تراثنا ـ العددان [ 41 و 42 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العددان [ 41 و 42 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤

٦٢ ـ فضائل علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، لأحمد بن حنبل.

٦٣ ـ الفضائل ، لأبي الفضل سديد الدين بن شاذان ـ نشر المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف.

٦٤ ـ فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، للسيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ـ نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.

٦٥ ـ فيض القدير ، لمحمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.

٦٦ ـ قصص الأنبياء ، لقطب لدين سعيد بن هبة الله الراوندي ـ نشر مجمع البحوث الإسلامية ـ مشهد ـ إيران.

٦٧ ـ الكامل في التاريخ ، لعز الدين علي بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير ـ نشر دار صادر ـ بيروت.

٦٨ ـ الكشاف ، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ـ نشر دار المعرفة ـ بيروت.

٦٩ ـ كشف الخفاء ومزيل الإلباس ، لإسماعيل محمد العجلوني الجراحي ـ نشر مؤسسة الرسالة ـ بيروت.

٧٠ ـ كفاية الطالب ، للحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ـ تحقيق وتصحيح محمد هادي الأميني.

٧١ ـ كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي ـ نشر جماعة المدرسين ـ قم.

٧٢ ـ لسان الميزان ، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ـ نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.

٧٣ ـ مائة منقبة ، لأبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي المعروف بابن شاذان ـ نشر الدار الإسلامية ـ بيروت.

٧٤ ـ مجمع الأمثال ، لأبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.

٧٥ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، للشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي ـ نشر مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي العامة ـ قم.

٤٠١

٧٦ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ أبي بكر الهيثمي ـ نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت.

٧٧ ـ المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.

٧٨ ـ مسند أحمد ، لأحمد بن حنبل ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.

٧٩ ـ مسند أبي يعلى ، للحافظ أحمد بن علي التميمي ـ نشر دار المأمون للتراث ـ دمشق.

٨٠ ـ مشكل الآثار ، للحافظ أبي جعفر الطحاوي ـ نشر دار صادر ـ بيروت.

٨١ ـ مصنف ابن أبي شيبة ، للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ نشر الدار السلفية ـ بومباي ـ الهند.

٨٢ ـ المعجم الأوسط ، للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ـ نشر مكتبة المعارف ـ الرياض.

٨٣ ـ المعجم الصغير ، للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ـ نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت.

٨٤ ـ المعجم الكبير ، للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ـ نشر دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.

٨٥ ـ المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، تحقيق محمد دشتي وكاظم محمدي ـ نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم.

٨٦ ـ المغازي ، للشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب ـ نشر مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.

٨٧ ـ المناقب ، للشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب ـ نشر المكتبة العلمية ـ قم.

٨٨ ـ المناقب ، للحافظ الموفق بن أحمد الحنفي المعروف بالخوارزمي ـ نشر مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.

٨٩ ـ مناقب علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، لابن المغازلي ـ نشر المكتبة الإسلامية ـ طهران.

٩٠ ـ ميزان الاعتدال ، لمحمد بن أحمد الذهبي ـ نشر دار المعرفة ـ بيروت.

٩١ ـ نور الأبصار ، لمؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ـ نشر داد الفكر ـ بيروت.

٤٠٢

٩٢ ـ النص والاجتهاد ، للإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي ـ نشر قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ إيران.

٩٣ ـ وقعة صفين ، لنصر بن مزاحم المنقري ـ نشر مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي ـ قم.

٩٤ ـ وقعة الطف ، للوط بن يحيى الأزدي الغامدي الكوفي ـ نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم.

٤٠٣
٤٠٤

٤٠٥
٤٠٦

مقدمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، وعلى آله حملة علم العلي الأعلى ، وسادات الورى ، والعروة الوثقى ، والحجة على أهل التقى ، واللعن الدائم على أعدائهم من الآن إلى يوم العدى.

عندما شرعت في تحقيق هذه الوصية الميمونة للعلامة ـ قدس‌سره رأيت لزاما علي أن أفرد شيئا من الروايات والأخبار والأحاديث الواردة في استحباب أو وجوب كتابة الوصية قبل حلول الأجل.

باب في الوصية

الوصية لغة : ما أوصيت به ، وسميت وصية لاتصالها بأمر الميت (١).

والوصي : الذي يوصي ، والذي يوصى له.

__________________

(١) الصحاح ٦ / ٢٥٢٥ ، ولسان العرب ١٥ / ٣٩٤ ، مادة وصي.

٤٠٧

الوصي : الموصي ، والأنثى وصي ، وجميعا : أوصياء ، ومن العرب من لا يثني الوصي ولا يجمعه.

أوصى الرجل ووصاه : عهد إليه ، وأوصيت له بشئ وأوصيت إليه إذا جعلته وصيك. والاسم ، الوصاية ، والوصاية بالكسر والفتح ، وتواصى القوم ، أي أوصى بعضهم بعضا (٢).

الوصية شرعا : تمليك عين ، أو منفعة ، أو تسلط على تصرف بعد الوفاة (٣).

وتستحب الوصية لذوي القرابة ، وارثا كان أم غيره لقوله تعالى : (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين) (٤). ولأن فيه صلة الرحم (٥).

فقد روى المشايخ الثلاثة ـ الكليني والصدوق والطوسي ، قدس الله أسرارهم ـ عن الكناني ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : (الوصية حق على كل مسلم) (٦).

وروي في التهذيب ، عن الشحام ، قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الوصية فقال : (هي حق على كل مسلم) (٧).

وروي في الفقيه ، عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : (الوصية حق ، وقد أوصى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فينبغي للمسلم أن يوصي) (٨).

__________________

(٢) الصحاح ٦ / ٢٥٢٥ ، ولسان العرب ١٥ / ٣٩٤ ، مادة (وصي).

(٣) اللمعة الدمشقية ٥ / ١١.

(٤) سورة البقرة ٢ : ١٨٠.

(٥) اللمعة الدمشقية ٥ / ٥٥.

(٦) الكافي ٧ / ٣ ح ٤ ، الفقيه ٤ / ١٣٤ ح ٤٦٢ ، التهذيب ٩ / ١٧٢ ح ٧٠٢.

(٧) التهذيب ٩ / ١٧٢ ح ٧٠٣.

(٨) الفقيه ٤ / ١٣٤ ح ٤٦٣.

٤٠٨

وروي في الكافي والتهذيب ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال له رجل : إني خرجت إلى مكة فصحبني رجل وكان زميلي ، فلما أن كان في بعض الطريق مرض وثقل ثقلا شديدا فكنت أقوم عليه ، ثم أفاق حتى لم يكن عندي به بأس ، فلما أن كان اليوم الذي مات فيه أفاق فمات في ذلك اليوم

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : (ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله تعالى عليه من سمعه وبصره وعقله للوصية ، أخذ الوصية أو ترك وهي الراحة التي يقال لها راحة الموت ، فهي حق على كل مسلم) (٩).

وروي في الكافي ، عن وليد بن صبيح ، قال : صحبني مولى لأبي عبد الله عليه‌السلام يقال له أعين ، فاشتكى أياما ثم برأ ، ثم مات فأخذت متاعه وما كان له فأتيت به أبا عبد الله عليه‌السلام ، وأخبرته أنه اشتكى أياما ثم برأ ثم مات.

قال (تلك راحة الموت ، أما إنه ليس من أحد يموت حتى يرد الله تعالى من سمعه وبصره وعقله للوصية أخذ أو ترك) (١٠).

وروى المشايخ الثلاثة ـ عطر الله مراقدهم ـ عن سليمان بن جعفر ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : (قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروته.

قيل : يا رسول الله وكيف يوصي الميت؟

قال : إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه ، قال : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم.

اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك

__________________

(٩) الكافي ٧ / ٣ ح ٥ ـ التهذيب ٩ / ١٧٢ ح ٧٠٤.

(١٠) الكافي ٧ / ٣ ح ٢.

٤٠٩

لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن البعث حق ، والحساب حق ، والصراط حق ، والقبر حق ، والميزان حق وأن الدين كما وصفت ، وأن الإسلام كما شرعت ، وأن القول كما حدثت ، وأن القرآن كما أنزلت ، وأنك أنت الله الحق المبين ، جزى الله محمدا عنا خير الجزاء ، وحيا الله محمدا وآل محمدا بالسلام.

اللهم يا عدتي عند كربتي ، ويا صاحبي عند شدتي ، ويا وليي في نعمتي ، إلهي وإله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، فإنك إن تكلني إلى نفسي طرفة عين أقرب من الشر وأبعد من الخير فآنس في القبر وحشتي ، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا.

ثم يوصي بحاجته وتصديق هذه الوصية في القرآن في السورة التي تذكر فيها مريم في قوله عزوجل : (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) (١١).

فهذا عهد الميت ، والوصية حق على كل مسلم ، وحق عليه أن يحفظ هذه الوصية ويعلمها.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : علمنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : علمنيها جبرئيل عليه السلام (١٢).

وروي في الفقيه ، عن العباس بن عامر ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : (من لم يحسن عند الموت وصيته كان نقصا في مروته وعقله.

وقال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصى إلى علي وأوصى علي

__________________

(١١) سورة مريم ١٩ : ٨٧.

(١٢) الكافي ٧ / ٢ ح ١ ، الفقيه ٤ / ١٣٨ ح ٤٨٢ ، التهذيب ٩ / ١٧٤ ح ٧١١.

٤١٠

عليه‌السلام إلى الحسن ، وأوصى الحسن عليه‌السلام إلى الحسين وأوصى الحسين عليه‌السلام إلى علي بن الحسين ، وأوصى علي بن الحسين عليه السلام إلى محمد بن علي الباقر عليه‌السلام (١٣).

وروي في التهذيب والفقيه ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبي جعفر عليهما‌السلام ، قال : (من لم يوص عند موته لذوي قرابة ممن لا يرثه فقد ختم عمله بمعصية) (١٤).

هذه جملة من الروايات والأحاديث والأخبار الدالة على وجوب الوصية أو استحبابها ، أوردناها لتفيد ذكرا للمؤمنين ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والحمد لله رب العالمين.

__________________

(١٣) الفقيه ٤ / ١٣٤ ح ٤٦٧.

(١٤) الفقيه ٤ / ١٣٥ ح ٤٦٩ وص ١٣٤ ح ٤٦٦ ، التهذيب ٩ / ١٧٤ ح ٧٠٨ و ٧١٠.

٤١١

ترجمة المؤلف

لم يكن المترجم له إنسانا مغمورا حتى يحتاج إلى التعريف به والإشادة بمآثره ، بل هو طود شامخ وعلم معروف ، انتشرت آثاره العلمية في المكتبات الإسلامية ، وعرفت مآثره الدينية في الأوساط كافة.

إنه حي تتجدد ذكراه على مر العصور والدهور.

نعم ، سيبقى حي الذكر أولئك الذين أدركوا مغزى (خلقتهم للحياة لا للفناء) ، واتجهوا بكنه وجودهم إلى الحي القيوم ، واستضاؤا في مسيرتهم العلمية بأنوار الأنبياء ، وجعلوا سيرة أولياء الحق دستورهم المتبع.

هؤلاء سيبقى ذكرهم حيا خالدا ، ولا يجد الفناء إليهم سبيلا

وليس المترجم له ممن يتباهى به الشيعة فقط ، بل يتباهى به المسلمون ، لما أحسوا فيه من الشخصية المسهمة في إعلاء كلمة الله تعالى ، وبذل الجهد لنشر الأسس الإسلامية المتينة ، كما تشهد بذلك كتبه القيمة ، فجزاه الله عن الإسلام خير جزاء المحسنين.

وبما أنه قد ترجمت شخصية المؤلف في معظم كتبه ومؤلفاته ، التي رأت النور حديثا ترجمة وافية وغزيرة ، وفي معظم كتب علمائنا الأعلام ، أمثال : رياض العلماء ، وروضات الجنات ، والذريعة ، وغيرها .. ارتأينا أن نتناول نبذة وجيزة عن حياته الشريفة.

اسمه ونسبه :

هو : الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ـ بالميم المضمومة والطاء

٤١٢

غير المعجمة والهاء المشددة والراء ـ أبو منصور ، الحلي مولدا ومسكنا (١٥).

فاسمه : الحسن ، كما ذكره هو بنفسه واتفق عليه أكثر المؤرخين.

لكن بعض مؤرخي العامة ذكروا أن اسمه الحسين ، كالصفدي (١٦) ، وابن حجر (١٧) ، وغيرهما (١٨).

مولده ونشأته :

اتفقت المصادر على أن ولادته كانت في شهر رمضان عام ٦٤٨ ه.

وما ذكره السيد الأمين في الأعيان نقلا عن خلاصة العلامة من أنه ولد سنة ٦٤٧ (١٩) ، فهو خطأ بين لمخالفته للمصادر كافة ، ولجميع نسخ (الخلاصة) التي نقل عنها الأصحاب ، فما ذكره إما سهو من قلمه الشريف ، أو خطأ مطبعي ، أو تصحيف من نسخة (الخلاصة) التي نقل عنها.

نشأ علامتنا في حجر أبوين صالحين رؤوفين ، فتربى في حضن المرأة الصالحة بنت الحسن بن أبي زكريا يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي ، وتحت رعاية والده الإمام الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر ، وشارك في تربيته مشاركة فعالة خاله المعظم المحقق الحلي ، فكان له الأب الشفيق من كثرة رعايته له والاهتمام به وهكذا فقد درج هذا المولود المبارك في محيط علمي مملوء بالتقوى

__________________

(١٥) الخلاصة : ٤٥.

(١٦) الوافي بالوفيات ١٣ / ٨٥.

(١٧) ذكره في الدرر الكامنة ٢ / ٩٤ باسم : الحسن ، وفي ٢ / ٧١ باسم : الحسين.

(١٨) كخير الدين الزركلي في الأعلامپ ٢ / ٢٢٧ بأسم : الحسن ، قال : ويقال الحسين بن يوسف ابن علي بن المطهر الحلي ، جمال الدين ، ويعرف بالعلامة ، من أئمة الشيعة وأحد كبار العلماء. نسبة إلى الحلة (في العراق) وكان من سكانها. مولده ووفاته فيها.

(١٩) أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦.

٤١٣

والعلم ، وبين أسرتين شريفتين تعدان من أبرز أسر الحلة علما وتقوى وإيمانا ، ألا وهما : أسرة بني المطهر ، وأسرة بني سعيد.

فحظي المولود الميمون برعاية خاصة من قبل الأسرتين ـ لما شاهدوا استعداده الكبير لتحصيل العلم والتقى ، وذهنيته الوقادة ـ حتى أحضروا له معلما خاصا ليعلمه القرآن والكتابة.

أقوال العلماء فيه :

أستاذه نصير الدين الطوسي ، قال : عالم إذا جاهد فاق (٢٠).

ابن داود معاصره ، قال : شيخ الطائفة ، وعلامة وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول (٢١).

ابن حجر العسقلاني ، قال : عالم الشيعة وإمامهم ومصنفهم ، وكان آية في الذكاء (٢٢).

الشيخ المامقاني ، قال : وضوح حاله ، وقصور كل ما يذكر عن أداء حقه وبيان حقيقته ، وإن كان يقضي بالسكوت عنه كما فعل القاضي التفرشي حيث قال : يخطر ببالي أن لا أصفه ، إذ لا يسع كتابي هذا علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده. انتهى.

لكن حيث إن ما لا يدرك كله لا يترك كله ، والمسك كلما كررته يتضوع ، لا بد من بيان شطر من ترجمته فنقول :

اتفق علماء الإسلام على وفور علمه في جميع الفنون وسرعة التصنيف ،

__________________

(٢٠) وذلك عندما سئل بعد زيارته الحلة قال : رأيت خريتا ماهرا وعالما إذا جاهد فاق ، أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦.

(٢١) رجال ابن داود : ٧٨.

(٢٢) لسان الميزان ٢ / ٣١٧.

٤١٤

وبالغوا في وثاقته (٢٣).

المحدث النوري ، قال : الشيخ الأجل الأعظم ، بحر العلوم والفضائل والحكم ، حافظ قاموس الهداية ، كاسر ناقوس الغواية ، حامي بيضة الدين ، ماحي آثار المفسدين ، الذي هو بين علمائنا الأصفياء كالبدر بين النجوم ، وعلى المعاندين الأشقياء أشد من عذاب السموم ، وأحد من الصارم المسموم ، صاحب المقامات الفاخرة ، والكرامات الباهرة ، والعيادات الزاهرة ، والسعادات الظاهرة ، لسان الفقهاء والمتكلمين والمحدثين والمفسرين ، ترجمان الحكماء والعارفين والسالكين المتبحرين ، الناطق عن مشكاة الحق المبين ، الكاشف عن أسرار الدين المتين ، آية الله التامة العامة ، وحجة الخاصة على العامة ، وعلامة المشارق والمغارب وشمس سماء المفاخر والمناقب والمكارم والمآرب (٢٤).

وفاته ومدفنه :

توفي ـ رحمة الله ـ ليلة السبت ٢١ من المحرم سنة ٧٢٦ ه ـ كما هو موجود بخط الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني ـ تلميذ الشهيد الثاني ـ على هامش نسخة من (الخلاصة) (٢٥).

وفي (اللؤلؤة) يكون عمره ٧٧ سنة وثلاثة أشهر تقريبا ، وذلك على القول بأن ولادته كانت سنة ٦٤٨ ه (٢٦).

وكانت وفاته بالحلة المزيدية ونقل إلى النجف الأشرف حيث دفن في حجرة عن يمين الداخل إلى الحضرة العلوية ـ على مشرفها آلاف التحية

__________________

(٢٣) تنقيح المقال ١ / ٣١٤.

(٢٤) خاتمة المستدرك : ٤٥٩.

(٢٥) أعيان الشيعة ٥ / ٤٩٦.

(٢٦) لؤلؤة البحرين : ٢١٢.

٤١٥

والسلام ـ من جهة الشمال ، وقبره ظاهر معروف مزور إلى اليوم (٢٧).

وللمزيد أنظر ترجمته ـ قدس‌سره ـ في : رجال ابن داود : ٧٨ ، خلاصة الأقوال : ٤٥ نقد الرجال : ٩٩ ، مجالسي المؤمنين ٢ / ٣٥٩ ، منهج المقال : ١٠٩ ، رياض العلماء ١ / ٣٥٨ ، أمل الآمل ٢ / ٨١ ، لؤلؤة البحرين : ٢١٠ ، مقباس الأنوار : ١٣ ، خاتمة المستدرك : ٤٥٩ ، بهجة الآمال ٣ / ٢١٧ ، الفوائد الرضوية : ١٢٦ ، الكنى والألقاب ٢ / ٤٣٦ ، هداية الأحباب : ٢٠٢ ، أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦ ، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٢٧٠ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ٨٥ ، لسان الميزان ٢ / ٣١٧ ، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٦٧ ، الأعلام ٢ / ٢٢٧.

نبذة مختصرة عن حياة فخر المحققين :

هو أبو طالب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ـ رحمه الله ، وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير العلم ، وحيد عصره ، جيد التصانيف ، حاله في علو قدره وسمو مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر ، وكفى في ذلك أنه فاز بدرجة الاجتهاد وهو في السنة العاشرة من عمره الشريف ، وكان والده ـ رحمه‌الله ـ يعظمه ويثني عليه ويعنى بشأنه كثيرا حتى أنه ذكره في صدر جملة من مصنفاته الشريفة ، وأمره في وصيته ـ هذه التي نحن بصدد تعريفها وتحقيقها ، والتي ختم بها كتابه (قواعد الأحكام) ـ بإتمام ما بقي ناقصا من كتبه بعد حلول الأجل ، وإصلاح ما وجد فيها من الخلل.

له رحمه‌الله من المؤلفات ـ غير ما أتم من مصنفات والده العلامة ـ كتب جليلة ، منها : شرح القواعد ، سماه : إيضاح الفوائد ، والفخرية في النية ،

__________________

(٢٧) أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦.

٤١٦

وحاشية الإرشاد والكافية الوافية في علم الكلام ، وشرح نهج المسترشدين ، وشرح تهذيب الأصول الموسوم : بغاية السؤول ، وشرح مبادئ الأصول ، وشرح خطبة القواعد ، إلى غير ذلك من المصنفات النافعة ، يروي عن أبيه العلامة ـ رحمه‌الله ـ وغيره ، ويروي عنه شيخنا الشهيد ـ رحمه‌الله ـ وأثنى عليه في بعض إجازاته ثناء بليغا.

ولد رحمه‌الله في ٢٠ جمادى الأولى سنة ٦٢٨ ه ـ وتوفي ليلة ٢٥ جمادى الآخرة سنة ٧٧١ ه (٢٨).

النسخ المعتمدة في التحقيق :

اعتمدت في عملي على نسختين ، هما :

١ ـ مصورة لمخطوطة كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي ـ قدس سره ـ ، وقد كتب عليها إنهاء في ليلة ٩ شهر رمضان سنة ٦٩٩ ه ـ في ٣٣٧ ورقة ، وهي من محفوظات مكتبة مؤسسة آل البيت ـ عليهم‌السلام ـ لإحياء التراث ، مأخوذة عن صورة النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، والمصنفة ضمن : (الكتب المتفرقة).

٢ ـ النسخة الحجرية لكتاب (قواعد الأحكام) ، نشر : منشورات الرضي ـ قم (أوفسيت).

وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ، لنشرها هذه الرسالة على صفحات نشرتها الغراء (تراثنا).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

حامد الطائي

__________________

(٢٨) المقدمة على رجال العلامة ـ للسيد محمد صادق بحر العلوم ـ : ٨ ، الفوائد الرجالية ٢ / ٢٦١.

٤١٧

٤١٨

٤١٩

٤٢٠