إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - ج ٣٠

آية الله السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي

الله عليه وسلم بين مكة والمدينة إذ نزلنا منزلا يقال له غدير خم ، فنودي إن الصلاة جامعة فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال : فإن من كنت مولاه فهذا مولاه ، وأخذ بيد علي عليه‌السلام.

ومنهم المؤرخ الحافظ شمس محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٢٩) قال :

وقال غندر : حدثنا شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح.

وقال أيضا في ص ٦٣٢ :

قال شعبة عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة ـ أو زيد بن أرقم ، شك شعبة ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

حسّنه الترمذي ولم يصححه لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم نحوه ، والظاهر أنه عند شعبة من طريقين ، والأول رواه بندار ، عن غندر ، عنه.

وقال كامل أبو العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ، أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ومنهم العلامة أبو الحسن بن سهل الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في «تاريخ واسط» (ص ١٥٤ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال :

٤٠١

حدثنا أسلم قال : ثنا زكريا بن يحيى ، قال : ثنا إبراهيم بن عطية الثقفي أبو إسحاق ، قال : ثنا يونس بن حباب ، قال : ثنا يزيد بن شريك ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كنت وليه فعلي وليه.

ومنهم العلامة أبو المحاسن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني الشافعي المولود سنة ٧١٥ والمتوفى ٧٦٥ في «الإكمال في ذكر من له رواية في مسند أحمد من الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال» (ص ٥٦٤ ط مطابع الوفاء ـ المنصورة) قال :

عن زيد بن أرقم : روى عنه الحكم بن قتيبة في مناشدة علي في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

استدركه شيخنا الهيثمي ولم أر هذا الحديث في مسند زيد بن أرقم ، ولكنه في مسند علي من رواية الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله ، يعني مثل حديث قبله من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عمر ، وروى عنه.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في «فهرس الأحاديث والآثار» لكتاب «الكنى والأسماء» للدولابي (ص ٥٨ ط عالم الكتب في بيروت) قال :

فإني من كنت مولاه فهذا مولاه.[عن] زيد بن أرقم.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ١٠٣٧)

بألفاظ مختلفة.

ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين»

٤٠٢

للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص ٦٩٧ والقسم الثاني ص ١٣٢ ط عالم الكتب ـ بيروت)

فذكروا الحديث.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص ٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم قال : لما دفع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال : كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين : أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض. ثم قال : إن الله مولاي ، وأنا ولي كل مؤمن.

ثم أخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

فقلت لزيد : سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم ، وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه.

وقال أيضا في ص ٧٢ :

أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن ميمون (أبي عبد الله) عن زيد بن أرقم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال : فإن من كنت مولاه فهذا مولاه ، وأخذ

٤٠٣

بيد علي.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ٤١ ط دار الجيل ـ بيروت) قال :

عن زيد بن أرقم ، قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ألستم تعلمون إني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه ، قال : فإن من كنت مولاه فهذا مولاه ، وأخذ بيد علي.

ومنها

حديث عمير بن سعيد

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص ٧٣ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري ، وأحمد بن عثمان بن حكيم قالا : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا هانئ بن أيوب ، عن طلحة ، عن عمير بن سعيد أنه سمع عليا رضي‌الله‌عنه وهو ينشد في الرحبة : من سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام ستة نفر فشهدوا.

ومنها

حديث عمرو بن ذي مرّ

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٤٠٤

فمنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في «تهذيب خصائص الإمام علي» (ص ٨٢ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

أخبرنا علي بن محمد بن علي ، قال : حدثنا خلف بن تميم ، قال : حدثنا إسرائيل ، قال : حدثنا أبو اسحق ، عن عمرو بن ذي مر ، قال : شهدت عليا بالرحبة ينشد أصحاب محمد : أيكم سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول يوم غدير خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، وتفرق بين المؤمن والكافر.

ومنهم العلامة الشيخ أبو موسى محمد بن عمر الاصبهاني المديني المتوفى سنة ٥٨١ في «نزهة الحفاظ» (ص ٦٠ ط مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت) قال :

أخبرنا محمد بن إبراهيم الناصر ، أنبأنا أبو القاسم وعبد الوهاب ، أنبأنا محمد بن يعقوب ، قالا : قال والدنا أحمد بن الحسن بن عتبة ، حدثنا علي بن سعيد بن بشير ، حدثنا أبان بن محمد الكوفي ، عن أبان بن عثمان الأحمر ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ذي مر ، عن علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه الطبراني عن علي هذا.

ومنها

حديث عمران بن حصين

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٥٠ ط دار الفكر) قال :

٤٠٥

وعن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب ، فأحدث شيئا في سفره ، فتعاقد أربعة من أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يذكروا أمره لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال عمران : وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسلمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم قام الثاني ، فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم قام الثالث ، فقال : يا رسول الله ، إن عليا فعل كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال : يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا ، قال : فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الرابع وقد تغير وجهه ، فقال : دعوا عليا ، دعوا عليا ، دعوا عليا ، إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي.

وفي رواية : فأقبل إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال : ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي.

ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في «تهذيب خصائص الإمام علي» (ص ٦٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

حدثنا بشر بن هلال ، عن جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن عليا مني .. إلخ.

وقال أيضا في ص ٧٥ :

أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : جهز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشا

٤٠٦

واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ـ فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور باختلاف يسير في اللفظ.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ١١٣٦ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

هو ولي كل مؤمن بعدي (علي) عمران بن حصين ٤ / ٤٣٨

هو وليكم بعدي ٥ / ٣٥٦

ومنها

حديث وهب بن حمزة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٥٠ ط دار الفكر) قال :

وعن وهب بن حمزة قال : سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة ، فرأيت منه جفوة ، فقلت : لئن رجعت ولقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأنالنّ منه. قال : فرجعت فلقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكرت عليا فنلت منه ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لا تقولن هذا لعلي ، فإن عليا وليكم بعدي.

ومنها

حديث جابر بن عبد الله الأنصاري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٤٠٧

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٥٥ ط دار الفكر) قال :

قال عبد الله بن محمد بن عقيل : كنا عند جابر بن عبد الله وعنده محمد بن الحنفية ، فجاء رجل من أهل العراق فقال : أنشدك بالله يا جابر ، إلا أخبرتني ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال جابر : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخرج من خباء أو فسطاط ، فقال لعلي بيده : هلم هلم ، وثم ناس من جهينة ومزينة وغفار ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

قال : فقال : نشدتك بالله ، أكان ثم أبو بكر وعمر؟ قال : اللهم لا.

وقال أيضا في ص ٣٥٦ :

وعن جابر بن عبد الله قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزل خم ، فنحى الناس عنه ، ونزل معه علي بن أبي طالب ، فشق على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تأخر الناس عنه ، فأمر عليا فجمعهم ، فلما اجتمعوا قام فيهم ، وهو متوسد على علي بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس ، إني قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إلي من شجرة تليني ، ثم قال : لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه ، رضي‌الله‌عنه كما أنا عنه راض ، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا ، ثم رفع يديه ، ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وابتدر الناس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يبكون ويتضرعون إليه ، ويقولون : يا رسول الله إنما تنحينا كراهة أن نثقل عليك ، فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.

فرضي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ذلك ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، استغفر لنا جميعا ، ففعل ، فقال لهم : أبشروا ، فو الذي نفسي بيده ، ليدخلن الجنة

٤٠٨

من أصحابي سبعون ألفا بغير حساب ، ومع كل ألف سبعون ألفا ، ومن بعدهم مثلهم أضعافا.

قال أبو بكر : يا رسول الله زدنا ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في موضع رمل ، فحفن بيديه من ذلك الرمل ملء كفيه ، ثم قال : هكذا ، قال أبو بكر : زدنا يا رسول الله ، ففعل مثل ذلك ثلاث مرات ، فقال أبو بكر : زدنا يا رسول الله ، فقال عمر : ومن يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبعد ثلاث حثيات من الرمل من الله؟ فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : والذي نفسي بيده ، ما تفي بهذا أمتي حتى توفي عدتهم من الأعراب.

وقال في ص ٣٥٧ :

وقد حدثني محمد بن المكندر عن جابر بن عبد الله قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله.

ومنهم العلامة محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الأبار المولود سنة ٥٩٥ والمتوفى سنة ٦٥٨ في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي» (ص ٣٢٥ ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر ـ القاهرة) قال :

يحيى بن محمد بن سعيد الفهري أبو بكر بن ريدان ـ بالراء ـ من أهل قرطبة وأصله من بعض الثغور الجوفية كتب إليه أبو علي وله رواية عن جماعة مذكورين في «التكملة» وكان فقيها مشاورا وولى الأحكام ببلده والعدوة وتوفي باشبيلية سنة ست وخمسين وخمسمائة ، حدثت عن أبي بكر بن خير وأبي القاسم بن الملجوم ، عن أبي بكر بن ريدان : أن أبا علي بن سكرة كتب إليه ، وقرأت على الحافظ أبي الربيع بن موسى قال : أخبرني أبو محمد بن أبي مروان ، عن القاضي أبي علي قال : أنا

٤٠٩

أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي قراءة مني عليه في منزله ببغداد مرارا ، وكتب إلي أبو الحسن بن منصور عن ابن ناصر ، أنبأنا مالك بن أحمد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت القرشي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، نا أبو سعيد الأشج ، نا المطلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال : كنت عند جابر بن عبد الله في بيته ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق فقال : أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : كنا بالجحفة بغدير خم ، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «معجم شيوخ الذهبي» (ص ٥٣١ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

أخبرنا محمد بن علي ، نا عبد الله بن أحمد حضورا في سنة ثماني عشرة وستمائة قالا : أنا علي بن عبد الرحمن الطوسي زاد إبراهيم فقال : وأبو الفتح بن البطي. وأنا إسماعيل بن الفراء وابن مؤمن ومحمد بن يعقوب الأسدي وابن عمه أيوب وعبد الكريم بن محمد وبيبرس العقيلي قالوا : أنا الكاشغري عن شيخه وأنا سنقر الأسدي أنا عبد اللطيف اللغوي والأنجب الحمامي وعلي بن أبي الفخار وعبد اللطيف بن القبيطي ومحمد بن محمد السباك وغيرهم.

وأنا أحمد بن إسحاق المصري ، أنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ومحمد بن معالي وعمر بن بركة والأنجب الحمامي وسعد بن محمد وصفية بنت عبد الجبار وغالب بن أبي سعد في ما يغلب على ظني إبراهيم بن المظفر قالوا كلهم : أنا أبو الفتح بن البطي.

وأنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق ، أنا محمد بن عمر بن خليفة ، أنا الحافظ بن

٤١٠

ناصر في كتابه.

وأنا أبو المعالي ، أنا محاسن الحراني ، إجازة ، أنا أبو بكر بن الزاغوني ، قالوا أربعتهم: أنا ملك البانياسي ، أنا أحمد بن محمد المحبر ، نا إبراهيم بن عبد الصمد إملاء ، نا أبو سعيد الأشج ، نا المطلب بن زياد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر فدخل رجل من أهل العراق فقال : أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : كنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار ، فخرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا ، فأخذ بيد علي رضي‌الله‌عنه فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

رواه ابن الخباز في معجمه سنة اثنتين وستين وستمائة عن شيخنا هذا عن الكاشغري، وهو حديث صالح الإسناد عال ، وما أخرجوه من هذا الوجه يلي له غير إسناد في السنن والمسانيد.

ومنهم العلامة أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في «تاريخ واسط» (ص ١٥٤ ط عالم الكتب ـ بيروت) قال :

حدثنا أسلم قال : حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد وغيره ، قال : ثنا معلى بن عبد الرحمن بن حكيم ، قال : ثنا شريك ، عن جابر ، عن عطا قال : سألت جابر بن عبد الله : ما كانت منزلة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فيكم؟ قال : منزلة الوصي ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا شوور واستؤمر.

ومنها

حديث ابن عباس

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

٤١١

فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة ٣٦٠ في «المعجم الكبير» (ج ١٢ ص ٩٩ ط مطبعة الأمة ببغداد) قال :

عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ومنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص ٦٩٧ ط عالم الكتب ـ بيروت) قالوا :

من كنت مولاه فإن مولاه علي ابن عباس ٣ / ١٣٤

ومنها

حديث طلحة

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم عدة من الفضلاء في «فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين» للحاكم النيسابوري (القسم الثاني ص ٣٥٢ ط عالم الكتب ـ بيروت) قالوا :

من كنت مولاه فعلي مولاه ... معرفة الصحابة / طلحة ٣ / ٣٧١

ومنها

حديث عمر بن ميمون

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

فمنهم أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في «فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل» (ج ٢ ص ١٠٣٧ ط بيروت) قال :

٤١٢

من كنت مولاه فإن مولاه علي. عمر بن ميمون ١ / ٣٣١

ومنها

حديث حذيفة بن أسيد

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٥٣ ط دار الفكر) قال :

وعن حذيفة بن أسيد قال : لما قفل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن ، ثم بعث إليهن ، فصلى تحتهن ، ثم قام فقال : أيها الناس ، قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسئول ، وأنتم مسئولون ، فما ذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت ، فجزاك الله خيرا ، قال : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق ، وأن الموت حق ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى ، نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد.

ثم قال : أيها الناس إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه.

ثم قال : أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علىّ الحوض ، حوض أعرض مما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان فضة ، وإني سائلكم حين تردون علىّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله عزوجل ، وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به ، لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل

٤١٣

بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علىّ الحوض.

ومنها

حديث بريدة

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٤٨ ط دار الفكر) قال :

قال بريدة : غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فقدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكرت عليا فتنقصته ، فرأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتغير ، فقال : يا بريدة ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.

وعن بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه.

وعن بريدة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو وليكم بعدي.

وعن بريدة قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثين إلى اليمن ، على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا اجتمعتما فعلي على الناس وإذا افترقتما فكل واحد منكما على حدة ، قال : فلقينا بني زيد من اليمن فقاتلناهم ، وظهر المسلمون على الكافرين ، فقتلوا المقاتل وسبوا الذرية ، واصطفى علىّ جارية من الفيء ، فكتب معي خالد يقع في علي ، وأمرني أن أنال منه.

قال : فلما أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأيت الكراهية في وجهه فقلت : هذا مكان العائذ يا رسول الله ، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته ، فبلغت ما أرسلني ،

٤١٤

قال : يا بريدة لا تقع في علي ، علي مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي.

وفي حديث آخر بمعناه : قال بريدة : وكنت من أشد الناس بغضا لعلي ، قال : وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي ، فطأطأت رأسي ، وتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت ، ثم رفعت رأسي ، فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إلي فقال : يا بريدة ، إن عليا وليكم بعدي ، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر ، قال : فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه.

قال عبد الله بن عطاء : حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة ، فقال : كتمك عبد الله بن بريدة بعض الحديث ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : أنافقت بعدي يا بريدة؟

وفي حديث آخر فقال : يا بريدة ، أتبغض عليا؟ قال : قلت : نعم ، قال : فأحبه ، فإن له في الخمس أكثر من ذلك.

ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في «تهذيب خصائص الإمام علي» للحافظ النسائي (ص ٦٩ ط دار الكتب العلمية بيروت) قال :

أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن ابن أبي بريدة ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستعمل علينا عليا ، فلما رجعنا سألنا : كيف وجدتم صحبة صاحبكم؟ ـ الحديث باختلاف يسير.

وقال أيضا في ص ٧٥ :

أخبرنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي ، عن ابن فضيل ، عن الأجلح ، عن

٤١٥

عبد الله ابن بريدة ، عن أبيه قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث عليا رضي‌الله‌عنه على جيش آخر ـ فذكر الحديث كما تقدم.

وروى أيضا حديثين بسندين مثل ما تقدم باختلاف يسير في ص ٧١.

ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه «حياة الإمام علي عليه‌السلام» (ص ٤١ ط دار الجيل في بيروت) قال :

عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستعمل علينا عليا ـ فذكر الحديث كما تقدم.

وقال أيضا في ص ٤٣ :

عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث عليا رضي‌الله‌عنه على جيش آخر ، وقال : إن التقيتما فعلي كرم الله وجهه على الناس وإن تفرقتما فكل واحد منكما على جنده ـ فذكر الحديث الشريف كما تقدم.

ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في «آل بيت الرسول» صلى‌الله‌عليه‌وسلم (ص ٦٣ ط القاهرة سنة ١٣٩٩) قال :

عن ابن بريدة ، عن أبيه أنه مر على مجلس وهم يتناولون من على ، فوقف عليهم فقال : إنه قد كان في نفسي على علي شيء ، وكان خالد بن الوليد كذلك ، فبعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية عليها ..

ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العكّ المدرس في إدارة الإفتاء العام بدمشق في «مختصر حياة الصحابة» للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص ٣١٥ ط

٤١٦

دار الإيمان ـ دمشق وبيروت) قال :

وأخرج البزار عن بريدة رضي‌الله‌عنه قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية ، فاستعمل علينا عليا رضي‌الله‌عنه ، فلما جئنا قال : كيف رأيتم صاحبكم؟ فإما شكوته وإما شكاه غيري. قال : فرفع رأسه ـ وكنت رجلا مكبابا ـ فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد احمر وجهه يقول : من كنت وليه فعلي وليه. فقلت : لا أسوءك فيه أبدا. قال الهيثمي (٩ / ١٠٨) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. إ ه.

ومنهم الأستاد محمد سعيد زغلول في «فهارس المستدرك للحاكم» (ص ٣٣٧ ط بيروت) قال :

من كنت مولاه فهذا وليه ٣ / ١٠٩

من كنت وليه فإن عليا وليه بريدة ٢ / ١٣٠

وقال في «موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف» (ج ١١ ص ١٠٦):

يا بريدة من كنت مولاه فعلي مولاه خصائص ٤٢

ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ في «الإعتقاد على مذهب السلف» (ص ٢٠٣ ط دار الكتب العلمية ـ بيروت) قال :

وفي حديث بريدة حين شكا عليا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتبغض عليا؟ فقلت : نعم ، فقال : لا تبغضه وأحببه وازدد له حبا. قال بريدة : فما كان من الناس أحد أحب إلي من علي بعد قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤١٧

ومنها

حديث براء بن عازب

رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم :

فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة ٧١١ في «مختصر تاريخ دمشق» لابن عساكر (ج ١٧ ص ٣٤٩ ط دار الفكر) قال :

وعن البراء بن عازب قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشين وأمّر على أحدهما علي بن أبي طالب ، وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا كان قتال فعلىّ على الناس.

قال : ففتح علي قصرا ، فاتخذ لنفسه جارية ، فكتب معي خالد بن الوليد يشي به ، فلما قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكتاب قال : ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ قال : قلت : أعوذ بالله من غضب الله.

وقال أيضا في ص ٣٥٤ :

وعن البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حجة الوداع ، فكسح لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت شجرتين ، ونودي في الناس أن الصلاة جامعة ، فدعا عليا وأخذ بيده فأقامه عن يمينه ، فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : أليس أزواجي أمهاتكم؟ قالوا : بلى ، قال : هذا وليي وأنا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، فقال له عمر : هنيئا لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن.

وفي رواية : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا : كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم

٤١٨

غدير خم ، ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال : إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي ، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، ومن تولى غير مواليه ، الولد للفراش وللعاهر الحجر ، ليس لوارث وصية ، ألا قد سمعتموني ورأيتموني ، فمن كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، ألا إني فرطكم على الحوض ، ومكاثر بكم ، فلا تسودوا وجهي ، ألا [وإني] أستنقذ رجالا ، وليستنقذن بي قوم آخرون ، ألا وإن الله وليي ، وأنا ولي كل مؤمن ، فمن كنت مولاه فعلي مولاه.

ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في «التصنيف الفقهي لأحاديث كتاب الكنى والأسماء» للدولابي (ج ٢ ص ٧٥٢ ط دار الكتاب المصري بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني في بيروت) قال :

حدثني أحمد بن يحيى الصوفي ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ، قال : حدثنا أبو حنيفة سعيد بن بيان سابق الحاج ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن البراء بن عازب ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه.

ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ في «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» (ج ٣ ص ٦٣٢) قال :

وقال حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد وأبي هارون ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تحت شجرتين ونودي في الناس (الصلاة جامعة) ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذ بيده وأقامه عن يمينه فقال : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، فقال : فإن هذا مولى من أنا مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئا لك يا علي أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

٤١٩

ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه «سيدات نساء أهل الجنة» (ص ١٣٣ ط مكتبة التراث الإسلامي ـ القاهرة) قال :

ولما انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مناسك حجة الوداع أمر أصحابه بالعودة إلى المدينة فنزل في بعض الطريق فأمر : الصلاة جامعة. ثم أخذ بيد علي وتساءل ـ فذكر الحديث الشريف كما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.

ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة الحسيني الحنفي المتوفى سنة ١١٢٠ في «البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف» (ص ٢٣٣ ط المكتبة العلمية ـ بيروت) قال :

من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الإمام أحمد ومسلم ، عن البراء بن عازب رضي‌الله‌عنه. وأخرجه أحمد أيضا عن بريدة بن الحصيب رضي‌الله‌عنه. وأخرجه الترمذي والنسائي.

ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي في «تلخيص المتشابه في الرسم» (ج ١ ص ٢٤٤ ط دار طلاس ، دمشق) قال :

أخبرناه محمد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ح وأخبرنيه الحسن بن أبي طالب ـ واللفظ لحديثه ـ ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قالا : حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع ، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا إبراهيم بن محمد ـ وهو ابن ميمون ـ عن أبي حنيفة سابق الحاج سعيد بن بيان ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : لما نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغدير قام في الظهيرة ، فأمر بقم الشجرات ، ثم جمعت له أحجار ، وأمر بلالا فنادى في الناس ، فاجتمع المسلمون ، فصعد رسول الله على تلك الأحجار ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من

٤٢٠