إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣١

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

مستدرك

أبوهما خير منهما

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ١٠٧ وج ٥ ص ١٨ و ٢٧١ وج ٩ ص ٢٨٩ و ٢٢٩ وج ١٨ ص ٤٠٨ وج ١٩ ص ٢٠٣ و ٢٠٥ و ٢٤٢ و ٢٧٨ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «القول الجلي في فضائل علي» عليه‌السلام (ص ١٨ ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال :

عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما. أخرجه ابن عساكر.

ومنهم المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في «تعليقاته على القول الجلي في فضائل علي» عليه‌السلام للجلال السيوطي المتوفى سنة ٩١١ (ص ١٨ المطبوعة في ذيل القول الجلي بمؤسسة نادر ـ بيروت) قال :

عن ابن خالويه بسنده إلى علي بن أبي طالب مرفوعا : الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما.

مستدرك

كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله قبل خلق الدنيا

تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة ج ٥ ص ٢٤٦ و ٢٥٠ و ٢٥٣ وج ٦ ص

٢٤١

٤٤٧ وج ١٦ ص ١٠٥ و ١١٠ وج ٢١ ص ٤٣٣ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٣١٨ ط دار الفكر) قال :

وعن ابن عباس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : خلق الله قضيبا من نور قبل أن يخلق الله الدنيا بأربعين ألف عام ، فجعله أمام العرش حتى كان أول مبعثي ، فشقّ منه نصفا فخلق منه نبيّكم ، والنّصف الآخر علي بن أبي طالب.

وعن سلمان قال : سمعت حبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله مطيعا ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلما خلق الله آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، فجزء أنا وجزء علي.

ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في «التذكرة المشفوعة في ترتيب أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة» (ص ٣٠ ط دار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال : خلقت أنا وعلي من نور وكنا على يمين العرش ١ / ٣٥١

ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في «فهارس كتاب الموضوعات» لابن الجوزي (ص ٥٥ ط دار البشائر الإسلامية ـ بيروت) قال :

خلقت أنا وعلي من نور في فضائل علي ١ / ٣٤٠

٢٤٢

مستدرك

إن الأمة ستغدر بك من بعدي

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٦ ص ٤١٧ وج ٧ ص ٣٢٤ و ٣٤٠ وج ١٧ ص ٢٧٥ وج ٢١ ص ٤٣٦ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في «نبؤات الرسول ما تحقق منها وما يتحقق» (ص ١١١ ط دار السلام) قال :

أخرج الدولابي في الكنى والأسماء فقال : حدثنا يحيى بن غيلان ، عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس إبراهيم بن أبي حديد الأودى أن علي بن أبي طالب قال : عهد إليّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن الأمة ستغدر بي من بعده.

درجة الحديث :

الحديث صحيح : رجال الدولابي لهذا الحديث ثقات ، وقد صححه الحاكم والذهبي.

تحقق النبوءة :

قد وقع مصداق هذه النبوءة سنة ست وثلاثين وسبع وثلاثين من الهجرة بعد ما آلت الخلافة إليه رضي‌الله‌عنه ، فخرج عليه من خرج وقاتله كما وقع سنة أربعين من الهجرة عند ما غدر به عبد الرحمن بن ملجم فطعنه وقتله.

قال البيهقي : يحتمل أن يكون المراد به ـ والله أعلم ـ خروج من خرج عليه في إمارته ثم في قتله.

٢٤٣

وقال في ذيل الكتاب :

هذا الحديث يتعلق بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، وهو الّذي رواه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء ١ / ١٠٤ بلفظه.

والبزار في مسنده كما في كشف الأستار ٣ / ٢٠٣ (ح ٢٥٦٩) بمثله ، قال الهيثمي في إسناده علي بن قادم وقد وثق وضعف ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٧.

والحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٠ بمثله وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي.

والبيهقي في دلائل النبوة ٦ / ٤٤٠ بمثله.

والخطيب البغدادي في تاريخه ١١ / ٢١٦ بمثله.

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٨ ص ٤٤ ط دار الفكر) قال :

وعن علي [عليه‌السلام] قال : إن القرية ليكون فيها الشيعة فندفع بهم عنها ، ثم قال : أبيتم إلا أن أقولها فو الله لعهد إلي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم : إن الأمة ستغدر بي.

وفي حديث : إن الأمة ستغدر بك بعدي.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٤٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

حديث آخر : نا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أنا أحمد بن علي بن ثابت ، قال :

٢٤٤

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، قال : أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، قال : نا عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي ، وأحمد بن زهير ، قالا : نا الفيض بن وثيق بن عبد الله ، قال : نا الفضل بن عميرة ، قال : نا ميمون الكردي مولى عبد الله بن عامر أبو نصير ، عن أبي عثمان النهدي ، عن علي بن أبي طالب ، قال : مررت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديقة فقلت : يا رسول الله ما أحسنها؟ قال : لك في الجنة خير منها [حتى مررت بسبع حدائق ـ وقال : أحمد بن زهير بتسع حدائق ـ كل ذلك أقول له ويقول لك في الجنة خير منها] قال : ثم جذبني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبكى فقلت : يا رسول الله ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور رجال عليك ، لن يبدوها لك ، للأمر بعدي ، فقلت : بسلامة من ديني؟ قال : نعم ، بسلامة من دينك.

حديث آخر : أنبأنا إسماعيل بن أحمد ، قال : نا ابن مسعدة ، قال : نا حمزة ، قال : أخبرنا ابن عدي ، قال : أنا الساجي ، قال : حدثني محمد بن عبد الرحمن بن صالح ، قال : حدثني أبي ، قال : نا يحيى بن يعلى ، عن يونس بن خباب ، عن أنس ابن مالك ، قال : خرجت أنا وعلي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حيطان المدينة فمررنا بحديقة ، فقال علي : ما أحسن هذه. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حديقتك في الجنة أحسن منها ، حتى مر بسبع حدائق ويقول مثلها ، وجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبكي ، فقال علي : ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور قوم لا يبدونها حتى يفقدوني.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ١١ ص ١٩٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :

يا علي إنك مبتلى.

٢٤٥

شج ١ / ١٤٢.

مستدرك

الفضائل الجامعة

علي عليه‌السلام يحبه الله ورسوله وهو يحب الله ورسوله وهو سيد

لحمه من لحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودمه من دمه وهو عتبة بيته

وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وهو قاضى عداته ومحيي سنته

لو أن عبدا عبد الله آلاف عام بين الركن والمقام ثم لقى الله مبغضا

لعلي بن أبي طالب والعترة أكبه الله على منخريه في نار جهنم

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٩٩ و ٢٤٥ و ٢٤٨ و ٣٨٥ وج ١٥ ص ٥٨١ وج ٢٠ ص ٣١٥ ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٨ ص ٥٤ ط دار الفكر) قال :

عن عبد الله قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بيت زينب بنت جحش ، وأتى بيت أم سلمة ، فكان يومها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلم يلبث أن جاء علي ، فدق الباب دقا خفيا ، فانتبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للدق وأنكرته أم سلمة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قومي فافتحي له ، قالت : يا رسول الله ، من هذا الّذي من خطره ما نفتح له الباب؟ أتلقاه بمعاصمي ، وقد نزلت في آية من كتاب الله بالأمس ، فقال لها كهيئة المغضب : إن طاعة الرسول طاعة الله

٢٤٦

ومن عصى رسول الله فقد عصى الله ، إن بالباب رجلا ليس بعزق ولا غلق ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، لم يكن ليدخل حتى ينقطع الوطء ، قالت : فقمت ، وأنا أختال في مشيتي ، وأنا أقول : بخ بخ ، من ذا الذي يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله؟ ففتحت الباب ، فأخذ بعضادتي الباب ، حتى إذا لم يسمع حسا ولا حركة وصرت في خدري استأذن ، فدخل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أم سلمة ، أتعرفينه؟ قالت : نعم يا رسول الله ، هذا علي بن أبي طالب ، قال : صدقت ، سيد أحبه ، لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عتبة بيتي ، اسمعي واشهدي ، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي ، فاسمعي واشهدي ، وهو قاضي عداتي ، فاسمعي واشهدي ، وهو والله يحيي سنتي ، فاسمعي واشهدي ، لو أن عبدا عبد الله ألف عام بعد ألف عام وألف عام بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله على منخريه يوم القيامة في نار جهنم.

مستدرك

هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ١٠ ص ٢٢٦ ط عالم التراث للطباعة والنشر ـ بيروت) قال :

هذا وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي.

قيس ٢١٩ ـ موضوعات ١ / ٣٧٥.

٢٤٧

مستدرك

أعطيت في علي خمسا

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٤ ص ٤٥٩ وج ١٥ ص ٣٨٥ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب «جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب» (ص ٢٩ والنسخة مصورة من المكتبة الرضوية بخراسان) قال :

وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أعطيت في علي خمسا وهو أحب إليّ من الدنيا وما فيها ؛ أما واحدة فهو بكائي بين يدي الله عزوجل حتى يفرغ الحساب ، وأما الثانية فلواء الحمد بيده آدم ومن ولده تحته ، وأما الثالثة فواقف على عفر حوضي يسقي من عرف من أمتي ، وأما الرابعة فساتر عوراتي ومسلمي إلى ربي عزوجل ، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانيا بعد حصان ولا كافرا بعد إيمان ، أخرجه الإمام أحمد في المناقب.

لعلي عليه‌السلام ثلاث خصال

الحلم والصدق في القول والعدل في الحكم

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكى محلي الحنفي ابن المولوي

٢٤٨

محب الله السهالوي المتوفى سنة ١٢٢٥ في كتابه «وسيلة النجاة» (ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص ٧٠) قال :

في الصواعق : قال معاوية لخالد بن معمر : لم أحببت عليا؟ قال : على ثلاث خصال : على حلمه إذا غضب ، وعلى صدقه إذا قال ، وعلى عدله إذا حكم.

حديث

علي عليه‌السلام راية الهدى ومنار الايمان

وإمام [الأولين] أولياء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

ونور جميع من أطاعه وأمينه في القيامة

وصاحب رايته في القيامة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في «مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل الخلفاء الأربعة» للعلامة الصفوري (ص ١٦٤ ط دار ابن كثير ، دمشق وبيروت) قال :

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي بردة : إنّ ربّ العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب ، إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان وإمام الأوّلين ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا بردة : علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، على مفاتيح خزائن رحمة ربي.

٢٤٩

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في «أصول التصوف الإسلامي» (ص ٥٠ ط دار المعرفة الجامعية ـ الإسكندرية) قال :

ويكفى عليا فخرا أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم حدث أبا برزه وسمع أنس بن مالك الحديث وهو يقول : يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في على بن أبي طالب فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي.

قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابنته فاطمة عليها‌السلام

أي بنية قد تركتك وديعة عند رجل إيمانه أقوى وعلمه أكثر

وإنه أفضل مؤمنا أخلاقا وأعلاهم نفسا

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه «أصهار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (ص ٣٥ ط دار الهجرة ـ بيروت) قال :

أي بنيتي قد تركتك وديعة عن رجل إيمانه أقوى من إيمان أي إنسان آخر ، وعلمه أكثر من علم الجميع ، وإنه أفضل مؤمنا أخلاقا وأعلاهم نفسا.

وقال في ذيل الكتاب :

رواية الأستاذ عمر أبو النصر عن أمهات الكتب في كتابه فاطمة الزهراء ط القاهرة ١٩٤٧ م.

٢٥٠

مستدرك

أنا عبد الله وأنا الصديق الأكبر

وأنا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٢٠ ص ٢٢٤ ومواضع أخرى ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي» عليه‌السلام (ص ١٥ ط دار الجيل في بيروت) قال :

عن عمرو بن عباد بن عبد الله ، قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين.

علي بن أبي طالب عليه‌السلام عبد الله

وأخو رسوله ومحبوب محمد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني في «تهذيب خصائص الإمام علي» عليه‌السلام (ص ٦٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

فقال : أخبرنا عبد الله ، وأخو رسوله محبوب محمد.

٢٥١

مستدرك

من أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني

ومن أحب عليا فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني

لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا كافر أو منافق

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة مرارا في هذا الكتاب المستطاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم علامة التاريخ والأدب محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٣٦٧ ط دار الفكر) قال :

وعن يعلى بن مرة الثقفي ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من أطاع عليا فقد أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر أو منافق.

مستدرك

أنت أخي ورفيقي في الجنة

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج ٦ ص ٤٧٤ وج ١٥ ص ٤٩٠

٢٥٢

وج ٢٠ ص ٢٣٢ و ٢٩٩ ومواضع أخرى من هذا الكتاب ، ونستدرك هاهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٣١٣ ط دار الفكر) قال :

وعن زيد بن أوفى قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسجده ، فقال : أين فلان؟ أين فلان؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ، فذكر الحديث في المؤاخاة ، وفيه : فقال علي : لقد ذهب روعي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخطك علي فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي. قال : وما أرث منك يا نبي الله؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي. قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي. ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) (الحج / ٤٧) المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض.

وقال أيضا في ص ٣١٦ :

وعن علي قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا علي ، أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة.

ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة ٩١١ في كتابه «مسند فاطمة عليها‌السلام» (ص ٣٨ ط المطبعة العزيزية بحيدرآباد ، الهند سنة ١٤٠٦) قال :

٢٥٣

فقال علي : يا رسول الله! لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت هذا بأصحابك ما فعلت غيري ، فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : والّذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض (١).

__________________

(١) قال العلّامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي : في «مطالب السؤول» ص ١٨ طبع طهران في شهر صفر ١٢٨٧ ـ في شرح معنى الأخوة :

قد صرح بعض الأحاديث المتلوة والأخبار المجلوة بثبوت الإخوة وصرح بعضها بجعله منه بمنزلة هارون من موسى وبعضها بأنت مني وأنا منك وبعضها علي مني وأنا من علي ، فهذه الألفاظ الشريفة النبوية قد دلّ كل واحد منها على المعنى المختصّ به وأنا أوضح كيفيّة دلالة كل واحد من تلك المعاني على الفضيلة الخالصة لعلي (ع) منه.

فأوّل ذلك قوله (ص): أنت أخي ؛ فاعلم هداك الله سنن السداد إنّ الأخوة معنى إضافي يستحيل ثبوته لأحد الشخصين دون الآخر فمن ضرورة كون أحدهما أخا أن تعمّهما الإخوة وتشملهما في الاخوة سواء كل واحد منهما أخا لصاحبه غير أن الإخوة لها حقيقة ولتلك الحقيقة لوازم فإذا ذكرت اللفظة الموضوعة لتلك الحقيقة مضافة إلى شخص دلّت على وجود تلك الحقيقة لذلك الشخص إن أمكن وإن كان غير ممكن حملت تلك اللفظة على لوازم الحقيقة عملا باللفظ ومحافظة على صحته بقدر الإمكان وصيانة له عن الإلغاء ، وحقيقة الأخوة بين الشخصين كونهما مخلوقين من أصل واحد بغير واسطة ، وهذه الحقيقة منتفية هاهنا وإن النبي (ص) مخلوق من عبد الله وآمنة وعلي (ع) مخلوق من أبي طالب وفاطمة بنت أسد فتعين صرف اللفظة إلى لوازم

٢٥٤

__________________

الحقيقة وحمله على تلك اللوازم ، ولوازم حقيقة الاخوة المناصرة والمعاضدة والإشفاق وتحمّل المشاق فيصير معنى قوله أنت أخي في الدنيا والآخرة إنني ناصرك وعضدك ومشفق عليك ومعتن بك وقد أشار النبي (ص) في الحديث الصحيح : انصر أخاك ظالما أو مظلوما فقال السامع : أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال : تمنعه من الظلم فذلك نصرك إيّاه فجعل النبي النصرة من لوازم الإخوة ثم إنه (ص) لما آخى بين أصحابه كان ذلك مطلوبه ومقصوده فعقد الإخوة بين إثنين إثنين منهم حثا على التناصر والتعاضد وجعل كل واحد مواخيا لمن تقرب منه درجته في المماثلة والمساواة فآخى بين أبي بكر وعمر وآخى بين عثمان وعبد الرحمن بن عوف وآخى بين طلحة ابن عبيد الله والزبير بن العوام وآخى بين أبي ذر الغفاري والمقداد بن عمرو وأخي بين معاوية بن أبي سفيان والحباب بن يزيد المجاشعي فصارت المؤاخاة المذكورة سببا لاشتمال كل واحد على مناصرة صاحبه ومعاضدته منزلا لها منزلة إخوة النسب حتى أنّ معاوية بن أبي سفيان في أيّام ولايته بالشام لمّا مات الحباب عنده حاز ميراثه بهذه الأخوة ، فقال الفرزدق الشاعر في ذلك يخاطب معاوية :

أبوك وعمي يا معاوية أورثا

تراثا فيحتاز التراث أقاربه

فما بال ميراث الخنات أكلته

وميراث حرب جامد لك ذائبه

(إيقاظ وتنبيه)

انظر أيدك الله بنور منه إلى التناسب في الميراث والتقارب في التصاحب بين كل اثنين من المتواخيين المذكورين ، فإنه لو لم تكن تقارب التعادل في مراتب المنازل حاصلا لمن تواخى لما انتظم المقصد المطلوب من المؤاخاة في سلك الكمال ولا حجم بعض النفوس البشرية عن إيفاء ثمرة الإخاء عند التباعد في درجة الاعتدال ثم أمعن نظرك الصائب وفكرك الثاقب يرشدك إلى سنن الاهتداء لهذه الحال ويرقدك بحكم اختصاص النبي (ص) عليا بأخوته مع كونه من الآل وفي ذلك ما يؤذن بعظيم قدر علي وشرف محله والمآل ، ولهذا كان يفتخر بها ويقول في كثير من الأوقات : أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد بعدي الّا كذّاب.

٢٥٥

__________________

وثاني ذلك قوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

اعلم بصرك الله تعالى بخفايا الأسرار وغوامض الحكم أن رسول الله (ص) لمّا وصف عليا بكونه بمنزلة هارون من موسى فلا بد في كشف سرّه من بيان المنزلة التي كانت لهارون من موسى فأقول :

قد نطق القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأن موسى دعا ربه فقال : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي). وإن الله عزوجل أجابه إلى مسئوله وأجناه من شجرة دعاية ثمرة سؤله فقال عزوجل : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) وقال في سورة أخرى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) ، وقال في سورة أخرى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ). فظهر أنّ منزلة هارون من موسى كونه وزيرا له والوزير مشتق من أحد معان ثلاثة :

أحدها : من الوزر بكسر الواو وإسكان الزاي وهو الثقل لكونه وزيرا له يحمل عنه أثقاله ويخففها عنه.

والمعنى الثاني من الوزير بفتح الواو والزاى وهو المرجع والملجأ ، ومنه قوله تعالى : (كَلَّا لا وَزَرَ) مرجوع إلى رأيه ومعرفته وإسعاده ويلجأ إليه في الاستعانة به.

والمعنى الثالث من الأزر وهو الظهر ، ومنه قوله تعالى عن موسى (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) فيحصل بالوزير قوّة الأمر واشتداد الظهر كما يقوى البدن ويشتد به فكان منزلة هارون من موسى أنه يشدّ أزره ويعاضده ويحمل عنه من أثقال بني إسرائيل بقدر ما تصل إليه يد مكنته واستطاعته.

هذا من كونه وزيره وأمّا من كونه شريكه في أمره فكان شريكه في النبوّة على ما نطق به القرآن الكريم وكان قد استخلفه على بني إسرائيل عند توجهه وسفره إلى المناجاة على ما نطق به القرآن فتلخيص منزلة هارون من موسى أنّه كان أخاه ووزيره وعضده وشريكه في النبوة وخليفته على قومه عند سفره وقد جعل رسول الله (ص) عليّا منه بهذه المنزلة وأثبتها له إلا النبوّة فإنه (ص) استثناها في آخر الحديث بقوله إنه

٢٥٦

__________________

لا نبي بعدي فبقي ما عدى النبوة المستثناة ثابتا لعلي من كونه أخاه ووزيره وعضده وخليفته على أهله عند سفره إلى تبوك وهذه من المعارج الشراف ومدارج الإزلاف فقد دل الحديث بمنطوقه ومفهومه على ثبوت هذه المزية العليّة لعلي (ع) وهو حديث متفق على صحته.

وثالث ذلك ورابعه قوله (ص): أنت مني وأنا منك وعلي مني وأنا من علي والكلام فيهما واحد.

وإيضاح معناهما وتبيين مقتضاهما أن لفظة «من» موضوعة لمعان كثيرة لكنّها في مثل هذا النمط من الكلام حقيقتها الجزئية كقوله تعالى (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً) وقوله (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) وكقوله (ص) فاطمة بضعة مني فحقيقتها في مثل هذا التركيب من القول الجزئية ولهذا الجزئيّة لوازم فإنّ كون الشيء جزءا من الإنسان كالولد والرأس والعين وسائر الأعضاء والأجزاء يلازمه أن ذلك الإنسان بجهده يدفع عن جزئه الأذى من تطرق المكاره إليه ويجتهد في حراسته وفي إيصال كلّما فيه نفعه إليه في حفظ صحته ، هذا من لوازم حقيقة الجزئيّة وقد صرح النبي (ص) بهذه اللوازم لما قال : فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها وتقدم ذكر ذلك فلما لم يمكن إثبات الحقيقة تعيّن حمل اللفظ على لوازمها على ما علم من استعمال اللفظ في لوازم الحقيقة وهاهنا الحقيقة غير مرادة لانتفائها لأنّ عليا (ع) ليس جزءا من ذات النبي (ص) ولا النبي جزءا من ذات علي فيكون المراد بهذا القول إثبات لوازم الحقيقة من إرادة حراسته عن المكاره ومدافعة الأذى عنه والسعي في إيصال المنافع إليه والإشفاق التام عليه وقد تقدم تقرير ذلك في لوازم الأخوة ، في هذا الأمر ما يحكم لعلي (ع) بعلوّ الرتبة ويسجل له بسموّ المكانة والمنزلة قد تضمن هذا الفضل وما قبله من حميد مزاياه وجميل سجاياه ومحبّة الله ورسوله ايّاه ورعايته في منقلبه ومثواه من حين كفله وربّاه وعنايته بأمره حتى هداه منهج هداه وزوّجه ابنته البتول فرفع قدره وأعلاه وأزلفه من نفسه فاختص بها وأخاه بما عمه من المحاب والمنح فحباه ما تطرب تلاوة سورته فؤاد ذي الأحزان وتسلب حلاوة

٢٥٧

__________________

صورته رقاد النوم والوسنان ويقطع إيثار معرفته إسراع نجح حاجته العجلان وانطبع أنوار صفته غررا في وجوه الأيّام وتحجيلا وحجولا في أطراف الزمان فهو يصح مزاج القلب السقيم ويلفح نتاج اللبّ العقيم ويهدي معتقديه إلى صراط المستقيم ويهدي إليهم أجرهم في الآخرة بالنعيم المقيم ، وهذه الخلال مع كمالها في إبداء أوصافه وإجلال مقامه في مرتبع الأطوار مصطافة تستردف من نعوته التي شرفه بها يربو على شرفه بهاشمه وعبد منافه ما محلّه عند الله تعالى في المقام الأمين ذرى وجهه وشرف اعترافه. فيا أيها الطالب للاهتداء بهداه الراغب في الاقتداء بتقاه ومن لو قدره حق قدره لأتاه ولو سئل بذل جهده في هواه لأتاه شعر :

أصح واستمع آيات وحي تنزّلت

بمدح إمام بالهدى خصه الله

وفي آل عمران المباهلة التي

بإنزالها أولاه بعض مزاياه

وأحزاب حميم وتحريم وهل أتى

شهود بها أثنى عليه فزكاه

وإحسانه لمّا تصدق راكعا

بخاتمه زلفيه في نيل حسناه

وفي آية النجوى التي لم يفز بها

سواه سنا رشد به تم معناه

وأزلفه حتى تبوّء منزلا

من الشرف الأعلا وآتاه تقواه

وأكنفه لطفا به من رسوله

بوارق اشفاق عليه فرباه

وأرضعه أخلاف أخلاقه التي

هداه بها نهج الهدى فتوخاه

وأنكحه الطهر البتول وزاده

بأنك مني يا علي وآخاه

وشرفه يوم الغدير فخصه

بأنك مولى كل من كنت مولاه

ولو لم يكن إلا قضية خيبر

كفت شرفا في مأثرات سجاياه

واعلم أن جملة هذه الآيات المتلوة ووجوه هذه الأبيات المحلوة قد اشتملت على عدّة من مناقبه (ع) فمنها ما تقدم بيانه وهي آية المباهلة : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ) إلى آخرها وآية الأحزاب : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وآية حمعسق : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وآية التحريم : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، بأبلغ بيان وأتم تفسير

٢٥٨

مستدرك

علي راية الهدى وإمام الأولياء ونور المطيعين

وكلمة ألزمها المتقين حبيبه حبيب الله ومبغضه مبغض الله

وهو أخو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وصاحبه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» (ج ١٧ ص ٣٦٨ ط دار الفكر) قال :

__________________

وكذلك تقدم ذكر قصّة خيبر وقصة يوم الغدير وكذلك ما سواهما من قضايا الشرف ومن آيات التطهير ولم يبق منها شيء خصّه القلم بالإرخاء والتأخير سوى آية المائدة وآية هل أتى وآية النجوى فسيأتي في فصولها المرصدة لها إن شاء الله تعالى بأوضح ذكر وأكمل تقرير ، فهذا ما حبّره القلم وسطره في هذا الفصل بتقدير العليم الخبير.

وقال الفاضل المعاصر حسن كامل الملطاوي في «رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القرآن الكريم» (ص ٢٠٨ ط دار المعارف ـ القاهرة): قال ابن إسحاق : وكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار ، وادع فيه اليهود وعاهدهم وأقرّهم على دينهم وأموالهم ، وشرط لهم ، واشترط عليهم ؛ وآخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال ـ فيما بلغنا عنه ، ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل ـ تآخوا في الله أخوين أخوين ، تم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : هذا أخي.

أقول : وليلحظ القارئ الكريم الشرف الكبير الذي خصّ به إمامنا علي بن أبي طالب بهذا الإخاء الذي شرفه به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٥٩

وفي حديث مرسل : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إن الله تعالى عهد إليّ في علي عهدا ، قلت : رب بينه لي ، قال : اسمع يا محمد ، قال : إن عليا راية الهدى بعدي ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، فمن أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره بذلك.

وقال أيضا في ص ٣٧٣ :

وعن أبي برزة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله عهد إليّ في علي عهدا ، فقلت : يا رب بينه لي ، فقال : اسمع ، فقلت : سمعت ، فقال : إن عليا راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني ، فبشره بذلك ، فجاء علي فبشرته ، فقال : يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي. قال : قلت : اللهم أجل قلبه ، واجعل ربيعه الإيمان ، فقال الله : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع إليّ أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال : إن هذا شيء قد سبق ، إنه مبتلى ومبتلى به.

ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي في «العلل المتناهية في الأحاديث الواهية» (ج ١ ص ٢٣٩ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

حديث آخر : أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، قال : أخبرنا حمد بن أحمد ، قال : نا أبو نعيم ، قال : أنا أبو بكر الطلحي ، قال : نا محمد بن علي بن دحيم ، قال : نا عباد بن سعيد الجعفي ، قال : نا محمد بن عثمان بن البهول الجعفي [قال حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن أبي المطهر ، عن الأعشى الثقفي ، عن سلام] ، عن

٢٦٠