهم العلامة جمال الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزآبادي في «طبقات الفقهاء» (ص ٤٢ ط دار الرائد العربي ـ بيروت) قال :

وقال ابن عباس : أعطي علي تسعة أعشار العلم ، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي.

ومنهم العلامة الصلاح خليل بن أيبك الصفدي في «إجمال الإصابة في أقوال الصحابة» (ص ٥٦ ط جمعية إحياء التراث الإسلامي ـ الكويت) قال :

وقال عكرمة : كان ابن عباس إذا بلغه شيء تكلم به علي رضي‌الله‌عنه من فتيا أو قضاء لم يتجاوزه إلى غيره.

ومنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣ في كتابه «بهجة المجالس وأنس المجالس» (ج ١ ص ٤٩٩ ط مصر) قال :

ذكر علي بن أبي طالب عند ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، فقال : كان والله يسكته الحلم ، وينطقه العلم.

سئل عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب ، فقال : ما شئت من ضرس قاطع في العلم بكتاب الله ، والفقه في سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت له مصاهرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والتبطن في العشيرة ، والنجدة في الحرب ،

٤٤٦

والبذل للماعون.

فتى كان يدنيه الغنى من صديقه

إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر

ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة ٥١٠ والمتوفى بها سنة ٥٩٧ في كتابه «غريب الحديث» (ج ١ ص ١٢٢ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٤٠٥) قال :

قال ابن عباس : علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر.

القرارة : الغدير الصغير ، والمثعنجر : أكثر ما في البحر ماء.

ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في «مرقاة المفاتيح» (ج ٥ ص ٥٧١ ط مطبعة الميمنية بمصر) قال :

وعن ابن عباس وقد سأله الناس ، فقالوا : أي رجل كان عليا؟ قال : كان قد ملئ جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة ، مع قرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. [أخرجه أحمد في المناقب].

ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه‌السلام القاهري المصري المولود سنة ١٢٩٦ والمتوفى سنة ١٣٧٢ بالقاهرة في كتابه «السمير المهذب» (ج ٣ ص ٢١٦ ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة ١٣٩٩) قال:

عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : ما انتفعت بكلام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانتفاعي بكتاب كتبه إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ..

ومنهم العلامة أمين الدولة أبو الغنائم مسلم بن محمود الشيزري المتوفى سنة ٦٢٢

٤٤٧

في «جمهرة الإسلام ذات النثر والنظام» (ص ٢٨ ط معهد تاريخ العلوم في فرانكفورت بالتصوير عن مخطوطة مكتبة جامعة ليدن في هولندا سنة ١٤٠٧) قال :

دخل عبد الله بن العباس على معاوية وعنده وجوه من قريش ، فلما سلم قال معاوية : إني أريد أن أسألك عن مسائل. قال : سل عما بدا لك .. إلى أن قال : فما تقول في علي؟ قال : رضي الله عن أبي الحسن ، كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ومحل الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى وكهف العلاء للورى داعيا إلى المحجة العظمى متمسكا بالعروة الوثقى ، خير من آمن واتقى ، وأفضل من تقمص وارتدى ، وأبر من انتعل وسعى وأفصح من تنفس وقرا ، أكبر من شهد بالنجوى سوى الأنبياء ، وابن عم النبي المصطفى صاحب القبلتين فهل يوازيه أحد وأبو السبطين فهل يمارئه بشر وزوج خيرة النسوان فهل يفوقه قاطن بلد ، للأسود قتّالا وفي الحروب ختالا لم تر عيني مثله ولن ترى ، فعلى من يبغضه لعنة الله والعباد إلى يوم التناد ، قال : إيه يا ابن عباس قد أكثرت في ابن عمك.

ومنهم العلامة الشيخ صفي الدين أحمد بن فضل الشافعي الحضرمي المكي في «وسيلة المآل» (ق ١٢٤ نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما وقد سئل عن سيدنا علي كرم الله وجهه قال : رحمة الله على علي أبا الحسن ، كان والله علم الهدى وداعيا إلى المحجة البيضا وكهف التقى وطود النهى ومحل الحجا وغيث الندى ومنتهى العلم للورى ونورا استقر في ظلم الدجى متمسكا بالعروة الوثقى أتقى من تقمص وارتدى وأكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى وصاحب القبلتين وأبو السبطين وزوجته خير النسا ، فما يعد له أحد ولم تر عيناي مثله ولم تسمع أذناي بمثله ، فعلى من يبغضه لعنة الله ولعنة العباد إلى يوم التناد. أخرجه أبو الفتح القواس.

ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم

٤٤٨

الكبير» (ج ١٠ ص ٢٩٤ ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :

قال معاوية : فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجا ، وطود النهى ، ونور السرى في ظلم الدجى ، وداعية إلى الحجة العظمى ، عالما بما في الصحف الأولى ، وقائما بالتأويل والذكرى ، متعلقا بأسباب الهدى ، وتاركا للجور والأذى ، وحائدا عن طرق الردى ، وخير من آمن واتّقى ، وسيد من تقمص وارتدى ، وأفضل من حج وسعى ، وأسمع من عدل وسوى ، وأخطب أهل الأرض إلا الأنبياء والنبي المصفى ، صاحب القبلتين ، فهل يوازيه موحد؟! وزوج خير النساء وأبو السبطين ، لم تر عيني مثله ولا ترى حتى القيامة واللقاء ، فمن لعنه فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة.

ومنهم العلامة محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المشتهر بالبري في «الجوهرة» (ص ٧٢ ط دمشق) قال :

وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل به. وروى جويبر عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن عباس ، قال : والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر ، وسأل شريح بن هانئ عائشة أم المؤمنين عن المسح على الخفين فقالت : ائت عليا فسله.

وروى عبد الرحمن بن أذينة ، عن أبيه أذينة بن مسلمة العبدي ، قال : أتيت عمر بن الخطاب فسألته : من أين أعتمر؟ قال : ائت عليا فسله ـ وذكر الحديث.

وروى حديث ابن أذينة العلامة أبو البركات الباعوني في «جواهر المطالب» ق ٢٦ مثل ما مر عن «الجوهرة».

ومنهم العلامة الشيخ محمد بن داود بن محمد البازلي الشافعي في كتابه «غاية

٤٤٩

المرام ..» (ص ٧٠ مصورة مكتبة جستربيتي) قال :

وقال ابن عباس : إذا ثبت لنا عن علي شيء لم نعدل به إلى غيره.

[وقال أيضا :] وقال ابن عباس : لقد أعطي [علي] تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر.

ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الزرندي المتوفى سنة ٧٥٠ في «بغية المرتاح» (ص ٨٨ والنسخة مصورة من إحدى المكاتب لندن) قال :

قال ابن عباس : لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شاركهم في العاشر.

ومنهم العلامة أحمد بن محمد الخافي الشافعي في «التبر المذاب» (ص ٤٥ نسخة مكتبتنا العامة بقم) قال :

وعن ابن عباس أنه قال : والله لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم في العشر الآخر. خرجه أبو عمر.

ومنهم الدكتور أحمد محمد نور سيف في «عمل أهل المدينة» (ص ٤٢ ط دار الاعتصام بالقاهرة) قال :

ويقول ابن عباس (رضي‌الله‌عنهما): إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها.

ومنهم الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي في «بيت الصديق» (ص ٢٧٢ ط مصر) قال :

وقال ابن عباس : إذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل عنه إلى غيره.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول»

٤٥٠

صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ص ٤٢ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن ابن عباس ، قال : إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لا نعدوها.

ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في «علي إمام المتقين» (ج ١ ص ٩١ ط مكتبة غريب الفجالة) قال :

ولقد كان ابن عباس أذكى أهل زمانه ، ولكنه كان يشهد لذكاء علي.

ويروى أنه بينا ابن عباس في المسجد الحرام وعنده نافع بن الأزرق وناس يسألونه ، إذ أقبل عمر بن ربيعة في ثوبين مصبوغين حتى دخل وجلس ، فأقبل عليه ابن عباس فقال : أنشدنا ، فأنشده :

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر

غداة غد أم رائح فمهجر

حتى أتى على آخرها.

فأقبل عليه نافع بن الأزرق فقال : الله يا بن عباس! نحن نضرب إليك أكباد المطي من أقاصى البلاد نسألك عن الحرام والحلال فتتثاقل عنا ، ويأتيك غلام مترف من مترفي قريش فينشدك :

رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت

فيغنى وأما بالعشي فيحسر

فقال ابن عباس : ليس هكذا قال ، بل قال :

رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت

فيضحى وأما بالعشي فيخصر

ثم أنشد ابن عباس القصيدة كلها من أولها إلى آخرها ، فقال له بعضهم : ما رأيت أذكى منك قط. قال : لكنني ما رأيت أذكى من علي بن أبي طالب.

ومنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستي الخطابي في «غريب الحديث» (ج ص ٢٠٢ ط دار الفكر ـ دمشق) قال :

ويروى عن ابن عباس أنه ذكر عليا فأثنى عليه ، وقال : علمي إلى علمه كالقرارة

٤٥١

في المثعنجر ، أي كالغدير في البحر. وأصل القرارة : الموضع المطمئن من الأرض يستقر فيه ماء المطر ، قال عقيل بن بلال بن جرير :

وما النفس إلّا نطفة بقرارة

إذا لم تكدر كان صفوا غديرها

وقال عنترة :

فتركن كل قرارة كالدرهم ويقال : اثعنجر الماء إذا سال ، واثعنجر السحاب بالمطر إذا جاد به.

ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكهنوي في كتابه «مرآة المؤمنين» (ص ٦٢) قال :

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس : لقد عاتب الله أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم في غير موضع وما ذكر عليا إلا بالخير.

كل ذلك في «إزالة الخفاء» و «مفتاح النجا» و «تاريخ السيوطي».

ومنهم محمد بن علي الحنفي المصري في كتاب «إتحاف أهل الإسلام» (ص ٦٧ والنسخة مصورة من المكتبة الظاهرية بدمشق) قال :

وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال : كان لعلي عليه‌السلام ثماني عشر منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة.

ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في «الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين» (ص ٣٠٧ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

قال : [أي ابن عباس] رضي‌الله‌عنه عن أبي الحسن : كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وبحر الندى ، وطود النهى ، وكهف العلى للورى ، داعيا إلى المحجة العظمى ، متمسكا بالعروة الوثقى ، خير من آمن واتقى ، وأفضل من تقمص وارتدى ، وأبر من انتعل واسعا ، وأفصح من تنفس وقرا ، وأكثر من شهد

٤٥٢

النجوى سوى الأنبياء والنبي المصطفى ، صاحب القبلتين ، فهل يوازيه أحد ، وأبو السبطين ، فهل يقاربه بشر ، وزوج خير النسوان ، فهل يفوقه قاطن بلد ، للأسود قتال ، وللحروب ختال ، لم تر عيني مثله ولن ترى ، فعلى من انتقصه لعنة الله والعباد إلى يوم التناد.

قال : إيها يا ابن عباس! لقد أكثرت في ابن عمك ، فما تقول في أبيك العباس؟ قال : رحم الله العباس أبا الفضل ، كان صنو نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقرة عين صفي الله سيد الأعمام ، له أخلاق آبائه الأجواد ، وأحلام أجداده الأمجاد ، تباعدت الأسباب في فضيلته ، صاحب البيت والسقاية ، والمشاعر والتلاوة ، ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب.

ومنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد العربي التباني الجزائري المكي في «تحذير العبقري من محاضرات الخضرى» (ج ٢ ص ١٧ ط بيروت سنة ١٤٠٤) قال :

عن ابن عباس قال : إذا حدثنا ثقة عن علي الفتيا لا نعدوها أي لا نتجاوزها.

ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري الشافعي المكي في «عيون المسائل في أعيان الرسائل» (ص ٨٢ ط مطبعة السلام بمصر) قال :

فقال ابن عباس : أعطى علي تسعة أعشار العلم وشارك الناس في الباقي ، وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره.

ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٦ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : والله لقد أعطى علي تسعة أعشار العلم وأيم الله ولقد شاركهم في العشر العاشر.

٤٥٣

خرجه أبو عمرو عنه وقد سأله الناس فقالوا : أي رجل كان عليا؟ قال : كان ملئ جوفه علما وحلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله صلى لله عليه وسلم. خرجه الإمام أحمد في المناقب.

وقال أيضا في ص ٣٧ :

وعن أبى الزعراء ، عن عبد الله بن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : علماء الأرض ثلاثة : عالم بالشام وعالم بالحجاز وعالم بالعراق ، فأما عالم أهل الشام فهو أبو الدرداء وأما عالم أهل الحجاز فعلي بن أبي طالب ، وأما عالم أهل العراق فأخ لكم ، وعالم العراق وعالم الشام يحتاجان إلى عالم الحجاز وعالم الحجاز لا يحتاج إليهما.

ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في «أحسن القصص» (ج ٣ ص ١٩٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

وقيل : دخل ابن عباس على معاوية فقال : يا ابن عباس صف لي عليا؟ قال : كأنك لم تره ، قال : بلى ، ولكن أحب أن أسمع منك فيه مقالا.

قال : كان أمير المؤمنين رضوان الله عليه غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن ، يدنينا إذا أتيناه ويجيبنا إذا دعوناه ، وكان مع تقربته إيانا وقربه منا لا نبدؤه بالكلام حتى يبتسم ، فإذا هو تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، أما والله يا معاوية لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يبكي ، ويتململ تململ السليم وهو يقول : يا دنيا إياي تغرين؟ أمثلي تشوقين؟ لا حان حينك ، بل زال زوالك ، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، فعيشك حقير ، وعمرك قصير ، وخطرك يسير ، آه آه! من بعد السفر ، ووحشة الطريق ، وقلة الزاد! قال : فأجهش ومن معه بالبكاء.(وقيل إن هذا مروي عن ضرار الصدائي).

٤٥٤

كلام أم المؤمنين أم سلمة

رضي‌الله‌عنها في حق سيدنا الأمير عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٨ ص ٤٥ ط دار الفكر) قال :

وعن مالك بن جعونة ، عن أم سلمة ، قالت : والله إن عليا على الحق قبل اليوم وبعد اليوم ، عهدا معهودا ، وقضاء مقضيا ، قلت : أنت سمعت من أم المؤمنين؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو ، ثلاث مرات ، فسألت عنه فإذا هم يحسنون عليه الثناء.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء» للدولابي (ج ٢ ص ٧٥٣ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت) قال :

حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا الحسن بن عطية ، قال : أنبأ يحيى ابن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن عياض بن عياض أبي قيلة التنعي أنه حدث أنه سمع مالك بن جعونة البجلي يقول : سمعت أم المؤمنين أم سلمة ، تقول : والله إن علي بن أبي طالب لعلى الحق قبل القوم عهدا معهودا مقضيا. قال أبو قيلة : فقلت له : الله الذي لا إله إلا هو لأنت سمعت أم المؤمنين أم سلمة تقول هذا؟ قال : الله لأنا سمعت أم سلمة تقول هذا. قال : فأتيت قومه فسألتهم فقلت : أتعرفون مالك بن جعونة؟ قالوا : نعم ، فأثنوا عليه معروفا وقالوا خيرا.

٤٥٥

ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه «تاريخ الأحمدي» (ص ١٧٨ ط بيروت) قال :

أخرج الحاكم في «المستدرك» عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : لما سار علي إلى البصرة دخل علي إلى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يودعها فقالت : سر في حفظ الله وفي كنفه ، فو الله إنك لعلى الحق والحق معك ولو لا أني أكره أن أعصي الله ورسوله فإنه أمرنا (ص) أن نقر في بيوتنا لسرت معك.

ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في «جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة» (ج ١ ص ٣١٥ ط المكتبة العلمية ـ بيروت) قال :

وكتبت السيدة أم سلمة إلى علي عليه‌السلام من مكة : أما بعد : فإن طلحة والزبير وأشياعهم أشياع الضلالة يريدون أن يخرجوا بعائشة إلى البصرة ، ومعهم ابن الحزان عبد الله بن عامر بن كريز ، ويذكرون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنهم يطلبون بدمه ، والله كافيهم بحوله وقوته ، ولولا نهانا الله عنه من الخروج ، وأمرنا به من لزوم البيوت ، لم أدع الخروج إليك ، والنصرة لك ، ولكني باعثة نحوك ابني ، عدل نفسي ، عمر بن أبي سلمة ، فاستوص به يا أمير المؤمنين خيرا.

فلما قدم عمر على علي عليه‌السلام ، أكرمه ولم يزل مقيما معه حتى شهد مشاهده كلها ، ووجهه أميرا على البحرين. (شرح ابن أبي الحديد م ٢ : ص ٧٨).

٤٥٦

مستدرك

قول أبي بكر «من سره أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة

وأقربهم قرابة وأفضلهم دالة [حالة]

وأعظمهم غناء [عناء] عن رسول الله فلينظر إلى هذا الطالع»

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج ٦ ص ٤٩٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (ط دار المعارف ـ بيروت) قال :

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمد الجوهري إملاء ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، أنبأنا أحمد بن سلمان بن الحسن ، أنبأنا عمر بن سعيد بن سنان بمنج [أو ببلخ] ، أنبأنا ابن أبي حكيم ، أنبأنا علي بن قادم ، أنبأنا زافر بن سليمان ، عن الصلت بن بهرام ، عن الشعبي قال : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن أبي طالب من بعيد ، فلما رآه أبو بكر قال : من سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابة وأفضلهم دالة وأعظمهم غنا [ء] ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلينظر إلى هذا الطالع.

ومنهم العلامة أبو القاسم بهاء الدين هبة الله بن عبد الله ابن سيد الكل في «الأنباء المستطابة» (ق ٥٧ نسخة جستربيتي) قال :

ومما روي عنه ايضا ما رواه الشعبي قال : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن

٤٥٧

أبي طالب عليه‌السلام من بعيد ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر إلا أن فيه : وأفضلهم حالة وأعظمهم عناء عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٣٧ ط دار الفكر) قال :

قال الشعبي : بينا أبو بكر جالس إذ طلع علي بن أبي طالب من بعيد ، فلما رآه قال أبو بكر ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر.

مستدرك

قول أبي بكر «إن عليا عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله»

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٦ ص ٤٣٨ وج ١٥ ص ٥٦١ و ٦١٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ٢ ص ٦٥١ ط دار طلاس ، دمشق) قال :

أخبرني علي بن القاسم بن الحسن البصري ، نا علي بن إسحاق المادرائي ، نا أحمد بن يعقوب العطار ، نا ابن زرارة ـ يعني إسماعيل ـ حدثني عبد الله بن حرب الليثي ، نا هاشم بن يحيى بن هاشم المزني ، نا أبو دغفل الهجيمي قال : سمعت معقل بن يسار المزني قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم العلامة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الله المعروف بابن سيد

٤٥٨

الكل القفطي المتوفى ٦٩٧ في كتابه «الأنباء المستطابة» (ص ٥٨ نسخة جستربيتي) قال:

ومن ذلك ما روى معقل بن يسار قال : سمعت أبا بكر يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال أيضا :

ومن ذلك ما روي عن أبي بكر انه قال : أيها الناس ارقبوا محمدا في أهله.

وقال أيضا :

أخرج الدارقطنيّ ، عن أبى بكر انه قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ومنهم الفاضلان المعاصران الشريف عباس أحمد صقر والشيخ أحمد عبد الجواد المدنيان في «جامع الأحاديث» (القسم الثاني ج ١ ص ١٩٨ ط دمشق) قالا :

عن معقل بن يسار المزني رضي‌الله‌عنه قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.(ق وقال : في إسناده بعض من يجهل).

وقالا أيضا في ج ٤ ص ٣٨٢ :

عن معقل بن يسار المزني قال : سمعت أبا بكر الصديق يقول : علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.(ق وقال : في إسناده بعض من يجهل).

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في

٤٥٩

«مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٨ ص ٢٨ ط دار الفكر) قال :

قال معقل بن يسار المزني : سمعت أبا بكر الصديق يقول لعلي بن أبي طالب عترة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

حديث آخر

في إكرام أبي بكر عليا عليه‌السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العكّ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص ٣١٤ ط دار الإيمان ـ دمشق وبيروت) قال :

وأخرج ابن الأعرابي ، عن انس رضي‌الله‌عنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا بالمسجد وقد أطاف به أصحابه ، إذ أقبل علي رضي‌الله‌عنه فسلم ثم وقف ، فنظر مكانا يجلس فيه ، فنظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى وجوه أصحابه أيّهم يوسع له ، وكان أبو بكر رضي‌الله‌عنه عن يمين رسول الله جالسا ، فتزحزح أبو بكر عن مجلسه وقال : ها هنا يا أبا الحسن. فجلس بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين أبى بكر ، فرأينا السرور في وجه رسول الله ، ثم أقبل على أبي بكر فقال : يا أبا بكر إنما يعرف الفضل لأهل الفضل. كذا في البداية (٧ / ٣٥٩).

٤٦٠