مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤
٦٢ ـ فضائل علي بن أبي طالب عليهالسلام ، لأحمد بن حنبل.
٦٣ ـ الفضائل ، لأبي الفضل سديد الدين بن شاذان ـ نشر المطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف.
٦٤ ـ فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، للسيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي ـ نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.
٦٥ ـ فيض القدير ، لمحمد المدعو بعبد الرؤوف المناوي ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.
٦٦ ـ قصص الأنبياء ، لقطب لدين سعيد بن هبة الله الراوندي ـ نشر مجمع البحوث الإسلامية ـ مشهد ـ إيران.
٦٧ ـ الكامل في التاريخ ، لعز الدين علي بن أبي الكرم المعروف بابن الأثير ـ نشر دار صادر ـ بيروت.
٦٨ ـ الكشاف ، لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ـ نشر دار المعرفة ـ بيروت.
٦٩ ـ كشف الخفاء ومزيل الإلباس ، لإسماعيل محمد العجلوني الجراحي ـ نشر مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
٧٠ ـ كفاية الطالب ، للحافظ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ـ تحقيق وتصحيح محمد هادي الأميني.
٧١ ـ كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي ـ نشر جماعة المدرسين ـ قم.
٧٢ ـ لسان الميزان ، لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني ـ نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.
٧٣ ـ مائة منقبة ، لأبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي المعروف بابن شاذان ـ نشر الدار الإسلامية ـ بيروت.
٧٤ ـ مجمع الأمثال ، لأبي الفضل أحمد بن محمد النيسابوري ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.
٧٥ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ، للشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي ـ نشر مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي العامة ـ قم.
٧٦ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ أبي بكر الهيثمي ـ نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت.
٧٧ ـ المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.
٧٨ ـ مسند أحمد ، لأحمد بن حنبل ـ نشر دار الفكر ـ بيروت.
٧٩ ـ مسند أبي يعلى ، للحافظ أحمد بن علي التميمي ـ نشر دار المأمون للتراث ـ دمشق.
٨٠ ـ مشكل الآثار ، للحافظ أبي جعفر الطحاوي ـ نشر دار صادر ـ بيروت.
٨١ ـ مصنف ابن أبي شيبة ، للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ـ نشر الدار السلفية ـ بومباي ـ الهند.
٨٢ ـ المعجم الأوسط ، للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ـ نشر مكتبة المعارف ـ الرياض.
٨٣ ـ المعجم الصغير ، للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ـ نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت.
٨٤ ـ المعجم الكبير ، للحافظ سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ـ نشر دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
٨٥ ـ المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة ، تحقيق محمد دشتي وكاظم محمدي ـ نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم.
٨٦ ـ المغازي ، للشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب ـ نشر مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.
٨٧ ـ المناقب ، للشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب ـ نشر المكتبة العلمية ـ قم.
٨٨ ـ المناقب ، للحافظ الموفق بن أحمد الحنفي المعروف بالخوارزمي ـ نشر مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.
٨٩ ـ مناقب علي بن أبي طالب عليهالسلام ، لابن المغازلي ـ نشر المكتبة الإسلامية ـ طهران.
٩٠ ـ ميزان الاعتدال ، لمحمد بن أحمد الذهبي ـ نشر دار المعرفة ـ بيروت.
٩١ ـ نور الأبصار ، لمؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ـ نشر داد الفكر ـ بيروت.
٩٢ ـ النص والاجتهاد ، للإمام عبد الحسين شرف الدين الموسوي ـ نشر قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ـ إيران.
٩٣ ـ وقعة صفين ، لنصر بن مزاحم المنقري ـ نشر مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي ـ قم.
٩٤ ـ وقعة الطف ، للوط بن يحيى الأزدي الغامدي الكوفي ـ نشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ـ قم.
مقدمة التحقيق :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، وعلى آله حملة علم العلي الأعلى ، وسادات الورى ، والعروة الوثقى ، والحجة على أهل التقى ، واللعن الدائم على أعدائهم من الآن إلى يوم العدى.
عندما شرعت في تحقيق هذه الوصية الميمونة للعلامة ـ قدسسره رأيت لزاما علي أن أفرد شيئا من الروايات والأخبار والأحاديث الواردة في استحباب أو وجوب كتابة الوصية قبل حلول الأجل.
باب في الوصية
الوصية لغة : ما أوصيت به ، وسميت وصية لاتصالها بأمر الميت (١).
والوصي : الذي يوصي ، والذي يوصى له.
__________________
(١) الصحاح ٦ / ٢٥٢٥ ، ولسان العرب ١٥ / ٣٩٤ ، مادة وصي.
الوصي : الموصي ، والأنثى وصي ، وجميعا : أوصياء ، ومن العرب من لا يثني الوصي ولا يجمعه.
أوصى الرجل ووصاه : عهد إليه ، وأوصيت له بشئ وأوصيت إليه إذا جعلته وصيك. والاسم ، الوصاية ، والوصاية بالكسر والفتح ، وتواصى القوم ، أي أوصى بعضهم بعضا (٢).
الوصية شرعا : تمليك عين ، أو منفعة ، أو تسلط على تصرف بعد الوفاة (٣).
وتستحب الوصية لذوي القرابة ، وارثا كان أم غيره لقوله تعالى : (كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين) (٤). ولأن فيه صلة الرحم (٥).
فقد روى المشايخ الثلاثة ـ الكليني والصدوق والطوسي ، قدس الله أسرارهم ـ عن الكناني ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : (الوصية حق على كل مسلم) (٦).
وروي في التهذيب ، عن الشحام ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الوصية فقال : (هي حق على كل مسلم) (٧).
وروي في الفقيه ، عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : (الوصية حق ، وقد أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فينبغي للمسلم أن يوصي) (٨).
__________________
(٢) الصحاح ٦ / ٢٥٢٥ ، ولسان العرب ١٥ / ٣٩٤ ، مادة (وصي).
(٣) اللمعة الدمشقية ٥ / ١١.
(٤) سورة البقرة ٢ : ١٨٠.
(٥) اللمعة الدمشقية ٥ / ٥٥.
(٦) الكافي ٧ / ٣ ح ٤ ، الفقيه ٤ / ١٣٤ ح ٤٦٢ ، التهذيب ٩ / ١٧٢ ح ٧٠٢.
(٧) التهذيب ٩ / ١٧٢ ح ٧٠٣.
(٨) الفقيه ٤ / ١٣٤ ح ٤٦٣.
وروي في الكافي والتهذيب ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال له رجل : إني خرجت إلى مكة فصحبني رجل وكان زميلي ، فلما أن كان في بعض الطريق مرض وثقل ثقلا شديدا فكنت أقوم عليه ، ثم أفاق حتى لم يكن عندي به بأس ، فلما أن كان اليوم الذي مات فيه أفاق فمات في ذلك اليوم
فقال أبو عبد الله عليهالسلام : (ما من ميت تحضره الوفاة إلا رد الله تعالى عليه من سمعه وبصره وعقله للوصية ، أخذ الوصية أو ترك وهي الراحة التي يقال لها راحة الموت ، فهي حق على كل مسلم) (٩).
وروي في الكافي ، عن وليد بن صبيح ، قال : صحبني مولى لأبي عبد الله عليهالسلام يقال له أعين ، فاشتكى أياما ثم برأ ، ثم مات فأخذت متاعه وما كان له فأتيت به أبا عبد الله عليهالسلام ، وأخبرته أنه اشتكى أياما ثم برأ ثم مات.
قال (تلك راحة الموت ، أما إنه ليس من أحد يموت حتى يرد الله تعالى من سمعه وبصره وعقله للوصية أخذ أو ترك) (١٠).
وروى المشايخ الثلاثة ـ عطر الله مراقدهم ـ عن سليمان بن جعفر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : (قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروته.
قيل : يا رسول الله وكيف يوصي الميت؟
قال : إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه ، قال : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم.
اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك
__________________
(٩) الكافي ٧ / ٣ ح ٥ ـ التهذيب ٩ / ١٧٢ ح ٧٠٤.
(١٠) الكافي ٧ / ٣ ح ٢.
لا شريك لك ، وأن محمدا عبدك ورسولك ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن البعث حق ، والحساب حق ، والصراط حق ، والقبر حق ، والميزان حق وأن الدين كما وصفت ، وأن الإسلام كما شرعت ، وأن القول كما حدثت ، وأن القرآن كما أنزلت ، وأنك أنت الله الحق المبين ، جزى الله محمدا عنا خير الجزاء ، وحيا الله محمدا وآل محمدا بالسلام.
اللهم يا عدتي عند كربتي ، ويا صاحبي عند شدتي ، ويا وليي في نعمتي ، إلهي وإله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، فإنك إن تكلني إلى نفسي طرفة عين أقرب من الشر وأبعد من الخير فآنس في القبر وحشتي ، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا.
ثم يوصي بحاجته وتصديق هذه الوصية في القرآن في السورة التي تذكر فيها مريم في قوله عزوجل : (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) (١١).
فهذا عهد الميت ، والوصية حق على كل مسلم ، وحق عليه أن يحفظ هذه الوصية ويعلمها.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : علمنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علمنيها جبرئيل عليه السلام (١٢).
وروي في الفقيه ، عن العباس بن عامر ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : (من لم يحسن عند الموت وصيته كان نقصا في مروته وعقله.
وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى إلى علي وأوصى علي
__________________
(١١) سورة مريم ١٩ : ٨٧.
(١٢) الكافي ٧ / ٢ ح ١ ، الفقيه ٤ / ١٣٨ ح ٤٨٢ ، التهذيب ٩ / ١٧٤ ح ٧١١.
عليهالسلام إلى الحسن ، وأوصى الحسن عليهالسلام إلى الحسين وأوصى الحسين عليهالسلام إلى علي بن الحسين ، وأوصى علي بن الحسين عليه السلام إلى محمد بن علي الباقر عليهالسلام (١٣).
وروي في التهذيب والفقيه ، عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبي جعفر عليهماالسلام ، قال : (من لم يوص عند موته لذوي قرابة ممن لا يرثه فقد ختم عمله بمعصية) (١٤).
هذه جملة من الروايات والأحاديث والأخبار الدالة على وجوب الوصية أو استحبابها ، أوردناها لتفيد ذكرا للمؤمنين ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والحمد لله رب العالمين.
__________________
(١٣) الفقيه ٤ / ١٣٤ ح ٤٦٧.
(١٤) الفقيه ٤ / ١٣٥ ح ٤٦٩ وص ١٣٤ ح ٤٦٦ ، التهذيب ٩ / ١٧٤ ح ٧٠٨ و ٧١٠.
ترجمة المؤلف
لم يكن المترجم له إنسانا مغمورا حتى يحتاج إلى التعريف به والإشادة بمآثره ، بل هو طود شامخ وعلم معروف ، انتشرت آثاره العلمية في المكتبات الإسلامية ، وعرفت مآثره الدينية في الأوساط كافة.
إنه حي تتجدد ذكراه على مر العصور والدهور.
نعم ، سيبقى حي الذكر أولئك الذين أدركوا مغزى (خلقتهم للحياة لا للفناء) ، واتجهوا بكنه وجودهم إلى الحي القيوم ، واستضاؤا في مسيرتهم العلمية بأنوار الأنبياء ، وجعلوا سيرة أولياء الحق دستورهم المتبع.
هؤلاء سيبقى ذكرهم حيا خالدا ، ولا يجد الفناء إليهم سبيلا
وليس المترجم له ممن يتباهى به الشيعة فقط ، بل يتباهى به المسلمون ، لما أحسوا فيه من الشخصية المسهمة في إعلاء كلمة الله تعالى ، وبذل الجهد لنشر الأسس الإسلامية المتينة ، كما تشهد بذلك كتبه القيمة ، فجزاه الله عن الإسلام خير جزاء المحسنين.
وبما أنه قد ترجمت شخصية المؤلف في معظم كتبه ومؤلفاته ، التي رأت النور حديثا ترجمة وافية وغزيرة ، وفي معظم كتب علمائنا الأعلام ، أمثال : رياض العلماء ، وروضات الجنات ، والذريعة ، وغيرها .. ارتأينا أن نتناول نبذة وجيزة عن حياته الشريفة.
اسمه ونسبه :
هو : الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ـ بالميم المضمومة والطاء
غير المعجمة والهاء المشددة والراء ـ أبو منصور ، الحلي مولدا ومسكنا (١٥).
فاسمه : الحسن ، كما ذكره هو بنفسه واتفق عليه أكثر المؤرخين.
لكن بعض مؤرخي العامة ذكروا أن اسمه الحسين ، كالصفدي (١٦) ، وابن حجر (١٧) ، وغيرهما (١٨).
مولده ونشأته :
اتفقت المصادر على أن ولادته كانت في شهر رمضان عام ٦٤٨ ه.
وما ذكره السيد الأمين في الأعيان نقلا عن خلاصة العلامة من أنه ولد سنة ٦٤٧ (١٩) ، فهو خطأ بين لمخالفته للمصادر كافة ، ولجميع نسخ (الخلاصة) التي نقل عنها الأصحاب ، فما ذكره إما سهو من قلمه الشريف ، أو خطأ مطبعي ، أو تصحيف من نسخة (الخلاصة) التي نقل عنها.
نشأ علامتنا في حجر أبوين صالحين رؤوفين ، فتربى في حضن المرأة الصالحة بنت الحسن بن أبي زكريا يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي ، وتحت رعاية والده الإمام الفقيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر ، وشارك في تربيته مشاركة فعالة خاله المعظم المحقق الحلي ، فكان له الأب الشفيق من كثرة رعايته له والاهتمام به وهكذا فقد درج هذا المولود المبارك في محيط علمي مملوء بالتقوى
__________________
(١٥) الخلاصة : ٤٥.
(١٦) الوافي بالوفيات ١٣ / ٨٥.
(١٧) ذكره في الدرر الكامنة ٢ / ٩٤ باسم : الحسن ، وفي ٢ / ٧١ باسم : الحسين.
(١٨) كخير الدين الزركلي في الأعلامپ ٢ / ٢٢٧ بأسم : الحسن ، قال : ويقال الحسين بن يوسف ابن علي بن المطهر الحلي ، جمال الدين ، ويعرف بالعلامة ، من أئمة الشيعة وأحد كبار العلماء. نسبة إلى الحلة (في العراق) وكان من سكانها. مولده ووفاته فيها.
(١٩) أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦.
والعلم ، وبين أسرتين شريفتين تعدان من أبرز أسر الحلة علما وتقوى وإيمانا ، ألا وهما : أسرة بني المطهر ، وأسرة بني سعيد.
فحظي المولود الميمون برعاية خاصة من قبل الأسرتين ـ لما شاهدوا استعداده الكبير لتحصيل العلم والتقى ، وذهنيته الوقادة ـ حتى أحضروا له معلما خاصا ليعلمه القرآن والكتابة.
أقوال العلماء فيه :
أستاذه نصير الدين الطوسي ، قال : عالم إذا جاهد فاق (٢٠).
ابن داود معاصره ، قال : شيخ الطائفة ، وعلامة وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير التصانيف ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول (٢١).
ابن حجر العسقلاني ، قال : عالم الشيعة وإمامهم ومصنفهم ، وكان آية في الذكاء (٢٢).
الشيخ المامقاني ، قال : وضوح حاله ، وقصور كل ما يذكر عن أداء حقه وبيان حقيقته ، وإن كان يقضي بالسكوت عنه كما فعل القاضي التفرشي حيث قال : يخطر ببالي أن لا أصفه ، إذ لا يسع كتابي هذا علومه وتصانيفه وفضائله ومحامده. انتهى.
لكن حيث إن ما لا يدرك كله لا يترك كله ، والمسك كلما كررته يتضوع ، لا بد من بيان شطر من ترجمته فنقول :
اتفق علماء الإسلام على وفور علمه في جميع الفنون وسرعة التصنيف ،
__________________
(٢٠) وذلك عندما سئل بعد زيارته الحلة قال : رأيت خريتا ماهرا وعالما إذا جاهد فاق ، أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦.
(٢١) رجال ابن داود : ٧٨.
(٢٢) لسان الميزان ٢ / ٣١٧.
وبالغوا في وثاقته (٢٣).
المحدث النوري ، قال : الشيخ الأجل الأعظم ، بحر العلوم والفضائل والحكم ، حافظ قاموس الهداية ، كاسر ناقوس الغواية ، حامي بيضة الدين ، ماحي آثار المفسدين ، الذي هو بين علمائنا الأصفياء كالبدر بين النجوم ، وعلى المعاندين الأشقياء أشد من عذاب السموم ، وأحد من الصارم المسموم ، صاحب المقامات الفاخرة ، والكرامات الباهرة ، والعيادات الزاهرة ، والسعادات الظاهرة ، لسان الفقهاء والمتكلمين والمحدثين والمفسرين ، ترجمان الحكماء والعارفين والسالكين المتبحرين ، الناطق عن مشكاة الحق المبين ، الكاشف عن أسرار الدين المتين ، آية الله التامة العامة ، وحجة الخاصة على العامة ، وعلامة المشارق والمغارب وشمس سماء المفاخر والمناقب والمكارم والمآرب (٢٤).
وفاته ومدفنه :
توفي ـ رحمة الله ـ ليلة السبت ٢١ من المحرم سنة ٧٢٦ ه ـ كما هو موجود بخط الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني ـ تلميذ الشهيد الثاني ـ على هامش نسخة من (الخلاصة) (٢٥).
وفي (اللؤلؤة) يكون عمره ٧٧ سنة وثلاثة أشهر تقريبا ، وذلك على القول بأن ولادته كانت سنة ٦٤٨ ه (٢٦).
وكانت وفاته بالحلة المزيدية ونقل إلى النجف الأشرف حيث دفن في حجرة عن يمين الداخل إلى الحضرة العلوية ـ على مشرفها آلاف التحية
__________________
(٢٣) تنقيح المقال ١ / ٣١٤.
(٢٤) خاتمة المستدرك : ٤٥٩.
(٢٥) أعيان الشيعة ٥ / ٤٩٦.
(٢٦) لؤلؤة البحرين : ٢١٢.
والسلام ـ من جهة الشمال ، وقبره ظاهر معروف مزور إلى اليوم (٢٧).
وللمزيد أنظر ترجمته ـ قدسسره ـ في : رجال ابن داود : ٧٨ ، خلاصة الأقوال : ٤٥ نقد الرجال : ٩٩ ، مجالسي المؤمنين ٢ / ٣٥٩ ، منهج المقال : ١٠٩ ، رياض العلماء ١ / ٣٥٨ ، أمل الآمل ٢ / ٨١ ، لؤلؤة البحرين : ٢١٠ ، مقباس الأنوار : ١٣ ، خاتمة المستدرك : ٤٥٩ ، بهجة الآمال ٣ / ٢١٧ ، الفوائد الرضوية : ١٢٦ ، الكنى والألقاب ٢ / ٤٣٦ ، هداية الأحباب : ٢٠٢ ، أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦ ، تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ٢٧٠ ، الوافي بالوفيات ١٣ / ٨٥ ، لسان الميزان ٢ / ٣١٧ ، النجوم الزاهرة ٩ / ٢٦٧ ، الأعلام ٢ / ٢٢٧.
نبذة مختصرة عن حياة فخر المحققين :
هو أبو طالب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ـ رحمه الله ، وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير العلم ، وحيد عصره ، جيد التصانيف ، حاله في علو قدره وسمو مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر ، وكفى في ذلك أنه فاز بدرجة الاجتهاد وهو في السنة العاشرة من عمره الشريف ، وكان والده ـ رحمهالله ـ يعظمه ويثني عليه ويعنى بشأنه كثيرا حتى أنه ذكره في صدر جملة من مصنفاته الشريفة ، وأمره في وصيته ـ هذه التي نحن بصدد تعريفها وتحقيقها ، والتي ختم بها كتابه (قواعد الأحكام) ـ بإتمام ما بقي ناقصا من كتبه بعد حلول الأجل ، وإصلاح ما وجد فيها من الخلل.
له رحمهالله من المؤلفات ـ غير ما أتم من مصنفات والده العلامة ـ كتب جليلة ، منها : شرح القواعد ، سماه : إيضاح الفوائد ، والفخرية في النية ،
__________________
(٢٧) أعيان الشيعة ٥ / ٣٩٦.
وحاشية الإرشاد والكافية الوافية في علم الكلام ، وشرح نهج المسترشدين ، وشرح تهذيب الأصول الموسوم : بغاية السؤول ، وشرح مبادئ الأصول ، وشرح خطبة القواعد ، إلى غير ذلك من المصنفات النافعة ، يروي عن أبيه العلامة ـ رحمهالله ـ وغيره ، ويروي عنه شيخنا الشهيد ـ رحمهالله ـ وأثنى عليه في بعض إجازاته ثناء بليغا.
ولد رحمهالله في ٢٠ جمادى الأولى سنة ٦٢٨ ه ـ وتوفي ليلة ٢٥ جمادى الآخرة سنة ٧٧١ ه (٢٨).
النسخ المعتمدة في التحقيق :
اعتمدت في عملي على نسختين ، هما :
١ ـ مصورة لمخطوطة كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي ـ قدس سره ـ ، وقد كتب عليها إنهاء في ليلة ٩ شهر رمضان سنة ٦٩٩ ه ـ في ٣٣٧ ورقة ، وهي من محفوظات مكتبة مؤسسة آل البيت ـ عليهمالسلام ـ لإحياء التراث ، مأخوذة عن صورة النسخة المخطوطة المحفوظة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم ، والمصنفة ضمن : (الكتب المتفرقة).
٢ ـ النسخة الحجرية لكتاب (قواعد الأحكام) ، نشر : منشورات الرضي ـ قم (أوفسيت).
وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث ، لنشرها هذه الرسالة على صفحات نشرتها الغراء (تراثنا).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
حامد الطائي
__________________
(٢٨) المقدمة على رجال العلامة ـ للسيد محمد صادق بحر العلوم ـ : ٨ ، الفوائد الرجالية ٢ / ٢٦١.